القراءات وعلم التفسير

الجوهرة الرابعة والخمسون بعد المائة(شاذة)

فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ }

قال القرطبي

إن قيل: كيف ينتظرون القيامة وهم لا يؤمنون؟ ففي هذا جوابان: أحدهما: أن يكون المعنى إنهم منتظرون الموت وهو من أسباب القيامة؛ فيكون هذا مجازاً. والآخر: أن فيهم من يشك وفيهم من يؤمن بالقيامة؛ فيكون هذا جواباً لهذين الصنفين. والله أعلم. وقرأ ابن السَّمَيْقَع: «إِنَّهُمْ مُنْتَظَرُونَ» بفتح الظاء. ورويت عن مجاهد وابن مُحَيْصِن. قال الفراء: لا يصح هذا إلا بإضمار، مجازه: إنهم منتظرون بهم. قال أبو حاتم: الصحيح الكسر؛ أي انتظر عذابهم إنهم منتظرون هلاكك

. وقد قيل: إنّ قراءة ابن السَّمَيْقَع (بفتح الظاء) معناها: وانتظر هلاكهم فإنهم أحقاء بأن يُنْتظر هلاكهم؛ يعني أنهم هالكون لا محالة، وانتظر ذلك فإن الملائكة في السماء ينتظرونه؛ ذكره الزمخشرِيّ. وهو معنى قول الفرّاء. والله أعلم.
 
الجوهرة الخامسة والخمسون بعد المائة(شاذة)

وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ يأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُواْ وَيَسْتَئْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً }

قال القرطبي

يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ } أي سائبة ضائعة ليست بحصينة، وهي مما يلي العدوّ وقيل: مُمْكِنة للسّراق لخلوها من الرجال. يقال: دارٌ مُعْوِرة وذات عَوْرة إذا كان يسهل دخولها. يقال: عَوِر االمكان عَوَراً فهو عَوِر. وبيت عَوِرة. وأعْور فهو مُعوِر. وقيل: عَوِرة ذات عَوْرة. وكل مكان ليس بممنوع ولا مستور فهو عَوْرة؛ قاله الهرَوِيّ.

وقرأ ابن عباس وعِكرمة ومجاهد وأبو رجاء العُطارِديّ: «عَوِرة» بكسر الواو؛ يعني قصيرة الجدران فيها خلل. تقول العرب: دار فلانٍ عَوِرة إذا لم تكن حصينة. وقد أعور الفارِس إذا بَدَا فيه خَلَل للضرب والطعن؛ قال الشاعر:
متى تَلْقَهم لم تَلْقَ في البيت مُعْوِراً ولا الضيفَ مفجوعاً ولا الجارَ مُرْمِلاَ
الجوهريّ: والعَوْرة كل خلل يُتَخَوَّف منه في ثَغر أو حرب. النحاس: يقال أعور المكان إذا تُبُيِّنت فيه عورة، وأعور الفارس إذا تُبُيِّن فيه موضع الخلل. المهدوِيّ: ومن كسر الواو في «عورة» فهو شاذ؛ ومثله قولهم: رجل عوِر؛ أي لا شيء له، وكان القياس أن يُعَلَّ فيقال: عارٍ، كيوم راحٍ، ورجلٍ مالٍ؛ أصلهما روِح وموِل.
 
الجوهرة السادسة والخمسون بعد المائة(شاذة)

يا°أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَاتَنشِرُواْ وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَظ°لِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذالِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُواْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذظ°لِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً }

قال السمين الحلبي في دره المصون

وقرأ العامَّةُ " إناه " مفرداً أي: نُضْجَه. يقال: أَنَى الطعام إنىً نحو: قَلاه قِلىً. وقرأ الأعمشُ " آناءه " جمعاً على أفْعال فأُبْدِلَتْ الهمزةُ الثانية ألفاً، والياءُ همزةً لتطرُّفها بعد ألفٍ زائدةٍ، فصار في اللفظ كآناء من قوله:
{ وَمِنْ آنَآءِ الْلَّيْلِ }
[طه: 130] وإن كان المعنى مختلفاً.
 
الجوهرة السابعة والخمسون بعد المائة(شاذة)

{ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ }


قال السمين فی دره المصون


قوله: " فأَغْشَيْناهم " العامَّةُ على الغين المعجمة أي: غَطَّيْنا أبصارَهم فهو على حَذْفِ مضافٍ. وابن عباس وعمر بن عبد العزيز والحسن وابن يعمر وأبو رجاء في آخرين بالعين المهملة، وهو ضَعْفُ البصَرِ. يُقال: عَشِي بَصَرُه وأَعْشَيْتُه أنا، وقوله تعالى هذا يحتمل الحقيقةَ والاستعارةَ كما تقدَّم.
 
الجوهرة الثامنة والخمسون بعد المائة

إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا¤اْ إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ }

قال السمين فی دره

قوله: { فَعَزَّزْنَا }: قرأ/ أبو بكر بتخفيفِ الزاي بمعنى غَلَّبْنا، ومنه قولُه:
{ وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ }
[ص: 23]. ومنه قولُهم: " مَنْ عَزَّ بَزَّ " أي صار له بَزٌّ. والباقون بالتشديد بمعنى قَوَّيْنا. يقال: عزَّز المطرُ الأرضَ أي: قَوَّاها ولبَّدها...

ملحوظة

قراءة التخفيف شعبة عن عاصم اما حفص بالتشديد كالجمهور
 
الحوهرة التاسعة والخمسون بعد المائة(شاذة)

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ العليم

قال السمين فی دره المصون:

وقرأ عبد الله وابن عباس وعكرمة وزين العابدين وابنه الباقر والصادق بن الباقر " لا مُستقرَّ " بـ لا النافيةِ للجنسِ وبناءِ " مستقرَّ " على الفتح، و " لها " الخبر. وابن أبي عبلة " لا مُسْتقرٌ " بـ لا العاملةِ عملَ ليس، فـ مُسْتَقرٌ اسمها، و " لها " في محلِّ نصبٍ خبرُها كقولِه:
3786 ـ تَعَزَّ فلا شيءٌ على الأرضِ باقيا ولا وَزَرٌ مِمَّا قضى اللَّهُ واقيا
والمرادُ بذلك أنها لا تستقرُّ في الدنيا بل هي دائمةُ الجريانِ، وذلك إشارةً إلى جَرْيها المذكور

الجوهرة الستون بعد المائة

{ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَآ أَنزَلَ هَـٰؤُلاۤءِ إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يٰفِرْعَونُ مَثْبُوراً }

قال السمين فی دره:

قوله تعالى: { لَقَدْ عَلِمْتَ }: قرأ الكسائيُّ بضم التاء أَسْند الفعلَ لضمير موسى عليه السلام، أي: إني متحققٌ أني ما جئت به هو مُنَزَّلٌ مِنْ عندِ الله. والباقون بالفتح على إسناده لضميرِ فرعونَ، أي: أنت متحقِّقٌ أنَّ ما جئتُ به هو مُنَزَّل من عند الله وإنما كفرُك عِنادٌ، وعن عليٍّ رضي الله عنه أنه أنكر الفتحَ، وقال: " ما عَلِم عدوُّ اللهِ قط، وإنما عَلِم موسى " ، والجملةُ المنفيَّةُ في محلِّ نصبٍ لأنها معلِّقةٌ للعِلْم قبلها
 
الجوهرة الواحدة والستون بعد المائة

{ إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ }


قال السمين فی دره

والعامَّةُ على رفع " فاكِهون " على ما تقدَّم. والأعمش وطلحة " فاكهين " نصباً على الحالِ، والجارُّ الخبرُ. والعامَّةُ أيضاً على " فاكهين " بالألف بمعنى: أصحاب فاكهة، كـ لابنِ وتامرِ ولاحمِ،

والحسَنُ وأبو جعفر وأبو حيوةَ وأبو رجاءٍ وشيبةُ وقتادةُ ومجاهدٌ " فَكِهون " بغيرِ ألفٍ بمعنى: طَرِبُوْن فَرِحون، من الفُكاهةِ بالضمِ. وقيل: الفاكهُ والفَكِهُ بمعنى المتلذِّذُ المتنعِّمُ؛ لأنَّ كلاً من الفاكهةِ والفُكاهةِ مِمَّا يُتَلَذَّذُ به ويُتَنَعَّمُ....

ملحوظة

{ وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ }

قال السمين فی دره

قوله: { فَكِهِينَ }: قرأ حفص " فَكِهين " دون ألف. والباقون بها. فقيل: هما بمعنى. وقيل: فكهين: أَشِرين، وفاكهين: مِنْ التفكُّهِ. وقيل: فكِهين: فَرِحين، وفاكهين ناعمين.

وقيل: فاكهين أصحابُ فاكهةٍ ومِزاج
 
الجوهرة الثانية والستون بعد المائة

{ مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ }

قال السمين فی الدر:

وقُرئ " مالِك " بالألف، قال الأخفش: " يقال: مَلِكٌ بَيِّنُ المُلْكِ بضم الميم، ومالكٌ بيِِّنُ المَِلْكِ بفتح الميم وكسرها " ، ورُوِي ضَمُّها أيضاً بهذا المعنى. ورُوي عن العربِ: " لي في هذا الوادي مَلْك ومُلْك ومَلْك " مثلثةَ الفاء، ولكنَّ المعروف الفرقُ بين الألفاظ الثلاثة، فالمفتوحُ الشدٌّ والربطُ، والمضمومُ هو القهرُ والتسلُّطُ على مَنْ يتأتَّى منه الطاعةُ، ويكونُ باستحقاقٍ وغيره، والمكسورُ هو التسلطُ على مَنْ يتأتَّى منه الطاعةُ ومَنْ لا يتأتَّى منه، ولا يكونُ إلا باستحقاق فيكونُ بين المكسور والمضموم عمومٌ وخصوصٌ من وجه. وقال الراغب: " والمِلْك - أي بالكسر - كالجنس للمُلْك - أي بالضم - فكل مِلْك - بالكسر - مُلك، وليس كل مُلك مِلكاً " ، فعلى هذا يكون بينهما عمومٌ وخصوصٌ مطلقٌ، وبهذا يُعرف الفرقُ بين مَلِك ومالِك، فإن مَلِكاً مأخوذ من المُلْك - بالضم، ومالِكاً مأخوذ من المِلْك بالكسر. وقيل: الفرقُ بينهما أن المَلِك اسمٌ لكل مَنْ يَمْلِكُ السياسة: إمَّا في نفسِه بالتمكُّن من زمام قُواه وصَرْفِها عَنْ هواها، وإمَّا في نفسه وفي غيره، سواءٌ تولَّى ذلك أم لم يتولَّ....

وقال ابن الجوزی فی زاد المسير:

قرأ عاصم والكسائي، وخلف، ويعقوب: «مالك» بألف. وقرأ ابن السميفع، وابن أبي عبلة كذلك، إِلا أنهما نصبا الكاف. وقرأ أبو هريرة، وعاصم الجحدري:«ملْكِ» باسكان اللام من غير الألف مع كسر الكاف، وقرأ أبو عثمان النهدي، والشعبي «مَلِكَ» بكسر اللام ونصب الكاف من غير ألف. وقرأ سعد بن أبي وقاص، وعائشة، ومورَّق العجلي: «مَلِكُ» مثل ذلك إلا أنهم رفعوا الكاف. وقرأ أبيّ بن كعب، وأبو رجاء العطاردي «مليك» بياء بعد اللام مكسورة الكاف من غير ألف. وقرأ عمرو بن العاص كذلك، إلا أنه ضمَّ الكاف. وقرأَ أبو حنيفة، وأبو حيوة «مَلكَ» على الفعل الماضي، «ويومَ» بالنصب.

وروى عبد الوارث عن أبي عمرو: إِسكان اللام، والمشهور عن أبي عمرو وجمهور القراء «مَلِك» بفتح الميم مع كسر اللام، وهو أظهر في المدح، لأن كل ملك مالك، وليس كل مالك ملكاً....
 
الجوهرة الثالثة والستون بعد المائة

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ ٱلطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ ٱجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ٱدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَٱعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

قال السمين فی دره

قوله: { فَصُرْهُنَّ } قرأ حمزة بكسر الصادِ، والباقونَ بضمِّها وتخفيفِ الراء. واختُلِف في ذلك فقيل: القراءتان يُحتمل أَنْ تكونا بمعنىً واحدٍ، وذلك أنه يقال: صارَه يَصُوره ويَصِيره، بمعنى قَطَعه أو أماله فاللغتان لفظٌ مشتركٌ بين هذين المعنيين، والقراءتان تَحْتَمِلهما معاً، وهذا مذهبُ أبي عليّ. وقال الفراء: " الضمُّ مشتركٌ بين المعنيين، وأمَّا الكسرُ فمعناه القطعُ فقط ". وقال غيرُه: " الكسرُ بمعنى القَطْعِ والضمُّ بمعنى الإِمالةِ ". ونُقِل عن الفراء أيضاً أنه قال: " صَارَه " مقلوبُ من قولهم: " صَراه عن كذا " أي: قَطَعه عنه. ويقال: صُرْتُ الشيءَ فانصار أي: قالت الخنساء:
1063 ـ فلو يُلاقي الذي لاقَيْتُه حَضِنٌ لَظَلَّتِ الشمُّ منه وَهْيَ تَنْصارُ


أي: تَنْقَطِعُ. واختُلف في هذه اللفظةِ: هل هي عربيةٌ او مُعَرَّبة؟ فعن ابنِ عباس أنها مُعَرَّبةٌ من النبطية، وعن أبي الأسود أنها من السريانية، والجمهورُ على أنها عربيةٌ لا معرَّبةٌ.

و " إليك " إنْ قلنا: إنَّ " صُرْهُنَّ " بمهنى أمِلْهُنَّ تعلَّق به، وإنَّ قلنا: إنه بمعنى قَطِّعْهُنَّ تعلَّقَ بـ " خُذْ ".

وقرأ ابن عباس: " فَصُرَّهُنَّ " بتشديد الراءِ مع ضَم الصادِ وكسرِها، مِنْ: صَرَّه يَصُرُّه إذا جَمَعه؛ إلا أنَّ مجيءَ المضعَّفِ المتعدِّي على يَفْعِل بكسر العين في المضارعِ قليلٌ. ونقل أبو البقاء عَمَّنْ شَدَّد الراءَ أنَّ منهم مَنْ يَضُمُّها، ومنهم مَنْ يفتَحُها، ومنهم مَنْ يكسِرُها مثل: " مُدَّهُنَّ " فالضمُّ على الإِتباعِ، والفتحُ للتخفيفِ، والكسرُ على أصلِ التقاءِ الساكنينِ.

ولمَّا فَسَّر أبو البقاء " فَصُرْهُنَّ " بمعنى " أَمِلْهُنَّ " قَدَّر محذوفاً بعده تقديرُه: فَأَمِلْهُنَّ إليك ثم قَطِّعْهُنَّ، ولمَّا فسَّره بقطِّعْهن قَدَّر محذوفاً يتعلَّق به " إلى " تقديرُه: قَطِّعْهُنَّ بعد أَنْ تُميلَهُنَّ [إليك]. ثم قال: " والأجودُ عندي أن يكونَ " إليك " حالاً من المفعولِ المضمرِ تقديرُه: فَقَطِّعْهُنَّ مُقَرَّبةً إليك أو ممالةً أو نحوُ ذلك....
 
الجوهرة الرابعة والستون بعد المائة

{ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ }

قال البغوی فی معالم التنزيل:

{ بَلْ عَجِبْتَ } ، قرأ حمزة والكسائي: بضم التاء، وهي قراءة ابن مسعود، وابن عباس. والعجب من الله عزّ وجلّ ليس كالتعجب من الآدميين، كما قال:
{ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ٱللهُ مِنْهُمْ }
[التوبة: 79]، وقال عزّ وجلّ:
{ نَسُواْ ٱللهَ فَنَسِيَهُمْ }
[التوبة: 67]، فالعجب من الآدميين: إنكاره وتعظيمه، والعجب من الله تعالى قد يكون بمعنى الإنكار والذم، وقد يكون بمعنى الاستحسان والرضا, كما جاء في الحديث: " عجب ربكم من شاب ليست له صبوة ". وجاء في الحديث: " عجب ربكم من سؤالكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم ". وسئل الجنيد عن هذه الآية، فقال: إن الله لا يعجب من شيء، ولكن الله وافق رسوله لما عجب رسوله فقال:
{ وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ }
[الرعد: 5] أي هو كما تقوله.

وقرأ الآخرون بفتح التاء على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم: أي: عجبتَ من تكذيبهم إياك، { ويَسْخَرُونَ } من تعجبك.

وقال الرازی

المسألة الثانية: قرأ حمزة والكسائي { عَجِبْتَ } بضم التاء والباقون بفتحها قال الواحدي: والضم قراءة ابن عباس وابن مسعود وإبراهيم ويحيى بن وثاب والأعمش وقراءة أهل الكوفة واختيار أبي عبيدة، أما الذين قرأوا بالفتح فقد احتجوا بوجوه الأول: أن القراءة بالضم تدل على إسناد العجب إلى الله تعالى وذلك محال، لأن التعجب حالة تحصل عند الجهل بصفة الشيء ومعلوم أن الجهل على الله محال والثاني: أن الله تعالى أضاف التعجب إلى محمد صلى الله عليه وسلم في آية أخرى في هذه المسألة فقال:
{ وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا تراباً }
[الرعد: 5]، والثالث: أنه تعالى قال: { بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخُرُونَ } والظاهر أنهم إنما سخروا لأجل ذلك التعجب فلما سخروا منه وجب أن يكون ذلك التعجب صادراً منه، وأما الذين قرأوا بضم التاء، فقد أجابوا عن الحجة الأولى من وجوه الأول: أن القراءة بالضم لا نسلم أنها تدل على إسناد التعجب إلى الله تعالى، وبيانه أنه يكون التقدير قل يا محمد (بل عجبت ويسخرون) ونظيره قوله تعالى:
{ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ }
[مريم: 38] معناه أن هؤلاء ما تقولون فيه أنتم هذا النحو من الكلام، وكذلك قوله تعالى:
{ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ }
[البقرة: 175] الثاني: سلمنا أن ذلك يقتضي إضافة التعجب إلى الله تعالى فلم قلتم إن ذلك محال؟ ويروى أن شريحاً كان يختار القراءة بالنصب ويقول العجب لا يليق إلا بمن لا يعلم، قال الأعمش: فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: إن شريحاً يعجب بعلمه وكان عبد الله أعلم، وكان يقرأ بالضم وتحقيق القول فيه أن نقول: دل القرآن والخبر على جواز إضافة العجب إلى الله تعالى، أما القرآن فقوله تعالى:
{ وإن تعجب فعجب قولهم }
[الرعد: 5] والمعنى إن تعجب يا محمد من قولهم، فهو أيضاً عجب عندي، وأجيب عنه أنه لا يمتنع أن يكون المراد وإن تعجب فعجب قولهم عندكم، وأما الخبر فقوله صلى الله عليه وسلم:
عجب ربكم من إلكم وقنوطكم، وعجب ربكم من شاب ليست له صبوة " وإذا ثبت هذا فنقول العجب من الله تعالى خلاف العجب من الآدميين كما قال:
{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ }
[الأنفال: 30] وقال:
{ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ }
[التوبة: 79] وقال تعالى:
{ وَهُوَ خَادِعُهُمْ }
[النساء: 142] والمكر والخداع والسخرية من الله تعالى بخلاف هذه الأحوال من العباد، وقد ذكرنا أن القانون في هذا الباب أن هذه الألفاظ محمولة على نهايات الأعراض لا على بدايات الأعراض. وكذلك ههنا من تعجب من شيء فإنه يستعظمه فالتعجب في حق الله تعالى محمول على أنه تعالى يستعظم تلك الحالة إن كانت قبيحة فيترتب العقاب العظيم عليه، وإن كانت حسنة فيترتب الثواب العظيم عليه، فهذا تمام الكلام في هذه المناظرة، والأقرب أن يقال القراءة بالضم إن ثبتت بالتواتر وجب المصير إليها ويكون التأويل ما ذكرناه وإن لم تثبت هذه القراءة بالتواتر كانت القراءة بفتح التاء أولى، والله أعلم.
 
الجوهرة الخامسة والستون بعد المائة

{ يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ }

قال السمين فی دره

قوله: { لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ }: العامَّةُ على تخفيفِ الصادِ من التصديق أي: لَمِنَ المُصَدِّقين بلقاءِ الله. وقُرِئ بتشديدِها من الصَّدَقة
 
الجوهرة السادسة والستون بعد المائة

{ فَأَقْبَلُوۤاْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ }

قال السمين فی دره

قوله: { يَزِفُّونَ }: حالٌ مِنْ فاعلِ " أَقْبَلوا " ، و " إليه " يجوزُ تَعَلُّقُه بما قبلَه أو بما بعده. وقرأ حمزةُ " يُزِفُّون " بضم الياء مِنْ أَزَفَّ وله معنيان، أحدهما: أنَّه مِنْ أَزَفَّ يُزِفُّ أي: دخل في الزَّفيفِ وهو الإِسراعُ، أو زِفافِ العَروسِ وهو المَشْيُ على هيئتِه؛ لأنَّ القومَ كانوا في طمأنينةٍ مِنْ أَمْرِهم، كذا قيل هذا الثاني وليس بشيءٍ؛ إذ المعنى: أنهم لَمَّا سمعوا بذلك بادروا مُسْرِعين، فالهمزة على هذا ليسَتْ للتعديةِ.

والثاني: أنه مِنْ أَزَفَّ بعيرَه أي: حَمَله على الزَّفِيْفِ وهو الإِسراعُ أو على الزِّفافِ، وقد تقدَّم ما فيه

. وباقي السبعةِ بفتحِ الياءِ مِنْ زَفَّ الظليمُ يَزِفُّ أي: عَدا بسُرْعة. وأصلُ الزَّفيفِ للنَّعام
 
الجوهرة السابعة والستون بعد المائة

{ سَلاَمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ }

قال السمين فی الدر المصون:

قوله: { عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ }: قرأ نافعٌ وابن عامر { عَلَىٰ آلِ يَاسِينَ } بإضافةِ " آل " بمعنى أهل إلى " ياسينَ ". والباقون بكسرِ الهمزةِ وسكونِ اللامِ موصولةً بـ " ياسين " كأنه جَمَعَ " إلياس " جَمْعَ سلامةٍ. فأمَّا الأُوْلى: فإنَّه أراد بالآل إلياسَ وَلَدَ ياسين كما تقدَّم وأصحابَه. وقيل: المرادُ بياسين هذا إلياسُ المتقدمُ، فيكونُ له اسمان. وآلُه: رَهْطُه وقومُه المؤمنون. وقيل: المرادُ بياسينَ محمدُ بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

وأمَّا القراءةُ الثانيةُ فقيل: هي جمعُ إلياس المتقدمِ. وجُمِعَ باعتبارِ أصحابِه كالمَهالبةِ والأَشاعثةِ في المُهَلَّبِ وبنيه، والأَشعثِ وقومِه، وهو في الأصلِ جمعُ المنسوبين إلى إلياس، والأصلُ إلياسيّ كأشعَريّ. ثم اسْتُثْقِل تضعيفُهما فحُذِفَتْ إحدى ياءَي النسَب/ فلمَّا جُمِعَ سَلامةٍ التقى ساكنان: إحدى الياءَيْن وياءُ الجمعِ، فحُذِفَتْ أولاهما لالتقاءِ السَّاكنين، فصار إلياسين كما ترى. ومثلُه: الأَشْعَرُون والخُبَيْبُون. قال:
3820 ـ قَدْنِيَ مِنْ نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدِيْ
وقد تقدَّم طَرَفٌ من هذا آخر الشعراء عند " الأَعْجَمِيْن ". إلاَّ أنَّ الزمخشريَّ قد رَدَّ هذا: بأنَّه لو كان على ما ذُكِر لَوَجَب تعريفُه بأل فكان يُقال: على الإِلياسين. قلت: لأنه متى جُمِعَ العَلَمُ جَمْعَ سَلامةٍ أو ثُنِّي لَزِمَتْه الألفُ واللامُ؛ لأنه تَزُوْلُ عَلَميَّتُه فيقال: الزيدان، الزيدون، الزينبات ولا يُلْتَفَتُ إلى قولهم: جُمادَيان وعَمايتان عَلَمَيْ شهرَيْن وجبلَيْن لندورِهما.

وقرأ الحسن وأبو رجاء " على إلياسينَ " بوصلِ الهمزةِ على أنه جَمْعُ إلياس وقومِه المنسوبين إليه بالطريق المذكورة. وهذه واضحةٌ لوجودِ أل المعرفةِ فيه كالزيدِيْن. وقرأ عبد الله " على إدْراسين " لأنَّه قرأ في الأول " وإنَّ إدْريَس ". وقرأ أُبَيٌّ " على إيليسِيْنَ " لأنه قرأ في الأول " وإنَّ إيليسَ " كما حَرَّرْتُه عنه. وهاتان تَدُلاَّن على أن إلياسينَ جَمْعُ إلياس

وقال ابن الجوزی فی زاد المسير

قوله تعالى: { سلامٌ على إِلياسينَ } قرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي: { إِلياسينَ } موصولة مكسورة الألف ساكنة اللام، فجعلوها كلمة واحدة؛ وقرأ الحسن مثلهم، إلاّ أنه فتح الهمزة. وقرأ نافع، وابن عامر، وعبد الوارث، ويعقوب إلاّ زيداً: { إِلْ ياسينَ } مقطوعة، فجعلوها كلمتين.

وفي قراءة الوصل قولان:

أحدهما: أنه جَمْعٌ لهذا النبيّ وأمَّته المؤمنين به، وكذلك يُجمع ما يُنْسَب إِلى الشيء بلفظ الشيء، فتقول: رأيت المهالبة، تريد: بني المهلَّب، والمسامعة، تريد بني مسمع.

والثاني: أنه اسم النبيّ وحده، وهو اسم عبرانيٌّ، والعجمي من الأسماء قد يُفْعَل به هكذا، [كما] تقول: ميكال وميكائيل، ذكر القولين الفراء والزجاج.

فأمّا قراءة من قرأ { إِلْ ياسينَ } مفصولة، ففيها قولان:

أحدهما: أنهم آل هذا النبي المذكور، وهو يدخل فيهم، كقوله عليه السلام " اللهم صَلِّ على آل أَبي أَوفى " فهو داخل فيهم، لأنه هو المراد بالدعاء.

والثاني: أنهم آل محمد صلى الله عليه وسلم، قاله الكلبي. وكان عبد الله بن مسعود يقرأ: { سلامٌ على إِدْراسينَ } وقد بيَّنّا مذهبه في أن إلياس هو إدريس.

فإن قيل: كيف قال: " إدراسين " ، وإنما الواحد إدريس، والمجموع إِدريسيُّ لا إِدراسٌ ولا إِدراسيّ؟

فالجواب: أنه يجوز أن يكون لغة، كإبراهيم وإبراهام، و مثله:
قَدْنِيَ مِنْ الخُبَيْبَيْنِ قَدِي
وقرأ أُبيُّ بن كعب، وأبو نهيك: { سلام على ياسين } بحذف الهمزة واللام.
 
الجوهرة السابعة والستون بعد المائة

{ سَلاَمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ }


وقرأ الحسن وأبو رجاء " على إلياسينَ " بوصلِ الهمزةِ [الياسين] على أنه جَمْعُ إلياس وقومِه المنسوبين إليه بالطريق المذكورة. وهذه واضحةٌ لوجودِ أل المعرفةِ فيه كالزيدِيْن. وقرأ عبد الله " على إدْراسين " لأنَّه قرأ في الأول " وإنَّ إدْريَس ". وقرأ أُبَيٌّ " على إيليسِيْنَ " لأنه قرأ في الأول " وإنَّ إيليسَ " كما حَرَّرْتُه عنه. وهاتان تَدُلاَّن على أن إلياسينَ جَمْعُ إلياس

وقرأ أُبيُّ بن كعب، وأبو نهيك: { سلام على ياسين } بحذف الهمزة واللام.

أشكر أخي أسامة على مشاركته وقد أعلمتُ بالأحمر ما استشكلتُه فيها وهو ضبط قراءة الحسن بهمزة مع أنه قال (بوصل الهمزة) والثاني في قراءة أبي هل هي (إليسين) أم (ياسين) وفي المشاركة " كما حررته". فما نتيجة التحرير؟
وقد حملتني المشاركة أن أحاول تعداد الأقوال في حرف (إل ياسين) فوجدتها:
:
١. أنه جمع الياس ومعناه الياس وأمته من المؤ
منين كما يقال رأيت المهالبة يعني بني المهلب وقال الفراء: هو جمع أراد إلياس وأتباعه من المؤمنين، فيكون بمنزلة الأشعرين والأعجمين بالتخفيف
٢. والثاني أن يكون لقبان الياس والياسين مثل ميكال وميكائيل، إسماعيل وإسماعين
٣. أو أنه نفس الاسم إلياس فغير بالزيادة لأنه
اسم عبرانيٌّ، والعرب تغير الأسماء الأعجمية بالزيادة كما يقولون ميكال وميكاييل وميكائين أو [عن أبي السعود]
إلياسين لغة في الياسَ كسيناءَ في سينينَ
٤. { إِلْيَاسَ } إدريس " ع " ، أو نبي من ولد هارون وجوز قوم أن يكون الياس بن مضر.[عن العز بن عبدالسلام]
٥. ياسين اسم أبي الياس[أي والده] فأضيف إليه الآل. [النسفي] لأنه إلياس بن ياسين، وآل ياسين هو ابنه إلياس [أبو حيان]
٦. في قراءة القطع، وقال أبو حيان (وزعموا أنها مفصولة في المصحف) :{ وتركنا عليه في الآخرين سلام على إل ياسين } قرىء آل ياسين بالقطع قيل أراد آل محمد صلى الله عليه وسلم
٧. وقيل آل القرآن لأن ياسين من أسماء القرآن وفيه بُعد [الخازن]
٨. وياسين اسم لإلياس نفسه [عن أبي حيان]
وأولى الأقول بالصواب - والله أعلم - أنه إلياس زيدت عليه الياء والنون للتنغيم والسجع ونهاية الآية وقواهُ -لغةً- أنه اسم أعجمي تفعل به اللغة ما لا تفعله بغيره، وأبعدها أن يقال إنه آل محمد صلى الله عليه وآله لأن القصة عن نبي آخر ولا دخل لها في آل محمد ولأن كون ياسين من أسماء النبي قد ظهر متأخرا فلم يتسم به الصحابة ولا أبناؤهم. وكذلك يبعد أن يكون (ياسين) هو أبو (إلياس) وأنه إلياس بن ياسين. والله أعلم
ثم وجدت للبقاعي في نظم الدرر كلاما هو أحسن ما وقعت عليه عيناي في المسأله قال:

"ولما كان في اسمه على حسب تخفيف العرب له لغات إحداهما توافق الفواصل، فكان لا فرق في تأدية المعنى بين الإتيان بما اتفق منها، وكان ما كثرت حروفه منها أضخم وأجل وأفخم، وكان السياق بعد كثير من مناقبه لنهاية المدحة، كان الأحسن التعبير بما هو أكثر حروفاً وهو موافق للفواصل ليفيد ذلك تمكينه في الفضائل ولتحقق أنه اسم أعجمي لا عربي مشتق من الياس وإن أوهمت ذلك قراءة ابن عامر بوصل همزته فقال: { على آل ياسين * } ومن قرأ آل يس فيجوز أن يكون المراد في قراءته ما أريد من القراءة الأخرى لأن أهل اللغة قالوا: أن الآل هو الشخص نفسه، ويس إما لغة في إلياس أو اختصرت اللغة الثانية التي هي إلياسين فحذف منها الهمزة المكسورة مع اللام، ويجوز أن يكون المراد بآله أتباعه، ويكون ذلك أضخم في حقه لما تقدم مما يدعو إليه السياق، ويجوز أن يقصد بهذه القراءة جميع الأنبياء المذكورين في هذه السورة الذين هو أحدهم، أي على الأنبياء المذكورين عقب سورة يس دلالة على ما دعت إليه معانيها من الوحدانية والرسالة والبعث وإذلال العاصي وإعزاز الطائع المجرد لنفسه في حب مولاه عن جميع العوائق، القاطع للطيران إليه أقوى العلائق، وخص بهذا هذه القصة لأنها ختام القصص المسلم فيها على أهلها".
 
عودة
أعلى