الإصرار على نقد "موقع الأسرار"

إنضم
20/04/2003
المشاركات
566
مستوى التفاعل
24
النقاط
18
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
والصلاة والسلام على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
ظهر موقع فى الشبكة سماه القائم عليه"أسرار القرآن".جمع فيه ما رآه صاحبه تفسيرا للقرآن وتدبرا أوصله الى "حقائق "غابت عن الماضين.ومن موقع النصيحة للمسلمين- لامن موقع الحسد لعبقرية مسلم - كتبت هذه الورقات أرجو بها الكشف عن "أسرار الأسرار "والاعلان عن المطوي هناك . لا أريد الإطالة فى التقديم... وأرى الدخول فى الموضوع من فوري هذا :
ينهض منهج الشيخ صلاح الدين أبو عرفة -وهو صاحب الموقع المذكور- على أصلين عظيمين:
- دعوى التمسك بظاهر القرآن وصحة الحديث.
- دعوى الاستقلال عن فهم السلف.
وأريد الاستفصال في هاتين المسألتين قبل التفرغ الى المؤاخذات المنهجية والمنطقية المتفرقة بحسب المقالات المنشورة.

1- دعوى التمسك بالظاهر:

مفهوم"الظاهر" من أكثر المفاهيم تداولا عند صاحب "أسرار القرآن".ويشهره فى موقفين:
-فى موقف الاحتجاج لنفسه مدعيا أن قوله هو الموافق لـ(ظاهر القرآن).
-فى موقف الرد على مخالفيه من السلف والخلف, مدعيا انه لا يرتضيه ما عليه الجمهور لمخالفتهم لظاهر القرآن.
وكان على" صاحب الاسرار"أن ينقح هذا المفهوم نظرا لمركزيته فى منهج "قراءته للقرآن", لكنه لم يفعل مكتفيا بالدلالة الاجمالية لهذا المفهوم وهذا مخالف لشروط البناء العلمي للمناهج والنظريات.ويستفحل الأمر عندما يستعمل الباحث هذا المفهوم فى سياقات يستفاد منها تحميل "الظاهر"دلالات هي أبعد ما تكون عن معنى "الظاهر" ولو على محمله الإجمالي والعامي.

تعريف (الظاهر) عند أهل العلم:
قال أبو زيد الدبوسي الحنفي -رحمه الله- : الظاهر(ما ظهر للسامع بنفس السمع).
قال فخر الاسلام البزدوي الحنفي -رحمه الله-:(الظاهر اسم لكل كلام ظهر المراد به للسامع بصيغته.)
قال السرخسي الحنفي- رحمه الله-(الظاهر : ما يعرف المراد منه بنفس السماع من غير تأمل,وهو الذي يسبق الى العقول والأوهام لظهوره موضوعا فيما هو المراد.)
وعلق الدكتور محمد أديب صالح على التعاريف السابقة بقوله:أن عماد الظاهر عند هؤلاء الأئمة أن يكون اللفظ بحيث لا يتوقف فهم المراد منه على قرينة خارجية ,وإنما يتضح مدلوله المراد من الصيغة نفسها فمجرد سماع اللفظ كاف للحكم على المعنى الذي يدل عليه اللفظ ,لكن مع الاحتمال.ونستطيع بعد هذا الايضاح أن نعرفه تعريفا مبسطا يفي بالغرض فنقول:(هو اللفظ الذي يدل على معناه بصيغته من غير توقف على قرينة خارجية , مع احتمال التخصيص والتأويل والنسخ .)[راجع تفسير النصوص في الفقه الاسلامي- الجزء الاول]
يبدو ان قيد "مع الاحتمال" أضافه الدكتور ليجمع على صعيد واحد تعريفات الشافعية والمتكلمين مع أصوليي الحنفية .لأنه يغلب على الشافعية أن يذكروا قيد الاحتمال فى الدلالة الظاهرة:
قال أبو إسحاق المروزي:(الظاهر لفظ معقول يبتدر الى فهم البصيربجهة الفهم منه معنى ,وله عنده وجه في التأويل مسوغ لا يبتدر الظن والفهم.فهو بالنسبة للمعنى الراجح ظاهر وبالنسبة للمعنى المرجوح مؤول)
قال القاضي الباقلاني:(هو لفظة معقولة المعنى لها حقيقة ومجاز,فإن أجريت على حقيقتها كانت ظاهرا وإذا عدلت الى جهة المجاز كانت مؤولة).
ولنا على هذه التعريفات ملاحظات:
-"الظاهر" هي الدرجة الأولى فى دلالة الكلام...ولا يتوقف فهمه على ذكاء أو ثقافة أو حس تذوقي أو استنباط.
-"السامع" الذي يخطر بباله المعنى الظاهر لا يشترط فيه شيء الا المعرفة بأوضاع اللغة.واصطلاحات المستعملين.ومن هنا لا بد من رفع التباس يتعلق بتوهم "الظاهر" أمرا نسبيا أو إضافيا: فالمعيار ليس ذاتيا بحيث يكون الظاهرهو ما" يظهر لي" وقد يخفى على الآخر فلا يكون ظاهرا عنده.كلا...فلو كان الأمر كذلك لكان الظاهر" سفسطائيا" لا يصلح فى أدوات العلم الشرعي فضلا عن ان يكون معيارا يتحاكم اليه كما هو حاصل بالفعل عند أهل العلم .
-"السامع "هو ما يطلق عليه المعاصرون"المتكلم السامع المثالي"ويعنون به السامع العادي فى بيئة لسانية معينة:
فلا يقصد به مطلق السامع كالمجنون وغيره, كما لا يقصد به فئة ممتازة من السامعين كالنوابغ وغيرهم.لنقل ان فهم السامع المتكلم المثالي هو ما نعبر عنه بقولنا "ما يفهمه العربي من الكلام العربي".
-يلزم مما سبق ألا يكون "الظاهر" -من حيث هو ظاهر- مختلفا فيه.فالاختلاف في الظهور دليل على انه ليس كذلك. فالظهور يفرض نفسه على كل واحد بغض النظر عن المذهب والاصول المعتبرة. وعلماؤنا ما كانوا يقولون فى مناظراتهم "هذا الظاهر ليس ظاهرا...." بل يقولون" ليس مرادا" مع الاعتراف بكونه ظاهرا.
-اخيرا نلاحظ أمرا ذا بال- وقع فيه المردودعليه كما سننبه عليه فى موضعه- وهو"أن المستنبط من الظاهر ليس ظاهرا": فاللطائف المستنبطة تكون خفية لاتظهر للسامع بنفس السمع.بل تظهر باعمال الذهن والتوسل بقرائن خارجية وهذا يتعارض مع مفهوم" الظاهر".

غير ان المردود عليه "عبث" بمفهوم الظاهر فاستعمله اتفاقا وأحيانا بطريقة نشهد معها انقلاب الجنس الى ضده - وهو تجديف فى العقل عند المتكلمين-
قال فى المقدمة التي نصح قراءه بقراءتها:

وحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: "من قال بالقرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار"، و"من قال بالقرآن برأيه فليتبوء مقعده من النار", فهما حديثان ضعيفان, والراسخون في العلم لا يحتجون بالضعيف. وإن صحا فإنما يراد منهما شيء آخر, اُسيء فهم الحديث فيه, ويتناقله من يتناقله بفهم مغلوط وبشيء من الهوى، فيكفّرون الناس ويدخلونهم النار بما لم يصح ولم يثبت عن النبي المعصوم عليه الصلاة والسلام.
نترك مسالة الصحة والضعف جانبا.ونفترض مع المردود عليه( وإن صحا فإنما يراد منهما شيء آخر.)لكن ما هذا المراد الذي لم يفهم على وجهه وكفر بسببه الناس؟
يجيب:
(وأما من قال بالقرآن برأيه، فظاهر الحديث، أن يقول بهواه ما يخالف ظاهر القرآن ونص رسول الله صلى الله عليه وسلم, وما لا تحتمله لغة العرب, وما ليس عنده فيه بينة ولا برهان، مستخفاً ابتداء بالكتاب ملحداً فيه، فهذا لا جرم يتبوء مقعده من النار، فالصواب هدى، فمن أين له بعد إلحاده بالهدى والصواب؟. هذا إن صح الحديث أصلاً.)
كل هذا يسميه المردود عليه "ظاهرا".ومع "ظهوره" فقد خفي على الناس!!!.(وهذا الذي نعتناه بانقلاب الاجناس). فأين- أيها المنصفون- فى ظاهرحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "الاستخفاف"؟ وأين فيه "الالحاد"؟وأين فى ظاهر قوله" وما لا تحتمله لغة العرب"؟وأين فى ظاهر الحديث شرط عدم مخالفة ظاهر القرآن؟
وهل علينا التذكيرفى كل حين بتعريف الأئمة:
(الظاهر: ما يعرف المراد منه بنفس السماع من غير تأمل)
( الظاهر:ما ظهر للسامع بنفس السمع).

نحن لا نحجر واسعا فلا نمنع المردود عليه ولا غيره أن يفهم من الكلام ما يشاء أو أن يحمله على ما يشتهي.. له ذلك وأكثر منه, لكن ينبغي التقيد بضوابط واصطلاح الناس -فهو يخاطب الناس- لكي لا يقع التلبيس علىالناس. ولا يقال بهذا الصدد "لا مشاحة فى الاصطلاح" لأننا نقول ان اصطلاح "الظاهر" لم يات عرضا فى كتاباته بل هو العمود الفقري لمنهجه وهو يرد على علمائنا من منطلق"الظاهر"الذي لم يظهر لهم....او ظهر لهم لكنهم طووه لحاجات فى نفس يعقوب-في نفس عمران؟-.وتوحد الاصطلاح واجب فى هذا المقلم كما لا يخفى.

ومن عجيب حال المردود عليه اتهام غيره بالحياد عن "الظاهر" -مع أخذهم به- وزعمه لنفسه التمسك بالظاهر-مع توغلها فى الباطن- ففي الحديث الذي استشهد به- تبرعا- "من قال بالقرآن برأيه فليتبوء مقعده من النار".فالظاهر-الحق-من الحديث منع القول بالرأي مطلقا فى القرآن لا يستثنى من ذلك رأي صواب أو حسن ولا موافق للشرع أو مخالف له.وأهل العلم الذين حملوا الرأي المتوعد عليه على الهوى إنما استندوا الى ادلة أخرى مع إعمال للفكر والاجتهاد.فحق لهم ان يقولوا "الحديث ليس على ظاهره فى الاطلاق والعموم".
لكن المردود عليه يعجبه الرأي يراه فلا يرضى إلا أن يكون هو ظاهر القرآن أو الأقرب الي الظاهر.نذكر -من بين أمثلة عديدة جدا- فهمه "للمنسأة"في قصة سليمان عليه السلام.قال-هداه الله-:

(باختصار..
فالمنسأة بهذا, "أداة للزمن", وقد تكون بهيئة العصا, كانت على رأس ملك سليمان, ملازمة له, متعلقة فيه, استدل من استدل على انقضاء "أجله" بذهاب "أداته الزمنية", التي كان يملك بها سليمان زمام "الزمن الأرضي",-وقِفْ عند "دابة الأرض" الواردة في الآية- فيزيد فيه ويأخره بالقدر الذي يعينه على فعل أوامر الله الملك. تماما مثل ما يحلم العلماء التقنيون اليوم, بالسيطرة على "الإزاحة الزمنية", سواء بتسريعها أو بإبطائها, ذلك الذي سبقهم إليه النبي "المؤتى من كل شيء", وبما سخر الله له, ليجعله آيته وحجته على الحضارة البشرية حتى منتهاها, أن القوة لله جميعا.)

لقد فهم الرجل من "المنسأة" شيئا شبيها بما يتخيله الغربيون فى رواياتهم "العلمية" وأفلامهم المستقبلية من سفن تسافر فى الزمن فيختار الربان وجهته ما ضيا ومستقبلا- فى الزمان -كما يختار ربان السفينة الوجهة يمينا ويسارا-فى المكان-!!
ولسنا فى الحاجة الى تكرير أننا لا ننقد حريته فى الفهم.وإنما ننقد اعتبار فهمه من مقتضيات ظاهر القرآن,وتحامله ظلما على أئمة التفسير.قال:

بداية السؤال..
إذا كانت "المنسأة" هي العصا, فلم قال الله الحكيم "منسأته", ولم يقل "عصاه"؟.

ظاهر الآية يرفض ما قاله المفسرون..
فالمفسرون جزاهم الله خيرا, على أن "الأرضة" أكلت "العصا" حتى نخرتها, فانكسرت, فسقط سليمان أرضا, فعلم من علم بموته بعدما خر على الأرض!.

أفيكون ظاهر الآية عنده هو ما ذكره( ه.ج.ويلز) لا ما ذكره( الطبري)؟؟

قال المردود عليه:
فظاهر الآية يشير بشكل جلي, أن من استدل على موته, ممن حضره, إنما استدل بما رآه من أن دابة الأرض "تأكل" منسأته, بالفعل المضارع, فهو استدل على الموت من الفعل الحاضر في الأكل, لا بعدما مضى الفعل وصار ما صار!.

لاحظ كيف اقحم "الزمن"ضمن "ظاهره" المزعوم, فتحدث عن الفعل المضارع باعتباره صيغة لا مادة-فمادة الفعل "تأكل" جعلها بين علامة التنصيص اشعارا بمعنى آخر غير الاكل الحقيقي- ونبه على "الفعل الحاضر فى الأكل"مدعيا ان ذاك هو محور الاستدلال...فلم يصب الظاهر ولا المنطق.....:فأكل الدابة ليس تجريبيا بالشيء العيان الملاحظ ليستدل به بل المراد الاستدلال بالنتيجة الظاهرة وهي المنصوص عليها في قوله تعالى: فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ.
فالسقوط هو العمدة فى الاستدلال عند الإنس والجن.وقد فسر هذا السقوط بسبب من المرتبة الأولى وسبب من المرتبة الثانية:فالأول هو تهاوي المنسأة وهو ملحوظ والثاني هونخر الدابة للمنسأة وهو فى حكم المغيب.لأنه لم تجر العادة أن يتفرج الانسان على الأرضة أو العثة وهي تقوم بفعلها التخريبي.
لكن الذي حمل" المفسر" على هذا التكلف هو ما فى نيته من تأويل "المنسأة"بآلة الزمن"فكان لا بد من التمهيد لذلك بذكر الزمن وإقحامه فى الاستدلال "الظاهر".والحيلة كما يبدوفى ميزان المنطق ضعيفة جدا لكنها لها ثقل فى ميزان
"التداعي"الذي سنخصص له حيزا من الكلام ان شاء الله.
هذا وقد أشرنا آنفا الى أن الاستنباط من الظاهر-الحقيقي لا المزعوم- لا يسمى "ظاهر النص"كيف والعلماء يقولون:
" الظاهر الذي تسبق إليه الأوهام قبل التأمل."
أو كما قال "الشاشي:
الظاهر اسم لكل كلام ظهر المراد به للسامع بنفس السماع من غير تأمل.
ومعلوم أن الاستنباط لا يكون إلا بتأمل.وليس للمردود عليه خيار بين أمرين:
-أن يعد "اجتهاده وتأويله"هو ظاهر القرآن,فيقال له هذا قلب للأجناس.
-أن يقول: هو اجتهاد وتأويل شخصي لكنه مستند الى ظاهر القرآن..فيقال له وكذلك فعل غيرك من المفسرين .فلا وجه لادعائك انحرافهم عن الظاهر.فضلا عن تشنيعك وتشغيبك عليهم.
 
موقف الشيخ صلاح الدين ابوعرفه من السلف:
لا أحد ينكر-ولا ابو عرفة نفسه-ان تفسيراته مختلفة عن المالوف,فلم يؤثر عن واحد من السلف تصريحا أو تلميحا أن" الخضر هو ابو موسى ابن عمران" أو أن "القدور الراسيات مفاعل سليمانية نووية"أو "أن آية قوم يونس هي الوفاة".وقد يستمتع صاحب الاختلاف بالتفرد لحظة, لكن لا يستطيع أن يخفي دائما الحقيقة الشاخصة:
ومفادها أن من أسماء التفرد عند الناس "الشذوذ".فصاحب موقع أسرار القرآن" شذ" فى تفسيره.سواء أكان منه القبول لهذا الوصف أم لا.ثم تأتي المعضلة بعد ذلك :كيف يمكن اقناع الناس بتفسير شاذ؟
أقول معضلة ليس بالنظر الى صعوبة العثور على الأدلة فهذا أمر عرضي ولكن لأمر جوهري نعبر عنه بالمعادلة التالية:"الانسياق وراء تفسير شاذ هو نفسه شذوذ."
إذن فليس العبرة بحمل الناس على تقبل الشذوذ بتوظيف ترسانة الادلة- مع الاعتراف بصعوبة ذلك-, ولكن الشأن في إزالة هذا الوصف نهائيا أو تناسيه على الأقل.وهكذا وجد الشيخ صلاح الدين نفسه مرغما على ان يقف من السلف موقفا لا يرضاه لنفسه.وقد يسال سائل عن وجه الإرغام فى المسألة فنقول:
إعلم ان" الشذوذ"أمرإضافي- نسبي- : فلا يحكم بشذوذ ألا بتصورمقارنة.والمقارنة بين أموركثيرة تسفر عن تصنيف عقلي ثنائي على النحو التالي:
تجانس عناصرمتعددة وتآلفها.
واختلاف عنصر عنها.
وهذا المختلف عن الجماعة هو المحكوم عليه بالشذوذ.
والآن يكفي اخلاء الساحة من العناصر المتجانسة أو عدم اعتبارها ليزول وصف الشذوذ عن العنصر الباقي.
هكذا قدر الشيخ صلاح الدين فمضي يقول ويعيد القول أن فهم السلف غير لازم مرة ,وأن فهم السلف نفسه غير متجانس مرة أخرى, وأن اقوال السلف لا تقاوم "ظاهر القرآن مرة ثالثة.
رأينا أن تعامل المردود عليه مع مفهوم "الظاهر" أدى به الى "تعويم" المصطلح, وسنرى الآن أن سوء تعامله مع السلف أدى به الى تناقض صارخ:تناقض يلمس على مستويات عدة منها "ازدواجية الخطاب" كما سيلاحظ القاريء بنفسه فى هذه الفقرات من مقدمته العامة:
1-"واختلاف أهل التفسير أظهر دليل على أنه اجتهاد بالدرجة الاولى والأخيرة، ولنا أن نرى أنفسنا حاضرين بين الناس, يوم جمع عثمان رضي الله عنه المصحف، فلم يكن يومها تفسير لابن كثير أو للطبري أو غيرهم من المرتضين الأعلام, جزاهم الله عن الأمة كل خير بما أسلفوا..."
2-"فكل ما في التفاسير من قصص أو تعليق, لا ينتهي سنده الصحيح الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما هو قول معلّق، لنا أن نأخذ ولنا ألا نأخذ، ما اتبعنا الهدى ووقفنا عند الثوابت. وليس في هذا استثناء, بعد قول الصحابة فيما أجمعوا عليه, ليس في هذا استثناء لأحد بلغ ما بلغ,.."
3-"ولا يفهم من كلامنا أننا ننفي أو نتجاوز فقه الأئمة الأكابر وجهدهم ونظرهم, فلا يقول بهذا مؤمن, ولا حاجة لإثبات رسوخهم وسبقهم وشرفهم, فجلّ ديننا وفقهنا وصلنا بجهدهم ومدادهم, فهم الناقلون المبلغون المبينون, وعامة الصواب مما وصلنا منهم, ولكننا نبحث وندرس فيما لم يقطعوا فيه, ولم يُجمعوا عليه جواباً, فلا يزال لهذا الدين خلف يحمله بأمر الله وتسديده, لا يحلون حراماً ولا يحرمون حلالاً, ولا يقطعون إجماعاً معلوماً مكتوباً بغير بينة ولا برهان, فكل يؤخذ من فمه ويرد عليه, وفوق كل ذي علم عليم."
4-"وأما أن علينا أن نلتزم فهم السلف الصالح، فهذا صحيح, فيما لا يجوز تجاوزه ولا الخلاف فيه, كالعقائد وما سمعوه نصاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما سوى ذلك فالأصل النظر والتدبر والسؤال, فلا نلغي عقولنا وأفهامنا, فلو كان التزام فهم السلف حجة وديناً, لما خالف ابن عباس من سلفه, ولما خالف الشافعي مالكاً رضي الله عنهم جميعا, ولم يزل الناس ينظرون ويعيدون ويصححون, فهذا الدين شجرة طيبة تؤتي اُكلها كل حين بإذن ربها. وهذه الأمة بوصف نبيها المعصوم عليه الصلاة والسلام كالغيث, لا يعرف أوله خير أم آخره."


مثل هذا الكلام ينبغي ان يقرأ بحذر شديد...فكل الدسائس الموجودة فى موقع الاسرار مختزل هنا.وعلى المسلم ان يتذكر دائما المقولة الحصيفة لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه:"كلمة حق أريد بها تصحيح باطل"
فلا بد من ان يلاحظ المسلم فى هذه النصوص وغيرها ازدواجية آلية الخطاب:
- آلية الطعن "منهجيا" فى كل السلف بدون استثناء.....
-وآلية توقيرهم" لفظيا"بدون حساب....
وما كانت الآلية الثانية الا تقية او بابا سيلتجيء اليه الكاتب كلما حوصر واتهم بمضمون الآلية الاولى...فتكون الحصيلة كتابة ماكرة من نوع:
"انت مخطيء رضي الله عنك"
أو من جنس:
"لم تفهموا القرآن ايها الأئمة الاكابر"
وليست العبرة فى المدح وإطلاق صفات التبجيل والاجلال لكن العبرة فى الموقف من أقوالهم خاصة عندما يبدو لك ان تخالفهم..
وقد ألفنا في زمننا هذا قراءة خطابات فكرية "دبلوماسية"من نوع جديد: حيلتها الطعن الشديد لكن مخرجا فى صورة المدح الشديد.فيقولون مثلا:
" القرآن أجل من أن يفهم بعقولنا القاصرة.."
أو:
"الشريعة أنظف من أن ندنسها بتطبيقاتنا..."
أو:
" الله تعالى أعظم من ان يتدخل فى شؤون سياساتنا واقتصاداتنا...."
وليس وراء هذه العبارات "الممجدة" الا اللهاث خلف الغاء الشريعة, وإقصاء القرآن من حياة الناس, وتعطيل الدين.
ولصاحب "اسرار القرآن"نصيب وافر من هذه الآلية.فاستمع اليه وهو يخالف الناس فى معنى "الجمهور":


والحق أن ثمة مسأله يجب الوقوف عندها, وهي ما نتناقله من أن هذا "قول الجمهور", فمتى يكون الرأي رأي الجمهور بحق؟!.

ذلك أن كثيرا مما في التفاسير, هو أخذ رجل عن رجل, ونقل الواحد عن الآخر, فتبدأ بابن عباس رضي الله عنهما مثلا, فيحمل القول نفسه مائة مفسر, فيصلنا نحن على أنه "قول الجمهور", وهذا ليس بعدل ولا بحق, فإنما هذا قول إمام واحد, وألف ناقل, فلن يعدو أن يبقى قول إمام واحد!.


أما قول "الجمهور" بحق, فهو أن ندفع بالمسألة الواحدة لمائة إمام, فينظروا فيها كل على حدة, ثم يقول كل بقوله, فإن قال أغلبهم برأي واحد متفق, دون أن يسمعه من الآخر, فذلك المتفق الغالب, هو "قول الجمهور", فلننظر ولنتحسّب. {قل إنما أعظكم بواحدة, أن تقوموا لله مثنى وفرادى, ثم تتفكروا}.

فالرجل للتهوين من شأن السلف لا يتورع من اقتراف خطايا فكرية منها:
-زعم ان القول لواحد والمائة نقلة فقط.أفلا يحتمل ان نقلهم "أقرار"؟ لم يفترض أنهم مخالفون لما ينقلون؟ فليس فى العادة ان يروج الانسان لسلعة غيره ولا يفعل ذلك لسلعته هوخاصة فى مقام المنافسة.صحيح انه لا ينسب لساكت قول لكن الناقل بنقله وترويجه لفكرة يشعر بتبنيه لها....واعتقاد العكس يسلك فى سلك الشذوذ.
-يرى ان قول "الجمهور" بحق هو القول الذي يسفر عليه ما يشبه صناديق الاقتراع.وليت شعري كيف يرتب هذا الاقتراع فى كل لحظة أم فى كل اربع سنوات؟ ثم قوله هذا هل انفرد به ام قاله الجمهور. وكيف نجعل المتحكم فى اعتبار" ما هو جمهور"رأيا فرديا....اليس هذا تنا قضا فى القول؟
-ثم على افتراض أن مقولته عن مفهوم"الجمهور" صحيحة...فهل يدعي أن تفسيراته صادق عليها الجمهور.
لا أظنه يدعي ذلك.ومن ثم لا ينفعه الاعتراض على ما يسميه الجمهور ب"الجمهور".وأنما ذكره فى سياق التهوين فقط.


سيأتي المزيد من الكشف عن تناقضه في هذه المسألة فى الموعد المقبل ان شاء الله.
 
بسم الله الرحمن الرحيم

جميل هو الإصرار عند "صاحب هذا الموضوع " على نقده لموقع الأسرار وما حواه من دراسات واجتهاد ( يؤجر صاحبه وان أخطأ ) .. و نشكر لصاحبنا الذي قد يحق لي وصفه ب "المردود عليه " تأدبه هذه المرة ، و محاولته الحديث بأسلوب علمي أكثر ! فشكراً له !

الآن ...
سأبدأ مع المردود عليه في سؤاله( عن رأيه في منهج الشيخ صلاح الدين أبو عرفة ؟!) قبل الخوض في نتائج دراساته.. وفي استخدام ألفاظه ..

هل أنت مع قراءة القرآن ، وتدبره ، بالاعتماد على مفاتيح الهدى ( القرآن نفسه ، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ) و باستخدام اللغة والعقل أم لا ؟!

قلت عن الظاهر ، و سقت لنا أقوالاً تُعرف بها الظاهر ، الذي ما عاد ظاهراً!!

ما رأيك أن نستبدل "الظاهر " بكلمة "المُيسر " ( ولقد يسرنا القرآن للذكر )
أو "المبين " أو .... ؟؟!!!

بل ما رأيك لو ذهبنا إلى كتاب الله نستقصي فيه كلمة (ظهر ) ومشتقاتها ، ودرسناها فعرفنا حدود الظهور في الكلام ؟!

وحين نُحاكم فهماً بظاهر القرآن ، فنحن نتحدث عن "الظاهر" لا" الواضح"!! ، فقد يكون أمراً ظاهراً لا تعلمه أو لا تفطن إليه! والعلة في الرؤية لا في الظهور ..

وكيف نقرأ كلام الله ، ولا نرى إلا بُعداً واحداً...نُسميه ظاهراً وكفى !!

والشيخ -جزاه الله خيراً - لا يُصادر رأي السلف أو حقهم ، فحق كل مسلم الإقبال على كتاب الله ، والفهم منه ... ولكننا نُحاكم كل قول باستدلاله ... فمن حقك أن تقول أن المنسأة عصا ، ولكن أرني كيف عرفت ، و كيف يتوافق قولك مع سياق الآية أو القصة القرآنية ...
ثمّ يوضع القولين على مائدة المُفاضلة ..!
أما إن قلتها هكذا ! وكل حجتك و استدلالك هو رأيك أو لقبك أو نقلك ، فمن حقنا أن نرفض قولك ( كائناً من كنت ) ، لافتقاده للمنهجية العلمية في الاستدلال ..

و أعود لأسأل "صاحب الرد" المردود عليه عن رأيه في المنهج؟! أولاً ...

و ننتظر "النقد" ..
 
أخي خالد إسمح لي أن أعيد سؤالك لكن بشكل أوسع ....
فالسؤال هنا يجب أن يطرح بشكل عام على الأعضاء بما فيهم بكل تأكيد صاحب هذا الموضوع أخونا أبوعبد المعز وبشكل خاص لأصحاب هذا الموقع الشيخ والدكتور والعالم كي نعلم
هل أنت مع قراءة القرآن ، وتدبره ، بالاعتماد على مفاتيح الهدى ( القرآن نفسه ، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ) و باستخدام اللغة والعقل أم لا ؟!
لا أريد أن يفهم من مشاركاتنا هذه أننا كيداً لأي مؤمن بل على العكس فنحن نعظم كل مؤمن مستمسك بكتاب الله لكن نريد أن نعلم
هل هذا المنهج بالتدبر هو ( الصحيح ) ؟؟؟
 
أشكر الأستاذ الكريم أبا عبدالمعز على نقاشه العلمي هذا ، وهذه فرصة موفقة تعاد مرة أخرى للطرح بناء على دعوات متكررة من أكثر من جهة لمناقشة الأفكار التي يطرحها موقع (أسرار القرآن) للشيخ الفاضل صلاح أبو عرفة وفقه الله. وأرجو أن يتاح المجال كاملاً لصاحب هذه الحلقات في طرح ما يريده أولاً ، ثم يمكن فتح المجال للمناقشة بعد ذلك في الأفكار التي طرحها .
 
جزى الله الشيخ أبا عبد المعز خير الجزاء ..... فقد أوضح اللبس الذي كان عندي وربما عند الكثير غيري .... وإنا ننتظر المزيد من الإصرار ...
قال تعالى : " وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض "
 
يطمح الشيخ" ابو عرفة" الى تأسيس منهج لتفسير القرآن مستقلا عن السابقين وبعيدا عن فهم السلف ,هذا المشروع فى حقيقة الأمر يكشف عن آفتين:
-آفة خلقية
-آفة ذهنية.
أما الآولى فمدارها على الغرور والتعالي بدون حق.وأما الثانية فمرجعها الى الجهل والتجاهل.وهذا بيان ذلك كله:

السلف عند المردود عليه طبقتان-لفظيا فقط وأما فى نفس الأمر فكل السلف عنده شيء واحد--:
-طبقة الصحابة.
-طبقةكل من جاء بعدهم.
وله مع كل طبقة حال:
فحاله مع الصحابة:"المزاحمة"
وحاله مع باقي الأمة:"المجاوزة".
فقد أعلن مرارا أن تفاسير السلف غير ملزمة له.لأسباب نحصرها -بإيجاز-في ما يلي:
-اشتمالها على ما هو مجانب لنصاعة الاسلام: الاسرائيليات.
-اشتمالها على ما هو مجانب لحصافة العقل :الاخطاء.
-اشتمالها على ما هو مجانب لعبقرية اللغة:السطحية.
-اشتمالها على ما هو مجانب للتاريخ:الكذب.
ذلك زعمه وهو أولى بما يتهم به غيره-كما سيأتي-.
ومن مظاهر تجنيه بهذا الصدد مؤاخذته الجميع على قول لا يدري من هو قائله .فما أشبهه بمن يعتقل قرية بأكملها بمجرد تلقي مكالمة هاتفية من مجهول يخبر فيهاعن جريمة محتملة.فهو لا يكاد يذكر مفسرا بعينه "أخطأ" فى تفسير آية بعينها...وإنما يتهم المفسرين على الاطلاق.قال فى شأن قصة يونس عليه السلام:
المفسرون, وباختصار, يقولون, وانتبه أن ما سيأتي هو "قول" المفسرين من الناس, وليس قول النبي عليه الصلاة والسلام, يقولون: إن يونس دعا قومه فلم يستجيبوا له, فأيس منهم ولم يصبر عليهم, فخرج من بينهم وفرّ من خدمة الله والرسالة, فأتى سفينة تحمل ناسا, فركب فيها, فهاجت بهم الريح, وماج بهم البحر, فاضطروا إلى إلقاء بعضهم في البحر, ليخف حمل السفينة, ولم يكن لهم سبيل إلى ذلك سوى الاستهام والاقتراع, فاستهموا, فوقع السهم على يونس, فأعادوا الاستهام, -لأجل منزلة يونس فيهم, فوقع السهم عليه مرة أخرى, وأخرى, حتى استسلموا لها وألقوه في البحر. فالتقمه الحوت, فأوحى الله إلى الحوت: لا تأكل له لحما ولا تهشم له عظما, فإن يونس ليس لك رزقا, وإنما بطنك تكون له سجنا.
ثم أدرك يونس ذنبه, فاستفغر, فألقاه الحوت بالعراء, وأنبت الله عليه شجرة من يقطين.
وكان من أمر قومه أن أدركوا بعد خروجه من بينهم أن العذاب نازل بهم لا محالة, فخرجوا يبكون, برجالهم ونسائهم وصبيانهم, وفرقوا بين الغنمة ووليدها والبقرة ووليدها ولبسو المسوح, وصاروا يجأرون؟!.
هذا هو مجمل ما في التفاسير, جزا الله علماءنا عنا كل خير بجهدهم.
فهل لنا أن "نراجع" أقوال المفسرين, أم هم معصومون كالنبي؟.

وهكذا يستهويه الذهاب والمجيء بين التعويم والتعميم:
تعويم المصطلحات والمفاهيم.
وتعميم التهم والاحكام.
فليس عند الرجل مفسر شخصي بل هو مفسر نوعي واحد.
فيكثر من عبارات: "المفسرون يقولون"و "قالت التفاسير"-بصيغة الجمع- لكنه لا ينسب اليها الا قولا واحدا-بصيغة المفرد-:
"قول" المفسرين من الناس, وليس قول النبي عليه الصلاة والسلام."
ولا ينسى ان ينبه قارئه الى الحقيقة الانسانية للمفسرين...لكنه ينسى فى غمرة تحامله أن المدعو"ابو عرفة" هو أيضا إنسان...وأن ما قاله "ابو عرفة"ليس مأخوذا عن النبي عليه الصلاة والسلام.كذلك يكون الكيل بمكيالين.
ويكرر صنيعه هذا فى كل مناسبة كما فى كلامه عن الجفان والقدور" النووية":
(ولا تتجاوز التفاسير لآيات سورة "سبأ" ذلك المستوى السطحي الباهت, ولا تتفق ولا تنسجم أبدا مع المعطيات التي قدمنا لها, ووقفنا عليها..)
(ولا يتعدّ تفسير آيات سورة "سبأ" مستوى سطحيا لا يتفق ولا ينسجم أبدا مع المعطيات التي قدمنا لها, ووقفنا عليها..
فماذا تقول التفاسير إذا وصلت إلى {يعملون له ما يشاء, من "محاريب" و"تماثيل" و"جفان كالجواب" و"قدور راسيات"}؟؟..
الجواب..
ليس هذا كله -وبعدما قدمنا من ملك الرجل العظيم- ليس هذا في التفاسير أبعد من معناه السطحي الظاهر, من محاريب الصلاة, وتماثيل لا يُعرف مأرب "النبي الصالح" فيها, ولا حاجته لبنائها, وجفان كالجواب, أي صحون كبيرة للأكل, وقدور ضخمة للطبخ والنفخ!!.)

لقد جمع المفسرين كلهم فى "ذات" واحدة ليتسنى له مؤاخذة جميعهم إذا ما وجد عند فرد واحد منهم ما يحتمل المؤاخذة.....فتكون محاكمة من نوع محاكمة الذئب للحمل :"إن لم تكن أنت المذنب فأخوك".ولا يتورع من اعتماد الحجة ونقيضها لإحكام التهمة مستعينا بالقاعدة اليهودية المكيافلية الغاية تبرر الوسيلة.
فهو فى مواضع يتهم المفسرين بالحيدة عن ظاهر القرآن وينعتهم ب"المؤولين ".وهنا لما تمسكوا بظاهر القرآن اتهمهم بالسطحية وقلة الفهم.ولفق ترادفا بين الظاهر والسطحية ليشنع على العلماء ونسي أولا أنه يطعن فى القرآن بطريقة خفية وتناسى ثانيا انه هو نفسه أعلن فى "منهجه" الا يعتمد إلا على ظاهر القرآن وصحيح الحديث.(فما هذا الظاهر الذي له سطح وباطن؟!)
وعلى كل حال فالرجل ينضم الى الجوقة العتيدة :
ظاهر القرآن كفر(الصاوي)
ظاهر القرآن تجسيم(المتكلمون)
ظاهر القرآن سطحية(موقع أسرار القرآن)

لكن هل سلم الصحابة من هذا المصير ؟
قال فى مقدمته:
فكل ما في التفاسير من قصص أو تعليق, لا ينتهي سنده الصحيح الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما هو قول معلّق، لنا أن نأخذ ولنا ألا نأخذ، ما اتبعنا الهدى ووقفنا عند الثوابت. وليس في هذا استثناء, بعد قول الصحابة فيما أجمعوا عليه.
فالصحابي-إذن- من حيث هو صحابي لا يعتد بقوله وإنما يعتد بالاجماع...ولكن يبدو أن هذا الاستثناء بقي غصة في حلق"منهجه" فمضي يضع شروطا تعجيزية لفسخ الاستثناء وبالتالي الحاق الصحابة بغيرهم ممن أتوا بعدهم.قال:
(فالأمي عند علمائنا، الذي بعث من "الأميين"، ولكن ظاهر الكتاب للمتدبر على خلاف هذا، ولا يحق لأحد أن يلزم الناس بشيء لم يلزمهم به رسول الله أو صحابته فيما فهموه عنه مجمعين عليه كاتبين له, تقرأه العامة والخاصة...)

فقد تعنت تعنتا شديدا بتحديد شروط من عند نفسه لقبول اقوال الصحابة:
- اجماعهم أولا.
-كتابتهم لذلك الاجماع وتوثيقه ماديا ثانيا.
-اطلاع العامة والخاصة على النصوص المكتوبة لذلك الاجماع ثالثا.
سبحان الله...!!!
ثم لا يرتاح الرجل حتى يجعل أقوال الصحابة وأفهامهم فى سلة واحدة مع" كل الناس".والانس فى مصطلح ابو عرفة ليس فى مقابل الجن ولكن فى مقابل العصمة. فكثيرا ما يرد ردا اجماليا آراء بدعوى أنها "للناس"....!
ثم يستند الى حديث رواه الصحابة ليطعن فيهم...
وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية", و"نضر الله امرأ سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه, فرب مبلغ أوعى من سامع", فهذا الحديث عمدة راسخة لهذا الفهم، إذ هو هكذا: "كما سمعه" لا كما فهمه، والأصل بلاغ الآية والحديث كما تليا, كائناً من كان صاحب ذلك الفهم، على علو شأنهم وقوة فهمهم وحاجتنا إليه, دون أن نخلطه بكلام المعصوم ذي الوحي محمد عليه الصلاة والسلام, فكلام الله وكلام رسوله شيء, وكلام الناس –كل الناس- شيء آخر, وَلَبُعْد ما بينهما.
فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة الا يتدخلوا فى شؤون الفهم والتفسير وأن غاية وكدهم هو البلاغ فقط...
وزعم ان الحديث السابق هو الأصل فى المسالة..ولم يكلف نفسه عناء ذكر آيات وأحاديث أخرى تتوعد كل مفارق لنهج الجماعة وعلى رأسهم الصحابة..ثم ارتضى لنفسه أن يفهم "رب" فى قول النبي صلى الله عليه وسلم على أنها تفيد التكثير...بينما اهل اللغة ينصون على افادتها التقليل أيضا..وارتضى لنفسه أن يدخلها فى عموم صيغة التفضيل"أوعى".
نعم.إن الرجل لا يتورع عن رفع نفسه الى مستوى لا تستحقه فذهب الى "مزاحمة الصحابة"والى ادعاء "صحبة معنوية" قال:
( ولنا أن نرى أنفسنا حاضرين بين الناس, يوم جمع عثمان رضي الله عنه المصحف، فلم يكن يومها تفسير لابن كثير أو للطبري أو غيرهم من المرتضين الأعلام, جزاهم الله عن الأمة كل خير بما أسلفوا.)

(فالله الله بيننا وبينكم, أن نقرأ كتاب الله كأنما نزل لتوه, وكأنما نأخذه غضا من فم المبلغ الأمين محمد عليه الصلاة والسلام, ولو كان ما يقولون ويفسرون حقا ملزما, كلازم الكتاب والحديث, فقد ابتدعوا على الله ورسوله الباطل.)


(ولو كان عبد يسمع هذه الآيات من فم النبي, ولم يكن يومها تفسير ولا تأويل, وكان يتلى يومها في الناس {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي}, فبأي التفاسير نلزمه, وعلى أيها نحمله؟!.)

الرجل استكبر في نفسه فلم يعد يملأ عينه مسلم كائنا من كان..ولكن تأخر زمنه يرغمه على قبول روايتهم وتبليغهم فكان ان هداه خياله الى الاستغناء عن هذا البلاغ ايضا متخيلا نفسه يأخذ عن الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة...فاقتربت مقالته من مقالة الشيخ احمد التيجاني عندما يعلن:"حدثني سيد الوجود يقظة لا مناما".
وسنبين لهذا الرجل فى الحلقة القادمة أن تأسيس منهج فى التفسير على غير آثار السلف جهل ومحال لوكانوا يعقلون.
 

هذا القرآن معجزة مرتين:
-معجزة باللغة.
-معجزة فى اللغة.
أعني ب"الإعجاز باللغة" ما هو معروف من كون القرآن نزل بلغة العرب أصواتا وألفاظا وتراكيب.ومع ذلك لم ترتفع لبليغ عربي أو فصيح بدوي همة لمنافسة القرآن وقنعوا بالعجز, وفوقهم صوت القرآن ينادي بالتحدي..مع أن الاستجابة للتحدي مغروزة فى فطرة الانسان.
وأعني ب"الإعجاز فى اللغة" اختيار الله سبحانه وتعالى إجراء المعجزة على صعيد اللغة وليس على صعيد آخر,وهذا الاختيار نفسه إعجاز.وتوضيح ذلك كما يلي:
إن المعجزة الخاتمة -لتكون حقا كذلك- يجب أن تستجيب لشروط ثلاثة:
-شرط عموم الإنسان.
-شرط عموم المكان.
-شرط عموم الزمان.
فالمعجزة الختامية ينبغي أن تصل الى كل مدعو من الأنس والجن,فلا تقوم الحجة على الجميع على نحو سواء, إلا إذا باشرها جميعهم على نحو سواء.فبدهي أن من رأى الآية عن كثب ليس كمن رآها عن بعد ,ومن عاينها ليس كمن أخبر بها.ومن باشرها ليس كمن لم يباشرها.ومن منطلق العدل الإلهي فى هداية البيان لزم التساوي بين الجميع.فلله الحجة البالغة.وحجج الناس داحضة عند ربهم.
ومن المبدإ نفسه تحتم على المعجزة الخاتمة أن لا تختص بمكان دون مكان.لأنها لو كانت كذلك لحصل الإخلال بشرط عموم الانسان لأن الحجة تكون قد أقيمت على من يكون "هنا" وليس على من هو كائن "هناك" .
ومن هذا المشرب أيضا مقولة الزمان:فينبغي للمعجزة الخاتمة أن تستمر من مبعثها الى ختام الزمن أو بعبارة أدق الى زمن آخر مكلف فى هذه الحياة الدنيا.
والآن....
ما المعجزة التي ستفي بالشروط الثلاث معا؟
مهما فكرنا فى الافتراض وأعدنا فى الاحتمال لن نتجاوز "اللغة".
فلو كانت المعجزة الخاتمة من جنس "عصا موسى" مثلا لكانت شيئا من الأشياء واختل شرط عموم المكان مثلا, لأن من الضروري أن تكون العصا فى مكان ويخلو منها مكان آخر.ولا يعقل تقسيمها على كل الاصقاع.
ولو كانت المعجزة من "نوع إحياء الموتى" لكانت فعلا من الأفعال فى ظرف مكاني وظرف زماني خاص ولا يعقل أن تقع فى كل زمن..وفى كل مكان معا.
لكن انظروا الى القرآن لما كان من جنس اللغة فقد لبى كل الشروط:
يتلى هنا وهناك ...
يتلى اليوم وغدا, هنا وهناك.
يتلوه زيد وعمرو, اليوم وغدا, هنا وهناك....
هذا ما قصدته ب"المعجزة فى اللغة".
لكن ماذا عمن لا يتكلم العربية.أليس ذلك خرقا لما زعمته من شرط العموم؟
روى مسلم فى صحيحه: عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: والذي نفسي محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار.
وعبارة " لا يسمع بي"جاءت بلفظها فى رواية مسلم وأحمد والبيهقي والطيالسي .فلا بد أن يكون مناط إقامة الحجة هو مجرد السماع كما هو ظاهر الحديث.فكيف نوفق بين هذا وما زعمناه من شروط العموم؟
هذا هو المطلب الذي سنبحث عنه وهو أساس الرد على صاحب موقع أسرار القرآن.
قال الله تعالى فى أول تحد فى القرآن :
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (24) سورة البقرة.
الخطاب للحاضرين وقت النزول لكن سياق التحدي يرشح العموم .(ولا نحتاج الى التذكير بعموم تحدى الانس والجن معا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا فى آيات أخرى) .
التحدي الالهي فى الآيتين معا مبني على أسلوب الشرط:
إِن كُنتُمْ....... فَأْتُواْ
إِن لَّمْ تَفْعَلُواْ...... فَاتَّقُوا
ومفهوم الشرط فى الأولى يفيد أن من عجز عن الإتيان بمثل سورة لن يكون عنده ريب.والمقصود بالريب هنا الشك الذي له مبرر عقلي,لا مطلق الوسواس.لأن الوسوسة لا علاقة لها بالاقتناع فقدتراود الراسخين فى الايمان وليست مع ذلك شكا بل هي محض الايمان ..كما ثبت فى الحديث.
لكن ماذا لو عجز الانسان عن الإتيان بمثل سورة...ثم قال: لإن كنت عاجزا فلعل غيري يستطيع ذلك.أو لإن كان الناس اليوم عاجزين فمن المحتمل أن يستطيع غيرهم فى ما سيأتي من الأزمان.(تذكروا شبهة التطور والارتقاء).
أليس هذا يدعو الى الريب من جديد؟فكيف نوفق بين هذا وبين نفي الريب بمجرد العجز الشخصي عن الإتيان بمثل سورة من القرآن كما هو مفهوم؟
وكل مؤمن بالقرآن يعتقد ان تحدي القرآن مطلق لا نسبي.
ثم هنا أمر آخر يستفاد من الجملة الاعتراضية"-ولن تفعلوا-".فالنفي ب"لن" يفيد التأبيد...يعني لن يكون فى مقدور الإانس والجن الإتيان بمثل سورة في كل الأزمان المستقبلة.لا شك عند المؤمن بالقرآن في صدق الله تعالى في ما أخبر ...لكن التحدي هنا للكافر الشاك....ولا يعقل أن يصادر القرآن على المطلوب...فلا بد أن يكون الكافر المتحدى عنده يقين بعدم استطاعة الإنسان -لا هو ولا غيره- فى الاتيان بمثل القرآن...وهذا اليقين ينبغي أن يكون بمصدر آخر غير إخبار القرآن...وهذا اليقين من جهة أخرى ينبغي أن يزيل كل ريب...ومن جملته احتمال القدرة المستقبلية فى الاستجابة للتحدي فى يوم ما ومكان ما. ..بدون هذا كله لن يكون التحدي حقيقيا.مثلا قد يقول قائل : لن يفعلوا لأن الله سيصرفهم عن ذلك...وهذه هي نظرية الصرفة التى تبناها "النظام المعتزلي"ويكفى أن نشير الى أنها نظرية متهافتة...يتبرأ منها المعتزلة أنفسهم.فكأن النظام نسي المبدأ الثاني فى عقيدة الاعتزال:كيف يكون العدل فى انتصاب التحدي مع سلب قدرات الانسان؟وهذا اعتراض وجيه على اصول المعتزلة...وهو وجيه على أصول أهل السنة أيضا بالنظر الى صفة "الحكمة".
ثم الحكم غيبا على المستقبل يتورع عنه كل عاقل...الا إذا كان المحكوم عليه محال بشهادة العقل....أو إخبار الشرع عند المؤمن به.
لكن التحدي القرآني حقيقي ومطلق, نقطع معه عقلا بزوال الريب حاضرا ومستقبلا.
كيف ذلك؟
جوابنا يعتمد مرة أخرى على مفهوم "الاعجاز فى اللغة":
ولتقريب البرهان الى الأذهان نضرب المثل التالي:
لو كانت المعجزة الخاتمة من نوع" علمي تقني" كسلاح نووي أو آلة غير معهودة فى الزمن الماضي ثم تحدى صاحب المعجزة قومه...فهل سيكون التحدي صحيحا؟
لا....
لأن التحدي هنا نسبي...صحيح إن بعض القوم سيؤمنون بالنظر الى شخوص "المعجزة" أمام أعينهم لكن هذه المعجزة بعينها فى عيوننا -نحن المعاصرين- ليست كذلك ويستطيع بعضنا أن يأتي بمثلها أو أفضل منها أو قريبا منها.(لهذا يخامرني الشك فى مصداقية ما يسمى بالاعجاز العلمي...لأنه يقوم على فكرة النسبية فيقولون لم يكن هذا معروفا فى الماضي....وهو معروف اليوم.وأرى أن التحدي ينبغي أن يكون مطلقا كما فى آيتي البقرة السالفتين.ولعلنا نخصص كلاما فى الموضوع أن شاء الله لاحقا.)
لكن تأملوا فى ظاهرة اللغة واعتبروا هاتين الخاصيتين:
-الخاصية الاولى: اللغة فى ملك كل عاقل.ولعلها الشيء الوحيد الموزع بالتساوي بين الصغيروالكبير والمراة والرجل والبدوي والحضري(وليس العقل كما زعم ديكارت).وانظروا تبعا لذلك لعموم التحدي بالقرآن...فلو كان بشيء علمي لقيل هو خاص بالعلماء ولو كان بمهارة لقيل هو خاص بمن لهم نوع تلك المهارة.لكن التحدي كان باللغة التي تعرفها العجوز ويتقنها الصبي.
-الخاصية الثانية:-وهي العمدة فى كل استدلالنا وردنا-اللغة هي الشيء الوحيد الذي لا يتصور أن يتفوق فيه الخلف على السلف. صحيح يجوز ان يكون علم الخلف أفضل من علم السلف...وسياسة الخلف أمضى من سياسة السلف وأعمار الخلف أطول من أعمار السلف الخ...لكن قطعا ...قطعا لا يمكن للخلف أن يتفوقوا على السلف فى اللغة التي علموهم إياها.
لاحظوا أنني لا أتحدث عن تطور اللغة فبإمكان الخلف أن يغيروا من لغتهم جزئيا أو كليا كما حدث عندنا فى ما يسمى باللهجات...وكما حدث عندهم فى اللاتينية حين اشتقت منها فرنسية واسبانية وايطالية...لكن هذا المتولد من الاشتقاق ومن التحريف لا يحسب لغة للسلف...
لكنني أتكلم عن الفصاحة وهو أمر آخر.فامرؤ القيس عندي أفصح من الف ابن تيمية.مع أن الاول مشرك كافر وابن تيمية معدود عندي من عباقرة البشر.كما أن عجوزا فى بادية العرب فى الجاهلية أفصح وأعلم باللغة من المتنبى الذى ملأ الدنيا وشغل الناس...والسر فى ذلك أن اللغة مفردات اصطلح على معانيها واستعملت في تلك المعاني...وتطاول الزمن من شأنه أن ينسي بعض المعاني أو يزيد اليها معان جديدة وفى الحالتين معا إما أن تفتقر اللغة أو تحرف.
وهنا معجزة أخرى للقرآن وهو انه أوقف اللغة العربية ومنعها من "التطور" فكانت لغتنا الفصحي اليوم هي لغة الجاهليين.(قارن مع الفرنسيين مثلا الذين يترجمون فرنسية "رونسار"الذي كان فى القرن الثالث عشر الى فرنسية "سارتر")
قال الامام العظيم "مالك ابن أنس" فى قولته المنهجية التي ينبغي أن تخضع لها الأعناق:
ما لم يكن يومئذ دينا فليس اليوم بدين....
وأقول على أثره- رضي الله عنه-: ما لم يكن يومئذ لغة عربية فليس بعربية.
إذا تقرر هذا عدنا الى آية التحدي لنرى فيها وجه القطع :
إن عجز المخاطبون عن الإتيان بمثل سورة من القرآن...فمن بعدهم أشد عجزا.لما ثبت عندنا من أن صاحب اللغة أفصح ممن ليس بصاحبها..ومعلم اللغة أعلم بلغته ممن تعلمها منه.ولا يقال ان بعض الاعاجم قد تفوقوا على اساتذتهم فى اللغة كسيبويه والزمخشري وغيرهم لأننا نقول تفوقوا لمعرفتهم بمصادر أخرى للغة لا استنادا الى عقولهم وذكائهم.فأوضاع اللغة لا علاقة لها بالعقل كما هو معروف.
الانسان المتحدى فى آيتي البقرة يقطع أن البشر لا يستطيعون أن يأتوا بمثل القرآن مستقبلا استنادا الى أمر عقلي لا يقاوم وهو قياس الأولى:عجز المتأخر فى اللغة أولى من عجز المتقدم.وهذا يقطع الطريق على كل احتمال فى امكانية نجاح الاواخر بما لم يستطعه الاوائل.
وفي ضوء هذا القياس الاولوي قامت الحجة على كل الناس :فالعالمون بالعربية منهم قامت عليهم الحجة بعجز أسلافهم.والاعاجم قامت عليهم الحجة بعجز العرب.وهذا قاطع لمن لا يكابر (أرأيت كيف سوى الله تعالى المكابرين بالحجارة؟).
ومن هنا جاء البيان النبوي بذكر مجرد السماع:أن يسمع يهودي أو نصراني - كيفما كانت لغتهما-أن رجلا تحدى قومه فى لغتهم وبلغتهم فعجزوا فقد قامت الحجة عليهما عقلا بالنظر الى ما سبق.
بعدهذا نلتفت الى صاحب "أسرار القرآن"ونسأله:
هل ستفهم القرآن من باب اللغة العربية أم لا؟
لا بد أن تجيب بنعم.....
ثم يقال لك بعد ذلك :هذا الباب الذي دخلت منه, أأنت أعلم به أم سلفك؟
لا أخالك تركب رأسك وتدعي أنك أعلم باللغة من أصحابها...
نحن لا نقلل من ذكائك وعبقريتك....لكن للأسف لا تلازم بين الذكاء وأوضاع اللغة..فلو لم تسمع من سلفك أن هذا السائل المشروب يسمى "ماء" ما استطعت أبدا أن تخمن أنه يسمى "ماء" ولو كان لك الجن ظهيرا !!!
لك أن تسميه ما شئت ...لكن ستكون قد خرجت عن لغة العرب.... كما خرجت عنها, عندما سمى العرب العصا" منسأة "وسميتها أنت "آلة الزمن"!!!
للحديث بقية أن شاء الله تعالى.

 
( بعدهذا نلتفت الى صاحب "أسرار القرآن"ونسأله:
هل ستفهم القرآن من باب اللغة العربية أم لا؟
لا بد أن تجيب بنعم.....
ثم يقال لك بعد ذلك :هذا الباب الذي دخلت منه, أأنت أعلم به أم سلفك؟
لا أخالك تركب رأسك وتدعي أنك أعلم باللغة من أصحابها...
نحن لا نقلل من ذكائك وعبقريتك....لكن للأسف لا تلازم بين الذكاء وأوضاع اللغة..فلو لم تسمع من سلفك أن هذا السائل المشروب يسمى "ماء" ما استطعت أبدا أن تخمن أنه يسمى "ماء" ولو كان لك الجن ظهيرا !!!
لك أن تسميه ما شئت ...لكن ستكون قد خرجت عن لغة العرب.... كما خرجت عنها, عندما سمى العرب العصا" منسأة "وسميتها أنت "آلة الزمن"!!! )


واصل أعانك الله وسددك ، وفتح عليك .

طرح مميز ، وأسلوب رصين ....

ولعلك أخي تذكر مصادرك التي تستقي منها تقريراتك ....حتى يكون هذا الرد بحثاً علمياً موثقاً ....


[ تنبيه : شكر خاص للأستاذ جمال حسني الشرباتي على تنبيهه على الخطأ النحوي في المشاركة ]
 
بسم الله الرحمن الرحيم.

نعم، نواصل بعون الله. ونلتفت إلى صاحب "الإصرار"!

و يقول مقرراً، أنّ الشيخ أبوعرفة يُعاني من آفة خُلقية، وهي (الكبر)، وحيث أنه لا يعلم خفايا القلوب إلا الله، وأن حُسن الظن بالمسلم أولى،
و أن أهل القرآن يترفعون عن رشق الناس بأحجار الأحكام والاتهام..

بعد كل ذلك، فلن نتحدث عن خبايا صاحب الإصرار، وشيخنا تشي مقاصد بحوثه بحقيقة نفسه، والله حسيبه.

يقول أن علامة التعالي هي تجاوز السلف، ومزاحمة الصحابة. ولقد كان ذلك دأب كل سلفك الصالح رضي الله عنهم. فكيف تجاوز أحدهم في تفسيره وحكمه ما كان عليه أستاذه الصحابي؟! كيف خالفه؟ ثم فعل ذلك تلميذه؟ وتلميذ تلميذه؟؟!! ولقد أخذوا عن بعضهم مشافهة، فعلم التلميذ فضل معلمه.
وكان ذلك منهاج الأمة حتى انتهت سلاسل العلماء بــ"ــــــــــ"! وانتهى تعظيم كلام الله ب"ـــــــــــ".. فاُوقف أول ما أُوقف الاجتهاد!

أين الكبر والتعالي؟

ثمّ استقر الأمر على"التعميم" بالنسبة للمفسرين، وأقوالهم..وما نحن بمن
جاء ليُشّهر بمسلم..ولو شئنا لفعلنا! فتلك كتبهم بين أيدي الناس تعظم ويتقرب لها بالبحوث والدراسات.

بل غالب قول الشيخ أن (قد أخطئوا).وليس يجهل "صاحب علم " أين تقع أمثال تلك المقولات.

و أما "تعويم المصطلحات"، فكيف تحاكمنا إلى فهم لا ندين له ابتداء؟
و معروف أن المصطلحات، ما هي إلا وضع بشر، لا ندين له بربوبية بعد الله.ولا نتحاكم إلى مقصده.

و أما الصحابة رضي الله عنهم، فلقد كانوا على غير ما تظن، فغالب أقوالهم آراء لا وحي، خالف بعضهم بعضاً في المسائل الكثيرة، فما هاب المتأخر من هو أسبق منه للإسلام؟ وما تراجع الصغير عن فهمه للكبير، وما خلع المجهول فيهم عقله عند أعتاب "أمير المؤمنين"!!

نعم! نقتدي بهم في فهمهم، وسعة عقولهم، و أدب الخلاف بينهم،والتزامهم الهدى والبينة.

وأُشفق على صاحب الإصرار، وقد أرق العلم" السطحي" مضجعه، فصرف عليه من وقته وجهده وذهنه، ما يستحق مساندة الأخ( أبو مجاهد) ودعاءه له، وكان أولى بالمنهج السطحي، أن يُهمل، أو تُفند أبحاثه ببضع دقائق.!!

وأما قولك المُفصل عن "المُعجزة"، فقريباً تقرأ وتسمع لرده ، في دراسة قادمة للشيخ "صلاح الدين أبو عرفة"..فنحن لا نؤمن بلفظة " المعجزة" وتوابعها.و نبشرك أن "آية "موسى في العصا واليد وهي آية الله العظمى، تكون لي ولك كما هي لفرعون وقومه!وقريباً تسمع البيان بإذن الله.

و من حقك أن ترفض أي دين بعد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لا بقولة " الامام العظيم"مالك، ولكن بقولة "عبد الله " محمد صلى الله عليه وسلم:
(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد).رواه البخاري.

و سأتركها لك أن تقول ما الدين الذي قصده النبي صلى الله عليه وسلم، وماذا ترك للأمة لتدين به؟

وهل لنا بالمكان الذي اشتق فيه الشيخ كلمة عربية جديدة، أو قال بمعنى لغوي ليس من لسان العرب..علماً بأننا نقول بأن لغة القرآن أعلى من لسان العرب. و أن الأصل أن نعود للكتاب والسنة إن أشكلت علينا كلمة ثم للغة.

ونواصل انتظار "النقد"!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبومجاهدالعبيدي قال:
( بعدهذا نلتفت الى صاحب "أسرار القرآن"ونسأله:
هل ستفهم القرآن من باب اللغة العربية أم لا؟
لا بد أن تجيب بنعم.....
ثم يقال لك بعد ذلك :هذا الباب الذي دخلت منه, أأنت أعلم به أم سلفك؟
لا أخالك تركب رأسك وتدعي أنك أعلم باللغة من أصحابها...
نحن لا نقلل من ذكائك وعبقريتك....لكن للأسف لا تلازم بين الذكاء وأوضاع اللغة..فلو لم تسمع من سلفك أن هذا السائل المشروب يسمى "ماء" ما استطعت أبدا أن تخمن أنه يسمى "ماء" ولو كان لك الجن ظهيرا !!!
لك أن تسميه ما شئت ...لكن ستكون قد خرجت عن لغة العرب.... كما خرجت عنها, عندما سمى العرب العصا" منسأة "وسميتها أنت "آلة الزمن"!!! )


واصل أعانك الله وسددك ، وفتح عليك .

طرح مميز ، وأسلوب رصين ....)).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت أود منك أخي الفاضل أبا مجاهد- قبل أن تدلي بقولك هذا- أن ترجع إلى كتب اللغة، لتقف بنفسك على ما قاله علماء اللغة في مادة( نسأ )، التي اشتق منها اسم للآلة، على وزن( مِفْعَلَة)، وأعني به:( مِنْسَأَة )، التي أجمع المفسرون على أنها عصا سليمان عليه السلام، لعلك تدرك سبب تسمية هذه العصا بهذا الاسم دون غيره من أسماء الآلة. وإني إذ أخاطبك بهذا الخطاب فلأنني أريدك ألا تطلق حكمًا من الأحكام على شيء- وأنت الخبير بذلك- من قبل أن تتأكد من أن ما تقوله هو الصواب، أو هو القريب من الصواب، فإذا عزمت بعد ذلك، فتوكل على الله. وأرجو أن تحسن الظن بي وبغيري، وألا تحمِّل كلامي ما لا يطيق، وفقك الله وإيانا لكل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى:﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴾ (سبأ:14)

أولاً- قال القرطبي:” قوله تعالى:﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ﴾. أي: فلما حكمنا على سليمان بالموت، حتى صار كالأمر المفروغ منه، ووقع به الموت، ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل مِنسأته.
وذلك أنه كان متكئًا على المِنْسَأة؛ وهي العصا بلسان الحبشة في قول السدي، وقيل: هي بلغة اليمن، ذكره القشيري. فمات كذلك، وبقي خافي الحال إلى أن سقط ميتًا لانكسار العصا، لأكل الأرضة إياها، فعلم موته بذلك، فكانت الأرضة دالة على موته. أي: سببًا لظهور موته. وكان سأل الله تعالى: ألا يعلموا بموته حتى تمضي عليه سنة.
واختلفوا في سبب سؤاله لذلك على قولين: أحدهما ما قاله قتادة وغيره قال: كانت الجن تدَّعي علم الغيب، فلما مات سليمان عليه السلام، وخفى موته عليهم، تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.
وقال ابن مسعود: أقام حولاً، والجن تعمل بين يديه حتى أكلت الأرضة منسأته، فسقط. ويروى: أنه لما سقط، لم يعلم منذ مات، فوضعت الأرضة على العصا، فأكلت منها يومًا وليلة، ثم حسبوا على ذلك فوجدوه قد مات منذ سنة.
وقيل: كان رؤساء الجن سبعة، وكانوا منقادين لسليمان عليه السلام، وكان داود عليه السلام أسس بيت المقدس، فلما مات أوصى إلى سليمان في إتمام مسجد بيت المقدس، فأمر سليمان الجن به، فلما دنت وفاته، قال لأهله: لا تخبرونهم بموتي حتى يتموا بناء المسجد، وكان بقي لإتمامه سنة.
وفي الخبر: أن ملك الموت كان صديقه فسأله عن آية موته، فقال: أن تخرج من موضع سجودك شجرة، يقال لها: الخرنوبة، فلم يكن يوم يصبح فيه إلا تنبت في بيت المقدس شجرة، فيسألها: ما اسمك؟ فتقول الشجرة: اسمي كذا وكذا، فيقول: ولأي شيء أنت؟ فتقول: لكذا ولكذا، فيأمر بها، فتقطع، ويغرسها في بستان له، ويأمر بكتب منافعها ومضارها، واسمها، وما تصلح له في الطب، فبينما هو يصلي ذات يوم، إذ رأى شجرة نبتت بين يديه، فقال لها: ما اسمك؟ قالت: الخرنوبة، قال: ولأي شيء أنت؟ قالت: لخراب هذا المسجد، فقال سليمان: ما كان الله ليخربه، وأنا حي، أنت التي وجهُك هلاكي، وهلاك بيت المقدس، فنزعها وغرسها في حائطه، ثم قال: اللهم عَمَِّ عن الجن موتي، حتى تعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب، وكانت الجن تخبر الإنس أنهم يعلمون من الغيب أشياء، وأنهم يعلمون ما في غد، ثم لبس كفنه، وتحنط، ودخل المحراب، وقام يصلي، واتكأ على عصاه على كرسيه، فمات، ولم تعلم الجن إلى أن مضت سنة، وتم بناء المسجد “.
قال أبو جعفر النحاس:” وهذا أحسن ما قيل في الآية، ويدل على صحته الحديث المرفوع. روى إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام، إذا صلى، رأى شجرة نابتة بين يديه، فيسألها: ما اسمك؟ فإن كانت لغرس غرست، وإن كانت لدواء كتبت، فبينما هو يصلي ذات يوم إذا شجرة نابتة بين يديه قال: ما اسمك؟ قالت: الخرنوبة، فقال: لأي شيء أنت؟ فقالت: لخراب هذا البيت، فقال: اللهم عَّمِّ عن الجن موتي حتى تعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب، فنحتها عصًا، فتوكأ عليها حولاً، لا يعلمون، فسقطت، فعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب، فنظروا مقدار ذلك، فوجدوه سنة “.
ثانيًا- وقرأ نافع وأبو عمرو:﴿ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ﴾، بألف بين السين والتاء من غير همز، والباقون بهمزة مفتوحة موضع الألف، لغتان؛ إلا أن ابن ذكوان أسكن الهمزة، تخفيفًا.
وأصلها من: نسأت الغنم. إذا طردتها؛ لأنها يطرد بها. أو من: نسأتها، إذا أخرتها، ومنه: النسيء: التأخير. وقال النحاس:” واشتقاقها يدل على أنها مهموزة؛ لأنها مشتقة من: نسأته. أي: أخرته، ودفعته. فقيل لها: منسأة؛ لأنها يدفع بها الشيء، ويؤخر “.
وهي اسم آلة على وزن( مِفْعَلَة ) مثل( مِكْنَسَة). أما( مَنْسَأَة )، بفتح الميم فهي اسم مكان على وزن( مَفْعَلَة )، وكلاهما مشتَقٌّ من:( نَسَأ ينسَأ نَسُئًا ).
ثالثًا- جاء في لسان العرب مادة (نسأ ):” نسأت المرأة تنسأ نسأً: تأخر حيضها عن وقته، وبدأ حملها، فهي نَسْءٌ، ونَسِيءٌ، والجمع: أنساء و نسوء. وقد يقال: نساء نسء على الصفة بالمصدر. يقال للمرأة أول ما تحمل: قد نسأت.
ونسأ الشيء ينسؤه نسأ، وأنسأه: أخره.. والاسم: النسيئة، والنسيء. ونسأ في أجله، وأنسأ أجله: أخَّره. وحكى ابن دريد: مدَّ له في الأجل: أنسأه فيه. قال ابن سيده: ولا أدري كيف هذا ؟ والاسم: النساء. وأنسأه الله أجله، ونسأه في أجله بمعنى. وفي الصحاح: ونسأ في أجله بمعنى.
وفي الحديث عن أنس بن مالك:” من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ في أجله، فليصل رحمه “.
النَّسْءُ: التأخير، يكون في العمر والدين. وقوله: ينسأ. أي: يؤخر، ومنه الحديث:” صلة الرحم مثراة في المال مَنْسَأة في الأثر “. وهي مَفْعَلَة، منه. أي: مظنَّة له، وموضع.
وفي حديث ابن عوف:” وكان قد أنسِىء له في العمر “. وفي الحديث:” لا تستنسئوا الشيطان“. أي: إذا أردتم عملاً صالحًا، فلا تؤخروه إلى غد، ولا تستمهلوا الشيطان. يريد: أن ذلك مهلة مسولة من الشيطان.
والنسأة بالضم مثل الكلأة: التأخير. وقال فقيه العرب:” من سره النساء، ولا نساء، فليخفف الرداء، وليباكر الغداء، وليقلَّ غشيان النساء “. وفي نسخة:” وليؤخر غشيان النساء “. أي:
تأخر العمر والبقاء.
وقرأ أبو عمرو:{ ما ننسخ من آية أو ننسأها }. المعنى: ما ننسخ لك من اللوح المحفوظ، أو ننسأها: نؤخرها، ولا ننزلها. وقال أبو العباس: التأويل: أنه نسخها بغيرها، وأقر خطها. وهذا عندهم الأكثر والأجود.
ونسأ الشيء نسأً: باعه بتأخير، والاسم: النسيئة. تقول: نسأته البيع، وأنسأته، وبعته بنسأة، وبعته بكلأة، وبعته بنسيئة. أي: بأخرة. والنسيء: شهر كانت العرب تؤخره في الجاهلية، فنهى عز وجل عنه. وقوله عز وجل:{ إنما النسيء زيادة في الكفر } قال الفراء: النسيء: المصدر، ويكون المنسوء مثل: قتيل ومقتول. والنسيء: فعيل بمعنى مفعول، من قولك: نسأت الشيء، فهو منسوء، إذا أخرته، ثم يحول منسوء إلى نسيء؛ كما يحول مقتول إلى قتيل.
ورجل ناسىءٌ، وقوم نسأة، مثل: فاسق وفسقة؛ وذلك أن العرب كانوا إذا صدروا عن منى يقوم رجل منهم من كنانة، فيقول: أنا الذي لا أعاب ولا أجاب، ولا يرد لي قضاء، فيقولون: صدقت، أنسئنا شهرًا. أي: أخِّر عنا حرمة المحرم، واجعلها في صفر، وأحل المحرم؛ لأنهم كانوا يكرهون أن يتوالى عليهم ثلاثة أشهر حُرُم، ولا يغيرون فيها؛ لأن معاشهم كان من الغارة، فيحل لهم المحرم؛ فذلك الإنساء.
قال أبو مصنور: النسيء في قوله عز وجل:{ إنما النسيء زيادة في الكفر } بمعنى: الإنساء، اسمٌ وضِع موضِع المصدر الحقيقي، من أنسأت. وقد قال بعضهم: نسأت في هذا الموضع، بمعنى: أنسأت.
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما:” كانت النسأة في كندة “. النُّسأة، بالضم وسكون السين، النسيء، الذي ذكره الله في كتابه من تأخير الشهور بعضها إلى بعض.
وانتسأت عنه: تأخرت، وتباعدت. وكذلك الإبل إذا تباعدت في المرعى. ويقال: إن لي عنك لمنتسأ. أي: منتأى، وسعة، وأنسأه الدين والبيع: أخرَّه به. أي: جعله مؤخرًا؛ كأنه جعله له بأخرة. واسم ذلك الدين: النسيئة.
وفي الحديث:” إنما الربا في النسيئة “ هي البيع إلى أجل معلوم. يريد: أن بيع الربويات بالتأخير من غير تقابض هو الربا، وإن كان بغير زيادة. قال ابن الأثير: وهذا مذهب ابن عباس، وكان يرى بيع الربويات متفاضلة مع التقابض جائزًا، وأن الربا مخصوص بالنسيئة. واستنسأه: سأله أن ينسئه دينه.
ونسأت عنه دينه: أخرته نَساءً بالمد. وكذلك النَّساء في العمر ممدود. وإذا أخرت الرجل بدينه قلت: أنسأته، فإذا زدت في الأجل زيادة، يقع عليها تأخير، قلت: قد نسأت في أيامك، ونسأت في أجلك. وكذلك تقول للرجل: نسأ الله في أجلك؛ لأن الأجل مزيد فيه؛ ولذلك قيل للبن: النسيء، لزيادة الماء فيه. وكذلك قيل: نسئت المرأة، إذا حبلت. جعلت زيادة الولد فيها كزيادة الماء في اللبن. ويقال للناقة: نسأتها. أي: زجرتها ليزداد سيرها.
ونسأ الإبل نسأ: زاد في وردها وأخرها عن وقته، ونسأها: دفعها في السير وساقها. ونسأت في ظمأ الإبل، أنسؤها نَسأً، إذا زدت في ظمئها يومًا، أو يومين، أو أكثر من ذلك. ونسأتها أيضا عن الحوض، إذا أخرتها عنه.
و المِنُسَأة: العصا، يهمز، ولا يهمز، ينسأ بها. وأبدلوا إبدالا كليا، فقالوا: مِنْسَاة، وأصلها الهمز؛ ولكنها بدل لازم، حكاه سيبويه. وقد قرىء بهما جميعًا. قال الفراء في قوله عز وجل: { تأكل مِنْسأته } هي العصا العظيمة، التي تكون مع الراعي. يقال لها: المِنْسَأة، أخذت من نسأت البعير. أي: زجرته ليزداد سيره.
ونَسَأ الدابة والناقة والإبل، ينسؤها نَسَأً: زجرها وساقها. ونسأت الدابة والماشية تنسأ نَسَأً: سمنت. وقيل: هو بدء سمنها حين ينبت وبرها بعد تساقطه. يقال: جرى النَّسْءُ في الدواب، يعني: السمن. والنَّسْءُ، بالهمز، والنسيء: اللبن الرقيق الكثير الماء. وفي التهذيب: الممذوق بالماء، ونسأته نسأ، ونسأته له، ونسأته إياه: خلطته.
 
أستاذنا الفاضل محمد إسماعيل عتوك ؛ سرني تعليقك ، مع أني لم أفهم مغزى توجيهك لي مع قبولي لنصيحتك ، وابتهاجي بها .

ولي طلب أستاذي العزيز : لعلك تبدي رأيك وبصراحة ووضوح في موقع أسرار القرآن ، وما يطرح فيه من غرائب وعجائب ، واقرأ هذه الدراسة له كمثال :

http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=study1&field=studies&id=45

أرجو أن تدلي بحكمك ، فهو يهمنا
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

شكرًا لك يا أخي أبا مجاهد على سرورك للنصيحة، وابتهاجك بها، وقبولك بها مع أنك لم تفهم مغزاها- كما تقول- وما أظن أن قولك هذا إلا من باب التواضع؛ فليس في كلامي ما يخفى على أمثالك يا أخي أبا مجاهد.. وكل ما أريد أن أقوله هو أن يحترم كل واحد منَّا آراء الآخر، وحريته في التعبير، وفي الخطاب وأن نحسن الظن بإخواننا المسلمين، وألا نكيل لهم الاتهام بمكيال بوش وشارون، دون تبصر، وتأمل، وتفكر، حتى يظهر لنا أنهم يسيئون الأدب فعلاً مع الأئمة من السلف الصالح، ويسيئون إلى القرآن الكريم في الفهم، والتأويل، ويقولون على الله سبحانه ما لم يقله في كتابه العزيز. أما أن نتهمهم لمجرد أنهم يخالفوننا في الرأي بأنهم يسيئون الأدب مع السلف، وبأنهم مصابون بآفة خَلقية، وخُلقية، وبأنهم يعملون على إلغاء الشريعة, وإقصاء القرآن من حياة الناس, وتعطيل الدين، وهم مسلمون موحدون، فهذا ما لا ينبغي لمسلم أن يفعله. وعلينا أن نتذكر دائمًا أنه ليس أحد منَّا من هو معصوم، فكل ابن آدم خطَّاء، وخير الخطائين التوابون، وأن كلاً يؤخذ من قوله، ويُرَدُّ عليه إلا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. والعجب ممن يلغي عقله، ويعطل تفكيره أمام عقول الآخرين، وتفكيرهم؛ وكأن الله سبحانه خلق لهم عقولاً يفكرون بها، وألسنة ينطقون بها، ولم يخلق لنا نحن غير آذان نسمع بها ما يقولون.
وإن كان يسيئك يا أبا مجاهد ما تراه من غرائب وعجائب في أقوال صاحب موقع الأسرار، فإن في كتب التفاسير على اختلافها ما هو أعجب، وأغرب، وكل إنسان يحمل طائره في عنقه.. وقد نبهت في مقالاتي إلى كثير من غرائب المفسرين وعجائبهم، وهي شواهد محسوسة وملموسة لمن أراد أن يعتبر.. ولكن مشكلتنا أننا لا نريد أن نسمع، ولا نريد أن نرى، وإذا أردنا أن نرى فإننا ننظر إلى الأمور من منظار هو أضيق من خرم الإبرة. ومشكلتنا أيضًا أننا لا نفرق بين أقوال المفسرين من السلف، وأقوال الأئمة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، كما لا نفرق بين قول لابن عباس رضي الله عنهما صحت روايته، وبين قول له آخر لم تصح روايته.. وقد روي عن عائشة رضي الله عنها أن ما ثبت نسبته إلى ابن عباس لا يتجاوز المائة حديث.
وليتك يا أبا مجاهد تقف على ما يقوله الشيخ ابن تيمية في رده على المفسرين، وتصحيحه لأقوالهم في كثير من الآيات، ومن أقواله في دقائق التفسير:” والموجود بأيدي الأئمة من الروايات الصادقة والكاذبة والآراء المصيبة والمخطئة، لا يحصيه إلا الله، والكلام في تفسير أسماء الله وصفاته وكلامه فيه من الغث والسمين ما لا يحصيه إلا رب العالمين؛ وإنما الشأن في الحق والعلم والدين.. وهذه الكتب، التي يسميها كثير من الناس كتب التفسير فيها كثير من التفسير منقولاتٌ عن السلف، مكذوبةٌ عليهم، وقولٌ على الله ورسوله بالرأي المجرد، بل بمجرد شبهة قياسية، أو شبهة أدبية.. ومعلوم أن في كتب التفسير من النقل عن ابن عباس من الكذب شيء كثير من رواية الكلبي عن أبي صالح، وغيره، فلا بد من تصحيح النقل؛ لتقوم الحجة “.
والأهم من هذا كله يا أبا مجاهد أن هناك أولويات ينبغي أن تراعى من قبل المسلمين الغيورين على دينهم وقرآنهم، وكفانا نزاعًا وتهجمًا على بعضنا البعض، وأعداؤنا بيننا يطعنوننا في صدورنا بسهامهم المسمومة، فندير لهم ظهورنا، ولا نرى أمامنا إلا أبناء جلدتنا، وإخواننا في الدين، نتصيَّد أخطاءهم في ماء نعكره نحن، وقد يكون في الغالب ماء لا تشوبه شائبة من عكر، أو نحوه.. لماذا ؟؟؟ لست أدري!!!
 
الأستاذ الكريم : محمد إسماعيل عتوك ؛ جزاك الله خيراً كثيراً على هذا الإيضاح

ولا أخفيك أن أكثر ما ذكرته معلوم ، والتذكير بالمعلوم لا يقل أهمية عن تعليم غير المعلوم ، وقد قال الله تعالى : { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } (الذريات:55) فجزاك الله خيراً على هذا التذكير .

وقد اتبعت وصيتك مع صاحب موقع أسرار القرآن مدة غير قصيرة ، وأنا أحاول أن ألتمس له الأعذار ، وأؤكد له أن في دراساته شيئاً من الحق والصواب ، إلا أن منهجه غير مرضي لأسباب كثيرة .

وقد رجعت إلى موقعه ، وقرأت بعض دراساته ، فتبين لي أمور :

منها : أنه يتعب نفسه في تقرير قضايا لا يتعلق بها عمل في الغالب ، وإنما هي من فضول المسائل ، ولو لم يعلمها أيّ مسلم ومات وهو يجهلها لم يفته شيئ.

ومنها : إصراره العجيب على آرائه ، فقد قرأت بعضاً من ردود القراء عليه ، وبعض الردود مبنية على أدلة صريحة صحيحة قطعية ، ومع ذلك لا يقبلها ، ويحاول أن يجد له مخرجاً ، ولم أجد له إلى الآن أي اعتراف برأي يخالفه . وهذا في الواقع ادعاء عصمة . واقرأ الردود على دراسته التي طلبت منك إبداء الرأي فيها .

ومنها : تحمس أتباعه العجيب لآراءه ، ودفاعهم عن كل ما يقول .


وأما ما ذكرتَه وفقك الله من الأقوال الغريبة في كتب التفسير ، والآراء الباطلة ؛ فهذا لا شك فيه ، ولا زالت الدراسات تخرج الغث من كتب التفسير ، وتبين الضعيف ، وتحكم على كل قول بما يناسبه . إلا أني لم أجد في كتب التفسير من يدعي أن ما قرره هو الحق المحض ، ولا زال الأئمة ينبهون على أن ما يكتبون محتمل للخطأ والصواب .


وهنا أمر أنبه عليه صراحة ، وأرجو أن يتسع صدرك له ، وهو أن أغلب الدراسات التي تحررونها ، وتبينون فيها بعض أخطاء المفسرين وغيرهم إنما هي في مسائل علمية لا يبنى على أكثرها عمل ؛ إما مسائل نحوية ، أو بلاغية ، أو نحوها من مسائل - مع أني لا أقلل من شأنها - إلا أن جهلها ، وعدم العلم لا يترتب عليه كبير أثر .



ولو أننا أمعنا النظر فيما ثبت عن الصحابة خصوصاً من أقوال في التفسير لما وجدناهم اهتموا بمثل هذه المسائل . وقد كتبت قبل مدة مقالاً بعنوان : تأملات في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة للآيات ، وهو موجود في هذه الشبكة في قسم المقالات .

ورحم الله سيد قطب ، فقد أجاد عندما قال : ( أما القاعدون من المسلمين الباحثين والمفسرين الذين لا يتحركون حركة علمية بالقرآن فهم لا يفهمون القرآن، ولا يحسنون تفسيره، ولا يدركون منهجه. إن هذا القرآن لا يتذوقه إلا من يخوض مثل هذه المعركة ويواجه مثل تلك المواقف التي تنزل فيها ليواجهها ويوجهها، والذين يتلمسون معاني القرآن ودلالته وهم قاعدون يدرسونه دراسة بيانية أو فنية لا يملكون أن يجدوا من حقيقته شيئاً في هذه القعدة الباردة الساكنة، بعيداً عن المعركة، وبعيداً عن الحركة ) الظلال 4-1864، 1948.

أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ، وأن يهدينا بالقرآن ، ويرفعنا به . وأعوذ به تعالى من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع .
 
شكر الله لأخي الكريم، محمد عتوك موقفه الذي أراه مبنياً على فهم، وحلم، وسعة صدر، وبحث عن الحق.

أمّا أخي المشرف العبيدي، فله الشكر لكلماته التي تجد فيها رائحة الغيرة على المسلم، ودينه.

ولكن اسمح لي بمناقشتك فيما يلي:
1- قولنا أن في القرآن علوما لا تلزم!
فكيف نرضى لكلام ربنا أن يكون فيه (العملي وغيره)؟!
كيف نرضى أن يكون في كتاب الله ما لا يلزم التساؤل عنه؟!
كيف يكون في كتاب الله ما لا ينفع المتدبر الباحث فيه.؟!

2- أؤكد لك أخي أنّ دفاع من حول الشيخ صلاح الدين أبو عرفة عنه، لا ينبع من إتباع أعمى، أو إيمان بغير هدى. وإنما إيمانهم بالمنهج الذي ارتأوه صحيحاً، و علموا أنه الهدى. وليتك مع إخوتك في نقاشهم مع شيخهم ترى حرصهم على الحق.
وكم قال الشيخ وكرر أكثر من مرة في المسجد الأقصى وغيره أننا نلتزم القول الذي يستدل صاحبه لقوله ببينة، ونتركه لقول صاحب الحجة الأعلى.بل قال غير مرة أن إذا رأيتم مني تعصباُ لقول ورفضي لما قد تروه أصح وأقوى حجة فاتركوني واتركوا قولي.
وليس أدل على ذلك ما يذيل به كل بحث له: {ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل}.
3- و نطلب منك أن تذكر لنا هنا ما تظن أنه تعصب من الشيخ لقوله، ونكرانه للبينة والدليل، مأجوراً بإذن الله، ولا بأس بنقاش علمي هنا أيضاً.

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
 
روى البخاري- رحمه الله- بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: ( إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت )
كلما سمعت هذا الحديث تأكدت من الحكمة البالغة فى معالجة هذه الشريعة للأمور.ففي هذا الحديث تنبيه جليل الى سلوك لا يكاد يخلو منه إنسان الا من رحم الله,وهذا السلوك هو حدة بصر الانسان لاكتشاف ما يوجد فى الآخرين ولو يخفى,وعجزه عن رؤية ذلك الخطأذاته فى نفسه وإن يبدو.
فمن المثير للحنق حقا أن تسمع شخصا يتكلم أثناء الخطبةفأول ما تفكر فيه هو أن تأمره بالسكوت,وكل المبررات متأتية لك:وعلى رأسها وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر,والدفاع عن حقك فى الاستماع الى الخطبة بدون تشويش,لكن النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى,رأى شيئا آخر:فأنت عندما تأمر صاحبك بالصمت
لا يخطر ببالك أنك تكلمت,ولا تعي أنك وقعت في ما وقع فيه صاحبك,ولكي تقدر ما حدث بالفعل فاخرج من جلدك واجعل نفسك مكان جارك لتعلم أن جارك قبل قليل كان يسمع صوت صاحبك فقط أما الآن فهو سامع لصوتين اثنين ولو قلدك فى سلوكك لأمركما بالصمت بدوره ولكان جاره بالجنب تمنعه أصوات ثلاثة من متابعة الخطيب....
صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه.
مناسبة تذكري للحديث ما كتبه فاضل معلقا على ردي على صاحب موقع أسرار القرآن.وقد انطلق من توهم" مباديء " فى الحوار والرد لو تمسك بها هو لسكت .أما وقد تكلم فقد ناقض نفسه لا محالة,فيحشر كلامه مع المغالطة المشهورة عند أهل المنطق بصدد الكريتي الذي يقول "كل الكريتيين كاذبون."

الرجل يدعو الى أن يحترم كل واحد منَّا آراء الآخر، وحريته في التعبير، وفي الخطاب وأن نحسن الظن بإخواننا المسلمين،
هذا جميل.لكن لماذا لا يكون لي نصيب من دعوتك هذه.ومن عجيب الاتفاق كلامه بعد ذلك عن مكيال بوش وشارون...
بعبارة أوضح كل من يذهب الى "عدم الرد على الآخر" أوجب على نفسه السكوت.فإن قال لأبي عبد المعز كتابة :"دع الناس وشأنهم." حق لأبي عبد المعز أن يرد عليه :"أنت فى زجرك هذا لم تدعني وشأني".فانظروا ايها العقلاء الى مبدأ ما أن يطبقه صاحبه حتي يعود بالنقض على المبدإ ذاته.
لا يقال أن الرجل يتحدث عن العموم...الرجل يرد علي بلا شك ويشير الى عبارات منتقاة من كتابتي...وباب التعريض فى البلاغة لا يخفى على من نصب نفسه مدشنا لمنهج "الانصاف من الاسلاف".
وأن تعجب فتعجب من تعجبه عندما يقول:
والعجب ممن يلغي عقله، ويعطل تفكيره أمام عقول الآخرين، وتفكيرهم؛ وكأن الله سبحانه خلق لهم عقولاً يفكرون بها، وألسنة ينطقون بها، ولم يخلق لنا نحن غير آذان نسمع بها ما يقولون.

والخلط واضح بين التفكير كعملية نفسية داخلية لا يمنعها أحد ولا صاحبها.وبين التفكير الصحيح.فليس الشأن أن تفكر ولكن ان تفكر بمنهج صحيح.....وقد ثبت عندنا قطعا أن السلف أزكى وأعلم وأحكم...فيكون الخضوع لهم ليس الغاء للعقل كما زعموا بل هو عين العقل....
وإن كان الرجل معتدا بعقله وفكره....فإنني معتد بما أقرأ فى فاتحة الكتاب:"اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم"
وإن كان لا بد من التفكير فليفكر: لماذا قال الله تعالى ذلك؟ ولماذا جعلها فى الفاتحة دون غيرها من السور؟ولماذا لا تقبل صلاة من غير الفاتحة المتضمنة لتلك الآية؟
فلينظر بعدها كيف يستقيم له أن يدعو ربه أن يهديه الى صراط السالفين...وبعد الصلاة يلتمس الهداية من عقله وفكره.
هذا الموضوع هو محور نقدنا القادم لصاحب موقع اسرار القرآن.
اللهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم لا صراط غيرهم.آمين.
 
مهلاً !!!

لقد خرجت بفهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم يتناسب وما تريد الاستدلال له!

فان كان ما قلت يا أباعبد المعز حقاً، فما بال من مسّ الحصى؟

و قد روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم :"من مسّ الحصى فقد لغا"- أي يوم الجمعة-

ثمّ- يا أخي- لا تذهب بعيداً في حبك "للسالفين"، فتأتي بعظيم!

فمن أين جئت بـ"صراط السالفين" ؟؟

وكيف تحجر نعمة الله؟ فلا يكون المنعم عليهم بالهداية إلا السالفين!!

وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"مثل أمتي مثل المطر، الذي لا يدرى أوله خير أم آخره"

بل عُد إلى كتاب الله، وانظر أين وكيف يذكر الله "السالفين"!!

وها أنت تؤثر الرد في موضوع جديد، فنأمل أن يكون "نقداً".
 
حاولنا أن نثبت أن التحدي القرآني للعالمين لا يتوقف على أهلية المتحدى’وقيام الحجة لا شك فيها وإن كان السامع بالقرآن ليس عربيا.وماذاك إلا لقيام حجة عقلية موازية لا سبيبل الى إنكارها مفادها أن عجز أهل اللغة العربية -أعنى المؤهلين للتحدي- دليل قاطع على عجز كل الناس فى الحال والمآل معا.
ونزيد المسألة توضيحا بتحليل موقف مشهود منقول حدث فى بدايات النزول القرآني:
أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال : يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوه لك فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله
قال : قد علمت قريش أني من أكثر مالا
قال : فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر أو أنك كاره له
قال : وماذا أقول ؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعر الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلوا وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته
قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه
قال : فدعني حتى أفكر
ففكر
فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره فنزلت ذرني ومن خلقت وحيدا
وأخرجه ابن جرير وأبو نعيم في الحلية وعبد الرزاق وابن المنذر عن عكرمة مرسلا.
سأقسم قراءتي لهذا الحدث الى مقامات أربعة:
-مقام النقل والرواية.
-مقام السياق والملابسة.
-مقام مضمون كلمة الوليد.
-مقام شكل كلمة الوليد.

المقام الأول:

لقد ذاعت كلمة الوليد وانتشرت فى الآفاق لحكمة أرادها الله عز وجل.ولتقريب هذا الحجم الهائل من مساحة الانتشار نلقي نظرة على هذه الأسماء من المفسرين والمحدثين والمؤرخين واللغويين والادباء-اعتمادا على بحث سريع وغير شامل فى برنامج حيسوبي-:
الطبري.ابن كثير.القرطبي.الشوكاني.البغوي.البيضاوي.أبو السعود.السيوطي.النسفي.الألوسي.الثعالبي.الزمخشري.ابن عاشور.الصنعاني.الزركشي.الزرقاني.
البيهقي.الحاكم.العراقي.الالباني.ابن عبد البر.ابن حجر.المباركفوري.ابن تيمية.ابن القيم.الغزالي.عياض.الذهبي.الأدنروي.ابن الأثير.الجرجاني.ابن منظور.ابو السعادات ابن الاثير...
هاأنتم أولاء ترون كم انتشر الخبرواستفاض واستحق لقب الشهرة المطلقة .
وليس مقصودي إثبات صحة الخبر,فتلك نية اترفع عنها إذ حسبي عندئذ تصحيح واحد أو اثنين من النقاد.لكن مقصودي أن الله تعالى قضى أن تحفظ مقولة الوليد الكافر وتصل الى كل إنسان ويرددهاكل لسان.لتقرع كل الآذان.لم ذلك؟لعلاقتها المباشرة بإعجاز القرآن.

المقام الثاني:

لماذا جاء الناس الى الوليد بن المغيرة .؟ألأنه من زعماء قريش؟أم لصفة أخرى؟
الاحتمال الأول ضعيف.فما كان الناس يريدون "قراراسياسيا" بشأن مصير محمد بن عبد الله
وإلا لقصدوا الى دار الندوة.ولكنهم كانوا يريدون "رأي خبرة" بشأن ما يقرأه محمد بن عبد الله.
لقد أدرك الوليد مقصد الناس وحاجتهم الى خبرته فاهتبلها مناسبة على عادة العرب للتبجح والاستعلاء:"والله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعرالجن..."
وشاء الله أن يصل الينا هذا لنكتشف حقيقة أن العرب فى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكونوا على مستوى واحد من معرفة الكلام وتذوقه.فثمة طبقتان على الأقل:
العامة ممن يتكلمون الفصحى فى شؤونهم.
والخاصة من مثل الوليد المستفتى الذي يتكلم كأبناء جلدته فى شؤون حياته لكنه يفضل عنهم بميزة نادرة هي قدرته على"الكلام على الكلام".
ولتوضيح الفرق نشير الى ان المستعمل للغة عادة يكون منشغلا بمحتوى اللغة ومآربه حتى تشف اللغة أو تندك فى مقصوده فلا يلاحظها.أما الناقد اللغوي كالوليد فله شأن آخر مع المتكلمين :انتباه الى المحتوى وانتباه الى اللغة فى ذاتها.ومن ثم تأهل أكثر من غيره الى الفتوى فى القرآن.ولا شك انه سيكون لرأيه تبعات ثقيلة جدا.تبعات لم تفت ماكرا كأبي جهل فبادر الى شن حرب نفسية يتوسل بها الى إحداث ما هو شبيه بالتنويم المغناطيسي ليؤثر على صاحبه فتأتي الفتوى على مقياس الاشتهاء.
إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوه لك.
فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر أو أنك كاره له.
فكأن أبا جهل يريد أن يلقن صاحبه الجواب.لكي لا تقع الكارثة.
لكن الله قدر أمرا آخر:
ان يصدر وصف القرآن من خبير فى اللغة والأساليب من جهة.وهذا الخبير واقع فى ظرف عصيب كل مفرداته تدعو الى مناوءة القرآن من جهة.

المقام الثالث:

قال : وماذا أقول ؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعر الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلوا وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته.
هذا اعتراف الخبير. وأبو جهل كان يعرفه مسبقا.لذلك حاول "استصدار الفتوى".لكن سلطان القرآن على قلب الوليد كان أقوى بكثير من "وسوسة" أبي جهل في أذنه.
وهكذا يصبح قول الوليد المحفوظ فى الناس بالتواترحجة على العربي والعجمي والاحمر والاسود.
وإن لم يذعنوا له لزمهم الا يذعنوا لقول صيرفي فى نقود ولا قول طبيب فى مريض ولا شهادة مهندس فى بناء.فهل يلتزمون؟؟؟
وشاء الله أن يصدر هذا الرأي من كافر عدو لله ولرسوله ولكلامه.ليكون قوله فى القرآن فوق كل الشبهات.وليشهد العالم أن احتمال تواطؤ أو مجاملة غير وارد عند العقلاء.والحق ما شهدت به الأعداء.
ثم انظروا الى أمر آخر:
قال : فدعني حتى أفكر
ففكر
فلما فكر قال : هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره .
هاهو صوت الهوى بعد العقل.وشتان بين التلقائية والتكلف.وبين الصدق والكذب.قال : فدعني حتى أفكر.هل سيفكر فى القرآن.؟ هيهات.بل سيفكر فى الكذبة التي سيقولها للناس.

المقام الرابع:

أسلوب الوليد فى هذه الواقعة عجيب.فهو يرتفع -حين الصدق-الى درجة عليا من البلاغة.فوصفه للقرآن قطعة فنية لا تجارى.والظاهر أنه قال ذلك على البديهة قال ابن عاشور:وقد روي أن الفقرات الشهيرة التي شهد بها الوليد بن المغيرة للقرآن من قوله ( إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وما هو بكلام بشر ) قالها عند سماع هذه الآية -يقصد( أن الله يأمر بالعدل والإحسان ) الآية-.
ويشاء الله ان يحكم الحجة: الوليد يشهد لبلاغة القرآن.وشهادته نفسها تنادي ببلاغة صاحبها.فتكون الحصيلة شهادة بليغ بتفوق بليغ خصم.وهذا منتهى الانصاف.
ثم انظر الآن الى من كان محلقا فى أعالي الفصاحة-وهو صادق-كيف يهوي به التكلف
الى حضيض الكلام-وهو كاذب-.
لم يجد الغبي إلا أن يقول:هذا سحر .وهو تعليل من حقه أن يصدر عن السذج من الأطفال.لكنه الهوى و"التفكير".
نخلص من هذه الاعتبارات الى تأكيد ما قررناه من أن الحجة قد قامت علينا بمثل هذا الذي وصل الينا ممن هو أهل للتحدي.أما نحن فلا يحق لنا ان نسلك انفسنا فى زمرتهم إلا إذا كنا مصابين بداء الجهل المركب .واسمحوا لي بهذا المثل الخارج عن اللياقة-لكنه العي والفهاهة-
عندما يسقط الملاكم خصمه الذي هو من وزنه فى الدقيقة الاولى هل تعتقدون أنه سيتحدى امرأة من الجمهور.وإن فعل فعلى سبيل الدعابة فقط.....أما إن كان جادا فمن المؤكد أن الجمهور سيحتفظ فى ذاكرته بصورة الملاكم الغبي أكثر من صورة الملاكم القوي.
فهل يتعظ صاحب "أسرار القرآن" ويدرك -أننا وأنه -يستحيل علينا أن نكتشف في لغة القرآن ما خفي عن العين الفاحصة العالمة مع استدام التأمل وطول الأمد.
هذا والأمر يتعلق بكفار العرب وأجلافهم .حيث مجرد التفكير فى الدنو منهم ينادي على صاحبه بالجهل المركب.أما ادعاء مزاحمة الصحابة فأقله أن يعود صاحبه لا بخفي حنين بل بالجهل المثلث.
وهذا محور نصيحتنا للشيخ صلاح الدين فى المناسبة القادمة إن شاء الله.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقتباس:
قال أبو عبد المعز:(( والخلط واضح بين التفكير كعملية نفسية داخلية لا يمنعها أحد ولا صاحبها.وبين التفكير الصحيح.فليس الشأن أن تفكر ولكن ان تفكر بمنهج صحيح.....وقد ثبت عندنا قطعا أن السلف أزكى وأعلم وأحكم...فيكون الخضوع لهم ليس الغاء للعقل كما زعموا بل هو عين العقل....
وإن كان الرجل معتدا بعقله وفكره....فإنني معتد بما أقرأ فى فاتحة الكتاب:"اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم"
وإن كان لا بد من التفكير فليفكر: لماذا قال الله تعالى ذلك؟ ولماذا جعلها فى الفاتحة دون غيرها من السور؟ولماذا لا تقبل صلاة من غير الفاتحة المتضمنة لتلك الآية؟
فلينظر بعدها كيف يستقيم له أن يدعو ربه أن يهديه الى صراط السالفين...وبعد الصلاة يلتمس الهداية من عقله وفكره.
هذا الموضوع هو محور نقدنا القادم لصاحب موقع اسرار القرآن.
اللهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم لا صراط غيرهم.آمين.[/QUOTE])).

يرجى من الأخ أبو عبد المعز أن يطلع على :
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=7529
لعله يراجع نفسه، ويقلع عن عادته، ويعترف بأنه مخطىء في كل ما قال. ولا يخفى عليه أن الاعتراف بالخطأ فضيلة، وأن إصراره على الخطأ كإصراره على النقد الذي لا يقوم على الحجة والبرهان، بل يتخطى الحجج والبراهين وأقوال السلف من أهل اللغة والتفسير، ثم يدعي أنه على صراطهم.
 
لا ينقضي العجب من جرأة أبي عرفة هذا في موقعه وفي محاضراته ، مع قلة بضاعته وضحالتها في التفسير وغيره . وأعجب منه مناصرة بعض من يدعي العلم لهذا المنهج المنحرف في التفسير ، وقد كثرت غرائب بعض الباحثين الذين يكتبون من فلسطين حتى ساء ظن الواحد منا بأهل فلسطين ، والخوف من أن يكون هناك دور لليهود في تمويل مثل هؤلاء الباحثين للطعن في كتاب الله بمثل هذه الطريقة التي ظهر شرها وخطرها . ولكن بفضل الله سبحانه هناك من علماء فلسطين من تصدى للرد على هؤلاء وبيان خطرهم وسوء منهجهم من أمثال الدكتور حسام الدين عفانة كما في موقعه .

وقد سئل عن ما يقوله أمثال أبي عرفة في موقعه

يقول السائل: ما قولكم فيمن يربطون الأحداث التي وقعت في أفغانستان وما تعلق بها بالآيات القرآنية الواردة في قصة موسى عليه السلام مع فرعون ربطاً تفصيلياً حيث إنهم يجعلون لكل حدث من الأحداث مهما كان صغيراً ارتباطاً بآية قرآنية وإن كثيراً من عامة الناس قد صدقوا هذه التفسيرات ؟

الجواب : عرف التاريخ الإسلامي جماعة من الوعاظ والقُصَّاص الذين كانوا يحدثون الناس في المساجد بالغرائب والأباطيل والأكاذيب وكان هؤلاء القصاص يستميلون قلوب العامة إليهم بذلك قال ابن قتيبة :[ … القصاص فإنهم يميلون وجه العوام إليهم ويشيدون ما عندهم بالمناكير والأكاذيب من الأحاديث ومن شأن العوام القعود عند القاص ما كان حديثه عجيباً خارجاً عن نظر المعقول أو كان رقيـقاً يـحـزن القلب … ] تأويل مختلف الحديث ص357 .

والعامة في كل عصر مولعون بالغريب ويعجبون بالخرافة ويستمتعون بالعجائب وقد ظهر في زماننا هذا نوع جديد من القصاص يهواهم العامة ويتحلقون حولهم ويظنونهم من المجددين لدين الإسلام وهؤلاء القصاص الجدد يزعمون أن عندهم فهماً جديداً لآيات القرآن وينزلون آيات الكتاب الكريم على الواقع الذي تعيشه الأمة المسلمة اليوم وهو واقع مرير بلا شك .

ويتعلق العامة بالقصاص الجدد بسبب حالة الضعف والذلة والهوان التي تعيشها الأمة المسلمة ونظراً لحالة العداء الشديدة للغرب عامة ولأمريكا خاصة السائدة اليوم في العالم الإسلامي فلما سمع عامة الناس كلام القصاص الجدد حول دمار أمريكا وغرقها وتدمير أبراجها إلى آخر المقولة التي يرددها القصاص الجدد تعلق العامة بهذا الكلام كتعلق الغريق بالقشة .

وأذكر هنا أمثلة من ربط الأحداث الحالية بالآيات القرآنية مما يروج على العامة وأشباه طلبة العلم فمن ذلك : إن قصة موسى عليه السلام المذكورة في سورة القصص تنطبق على أمريكا اليوم وأن أمريكا ستغرق كما غرق فرعون وسيكون غرق أمريكا خلال سنة أو سنتين !!! قال الله تعالى :( وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ فَلَمَّا ءَاسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لْآخِرِينَ ) سورة الزخرف الآيات 51-56 .

الزعم بأن كلمة فرعون تعني البيت العظيم ويوجد اليوم البيت الأبيض قال الله تعالى ( … سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ ) .

الزعم بأن ما ورد في سورة القصص من ذكر لبعض الأمور بصيغة المثنى مثل (رجلين )

( امرأتين )( الأجلين ) ( فذانك برهانان ) ( سحران تظاهرا ) ( أهدى منهما ) ( أجرهم مرتين ) إن هذه التثنية تدل على أن القصة ستحدث مرتين الأولى مع فرعون والثانية مع أمريكا !!!

الزعم بأن قصة قارون المذكورة في سورة القصص تنطبق على السعودية لأن قارون كان من قوم موسى واليوم أسامة بن لادن سعودي فقارون هو السعودية . فالله آتى قارون من الكنوز :( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَءَاتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّة ) والله سبحانه وتعالى أعطى السعودية آبار النفط .

الزعم بأن المراد بقوله تعالى على لسان فرعون :( فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ) أن الصرح هو المرصد الفلكي وأمريكا أطلقت التلسكوب الفضائي هابل .

الزعم بأن فرعون كان يقاتل القاعدة :( فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا ) وأمريكا اليوم تقاتل شبكة القاعدة والناس تقول للقاعد فزّ !!!

الزعم بأن قوله تعالى مخاطباً موسى :( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ) ينطبق على انضمام جماعة الجهاد إلى القاعدة والآية قالت ( عَضُدَكَ ) والظواهري اسمه أيمن !!!

الزعم بأن قوله تعالى :( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ ) بأنه ينطبق على مصاهرة أسامة بن لادن للملا عمر !!! الزعم بأن قوله تعـالى :( فسقى لهما ) ينطبق على حفر أسامة بن لادن لآبار المياه في أفغانستان !!!

الزعم بأن تحالف الشمال الأفغاني ينطبق عليه قوله تعالى :( إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ) وقوله تعالى ( والذين ظاهروهم ) هم بنو قريظة والنسبة إليهم قرظي وقرظاي هو زعيم الحكومة الأفغانية الآن !!!

الزعم بأن قوله تعالى :( وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا ) هي 10% من أرض أفغانستان التي كانت بأيدي تحالف الشمال الأفغاني حيث إن الطالبان والقاعدة سينتصرون عليهم ويطؤوا تلك الأرض التي لم يطؤوها من قبل !!!

الزعم بأن هناك توافقاً بين اسم موسى عليه السلام واسم أسامة بن لادن ففي قصة موسى في سورة القصص قال تعالى :( طسم ) وأن السين والميم هما الحرفان المركزيان في اسم موسى وكذلك هما في اسم أسامة . والزعم بأن أوصاف موسى تنطبق على أسامة بن لادن من حيث الطول والسواد والأنف وحمل العصا فأسامة كذلك ، إلى غير ذلك من المزاعم والترهات التي حاولوا إلصاقها بآيات الكتب المبين وبهر بها العامة . إنه نوع جديد من التلاعب بكلام رب العالمين إن كلام الله أجل وأعظم من هذه الأباطيل والترهات .

وأقول في إبطال هذا الكلام ما يلي : ينبغي أن يعلم أنني لا أكتب هذا الكلام إلا دفاعاً عن كتاب الله سبحانه وتعالى وكلامي لا يعني أنني حريص على بقاء أمريكا بل إن كل مسلم يتمنى أن يقصم الله ظهر دول الكفر وعلى رأسها أمريكا . ولكنه الدفاع عن كلام رب العالمين حتى لا يكون لعبة للمتلاعبين بأقدس ما يملك المسلمون وألخص ردي فيما يلي :

أولاً : إن تفسير كلام رب العالمين ليس من شأن العوام ولا من شأن أشباه طلبة العلم إن تفسير كلام رب العالمين له قواعده وضوابطه التي قررها العلماء ولا بد من معرفتها قبل أن يخوض أي أحد في تفسير القرآن الكريم وقد حذر النبي e من الجرأة على الخوض في كلام الله تعالى بغير علم فقد روى الترمذي بسنده عن ابن عباس t أن رسول الله e قال :( من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح . وحسنه البغوي في شرح السنة 1/258 . وجاء في رواية أخرى عن ابن عباس t أنه e قال :( اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ) رواه الترمذي وقال حديث حسن وحسنه البغوي في شرح السنة 1/257. وعن جندب بن عبد الله t قال : قال رسول الله e :( من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ) رواه الترمذي ثم قال :[ هكذا روي عن بعض أهل العلم من أصحاب النبي e وغيرهم أنهم شددوا في هذا في أن يفسر القرآن بغير علم ] سنن الترمذي مع شرحه عارضة الأحوذي 11/50-51 .

وقد ذكر الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره باباً بعنوان ( ما جاء في الوعيد في تفسير القرآن بالرأي والجرأة على ذلك ) وذكر فيه الأحاديث السابقة ثم ذكر أقوال أهل العلم في التحذير الشديد من التلاعب بكلام الله وتفسيره حسب الآراء والأهواء التي لا تقوم على أساس صحيح ونقل عن ابن عطية قوله :[ وكان جلة من السلف الصالح كسعيد بن المسيب وعامر الشعبي وغيرهما يعظمون تفسير القرآن ويتوقفون عنه تورعاً واحتياطاً لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم قال أبو بكر الأنباري : وقد كان الأئمة من السلف الماضي يتورعون عن تفسير المشكل من القرآن ؛ فبعض يقدر أن الذي يفسره لا يوافق مراد الله عز وجل فيحجم عن القول . وبعض يشفق من أن يجعل في التفسير إماماً يبنى على مذهبه ويقتفى طريقه . فلعل متأخراً أن يفسر حرفاً برأيه ويخطئ فيه ويقول :إمامي في تفسير القرآن بالرأي فلان الإمام من السلف وعن ابن أبي مليكة قال : سئل أبو بكر الصديقt عن تفسير حرف من القرآن فقال:أي سماء تظلني وأي أرض تقلني! وأين أذهب ! وكيف أصنع ! إذا قلت في حرف من كتاب الله تعالى بغير ما أراد تبارك وتعالى ) تفسير القرطبي 1/33-34 .

وقال الإمام ابن العربي المالكي :[ من تسور على تفسير القرآن فصور صورة خطأ فله الويل ، ومن أصاب فمثله ، كما روى أبو عيسى وهكذا قال النبي عليه السلام في القاضي أنه إذا حكم بجهل وأصاب فله النار لإقدامه على ما لا يحل في أمر يعظم قدره وهو الإخبار عن الله بما لم يشرع في حكمه أو إخباره عن ما لم يرده بقوله في وحيه ) عارضة الأحوذي 11/52 .

ثانياً : لا شك أن الله سبحانه وتعالى حث على الاتعاظ والاعتبار بآيات القرآن الكريم قال الله تعالى :( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) سورة القمر الآية 17 .وهذه الآية تمسك بها القصاص الجدد ليفتحوا لأنفسهم باب القول في القرآن الكريم وفق أهوائهم وشهواتهم فيرون أنه لا يوجد أية شروط لمن أراد الادكار أي التفسير حتى لو كان كافراً .

وهذا الكلام الباطل يرده ما قاله المفسرون في معنى الآية وهو ( والله لقد سهلنا القرآن للحفظ والتدبر والاتعاظ لما اشتمل عليه من أنواع المواعظ والعبر ( فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) أي فهل من متعظ بمواعظه معتبر بقصصه وزواجره ) انظر تفسير الألوسي 14/83 . تفسير ابن كثير 6/50 ، صفوة التفاسير 3/286 .

إن الادكار والاتعاظ والاعتبار شيء والتلاعب بكتاب الله شيء آخر ولا يقبل بحال من الأحوال أن يقول إنسان مهما كان برأيه في كتاب الله ثم يقول إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان فلو قال إنسان مثلاً إن المراد بقوله تعالى :( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ) البقرة هي عائشة رضي الله عنها ثم يقول هذا رأيي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فالله ورسوله منه بريئان !!! هل يكون هذا الكلام مقبولاً ؟ بالتأكيد لا ، لأن التفسير له قواعده وأصوله .

قال الشيخ مناع القطان رحمه الله :[ ذكر العلماء للمفسر شروطاً نجملها فيما يلي:

1. صحة الاعتقاد : فإن العقيدة لها أثرها في نفس صاحبها، وكثيراً ما تحمل ذويها على تحريف النصوص والخيانة في نقل الأخبار، فإذا صنف أحدهم كتاباً في التفسير أوَّل الآيات التي تخالف عقيدته، وحملها باطل مذهبه، ليصد الناس عن اتباع السلف، ولزوم طريق الهدى .

2. التجرد عن الهوى: فالأهواء تدفع أصحابها إلى نصرة مذهبهم، فيغرون الناس بلين الكلام ولحن البيان، كدأب طوائف القدرية والرافضة والمعتزلة ونحوهم من غلاة المذاهب.

3. أن يبدأ أولاً بتفسير القرآن بالقرآن ، فما أُجمل منه في موضع فإنه قد فصل في موضع آخر، وما اختصر منه في مكان فإنه قد بسط في مكان آخر .

4. أن يطلب التفسير من السنة فإنها شارحة للقرآن موضحة له، وقد ذكر القرآن أن أحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما تصدر منه عن طريق الله ( إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ) النساء: 105.

وذكر الله أن السنة مبينة للكتاب: ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) النحل: 44 .

وقال رسول الله e:( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) يعني السنة . وقال الشافعي رضي الله عنه:[ كل ما حكم به رسول الله e فهو مما فهمه من القرآن ] وأمثلة هذا في القرآن كثيرة ، جمعها صاحب الإتقان مرتبة مع السور في آخر فصل من كتابه كتفسير السبيل بالزاد والراحلة، وتفسير الظلم بالشرك ، وتفسير الحساب اليسير بالعرض .

5. فإذا لم يجد التفسير من السنة رجع إلى أقوال الصحابة رضي الله عنهم فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال عند نزوله، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح .

6. فإذا لم يجد في القرآن ولا في السنة ولا في أقوال الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة إلى أقوال التابعين، كمجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع، وسعيد بن المسيب، والربيع بن أنس وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين، ومن التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة، وربما تكلموا في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال، والمعتمد في ذلك كله النقل الصحيح، ولهذا قال أحمد :[ ثلاث كتب لا أصل لها، المغازي والملاحم والتفسير ] يعني بهذا التفسير الذي لا يعتمد على الروايات الصحيحة في النقل .

7. العلم باللغة العربية وفروعها : فإن القرآن نزل بلسان عربي ، ويتوقف فهمه على شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع، قال مجاهد:[ لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكـن عالـماً بلـغـات العرب ].

والمعاني تختلف باختلاف الإعراب ، ومن هنا مست الحاجة إلى اعتبار علم النحو، والتصريف الذي تعرف به الأبنية ، والكلمة المبهمة يتضح معناها بمصادرها ومشتقاتها . وخواص تركيب الكلام من جهة إفادتها المعنى ، ومن حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها . ثم من ناحية وجوه تحسين الكلام - وهي علوم البلاغة الثلاثة: المعاني والبيان والبديع - من أعظم أركان المفسر ، إذ لابد له من مراعاة ما يقتضيه الإعجاز ، وإنما يدرك الإعجاز بهذه العلوم .

8. العلم بأصول العلوم المتصلة بالقرآن ، كعلم القراءات لأن به يعرف كيفية النطق بالقرآن ويترجح بعض وجوه الاحتمال على بعض ، وعلم التوحيد ، حتى لا يؤول آيات الكتاب التي في حق الله وصفاته تأويلاً يتجاوز الحق ، وعلم الأصول ، وأصول التفسير خاصة مع التعمق في أبوابه التي لا يتضح المعنى ولا يستقيم المراد بدونها ، كمعرفة أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ ، ونحو ذلك .

9. دقة الفهم التي تمكن المفسر من ترجيح معنى على آخر ، أو استنباط معنى يتفق مع نصوص الشريعة ) مباحث في علوم القرآن ص 340-342 .

ثالثاً : إن الاتكاء على قوله تعالى:( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْءَانِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) سورة الكهف الآية 54 . وقوله تعالى :( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) سورة يوسف الآية 111 . ونحوهما من الآيات التي أخذ منها القصاص أن كل شيء يحدث في هذا الكون لا بد وأن يكون مذكوراً في القرآن الكريم . فإن هذا فهم خاطىء لكلام الله والواقع يكذبه فإن أحداثاً كثيرة وقعت ليس لها ذكر في القرآن الكريم وإنما القرآن الكريم فيه عمومات تحمل عليها الحوادث قال الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي :[ وينبغي أن تنزل جميع الحوادث والأفعال الواقعة والتي لا تزال تحدث على العمومات القرآنية فبذلك تعرف أن القرآن بيان لكل شيء وأنه لا يحدث حادث ولا يستجد أمر من الأمور إلا وفي القرآن بيانه وتوضيحه ] تفسير السعدي ص11 . وأما القول بأن كل حادث صغير أو كبير مذكور في القرآن الكريم فادعاء باطل باطل .

وخلاصة الأمر أنني أوجه نداء عبر هذا المنبر إلى هؤلاء الناس أن يثوبوا إلى رشدهم وأن يكفوا عن التلاعب بآيات القرآن الكريم وأن يكفوا عن إيقاع عامة الناس في الأوهام . وأن يعلموا أن لله سبحانه وتعالى سنناً في نصر المؤمنين وهزيمة الكافرين قال الله تعالى :( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) سورة النور الآية 55 ، فقد علق الله تعالى نصر المؤمنين وتمكينهم في الأرض على اتباع أوامر الله جل جلاله وعبادته والبعد عن الشرك فهل هذا متحقق في الأمة المسلمة اليوم ؟؟؟ وقال الله تعالى :( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ) فهل وجد الشرط حتى يتحقق المشروط ؟؟؟

مصدر
http://www.yasaloonak.net/default.asp?page=fatawa&num=fatwa&types=4&typename=متفرقات&id=315
 
جزى الله الإخوة الكرام أصحاب الإصرار على نقد موقع الأسرار
ولكني أتساءل:
ما هو مبلغ صاحب ذلك الموقع من العلم؟؟
ما هي مؤهلاته؟؟
ومن هم شيوخه؟؟
وعلى من تلقى العلم؟؟
أم أنه تلقى العلم عن الله والرسول -صلى الله عليه وسلم- بلا واسطة؟؟

كان واضحاً من خلال الردود أن أصحابها من أهل العلم، فهل كان المردود عليه كذلك؟؟
فإذا ظهر أنه لا مؤهلات لديه، وليس له شيوخ في العلم فاتركوه وشأنه، فحرام أن تضيعوا وقتكم في مناقشة شخص ليس من أهل العلم.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
 
جزاك الله كل خير أخي الكشاف على تلخيص "بعض" أخطاء الموقع والتي مجرد إيرادها كافٍ للدلالة على سقوطها بله عن الرد عليها

وجزى الله صاحب الموضوع خير الجزاء وعسى الله أن يمده بالعون من عنده للدفاع عن القرآن
 
لا حول ولا قوة الا بالله ...
الذي استغربه مثل هذه العبارات :
"الأعراف", منزلة مشِرفة مشرَّفة عالية, عليها رجال "يعرفون" كلا بسيماهم, وأفرد الله لها سورة عظيمة طويلة في أول القرآن!..

فنسألكم بالله الذي أنزل الكتاب, إن علمتم هذا, ولم تقرأوا قول أحد من قبل ولم تقرأوا تفسيرا, غير ما تقرأون من كلام الله هذا, كأنما أخذتم الآيات لتوكم من فم النبي الطاهر, فمن منا يقول: إنهم الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم؟.

أجزم أن لا يقول بها منصف متدبر!.
 
والأشد استغرابا ما نجده في "أمهات" التفسير, مما سماه ابن تيمية فسادا وبطلانا, وما زلنا نغمض فيها ونتمجهر في ما سواها!.


فقد سبق وقرأت دراسة "الأعراف", فما راعني من صاحب البحث شيء, قدر ما راعني من "آرارء" المفسرين, أن أصحاب الأعراف قد يكونون أبناء الزنى, كرأي آخر بجانب كونهم الملائكة.....

فلو صح عن علماء التفسير هذا, فكيف لم ينتبهو إلى الحديث المتداول في الموضوع؟؟.

فإن تعجب, فاعجب من ذي المكانة, ودع عجبك من القليل!.

هذا -أخي أبو عيشة- ما يسمى "اعتوارا", يعني تسكّر عين وتفتح عين!.
 
الفرق بين الأقدمين الذين أخطأوا وبين صاحب الموقع :

1- أن الأقدمين خير الواحد فيهم واسع فله تفسيرات كثيرة صحيحة يوافق فيها جمهور المسلمين ، بينما شذوذه قليل جدا
أما صاحب الموقع فغالب تفسيره إن لم يكن كله من الشذوذ بل وغير المسبوق .

2- أن الأقدمين إذا وضعوا التفسيرات الشاذة فهم يضعون بجوارها التفسيرات الصحيحة المقبولة شرعا وعقلا ، ويأخذون بها في "معظم" أقوالهم
أما صاحب الموقع فجمع شذوذا جديدا في كل مسألة.

3- أن الأقدمين يتحاشون أن يمدحوا أنفسهم
أما صاحب الموقع فلستُ أدري عن صحة المقولة المنتشرة عنه بأنه يدخل ملتقى أهل التفسير بعدة أسماء ليمدح نفسه ، وعقليته وسبقه ، ... الخ
وفي المقابل نجد في ردوده على الآخرين سوء خلق وسلاطة لسان.

فهذا الأحق بتسميته اعتوارا بل شللا كليا

والحمد لله أن الموضوع تم وضعه في قسم:
ملتقى الانتصار للقرآن الكريم
 
أحسنت أخي "أخوكم"..
وليس أدل على قولك: "أن الأقدمين إذا وضعوا التفسيرات الشاذة فهم يضعون بجوارها التفسيرات الصحيحة المقبولة شرعا وعقلا ", مما نقرأه في الطبري والقرطبي وابن كثير عن قصة ملكة سبأ, كيف حققوها ونقحوها, ولم يأتوا بشاذ واحد, بل كل ما جاؤوا به -ولو أنه لا يوافق نقلا ولا عقلا- صحيح حميد بحمد الله ومنته.

أو كما أجمعوا عليه بخصوص "ناقة الله" التي عشّروها وأتوا لها بفصيل يرغو, وصخرة تنشق -طبعا هذا كله من القرآن بحمد الله ومنته- فكما تلحظ لا شذوذ ولا انحراف!.

أو ما ساقه العلامة البغوي المحقق في يوسف وامرأة العزيز, والآيات الأربع التي صرفته -بحمد الله عنها- وكان ثلاث منها قرآنا قبل تنزيل القرآن -لاحظ أخي موافقة العقل النقل-, أو ما ساقه عن قميص يوسف, وكان غاية في التوفيق والإسناد والتأصيل, حتى روى بغير شذوذ, أن يعقوب علّق تعويذة في عنق يوسف خشية الحسد!. أعاذنا الله وإياك من الشرك.

وانظر هذا التوفيق والإسناد وموافقة الشرع والعقل يا رعاك الله, كما في تفسير البغوي حفظه الله, وانتبه إلى قوله: فقال يوسف "النبي طبعا", وقال فلان وقال فلان, هذا غاية الاطلاع على الغيب فلله الحمد.... جاء في تفسير البغوي: قوله عز وجل: "ولما دخلوا على يوسف"، قالوا هذا أخونا الذي أمرتنا أن نأتيك به قد جئناك به، فقال: أحسنتم وأصبتم، وستجدون جزاء ذلك عندي، ثم أنزلهم وأكرمهم، ثم أضافهم وأجلس كل اثنين منهم على مائدة، فبقي بنيامين وحيدا، فبكى وقال: لو كان أخي يوسف حيا لأجلسني معه، فقال يوسف: لقد بقى أخوكم هذا وحيدا، فأجلسه معه على مائدته، فجعل يواكله فلما كان الليل أمر لهم بمثل ذلك وقال: لينم كل أخوين منكم على مثال، فبقي بنيامين وحده، فقال يوسف: (((((هذا ينام معي على فراشي، فنام معه، فجعل يوسف يضمه إليه ويشم ريحه حتى أصبح)))))، وجعل روبين يقول: ما رأينا مثل هذا، فلما أصبح، قال لهم إني أرى هذا الرجل ليس معه ثان فسأضمه إلي فيكون منزله معي، ثم أنزلهم منزلا وأجرى عليهم الطعام، وأنزل أخاه لأمه معه، فذلك قوله تعالى: " آوى إليه أخاه "، أي: ضم إليه أخاه فلما خلا به قال: ما اسمك؟ قال: بنيامين، قال: وما بنيامين؟ قال: ابن المشكل، وذلك انه لما ولد هلكت أمه. قال: وما اسم أمك؟ قال: راحيل بنت لاوى، فقال: فهل لك من ولد؟ قال: نعم عشرة بنين، قال: فهل لك من أخ لأمك، قال: كان لي أخ فهلك، قال يوسف:أتحب أن أكون أخاك بدل أخيك الهالك، فقال بنيامين: ومن يجد أخا مثلك أيها الملك ولكن لم يلدك يعقوب ولا راحيل، فبكى يوسف عند ذلك وقام إليه وعانقه، وقال له: "قال إني أنا أخوك فلا تبتئس"، أي: لا تحزن،

أما صاحب الموقع فيكفيه شذوذا أن يعتبرأن عمران قد يكون نبيا كأبراهيم ونوح وآدم, وهذا لعمرو الله فائق الشطط والشذوذ أعاذنا الله.

فنسأل الله العافية وأن لا نهدى إلى شيء لم يُهد إليه أحد!.
 
شطط جديد

شطط جديد

السلام عليكم
لم يكتف صاحب موقع الإسرار بما بثه من انحرافات وضلالات في ذلك الموقع حتى افتتح موقعاً جديداً سماه زوراً وبهتاناً (أهل القرآن) تجدونه على هذا الرابط :
http://www.ahlulquran.com/
وهو إعادة وتكرار لما جاء في موقعه السابق ، لكن يبدو أنه لما كشف أمره في الموقع السابق أراد أن يجمل صورته بموقع جديد .

ألا فليتنبه الإخوة لذلك.
 
الأخ القعقاع محمد..

لو كنت أنت رائد المؤمنين لما أفلحوا..

فالذي في الموقع شيء, وما تصفه تجنيا وعدوانا شيء آخر, {وإذا قلتم فاعدلوا}!.
 
السلام عليكم
لا أهدف من رفع المشاركة فتح باب الخلاف أو الزيادة فيه ... ولكن هل لنا لنصل الى ملخص حول نقاط الإختلاف في الفهم لأني لا أتصور أن أحد يختلف مع كتاب الله .
أقصد ما هي النقاط الجوهرية ...
عن نفسي أسمع للأخ أبو عرفة في المسجد الأقصى أحياناً وليس دائماً والسبب تقصير
أو خروج من المسجد للإنطلاق الى أعمال الدنيا وكل ما أستمعه هو جزء من درس بعد صلاة الجمعة .
عودة لسؤالي والموضوع ما هي نقاط الإختلاف في الفهم للمفهوم وقلت لا أتصور أحد يختلف في كتاب الله إلا إن ثبت ولا أعلم ربما لجهلي ..
أما عن ملخص ما فهمت من سماع بعض الدروس أن الشيخ أبو عرفة ينكر وبشدة على من قال بالإعجاز والبديل الذي يقوله جاء به من الكتاب فهو ينقل البديل عن كلمة وقول إعجاز أن نقول البينه والبراهين أي البينات والبرهان والأيات والهدى والنور والحق والذكر ... الخ .
ويرفض وبشدة أن نقول العقيدة ويقول أنها لم ترد في الكتاب ( القرآن ) والبديل هو الملة كما قال الله ( وهذه محاولة للدراسة والبحث ومن يعرف الموقع لأهل القرآن يعلم ما هو أوسع ) وأستمع له يتساءل أين أهل العلم والعلماء للمناقشة والدراسة .. هذا قليل من كثير وما هدفي إلا الدعوةلسعة الصدر ودراسة أهم أمر هو فهم كتاب الله والتمسك به والإستغناء عن ما جاء بغير الكتاب وإن أجريَّ إلا على الله وهو الموفق والمستعان مع الشعور بعدم قدرتي على بيان المقصود .
وملخص المقصود هو بقاء باب الود والنقاش بين العلم وطالبيه مفتوح وبقاء شعار الدين النصحية قائم وقل هاتوا برهانكم .
 
http://www.ahlulquran.com/new/kalemat.pdf

داخل الرابط تجد
قل آية كما قال الله ولا تقل معجزة كما قال الناس

قل ملّة كما قال الله ولا تقل عقيدة كما قال الناس

وبعد هذا لاينفع الكلام إلا الدليل والبرهان
 
المشكلة أخي تتلخص بالآتي:
أولاً: النظرات الجديدة والإبداعية لا تخفى على أهل النظر حتى لو اختلفوا معها. والمشكلة هنا أن صلاح لم يقدم إلا ما هو شاذ وغريب وأبعد ما يكون عن الاجتهاد المعتبر. والعجيب أنه يأتي بالعجائب ثم هو يهجم على أهل التفسير ليلفت الانتباه إلى نفسه. وكان بإمكانه أن يقدم رأيه وكفى.
ثانياً: يغلب على اجتهاداته في التفسير الإغراب إلى درجة أنك تضحك من شدة ما يأتي به من فكاهات لا يليق أن تكون في فهم كتاب الله العزيز.
ثالثا:ما الداعي لإعادة فتح صفحته وقد أضاع أوقات أهل الفضل.
رابعاً:أنصح بإغلاق الموضوع لعلنا لا نضيع وقتنا.
 
حياك الله يا أبا مجاهد .. فقد أثرتَ موضوعاً قديماً دار حوله سجال قديم والله المستعان .
نسأل الله للأخ صلاح الهداية فما انفك يُغْرِبُ في بحوثه ومقالاته حتى أصبحت المخالفةُ للمفسرين وما قال به أكثرهم غايةً ينشدها، دون أن يكون لذلك أثرٌ في نفع الأمة والنهوض بها . ونعوذ بالله من ضياع الأعمار فيما لا ينفع .
 
كنت في صالة استقبال وانتظار في مقر شركة في استانبول سادس أيام عيد الفطر الماضي هذا 1433هـ ، وكانت شاشة التلفزيون على قناة اسمها (الدنيا) أو (دنيا) تبين لي أنها قناة سورية تؤيد نظام بشار الأسد قبحه الله وأهلكه ، وإذ بهذا الشيخ الذي يدعو لبقاء نظام بشار الأسد بقوة ، ويتهم العلماء الذين يؤيدون الخروج عليه بالعمالة والضلالة ، وإذا به يبرر ذلك تبريراً مضحكاً .
فاستوقفني هذا كثيرا ، ورأيت مكتوباً خلفه على لوحة (إلى أهل سورية من المسجد الأقصى دعوة لحقن الدماء) . وظهر على الشاشة اسم المتحدث بعد مدة (صلاح الدين بن إبراهيم) . وجاء فيه بعبارات ذكرتني بصلاح أبي عرفة فعرفته ، وتذكرت مثل هذه الموضوعات التي كانت تنادي على مثل هذا الانحراف في المنهج . نسأل الله الثبات ونعوذ بالله من الخذلان .
 
عودة
أعلى