الجكني
مشارك نشيط
[FONT="]بسم الله الرحمن الرحيم[/FONT]
[FONT="]الحمد لله الذي لا نبتغي إلا رضاه، ولا نعوّل إلا على نعماه؛ والمأمول أن نكون في حماه، والصلاة والسلام على نبيّه المجتبى؛ وحبيبه المصطفى، الذي لا تجب طاعة عمياء لمخلوق سواه، والذي" نشر " القرآن حتى بلغ مداه، ورضي الله عن صحابته وتابعيه، وعلماء دينه ، وخاصة منهم أهل الله ، ومن والاه، وبعد :[/FONT]
[FONT="]فيقول العبد الضعيف المحتاج إلى ربه الغنيّ، السالم بن محمد محمود الجكنيّ المدنيّ :[/FONT]
[FONT="]هذه مقدمة " بحث" سأعرضه على الإخوة الكرام حسب ظروف وقتي المشحون بأمور ليس هذا أهمها، بل هو فيها من باب " الكفاية " لا " العين" ، وسميته ارتجالاً :[/FONT]
[FONT="]" القول المؤيّد الجريّ في دفع تخطئة وتشنيع أيمن سويد للإمام ابن الجزري"[/FONT]
[FONT="]كتبته ابتغاء الأجر من الله تعالى، فإن كان حقاً وصواباً فالحمد لله، وإن كان غير ذلك فالله عالم بالسرائر، ومنه العفو والغفران. [/FONT]
[FONT="]وأقول :[/FONT]
[FONT="]بدأ في العشرين سنة الأخيرة أو قبلها بقليل، اهتمام الباحثين الأكاديميين من أهل القراءات بكتاب " النشر في القراءات العشر؛ لخاتمة حفاظ هذا العلم؛ بل لخاتمة " أهل الرواية " فيه؛ الإمام محمد بن محمد بن محمد الدمشقي( 751-833هـ ) المشهور ب : ابن الجزري ، رحمه الله .[/FONT]
[FONT="]وقد قامت عدة دراسات على الكتاب المذكور؛ من تحقيق، وتعليق، واستلال مباحث ومسائل منه؛ إلى غير ذلك من صنوف الاهتمام به.[/FONT]
[FONT="]قصتي مع هذا الكتاب:[/FONT]
[FONT="]ذكرتُ في مناسبات عدة قصتي مع الكتاب، وأذعتُ الرؤيا التي أكرمني الله بها لهذا الإمام " مرتين؛ إحداهما سماع صوته، والثانية رؤية شخصه المبارك، رحمه الله، وجزاه عني وعن أهل القرآن خير الجزاء .[/FONT]
[FONT="]لكن الذي يهمّ هنا، وهو المتعلق بهذا البحث، هو ما سأذكره على وسائل التواصل لأول مرة؛ والعهدة فيه عليّ بيني وبين الله تعالى :[/FONT]
[FONT="]في أواخر سنة 1417هـ تقدمتُ بفكرة بحث للدكتوراه في قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عمرها الله.[/FONT]
[FONT="]وفي شهر شعبان من سنة 1418هـ وبعد جهد طويل، وتقديم عدة مقترحات بحثية؛ صدر قرار المجلس العلمي بالموافقة على بحث بعنوان :[/FONT]
[FONT="]" منهج ابن الجزري في كتابه النشر مع تحقيق قسم الأصول إلى نهاية باب جمع القراءات "[/FONT]
[FONT="]وفوجئت بفقرة " تحقيق قسم الأصول" ![/FONT]
[FONT="]والآن أقول: الحمد لله على ذلك؛ إذ ظهر لي أنه أمر خير وبركة، وتشريفٌ بعد أن كان من باب التكليف .[/FONT]
[FONT="]اتصال مفاجئ بعد صلاة الفجر :[/FONT]
[FONT="]تلقيت اتصالاً هاتفياً من فضيلة الشيخ الدكتور: أيمن سويد، حفظه الله، خلاصته :[/FONT]
[FONT="]" أني – د. أيمن – انتهيتُ من تحقيق الكتاب على ( 5 ) خمس نسخ؛ وهو الآن في مرحلة الصفّ، وبالكثير خلال ( 6 ) ستة شهور سينزل إلى المكتبات! [/FONT]
[FONT="]فقلت: وما المطلوب مني؟[/FONT]
[FONT="]فقال: الاعتذار عن الموضوع واختيار بحث آخر للدكتوراه![/FONT]
[FONT="]فأجبتُ فضيلته باعتذاري عن قبول طلبه؛لأن ذلك سيكلفني ضياع وقت لا يقل عن سنة ونصف على أقل تقدير.[/FONT]
[FONT="]وختمنا المكالمة بقولي لفضيلته : ثق تماماً أن تحقيقكم إذا نزل واطلعتُ عليه واستفدت منه فإني سأذكر أي فائدة أخذتها منه بأنها منه والإحالة على تحقيقكم بكل أمانة.[/FONT]
[FONT="]أقول: يعلم الله أن هذه المكالمة جرت بيني وبينه حفظه الله في السنة المذكورة ( 1418هـ ).[/FONT]
[FONT="]والآن؛ بعد مرور (21) سنة كاملة، خرج " النشر" بتحقيق الدكتور أيمن سويد، حفظه الله، وفرحتُ به كما فرح به غيري، وقد زاد فرحتي ما كتبه بعض طلاب الدكتور من مدح للكتاب والجهد الذي بذله ( محققه) فيه؛ فزاد شوقي واشتياقي، وعظُم لهفي للوقوف عليه.[/FONT]
[FONT="]فقيّض الله تعالى بفضلٍ منه ونعمة نسخة ، فبدأت بقراءتها من أول يوم وصلتني فيه، وأخذت قلمي لتسجيل ما أراه فائدة جديدة لي في دراستي للنشر، وعكوفي عليه فترة زمنية طويلة، جعلها الله خالصة لوجهه، وكتب لي فيها أجر طلب العلم .[/FONT]
[FONT="]لكن :[/FONT]
[FONT="]ما إن قرأت مقدمة ( المحقق ) حتى لاحظت التالي :[/FONT]
[FONT="]أولاً :[/FONT]
[FONT="]1- اعتماد المؤلف على ( 5 ) نسخ فقط، كما أخبرني قديماً، وهي نسخٌ يوجد غيرها أحسن من بعضها التي اعتمد عليها في التحقيق، كنسخة السليمانية؛ وهي نسخة قوية جداً قرئت على ابن الجزري في ( 50) خمسين مجلساً، تجاه الكعبة المشرفة سنة823هـ، وكنسخة ( تشستربيتي ) التي رمزتُ لها ب ( ك )، مع أنه اعتمد على نسخة أخرى من نفس المكتبة لكن ليست كالتي عندي. وإني لأعجب كيف يستغرق تحقيق النشر أكثر من عقدين من الزمن ثم يخرج على هذه النسخ المذكورة؛ مع الإمكان الحصول على أفضل منها!![/FONT]
[FONT="]2- اعتماد ( المحقق ) على مذهب " التلفيق " بين النسخ .[/FONT]
[FONT="]3- بل زاد عليه بالتدخل في النص بإضافة بعض الكلمات التي ليست في أي نسخة من النسخ المعتمدة عنده، ولا يشفع له وجودها في الأصل الذي ينقل منه الإمام ابن الجزري رحمه الله .[/FONT]
[FONT="]4- حذف كلام أثبته ابن الجزري في النشر في جميع النسخ الخطية؛ لكن ( المحقق ) وهو الدكتور أيمن سويد ( اجتهد ) فحذفه وقال في الحاشية :" وقع في نسخ النشر الخطية هنا زيادةٌ نصها:" حدثنا ابن منيع، حدثنا جدّي، حدثنا حسين بن محمد بن أحمد المروذي" وليست هذه الزيادة في هذا الموضع بجامع البيان، ولا يفتقر النص إليها؛ لثبوتأخذ أبي عمر الدوري عن إسماعيل بن جعفر بلا واسطة " اهـ ( 3/2033) وإني أقول : كيف يحق لشخص أن يحذف كلام ابن الجزري من كتابه " النشر " وموجود في كل النسخ الخطية المعتمدة عنده في التحقيق !!! إن لم يكن هذا تلاعبٌ بالنشر! فماذا نسميه؟![/FONT]
[FONT="]5- عدم التحقق في بعض مسائل المقدمة ؛ خاصة في ضبط بعض الأسماء، كما في : ج1ص15: الحاشية(1) : قال الدكتور: " أُمَيلة ك: جُهينة، قاله الزبيدي في تاج العروس"اهـ قلت : وهو خطأ من ( المحقق المعلّق ) ومن الزبيدي رحمه الله، والصواب: أَمِيلة على وزن ( فعيلة ) قال ابن الجزري نفسه :" أَمِيلة: بفتح الهمزة وكسر الميم وإسكان الياء آخر الحروف وباللام: اسم أعجمي " اهـ ( الأربعون العوالي:51).[/FONT]
[FONT="]6- ص31 س1: ذكر من ضمن مؤلفات ابن الجزري: " الإعلام في أحكام الإدغام " اهـ قلت : المعروف أن الكتاب لابنه وليس له، والله أعلم . [/FONT]
[FONT="]وهذا النوع وأمثاله؛ لا علاقة لي به في هذا البحث، أو " النقد " ، بل علاقتي بالتالي ، وهو :[/FONT]
[FONT="]ثانياً: تلك العبارات الشنيعة والمستقبحة – حسب فهمي لدلائل ألفاظ مفردات لغة العرب - التي جاءت في كثير من تعليقات الدكتور أيمن ؛ متوجهاً بها للإمام ابن الجزري رحمه الله؛ منها :[/FONT]
[FONT="]1- وصف رأي ابن الجزري بالادعاء؛ كقوله :" ...ولا ما ادعاه " وكقوله:" هو تأكيد منه لما ادعاه"( 2/1331 تكملة للحاشية رقم (1) من الصفحة السابقة)[/FONT]
[FONT="]2- قال:" لم ينص أحد .."كما ادعاه الإمام الجزري"اهـ ! ( 2/1004) حاشية ( 1)[/FONT]
[FONT="]3- قال:" كما ادعاه إمامنا الجزري "اهـ !! ( 2/1006 ) وفي هذه الصفحة تغليط لأبي شامة صراحة قال: " مع تغليطنا لأبي شامة "اهـ وفيها أيضاً قوله :" ..فقول الهذلي.."غير دقيق " اهـ [/FONT]
[FONT="]4- قال : "ذكر الجزري هذا الحكم بناء على ما ادعاه....وقد قدمتُ أن ذلك غير صحيح " اهـ ( 2/1043)[/FONT]
[FONT="]5- قال: " ليست عبارة ( فوق الأولى ) من كلام أبي معشر، وإنما هي من زيادة الجزري؛ وهي زيادة خطيرة وتقوّل على أبي معشر، نتج عنها نفيُ مرتبة القصر المحض من التلخيص ! ... ولم ينقل الجزري هذه العبارة وهذا غريب منه رحمه الله اهـ ( 2/ 1063) حاشية ( 1 ).وبالله عليك دقّق في كلمة " تقوّل" !!![/FONT]
[FONT="]أكتفي بهذه المقدمة؛ على أمل الرجوع قريباً إن شاء الله للدفاع عن ابن الجزري ونشره، في كل ما خطأه فيه الدكتور أيمن، وكان الصواب – حسب علمي – مع ابن الجزري رحمه الله، مستثنياً أخطاءه في كتابه " السلاسل الذهبية " فقد كتبت فيها مقالات في ملتقى التفسير، ونبهت عليها في شرحي لكتاب النشر في المقارئ القرآنية، مكتفياً هنا بالدفاع عن ابن الجزري ؛ ولا علاقة لي في سواه حتى وإن كنت أرى أنه خطأ.[/FONT]
[FONT="]ومن باب الإنصاف :[/FONT]
[FONT="]هناك تعليق جميل من ( المحقق) وهو قوله :[/FONT]
[FONT="]" أقول: وأنت يا سيدي الجزري لم يسمح الزمان بعدك بمثلك، فأنت إمامنا وقدوتنا وشيخنا، ولنا الفخر بذلك، فلله درك من أستاذ محقق، وجهبذ مدقق، رحمك الله رحمة واسعة " اهـ ( 3/2033)[/FONT]
[FONT="]والله من وراء القصد[/FONT]
[FONT="]أ.د. السالم الجكني[/FONT]
[FONT="]المدينة المنورة[/FONT]
[FONT="]ليلة الأربعاء: 4 شهر الحج سنة 1439هـ[/FONT]
[FONT="]الحمد لله الذي لا نبتغي إلا رضاه، ولا نعوّل إلا على نعماه؛ والمأمول أن نكون في حماه، والصلاة والسلام على نبيّه المجتبى؛ وحبيبه المصطفى، الذي لا تجب طاعة عمياء لمخلوق سواه، والذي" نشر " القرآن حتى بلغ مداه، ورضي الله عن صحابته وتابعيه، وعلماء دينه ، وخاصة منهم أهل الله ، ومن والاه، وبعد :[/FONT]
[FONT="]فيقول العبد الضعيف المحتاج إلى ربه الغنيّ، السالم بن محمد محمود الجكنيّ المدنيّ :[/FONT]
[FONT="]هذه مقدمة " بحث" سأعرضه على الإخوة الكرام حسب ظروف وقتي المشحون بأمور ليس هذا أهمها، بل هو فيها من باب " الكفاية " لا " العين" ، وسميته ارتجالاً :[/FONT]
[FONT="]" القول المؤيّد الجريّ في دفع تخطئة وتشنيع أيمن سويد للإمام ابن الجزري"[/FONT]
[FONT="]كتبته ابتغاء الأجر من الله تعالى، فإن كان حقاً وصواباً فالحمد لله، وإن كان غير ذلك فالله عالم بالسرائر، ومنه العفو والغفران. [/FONT]
[FONT="]وأقول :[/FONT]
[FONT="]بدأ في العشرين سنة الأخيرة أو قبلها بقليل، اهتمام الباحثين الأكاديميين من أهل القراءات بكتاب " النشر في القراءات العشر؛ لخاتمة حفاظ هذا العلم؛ بل لخاتمة " أهل الرواية " فيه؛ الإمام محمد بن محمد بن محمد الدمشقي( 751-833هـ ) المشهور ب : ابن الجزري ، رحمه الله .[/FONT]
[FONT="]وقد قامت عدة دراسات على الكتاب المذكور؛ من تحقيق، وتعليق، واستلال مباحث ومسائل منه؛ إلى غير ذلك من صنوف الاهتمام به.[/FONT]
[FONT="]قصتي مع هذا الكتاب:[/FONT]
[FONT="]ذكرتُ في مناسبات عدة قصتي مع الكتاب، وأذعتُ الرؤيا التي أكرمني الله بها لهذا الإمام " مرتين؛ إحداهما سماع صوته، والثانية رؤية شخصه المبارك، رحمه الله، وجزاه عني وعن أهل القرآن خير الجزاء .[/FONT]
[FONT="]لكن الذي يهمّ هنا، وهو المتعلق بهذا البحث، هو ما سأذكره على وسائل التواصل لأول مرة؛ والعهدة فيه عليّ بيني وبين الله تعالى :[/FONT]
[FONT="]في أواخر سنة 1417هـ تقدمتُ بفكرة بحث للدكتوراه في قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عمرها الله.[/FONT]
[FONT="]وفي شهر شعبان من سنة 1418هـ وبعد جهد طويل، وتقديم عدة مقترحات بحثية؛ صدر قرار المجلس العلمي بالموافقة على بحث بعنوان :[/FONT]
[FONT="]" منهج ابن الجزري في كتابه النشر مع تحقيق قسم الأصول إلى نهاية باب جمع القراءات "[/FONT]
[FONT="]وفوجئت بفقرة " تحقيق قسم الأصول" ![/FONT]
[FONT="]والآن أقول: الحمد لله على ذلك؛ إذ ظهر لي أنه أمر خير وبركة، وتشريفٌ بعد أن كان من باب التكليف .[/FONT]
[FONT="]اتصال مفاجئ بعد صلاة الفجر :[/FONT]
[FONT="]تلقيت اتصالاً هاتفياً من فضيلة الشيخ الدكتور: أيمن سويد، حفظه الله، خلاصته :[/FONT]
[FONT="]" أني – د. أيمن – انتهيتُ من تحقيق الكتاب على ( 5 ) خمس نسخ؛ وهو الآن في مرحلة الصفّ، وبالكثير خلال ( 6 ) ستة شهور سينزل إلى المكتبات! [/FONT]
[FONT="]فقلت: وما المطلوب مني؟[/FONT]
[FONT="]فقال: الاعتذار عن الموضوع واختيار بحث آخر للدكتوراه![/FONT]
[FONT="]فأجبتُ فضيلته باعتذاري عن قبول طلبه؛لأن ذلك سيكلفني ضياع وقت لا يقل عن سنة ونصف على أقل تقدير.[/FONT]
[FONT="]وختمنا المكالمة بقولي لفضيلته : ثق تماماً أن تحقيقكم إذا نزل واطلعتُ عليه واستفدت منه فإني سأذكر أي فائدة أخذتها منه بأنها منه والإحالة على تحقيقكم بكل أمانة.[/FONT]
[FONT="]أقول: يعلم الله أن هذه المكالمة جرت بيني وبينه حفظه الله في السنة المذكورة ( 1418هـ ).[/FONT]
[FONT="]والآن؛ بعد مرور (21) سنة كاملة، خرج " النشر" بتحقيق الدكتور أيمن سويد، حفظه الله، وفرحتُ به كما فرح به غيري، وقد زاد فرحتي ما كتبه بعض طلاب الدكتور من مدح للكتاب والجهد الذي بذله ( محققه) فيه؛ فزاد شوقي واشتياقي، وعظُم لهفي للوقوف عليه.[/FONT]
[FONT="]فقيّض الله تعالى بفضلٍ منه ونعمة نسخة ، فبدأت بقراءتها من أول يوم وصلتني فيه، وأخذت قلمي لتسجيل ما أراه فائدة جديدة لي في دراستي للنشر، وعكوفي عليه فترة زمنية طويلة، جعلها الله خالصة لوجهه، وكتب لي فيها أجر طلب العلم .[/FONT]
[FONT="]لكن :[/FONT]
[FONT="]ما إن قرأت مقدمة ( المحقق ) حتى لاحظت التالي :[/FONT]
[FONT="]أولاً :[/FONT]
[FONT="]1- اعتماد المؤلف على ( 5 ) نسخ فقط، كما أخبرني قديماً، وهي نسخٌ يوجد غيرها أحسن من بعضها التي اعتمد عليها في التحقيق، كنسخة السليمانية؛ وهي نسخة قوية جداً قرئت على ابن الجزري في ( 50) خمسين مجلساً، تجاه الكعبة المشرفة سنة823هـ، وكنسخة ( تشستربيتي ) التي رمزتُ لها ب ( ك )، مع أنه اعتمد على نسخة أخرى من نفس المكتبة لكن ليست كالتي عندي. وإني لأعجب كيف يستغرق تحقيق النشر أكثر من عقدين من الزمن ثم يخرج على هذه النسخ المذكورة؛ مع الإمكان الحصول على أفضل منها!![/FONT]
[FONT="]2- اعتماد ( المحقق ) على مذهب " التلفيق " بين النسخ .[/FONT]
[FONT="]3- بل زاد عليه بالتدخل في النص بإضافة بعض الكلمات التي ليست في أي نسخة من النسخ المعتمدة عنده، ولا يشفع له وجودها في الأصل الذي ينقل منه الإمام ابن الجزري رحمه الله .[/FONT]
[FONT="]4- حذف كلام أثبته ابن الجزري في النشر في جميع النسخ الخطية؛ لكن ( المحقق ) وهو الدكتور أيمن سويد ( اجتهد ) فحذفه وقال في الحاشية :" وقع في نسخ النشر الخطية هنا زيادةٌ نصها:" حدثنا ابن منيع، حدثنا جدّي، حدثنا حسين بن محمد بن أحمد المروذي" وليست هذه الزيادة في هذا الموضع بجامع البيان، ولا يفتقر النص إليها؛ لثبوتأخذ أبي عمر الدوري عن إسماعيل بن جعفر بلا واسطة " اهـ ( 3/2033) وإني أقول : كيف يحق لشخص أن يحذف كلام ابن الجزري من كتابه " النشر " وموجود في كل النسخ الخطية المعتمدة عنده في التحقيق !!! إن لم يكن هذا تلاعبٌ بالنشر! فماذا نسميه؟![/FONT]
[FONT="]5- عدم التحقق في بعض مسائل المقدمة ؛ خاصة في ضبط بعض الأسماء، كما في : ج1ص15: الحاشية(1) : قال الدكتور: " أُمَيلة ك: جُهينة، قاله الزبيدي في تاج العروس"اهـ قلت : وهو خطأ من ( المحقق المعلّق ) ومن الزبيدي رحمه الله، والصواب: أَمِيلة على وزن ( فعيلة ) قال ابن الجزري نفسه :" أَمِيلة: بفتح الهمزة وكسر الميم وإسكان الياء آخر الحروف وباللام: اسم أعجمي " اهـ ( الأربعون العوالي:51).[/FONT]
[FONT="]6- ص31 س1: ذكر من ضمن مؤلفات ابن الجزري: " الإعلام في أحكام الإدغام " اهـ قلت : المعروف أن الكتاب لابنه وليس له، والله أعلم . [/FONT]
[FONT="]وهذا النوع وأمثاله؛ لا علاقة لي به في هذا البحث، أو " النقد " ، بل علاقتي بالتالي ، وهو :[/FONT]
[FONT="]ثانياً: تلك العبارات الشنيعة والمستقبحة – حسب فهمي لدلائل ألفاظ مفردات لغة العرب - التي جاءت في كثير من تعليقات الدكتور أيمن ؛ متوجهاً بها للإمام ابن الجزري رحمه الله؛ منها :[/FONT]
[FONT="]1- وصف رأي ابن الجزري بالادعاء؛ كقوله :" ...ولا ما ادعاه " وكقوله:" هو تأكيد منه لما ادعاه"( 2/1331 تكملة للحاشية رقم (1) من الصفحة السابقة)[/FONT]
[FONT="]2- قال:" لم ينص أحد .."كما ادعاه الإمام الجزري"اهـ ! ( 2/1004) حاشية ( 1)[/FONT]
[FONT="]3- قال:" كما ادعاه إمامنا الجزري "اهـ !! ( 2/1006 ) وفي هذه الصفحة تغليط لأبي شامة صراحة قال: " مع تغليطنا لأبي شامة "اهـ وفيها أيضاً قوله :" ..فقول الهذلي.."غير دقيق " اهـ [/FONT]
[FONT="]4- قال : "ذكر الجزري هذا الحكم بناء على ما ادعاه....وقد قدمتُ أن ذلك غير صحيح " اهـ ( 2/1043)[/FONT]
[FONT="]5- قال: " ليست عبارة ( فوق الأولى ) من كلام أبي معشر، وإنما هي من زيادة الجزري؛ وهي زيادة خطيرة وتقوّل على أبي معشر، نتج عنها نفيُ مرتبة القصر المحض من التلخيص ! ... ولم ينقل الجزري هذه العبارة وهذا غريب منه رحمه الله اهـ ( 2/ 1063) حاشية ( 1 ).وبالله عليك دقّق في كلمة " تقوّل" !!![/FONT]
[FONT="]أكتفي بهذه المقدمة؛ على أمل الرجوع قريباً إن شاء الله للدفاع عن ابن الجزري ونشره، في كل ما خطأه فيه الدكتور أيمن، وكان الصواب – حسب علمي – مع ابن الجزري رحمه الله، مستثنياً أخطاءه في كتابه " السلاسل الذهبية " فقد كتبت فيها مقالات في ملتقى التفسير، ونبهت عليها في شرحي لكتاب النشر في المقارئ القرآنية، مكتفياً هنا بالدفاع عن ابن الجزري ؛ ولا علاقة لي في سواه حتى وإن كنت أرى أنه خطأ.[/FONT]
[FONT="]ومن باب الإنصاف :[/FONT]
[FONT="]هناك تعليق جميل من ( المحقق) وهو قوله :[/FONT]
[FONT="]" أقول: وأنت يا سيدي الجزري لم يسمح الزمان بعدك بمثلك، فأنت إمامنا وقدوتنا وشيخنا، ولنا الفخر بذلك، فلله درك من أستاذ محقق، وجهبذ مدقق، رحمك الله رحمة واسعة " اهـ ( 3/2033)[/FONT]
[FONT="]والله من وراء القصد[/FONT]
[FONT="]أ.د. السالم الجكني[/FONT]
[FONT="]المدينة المنورة[/FONT]
[FONT="]ليلة الأربعاء: 4 شهر الحج سنة 1439هـ[/FONT]