ضيف الله الشمراني
ملتقى القراءات والتجويد

الخميس 1 صفر 1435
الحمدُ للهِ الذي خَصَّ بعض القراء بعلو الإسناد، وأنعمَ عليهم بشرفَ القُربِ من خير العِباد، فتوافدَ إليهم الطلاب من سائر البلاد، ولازموهم ملازمة المتن للإسناد، وأصلِّي وأسلِّم على نبينا المبعوث بالرحمة والإسعاد، وعلى آله وصحبه خير الناس في سائر الأزمان والبلاد.
أما بعدُ: فهذه تُحفة غَرّاء كريمة، ورسالة نفيسة قويمة، ألَّفها شيخنا المقرئ البَحَّاثة المُحقِّق المُدقِّق: عليُّ بن سَعْدٍ الغَامِديُّ المَكِّي-حفظه الله-، ووسمَها بـ(الحُجَج الجِياد في الذبِّ عن عوالي الإسناد)، وهي ردٌّ عِلْمي على بعض ما وَرَد في كتاب الشيخ المفضال السَّيِّد بن أحمد بن عبد الرحيم -حفظه الله-: (آفة علو الأسانيد -دراسة موثَّقة في كشف حقيقة العلو المنتشر بين القراء والمقرئين في أسانيد المصريين والشاميين).
قال شيخُنا علي الغامدي في مقدِّمة (الحجج الجياد) ص3: ولم أنشر رَدِّي هذا إلا بعد أن نصحتُ للشيخ قبل طبع كتابه وبعده؛ بل حاولتُ أن يُعرَض الردُّ عليه قبل نشره لينظرَ فيه، فإن استصوبَ ما فيه أظهر تراجعه -وهذا الأمر أحبُّ إليّ-؛ إلا أن الشيخ أبى ذلك، وأصرَّ على مذهبه، وأحسبه مجتهداً في ما ذهب إليه، فرأيتُ أن أنشر ردّي هذا بعد أن انتشر هذا الكتاب؛ لأني أرى أن ما خلص إليه الشيخ فيه ليس بصواب، فوجب النصح للقرآن وأهله، ممن شُرِّفوا بحمله ونقله. ا.هـ
وقد بلغت صفحات كتاب: (الحُجَج الجِياد في الذبِّ عن عوالي الإسناد) مئة وأربعا وعشرين صفحة، وهو جدير بأن يُطبَعُ ويُنشَر على أوسع نطاق، وأرجو أن يكون ذلك قريباً.
ومن اللطيف أن كتاب الشيخ السيد بن عبد الرحيم أحمد صدر في غُرَّة شهر المحرَّم، وجاء هذا الردُّ عليه في غُرَّة شهر صَفَر، فالحمد لله رب العالمين.