الشيخ + الدكتور: لقبان علميان متنافران (مقالة مهداة لدكاترة العلوم الإسلامية)

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,306
مستوى التفاعل
124
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
بسم الله الرحمن الرحيم​

قصة هذه المقالة :
قرأتُ هذه المقالة قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، في جريدة (الرياض) ، فأعجبني مضمونها فقصصتها من أطرافها بدقة ، وطويتها ووضعتها في حافظتي الشخصية التي أحملها معي ، غير أنني تكلمتُ يوماً وأنا طالبٌ في كلية الشريعة مع أحد الشيوخ الفضلاء ممن يحملون لقب دكتور حول غرابة حمل شيوخ كلية الشريعة لقب الدكتور ، مع كون هذا اللقب غريباً عن البيئة الإسلامية وألقابها الخاصة بها ، فلم يرقه ما في هذه المقالة ، وقال لي : لو كنت تحمل هذا اللقبَ لما تحمستَ لهذه المقالة وللرأي الذي طرح فيها ! فأعدتُ المقالة إلى جيبي حينذاك ، وكففتُ عن نقاش هذا الموضوع ، حيث وقع رده علي وقعاً شديداً ، حيث أشار حينها إلى أنه ينطبق علي قول الثعلب حين عجز عن نيل العنب :(حامض يا عنب) !
ومرت سنوات طوال بعد ذلك ومرت بالأمة أحداث جسام على المستوى الثقافي والحضاري زادت من قناعتي بأهمية طرح مثل هذه الموضوعات على بساط البحث والنقاش ، لعل القائمين على شؤون التعليم العالي في البلاد الإسلامية يتنبهون إلى خطورة تغريب الألقاب العلمية ، وما فيه من الذوبان الحضاري والثقافي في ثقافة غريبة عن ثقافتنا الإسلامية العريقة والغنية .
ثم جلستُ اليوم مع حافظتي الخاصة المشتتة الأوراق ، حتى أعيد ترتيبها ، فأعدتُ قراءة هذه المقالة مرة أخرى ، فرأيتًُ من المناسب طرح هذا الموضوع الآن حيث لن أُتَّهم بما اتُهمتُ به من قبلُ من أن الدافع هو العجزُ عن تحصيل هذه الدرجات العلمية ، ولتيسر النقاش حول هذه المسألة في هذا الملتقى العلمي الذي يرتاده عدد كبير من الباحثين المتخصصين ، من الأكاديمين وغيرهم ، عسى أن يكون هذا بداية لتصحيح هذه المسألة في التعليم العالي في البلاد الإسلامية . وأترككم مع هذه المقالة الماتعة ، للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشامخ ، أستاذ الأدب بجامعة الملك سعود ، وأظنه قد تقاعد منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ، وهو من الأساتذة الأجلاء الذين كتبوا دراسات أدبية متميزة في الأدب السعودي وغيره ، وله مقالات وترجمات لبعض البحوث الإنجليزية في غاية الجودة . وهذا هو المقال .
الشيخ + الدكتور لقبان علميان متنافران
(مهداة إلى أصحاب الفضيلة دكاترة العلوم الإسلامية)
بقلم / أ.د. محمد بن عبدالرحمن الشامخ

نعم إنهما لقبان علميان متنافران . أما الأول فلقبٌ عربي كريمٌ رعت نشأته أروقة المساجد وحلقاتها العلمية . وأما الثاني فهو في أصله لقب كهنوتي عاش طفولته في كنائس النصارى ومعابد اليهود .
وقد مشى (الشيخ) على الأرض العربية الإسلامية هوناً ، تضفي العباءة عليه وقارها ، وتزيده العمامة العربية سكينة وبهاءً.
أما (الدكتور) فقد وفد إلى ديار الإسلام في عصرها الحديث ، فأقبل يتخايل في مسيرته ، وصار يزهو بردائه الجامعي ، ويترنح فرحاً بقبعته الأكاديمية.

الدكتور في المعاجم الأجنبية لقب كنسي كهنوتي :
وإذا كان لقب الدكتور قد أصبح رمزاً من الرموز الفكرية الجامعية العالية في بلادنا الإسلامية ، فإن الرضا بتسلله إلى ميدان العلوم الإسلامية يبعث في النفس شيئاً من ألم الحسرة والأسى ، ذلك أن هذا اللقب – الذي افتتن به البعض منا – ليس في أصله سوى لقب كنسي كهنوتي .
ففي تعريف كلمة (الدكتور) DOCTOR جاء في معجم أكسفورد OXFORD الجديد ما يلي :
(دكاترة الكنيسة هم طائفة معينة من آباء النصرانية الأوائل الذين اشتهروا بالعلم والقدسية ، ولا سيما القديسون آمبروز وأوغسطين وجرومي وجريجوري آباء الكنيسة الغربية)
Doctors of the Church certain early Christian Fathers [align=left]distinguished for their learning and heroic sanctity esp. Ambrose, Augustine, Jerome, and Gregory in the western church.[/align]
وجاء في الطبعة العالمية الثالثة من معجم وبستر Webster :(الدكتور هو عالم ديني برز في دراسة اللاهوت ، وعرف بالقداسة الشخصية ، وعادة ما يكون من شراح المذهب الرسمي والمدافعين عنه .
[align=left]Doctor : a religious scholar who is eminent in theololgical learning and personal holiness and usu. an expouner and defender of established doctrine.[/align]
وعرف معجم تشيمبر Chambers (الدكتور) قائلاً :(الدكتور أب من علماء الكنيسة ، ورجل من رجال الدين مهر في علم اللاهوت أو القانون الكنسي.
[align=left]Doctor : a learned father of the Church, a cleric especially skilled in theology or ecclesiatical law.[/align]
وحين ذكر منير البعلبكي في معجمه (المورد) كلمة الدكتور جعل أول معانيها العالم بعلم اللاهوت النصراني ، فقال :(الدكتور عالم لاهوتي بارز).
أما الأستاذ الجامعي علي جواد الطاهر الذي كان على دراية واسعة بالثقافة الفرنسية فقد قال بأن :(الدكتور في الأصل هو الذي يعلم علناً ، وأطلقه اليهود على الرباني أو الحاخام العالم بالشريعة ، وأطلقه المسيحيون على الذي يفسر الكتب المقدسة . ودخل اللقب الجامعات لأول مرة في جامعة بولونيا في القرن الثاني عشر ، ثم تبعتها جامعة باريس بعد قليل) [منهج البحث الأدبي ، ص 32 ، بغداد 1970 م].
هذا إذن أصل من أصول لقب الدكتور الذي تحدر إلى الجامعات الأوروبية من كنائس النصارى ومعابد اليهود.

كيف تسلل لقب الدكتور إلى الدراسات الإسلامية ؟
وإذا كان الخذلان الفكري قد مكن للقب الدكتور من أن يصبح أداة من أدوات الخيلاء الثقافية في ديار الإسلام ، فإن من أضعف الجهد أن يجد هذا اللقب الطارئ من يذوده حين يتسلل إلى مجال العلوم الإسلامية متشبثاً ببُردةِ مُفَسِّرٍ ، أو عباءة محدث ، أو جبة فقيه ، ممن خلعت عليهم جامعاتهم الإسلامية لقباً كنسياً وجردتهم من صفة (عالم) التي وصفهم الله بها ، وكرمهم بالانتساب إليها.
وقد يغض المرءُ الطرف كارهاً عما شاع من استخدام اللقب في ميادين العلوم الدنيوية ، ولكن في السكوت عن اقتحامه لمجالات العلوم الإسلامية تهاوناً في مراعاة ما أمرنا به من مخالفة اليهود والنصارى .
عرفت كليات الدراسات الإسلامية في البلاد العربية هذا اللقب الأجنبي حين بدأ نفر من الدكاترة العرب الذين تثقفوا بالثقافة الأوروبية الحديثة يهزأون بشيوخ الكليات والمعاهد الدينية ، ويسخرون من طرقهم في الدرس والبحث . ونسي أصحاب هذه الأقلام الجامحة المتعالية الهازئة أن ما اتسمت به أقلامهم وألسنتهم من قوة في التأثير وبراعة في البيان إنما كان أثراً من آثار تلك المعاهد والكليات الإسلامية التي رعت نشأتهم العلمية الأولى ، وكانت في هذا كذلك الشاعر الذي آلمته رمية العقوق فقال :
أعلمه الرماية كل يوم * فلما اشتد ساعده رماني​
وعندما تكاثرت الأصوات المستغربة التي تسخر من الكليات الإسلامية ، وتصد أجيالاً من الطلاب عنها ، رأى علماءُ هذه الكليات وأشياخها أن تيار الاستغراب – الذي كان يهيمن على الحياة الثقافية آنذاك – يقتضي أن يتخلوا عما ألفوه من ألقابهم العلمية العربية ، وأن يتلقبوا بالدكتوراه التي شغفت الجامعات العربية الحديثة بها ، والتي بلغ الافتتان بها حداً جعل أديباً يحصل على عدد منها ويلقب نفسه بالدكاترة في بعض مقالاته الصحفية التي كان ينشرها منذ حوالي نصف قرن . [هو الأديب المصري الدكتور زكي مبارك / عبدالرحمن ]
وظنت طائفة من الناس أن الدكتوراه هي التي صنعت الأسماء التي لمعت في أفق الثقافة العربية في ذلك الحين ، ولكن مرور السنين قد أثبت أن هذا كان وهماً من أوهام الحياة الجامعية العربية ، ذلك أن الدكتوراه – وهي في معظم أحوالها أطروحة جامعية أولية تجريبية أضعف من أن تصنع علماً من أعلام الثقافة ، أو توجد رمزاً من رموز الفكر . ولكن القدرة الذهنية المبدعة ، والدأب في البحث والدرس هما اللذان صنعا الأعلام من دكاترة الفكر العربي الحديث. وربما كانت هذه الحقيقة سبباً في أن شهرة هؤلاء الدكاترة الأعلام قد نسجت أوهام الدكتوراه في الثقافة العربية المعاصرة ، وأحاطتها بهالة عاجية براقة ما زالت تتراءى لبعض الأذهان .

معظم الأساتذة في كليات بريطانية مشهورة ليسوا دكاترة :
حين كانت الجامعات العربية الحديثة تحتفي بالدكتوراه احتفاءً شديداً كما ذكر آنفاً ، كانت بعض الجامعات العريقة كالجامعات البريطانية لا تلقي للدكتوراه بالاً ، ولا تتخذها شرطاً في تعيين هيئة التدريس فيها ، ذلك أنها كانت تعول في هذا على ما لدى المرشح للتدريس من قدرة علمية وموهبة ذهنية وصبر على البحث والدرس.
وقد أوضح الأستاذ ج.واطسون الأستاذ في جامعة كمبردج هذه الحقيقة في كتابه (الأطروحة الأدبية) الذي نشر عام 1970م فقال :(يسود الاعتقاد بأن الالتحاق في مهنة التدريس الجامعي يتطلب شهادة بكالوريوس ممتازة ومؤهلاً علمياً عالياً مثل درجة الدكتوراه . ورغم أن المؤسسات الجامعية الأمريكية غالباً ما تولي المؤهلات الرسمية كالدكتوراه اهتمامها إلا أن في مثل هذا الاعتقاد مبالغة كبيرة بالنسبة للجامعات البريطانية ، إذ يتضح من التقرير الذي قدمته لجنة روبنز عن التعليم العالي في بريطانيا عام 1963 أن 41% من مدرسي الجامعات البريطانية لم يحصلوا على شهادة جامعية ممتازة ، وأنه لم يكن بين مدرسي الجامعات الذين عينوا فيما بين عام 1959 وعام 1961 سوى 39% ممن كانوا يحملون شهادة عليا حين التعيين ، كما إنه لم يكن بين هؤلاء إلا 28% من حملة الدكتوراه . وربما حصل نفر من فئة الـ 72% الذين عينوا بدون دكتوراه على هذه الدرجة بعد التعيين ، ولكن عدداً كبيراً من هذه الفئة قد فُضِّلوا في التعيين على أولئك المرشحين الذين كانوا يحملون درجة الدكتوراه . وليس من المستغرب في الجامعات البريطانية أن يفضل في التعيين مرشح لا يحمل الدكتوراه على آخر يحمل هذه الدرجة ، فهناك أقسام بل كليات كاملة في جامعات مشهورة لا يحمل معظم أعضاء هيئة التدريس فيها درجة الدكتوراه).أ.هـ[ترجم كاتب المقال فصولاً من هذا الكتاب ونشرها في كتابه (إعداد البحث الأدبي) الذي صدر في الرياض عام 1405هـ انظر ص 45-46 من هذا الكتاب] .
وقد ذهبتُ مع عدد من الزملاء منذ سنوات لزيارة إحدى الجامعات الأمريكية المشهورة ، وهناك تحدث أستاذ بارز في علم الرياضيات عن تلميذه الذي كان يرجو أن يتم تعيينه مدرساً في الجامعة بعد الحصول على درجة الدكتوراه . وقال الأستاذ بأني رشحته للتدريس ، ولكني اشترطتُ عليه أن يتخلى عن إتمام رسالة الدكتوراه التي أوشك على الانتهاء منها ، وأن يكف عن السعي في الحصول على درجتها ، لأنه كان حينئذٍ – وهو في مرحلة الطلب – ينشر أبحاثاً جيدة محكمة في المجلات العلمية ، وكان هذا في نظر الأستاذ أهم مؤهل علمي يجب أن يتوافر في المدرس الجامعي.

عدد من الأساتذة الأعلام يسخرون من حال الدكتوراه :
حضرتُ مجلساً علمياً ضم طائفة من علماء اللغة العربية وأساتذتها المشهورين الذين تتلمذت لهم أجيال من حملة الدكتوراه في البلاد العربية ، وقد أتوا على ذكر رسائل الدكتوراه في الجامعات العربية ، فأنكروا ما صار إليه أمرها من شكلية وابتسار ، وسخروا مما آل إليه حالها من ضعفٍ وهزال.
وأعرف جامعياً زهد في الدكتوراه حين رأى ما أصيب به عدد من رسائلها الأدبية من ترهل في الأبواب والفصول ، ونحول في جدلية الطرح ومنطقية الفكر ، وما آل إليه لقب الدكتور في بيئات عربية متفرة اتخذته حِليةً اجتماعية وزخرفاً ثقافياً . وقد آثر أن يتخلى عن لقب دالي أعجمي علق باسمه طيلة ثلاثين عاماً ، وحرمه من أن يأنس بذلك الود الحميم الذي يشعر به حين يناديه مناد باسمه الذي سماه به والداه .

علماء الدراسات الإسلامية والدكتوراه :
لقد أفاض الكاتب في الحديث عن الدكتوراه ليبين أن الدراسات الإسلامية – التي هي عنوان شخصية المسلم ورمز هويته – في غنى عن لقب كنسي لا هوتي طارئ لم يجد في دياره الأصلية من الحظوة ما وجده في بلاد المسلمين من افتتان به وتعلق بأذياله . ولا يريد المرء أن يحرم الباحثين الإسلاميين من تقدير علمي ومادي يماثل ما اكتسبه الباحثون الاخرون ، ولكنه يرى أن في الألقاب العلمية الإسلامية العربية ما يوجد الألفة الحميمة بين الباحث المسلم وبين أبناء ملته ، ويبعده عن مظنة التشبه وريبة التقليد.
وإذا كان لا بد للباحثين في الدراسات الإسلامية من سمة تميز طبيعة عملهم الجامعي فإن اللغة العربية لن تضيق بمقاصدهم ، ولن تغمطهم حقهم ، فأبواب الاجتهاد فيها مشرعة ، وسبل الاستنباط فيها ممهدة . فإذا رأى بعض الجامعيين أن صفة (الشيخ) التي يؤثرها الناس – لا تكفي لتبيان درجاتهم العلمية ، فإن من الممكن أن يقولوا مثلاً العالم الشيخ ، أو الأستاذ الشيخ ، أو الأستاذ الجامعي الشيخ ، والأستاذ المساعد الشيخ ، أو ما شاؤوا من صفات علمية عربية إسلامية .
وبعدُ فإن إيجاد لقب علمي بديل يلائم وقار الباحث الجامعي الإسلامي ليس مشكلة علمية جوهرية ، فقد بلغ الأشياخ الدكاترة منزلة علمية معينة ، ولكن بإمكانهم أن يصلوا إلى مقام يماثل تلك المنزلة أو يعلو عليها بدون دكتوراه ، وذلك بما وهبهم الله من قدرات ذهنية ، ومواهب فكرية ، وطاقة فاعلة ، وعمل دائب صبور . فليس العلماءُ الدكاترة بأغزر علماً وأحكم منهجاً من إخوانهم العلماء الأشياخ ، ومن ينظر في قائمة من فازوا بجائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والعلوم الإسلامية مثلاً يجد أن العلماء الباحثين الذين لم يحملوا الدكتوراه كانوا من أبرز أولئك الأعلام .
وتشهد الأمثلة الحية المشرقة في ديار الإسلام بأن منهج الدكتوراه الفرعي الجزئي المحدود لا يرقى إلى مستوى المنهج الإسلامي في ميدان الدراسات الإسلامية من حيث شمول المعرفة وغزارة العلم وسلوك طريق الاجتهاد . ودليل هذا هم أولئك الشيوخ الأعلام من شيوخ العلماء الذين يلجأ الناس اليوم إليهم في مسائل الفتيا وقضايا الاجتهاد ، والذين لم تعلق بأسمائهم الإسلامية وصفاتهم العلمية ألقاب القساوسة والكهان .

انتهى هذا المقال الذي حفظته في جيبي أكثر من خمسة عشر عاماً لأضعه بين أيديكم الآن مرة أخرى ، وقد أثار الكاتب الكريم في طياته قضايا في غاية الأهمية ، أرجو أن يتناولها نقاشكم العلمي الهادئ ، الذي يخرج بعده القارئ بوجهة نظر علمية متزنة حول هذه القضية التي تتعلق بالحضارة الإسلامية وخصوصيتها وتميزها ، مع مراعاة واقع الحياة العلمية الآن ، ومسائل الغزو الفكري الغربي ، ومراعاة التدرج في إصلاح مثل هذه القضايا الأكاديمية ، وكم أتوق لرؤية جامعاتنا الإسلامية وأقسامها العلمية وقد عادت لتحتفي بالألقاب الإسلامية النابعة من صميم تراثنا العلمي الإسلامي ، وقد زالت عنها وعن درجاتها العلمية عقدةُ الحفاوة بالألقاب الغربية ، والله الموفق سبحانه وتعالى .

الجمعة 10/7/1427هـ
 
وبماذا يسمونها في جامعات العراق ومصر والشام؟
فبعضهم يسميها "الشهادة العالمية"
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وبعد ، لدينا مصطلح بديل للدكتوراه، معتمد في جامعة القرويين وهي من أعرق الجامعات العالمية وأقدمها ، وتسمى بالإجازة العالمية ، لأن العالم لا يمكن أن يكون عالما إلا إذا أجازه علماء مجازون هم كذلك من كبار العلماء. لم لا نستخدم هذا المصطلح مع ربطه بمضمونه لإعادة الاعتبار للشهادة الجامعية . فالمشكل في اعتقادي ليس هو التسمية رغم أهمية المصطلح من الناحية الحضارية و الثقافية . بل لا بد لنا كجامعيين من وقفة مع الذات لإعادة النظر في أغلب الشهادات الجامعية من حيث الإعداد ، والمستوى العلمي ، وتحقيق الإضافة العلمية لمجال تخصصها.
 
بسم الله ..
وفقك الله شيخنا ..
و بودي أن لو تكلمتم عن طريقة الحافظات ، و عن طرق العناية بالمقروءات التي قد لا يصل الشخص لها مرة أخرى .
و معذرة على هذا الطلب ..

و فقكم الله
 
[align=center]رأيي من رأي الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد شفاه الله ، وألبسه ثوب الصحة والعافية
في كتابه الجميل : تغريب الألقاب العلمية ؛ فلينظر .[/align]
 
هذا حال ( الدكتوراه ) ((فما حال الماجستير)) ؟؟؟
أظن أن لقب الدكتوراه في أصله لقب كهنوتي هذا في لغتهم أما اصطلاحا فهو يختلف عن هذا الاطلاق
 
المشايخ الكرام ـ حفظكم الله ـ

وفي جامعة الايمان عندنا في اليمن يسمونها (الاجازة العالمية) ولا يسمونها (الدكتوراة) وكذلك شهادة(البكالوريوس) لايسمونها هكذا بل يسمونها (الشهادة العالية ).

وكنت سمعت من قبل من أحد المشايخ الكرام أن الدال ،والكاف من (الدكتوراة )بمعنى :علم ،وتوراة بمعنى :التوراة ؛ومجموع المعنى:علم التوراة .

والظاهر:أنه لاتنافي بين هذا المعنى والمعنى الذي ذكره المشايخ الكرام .

والأحرى في نظري أن اللقب العلمي البديل هو الأستاذ المساعد الشيخ ـ كماذكرالشيخ الشامخ ـ ،أو الأستاذ المشارك الشيخ إن كان أستاذاًمشاركاً .
ولقدرأينا في بعض الجامعات أن بعض (الدكاترة)يحمر وجهه ويغضب إذا لم تصدَراسمه بحرف الدال،وتجدالبعض يضع حرف الدال أمام اسمه إذاوقَع في حافظة أوغيرها .

ولقد قرأت قبل عدة أيام في بعض الصحف عن هذا الموضوع ،وذكر الكاتب أن هناك من المشايخ من يحمل هذه الشهادة المذكورة( وهو مدرس في جامعة صنعاء )لا يسمح لأحد بأن يكتب قبل اسمه حرف الدال ،أو يناديه ب(دكتور) بل إن بعض الصحف نقلت له مقالاً عن موضوع وذكرت أن المقال للدكتور فلان فعلم بذلك الدكتور فاتصل فيهم فوراً وعاتبهم على ذلك ،وأمرهم بأن يعتذروا له في العدد القادم .

فالناس في ذلك طرفي نقيض بعضهم يحب كتبتها له ،والبعض الآخر يرفضها .لكن الأفضل أن يكون بديلاًعلمياً اسلامياً مناسباً .
وأخيراً :أخاف أن تقولون لو كنت تحملها لما قلت هذا الكلام كما قيل للشيخ الشهري ، وأنا قريب منها بإذن الله .
 
إن كان المقال أعجبكم ، فمن حق الكاتب أن تترحموا عليه ،فهو ميت منذ بضع سنوات ـ رحمه الله تعالى ـ .
وللفائدة ، فأصل الكاتب من بلدنا (المذنب) وهو من أسرة عريقة تنتمي إلى القبيلة العربية المشهورة (تميم) ،وقد عاش في محافظة (عنيزة) وأظنه مات فيها ،وجلُّ أيامه العملية قضاها في الرياض حيث عمله في جامعة الملك سعود (رحم الله الجميع).
 
أخي الكريم الدكتور عمر المقبل وفقه الله : شكر الله لكم على هذه المعلومات عن الدكتور محمد الشامخ رحمه الله ، فلم أعلم بوفاته إلا منك ، وليتك توافينا بترجمة مختصرة له بحسب معرفتك ، فكتاباته الأدبية والنقدية تعجبني منذ زمن طويل ، ومن أجمل كتبه كتاب سماه :
[align=center]نريد أدباً يصلح في الأرض ولا يفسد فيها[/align]
رحمه الله رحمة واسعة .
 
من باب إثراء الموضوع فقط ! حتى لا أتهم (مبتسم)

من باب إثراء الموضوع فقط ! حتى لا أتهم (مبتسم)

سمعت الشيخ عبد الكريم الخضير قبل بضع سنوات يقول : [حول من حصل على الدكتوراة في علوم الشريعة ]
منهم من يستوي أن تقول له : يا شيخ ويا دكتور .
منهم من تستحي أن تقول له : يا دكتور ... كالشيخ ابن جبرين حفظه الله .
ومنهم من تستحي أن تقول له : يا شيخ ! .

هذا معنى كلامه ـ حفظه الله ـ لا لفظه .

--------------
وهذا مقال نشر في مجلة البيان للكاتب سليمان بن عبد العزيز العيوني

ما زال الغُيُر من أبناء الأمة يدعون إلى تنقية اللغة العربية من أدران العجمة، وكلام السلف الصالح في ذم الرطانة بالأعجمية، أو خلط العربية بالأعجمية مشهور مذكور.
ويشتد النكير إذا كانت تلك الكلمات الأعجمية ذات أصول دينية، كلفظة (دكتور)، التي ـ وإن كانت أصولها تضرب في الإغريقية أو اللاتينية ـ أطلقها اليهود على العالم بشريعتهم، وأطلقها النصارى على مفسِّر كتبهم المقدسة.
ويشتد النكير أكثر إذا ولغت هذه الألفاظ الأعجمية في منابع العلم، ورتعت في معاقله، وصارت ألقاباً لدرجاته، وشعاراً على صدور أهله.
ويشتد النكير أكثر وأكثر إذا أطلقت هذه الألفاظ الأعجمية على تلك الألقاب والدرجات رسمياً، وأقرتها أعلى المجالس المختصة، ووافق عليها المسؤولون.
ومن تلك الألفاظ التي ينطبق عليها ما سبق لفظة (دكتوراه)، ويسمى صاحبها بـ (دكتور)، ونحوها أختها (ماجستير)، ولا أعرف بِمَ يسمى صاحبها من اسمها، اللتان استشرى البلاء بهما في طول العالم الإسلامي وعرضه إلا ما شاء الله.
وقد قامت جهود مشكورة لإيجاد بديل مناسب لهاتين اللفظتين الأعجميتين، من أفراد وجهات عدة، ليس المقال لذكرها، ولكنها جهود مذكورة مشكورة، ومأجورة بإذن الله.
ومن هذه البدائل (العَالمِيَّة) عن (الماجستير)، و (العَالمِيَّة العالية) عن (الدكتوراه)، ولا يَقُلْ أحد إن هاتين اللفظتين منتشرتان جداً، ويصعب اقتلاعهما؛ لأن انتشارهما «في الحقيقة لا يعدو أن يكون كالوَعْكة والصُّداع العارض ما يلبث أن يزول، ما دام أن ثَمَّةَ جهداً متواصلاً ونَزْعَةً متينة للتعريب»(1).
وأقر بأن انتشار مثل هذه الألفاظ ليس المرض، ولكنه من أعراض المرض الأكبر، وهو التخلف الحضاري الذي تتمرغ فيه الأمة الإسلامية، وأن هذه الألفاظ نتاج دول وحضارات تقدمت علينا في الصناعات والعلوم المادية، وأنها نشرت مع صناعاتها وعلومها لغتها ومصطلحاتها، ولكن كل ذلك لا يعني ترك علاج ما نستطيع علاجه من أعراض المرض، حتى يأذن الله للمسلمين بالدخول على المرض في وكره، واقتلاعه من جذوره.
ومن تلك الخطوات الحضارية على الطريق الصحيح، التي انتصرت للتعريب على التغريب، وتستحق أن تكتب بماء الفخر على جبهة اللغة العربية اليوم ما أقره مجلس التعليم العالي في المملكة العربية السعودية في جلسته السادسة في 26/8/1417هـ، المتوج بموافقة رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس التعليم العالي في 17/6/1418هـ المتضمن اللائحة الموحدة للدراسات العليا في الجامعات السعودية التي جاء في المادة الثانية منها ما نصه: «يمنح مجلس الجامعات الدرجات العلمية الآتية، بناءً على توصية مجلس القسم والكلية وتأييد مجلس عمادة الدراسات العليا:
1 - الدبلوم. 2 - الماجستير (العالمِيَّة).
3 - الدكتوراه (العالمِيَّة العالية)»(2).
وقد أسعدنا هذا القرار، ونأمل أن تتبعه خطوات أخرى أعمق في الإصلاح اللغوي، وأحب أن أعلق على المادة السابقة منبهاً ومقترحاً:
1 - لم تضع المادة بديلاً للفظة (الدبلوم)، ومن البدائل المقترحة لها كلمة (براءة)، ولا أرى أن نجعل بديلها كلمة (العالية)؛ لكي لا تلتبس ببديل (الدكتوراه).
2 - وضعت المادة اللفظة الأعجمية أولاً، وبعدها البديل العربي بين قوسين، ولعل هذا من شدة انتشار اللفظتين الأعجميتين، ونرجو أن تكون هذه الخطوة الأولى، ويتلوها وضع الكلمة العربية أولاً، بعدها الأعجمية بين قوسين، ويتلوهما الاكتفاء بالكلمة العربية، والاستغناء عن اللفظة الأعجمية، والتعجيل بهذا سيخدم الأمر الآتي.
3 - مضى على القرار أكثر من خمس سنوات، وبدأت البدائل العربية تشقُّ طريقها بقوة إلى الرسائل الجامعية، والمراسلات العلمية، وشيء قليل من الكتابات الصحفية، والمأمول من وزارة التعليم العالي أن تطالب الجامعات باستعمال المصطلحات العربية، والحرص عليها تمهيداً للاكتفاء بها، ولو تدريجياً، بأن يكتب المصطلحان أحدهما بين قوسين، ويفضل كون المحبوس بين قوسين الأعجمي لا العربي.
كما نأمل من جميع الجامعات السعودية بأساتذتها الكرام أن تعتز بهذا الإنجاز الكبير، وأن تحرص على تطبيقه واستعماله، وأن تدعم التعريب، وتشجعه، وتدعو إلى المزيد منه.
4 - نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية تنسيق أوسع وأشمل بقنواته الخاصة بين جامعات العالم العربي كله، للاتفاق على بدائل ومصطلحات متفق عليها لنرى حينها العربي يحمل علمه بلقب عربي لا أعجمي.
5 - وضعت المادة أسماء عربية للدرجات العلمية (العالمِيَّة، والعالمِيَّة العالية)، ولم تضع منها ألقاباً تطلق على الحاصلين عليها، وهو أمر لا غنى عنه؛ فالوصف اللغوي حينئذ سيكون: (صاحب العالمِيَّة أو ذو العالمية) للحاصل على العالمية (الماجستير)، واستعماله على كل حال قليل، ولكن الملح لقب الحاصل على العالمية العالية (الدكتوراه)، فالوصف اللغوي سيكون صاحب العالمية العالية، أو ذو العالمية العالية، ويمكن أن يختصر فيقال: ذو العالية؛ لأن من أسباب نجاح المصطلح كونه قصيراً، وأقترح أن يشتق منه اسم فاعل يكون مصطلحاً دالاً على صاحبه، فيقال: العالي فلان وجمعه العالون، والعالية فلانة وجمعه العاليات، وأن يرمز له بحرف العين (ع.)؛ ليكون بديلاً لحرف الدال (د.).
المهم أن يصطلح على أسماء وألقاب عربية تكون بدائل متفقاً عليها عن الألفاظ الأعجمية، بين الناطقين بالضاد، والله ولي التوفيق.
 
لم تقولون ما لا تفعلون

لم تقولون ما لا تفعلون

السلام عليكم يا أحبابي..
ما لي أرى بعض القوم يقولون ما لا يفعلون ؟!
 
أخي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بارك الله بك ، واسمع إلى هذه القصة ، زميل لنا ذهب إلى أحد المراكز الثقافية ، وطلب من القائم عليه او ممن ينوب عنه أن يحدد له يوم لإلقاء محاضرة ، وعندها طلب المسؤول عن المركز تعريفا بهذا الزميل ، فعرف الزميل عن نفسه بالشيخ قائلا أنا الشيخ فلان... عندها قال له المسؤول عن المركز او من كان نائبا عنه ، يشترط في المتقدم أن يكون حائزا على الإجازة !! علما أن زميلي عضو في الهيئة التدريسية !!!!
بناء على ما تقدم وعلى ماذكرتم من أصل كلمة الدكتوراه ، الذي يبدو لي أن العربية عندنا غير عاجزة عن اشتقاق أوصاف وألقاب علمية معينة بعيدة عن أصل كلمة الدكتوراه ، وإن كانت هذه الكلمة لها معنى اصطلاحي خاص ، والذي أراه أن كلمة شيخ - وليس ذاك انتقاصا منها - لم تعد تغني عن هذا اللقب العلمي في عرفنا اليوم ، وعليه لا مناص من اشتقاق لقب علمي معترف به ، وذاك لأن كلمة شيخ - كمصطلح الآن- ليست مقصورة على مرحلة دراسية معينة ، فقد تطلق كلمة الشيخ على كل من درس في العلوم الشرعية منذ المرحلة الإعدادية وحتى أعلى مرتبة علمية، أي أن هناك عموما وخصوصا مطلق بين كلمة شيخ كلقب وبين كلمة دكتوره ، فكل دكتور هو شيخ ، وليس كل شيخ دكتور والله اعلم
==
 
اعتذر في مداخلتي هذه للإخوة جميعاً في هذا الملتقى المبارك ،وقبل ذلك أعتذر للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشامخ ـ حفظه الله ـ عن خطأي في (تمويت) الأستاذ د.محمد ،حيث ذكرت ـ بسبب وهمي وانتقال ذهني لشخصية أخرى ـ أن د.محمد قد مات منذ بضع سنوات ،والواقع أنه حي يرزق بفضل الله ،وهو الآن إلى هذا اليوم (28/7/1427)ـ كما ذكرت ـ يعيش في مدينة عنيزة.

وأنا بصدد البحث عن ترجمته ـ رحمه الله حياً وميتاً ـ استجابة لطلب أخي العزيز د.عبدالرحمن الشهري ،حصلت على هذه المعلومات من أحد أقاربه :
1 ) الدكتور محمد ـ حفظه الله ـ يستقبل زواره في بيته في عنيزة بعد المغرب .
2 ) وهو ممن أوائل الحاصلين على هذا اللقب العلمي (دكتور) على مستوى المملكة .
3 ) حاول بعض الكتاب والصحفيين ـ أيام تدريسه في جامعة الملك سعود ـ جرّه إلى مستنقعات فكرية ،وصراعات ثقافية ؛لكن الله حفظه ،وقد نأى بنفسه عن تلكم الموارد الآسنة.
فنسأل الله لنا وله الثبات ،وحسن الختام ،كما أسأل الله تعالى لدكتورنا الكريم أن يحفظه ويبارك فيه ،وأن يمتعه متاع الصالحين.

ولولا خشيتي من خرم بنود الملتقى ،وخوفاً من تكثير المواضيع ؛ لأفردت موضوعاً مستقلاً للاعتذار ،فأرجو من الجميع العفو والصفح والمسامحة .
 
حياك الله يا أبا عبدالله ، ونسأل الله للدكتور محمد الشامخ التوفيق والسداد ، ولا بأس عليك ، وقد ذكرني هذا بقول المتنبي :
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يَا مَنْ نُعيتُ على بُعْدٍ بمَجْلِسِهِ= كُلٌّ بمَا زَعَمَ النّاعونَ مُرْتَهَنُ
كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ =ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ
قد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قولهِمِ=جَماعَةٌ ثمّ ماتُوا قبلَ مَن دَفَنوا[/poem]

ولا زلتُ أطمع منك أو من الأستاذ خالد الشبل وفقه الله مزيداً من التعريف بهذا الأستاذ الجليل وفقه الله .
وأما موضوع هذه المقالة التي أنشأتُ هذا الموضوع من أجلها ، فلم أطرحه لأعترض على هذه الشهادات العلمية الأكاديمية المعترف بها ، أو أقلل من شأن حملتها ، وأغض من شأنهم . كلا فما لهذا طرحتُ الموضوع ، فإن هذا اصطلاح اصطلح الناس عليه ، ولا تثريب عليهم في ذلك ، وقد نُسي أصله الكهنوتي الذي ذكره الدكتور الشامخ . وهو في نهاية المطاف رتبة علمية وظيفية ، كغيرها من الوظائف مثل الرتب العسكرية التي لا يتعارض أن يحملها شخص طالب للعلم فيسمى شيخاً عميداً أو عقيداً أو نحو ذلك .
إلا أنني طرحتُ الموضوع للنقاش للبحث في ألقاب علمية إسلامية بديلة تبدأ قليلاً قليلاً حتى ترسخ في الأجيال القادمة ، فلا يشوب الألقاب العلمية شائبة تمت إلى ملل وعقائد منسوخة ولو كانت طفيفة والله الموفق سبحانه وتعالى .
وأما قول أخي العزيز يوسف العليوي : ما لي أرى بعض القوم يقولون ما لا يفعلون ؟!
فلم يظهر لي مراده منه ، وأرجو ألا يكون قد فهم مقصدي من طرح الموضوع للنقاش فهماً على غير ما أردتُ منه .
 
وصلتني رسالة قبل مدة من الأخ الكريم خالد بن محمد بن عبدالرحمن الشامخ وهو ابن الدكتور محمد الشامخ صاحب المقالة يشكرنا فيها على طرح هذه المقالة ، وأخبرني عن سبب كتابة الدكتور محمد لهذه المقالة منذ زمن بعيد ، وذكر أنه سوف يوصل هذه المقالة والتعقيبات لوالده الكريم ، وطلبت منه أن يعقب هنا ووعد بذلك لكنه لم يفعل ، فأحببت تذكيره وفقه الله ووفق والده لكل خير.

في 26/7/1428هـ
 
جميل لو يُـرفع..
مع التحية لـ( دكاترتنا) الفضلاء :cool:
 
مما له صلة بهذا الموضوع أمران :

الأول : ما حدثني به أستاذي الكريم الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي عن أستاذه الأستاذ الدكتور محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله ، الذي سبق أن كتب عنه بحثاً نشر في الملتقى بعنوان
[align=center]العلامة محمد عبدالخالق عضيمة وكتابه دراسات لأسلوب القرآن بقلم تلميذه د.تركي العتيبي [/align] أنه كان إذا كتب أمام اسمه حرف الدال فإنه يقوم بشطبه بيده ، ولا يرى أن يكتب أمام اسمه هذا اللقب العلمي ، مع كونه من أوائل الحاصلين على الدكتوراه والأستاذية رحمه الله ، وعلمه وفضله أشهر من أن يُدَلَّ الباحثون عليه .

الثاني : أن مجلة الدراسات اللغوية التي يرأس تحريرها الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي وتصدر عن مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية


قد ارتضت في منهجها إغفال ذكر هذه الألقاب العلمية قبل أسماء الباحثين ، وأشار رئيس التحرير في تقديمه للعدد الأول منها إلى هذا الأمر مع حفظ ألقاب الباحثين المشاركين ، مع كون أغلب من ينشر بحوثه في هذه المجلة من الأكاديمين الحاصلين على شهادات الدكتوراه وما فوقها من الرتب الأكاديمية . ولذلك تجد على غلافها الداخلي أسماء القائمين على أمر المجلة والباحثين دون ألقاب علمية
[align=center]
derassssat.jpg
[/align]
وعند نشر البحث يكتفى بالتعريف بالباحث تحت اسمه بذكر رتبته العلمية .
[align=center]
algaaab.jpg
[/align]

وهذه خطوة عملية من القائمين على أمر هذه المجلة اللغوية في سبيل التخفف من ترسيخ هذه الألقاب الوافدة على ارأي القائلين بذلك من الباحثين .
 
ما أشرت إليه أخي د. عبد الرحمن، وتقوم به مجلة الدراسات اللغوية، هو ما يجري العمل به في الجامعات الدولية الغربية:
عند كتابة فهرس البحوث العلمية، يذكر اسم الباحث فقط بدون إشارة إلى درجته العلمية.
وعند نشر البحث يتم ذكر الدرجة العلمية.

وانظر أمثلة على ذلك في المجلات الدولية المحكمة التالية:
http://www.optimumonline.ca/frontpage.phtml
http://www.kluweronline.com/issn/0254-5330
http://www.emeraldinsight.com/Insight/viewContainer.do?containerType=Journal&containerId=10616

لذلك فلا أرى علاقة للأمر بالتخلص من الألقاب الوافدة.

وفي الحقيقة، لم أفهم موطن الإشكال في استعمال الألقاب العلمية: أهو حرج شرعي؟ أم رغبة في معرفة الأعراف الجارية لاستخدامها؟ أم رغبة في الحفاظ على الأصالة وعدم التشبه بالآخرين؟

وعلى كل، أود أن أعرض هنا نظرتي الخاصة للألقاب (وأرجو ألا يكون خروجا عن الموضوع):

الألقاب التي نستعملها نحن المسلمين ليس ألقابا (موضوعية) وانما هي (ألقاب عاطفية). ولعل هذا هو سر اختلاف استعمال لقب (الدكتور) عند المسلمين وعند الغرب. فالكثير من المسلمين يلهث وراء لقب من الألقاب (حتى وإن غلف لهثه بشيء من الوقار والتواضع المتكلف). أما في الغرب فاستعمال الألقاب (وخصوصا: الدكتور) لا يتم إلا في الإطار الأكاديمي أو الوظيفي، لتمييز القيمة العلمية للبحوث.
واستعمال هذه الألقاب عند الغرب هو استعمال (وظيفي) أكثر منه (تشريفي). أما عند المسلمين فهو تشريفي في أغلب الأحيان.
ولا أخفيكم مدى تحرجي من استعمال عبارات من قبيل: صاحب الفضيلة، وفضيلة الشيخ، وسماحة الشيخ، وسماحة الوالد، والداعية الشهير، والحبيب فلان، إلى غير ذلك من الألقاب التي لا أجد لها أي مبرر.
كما أجد حرجا شديدا عند سماع خطيب يخاطب المصلين: (يا أحباب رسول الله)، لما فيها من ابتذال وامتهان لهذا المفهوم عند مخاطبة من ليس بأهل لهذه العلاقة الروحية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن أكثر الألقاب التي أنفر من استعمالها (وأرجو ألا ينزعج أحد لذلك) هي: شيخ الإسلام، وحجة الإسلام، وكل الألقاب التعظيمية المشابهة لأحد الرجال. فالدين ليس في حاجة لرجل أو امرأة كي يقيم الحجة على الناس، وليس من حجة على الناس سوى عبد الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم). والإسلام ليس له شيخ، ولا يجوز بحال ربط الدين بالأشخاص في أذهان الناس، إلا برسول الله صلى عليه وسلم، لأنه الشهيد الوحيد والحجة الوحيدة علينا: (لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا).

ولو كان الأمر متعلقا بألقاب السلاطين والملوك، لزال العجب. أما أن يحرص علماء الدين على استعمال هذه الألقاب كلما ذكر اسم ابن تيمية أو الغزالي، أو غيرهما، فهنا موطن العجب، لمناقضته لنهي الإسلام عن التكلف، ونهيه عن تعظيم البشر.
بل أرى أن الحرص على استعمال لقب (شيخ الإسلام) كلما تحدثنا عن ابن تيمية، لا يختلف في شيء عن تقديس الصوفية لمشايخهم. وكلا الأمرين مذموم.
وأكثر من ذلك: لا أخفيكم أيضا عدم حرصي على الترضي كلما ذكر اسم أحد الصحابة، لعدم عثوري على أي مبرر لذلك من القرآن والسنة. بل حتى الآية التي تتحدث عن أهل بيعة الرضوان، لا تستدعي أن نلتزم هذا الترضي. وأعتبر أن هذه العادة جاءت ردة فعل فقط على من يسبون بعض الصحابة من الشيعة. وفي تقديري، لا يليق بالمسلم أن يعتمد الفعل ورد الفعل كمنهج سلوكي مهما كان الظرف، وردات الفعل السلوكية لا تؤدي إلا إلى الانحراف المنهجي.
وإن كان الترضي الوارد في القرآن الكريم قد ذكر في سياق الحديث عن الصحابة في الموضعين التاليين:
- ((والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)) (التوبة 100)
- ((لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)) (الفتح 18).
فإنه لا يفيد يحصر رضى الله عز وجل في الصحابة. بل إن رضى الله شامل للمؤمنين، بدليل نفس الآية (والذين اتبعوهم بإحسان)، وبدليل الآية في سورة البينة:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ .. جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)) (البينة 7-8).
وفي كل الحالات، ليس هناك ما يفيد من الآيات القرآنية الحث على التزام صفة الرضوان أو الترضي عند الحديث عن الأشخاص.
وإن كان من أمر حث الإسلام على التزامه تجاه الصحابة، فهو الاستغفار لهم، وليس الترضي عنهم: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10].

أما عن ألقاب (الدكتور) أو (الأستاذ) أو (الشيخ) فلا أستعملها إلا من قبيل الموادة، وحفظ مقامات الناس عند مخاطبتهم. أما عند الحديث عنهم مع الآخرين فلا تهمني هذه الألقاب لا من قريب ولا من بعيد. لأن احترامي للأشخاص ليس مقترنا بنوعية الألقاب التي أضيفها إليهم.

وفي المقابل: كم يعجبني عدم التكلف لدى الغربيين الذين أخالطهم في مكان إقامتي، حيث يخاطب بعضهم بعضا بلا ألقاب، حتى في المحافل الأكاديمية، ولا يتم التطرق إلى الألقاب العلمية إلا نادرا.

ويبقى لقب أخير (أو صفة أخيرة) كثيرا ما أتوقف عندها، ولا أستعملها إلا بعد التحري، وهو (أخي في الله).
فكثيرا ما يستعمل هذا اللقب بلا روح. وكم تشمئز نفسي ممن يصدرون حديثهم مع الآخرين بـ(أخي فلان) أو (أخي الحبيب) أو (أخي العزيز) إلخ، ثم لا تسمع منهم في باقي كلامهم إلا الأذى والاستفزاز والتحقير، بما يناقض مفهوم الأخوة وومستلزماتها. ويخيل إلي أن أغلب المتدينين يستعملون هذه الصفة من باب (النفاق الاجتماعي) لا غير.
لذلك، فإنني أتحرز (وأدعو إلى التحرز) من استعمالها، فلا تستعمل إلا عند استحضار معاني الأخوة بمسئولية وأمانة في التعامل مع الآخرين.
 
ما تقوم به المجلة خطوة جيدة في تخفيف وطأة التأثر بالألقاب، أو ما يُسمى بـ(عقدة اللقب) وهي عقدة نفسية اشتهر بها العرب...ويغذيها المجتمع العربي بتمجيده لصاحب اللقب، من دون النظر إلى شخصية الإنسان، وما يقدمه من سلوك، وقد قيل قديما: (إن آخر ما يتنازل عنه الإنسان العربي هو لقبه)!

لذا فإن ما ذكره الأخ ابن جماعة هو كلام رصين في محله إذ أشار إلى أن اللقب أصبح تشريفيا بالدرجة الأولى، بخلاف ما هو موضوع لأجله في المجتمعات التي استقينا منها الفكرة!

أرجو أن نرى قريبا اليوم الذي يُقدَّم ويُقدَّر فيه الناس بما يعلمون، لا بما يحملون من ألقاب قد يكون المال هو السبيل إليها!
 
أشكر الأخ الكريم محمد بن جماعة على تعقيبه النافع على هذا الموضوع ، وقد استفدت منه كثيراً فبارك الله فيه ، والحديث ذو شجون .
 
أخي في الله ابن جماعة، عفواً لست أخاك آسف لإزعاجك بهذه الكلمة
لم يبق مما تتحرز عنه إلا (صلى الله عليه وسلم )
عجبا لك هل يؤذيك الترضي عن الصحابة رضوان الله عليهم
هل لقب شيخ الإسلام مثل التبرك والتقديس لمشايخ الطرق
كان الأولى بك أن تنزعج من مخالطة المشركين والإقامة بين ظهرانيهم بدلا من الانزعاج من الشيخ أو رضي الله عنه أو أخي في الله,,
 
أخي في الله ابن جماعة، عفواً لست أخاك آسف لإزعاجك بهذه الكلمة
لم يبق مما تتحرز عنه إلا (صلى الله عليه وسلم )
عجبا لك هل يؤذيك الترضي عن الصحابة رضوان الله عليهم
هل لقب شيخ الإسلام مثل التبرك والتقديس لمشايخ الطرق
كان الأولى بك أن تنزعج من مخالطة المشركين والإقامة بين ظهرانيهم بدلا من الانزعاج من الشيخ أو رضي الله عنه أو أخي في الله,,

أخي محب الطبري، أرجو ألا تحرف كلامي بتغيير بعض ألفاظه فتتهمني بما لم أقل. ولو اكتفيت بقراءة ما في السطور عوض البحث عما بين السطور لكنت أعدل:
1- ليس في كلامي (أو في مدلول كلامي) ما يعني أنني أتحرز من كل شخص سوى النبي صلى الله عليه وسلم
2- ليس في كلامي (أو في مدلول كلامي) ما يفهم منه أنني أتأذى من الترضي عن الصحابة
3- لك أن تعجب من مقارنتي بين عبارة (شيخ الإسلام) والعبارات الأخرى المستعملة عند الصوفية
4- وأما عن ملاحظتك حول (مخالطة المشركين...) ففيها حديث عن موضوع طويل لا أرغب في الدندنة حوله. ولو التمست لأخيك بعض الأعذار (كما أمرت) لكان أحوط لك في تحديد ما هو الأولى لي. وفي كل الأحوال، لا علاقة لهذا الأمر بموضوع العبارات التي نتحدث عنها، وبالتالي لا مبرر لاعتبار أحدهما بديلا عن الآخر.
5- وأما عن مخاطبتي بأخي في الله، فهي مما تسعدني ولا تؤذيني، عندما أحس من قائلها صدق المشاعر وتصديق الأفعال. وما أدعو إليه هو إخراجها من دائرة الاستعمال الروتيني الذي يجريها على ألسنة الكثير من المسلمين بحكم العادة، إلى دائرة الاستعمال الواعي الذي يستشعر معانيها ومقتضياتها كلما خاطبنا بها أحدا من المسلمين، وإلا أصبحت العبارة مبتذلة، وحينها فقط، (أي حين تكون العبارة مبتذلة) من الطبيعي أن تؤذيني، إلا إذا أردتني أن أكون بليد الإحساس أو عديم الإحساس.
 
أخي الكريم ابن جماعة...
يحق لك أن تبدي رأيك ، ويحق لغيرك أن يعترض عليك! فاسمح لي بمخالفتك في بعض ما قلتَ ، بارك الله فيك.
ولك مني الأمان! فاعرض رأيك – إن كنتَ تخالفني - ولا تخف...فلستُ ممن ينتهجون سياسة التصفية والإعدام مع مخالفيهم (ممازحة).

أولا: أحبّ أن أنقل لك كلاما للإمام القرطبي - رحمه الله - فيه بعض الفوائد المتعلقة
بموضوعنا...
قال – رحمه الله – عند تفسيره لقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " [الحجرات : 11] :
" قال أبو عبد الله بن خُوَيْزِمَنْدَاد: تضمنت الآية المنع من تلقيب الإنسان بما يكره، ويجوز تلقيبه بما يحب؛ ألا ترى أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لَقّب عمر بالفاروق، وأبا بكر بالصدّيق، وعثمان بذي النُّورين، وخُزيمة بذي الشهادتين، وأبا هريرة بذي الشّمالين وبذي اليدين؛ في أشباه ذلك...وقلّ من المشاهير في الجاهلية والإسلام من ليس له لَقَب. ولم تزل هذه الألقاب الحسنة في الأمم كلها ـ من العرب والعجم ـ تجري في مخاطباتهم ومكاتباتهم من غير نكير.
قال الماورديّ: فأما مستحب الألقاب ومستحسنها فلا يكره. وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم عدداً من أصحابه بأوصاف صارت لهم من أجل الألقاب. " اهـ
الجامع لأحكام القرآن ( 19/ 394-395)
فما المانع أخي الكريم من قول أحدنا " سماحة الوالد " أو " فضيلة الشيخ " ونحوه طالما أننا ملتزمون بالضوابط الشرعية؟
أليس هذا من التأدِّب مع ورثة الأنبياء؟ أليس من العدل والإنصاف – أخي الكريم- أن ننزل الناس منازلهم؟
والناظر في كتب التراجم يجدها مليئة بعبارات المدح والثناء على العلماء.
وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد - رحمه الله - وغيره : " ليس من أمتي من لم ‏يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه ".
ومن حقهم علينا أن ندعو لهم ، ونثني عليهم ، ونشكرهم...من غير مبالغة ولا غلو في الثناء والمدح.
قال الإمام النووي – رحمه الله – في " تهذيب الأسماء واللغات" (1/ 18):
" ...فإن شيوخه فى العلم آباء فى الدين، وصلة بينه وبين رب العالمين، وكيف لا يقبح جهل الإنسان والوصلة بينه وبين ربه الكريم الوهاب، مع أنه مأمور بالدعاء لهم، وبرهم، وذكر مآثرهم، والثناء عليهم، وشكرهم " اهـ
ولله در شوقي حين قال:
قم للمعلم وفه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا

ثانيا: أعجبني قولك : "وأما عن مخاطبتي بأخي في الله، فهي مما تسعدني ولا تؤذيني، عندما أحس من قائلها صدق المشاعر وتصديق الأفعال. وما أدعو إليه هو إخراجها من دائرة الاستعمال الروتيني الذي يجريها على ألسنة الكثير من المسلمين بحكم العادة..." اهـ
أصبت في قولك! فإن البعض يُغرقك بألفاظ الحب والأخوة في الله...ثم إنك لا تجد عنده شيئا من حقوق الأخوة وواجباتها! ولذا تراه حين تطرق بابه – مستعينا به – مكفهر الوجه ، مقطب الحاجبين! وكأنه مفجوع أو موجوع!
فالواجب علينا أن نُعيد إلى مثل هذه العبارات وزنها وقيمتها...
وجزاكم الله خيرا.
 
جزاك الله خيرا، أخي عمار، على ما ذكرت.. وتوقير العلماء وأهل الفضل وموادتهم من شعب الإيمان، ومكارم الأخلاق. ولا أرى اختلافا في ما بيننا حول هذا الموضوع.
أما تكنية العلماء والإخوان بما يحبون وإسباغ الأوصاف الحميدة عليهم والثناء عليهم والدعاء لهم وذكر مآثرهم، فحبذا لو ينتشر بيننا هذا الأدب، بدون مبالغة ممجوجة أو إفراط مبتذل. و لعلك ترى كم يصعب في عصرنا العدل في مدح الآخرين. بل وحتى في العصور السابقة. ويخيل إلي أن الوحيد الذي استطاع أن يكون صادقا ودقيقا في كل الأوصاف التي مدح بها معاصريه هو الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأرى أن الحكم على الأوصاف لا يخرج عن أحد الأقسام التالية:
فإما أن يتفق على استحبابها في حق الرجل لصدقها ودقتها في التعبير عن ميزة الموصوف بها وفضله.
أو أن يختلف في استحبابها لاعتبارات ذوقية أو للاختلاف في تقويم الرجل نفسه.
أو يختلف فيها للمبالغة التي قد تصل إلى حدود تستدعي الحذر.

وبالنسبة إلى عبارتي (سماحة الوالد) و(فضيلة الشيخ) فقد ذكرت في كلامي أنني أتحرج من استعمالهما ولا أجد مبررا لاستعمالهما. وهذا يعني أن موقفي من العبارتين ذاتي، وذوقي. أضف إلى ذلك أنني لا أجد أي فصاحة في العبارتين عندما تسبقان اسم العالم. فهل نعني بها أنه يجسد كل ما في الوالد من سماحة مع ولده؟ أو كل ما في الشيخ من الفضل؟ فلو كان الأمر كذلك، فهل العبارة فصيحة أو بليغة؟ شخصيا لا أرى ذلك.

مع خالص المودة.
 
ما قاله الأخ الفاضل ابن جماعة هو رأي له وعليه وقد سعدنا بمن داخلوه وبرده فالناس بخير ما تناصحوا ، ولا نريد أن نزيد الحياة جفافاً برفع ما تبقى من كلمات يجامل من خلالها بعضنا بعضاً .
أما الألقاب العلمية المستحدثة فيمكن تصنيفها ضمن منظومة اجتماعية متكاملة تقوم على حب كل دخيل واحترام كل وافد ، ومن اليوم سأفعل مغيراً توقيعي في الملتقى ليكون هذا آخر توقيع بلقب [ د ] رغم ثبوته فيما لا نملك، أطال الله عمر شيخنا الكاتب وبارك في الناقل وأثاب المناقش.

ولقد رجوت لو تفضل الشيخ عبد الرحمن برفع علامة [ +] من العنوان رغم ورودها مطابقة للأصل وذلك بوضع [ و] مكانها لأن الواو منا وعلينا [ بسمة]
 
وبالنسبة إلى عبارتي (سماحة الوالد) و(فضيلة الشيخ) فقد ذكرت في كلامي أنني أتحرج من استعمالهما ولا أجد مبررا لاستعمالهما. وهذا يعني أن موقفي من العبارتين ذاتي، وذوقي. أضف إلى ذلك أنني لا أجد أي فصاحة في العبارتين عندما تسبقان اسم العالم. فهل نعني بها أنه يجسد كل ما في الوالد من سماحة مع ولده؟ أو كل ما في الشيخ من الفضل؟ فلو كان الأمر كذلك، فهل العبارة فصيحة أو بليغة؟ شخصيا لا أرى ذلك.
قولهم سماحة الوالد أو سماحة الشيخ أوفضيلة الشيخ : من إضافة الصفة إلى الموصوف وهو أسلوب عربي فصيح جاء في التنزيل فمن أمثلته :
قوله تعالى : "في يتامى النساء" أي النساء اليتامى .
وقوله :"شياطين الجن والإنس" أي الجن والإنس الشياطين .
وقوله : "أحسن القصص" أي القصص الحسن .
- الأمثلة السابقة من البحر المحيط لأبي حيان – رحمه الله –


و"فضيلة": فعيلة بمعنى فاعلة، وألحقت به علامة التأنيث للمبالغة كما ألحقت إلى "علامّة" و"نسابّة" وأمثالها، وسماحة مصدر سَمُح؛
فمعنى قولهم : فضيلة الشيخ : الشيخ الفاضل (الموصوف بالفضل) .
وسماحة الوالد أو سماحة الشيخ معناها: الوالد أو الشيخ السّمْح (الموصوف بالسماحة)
والسماحة الجود والكرم يقال رجُل سَمْح أي: كريم كما في المخصص لابن سيدة،
ومن أعظم أبواب الكرم؛ الكرم بالعلم؛
فالمشايخ هم أكثر الناس فضلاً، وأوفرهم جوداً وسماحةً فهم أولى الناس وأحقهم بهذه الأوصاف........
 
رأي

رأي

كثيرة هي المسميات التي قد يتغير معناها الحقيقي بمرور الزمن واختلاف القيم . وهذا كثير في لغتنا العربيّة أو في لهجاتنا العاميّة فمثلاً عندنا في بلاد الشام نستخدم كلمة شاطر على سبيل المدح ولكن معناها في اللغة غير ذلك فقولهم فلانٌ شاطِرٌ معناه في كلام العرب هو المتباعد من الخير والذي شطر نحو الشر.
وكذلك كلمة زلمة أي رجل . ومعنى زلمة في اللغة صنم وجمعها أزلام .
ورغم أن كلمة دكتور كانت تحمل اسماً كهنوتياً فإني أظن أن استخدامها لا ضير فيه لأنه أصبح شائعاً بكل البلاد . ولكن للعلم فقط فإن ألامريكيين لا يستخدمون كلمة دكتور إلا للطبيب . أما إذا كانوا يقصدون درجة علمية تؤهل للتدريس الجامعي فإنهم يستخدمون كلمة (برفسور )
وإذا كان المعنى الاول لكلمة دكتور هو للعالم الديني الذي برز في دراسة اللاهوت ، وعرف بالقداسة الشخصية
فإن الشيخ لا يخرج من هذه المعاني فالشيخ عالم ديني(لاهوت) يبحث في الدين الاسلامي ويعرف بالفضل والمكانة والاحترام بين الناس أيضاً . رغم أن هذا المعنى قد طمس تماماً في دول الغرب ولم يبق إلا أصله .
وأيضاً فإن الاقتراح بإعادة النظر في هذا الاسم قد جاءت متأخرة وإذا كانت هذه الدعوة جديّة فلا بد لها من قرار عربي شامل لاستبدالها بكلمة أخرى يُتفق عليها.
ولكن ما هو الضير أن تتعرب هذه الكلمة وتدخل ضمن المصطلحات الكثيرة التي أصلها لاتيني فعربت مثل تلفزيون وراديو وسينما وتكنولوجيا (تقنية) وغيرها من مصطلحات.
لا أظن أن قراراً ما سيمنع في تداول هذه الكلمة الشائعة التي تعوّد عليها اللسان . وقد ذكرني ذلك بقصة فيها فكاهة:
كان رجل يدمن على الحلف بالطلاق لأتفه الاسباب . فاستدعاه القاضي وهدده ووعده بأنه سوف يطلق منه امرأته إذا بقي يحلف بالطلاق . فقال للقاضي : حسناً يا سيدي وعليّ الطلاق أنني لن أقسم مرة أخرى بالطلاق .
وشكراً لفضيلة الدكتور عبدالرحمن الشهري وبارك الله بكم .
 
ليس الإشكال في عدم عربية الكلمة فقط..

بل أعظم منها المعاني التي تُحملها وهي نفس المعاني التي تُحملها كلمة (العالمية) في زماننا هذا..

وكل ذلك تشبيع وقد يكون تشبع للملقب ومن الملقب بما لم يُعط وإكسابه هالة ليست له..
 
"فائدة:
قال قائل: أراني إذا دعيتُ باسمي دون لقبي شق ذلك علي جدًا بخلاف السلف؛ فإنهم كانوا يدعون بأسمائهم، فقيل له: هذا لمخالفة العادات؛ لأن أُنْس النفوس بالعادة طبيعة ثابتة، ولأن الاسم عند السلف لم يكن دالا على قلة رتبة المدعو، واليوم صارت المنازل في القلوب تعلم بإمارة الاستدعاء، فإذا قصَّر دل على تقصير رتبته فيقع السخط لما وراء الاستدعاء، فلما صار المخاطباتُ موازينَ المقادير؛ شق على المحطوط من رتبته قولا كما شق عليه فعلاً". بدائع الفوائد (3/1126).
 
هذا ما قاله علامة العراق الشيخ ( عبد الكريم المدرس)

هذا ما قاله علامة العراق الشيخ ( عبد الكريم المدرس)

وفقك الله تعالى كاتب المقال والمشاركين ..
قال علامة العراق الشيخ عبد الكريم المدرس - رحمه الله تعالى - :
إن كلمة دكتور كلمةُ ((( ذمّ ))) لا مدح .
وقال عميد كلية الشريعة السابق / جامعة بغداد/ الشيخ محمد رمضان:
إذا نخلتَ الإمام الغزالي لمرة واحدة سقط منه 500 دكتور ..
مع احترامي لجميع المشايخ وطلاب العلم والدكاترة الحريصين على دينهم وعلى علوم الشريعة .
 
عودة
أعلى