الحلقة ( 1 ) لطائف من ترجمة ابن عباس ( 3ق هـ ـ 40هـ )

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
ولد أبو العباس في الشِّعب ، قبل الهجرة بثلاث سنين ، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وله ثلاث عشرة سنة تقريبًا .
كان مقرَّبًا من الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد روى البخاري بسنده عن عبد الرحمن بن عابس قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما سأله رجل : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم العيد أضحى أو فطرا ؟
قال : ( نعم ، ولولا مكاني منه ما شهدته ؛ يعني : من صغره ) .
وبات ليلة عند خالته ميمونة بنت الحارث ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم لصلاته فوضع للنبي غسلاً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من وضع هذا ؟ ) ، فقالوا : عبد الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل ) .
قال ابن عباس : ( رأيت جبريل ـ صلوات الله عليه ـ مرتين، ودعا لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرتين ) .
عهد أبي بكر ( 11 ـ 13 )
ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول من العام ( 11 للهجرة ) وكان عمر ابن عباس ( 13 سنة تقريبًا ) = تَطَلَّع إلى طلب العلم ، واشرأبت نفسه إليه ، قال : ( لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير قال فقال: واعجبا لك أترى الناس يفتقرون إليك قال: فترك ذلك وأقبلت أسأل ، فإن كان ليبلغني الحديث عن رجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح علي من التراب ، فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟ هلا أرسلت إلي فآتيك .
فأقول: لا ، أنا أحق أن آتيك ، فأسأله عن الحديث .
فعاش الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي ليسألوني ، فقال: هذا الفتى كان أعقل مني ).
وفي هذا الخبر فوائد :
1 ـ بُعُدُ نظره رضي الله عنه ، واستشرافه للمستقبل ، وذلك في حرصه على تعلم العلم من كبار الصحابة قبل أن يقلَّ عددهم .
2 ـ حرصه على تعلم العلم .
3 ـ مكانته عند الصحابة .
4 ـ أدبه مع شيوخه .
عهد عمر ( 13 ـ 23 )
ولما مات أبو بكر الصديق عام ( 13 للهجرة ) كان عمره ( 15 سنة تقريبًا ) .
وتولى عمر بن الخطاب في تلك السنة إلى أن قُتِل عام ( 23 للهجرة ) ، وفي عهده ظهر نجم ابن عباس رضي الله عنهما ، وكان تمام التكوين العلمي لهذا الحبر البحر وسنه من ( 15 ـ 25 ) سنة ، وفي هذه الأعوام العشرة تخرج في مدرسة عمر بن الخطاب الذي اعتنى به عناية فائقة ، ولقد كان يُحبُّه حبًّا جمًّا ؛ لِمَا توسَّم فيه من النجابة والذكاء ، فقرَّبه منه ، وجعله في مجلس (شوراه وعلمِه) الذي يحضره أكابر الصحابة ، ولم يُدخِل معه غيره من الفتيان ، وما كان عمر ليحابي في مجلسه من أجل قرابه ، وإلا لأحضر ولده عبد الله ، وهو من العبادة والعلم بمكان .
ولقد وَجَدَ بعض الصحابة على عمر ، وعاتبه في إدخالِ ابن عباس وتركِ أولادهم ، فأبانَ لهم سببَ إدخالِه له بما روى ابن عباس ، قال : ( كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِى مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الْفَتَى مَعَنَا ، وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ . قَالَ فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ ، وَدَعَانِى مَعَهُمْ قَالَ وَمَا رُئِيتُهُ دَعَانِى يَوْمَئِذٍ إِلاَّ لِيُرِيَهُمْ مِنِّى فَقَالَ مَا تَقُولُونَ ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ ) حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ ، إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا . وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ نَدْرِى . أَوْ لَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئًا . فَقَالَ لِى يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَكَذَاكَ تَقُولُ قُلْتُ لاَ . قَالَ فَمَا تَقُولُ قُلْتُ هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) فَتْحُ مَكَّةَ ، فَذَاكَ عَلاَمَةُ أَجَلِكَ ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) قَالَ عُمَرُ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ مَا تَعْلَمُ ) .
وفي هذا الأثر فوائد ، منها :
1 ـ تنبيه للأشياخ أن لا يحابوا طالبًا من أجل عرض من الدنيا ، بل يكون تقديمهم له من أجل فهمه وعلمه ، وكم من موقف حصل لبعضهم نظروا فيه إلى تقديم مصلحة دينية يظنونها ـ والحال فيها أنها مختلطة بمصلحة دنيوية ـ فيقدمون ذا المال والجاه من أجل مال ذاك أو جاهه ، لكنهم لا يحصلون على مرادهم ، فما كان لغير الله فهو منقطع .
2 ـ تعليل القضايا ، إذ لا يكفي أن يكون الأمر معتبرًا لأنه فِعْل فلان أو قوله ، مهما عظُم أمره ، وكان مقدمًا بين الناس ، وكم من فعل أُبهمت علته ، وأمر الطلاب ـ أو غيرهم ـ بالعمل به ، أو الاقتناع بع بقوة الآمر ، فما كان ذلك مجدٍ ولا مفيد ، إن لم ينقلب إلى ما لا تُحمدُ عقباه .
3 ـ دقة فهم ابن عباس ، وقوة استنباطه وغوصه على الدقائق ، وما سُمِّي حبر الأمة من فراغ ، بل لأجل ذلك الاستنباط وغيره .
4 ـ إن دخوله مع أشياخ بدر ليدلُّ على تلك المنْزلة العظيمة التي كانت له في قلب عمر ، وكان عمر يقول : ( لا يلومني أحد على حب ابن عباس ) .
ومرض ابن عباس بالحمَّى ، فعاده عمر ، وقال : ( أَخَلَّ بنا مرضك ، فالله المستعان ) .
وتأمل هذين القولين من عمر ، لتعلم مدى عناية عمر به ، فلقد بلغ ابن عباس مبلغًا يجعل عمر يفتقده بسبب مرضه ، ويعتذر لأصحابه في حبه لابن عباس ، ولعله لا يخفاك الفرق بين عُمُر ابن عباس الصغير ـ وعُمُرِ الخليفة عمر بن الخطاب الكبير وكذا من كان معه من أشياخ بدر رضي الله عن الجميع ، وهذا يدلك على عناية علماء الصحابة بالنابهين من الصغار وتعليمهم لأنهم هم أشياخ المستقبل ، ومما يدل على ذلك من سيرة عمر أنه كان يجلس لهم يعلمهم القرآن ، فقد روى الطبري بسنده عن ابن زيد في قوله تعالى :" وإذا قيلَ له اتق الله أخذته العزة بالإثم" إلى قوله:" والله رؤوف بالعباد"، قال: ( كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صلى السُّبْحة وفرغ، دخل مربدًا له، فأرسل إلى فتيان قد قرأوا القرآن، منهم ابن عباس وابن أخي عيينة، قال: فيأتون فيقرأون القرآن ويتدارسونه، فإذا كانت القائلة انصرف. قال فمرُّوا بهذه الآية:" وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم"،" ومن الناس من يشري نفسه ابتغاءَ مرضَات الله والله رؤوفٌ بالعباد"= قال ابن زيد: وهؤلاء المجاهدون في سبيل الله= فقال ابن عباس لبعض من كان إلى جنبه: اقتتل الرجلان؟ فسمع عمر ما قال، فقال: وأيّ شيء قلت ؟ قال: لا شيء يا أمير المؤمنين! قال: ماذا قلت ؟ اقتَتل الرجلان ؟ قال فلما رأى ذلك ابن عباس قال: أرى ههنا مَنْ إذا أُمِر بتقوى الله أخذته العزة بالإثم، وأرى من يَشري نفسه ابتغاءَ مرضاة الله، يقوم هذا فيأمر هذا بتقوى الله، فإذا لم يقبل وأخذته العزة بالإثم، قال هذا: وأنا أشتري نفسي ! فقاتله، فاقتتل الرجلان! فقال عمر: لله بلادك يا بن عباس ) .
ومن تتبع عناية عمر بابن عباس وجد أمثلة كثيرة ، أكتفي بما ذكرته منها ، وأختم بخبر طريف رُوِي عن الحطيئة الشاعر الهجَّاء.
ففي كتاب الجليس الصالح للمعافى من طريق ابن عائشة عن أبيه ، قال: : نظر الحطيئة إلى ابن عباس في مجلس عمر وقد فرع بكلامه ، فقال: من هذا الذي نزل عن القوم بِسِنِّه ، وعلاهم في قوله ؟
قالوا: هذا ابن عباس . فأنشأ يقول:
إني وجدت بيان المرء نافلة ... يهدى له ، ووجدت العِيِّ كالصمم
المرء يَبْلَى ، وتبقى الكلم سائرة، ... وقد يلام الفتى يومًا ولم يُلِم
عهد عثمان ( 23 ـ 35 )
ولما قُتل عمر في سنة (23 ) تولى بعده عثمان ، واستمرَّ في الخلافة حتى سنة ( 35 ) ، وكان عمر ابن عباس في تلك الفترة من ( 26 ـ 38 ) تقريبًا .
لقد استمر ابن عباس في عهد عثمان يتخطى سنيَّ الشباب ، ويدخل في سنيِّ الكهولة ، ولا زال في هذا العهد المبارك في مجلس شورى أهل بدر ، كما لازال يُعلِّم الناس ويفتيهم ، فقد أخبر عطاء بن يسار: (أن عمر وعثمان كانا يدعوان ابن عباس فيشير مع أهل بدر، وكان يفتي في عهد عمر وعثمان إلى يوم مات).
ومما يحكي منْزلته عند عثمان ما ذكر شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في موقف حصل لهم مع عثمان إبان إمرته ، قال حسان : كانت لنا عند عثمان أو غيره من الأمراء حاجة فطلبناها إليه: جماعة من الصحابة منهم ابن عباس وكانت حاجة صعبة شديدة فاعتل علينا فراجعوه إلى أن عذروه وقاموا إلا ابن عباس فلم يزل يراجعه بكلام جامع حتى سد عليه كل حاجة فلم يرى بُدًّا من أن يقضي حاجتنا فخرجنا من عنده وأنا آخذ بيد ابن عباس فمررنا على أولئك الذين كانوا عذروا وضعفوا فقلت: كان عبد الله أولاكم به قالوا: أجل .
فقلت أمدحه:
إذا قال لم يترك مقالا لقائل ... بملتقطات لا ترى بينها فصلا
كفى وشفى ما في الصدور ولم يدع ... لذي اربة في القول جدا ولا هزلا
سموت إلى العليا بغير مشقة ... فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا
وقد جاءت هذه القصيدة بتمامها في ديوان حسان ، قال :
إِذا ما اِبنُ عَبّاسٍ بَدا لَكَ وَجهُهُ رَأَيتَ لَهُ في كُلِّ أَحوالِهِ فَضلا
إِذا قالَ لَم يَترُك مَقالاً لِقائِلٍ بِمُلتَقَطاتٍ لا تَرى بَينَها فَصلا
كَفى وَشَفى ما في النُفوسِ فَلَم يَدَع لِذي إِربَةٍ في القَولِ جَدّاً وَلا هَزلا
سَمَوتَ إِلى العَليا بِغَيرِ مَشَقَّةٍ فَنِلتَ ذُراها لا دَنِيّاً وَلا وَغلا
خُلِقتَ خَليقاً لِلمَوَدَّةِ وَالنَدى فَليجاً وَلَم تُخلَق كَهاماً وَلا جَهلا
وتأمل ما حظي به هذا الشاب الحبر البحر من منْزلة عند الأمير حيث قبل شفاعته في الأمر ، وما حظي به من مدح شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما نظرا فيه إلى صِغَر سنٍّ هو فيها دونهما بكثير ، بل نظرا فيه إلى عقله ، وكم هو حريٌّ بنا معشر طلاب العلم أن نُنمِّي هذا الجانب بيننا ، وأن نحترم من يحترم عقله ، ومن يكون له رأي حصيف ولو كان أصغر منا .
ابن عباس أمير الحجِّ
في السنة التي حُوصِر فيها عثمان ، وقُتِل رضي الله عنه ، أرسل ابنَ عباس أميرًا على الحج ، وفيها قال أبو وائل : ( خطب ابن عباس ـ وهو على الموسم ـ فجعل يقرأ ويفسر ، فجعلت أقول: لو سمعته فارس والروم لأسلمت ) .
وفي رواية أن السورة التي قرأها سورة النور ، قال أبو وائل : ( قرأ ابن عباس سورة النور ، فجعل يفسرها ، فقال رجل: لو سمعت هذا الديلم لأسلمت ) .
وفاة شيخ من أبرز شيوخه في عهد عثمان :
في سنة ( 30 هـ ) من عهد عثمان توفي أحد شيوخ ابن عباس ، وهو أبيُّ بن كعب الأنصاري ، وقد أورد الحبْر رواية يظهر فيها من أدبه مع شيخه أُبيٍّ ، قال ابن عباس : (ما حدثني أحد قط حديثا فاستفهمته، فلقد كنت آتي باب أُبيِّ بن كعب وهو نائم ، فأقِيلُ على بابه، ولو علم بمكاني لأحب أن يُوقَظَ لِي لمكاني من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكنٍّي أكره أن أُمِلَّه ) .
( وفي ذلك من الأدب مع الأشياخ ما يحسن بطالب العلم أن يقتدي به ، ومن ذلك :
1 ـ انظر كيف يصبر ابن عباس على حرِّ الهاجرة ، وذلك من باب الحرص على طلب العلم.
2 ـ وكيف كره أن يغشى شيخه في وقت راحته ، مع يقينه بمحبة شيخه له .
3 ـ وكيف كان احتماله للتعب في سبيل تعلمه وتعليمه .
ومن سؤالاته القرآنية لأُبي بن كعب ، ما ذكره ، فقال : ( كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من المهاجرين والأنصار فأسألهم عن مغازي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وما نزل من القرآن في ذلك، وكنت لا آتي أحدا منهم إلا سر بإتياني لقربي من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فجعلت أسأل أبي بن كعب يومًا ـ وكان من الراسخين في العلم ـ عمَّا نزل من القرآن بالمدينة فقال: نزل بها سبع وعشرون سورة ، وسائرها بمكة ) .
وفي هذا الأثر فوائد ، منها :
1 ـ الثناء على الشيخ بما فيه من العلم ،وذلك قوله : ( وكان من الراسخين في العلم ) .
2 ـ الحرص على الأكابر من العلماء .
3 ـ الحرص على العلم المنقول ( المغازي والنُّزول ) ممن هم أعلم به ممن شاهدوا التنْزيل .
4 ـ معرفة الصحابة لحق قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحرصهم على وصل هذه القرابة ، وهذا يدلك على محبة الصحابة لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنهم قد حفظوا حقوق آل بيته بعد موته ، وليس كما يزعم من لا خلاق لهم أنهم ضيعوا حقوقهم وفرَّطوا فيهم .
وحريٌّ بنا ـ نحن أهل السنة ـ أن نعيد هذا الأمر لنصابة ، وننشر في دروسنا حقوق آل البيت ، ونعرف لهم فضلهم ، ونُشيع ذلك في منتدياتنا ، ولا نجعل ذلك حكرًا على الأفاكين الذين يزعمون المحبة ، وهم منها بعيدون .
ولقدكان أُبيٌّ يعرف علم ابن عباس ويقدِّره، ومن ذلك ما روى ابن سعد من طريق يسر بن سعيد عن محمد بن أبي بن كعب عن أبيه أنه سمعه يقول ـ وكان عنده ابن عباس فقام ـ قال : ( هذا يكون حبر هذه الأمة ، أوتِي عقلا وجسما ، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفقه في الدين ) .
وفي سنة ( 32 ) ـ مع اختلاف في سنة وفاته ـ توفي شيخ الكوفة ومعلمها عبد الله بن مسعود ، وقد كان من كبار علماء القرآن ؛ إقراءً وتفسيرًا .
وقد كان يرى في ابن عباس العالم المتقن ، فقد ورد عنه فيه أقوال :
1 ـ قال: ( لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عشره منا أحد ). ، وفي رواية " ما عاشره ". أي : ما بلغ عشره ، أي عشر ماعنده من العلم .
2 ـ وقال : ( ولنعم ترجمان القرآن ابن عباس ).
وقال : ( لو أن هذا الغلام أدرك ما أدركنا، ما تعلقنا معه بشئ ) .
عهد علي ( 36 ـ 40 )
ولما قُتِل عثمان سنة ( 35 للهجرة ) تولى بعده علي بن أبي طالب إلى أن قُتِل سنة ( 40 للهجرة ) ، وكان عمر ابن عباس (39 ـ 42 ) ، وكان بين ابني العم ودٌّ ومحبة ، ولقد أظهر ابن عباس نصرة ابن عمِّه في قتاله ، وسار معه ، وولي له البصرة إلى أن قُتِل عليٌّ رضي الله عنه ، وكان إمامًا لوفد المحكمين من طرف علي بن أبي طالب رضي الله عن الجميع .
وكان بين ابن العمين ودٌّ متبادل ، حتى لقد قال ابن عباس : ( ما عندي من علم في القرآن فمن عليٍّ ) ، ولقد أورد الطبري ما يفيد احترام ابن عباس لشيخه علي، ووقوفه عند علمه ، وذلك في تفسير المراد بالعاديات ، قال ابن عباس : ( بينما أنا في الحجر جالس، أتاني رجل يسأل عن( الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله، ثم تأوي إلى الليل، فيصنعون طعامهم، ويورون نارهم. فانفتل عني، فذهب إلى علي بن أبي طالب رضى الله عنه وهو تحت سقاية زمزم، فسأله عن ( الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) فقال: سألتَ عنها أحدًا قبلي؟ قال: نعم، سألت عنها ابن عباس، فقال : الخيل حين تغير في سبيل الله ، قال: اذهب فادعه لي; فلما وقفت على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك به، والله لكانت أول غزوة في الإسلام لبدر، وما كان معنا إلا فرسان: فرس للزبير، وفرس للمقداد فكيف تكون العاديات ضبحا! إنما العاديات ضبحا من عرفة إلى مزدلفة إلى منى ; قال ابن عباس: فنزعت عن قولي، ورجعت إلى الذي قال علي رضي الله عنه ).
ولا يخفى على من عرف سير علي بن أبي طالب ما أوتي من علم في القرآن ، فهو أحد من أسندت إليه القراءات القرآنية ، وقد وقف على المنبر يومًا ، وقال : ( لا يسألني أحد عن آية من كتاب الله إلا أخبرته )
وفي ولايته للبصرة نشر علمه هناك ، وأخذ عنه بعض البصريين كأبي الشعثاء جابر ابن زيد ، وكان ابن عباس يُجِلُّه ، ويعرف له قدره حين قال : ( لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علماً من كتاب الله ) .
وقال تميم بن حدير عن الرباب : سألت ابن عباس عن شيء فقال: تسألوني وفيكم جابر بن زيد وهو أحد العلماء؟.
هذا ، ولعل الله ييسر تعليقات على منهج ابن عباس العلمي .
 
بارك الله في الشيخ الدكتور مساعد على هذه اللفتات الرائعة الرائقه زادك الله علما وفهما وتوفيقا
 
شيخنا الحبيب جزاك الله خير ونفع الله بعلمك....
نفعتنا بهذه اللطائف كما أستمتعنا بمحاضرتك عن آداب طالب العلم من سيرة ابن عباس وضي الله عنه ....
من أراد تحميل محاضرة الشيخ وفقه الله على هذا الرابط :
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=34225
 
جزاك الله خيرا شيخناالكريم علي هذه الفوائدالطيبة
 
من أجمل ما قرأت، خاصة تقسيم مراحل حياته، وسمة كل منها.

قد بارك الله فيما يدكم سطرت***وما شذاه سرى من سيرة الحبر.
هو ابن عم رسول الله ضاء له***نور القران هدى لا ريب في الأمر
 
[align=center]بورك فيكم أبا عبدالملك ،وسؤالي : هل صحّ أنه رأى جبريل عليه السلام ؟[/align]
 
أخرج ابن سعد عن ابن عباس قال رأيت جبريل مرتين.
ورواه الطبراني قال ثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا زيد بن المبارك ثنا يحيى بن آدم عن أبي كدينة يحيى بن المهلب عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال : رأيت جبريل مرتين ودعا لي رسول الله صلى الله عليه و سلم بالحكمة مرتين
قلت وعند أحمد في فضائل الصحابة من زيادة ابنه قال ثنا أبو هشام قثنا يحيى بن آدم قثنا أبو كدينة ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : « رأيت جبريل مرتين ، ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤتيني الله الحكمة مرتين » .
وفي أطراف الغرائب والأفراد للمقدسي
قال غريب من حديثه أي أبي إسحق السبيعي عن عكرمة ، تفرد به أبو مالك النخعي عبد الله بن حسين عنه .


أخرج أحمد والبيهقي عن ابن عباس قلت كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا فقال لي أبي يا بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني قلت يا أبت إنه كان عنده رجل يناجيه فرجع فقال يا رسول الله قلت لعبد الله كذا كذا فقال أنه كان عندك رجل يناجيك فهل كان عندك أحد قال وهل رأيته يا عبد الله قلت نعم قال ذاك جبريل هو الذي يشغلني عنك.

أخرج ابن عدي في الكامل وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة عن ابن عباس قال مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وإذا معه جبريل وأنا أظنه دحية الكلبي فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لوضح الثياب وأن ولده يلبسون السواد

اهـ من الحاوي
والله أعلم.‏
 
وفي مجمع الزوائد قال الهيثمي:

عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على كتفي أو على منكبي شك سعيد ثم قال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل- قلت هو في الصحيح غير قوله وعلمه التأويل- رواه أحمد والطبراني بأسانيد، وله عند البزار والطبراني اللهم علمه تأويل القرآن، ولأحمد طريقان رجالهما رجال الصحيح.

وعن ابن عباس قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم ترجمان القرآن أنت ودعا لي جبريل عليه السلام مرتين.
رواه الطبراني وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف. (هكذا!)

وعن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره فوجد عبد الله بردها في صدره ثم قال اللهم احش جوفه علماً وحلماً فسلم يستوحش في نفسه إلى مسئلة أحد من الناس ولم يزل خير هذه الأمة حتى قبضه الله. رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.

وعن ابن عباس قال كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا من عنده فقال أبي أي بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني فقلت يا أبت انه كان عنده رجل يناجيه قال فرحنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبي يا رسول الله فقلت لعبد الله كذا وكذا فأخبرني أنه كان عندك رجل يناجيك فهل كان عندك أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل رأيته يا عبد الله قلت نعم قال فان ذلك جبريل عليه السلام هو الذي شغلني عنك.
رواه أحمد الطبراني بأسانيد ورجالهما رجال الصحيح.

وعن ابن عباس قال مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وليه ثياب بيض وهو يناجي دحية بن خليفة الكلبي وهو جبريل عليه السلام وأنا لا أعلم فلم يسلم فقال جبريل يا محمد من هذا قال هذا ابن عمي هذا ابن عباس قال ما أشد وضح ثيابه أما إن ذريته ستسود بعده أو سلم علينا رددنا عليه فلما رجعت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك ان تسلم قال بأبي وامي رأيتك تناجي دحية بن خليفة فكرهت ان تنقطع عليكما مناجاتكما قال وقد رأيته قلت نعم قال أما انه سيذهب بصرك ويرد عليك في موتك
قال عكرمة فلما قبض ابن عباس ووضع على سريره جاء طائر شديد الوهج فدخل في أكفانه فأرادوا شر فقال عكرمة ما تصنعون هذه بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال له فلما وضع في لحده تلقى بكلمة سمعها من على شفير قبره "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
 
بوركت أخي د.أنمار ..

بيد أن جل ما ذكرت بيّن الضعف من أول وهلة ، فجل المصادر التي نقلت منها من مظان الضعاف والغرائب والمنكرات ، بقي النظر في رواية أحمد ،ولعلي أنشط لمراجعة إسنادها .


أولاً :
ولا يخفى على شريف علمك أن رواية ابن عدي للحديث في الكامل هي أمارة على ضعفة ، فلا يصلح الاستشهاد به .

ثانياً :
كلمة (رجاله رجال الصحيح ) لا تدل على التصحيح ، فهي فقط تدلنا على توفر شرطين في نظر الناقد ، لا أكثر ولا أقل ،ويبقى للباحث التفتيش عن الشروط الثلاثة الباقية : (الاتصال ، الشذوذ ، العلة).
 
وعن ابن عباس قال كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا من عنده فقال أبي أي بني ألم تر إلى ابن عمك كالمعرض عني فقلت يا أبت انه كان عنده رجل يناجيه قال فرحنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبي يا رسول الله فقلت لعبد الله كذا وكذا فأخبرني أنه كان عندك رجل يناجيك فهل كان عندك أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل رأيته يا عبد الله قلت نعم قال فان ذلك جبريل عليه السلام هو الذي شغلني عنك.
رواه أحمد الطبراني بأسانيد ورجالهما رجال الصحيح.

.

بعد تأمل ما سيأتي يكون الحديث من قبيل الحسن الصحيح أو الصحيح لغيره

فقد أخرجه أحمد في موضعين 1/294 ، 312
وقال محققوا المسند: إسناده على شرط مسلم وعمار بن أبي عمار وإن خرج له مسلم قال البخاري كان شعبة يتكلم فيه، وقال ابن حبان في الثقات كان يخطئ
قلت خلاصة قول الحافظ فيه في التقريب: " صدوق ربما أخطأ"
ثم خرجوا الحديث من عدة كتب تنتهي لنفس الإسناد: حماد عن عمار عن ابن عباس

لكن للحديث شاهد قوي عند أحمد في الفضائل 1854 عن يحيى عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن ابن عباس قال قد رأيت عنده رجلا فقال العباس يزعم ابن عمك أنه رأى عندك رجلا قال كذا وكذا قال نعم ذاك جبريل.
وإسناده صحيح

وله شاهد آخر في زوائد عبد الله على الفضائل 1917 من طريق الدراوردي عن ثور بن زيد عن موسى بن ميسرة عن علي بن عبد الله عن أبيه قال بعث العباس عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حاجة فوجد معه رجلا ولم يعلمه فقال رأيته قال نعم قال ذاك جبريل قال أما إن ابنك لن يموت حتى يذهب بصره ويؤتى علما

قالوا فإن صح وصله فالإسناد حسن
قلت ولينظر إسناد الطبراني الآتي

وعن ابن عباس قال مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وليه ثياب بيض وهو يناجي دحية بن خليفة الكلبي وهو جبريل عليه السلام وأنا لا أعلم فلم يسلم فقال جبريل يا محمد من هذا قال هذا ابن عمي هذا ابن عباس قال ما أشد وضح ثيابه أما إن ذريته ستسود بعده أو سلم علينا رددنا عليه فلما رجعت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك ان تسلم قال بأبي وامي رأيتك تناجي دحية بن خليفة فكرهت ان تنقطع عليكما مناجاتكما قال وقد رأيته قلت نعم قال أما انه سيذهب بصرك ويرد عليك في موتك
قال عكرمة فلما قبض ابن عباس ووضع على سريره جاء طائر شديد الوهج فدخل في أكفانه فأرادوا شر فقال عكرمة ما تصنعون هذه بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قال له فلما وضع في لحده تلقى بكلمة سمعها من على شفير قبره "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
 
من أروع ما قرأت في ترجمة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه ..
بارك الله فيكم يا دكتور مساعد ووفقك
 
الحمد لله ، وبعد ..

تصوُّر جميل ، وتقسيم مميز ، وصيد للفوائد رائع .

أحسن الله إليك أيها الشيخ الحبيب وجعله في ميزان حسناتك .

قلت رضي الله عني وعنك في فوائد أثر ابن عباس في سورة النصر :
( 3 ـ دقة فهم ابن عباس ، وقوة استنباطه وغوصه على الدقائق ، وما سُمِّي حبر الأمة من فراغ ، بل لأجل ذلك الاستنباط وغيره ) أهـ

يُكثر المؤلِّفون في كتب أصول التفسير وتاريخه ؛ عند الكلام على معاني التفسير ، أن يُفردوا مبحثاً خاصاً في ثنايا دراستهم ؛ يُفرِّقون فيه بين مصطلحي : التفسير والتأويل .
ثم ما أنْ تلبث حتى تراهم يستدلوا _ وفقهم الله لكل خير _ بقصة عمر وابن عباس رضي الله عنهم مع أشياخ بدر في تفسير سورة النصر .
فإنهم وإنْ ذكروا بين المصطلحين فروقاً ، كان بعضُها أصاب المَحِزَّ ، وبعضُها بعيداً ، ولا غرو ؛ فالكلٌّ عائدٌ بعد التأمُّلِ والنَّظرِ والتَّفكرِ على الاجتهاد ، إلا أنه يظهر والعلم عند الله أنَّ الاستدلال بهذه القصة على أن رأي ابن عباسٍ رضي الله عنهما هو من باب التأويل لا التفسير فيه نظرٌ .

ولعل الصواب _ إن شاء الله فيما يظهر لي والعلم عند الله _ ان يقال : أن هذا الفهم من ابن عباس كان عن سابق رواية علمها من النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا جملة من الأدلة :
الأول : في معرفة سبب ووقت النزول :
فإنها نزلت في أيام التشريق من حجة الوداع كما في الصحيح .
وإذا كان ذلك كذلك ؛ فحين نزلت قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نُعِيتْ إليَّ نَفْسِي ) .
الثاني : أن ابن عباس رضي الله عنهما لم ينفرد بالرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، بل قد شاركه في الرواية هذه جملة من الصحابة وهم : أبو بكر ، وعمر ، وابن عمر ، والعباس ، وابن مسعود رضي الله عنهم .
الثالث : موافقة قول عمر رضي الله عنه لقوله حين قال : ( لا أعلم منها إلا ما تعلم )
وهذا يدل على أن الأمر لم يكن حديث التأمل والفكر والنظر ، بل كان علماً مسبوقاً ، ولذا قال عمر رضي الله عنه قوله ؛ فدل على أنه يعلمه أيضاً . وغيره ؛ فهي لا تعد خصِّيصة لابن عباس وحده ، وعليه فالقول في التفريق بين التفسير والتأويل بهذه القصة بحاجة لمزيد تحرير .

هذه إشارات على عجل كتبتها وربما أخطأت في التعبير ؛ وفي الجعبة من كلام أهل العلم فيها كثير ، وفي ما ذكر كفاية إن شاء الله ؛ فإني ذاهب الآن لأطير ؛ لأقتني كتاباً نفيساً .

فليت الشيخ المفضال ينظر في هذا ويصحح لي ما جانبتُ فيه الصواب .

محبكم الصغير
 
الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه جدير بالكتابة عنه وعن سيرته وعن تفسيره ومنهجه الكثير، وقد كتب في ذلك حتى اليوم كثيرٌ من البحوث والدراسات، سواء في التفسير أو في الفقه أو في غير ذلك.
ومن المبشرات مؤخراً إنشاء كرسي لابن عباس في جامعة الطائف يهتم بعلمه وتفسيره وتراثه العلمي في القرآن وعلومه، وكذلك إطلاق دبلوم دراسي لمدة عام يعني بالتراث التفسيري للصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، وهذا سبق فريد لجامعة الطائف وهم أولى الناس بابن عباس لأنه عاش آخر حياته في الطائف، وقبره في الطائف رضي الله عنه، وله هناك ذكريات وتلاميذ.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من متابعتي لمرويات ابن عباس رضي الله عنه وقعت على روايات متناقضة منسوبة له ولا شك انها منحولة عنه ولم يقلها ، فأين أجد مصادر تعنى بدراسة روايات ابن عباس وتخريجها وتصحيح الصحيح وتضعيف الضعيف وبيان الموضوعات عليه؟
احسن الله اليكم
 
كتب في ذلك عد بحوث منها :
- تفسير ابن عباس للدكتور عبدالعزيز الحميدي، وهو مطبوع قديماً.
- موسوعة مدرسة مكة في التفسير، للدكتور أحمد العمراني في 8 مجلدات، اشتمل على كل مروياته ومرويات تلاميذه الكبار ودراستها، وقد نشرته دار السلام بالقاهرة عام 1432هـ .
- موسوعة التفسير بالمأثور، معهد الشاطبي، وفيها جمع لكل تفسير ابن عباس وتلاميذه ودراسات تمهيدية عنه.
- المفسرون من الصحابة، لعبدالرحمن المشد، إصدار مركز تفسير للدراسات القرآنية، فيه جمع وإحصاء جيد لتفسير ابن عباس ومروياته.
- تفسير الصحابة للدكتورة زهرة الجريوي، إصدار جميعة تبيان.

وغيرها كثير.
 
عودة
أعلى