الكتب المؤلفة في مقاصد السور ؟!

عمر المقبل

New member
إنضم
06/07/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
اهتم بعض علماء التفسير بالإشارة إلى مقاصد السور ،لكن الذي أعلمه ـ حسب اطلاعي القاصر ـ أن ذلك يأتي عرضاً ،لا قصداً ، بمعنى أنني لا أعلم مفسراً اعتنى في تفسيره بالحديث عن المقصد من كل سورة يأتي على تفسيرها ، فلذا ـ لأهمية ذلك في تدبر القرآن ـ لدي سؤال أطرحه على أهل الاختصاص يتعلق بالكتب التي تكلمت عن مقاصد السور ،هل كتب أفردت في هذا أم لا ؟ وما هي ؟
 
يغلب على ظني أن مثل أسرار التنزيل للسيوطي، كفيل بتغطية هذا الجانب، ولم أره مطبوعا بعد

وذكره السيوطي في النوع الثاني والستون في إتقانه
 
أخي الكريم عمر ، وإخوتي الكرام الذين شاركوا في الرد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فإن هذا الموضوع ( مقاصد السور ) من الموضوعات التي يَرِدُها العقل ، فيستنبط منها ما شاء الله ، ويفتح الله لمن شاء فيه ما شاء .
وهو مرتبط بدرجة كبيرة ببعض الموضوعات الأخرى المتعلقة بالسورة ، مثل :
1 ـ اسم السورة ، أو أسماؤها إن كان لها أكثر من اسم ثابت ، ويُحرص على الاسم الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه ـ بلا شكَّ ـ ما سمَّى السورة إلا لحكمة ،وقد تكون هذه الحكمة في التسمية مرتبطة بمقصد السورة .
2 ـ موضوعات السورة ، وقد حرص بعض المعاصرين على بيانها مثل الطاهر بن عاشور في تفسيره .
3 ـ مكان نزول السورة ، إذ السور المكية ـ بجملتها ـ تعنى بما لا تُعنى به السور المدنية .
4 ـ ما طرحه بعض المعاصرين مما يسمَّى بالوحدة الموضوعية للسورة .
ويمكن طرح بعض الملاحظات على هذا الموضوع :
1 ـ أن بعض العلماء قد كانت لهم إشارات إلى هذا الموضوع ؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية ، والشاطبي في موافقاته .
2 ـ أن هذا الموضوع قابل للأخذ والردِّ في تحديد مقصد السورة ، فقد يرى باحث أن مقصد السور ة كذا ، ويرى الآخر أن مقصدها بخلافه ، إذ لا يوجد نصُّ تشريعي يدل على هذا أو ذاك ، فصار من محالِّ الاجتهاد .
3 ـ أنه مما يدخله التكلف كما دخل علم المناسبات .
4 ـ كما أنَّ السور الطوال لها مقاصد متعدده في الجملة ، وإن كان قد يغلب عليها مقصد معين .
وأخيرًا ، فقد كتب البقاعي كتابًا بعنوان : ( مصاعد النظر إلى الإشراف على مقاصد السور ) ، وهو من مطبوعات دار المعارف بالرياض .
 
شكر الله لكم ..
سؤال للشيخ مساعد :
قلتم بارك الله فيكم :
[ إن هذا الموضوع ( مقاصد السور ) من الموضوعات التي ( يردها العقل ) ... الخ ] ،
فهل كلمة (يردها) مقصودة أم هي سبق قلم ،وصوابها : يوردها ؟!
أرجو الإيضاح ، فإن كان الأمر على ما كتبتم ، فأرجو التوضيح أكثر لأن هذه الكلمة فيها إشكال عندي من حيث المعنى ، إذ كيف يردها العقل ؟!.
 
الأمر كما قلت يأخي خالد ، وأعتذر عن عدم ضبطها بالشكل .
 
لا يسبق القلم

لا يسبق القلم

[align=center][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وبرَكَاتُهُ .. تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ

أَيُّهَا الشُّيُوخُ الكِرَام :[/grade][/align]

[align=center][grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]أتفقُ تماماً مع إشارات الشيخ مساعد ، يتبقَّى من ذلك :

1 - مقاصد القرآن ، و فيه مؤلفات مستقلة و فصولٌ داخل المصنَّفَات .

2 - الاختلاف في الفهم و القراءة سواءً للنص القرآني أو الموضوع القرآني داخل السور ،

و ذلك يختلفُ باخْتِلافِ المنهجية لدى القارئ ، أو الخلفية الشرعية لديه .

هذا ما أحببت التنويه عليه ، و الإشارة إليه
.[/grade][/align]

[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]شيخَنَا / د . مساعد :

و الأمر كما قرَّرت من تصريف الشيخ " الشبل " و لكن (( مرةً أُخرى لا يسبقك القلم

فيكتبُ ما لا تريد ، فلَعَلَّك لم تضبط اللفظة عن " عدم " و ليس عن " عمد " لأنَّها لم تضبط في الأصل - عند كتابتي للمداخلة لا قبل ، و إن وجدتها فيما بعد -))

آآآآسف أبا عبد الملك [/grade]

[align=justify][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]محبكم

عبد الله [/grade][/align]
 
أخي عبد الله أشكرك على مداخلتك ، وقد عدلت ( عمد ) إلى ( عدم ) . وأنت أشرت إلى موضوع نفيس للغاية كان بودي لو طُرِح أيضًا ، وهو ( مقاصد القرآن ) ، وليتك تفتح له موضوعًا مستقلاً ، وتذكر فيه ما تجد من نقول عن العلماء، ونشاركك ـ نحن أهل الملتقى ـ في هذا ، فالموضوع بكرٌ لم يبحث بحثًا مستفيضًا ، وهو صالح للبحث العلمي ، وهو أنفس من كثير من الموضوعات التي تُطرح في التفسير الموضوعي . والله الموفق .
 
أَعِدُك أن يكون قَرِيْباً - إن شاء الله -

أَعِدُك أن يكون قَرِيْباً - إن شاء الله -

[align=center][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

أَيُّهَا الشُّيُوخُ الكِرَام

أَيُّهَا القرَّاء الأَعِزَّاء

د / مساعد

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وبرَكَاتُهُ .. تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ [/grade][/align]
[align=center][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"]لا أُخْفِيْكم أنَّ الكتَابة فِيْ مثْل الموضوع " مقاصِد القرآن ، وَ مقَاصِد السور " ماتِعَةٌ و رائِعَةٌ

وَ قَد كَتَبْتُ قليْلاً من كثيرٍ في هذا المجال ، عسى أن تخفَّ المشاغل و بحوث الدراسة فأُعِيْدُ النَّظَر فيْهَا

آملُ أن يكون ذلك قَرِيْباً

أَبُثُّهَا فأسْتَفِيْدَ مِن أَمْثَالِكم - لا حُرِمْتُ منْكُم -

مُحِبُّكم

عبد الله [/grade][/align]
 
بمناسبة ذكر موضوع مقاصد القرآن ، فإن من المهم لمن يريد الكتابة في هذا الموضوع أن يقرأ الكتب التي ألفت فيه ـ وهذا مما لا يغيب على فطنة أخينا الشيخ عبدالله ـ ،وعلى رأسها :
كتاب "الموافقات" للشاطبي ،وما كُتب عن آراء شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الموضوع ،وفيها رسالة دكتوراه عنوانها : مقاصد الشريعة عند ابن تيمية ،لبدوي (هذا اسمه وليس وصفه ،لأني لا أتذكر اسمه كاملاً !!) ،وكذلك ما كتبه العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين ،وغيرهم من العلماء الأعلام.

وسبب ذلك ظاهر : حتى يتصور الباحث ـ وهو يقرأ في هذا الموضوع المهم ـ طريقة علماء المقاصد في التصنيف والتنظير وغير ذلك من الفوائد التي لا تخفى ، ومن ثم ينبي بحوثه ـ من حيث التأصيل ـ على ذلك .

نتمنى أن نتمتع بما سطرته في هذا الموضع يا شيخ عبد الله في أقرب فرصة !!
 
من قاعدة بيانات مركز الملك فيصل :
يوسف أحمد محمد بدوي .
بيانات النشر : عمان ( الاردن ) : دار النفائس ، 1421 / 2000
___________________

مقاصد الشريعة أساس لحقوق الإنسان
المؤلف : محمد الزحيلي
بيانات النشر : الدوحه : وزاره الاوقاف والشؤون الاسلاميه ، 1423هـ / 2002م
___________________

المقاصد العامه للشريعه الاسلاميه
المؤلف : بن زغيبة عزالدين
إشراف د.محمد ابوالاجفان
بيانات النشر : الغردقة : دار الصفوة ، 1417هـ - 1996م
___________________

المقاصد العامة للشريعة الإسلامية
المؤلف : يوسف حامد العالم
بيانات النشر : القاهرة : دار الحديث ،
___________________

مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالأدلة الشرعية
المؤلف : محمد سعد بن أحمد بن مسعود اليوبي
بيانات النشر : الرياض : دار الهجرة ، 1418 / 1998
___________________


مقاصد الشريعة الإسلامية
المؤلف : زيد بن محمد الرماني
المصدر : النور - الكويت
العدد : /124//شوال//1415//مارس//1995/
الصفحات : 66 - 68
___________________

مقاصد الشريعة الإسلامية
المؤلف : علال الفاسي
بيانات النشر : بيروت : دار الغرب الإسلامي ، 1993
___________________

مقاصد الشريعة الإسلامية
المؤلف : عبدالخالق الهاشمي
المصدر : لواء الاسلام
العدد : /12//شعبان//1368//مايو//1949/
___________________

مقاصد الشريعة الإسلامية ومفهوم الكسب والإنفاق , 2 ,
المؤلف : حسين مصطفى غانم
المصدر : الاقتصاد الإسلامي - الإمارات العربية
العدد : /30//جمادى الاولى//1404//فبراير//1984/
الصفحات : 38 - 47

وأما في مقاصد السورفمنها :

العنوان : مقاصد سورة البقرة
المؤلف : محمد سيد طنطاوي
المصدر : الأزهر
العدد : /2 //صفر//1417//يونيه//يوليو//1996/
الصفحات : 163 - 174
___________________
العنوان : مقاصد سورة الغاشية
المؤلف : صلاح أحمد الطنوبي
المصدر : لواء الإسلام
العدد : /6//صفر//1399//يناير//1979/
الصفحات : 64 - 67
 
الكتب الخاصة بمقاصد السور قليلة من اهمها فيما اطلعت عليه كتاب مصاعد النظر في الاشراف على مقاصد السور للبقاعي وهو جزء من تفسيره افرده في ثلاثة اجزاء وهو مطبوع في احدى دور النشر السعودية والثاني كتاب النظم الفني في القران لعبد المتعال الجبري وهو اي الكتاب مطبوع في مصر
 
جزى الله الاخوة على اثرائهم الموضوع بمداخلاتهم واحالاتهم....بيد ان لي ملاحظة تتعلق بمصطلح"مقاصد"......
فهذا المصطلح فى مجال اصول الفقه.....له دلالة خاصة.....فهو تعبير عن الكليات المعتبرة فى الاسلام....والتي لها تجليات فى مفردات الشريعة...وهذه الكليات معدودة فى خمس......وترتيبها من العالى الى النازل هكذا:الدين-النفس-العقل-النسل-المال.على خلاف فى تقدم بعضها على بعض..وعلى خلاف فى العدد ايضا فبعض الاصوليين يضيفون العرض.
أما مقاصد القرآن..فله دلالة عامة...والمراد به ...تنظيم السورة ...وتوجيه آياتها..لتلتقي فى مصب واحد...وبعبارة اخرى ..مقاصد السورة...تعني استجماع...الدلالات الجزئية للمقاطع والآيات....لتكوين معنى عام مشترك......وبعبارة اخصر...البحث عن المقاصد هو افتراض وحدة كامنة فى السورة ...يخفيها التعدد الظاهري....
ومن أحسن التطبيقات التى اطلعت عليها.....تحليل الشيخ الدكتور عبد الله دراز...لسورة البقرة...فى كتابه "النبأ العظيم"....وهوكتاب جدير بالقراءة...
 
[align=justify]من أهم ما اطلعت عليه بعد مؤلف البقاعي ، مؤلف عظيم للدكتور عبد الله شحاتة رحمه الله تعالى بعنوان "أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن الكريم" - طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، 1998. والمؤلف يقع في أربع مجلدات .[/align]
 
أما طريقة الفيروز أبادي قي كتابه "البصائر" فهي عرض للموضوعات الجزئية للسورة ،وليس للمقاصد .

وفرق ـ فيما يظهر لي ـ بين سرد موضوعات السورة ،وبين بيان مقاصدها ،فالمقصد أو "المقاصد" تنتظم عدة موضوعات ،بخلاف الموضوعات.

مثال : (سورة المــدثــــــــــــر ).

فبالنظر في كلام الفيروز أبادي نجد أنه ذكر لهذه عدة موضوعات على طريقته المعتادة .

بينما هي عند التأمل ،والفحص نجد أنها تتحدث عن ( الدعوة ) .

لقد بقيت ـ بفضل لفت نظر بعض أحبتي لذلك ـ أتأمل كثيراً في هذه السورة ،فوجدت أنه يمكن أن يقال عنها : إنها سورة الدعوة ( الأمر بها ، بيان صفات بعض المعاندين لها عند سماع الدعوة ،أو كيفية تعاملهم مع إمام الدعوة الأول صلى الله عليه وسلم ، ،وبيان مآلهم ،وبيان مآل أهل الدعوة ،والإشارة إلى أن الحق والباطل ـ في وضوحهما لمن هداه الله ـ كوضوح الصبح إذا أسفر ،ووضوح الليل إذا أدبر ،وأالإشارة إلى أن أهل الدعوة أقرب الناس إلى أن يورثوا التقوى وينالوا مغفرة الله تعالى ) .

ففرق بين أن تسرد الموضوعات ـ على طريقة الفيروز رحمه الله ـ وبين التركيز على مقصد كبير ،أو مقصدين ،فهذا له أثر كبير في فهم السورة.

مثال آخر :
(سورة مـــــــــــــــــــــريم )
من السهل أن يقال : بدأت بذكر زكريا ،ورغبته في الولد الذكر ، ثم البشارة به ،ثم ذكرت قصة مريم وما لاقت في سبيل تلك الهبة الإلهية .... الخ .

ولكن عند التأمل أن نجد أن هذه السورة العظيمة تدور على مقصد عظيم ،وهو (الرحمة) إذ لا توجد سورة في القرآن ذكرت فيها الرحمة أكثر من هذه السورة ،وأقصد بمجموع المفردة نفسها (الرحمة) ، أو اسم (الرحمن) جل جلاله ، وهذا ظاهر جداً .
وللإمام الكبير شيخ الإسلام ابن تيمية كلمات متفرقة في هذا الموضوع ،يقوم أحد طلبة العلم بجمعها ،وقد أتى فيها بعجائب رحمه الله .
والله تعالى أعلم.
 
أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن
د.عبدالله شحاته
مطابع الهيئة المصريه العامة للكتاب
 
بسم الله
إن دراسة مقاصد القرآن الكريم ومقاصد سوره يفيد كثيراً في ربط معاني القرآن ، ويظهر ضرورة الاهتمام أكثر في شأن تفسير القرآن بالقرآن ، وكذلك ينبغي أن نفرق بين مقاصد القرآن الجامع لكل السور ومقاصد كل سورة سورة وبرأيي أن مقاصد كل سورة يبرز في الاعتناء بالمحاور الأساسية التي في كل سورة وكذلك بوحدة الموضوع كما ذكر الدكتور مساعد جزاه الله خيرا، ومن الكتب التي اعتنت في هذا الشأن عند بداية كل سورة كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب،وأوافق أخي أبا عبد المعز في لزوم التفريق بين مقاصد الشريعة ومقاصد القرآن الكريم ،وأحب أن أشير إلى مؤلف آخر في مقاصد القرآن للعز بن عبد السلام رحمه الله وهو مطبوع ولا أذكر دار النشر بسبب بعدي عن مكتبتي ،ومن الكتب الحديثة التي تدخل في موضوع مقاصد السور كتاب : تفهيم القرآن العظيم لمحمد فاروق الزين ط دار الفكر دمشق ،والله أعلم
 
أخي لؤي بالنسبة للكتاب الذي وضعته رابطه لا يفتح فهل لك أن تجعله في ملف وورد وتعرضه جزاك الله خيرا
 
ومنها قبس من نور القرآن الكريم: دراسة تحليلية موسعة بأهداف و مقاصد السور الكريمة، لمحمد علي الصابوني.

وممن يعنون بذلك في تفاسيرهم عناية خاصة حتى لا تكاد تجد سورة لم يتحدث عن مقاصدها أحد علماء هذا الشأن وهو الطاهر بن عاشور في تفسيره الشهير التحرير والتنوير، فلا يذكر سورة حتى يبين أغراضها، وكذلك صاحب مقاصد السور في تفسيره نظم الدرر فقل -وأقولها احتياطاً لاذكرا- أن تكون أول كلمة عند تفسيره سورة بعد ذكر أسمائها غير (مقصدها).
 
الأخ العزيز مرهف - حفظك الله وأحسن إليك ..

يمكنك سماع محاضرة صوتية للشيخ الفاضل - حفظه الله - على هذا الرابط :

مقاصد السور وأثر ذلك على فهم التفسير

وإليك الموضوع على ملف وورد - كما طلبت ..

ودمت لنا سالماً
 
ليأذن لي المشايخ الفضلاء بهذا التعقيب والتلخيص لما تقدم ، فهذا الموضوع من الموضوعات المهمة لطالب العلم ، ولحافظ القرآن ، وللمفسر ، وللفقيه والأصولي ، وغيرهم :
أولاً : من الكتب التي صنفت في موضوع مقاصد السور :
1- مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور للإمام البقاعي ، ط. مكتبة المعارف بالرياض .
2- أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن ، للدكتور عبدالله شحاته رحمه الله ، نشر الهيئة المصريه العامة للكتاب .

وأما كتاب العز بن عبدالسلام رحمه الله الذي اشار إليه الشيخ مرهف فعنوانه (نبذ من مقاصد الكتاب العزيز) وقد حققه وعلق عليه أيمن عبدالرزاق الشوا ، ونشره المحقق عام 1416هـ . وهذا الكتاب ليس كتاباً مستقلاً للعز بن عبدالسلام ، وإنما هو جزء ختم به المؤلف كتابه (الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز) ، وهو كتاب بلاغي قلَّ التنبه لهذا الباب ضمن طياته ، رأى المحقق فائدة إفراده بالنشر ففعل . وقد نقل أكثر مسائل هذا الكتاب العلماءُ الذين جاءوا بعد العز بن عبدالسلام كابن القيم في (بدائع الفوائد) وناقش كثيراً من مسائله ، وكالزركشي في (البرهان في علوم القرآن) ، والسيوطي في كتابه (معترك الأقران في إعجاز القرآن) ، و(الإتقان في علوم القرآن) . فمادته موجودة في هذه الكتب وغيرها . وأكثر كلام العز بن عبدالسلام في قواعد التفسير ، ومقاصد السور ، ورأيه في المناسبات بين السور ، والاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن موجود في كتابه هذا ، وهو كتاب نفيس جدير بالدراسة والعناية لمكانة مؤلفه وتقدمه رحمه الله (ت660هـ) .

ثانياً : أن عبارات العلماء في تحديد مقاصد السور مختلفة ، فينبغي تحريرها ، فأوائلهم لم يكونوا يُعنون بهذا الأمر في تفاسيرهم ، وتجد عند الزجاج والرازي وابن تيمية وغيرهم عبارات تدل على ما تضمنته السورة من موضوعات ، ولكنها لا تنص على لفظة (مقصد) السورة برمتها ، وهي عبارات متفاوتة في دلالتها على مقصد السورة . ومن هذه العبارات :
- قول الزجاج عند حديثه عن سورة الأنعام :(أكثرها احتجاجٌ على مشركي العرب ، على من كذب بالبعث والنشور) [معاني القرآن وإعرابه2/227].
- قول الرازي عن سورة الأنعام :(مشتملة على دلائل التوحيد ، والعدل ، والنبوة ، والمعاد ، وإبطال مذاهب المبطلين والملحدين)[تفسير الرازي6/117]
- قول ابن تيمية عن سورة التوبة :(أكثرها في وصف المنافقين وذمهم) [الفتاوى7/466]

ومن أول من نص على مصطلح (مقصد) أبو الزبير الغرناطي رحمه الله في (ملاك التأويل) و(البرهان في تناسب سور القرآن) . يقول في أثناء حديثه عن سورة القمر :(سورة القمر بأسرها مقصودها تذكير كفار العرب من قريش وغيرهم بما نزل بمن تقدمهم من مكذبي الأمم)[ملاك التأويل2/1054 ، البرهان 230]. ثم استخدم هذا المصطلح العلماء بعده كالسيوطي وغيره ، وجاء بعد ذلك الفيروز أبادي فأكثر من استخدامه في (بصائر ذوي التمييز) الذي أشار إليه الإخوة في أجوبتهم السابقة ، غير أنه يعني بمقصد السورة ما تضمنته من موضوعات ، دون تحديد للمقصد الحقيقي للسورة . وهذه المسألة الثالثة .

ثالثاً : وجوب التفريق بين مضمون السورة ومقصدها .
فالمضمون هو مجرد تعداد للموضوعات التي وردت في السورة ، وهذا ما صنعه الفيروز أبادي في بصائره وغيره من المفسرين ، في حين إن مقصد السورة هو الغرض والغاية التي يراد إيصالها للقارئ من السورة . والعلاقة وثيقة بين الأمرين ، فلن تصل للغرض والغاية إلا بمعرفة موضوعات السورة إلا أن بينهما فرقاً يجب التنبه له ، والعناية به .

رابعاً : البقاعي وكتابه مصاعد النظر .
يعد البقاعي المتوفى سنة 885هـ هو المُنظِّر الحقيقي لمصطلح (مقاصد السور) في كتابه (مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور) ، فقد وصل إلى مقصد السورة بأسس منهجية اتبعها ، وبينها ، والقارئ لكتابه يخرج بملكة علمية في موضوع مقاصد السور ، كما يتعرف على الأسس التي سار عليها البقاعي في استخراجه لمقصد السورة ، دون أن يكون أسيراً لاجتهاد المؤلف دون معرفة لطريقة الوصول للمقصد . والبقاعي يبين في مقدمته للكتاب أن (كل سورة لها مقصد واحد يدار عليه أولها وآخرها ، ويستدل عليه فيها ، فترتب المقدمات الدالة عليه على أتقن وجه ، وأبدع نهج ، وإذا كان فيها شيء يحتاج إلى دليل استدل عليه ، وهكذا في دليل الدليل ، وهلم جرا . فإذا وصل الأمر إلى غايته ختم بما منه كان ابتدأ ، ثم انعطف الكلام إليه ، وعاد النظر عليه ، على نهجٍ آخر بديع ، ومرقى غير الأول منيع) [مصاعد النظر 1/155]
وقد أعاد وأفاض في بيان المقصد العام للسور ، والمقاصد الفرعية لها ، ودلالة أسماء السور على مقاصدها ، وتداخل هذه المعطيات للوصول إلى المراد بأسلوب جدير بالدراسة والبحث ، ولا أظنه يبقى مثل هذا الموضوع - منهج البقاعي في دراسة مقاصد السور من خلال كتابه مصاعد النظر - دون بحث ودراسة حتى الآن ، غير أن قلة اطلاعي حالت دون معرفة ذلك .
وقد كان أبو حيان الغرناطي رحمه الله أشار إلى هذا المعنى في تفسيره ، وابن الزبير الغرناطي ، وغيرهما رحمهم الله ، غير أن البقاعي كان رائداً في هذا العلم رحمه الله وغفر له . والله أعلم .
 
أهمية معرفة مقصود السوروطرق الكشف عنه

أهمية معرفة مقصود السوروطرق الكشف عنه

الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه
أما بعد : فالشكر موصول إلى أهل هذا الملتقى الطيب المبارك، وأخص منهم بالذكرالمشايخ الفضلاء: الدكتورعبد الرحمن الشهري، والدكتورمساعد الطيار، أبومجاهد العبيدي ، وناصر الماجد..وغيرهم
شغفي بهذا الموضوع وممارستي له من خلال مجموعة من الدروس التي ألقيها في مسجدي دعاني لأن أكتب هذه الكلمات اليسيرة رغم ضيق الأوقات، والله يشهد أني قد انتفعت كثيرا مما جادت به قرائح العلماء الأفاضل غير أنهم أغفلوا الثمرة التي تجنى من ورائه ،والطريق التي ينبغي أن نسلكها من أجل الوصول إلى المقصود الحقيقي من السورة إلا جولة الدكتور مساعد أولمسات الشيخ عبد الرحمن التي ختم بها هذا الموضوع، وأرجو أن يكون أول المستدركين ، والمصححين، والمضيفين لما سأذكره. ورحم الله من قال:
ومصلح الشكل لدى حكايه **** غير حديث المصــطفى والآيه
من غير إذن منه أوقرينـه **** قد فاته الأدب والسكيــــنه
فالباب مفتوح له ولغيره ،وبالله التوفيق.أبدأ فأقول:
لقد لخص الإمام البقاعي نظريته في التناسب، بعبارات سهلة وميسرة على النحو التالي:
معرفة مدلول اسم السورة يؤدي إلى => معرفة مقصود السورة وهذا بدوره =>إلى معرفةالتناسب بين آياتها.
وإليكم العبارات الدالة على ذلك:
يقول رحمه الله : " إن من عرف المراد من اسم السورة عرف مقصودها، ومن حقق المقصود منها عرف تناسب آيها وقصصها وجميع أجزائها... فإن كل سورة لها مقصد واحد يدار عليه أولها وآخرها ويستدل عليه فيها؛ فترتب المقدمات الدالة عليه على أكمل وجه وأبدع منهج، وإذا كان فيها شيء يحتاج دليلاً استدل عليه. وهكذا في دليل الدليل وهلم جراً " (1)
وقال:" وتتوقف الإجادة فيه- أي علم المناسبة- على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها "(2)
ويقول البقاعي أيضا :"...ومقصود كل سورة هاد إلى تناسبها " (3)
النتائج: إذا أردنا أن نكشف عن وجوه المناسبات بين آي سورة لابد أن نتبع –في نظري –الطريقة التالية.
1- البحث عن أسماء السورة الواردة في القرآن الكريم أوفي السنة النبوية أوعلى لسان السلف الصالح.
يقول البقاعي:"وقد ظهر لي: أن اسم كل سورة مترجم عن مقصودها لأن اسم كل شيء تظهرالمناسبات بينه وبين مسماه عنوانه الدال إجمالاعلى تفصيل مافيه"(4)
ويقول في كتابه مصاعد النظر: " إن من عرف المراد من اسم السورة عرف مقصودها، ومن حقق المقصود منها عرف تناسب آيها وقصصها وجميع أجزائها "(5)
2-محاولة تفسيرهذه الأسماء والربط بينها وبين الجو العام للسورة. يقول الطاهربن عاشورمتحدثا عن تسمية سورة البقرة : " وكذلك قول خالد بن معدان إنها فسطاط القرآن والفسطاط ما يحيط بالمكان لإحاطتها بأحكام كثيرة."(6)
3-جمع الآثار الواردة في فضائل السورة.
4-الاستعانة ببعض سورالقرآن في الكشف عن بعض مقاصد السورة،
يقول الإمام الشاطبي: " وأول شاهد على هذا أصل الشريعة نفسها؛ فإنها جاءت مصححة لما أُفسد من ملة إبراهيم عليه السلام، ثم نزلت فيها سورة الأنعام مبيّنة لقواعد العقائد وأصول الدين من أول إثبات الربوبية إلى إثبات الإمامة. ثم لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان أول ما نزل سورة البقرة التي قررت قواعد التقوى المبنية على سورة الأنعام؛ فبيّنت العبادات والعادات والمعاملات والجنايات وحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، فكان غيرها من السور المدنية المتأخرة عنها مبنياً عليها، كما كان غير سورة الأنعام من السور المكية مبنياً عليها، وإذا نظرت إلى سائر السور بعضها مع بعض في الترتيب وجدتها كذلك حذو القُذة بالقذة، فلا يغيبن عنك هذا المعنى فإنه من أسرارعلوم التفسير" (7)
5-تحديد مقصود السورة:
يقول البقاعي :"...ومقصود كل سورة هاد إلى تناسبها " (8)
وقال رحمه الله :" فعلم مناسبات القرآن:علم تعرف منه علل ترتيب أجزائه، وهو سرالبلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المقال لمقتضى الحال. وتتوقف الإجادة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها "(9).
ثم قال: " فإن كل سورة لها مقصد واحد يدار عليه أولها وآخرها ويستدل عليه فيها؛ فترتب المقدمات الدالة عليه على أكمل وجه وأبدع منهج، وإذا كان فيها شيء يحتاج دليلاً استدل عليه. وهكذا في دليل الدليل وهلم جراً " (10)

6-التعرف على روح شخصية السورة.
يقول سيد قطب: " ومن ثم يلحظ من يعيش في ظلال القرآن أن لكل سورة من سوره شخصية مميزة ! شخصية لها روح يعيش معها القلب كما لو كان يعيش مع روح حي مميز الملامح والسمات والأنفاس "(11)
7-تحديد موضوع السورة أو موضوعاتها:
يقول سيد قطب :" ولها موضوع رئيسي أو عدة موضوعات رئيسية مشدودة إلى محور خاص "(12)
8-المعايشة للجو الذي يظلل موضوع أو موضوعات السورة:
يقول سيد قطب:" و-لكل سورة- جو خاص يظلل موضوعاتها كلها ويجعل سياقها يتناول هذه الموضوعات من جوانب معينة , تحقق التناسق بينها وفق هذا الجو "(13)
9-الإيقاع الصوتي للسورة القرآنية:
وذلك بالنظر في جملها من حيث الطول والقصر، وفي ألفاظها من حيث القوة والمتانة أو السهولة واللطافة، وفي مدودها من حيث الطول والقصر يقول سيد قطب:"ولها-أي السورة- إيقاع موسيقي خاص إذا تغير في ثنايا السياق فإنما يتغير لمناسبة موضوعية خاصة " ثم خلص إلى أن :"هذا طابع عام في سور القرآن جميعا. ولا يشذ عن هذه القاعدة طوال السور"(14)
10-تحديد المحور الخاص الذي تدور في فلكه السورة بكاملها أو ما يسميه عبد الحميد الفراهي " عمود السورة "، وتحديد هذا المحورهو من أصعب الخطوات التي يواجهها الباحث، وقد أفصح عن ذلك عبد الحميد الفراهي حين قال :"اعلم أن تعيين عمود السورة هو إقليدٌ لمعرفة نظامها .. ولكنه أصعب المعارف، ويحتاج إلى شدة التأمل والتمحيص، وتـرداد النظر في مطالب السورة المتماثلة والمتجاورة، حتى يلوح العمود كفلق الصبح، فتضيء به السورة كلُّها، ويتبين نظامُها، وتأخـذ كل آية محلها الخاص، ويتعين من التـأويلات المحتملة أرجحها "(15)
11- إلقاء الضوء على الملابسات التي نزلت أثنائها السورة القرآنية، وهنا يأتي دورالسيرة النبوية فالمتطلع لمعرفة مقاصد سورة الفتح عليه أن يعرف دقائق ما حدث في صلح الحديبية،وما بعدها
12- تتبع المراحل التي نزلت خلالها السورة القرآنية، وذلك بتتبع أسباب نزول آياتها
13- محاولة تقسيم السورة إلى مقدمة أو مقدمات وهو ما يطلق عليه اسم الديباجة، وإلى موضوع أو موضوعات تتناولها السورة بنظام لايتداخل فيه جزء مع جزء آخر، وإلى خاتمة تقابل ديباجة السورة.وهذا الرأي لعبد الله دراز (16)وقد سبقه الإمام الشاطبي إلى فكرة تقسيم السورة ولكن بشكل أدق فهو يرى أن كلام الباري يساق فمنه ماهو كالمقدمات والتمهيدات، ومنه ماهو كالمؤكد والمتمم، ومنه ماهو المقصود في الإنزال، ومنه ماهو كالخواتم العائدة على ما قبلها بالتأكيد والتثبيت(17).
14- النظرة الكلية للسورة بحيث لا يشغلك جزء من أجزائها أو مقطع من مقاطعها – وقد يكون هذا الجزء مقدمة أو تمهيد للمقصد المطلوب -عن المقصد العام ، وقد نبه الشاطبي رحمه الله على هذا حين قال: " فلا محيص للمتفهم عن رد آخر الكلام على أوله ، وأوله على آخره وإذ ذاك يحصل مقصود الشارع في فهم المكلف، فإن فرّق النظرفي أجزائه فلا يتوصل به إلى مراده، فلا يصح الاقتصار في النظرعلى بعض أجزاء الكلام دون بعض إلا في موطن واحد؛ وهو النظر في فهم الظاهر بحسب اللسان العربي وما يقتضيه " (18)
15- رد مقاطع السورة إلى مطالعها يقول ابن القيم في كتابه القيم " بدائع الفوائد " متحدثا عن سورة "الكافرون" : وهو أن مقصود السورة براءته من دينهم ومعبودهم هذا هو لبها ومغزاها وجاء ذكر براءتهم من دينه ومعبوده بالقصد الثاني مكملا لبراءته ومحققا لها فلما كان المقصود براءته من دينهم بدأ به في أول السورة ثم جاء قوله لكم دينكم مطابقا لهذا المعنى أي لا أشارككم في دينكم ولا أوافقكم عليه بل هو دين تختصون أنتم به لا أشرككم فيه أبدا فطابق آخر السورة أولها فتأمله " (19)
16- مراعاة مقتضى الحال فمواطن الخوف من الهلاك وحلول العذاب ليست كمواطن الأمن والاستقرارفنداءات نوح عليه السلام لابنه في مشهد الطوفان المهول وإذا بـ" فحال بينهما الموج " تختلف عن الأب الذي يجلس مع ولده جلسة إيمانية مطمئنة - كما توضحه سورة لقمان- وقد أُتِيَ هذا الأب حكمة وعلما ، وأُتِيَ هذا الولد حسن اصغاء واستماع
17- مراعاة الألفاظ االتي تتكرر في السورة فكثيرا ما تكون هادية إلى موضوع السورة، والذي بدوره يعين على التعرف على مقصودها يقول البقاعي رحمه الله:" وسورة مريم مقصودها شمول الرحمة ففُتحت بذكر الرحمة وخُتمت بأن كل من كان على نهج الخضوع لله يجعل له وُدّا ثم كُرِّر الوصف بالرحمن فيها تكريراً يلائم مقصودها " (20)
18- مداومة النظر في علوم اللغة العربية
19- تلاوة السورة مرة بعد مرة وفي أزمنة مختلفة وفي أماكن مختلفة. مع تخصيص كل تلاوة لضابط من هذه الضوابط.
20- أن يهيء الباحث نفسه للتلاوة مراعيا جميع الآداب الشرعية، وفي مقدمتها فتح قلبه للتلقي؛ فإن هذا القرآن بقدر ما تُفتحُ له القلوب يَفتح لها من كنوزه
وتحديد مقصود السورة يختلف فيه العلماء بحسب استحضارهم لهذه الوسائل وبحسب ما يفتح الله لهم من كنوز هذا القرآن خذ مثلا سورة البقرة، فالإمام الشاطبي يرى أنها سيقت لتقرير الأحكام(21)، وفي موضع آخرقال: إنها: " قررت قواعد التقوى المبنية على سورة الأنعام؛ فبيّنت العبادات، والعادات، والمعاملات، والجنايات، وحفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال " (22)
غيرأن البقاعي يرى أن سورة البقرة هي سورة هذا الكتاب وقد صرح بذلك في مواطن عدة من تفسير السورة فهو يقول: " ذكر سبحانه كفرهم بهذا الكتاب الذي مقصود السورة وصفه بالهدى " (23) " وفي ذلك رجوع إلى وصف الكتاب الذي هو مقصود السورة "(24) " لأن هذه سورة الكتاب المدعو به الخلق "(25)
" ولما كان مقصود هذه السورة الإحاطة الكتابية كان ذلك إفصاحها ومعظم آياتها "(26)
يقول الامام الطاهر بن عاشور بعد أن أظهر عجزه في البحث عن أغراض سورة البقرة بقوله :" هذه السورة مترامية أطرافها، وأساليبها ذات أفنان. قد جمعت من وشائج أغراض السور ما كان مصداقا لتلقيبها فسطاط القرآن. فلا تستطيع إحصاء محتوياتها بحسبان، وعلى الناظر أن يترقب تفاصيل منها فيما يأتي لنا من تفسيرها " ثم حاول بعد ذلك بقوله :" ولكن هذا لا يحجم بنا عن التعرض إلى لائحات منها...ومعظم أغراضها ينقسم إلى قسمين: قسم يثبت سمو هذا الدين على ما سبقه وعلو هديه وأصول تطهيره النفوس، وقسم يبين شرائع هذا الدين لأتباعه وإصلاح مجتمعهم."(27)
ويرى سيد قطب أن السورة: " تضم عدة موضوعات . ولكن المحور الذي يجمعها كلها محور واحد مزدوج يترابط الخطان الرئيسيان فيه ترابطا شديدا . . فهي من ناحية تدور حول موقف بني إسرائيل من الدعوة الإسلامية في المدينة , واستقبالهم لها , ومواجهتهم لرسولها صلى الله عليه وسلم وللجماعة المسلمة الناشئة على أساسها . . . وسائر ما يتعلق بهذا الموقف بما فيه تلك العلاقة القوية بين اليهود والمنافقين من جهة , وبين اليهود والمشركين من جهة أخرى . . وهي من الناحية الأخرى تدور حول موقف الجماعة المسلمة في أول نشأتها ; وإعدادها لحمل أمانة الدعوة والخلافة في الأرض "(28).
ويرى الفراهي أن : " سورة البقرة هي سورة الإيمان المطلوب؛ ولذلك جمعت دلائله "(29)
من الرازي كتاب الله فافهم **** ومنه النور خذ فالليل أظلم
ولكن لي كلام فيه فانظر **** أنحيا بالفؤاد و ما تضرم

ـــــــــــــــــــــــ
(1) مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السورللإمام البقاعي(1/149-150) تحقيق:الدكتور عبد السميع محمد أحمد حسنين، نشرته دارالمعارف بالرياض سنة 1408هـ/1987م
(2) المرجع نفسه (1/142).
(3) نظم الدرر في تناسب الآي والسور لبرهان الدين البقاعي (1/18-19)، ط : لبنان
(4) المرجع نفسه (1/142).
(5) مصاعد النظر(1/149-150)
(6) التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور(1/118)
(7) الموافقات للإمام الشاطبي ص: 713 دار الكتاب الحديث ط1-لبنان
(8) نظم الدرر(1/18-19)
(9) مصاعد النظر(1/142).
(10) المرجع نفسه (1/149-150)
(11)(12)(13)(14) في ظلال القرآن لسيد قطب (1/18) دار الشروق – القاهرة-
(15) دلائل النظام للشيخ عبد الحميد الفراهي ص: 77 ، طبع الكتاب طبعته الأولى ، بعناية السيد بدر الدين الإصلاحي مدير الدائرة الحميدية (1388هـ- 1968م)
(16) النبأ العظيم: نظرات جديدة في القرآن للدكتورعبدالله دراز،دارالقلم الكويت الطبعةالسابعة)1993م(
(17) الموافقات ص:717-718
(18) المرجع نفسه ص:717
(19) بدائع الفوائد للإمام ابن القيم (1 /146)
(20) مصاعد النظر(1/150).
(21) الموافقات ص:717-718
(22) المرجع نفسه ص:713
(23)(24)(25)(26)نظم الدرر في مواضع متعددة من تفسيرسورة البقرة ونلاحظ أن البقاعي لايلتزم بمنهج محدد في ذكر مقصود السورة؛ فيذكره أحيانا في مقدمة السورة كما فعل في آل عمران وأحيانا في وسطها كما في سورة الزخرف ، وأحيانا أخرى في وسطها وآخرها كما في سورة البقرة
(27) التحرير والتنوير(1/118-119)
(28) في ظلال القرآن (1/16)
(29) دلائل النظام ص : 93
 
وهناك رسالة ماجستير مطبوعة بعنوان : أسماء السور وفضائلها، للباحثة منيرة الدوسري تعرضت لمقاصد كل سورة من القرآن معتمدة على ماتقدم من الكتب.
كذلك هناك كتاب جديد في طور الطباعة عنوانه : أغراض السور في تفسير التحرير والتنوير، جمعه واعتنى به الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد .
 
حسب قراءتي وفهمي لما كتبه الطاهر بن عاشور في تفسيره ،فإن طريقته هي سرد الموضوعات كطريقة الفيروزابادي في كتابه "البصائر" ، وإن كان يشير إلى المقاصد أحياناً .
 
وللداعية عمرو خالد كتاب: "خواطر قرآنية..نظرة في أهداف سور القرآن"

وله فيه لفتات جيدة أتمنى ممن له عناية بمقاصد السور أن يبين لنا رأيه في الكتاب.
 
وايضا هذا كتاب يفيد في مثل هذا الموضوع ..
الكتاب: مقاصد سورة البقرة
المؤلف: الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري
صيغة الكتاب: المكتبة شاملة
الملفات المرفقة
3178alsh3er.gif
مقاصد سورة البقرة.rar‏ (58.3 كيلوبايت)

المصدر :المعهد الشرعي السلفي.
 
للشيخ سعيد حوى عناية فائقة بهذاالأمر في تفسيره "الأساس"، وهو في ظني بعد قراءة طويلة فيه من أنفس ما كتب في هذا الأمر بل يكاد كتابه يتمحض لمقاصد السور مع بيان علاقتها بسورة البقرة -سنام القرآن- باستثناء التفسير الحرفي للآيات والنقل عن التفاسير الأربعة التي اعتمدها ( ابن كثير للأثر-النسفي للغة- الألوسي للبلاغة واللطائف-سيد قطب للناحية الحركية).
وقد كان عرضه للمقاصد مطولاً حيث يتعرض له في مطلع كل سورة ثم يقسم السورة إلى مقاطع ونحوها وفي كل مقطع أو فقرة يعود ليربط بمقصد السورة وبسورة البقرة...ولو استطاع أحد أن يستل كلامه هذا من الكتاب بعيدا عن النقول والتفسير الحرفي لخرج لنا مجلد أو مجلدان مخصصان لموضوع المقاصد وممتلآن بالإشارت النفيسة في هذالباب.
 
عودة
أعلى