اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن

أَنْشَدَنِي الْمُبَرِّدُ
لِيَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ:


« [البحر الوافر]

إِلَهِي لَا تُفِتْنَا مِنْكَ رَحْمَةْ ...

وَعَافِيَةً وَتَوْفِيقًا وَعِصْمَةْ


فَمَا زِلْنَا نُعَرَّفُ مِنْكَ خَيْرًا ...

وَيَحْسُدُ حَاسِدٌ فَيُطِيلُ رَغْمَهْ


وَكَمْ أَذْنَبْتُ مِنْ ذَنْبٍ عَظِيمٍ ...

فَلَمْ تَفْضَحْ وَلَمْ تَعْجَلْ بِنِقْمَةْ


وَكَيْفَ بِشُكْرِ ذِي نِعَمٍ إِذَا مَا ...

شَكَرْتُ لَهُ فَشُكْرِي مِنْهُ نِعْمَةْ »


فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى
 
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" الناس إزاء المصيبة على درجات:
الأولى: الشاكر.
الثانية: الراضي.
الثالثة: الصابر.
الرابعة: الجازع.

أمَّا الجازع :
فقد فعل محرماً،
وتسخط من قضاء رب العالمين الذي بيده ملكوت السموات والأرض ،
له الملك يفعل ما يشاء.

وأمّا الصابر:
فقد قام بالواجب،
والصابر: هو الذي يتحمل المصيبة،
أي يرى أنها مرة وشاقة، وصعبة ،
ويكره وقوعها،

ولكنه يتحمل، ويحبس نفسه عن الشيء المحرم ،
وهذا واجب.

وأمّا الراضي:
فهو الذي لا يهتم بهذه المصيبة ،
ويرى أنها من عند الله فيرضى رضاً تاماً،
ولا يكون في قلبه تحسر،
أو ندم عليها ؛
لأنه رضي رضاً تاماً،
وحاله أعلى من حال الصابر.

والشاكر:
هو أن يشكر الله على هذه المصيبة.

ولكن كيف يشكر الله على هذه المصيبة وهي مصيبة ؟

والجواب: من وجهين:

الوجه الأول:

أن ينظر إلى من أصيب بما هو أعظم ،
فيشكر الله على أنه لم يصب مثله .

الوجه الثاني:

أن يعلم أنه يحصل له بهذه المصيبة تكفير السيئات ،
ورفعة الدرجات إذا صبر،
فما في الآخرة خير مما في الدنيا،
فيشكر الله ،

وأيضاً أشد الناس بلاءً الأنبياء ،
ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل ،
فيرجو أن يكون بها صالحاً،
فيشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة.

والشكر على المصيبة مستحب ؛
لأنه فوق الرضا ؛
لأن الشكر رضا وزيادة " .

انتهى من الشرح الممتع
(5/ 395-396) .
منقوول
 
عن ابن لكعب بن مالك، قال:

«لما أتى كعب بن مالك الذي بشَّره بتوبته ,

سَجَد

وأعطى الذي بشَّره ثوبيه»

فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحـمه الله تعالى

 
عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، قال:

«سمعت نداء من ذروة سَلْع أن أبشر، يا كعب»

قال:

« فخررت ساجدا،

وعرفت أن الله قد جاء بالفرج »

فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحـمه الله تعالى

 
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً

فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ

إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ

فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ

أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً

فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ

ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلّا الرَجا

وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ






 
عن الهيثم بن مالك الطائي، قال:
سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر:

إن للشيطان مصالي وفخوخا،
وإن من مصالي الشيطان وفخوخه
البطر بأنعم الله،

والفخر بإعطاء الله،
والكبرياء على عباد الله،
واتباع الهوى في غير ذات الله عزوجل.


فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحـمه الله تعالى

 
قالت هند:

«إذا رأيتم النعم مستدرة

فبادروا بتعجيل الشكر

قبل حلول الزوال»


فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحـمه الله تعالى
 
عن أبي سعيد الخدري، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

« لا يشكر الله
من لا يشكر الناس
»


فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحـمه الله تعالى
 
أنشدني محرز بن الفضل:

عَلامَةُ شُكرِ المَرءِ إِعلانُ شُكـرِهِ

وَمَن شَكَرَ المَعروفَ مِنهُ فَما كَفَر



فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحـمه الله تعالى
 
أنشدني ابن أبي الدنيا:

[البحر البسيط]

لو كنت أعرف فوق الشكر منزلة ...
أعلى من الشكر عند الله في الثمنِ



إذاً منحتكها مني مهذبة ...

حذوا على حذو ما أوليتَ من حسنِ



فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحـمه الله تعالى
 
عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال:

«من أُولي معروفا
فلم يجد إلا الثناء
فأثنى به
فقد شكره،


ومن كتمه فقد كفره»

فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحـمه الله تعالى
 
حدثني سليم بن عامر،

قال: سمعت عبد الله بن قرط الأزدي،
وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر

يقول في يوم أضحى ورأى على الناس أنواع الثياب:

« يا لها من نعمة ما أسبغها،

ويا لها من كرامة ما أظهرها،

إنه ما زال عن جادة قوم شيء أشد عليهم

من نعمة لا يستطيعون ردها،

وإنما تثبت النعم

بشكر المنعم عليه للمنعم »

فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحـمه الله تعالى
 
أنشدني عمران بن موسى المؤدب:


[البحر الطويل]

فإنك إن ذوقتني ثمر الغنى ...

حمدت الذي أجنيك من ثمر الشكر

وإن يفْنَ ما أعطيتَ في اليوم أو غد ...

فإن الذي أُعطيك يبقى على الدهر


فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحـمه الله تعالى
 
أنشدني محرز بن الفضل الرازي:

لأَشكُرَنَّكَ مَعروفاً هَمَـمـتَ بِـهِ

إِنَّ اهتِمامَك بِالمَعروفِ مَعروفُ

وَلا أَلومُكَ إِذ لَم يُمـضِـهِ قَـدَرٌ

فَالشيءُ بِالقَدَرِ المَحتومِ مَصروفُ


فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحمه الله تعالى

 
حدثنا خالد الربعي، قال: كان يقال:

" إن من أجدر الأعمال أن لا تؤخر عقوبته،

أو تعجل عقوبته:


الأمانة تُخان،

والرحم تُقطع،

والإحسان يُكفَر "

فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحـمه الله تعالى
 
قال أعرابي لعبد الله بن جعفر:

لا ابتلاك الله ببلاء يعجز عنه صبرك،

وأنعم عليك نعمة يقصر عنها شكرك.

فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه
للخرائطي رحـمه الله تعالى

 
افرح بالأشياء الصغيرة الإيجابية التي تحدث في يومك ،

وكن على ثقة بأن آلاف الناس يتمنون ما تملك ؛

كن سعيدًا بما لديك

واحـمد الله على كل حال
 
فما هو الشكر:

يقال: شكرت الدابة، أي:
سمنت (إذا ظهر عليها أثر العلف)[SUP]([/SUP][1][SUP])[/SUP].


وكذلك حقيقته في العبودية،

وهو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا،

وعلى قلبه: شهودا ومحبة،

وعلى جوارحه: انقيادا وطاعة[SUP]([/SUP][2][SUP])[/SUP].



([1])واحات الإيمان ـ عبد الحميد البلالي ـ المجموعة الأولى ـ (15) بتصرف.
([2])مدارج السالكين ـ ابن القيم ج2 (244 – 246).

 
وقال الجنيد:

الشكر أن لا ترى نفسك أهلا للنعمة.

وشكر العامة:
على المطعم والمشرب والملبس، وقوت الأبدان.

وشكر الخاصة:
على التوحيد والإيمان وقوت القلوب.

 
والشكر يأتي بالمزيد دائما،

لقوله تعالى:


{ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم ْ

وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }


[إبراهيم: 7].

فمتى لم تر حالك في مزيد،

فاستقبل الشكر
[SUP]([1])[/SUP].





([1])مدارج السالكين ـ ابن القيم ج2 (244 – 246).
 
يقول ابن القيم رحمه الله:

وأما تسميته سبحانه بالشاكر،

فهو من قوله تعالى:

{ وَكَانَ اللَّهُ
شَاكِرًا عَلِيمًا }

[النساء: 147].

[والشاكر: معناه المادح لمن يطيعه،

قال تعالى:

{
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }

[القلم: 4]][SUP]([1])[/SUP].




([1]) النهج الأسمى ـ (315 – 316) (294).
 
وتسميته أيضا شكور،

من قوله تعالى:

{ وَاللَّهُ
شَكُورٌ حَلِيمٌ }

[التغابن: 17].

فهو
الشكور على الحقيقة،
فإنه يعطي العبد ويوفقه لما يشكره عليه،
ويشكر للقليل من العمل،
ويعطي الكثير من الثواب،

ولهذا نهينا أن نستصغر شيئا من أعمال البر،

قال صلى الله عليه وسلم :

«لا تحقرن من المعروف شيئا،

ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»
[SUP]([1])[/SUP].





([1]) أخرجه مسلم (2626)،
والترمذي (1833)، وأحمد (21519) عن أبي ذر.
 
ويشكر الحسنة بعشر أمثالها
إلى أضعاف مضاعفة،

ويلقي له الشكر بين عباده.
فلما ترك الصحابة ديارهم،
وخرجوا منها في مرضاته،
عوضهم عنها أن ملكهم الدنيا وفتحها عليهم،

 
ولما احتمل يوسف الصديق ضيق السجن،

شَكَرَ له ذلك

بأن مُكِّن له في الأرض

يتبوأ منها حيث يشاء،

 
ولما بذل الشهداء أبدانهم له حتى مزقها أعداؤه،

شَكَرَ لهم ذلك

بأن عوضهم منها طيرا خضرا أقر أرواحهم فيها

ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها إلى يوم البعث،

فيردها عليهم أكمل ما تكون وأجمله وأبهاه.

 
ومن شُكْرِه

غفرانه للرجل بتنحيته غصن شوك عن طريق المسلمين.

فالشكور لا يضيع أجر محسن،

ولا يعذب غير مسيء.

 
ومن شُكْرِه سبحانه

أنه يُخرج العبد من النار

بأدنى مثقال ذرة من خير.

 
ومن شُكْرِه

أن العبد من عباده يُنوه بذكره،

كما شَكَرَ لمؤمن آل فرعون ذلك المقام،

وأثنى به عليه.

 
ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة،
كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة
الشكر،

كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها واتصف بضدها،

وهذا شأن أسمائه الحسنى،

ولهذا يبغض
الكفور والجاهل
ويحب الشكور العالم
[SUP]([1])[/SUP].


============

([1]) عدة الصابرين (334 – 336) بتصرف.
 
@almonajjid:


أحْسِنْ بربكَ ظنّـاً أنَّه أبـــداً

يكفي المُهِمَّ إذا ما عَنَّ أو نابا

لا تيْأسنَّ لبــابٍ سُدَّ في طلـبٍ

فالله يَفتحُ بعدَ البــابِ أبـوابا
 
وأخبر أن أهل الشكر هم المنتفعون بآياته،

واشتق لهم اسما من أسمائه،

فسمى نفسه
شاكرا وشكورا،

وسمى
الشاكرين بهذين الاسمين،

فأعطاهم من وصفه وسماهم باسمه،

وحسبك بهذا محبة للشاكرين وفضلا
[SUP]([1])[/SUP].

===================
([1]) الروضة الندية ـ شرح العقيدة الواسطية ـ زيد بن فياض.
 
وقد قرن الله سبحانه وتعالى الشكر بالإيمان،

وأخبر أنه لا غرض له في عذاب خلقه

إن شكروا وآمنوا به،

فقال تعالى:

{ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ }

[النساء: 147].

 
@AlShehri101:

قال ابن كثير رحمه الله:

الله كريم في نفسه

وإن لم يعبُده أحد.

 
وأخبر سبحانه

أن أهل الشكر

هم المخصصون بمنته عليهم من بين عباده،

قال:

{ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ

لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا

أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ }

[الأنعام: 53].
 
وقسم الناس إلى شكور وكفور،

فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله،

وأحب الأشياء إليه الشكر وأهله،

قال تعالى في الإنسان:
{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }

[الإنسان: 3].
 
وبيَّن سبحانه أن الشاكرين

هم الذين ثبتوا على نعمة الإيمان،

فلم ينقلبوا على أعقابهم،

قال:

{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ

أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ

وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا

وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }

[آل عمران: 144].
 
هي الآية التي تلاها أبو بكر الصديق رضي الله عنه

يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم


وقال:


( من كان يعبد محمدا،

فإن محمدا قد مات،

ومن كان يعبد الله ،
فإن الله حي لا يموت
)[SUP]([1])[/SUP].


=================
([1]) عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ـ ابن قيم الجوزية ـ (150 – 151) بتصرف.
 
ووصف الله سبحانه الشاكرين بأنهم قليل،

فقال تعالى: { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }

[سبأ: 13]
 
وذكر الإمام أحمد رحمه الله
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
أنه سمع رجلا يقول:
اللهم اجعلني من الأقلين،

فقال: ما هذا؟

فقال: يا أمير المؤمنين!
إن الله قال:
{
وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ }

[هود: 40]،

وقال تعالى:
{
وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }

[سبأ: 13]،

وقال: {
وَقَلِيلٌ مَا هُمْ }

[ص: 24]،

فقال عمر: صدقت
[SUP]([1])[/SUP].


===============
([1]) أخرجه أحمد في الزهد: 142.
 
وقد أثنى الله سبحانه على نوح بالشكر،

فقال:

{ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ

إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا }

[الإسراء: 3]،

وفي تخصيص نوح هاهنا بالذكر،

وخطاب العباد بأنهم ذريته،

إشارة إلى الاقتداء به.

 
وقد أخبر سبحانه أنما يعبده من شكره،

فمن لم يشكره لم يكن من أهل عبادته،

فقال:

{
وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }

[البقرة: 172].

 
وأمر عبده موسى

أن يتلقى ما آتاه من النبوة والرسالة والتكليم

بالشكر،

فقال تعالى:

{ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي
فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ
وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ }

[الأعراف: 144].
 
وأول وصية وصى الله تعالى بها الإنسان
بعد ما عقل عنه
بالشكر له وللوالدين،

فقال:

{ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ
وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ
إِلَيَّ الْمَصِيرُ }

[لقمان: 14].
 
وأثنى سبحانه على خليله إبراهيم بشكر نعمه،

فقال:

{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا

وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *

شَاكِـرًا لِأَنْـعُمِهِ

اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }

[النحل: 120 ، 121].
 
وأخبر سبحانه أن الشكر هو الغاية من خلقه وأمره،

بل هو الغاية التي خلق عبيده لأجلها،

فقال:

{
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا

وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ


لَعَلَّـكُـمْ تَشْكُـرُونَ }

[النحل: 78][SUP]([1][/SUP][SUP])[/SUP].


================
([1]) عدة الصابرين، الإمام ابن القيم ـ (150 – 154) بتصرف.
 
حال النبي صلى الله عليه وسلم
والصحابة وأحوال السلف مع
الشكر:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

« إذا أنعم الله على عبد نعمة

يحب أن يرى أثر نعمته على عبده »[SUP]([/SUP][1][SUP])[/SUP].



=================
([1]) أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 15/105،
والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 4/180.
 
وقد ثبت في الصحيحين
أن النبي صلى الله عليه وسلم
قام حتى تفطرت قدماه،

فقيل له:
أتفعل هذا
وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟

قال:
«
أفلا أكون عبدا شكورا »( 1 ).

==========

(
[1]) أخرجه البخاري (4836)، ومسلم (2819)،
وأحمد (18198)، من حديث المغيرة بن شعبة.
 
وثبت في المسند وسنن أبي داود:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ:

« والله إني لأحبك،
فلا تنس أن تقول دبر كل صلاة:
اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك »[SUP]([1])[/SUP].

==============
([1]) أخرجه أحمد (22119)، وأبو داود (1522)،
وابن خزيمة (751)، وابن حبان (2020)، والحاكم (1/273) عن معاذ.
 
وقد ثبت في صحيح مسلم

عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:


«إن الله ليرضى عن العبد،

يأكل الأكلة فيحمده عليها،

ويشرب الشَّربة فيحمده عليها»([1]).


فكان هذا الجزاء العظيم

الذي هو أكبر أنواع الجزاء،


كما قال تعالى:

{ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ }


[التوبة: 72]،


في مقابل شكر بالحمد.




================
([1]) أخرجه مسلم (2734)، وأحمد (3/100) و (117) عن أنس.
 
عودة
أعلى