عزالدين كزابر
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك أناس بين أظهرنا، نكلمهم ويكلمونا، نصلي معهم، نقابلهم هنا وهناك، ولكنهم ليسوا معنا في واقع الأمر! إنهم يعيشون في كوكب آخر. لا أدري ماذا أسميه! ولكني أعرف أحد سكان هذا الكوكب – هو حسام محمود مسعود (يُكنِّي نفسه: أبو الفداء ابن مسعود)، عبر سبعة مجلدات ألفها، وعبر دروس صوتية على الإنترنت، وقبل هذا وذاك، عبر مناظرة دارت بيني وبينه قبل بضع سنين، تكفي لإخراجها في كتاب من مائتي صفحة أو تزيد. وأتوقع أن في ذلك كفاية كي أتصور أهل هذا الكوكب؛ كيف يفكرون؟! وفي أي عصر يحيون؟!. وسأمنح وساماً شرفياً للأستاذ حسام مسعود بتسمية الكوكب على إسمه: كوكب أبو الفداء ابن مسعود، لأني لا أعلم سواه هو أجدر منه بهذا الشرف، وذلك بينه وبين أصحابه الذي قال أنه فيهم من أئمتهم، لما تقلَّد فيهم من أستاذية[1].
هب أنك قابلت إنسانا، لا تعرفه ولا يعرفك، وتجاذبتما أطراف الحديث على غير ترتيب أو توقع. ثم وجدت أنه كلما تلفظت أمامه – بما اقتضاه الحديث - بما تعلم ظهوره وبدهيته لكل الناس من ذوي مستوه الثقافي الذي يظهر من نمطه الكلامي، أبدى استغرابه، ثم استنكاره، ثم نقده، ثم هجومه، ثم عداءه، ثم تهكمه، ثم اتهامه، ثم وعيده، ثم تهديده، .. وبما يصل الأمر إلى ما لم يكن في حسبانك لو اقسم أهل الأرض جميعا عليه .. وأقصد اللعن، والاتهام بالإلحاد والشرك والكفر. .. أي والله، وقع هذا منه؛ صريحاً أو ضمنياً، في حقي أو حق من يهاجمهم بإسمي.
وقع هذا اللقاء الفارق والحوار المتداعي إلى مناظرة حامية الوطيس في العام 1435 / 2014 على ملتقى أهل التفسير، على هذا الرابط[2]. ويكاد أن يوصف الحوار بما نتوقعه بين اثنين؛ أحدهما يعيش على الأرض، والآخر قد أتى زائرا من مكان وزمان آخر. كلما قال الأول شيئا، استنكره الآخر. فإن قال الأول: كوكب الأرض هذا الذي نعيش عليه، قال الآخر: هذا ليس بكوكب. وإن قال الأول: قادتنا أدلتنا التجريبية إلى كذا، قال الآخر: هذه لا تقود إلى شيء، بل أوهامكم. وإن قال الأول: رحلة الأرض حول الشمس، قال الآخر: الأرض ساكنة في مركز الكون، والشمس في السماء. ومهما قال الأول شيئاً ولو بسيطا مما يتعلمه الصبيان بأدلته في المدارس، استنكره الآخر. حتى لما ضاق هذا الآخر صدراً، جمع كل ما في صدره من شحناء تراكمت عبر الحوار، ثم ألقاها جملة واحدة، معلناً انسحابه من هذه المناظرة. وظل الأول يفند مفردات تلك الجملة؛ كلمة كلمة، وحرفا حرفا، حتى اتى عليها جميعا. والآخر غائب يراقب من وراء ستار يشحن في نفسه ما يشحن.
وبعد سنوات، فوجئ الأول، وهو كاتب هذه السطور، بأن الآخر، والذي يكني نفسه أبو الفداء ابن مسعود، قد غاب خمس سنين متصلة ليفرغ تلك الشحناء الجدلية من نفسه ويفرغها جميعا في سفر كبير[3]، بلغ سبعة مجلدات سمان! وما مجموعه 4339 صفحة.
ثم كتب في صدر مقدمة هذا السفر الضخم[4]:
لهذا الكتاب قصة، لعل في روايتها ما ينفع قارئه – بإذن الله تعالى -؛ فقد شاء رب العالمين أن أبتلى بمناظرة عارضة مع رجل جهمي من أصحاب المدونات على الشبكة في مسألة الإعجاز العلمي، هو من أشد من رأت عيناي غلواً في تعظيم نظريات الطبيعيين وتهاونا بأصول التفسير (أشد في ذلك حتى من كثير ممن مررت بهم من الماديين الملاحدة!)، وأنا في الحقيقة ما كان لي سابق معرفة بذاك الرجل ولا دراية بحاله، ولو كنت أعرفه ما التفت إليه بالجدال والمخاصمة أصلا؛ لأن أمثاله لا يجوز – عند أهل السنة – أن يُناظروا أو يجادلوا، وإنما تُكتب المصنفات أو الرسائل الموجزة في الرد عليهم وبيان أحوالهم وتحليل مواطن الفساد في مناهجهم وتحذير المسلمين منهم بحسب الحاجة الشرعية لا أكثر، ولكن قدر الله ما شاء فعل!
فكان من أثر تلك المناظرة أن ظهرت لي خطورة فكر طائفة من "المفكرين" والكتاب "الإسلاميين" في عصرنا هذا تتخذ مما يُسمَّى "بالإعجاز العلمي" مدخلاً للانتصار للدين ولدعوة غير المسلمين، مع كونها مغرقة في الأصول الكلية للجهمية القدماء من حيث لا تشعر، تتخذ من نظريات الطبيعيين مدخلاً لتأويل القرآن والسنة وتحريف النصوص كما اتخذت الجهمية القدماء من ميتافيزيقا الأكاديمية الطبيعية اليونانية وطريقتهم الأرسطية في النظر والاستدلال مدخلاً لنظير ذلك، جرياً على نفس المنهج المعرفي الفاسد. فاعتزمت أن أصنف كتاباً – بعون الله وتوفيقه – في بيان فساد طريقة الإعجازيين وتحريفهم لكتاب الله – جل وعلا -، منطلقا من نقل تلك المناظرة المذكورة والتعليق عليها بما يكشف منهج هؤلاء.
وبعد بضع صفحات، عدل عن الرد على المناظرة (التي خرج منها منسحباً، ضعيف الحجة، مختبئاً وراء ستار، يقرأ الردود المفحمة ولا يهمس بحرف)، وقال[5]:
وجدت أن الأمر يحتاج إلى مصنف أكبر حجماً وأوسع موضوعاً وأعمق تناولاً من مجرد التعليق على المناظرة المذكورة، لا سيما وصاحبها مغمور خامل الذكر لا يكاد يعرف أصلاً.
هكذا إذن يواري المناظرة التراب، ولا حتى بالإشارة إلى موقعها لمن شاء الاطلاع عليها، عن تردد ظاهر في ذكرها، لخلو ساحته من أي حجة ينتصر بها فيها، أو حتى الرد على ما انخذل عنه من قبل رغم مرور السنين، ويبرر ذلك بما هو أخزى؛ إذ يقول ما معناه أن خصمه في المناظرة أتفه من إيراد مناظرته. أي أنه ينخذل عن إيراد أي رد على المناظرة، رغم أنها الباعث على تأليف الكتاب كما أقر، ويبرر هذا الخذلان بخذلان أشد يغمط فيه مسلما حق الاحترام بما أوجبه عليه دينه، حتى وإن كان له خصماً مبينا، فيقول "مغمور خامل الذكر". ولو كنت ذائع الصيت لقال يدافع عن صيته ويسعى للمراءاة. فكلا الأمرين عنده عيب يقدح في صاحبه: الظهور، أو الترفع عنه! .. أي منطق هذا؟!. وفي هذا المسلك ملمح كاشف عن شخصية الخصم، ومكنونات أهل الكوكب الذي نستكشف ساحاته الفكرية المستغربة عن هذا العصر. وهو العصر المليء بالكواكب الأخرى.
ومثلما اندهشت في مناظرة خصمي حسام مسعود من ردوده التي لم أتوقع مثلها ممن يعيش في هذا العصر، اندهشت أكثر مما احتوى عليه هذا السفر الصخم من افتراق معرفي هائل بيني من حيث كوني مسلماً متخصصاً بالفيزياء لأربع عقود، وعلى اطلاع واسع بأصول الفقه، والتفسير وعلوم القرآن لثلاثة عقود، وبين خصمي من حيث كونه سلفي المذهب، وله عقيدة كونية تكاد تلقي بعلوم الفيزياء المعاصرة إلى جهنم في أغلبها. وما تبقى من قليل مقبول؛ تقبله اضطراراً على أنه تقنيات عملية أملتها التجارب. بشرط تفريغها وتجريدها من أي تنظير تفسيري. ولا أبالغ أن قلت أن كل التنظيرات الفيزيائية المعاصرة عند خصمي هي في حسبانه من الرجم بالغيب. فالغيب عنده يكاد يعم كل شيء إلا ما تدركه حواسنا واللوازم المباشرة عنها. فالجاذبية عنده غيب، وما تحت القشرة الأرضية غيب، والشمس غيب، والنجوم وأطيافها غيب، وأسباب حركة كل متحرك غيب لأن الملاءكة هي التي تحرك كل ما يتحرك. أي أن أي كلام تفسيري تنظيري لأي معادلة فيزيائية يجري الاستفادة منها، هو من قبيل الرجم بالغيب. هكذا يتوهم، أصلح الله حاله، وأعاده إلى الأرض سالما من ذلك الكوكب الآخر.
وزد على ذلك أنه جعل من هذه الأوهام عقائد يجزم بها، وينسبها إلى إجماع السلف رضوان الله عليهم، ويرتاب في أمر من لا يعتقد مثل اعتقاده فيها؛ وبكل أشكال الريبة والاتهام والألفاظ التجريحية، من قبيل الزندقة، والتجهم، ... ووصولاً إلى الإلحاد والشرك والكفر.
ولتقريب الصورة، نذكر هنا أمثلة لعقائده في الطبيعيات:
1 - أن الأرض في مركز الكون، وانها ساكنة سكونا مطلقا، فلا هي تدور حول نفسها، ولا تتأثر بأجرام السماء من قمر وكواكب. وأنها مجوفة وذات طبقات سبعة في جوفها، في كل طبقة فراغ له أرض وسقف.
2- أن الشمس والنجوم والمجرات والسماء بكل ما فيها هي التي تدور حول الأرض مرة كل 24 ساعة.
3- أن القمر وكل متحرك إنما يتحرك بسبب أن الملائكة هي التي تدفعه.
.... وعشرات من مثل هذه التقريرات البالية، والتي يتبرأ منها السلف رضوان الله عليهم لو كانوا من أهل هذا العصر.
ويُقاس على هذا النمط من العقائد تفريعات مريبة في ثقافة صاحبها، والأكثر من ذلك أنه يتعصب في الدفاع عنها وكأنها كلمة التوحيد، فيحكم على من لا يشاركه هذه المعتقدات بكل نقيصة، وأنه من الجهمية المعاصرة! .. ويلزمه الزجر والتعزير .. ويقذفه باللعن.. ويتهم بالشرك .. ووصولا إلى الكفر في بضع مرات سجلتها له.
ويكاد أن ينسف خصمي هذا كل تصور فيزيائي معاصر للكون يتعلمه أبناء المسلمين في المدارس، ناهيك عمن فوقهم، نسفا يظن أنه لا يبقي ولا يذر. وهو ما دعاه إلى أن قال بحق المتخصص القائم على تعليم الفيزياء وقوانينها ونظرياتها: [تعين على ولي الأمر أن يحجر عليه صيانة لعموم المسلمين من مرضه وفساده! هكذا كان سلفنا النبلاء الحكماء يوم أن كنا خير أمة أخرجت للناس!][6] وهو ما يعني ضرورة تغيير المناهج الدراسية، وإلقاء هذه التصورات التي يناهضها ويُبدِّعْها ويُكفّرْها في سلال المهملات!! .. نعم، يريد أن ينتقل الناس ليعيشوا معه في كوكبه: الكوكب الآخر.
والغريب أنك إن ذهبت تبحث له عن حجج لمعتقداته تلك، لم تحظَ بشيء، أللهم إلا أحاديث ضعيفة المتن، أو أقوال للصحابة والتابعين لا تعكس إلا تصوراتهم الزمنية، زاعما في ذلك الإجماع لإضفاء شرعية على معتقده، وأنها لا شريعة غيرها. وإن أحال إلى آيات القرآن، وهو نادر الحدوث جدا، لا يتريث في تفسير ولا تحليل، ولا يذكر أقوالا، وترجيحات المفسرين، وإنما يجمل أحكامه المسبقة إجمالا، ثم يحيل إليها بعدد من الآيات جملة واحدة، دون تمييز القريب من البعيد لمقصده المستغرب كل الغرابة.
وإن بحثت له عن منهج، لم تجد إلا المنهج الجدلي، الذي يخلو من أي حجة. ويظل الصحيح عنده هو تصوره الذي ينسبه إلى السلف بلا أي مرجعية نحاكمه إليها في أغلب ما أتى عليه. وما خالف ذلك عنده فمردود هو وأهله، ولهم الويل والثبور.
وإن اقتفيت مَرَاجِعه التي يستقي منها المفاهيم الفيزيائية التي يدينها، لم تجده يحيل حتى إلى مرجع واحد. بل لا تجد كلامه واصطلاحاته في ذلك إلا ما يشير إلى أن مراجعه لا تزيد عن كتب فلسفة العلوم، وهو الأمر الذي لا ينتبه له إلا من له خبرة في التمييز بين الأدبيات العلمية وأدبيات فلاسفة العلوم. ومعلوم لدى المتخصصين أن العلوم لا تؤخذ من كتب فلسفة العلوم ولا الفلسفة بشكل عام. بل إن كتب فلسفة العلوم ليست إلا مُراجعات في تاريخ ومنطق البحث العلمي من وجهة النظر الفلسفية. بمعنى أنها كتبت لتناقش جدليات البحث العلمي، ولماذا صار إلى ما صار إليه؟! وتناقش تبدلات تصورات العلماء عبر القرون الأخيرة، وما في النظريات من إشكالات وعثرات، وما يمكن أن تؤول إليه لو تبدلت. أي أن الاعتماد على كتب فلسفة العلوم كمراجع للعلوم تشبه الاعتماد على كتب مشكل القرآن ومشكل الحديث وخلافات الفرق الإسلامية كمراجع للعلم بالإسلام. ولا يخفى أن هذا منهج من يستهدف الطعن لا العلم، والبحث عن الإشكالات لا البراهين. أي أن النية مبيتة للهدم وليست للعلم!
وسوف نستعرض في ثنايا هذه الدراسة - عبر فصول متتابعة - الأمثلة الأكثر أهمية من الطعون التي اقدم عليها خصمي، ونبحث له عن أي حجج يمكن أن تسعفه، وأخشى ألا نجد، وهو ما أتوقعه لأن الأغلب الأعم مما كتبه يدينه. وحيثما أخطأ وزلت قدماه، وهو كثير جدا جدا ، سنبين مواطن الخطأ، ونبحث عن علل الزلل.
وفي الأخير سنذكر ما وقعنا عليه من حملته على نظرية المؤامرة تحت عنوان (التفسير بالهوى في نظريات المؤامرة)[7] والتي تدين دول نصرانية كبرى بشاهد من القرآن؛ مدافعا عنها، رغم علمه – إن كان يعلم – بقول الله تعالى "وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا"(البقرة:217). وهي مؤامرة صريحة منهم على الإسلام، متصلة عبر الزمن لا يكل أصحابها عن السعي فيها، ونتوقع أنه يفهم منها هنا أن القتال بمعنى القتل وفقط. بل إنه زاد على ذلك في نفس السياق بأن دافع عمن اغتصب المسجد الأقصى وأكنافه، حرره الله، وفي دفاعه لينفي عنهم تآمرهم العالمي لتملك ناصية الحكم والقيادة والتوجيه الخفي، قال (هذه سنة ماضية في كل أعداء الحق .. وليست مقصورة على "اليهود الصهاينة" كما يحلو لبعض أصحاب الميول أن يصوره للناس)[8] رغم علمه – إن كان يعلم – قول الله فيهم " كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا"(المائدة:64)، وتوعده -جل وعلا- إياهم بالعذاب في الدنيا على ذلك في قوله سبحانه " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ"(الأعراف: 167). ألا يلزم ذلك فجوراً لم يحظَ به غيرهم. فلماذا يدافع عنهم ويساويهم بغيرهم وقد ميزهم الله بهذه الاستحقاقات التي لا مثيل لها لغيرهم. وهذا ما دعانا للريبة في أمر الرجل، وتمييز انتماءاته الحقيقية، وأغراضه المستورة، التي زعم بطول كتاباته - لسانا ومنطقا - أنه سلفي. وتساءلنا مع أنفسنا: كيف تستقيم السلفية التي يدّعيها مع الاصطفاف دفاعاً عن أعداء دين الله؟! ولا نجزم بشيء، فالله أعلم بمكنون الصدور. وليس لنا إلا ظاهر الأمر، وما تنطق به الألسنة، أو تخطه الأقلام. غير أننا نشك بأنه دخيل، يبرر لأعدائنا، ويفت في عضدنا بالتزام فهم القرون السالفة في أسباب الحضارة. فلا العدو نعرف، ولا أسباب الحضارة نمتلك. فما أسعد أعداؤنا به وبمن وافقه. وكم نال أعداؤنا منا بمثل أفكار هذا الكوكب الآخر وأهله ؛الذين يطعنونا في ظهورنا، ويتظاهرون بالديانة.
هذا ولابد أن القارئ قد انتبه إلى سبب تسمية الكتاب بـ (الكوكب الآخر)، لأن مدار الكتاب عن أناس يمثلهم الخصم العنيد الذي نتكلم عنه؛ يكذبون بما ثبت من علوم كوكبنا الأرضي. فلا بد إذن أنهم أناسٌ من كوكب آخر، حتى ولو كانوا يحيون بين أظهرنا.
ولا نستبعد أن يفحمونا ويقولون كذبتم، فالأرض ليست كوكبا حتى يكون هناك كوكب آخر يمكن أن يعيش عليه آخرون، فالكواكب ليست إلا زينة السماء. لا يفهمون كلامنا المجازي! وأنه مرادٌ في مقصودنا – عالَم آخر يعيش فيه أناس مختلفون - مثلما أن خلافه مرادٌ في مقصودهم – الناس لا يعيشون على كوكب، لأن الكوكب ليس أرضا ولا الأرض كوكب - والذي لا يطابق مقصدونا. فمن منا الكاذب إذن؟! المتكلم الذي يريد المعنى الذي يريد، أم السامع الذي يرفض مقولة المتكلم لأن التمثيل فيه يخالف عقائده الكونية الموهومة!
والله نسأل أن يهدينا إلى سواء السبيل.
يُتبع إن شاء الله بفصول من الردود على كتاب الخصم حسام مسعود.
[1] قال هنا: (لنا ولله الحمد خبرة في تدريس فلسفة العلوم وفلسفة التفكير النقدي في الجامعة لطلبة الدراسات العليا المتخصصين في بعض العلوم التجريبية)
[2] المناظرة على ملتقى أهل التفسير.
هذا وقد أعدت نشر كامل المناظرة على مدونتي التي تحمل اسم "القرآن والعلم" على هذين الرابطين:
https://kazaaber.blogspot.com/2014/06/5.html
https://kazaaber.blogspot.com/2014/06/5_24.html
[3] بعنوان رئيس: "معيار النظر عند أهل السنة والأثر"، وعنوان فرعي: "بيان أهل السنة في الغيبيات والتجريبيات والرد على منهج الدهرية والجهمية العصرية"، تأليف: أبو الفداء حسام ابن مسعود، مؤسسة إقناع، الإصدار الثاني 1442/2021. ويمكن تنزيل الكتاب على الرابط الآتي:
https://archive.org/details/almiyaar
[4] معيار النظر، مجلد 1 / ص2.
[5] معيار النظر، مجلد 1 / ص5.
[6] معيار النظر، مجلد 7 / ص58.
[7] معيار النظر، مجلد 2/ ص171.
[8] معيار النظر، مجلد 2/ ص175.