ضيف الله الشمراني
ملتقى القراءات والتجويد
السائل (عبدالعزيز حسن): لماذا لا نستفيد من مقرّرات اللّغة العربيَّة في مدارسنا وجامعاتنا. اهـ (مختصرًا) ؟
الفتوى 75: لا علينا أن نعذِل من يعذُر المدرِّس الّذي وضع نفسه في مكانٍ ليس له، وارتقى مرتقى ليس له أهل، وفي اختلاق الأعذار له بأنه ثمرة منهج وتدريس لا يخرِّجان إلا مثله إلا ما ندر، وعذلنا - أي لومنا - له بسبب أنه أخل بالأمانة، لأنه يعلم قدره وحصيلته فآثر الحياة الدنيا وقدّم مصلحة المعيشة على مصلحة الناس، فضاع وضيّع، أو كان كفيئًا ولكنه لم يؤد الأمانة التي اؤتمن عليها وأهمل واجبه في إفهام تلاميذه وترغيبهم وتحبيب اللّغة العربية إلى أنفسهم وتزيينها في قلوبهم، وفي النوع الأول يقول الشاعر :
تصـــدّر للتدريس كلُّ مهوِّس
بليدٍ يسمَّى بالفقيه المـــــدرِّس
وحُقَّ لأهل العلـــم أن يتمثلوا
ببيت قريص شاع في كل مجلس
وقد هُزِلت حتى بدا من هُزالها
كُلاهـــا وحتّى سامها كلّ مفلسِ
ذكر هذه الأبيات ابن الأثير في الكامل في التاريخ . وأما النوع الثاني فأقول فيه :
إذا كنت تــدرِي أنَّ علــــمكَ قاصرٌ
عـــن النحو والتصريف والفقه فاجلسِ
ببيتك أو فـتِّـش عن العمــــل الذي
يناسب مـــا تهــــــواه غير مُــــدلِّسِ
نعَــــمْ وارتقبْ مالا حلالا أو اتَّجرْ
أو احمل أو احرُثْ هذه الأرضَ واكنِسِ
فذلك خـــــير من خيــــانتك التي
سترديك في وادٍ مــن السَحت أمـــلسِ
يراك بــــــه يوم التغــــابن ثُلَّــــةٌ
رأوا فيك ذا عـــــــلمٍ وشيخَ تفـــرُّسِ
تناديـهم والرّجـــل تَزلَـــقُ والورى
بــــــه بين مَن يكـــــبو وبين منكِّـسِ
ومن يتَّق المـــــولى يجدْ مخرجًا له
ويَرزُقْـــــه ربّي وهـــو لم يتوجَّــــسِ
وما نقله صاحب (الكامل)، صادق على كل زمان، ولعله في زماننا أكثر، وفي أزماننا وبلدنا أكفاء كرام .. وللجواب تتمة.
الفتوى 75: لا علينا أن نعذِل من يعذُر المدرِّس الّذي وضع نفسه في مكانٍ ليس له، وارتقى مرتقى ليس له أهل، وفي اختلاق الأعذار له بأنه ثمرة منهج وتدريس لا يخرِّجان إلا مثله إلا ما ندر، وعذلنا - أي لومنا - له بسبب أنه أخل بالأمانة، لأنه يعلم قدره وحصيلته فآثر الحياة الدنيا وقدّم مصلحة المعيشة على مصلحة الناس، فضاع وضيّع، أو كان كفيئًا ولكنه لم يؤد الأمانة التي اؤتمن عليها وأهمل واجبه في إفهام تلاميذه وترغيبهم وتحبيب اللّغة العربية إلى أنفسهم وتزيينها في قلوبهم، وفي النوع الأول يقول الشاعر :
تصـــدّر للتدريس كلُّ مهوِّس
بليدٍ يسمَّى بالفقيه المـــــدرِّس
وحُقَّ لأهل العلـــم أن يتمثلوا
ببيت قريص شاع في كل مجلس
وقد هُزِلت حتى بدا من هُزالها
كُلاهـــا وحتّى سامها كلّ مفلسِ
ذكر هذه الأبيات ابن الأثير في الكامل في التاريخ . وأما النوع الثاني فأقول فيه :
إذا كنت تــدرِي أنَّ علــــمكَ قاصرٌ
عـــن النحو والتصريف والفقه فاجلسِ
ببيتك أو فـتِّـش عن العمــــل الذي
يناسب مـــا تهــــــواه غير مُــــدلِّسِ
نعَــــمْ وارتقبْ مالا حلالا أو اتَّجرْ
أو احمل أو احرُثْ هذه الأرضَ واكنِسِ
فذلك خـــــير من خيــــانتك التي
سترديك في وادٍ مــن السَحت أمـــلسِ
يراك بــــــه يوم التغــــابن ثُلَّــــةٌ
رأوا فيك ذا عـــــــلمٍ وشيخَ تفـــرُّسِ
تناديـهم والرّجـــل تَزلَـــقُ والورى
بــــــه بين مَن يكـــــبو وبين منكِّـسِ
ومن يتَّق المـــــولى يجدْ مخرجًا له
ويَرزُقْـــــه ربّي وهـــو لم يتوجَّــــسِ
وما نقله صاحب (الكامل)، صادق على كل زمان، ولعله في زماننا أكثر، وفي أزماننا وبلدنا أكفاء كرام .. وللجواب تتمة.