الإسراء والمعراج بين القرآن والحديث

إنضم
09/09/2009
المشاركات
363
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قرأت بحثاً للأستاذ محمد بن رزق بن طرهوني
عنوانه :
الإسراء والمعراج : الرواية المتكاملة الصحيحة
ورابطه
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=94&book=2509

وخلاصته بعبارته:
"إن العلماء عندما رأوا الاختلافات الشديدة بين الروايات لجأ كثير منهم إلى حملها على التعدد هرباً من التوفيق لصعوبته ، خاصة مع عدم الاقتصار على الروايات الصحيحة والنظر في ضبط الرواة ؛
فمن أهل العلم من قال بتكرر الإسراء وتكرر المعراج عدة مرات ،
ومنهم من قال بحدوثهما مناماً ثم حدوثهما يقظة ، وغير ذلك .
وبحمد الله تعالى بعد دراستي للروايات دراسة ممحصة متعمقة :
من جهة الأسانيد أولا
ثم من جهة المتون ثانيا
ثم من جهة موافقة العقل للنقل ثالثا
تبين لي ما جعل الروايات كلها تلتئم : (( وهو القول بكون المعراج الذي حدث في ليلة الإسراء كان بالروح فقط أثناء النوم توطئة وتمهيداً لرحلة الإسراء بالجسد والروح معاً ، وأن المعراج بالروح مناماً تكرر ولا مانع من ذلك ، وقد يكون مرة وقد يكون عدة مرات حيث إنه لا يعدو أن يكون انطلاقة للروح ، وهو أمر غير مستبعد تكرره لغير الأنبياء فكيف بالأنبياء ؟ )).
فمثلاً حديث سمرة في المعراج مناماً وحديث أبي أمامة وحديث أبي موسى الأشعري كلها تدل على تكرر المعراج ، وكما أنها كانت بالاتفاق مناماً فشبيهها يكون مثلها مناما عند النظر , وقد فرق ابن القيم وابن كثير وغيرهما بين العروج بالروح وبين المنام المحض "... إلخ ما قال ..
لذا أعرض هذا الموضوع للنقاش العلمي لأسباب:
- أن القرآن ذكر الإسراء تصريحاً دون المعراج .
- أن الإسراء كان هو محل النزاع بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل مكة .
- لو كان المعراج في اليقظة لكانت أنظار قريش ستتجه إليه دون الإسراء لأن دعوى المعراج يقظة أعظم من دعوى الإسراء.
- من ناحية الإعجاز لو كان المعراج حصل يقظة إلى ما بعد البيت المعمور وسدرة المنتهى وإلى مستوى سماع صريف الأقلام ، لدلّ على طلاقة القدرة الإلهية أكثر دلالة من الإسراء الذي لا يعدو 850 ميلاً.
- منام النبيء ليس كمنام غيره وعليه جاء الحديث : "حتى أتَوْهُ ليلةً أخرى فيما يرى قلبُه وتنامُ عينُه ولا ينامُ قلبُه ، وكذلك الأنبياءُ تنام أعينُهم ولا تنامُ قلوبهم ".
للتذكير : خلاصة بحث الأستاذ بن طرهوني أن المعراج وقع قبل الإسراء ، وأن المعراج وقع مناماً والإسراء يقظة ،
راجياً لمن أراد الإدلاء بدلوه في هذا الموضوع أن يكون اطلع على البحث ، لتكون المشاركات في الصلب.
والعنوان المختار : الإسراء والمعراج بين القرآن والحديث .
والله الموفق .​
 
قرأت بحثاً للأستاذ محمد بن رزق بن طرهوني
عنوانه :
الإسراء والمعراج : الرواية المتكاملة الصحيحة
ورابطه
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=94&book=2509

وخلاصته بعبارته:
"إن العلماء عندما رأوا الاختلافات الشديدة بين الروايات لجأ كثير منهم إلى حملها على التعدد هرباً من التوفيق لصعوبته ، خاصة مع عدم الاقتصار على الروايات الصحيحة والنظر في ضبط الرواة ؛
فمن أهل العلم من قال بتكرر الإسراء وتكرر المعراج عدة مرات ،
ومنهم من قال بحدوثهما مناماً ثم حدوثهما يقظة ، وغير ذلك .
وبحمد الله تعالى بعد دراستي للروايات دراسة ممحصة متعمقة :
من جهة الأسانيد أولا
ثم من جهة المتون ثانيا
ثم من جهة موافقة العقل للنقل ثالثا
تبين لي ما جعل الروايات كلها تلتئم : (( وهو القول بكون المعراج الذي حدث في ليلة الإسراء كان بالروح فقط أثناء النوم توطئة وتمهيداً لرحلة الإسراء بالجسد والروح معاً ، وأن المعراج بالروح مناماً تكرر ولا مانع من ذلك ، وقد يكون مرة وقد يكون عدة مرات حيث إنه لا يعدو أن يكون انطلاقة للروح ، وهو أمر غير مستبعد تكرره لغير الأنبياء فكيف بالأنبياء ؟ )).
فمثلاً حديث سمرة في المعراج مناماً وحديث أبي أمامة وحديث أبي موسى الأشعري كلها تدل على تكرر المعراج ، وكما أنها كانت بالاتفاق مناماً فشبيهها يكون مثلها مناما عند النظر , وقد فرق ابن القيم وابن كثير وغيرهما بين العروج بالروح وبين المنام المحض "... إلخ ما قال ..
لذا أعرض هذا الموضوع للنقاش العلمي لأسباب:
- أن القرآن ذكر الإسراء تصريحاً دون المعراج .
- أن الإسراء كان هو محل النزاع بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل مكة .
- لو كان المعراج في اليقظة لكانت أنظار قريش ستتجه إليه دون الإسراء لأن دعوى المعراج يقظة أعظم من دعوى الإسراء.
- من ناحية الإعجاز لو كان المعراج حصل يقظة إلى ما بعد البيت المعمور وسدرة المنتهى وإلى مستوى سماع صريف الأقلام ، لدلّ على طلاقة القدرة الإلهية أكثر دلالة من الإسراء الذي لا يعدو 850 ميلاً.
- منام النبيء ليس كمنام غيره وعليه جاء الحديث : "حتى أتَوْهُ ليلةً أخرى فيما يرى قلبُه وتنامُ عينُه ولا ينامُ قلبُه ، وكذلك الأنبياءُ تنام أعينُهم ولا تنامُ قلوبهم ".
للتذكير : خلاصة بحث الأستاذ بن طرهوني أن المعراج وقع قبل الإسراء ، وأن المعراج وقع مناماً والإسراء يقظة ،
راجياً لمن أراد الإدلاء بدلوه في هذا الموضوع أن يكون اطلع على البحث ، لتكون المشاركات في الصلب.
والعنوان المختار : الإسراء والمعراج بين القرآن والحديث .

والله الموفق .​

أخي عصام , سأحاول الإجابة بإختصار ::
ذكر الله عز وجل المعراج بقوله :"والنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) "
[النجم/1-19]
وكر فتنة الكفار في ذلك فقال:"وإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)" [الإسراء/60]

بينما الإسراء ذكر في أقل من ذلك :"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)" [الإسراء/1]

فالزعم بأن القران ذكر الإسراء أكثر مما ذكر المعراج غير صحيح بل العكس هو الصحيح, وجعل الرؤيا فتنة لا يكون صحيحا لو كانت منام , بل ماروه على ما رأى وقوله عز وجل "ما زاغ البصر وما طغى " دليل أنها رؤيا حق .

الحديث كاملا:"سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ جَاءَهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ أَوَّلُهُمْ أَيُّهُمْ هُوَ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ هُوَ خَيْرُهُمْ وَقَالَ آخِرُهُمْ خُذُوا خَيْرَهُمْ
فَكَانَتْ تِلْكَ فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى جَاءُوا لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ فَتَوَلَّاهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ"

صحيح البخاري - (ج 11 / ص 405)
فالمعراج هو الصعود الى السماء والنبي صعد الى السماء فيما بين مكة وبيت المقدس ثم هبط أرضا ثم صعد الى السماء .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله قَوْله" ( ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا )
إِنْ كَانَتْ الْقِصَّة مُتَعَدِّدَة فَلَا إِشْكَال وَإِنْ كَانَتْ مُتَّحِدَة فَفِي هَذَا السِّيَاق حَذْف تَقْدِيره ثُمَّ أَرْكَبَهُ الْبُرَاق إِلَى بَيْت الْمَقْدِس ، ثُمَّ أَتَى بِالْمِعْرَاجِ كَمَا فِي حَدِيث مَالِك بْن صَعْصَعَة " فَغُسِلَ بِهِ قَلْبِي ثُمَّ حُشِيَ ثُمَّ أُعِيد ثُمَّ أُتِيت بِدَابَّةٍ فَحُمِلْت عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيل حَتَّى أَتَى السَّمَاء الدُّنْيَا " وَفِي سِيَاقه أَيْضًا حَذْف تَقْدِيره " حَتَّى أَتَى بِي بَيْت الْمَقْدِس ثُمَّ أَتَى بِالْمِعْرَاجِ " كَمَا فِي رِوَايَة ثَابِت عَنْ أَنَس رَفَعَهُ : " أُتِيت بِالْبُرَاقِ فَرَكِبْته حَتَّى أَتَى بِي بَيْت الْمَقْدِس فَرَبَطْته ، ثُمَّ دَخَلْت الْمَسْجِد فَصَلَّيْت فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاء " ."
فتح الباري لابن حجر - (ج 21 / ص 101)
 
- أن الإسراء كان هو محل النزاع بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل مكة .
- لو كان المعراج في اليقظة لكانت أنظار قريش ستتجه إليه دون الإسراء لأن دعوى المعراج يقظة أعظم من دعوى الإسراء.
- من ناحية الإعجاز لو كان المعراج حصل يقظة إلى ما بعد البيت المعمور وسدرة المنتهى وإلى مستوى سماع صريف الأقلام ، لدلّ على طلاقة القدرة الإلهية أكثر دلالة من الإسراء الذي لا يعدو 850 ميلاً.


أنظار قريش اتجهت إلى الإسراء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حدثهم عنه وحديثه كان من خلال تلاوة القرآن.
والإسراء معجزة يمكن إقامة الدليل عليها وهو ما حصل ، بخلاف المعراج فإنه ليس من سبيل إلى إثباته ، فإذا ثبت الإسراء بالدليل كان الإيمان بالمعراج مبنيا عليه.
وتقرير ذلك: أنه إذا ثبت الإسراء وهو أمر خارق للعادة يستحيل أن يتأتى لبشر في ذلك الزمن ولا في غيره دون أسباب فما المانع أن الذي قدر على أن يسري به إلى بيت المقدس أن يعرج به إلى السماء ؟
فالمشكلة ليست متعلقة بالقدرة الإلهية بقدر تعلقها بإقامة الدليل على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقريش تعلم أن الله قدير وأنه هو الخالق ولا تنكره ولكنه تنكر أن يكون الله فعل ذلك لمحمد صلى الله عليه وسلم.
ولهذا الذي قام عنده الدليل على صحة قول الله تعالى :
" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" الإسراء (1)
لا يجد مشكلة في الإيمان بقوله تعالى:
" وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)" النجم
دليلا على المعراج.
هذا والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد​
 
عم أقامة الدليل أن النبي وصف لهم بيت المقدس ويستطيعوا أن يعلموا حقيقة كلامه لأنهم يستطيعون التأكد من كلامه ومنهم من يعرف ليت المقدس.
 
أخوي الفاضلان
أرجو أن لا يحمل هذا البحث على أنه إنكار للمعراج أو محاولة لإثباته أو نفيه !. فثبوته مسلّم كما في سورة النجم وفي السنة كما تفضل الأخ مجدي وبيّن، وليس هو محل نزاع أصلاً.
ولكن ورد في بعض الآثار أنه كان وعين النبيء نائمة دون قلبه، قال النبيء في حديثه عن معراجه: "فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ " . هذا الأثر يدل على أنه كان نائم العين. وورد أنه لم يفقد من مكانه .
وهذا الذي في بعض الآثار يتوافق مع الآيات والوقائع . وهذا هو محل النقاش .
ثانياً هذا القول أورده الحافظ ابن حجر في الفتح على أنه أحد أقوال المسألة .
ثالثاً الكلام في صدر سورة النجم محمول على الراجح على أنه ملك الوحي : جبريل ، وهو الذي رجحه ابن جرير ورواه في تفسير سورة النجم عن ابن مسعود وابن عباس في أصرح النقل عنه وعائشة والحسن ومجاهد وقتادة .... رضي الله عنهم
رابعاً قوله : ( ما كذب الفؤاد ما رأى ) حجة في أن الرؤية المعراجية كانت بالفؤاد .
خامساً القول بأنه صلى الله عليه وسلم لم يخبر قريشاً بالمعراج فيحتاج دليلاً مع قوله : (أفتمارونه على ما يرى) بل سورة النجم كلها .


أعيد عرض ترتيب ما وقع على ما يرى الأستاذ طرهوني، ببعض التوسع :
1. عرج بالنبيء من المسجد الحرام إلى السماء والنبيء نائم العين متيقظ الفؤاد ، ورؤيا الأنبئاء حق .
2. رأى النبيء في السماء ما رأى من الأنبئاء وانتهى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى وسمع صريف الأقلام ورأى ربه بقلبه وما كذب الفؤاد ما رأى... وفرضت عليه الصلاة ..
3. قال : فاهبط باسمِ الله فاستيقظَ وهو في المسجد الحرام .
4. قال : ثم أُتيتُ بدابةٍ دونَ البغلِ وفوقَ الحمارِ (وهو متيقظ)... فأسري به إلى المسجد الأقصى ... فصلى بالأنبئاء صلاة الفجر.
5. عاد إلى مكة "ثم انصرف بي ، فمررنا بعيرٍ لقريشٍ بمكان كذا وكذا "...

هذا الترتيب (المعراج قبل الإسراء) والتفصيل (المعراج روحاً والإسراء بالجسد والروح) لا يوافق الترتيب الذي نسمعه أو نقرؤه . هذا هو محل النقاش.
 
و( الرؤيا ) هي رؤيا عين أريها النبيء في ليلة مسراة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، كما أوضح ذلك ابن جرير وغيره، أو هي رؤياه للعير . فهي داخلة في الإنكار القرشي على الإسراء .
 
أخانا الفاضل عصام حفظه الله
االرؤية بصرية والفؤاد صدق تلك الرؤية
قال تعالى
"وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)"
والأحاديث تثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى جبريل على صورته الحقيقة
وهو المقصود في قوله تعالى
(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)
روى البخاري بسنده عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
فَأَيْنَ قَوْلُهُ
{ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى }
قَالَتْ ذَاكَ جِبْرِيلُ كَانَ يَأْتِيهِ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ وَإِنَّهُ أَتَاهُ هَذِهِ الْمَرَّةَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي هِيَ صُورَتُهُ فَسَدَّ الْأُفُقَ.
وهذا روية بصرية يقظة لا مناما
والثانية هي التي عند السدرة
أما إخباره بالمعراج فلم أنفه أخانا الفاضل
لكن لما كان الحديث عن الإسراء صريح في سورة الإسراء كان الجدل من المشركين حول هذا الموضوع حيث إنهم ظنوا أن في مقدورهم أن يجادلوا فيه وإلا فهم يعلمون من قبل أنه يزعم أن الوحي يأتيه صلى الله عليه وسلم من السماء وهذه قضية ليس لهم أمامها إلا التكذيب والإنكار بخلاف الإسراء فإنهم كان يحسبون أنهم يستطيعون أن يقيموا دليلا على كذبه وحاشاه أن يكذب ، ولهذا قالوا : نضرب أكباد الإبل شهرا..."
أما الأحاديث فلعل الله أن ييسر الوقوف على ما كتب فيها في وقت آخر.
 
قال الراغب في المفردات : البصر : يقال للجارجة ، وللقوة التي فيها ، ولقوة القلب المدركة ، ومنه قوله (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )، لأن الميت لا جارحة له يبصر بها .
وعليه يجوز أن تقول : أبصرته بعيني قلبي .
وقال ابن جرير : ما زاغ البصر : لم يتجاوز حده .
وقولك : " يقظة لا مناماً " هو ما نبحث عن دليله يا أخي الحبيب .
وعندي سؤال خاص للأخ أبي سعد : هل تراجع بريدك الخاص ؟ (ابتسامة)
 
أخي عصام تجد حديث ابن جرير واضحا عند تفسير قوله "عند سدرة المنتهى",تجد الكلام عليه في أول سورة الإسراء
وقول ابن جرير هو :" وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدنَا أَنْ يُقَال : إِنَّ اللَّه أَسْرَى بِعَبْدِهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَسْجِد الْحَرَام إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى , كَمَا أَخْبَرَ اللَّه عِبَاده , وَكَمَا تَظَاهَرَتْ بِهِ الْأَخْبَار عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّ اللَّه حَمَلَهُ عَلَى الْبُرَاق حِين أَتَاهُ بِهِ , وَصَلَّى هُنَالِكَ بِمَنْ صَلَّى مِنْ الْأَنْبِيَاء وَالرُّسُل , فَأَرَاهُ مَا أَرَاهُ مِنْ الْآيَات ; وَلَا مَعْنَى لِقَوْلِ مَنْ قَالَ : أُسْرِيَ بِرُوحِهِ دُون جَسَده , لِأَنَّ ذَلِكَ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ مَا يُوجِب أَنْ يَكُون ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى نُبُوَّته , وَلَا حُجَّة لَهُ عَلَى رِسَالَته , وَلَا كَانَ الَّذِينَ أَنْكَرُوا حَقِيقَة ذَلِكَ مِنْ أَهْل الشِّرْك , وَكَانُوا يَدْفَعُونَ بِهِ عَنْ صِدْقه فِيهِ , إِذْ لَمْ يَكُنْ مُنْكَرًا عِنْدهمْ , وَلَا عِنْد أَحَد مِنْ ذَوِي الْفِطْرَة الصَّحِيحَة مِنْ بَنِي آدَم أَنْ يَرَى الرَّائِي مِنْهُمْ فِي الْمَنَام مَا عَلَى مَسِيرَة سَنَة , فَكَيْف مَا هُوَ عَلَى مَسِيرَة شَهْر أَوْ أَقَلّ ؟ وَبَعْد , فَإِنَّ اللَّه إِنَّمَا أَخْبَرَ فِي كِتَابه أَنَّهُ أَسْرَى بِعَبْدِهِ , وَلَمْ يُخْبِرنَا أَنَّهُ أَسْرَى بِرُوحِ عَبْده , وَلَيْسَ جَائِزًا لِأَحَدٍ أَنْ يَتَعَدَّى مَا قَالَ اللَّه إِلَى غَيْره . فَإِنْ ظَنَّ ظَانّ أَنَّ ذَلِكَ جَائِز , إِذْ كَانَتْ الْعَرَب تَفْعَل ذَلِكَ فِي كَلَامهَا , كَمَا قَالَ قَائِلهمْ
: حَسِبْت بُغَام رَاحِلَتِي عَنَاقًا وَمَا هِيَ وَيْب غَيْرك بِالْعَنَاقِ
يَعْنِي : حَسِبْت بُغَام رَاحِلَتِي صَوْت عَنَاق , فَحَذَفَ الصَّوْت وَاكْتَفَى مِنْهُ بِالْعَنَاقِ , فَإِنَّ الْعَرَب تَفْعَل ذَلِكَ فِيمَا كَانَ مَفْهُومًا مُرَاد الْمُتَكَلِّم مِنْهُمْ بِهِ مِنْ الْكَلَام . فَأَمَّا فِيمَا لَا دَلَالَة عَلَيْهِ إِلَّا بِظُهُورِهِ , وَلَا يُوصِل إِلَى مَعْرِفَة مُرَاد الْمُتَكَلِّم إِلَّا بِبَيَانِهِ , فَإِنَّهَا لَا تَحْذِف ذَلِكَ ; وَلَا دَلَالَة تَدُلّ عَلَى أَنَّ مُرَاد اللَّه مِنْ قَوْله : { أَسْرَى بِعَبْدِهِ } أَسْرَى بِرُوحِ عَبْده , بَلْ الْأَدِلَّة الْوَاضِحَة , وَالْأَخْبَار الْمُتَتَابِعَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللَّه أَسْرَى بِهِ عَلَى دَابَّة يُقَال لَهَا الْبُرَاق ; وَلَوْ كَانَ الْإِسْرَاء بِرُوحِهِ لَمْ تَكُنْ الرُّوح مَحْمُولَة عَلَى الْبُرَاق , إِذْ كَانَتْ الدَّوَابّ لَا تَحْمِل إِلَّا الْأَجْسَام . إِلَّا أَنْ يَقُول قَائِل : إِنَّ مَعْنَى قَوْلنَا : أَسْرَى بِرُوحِهِ : رَأَى فِي الْمَنَام أَنَّهُ أَسْرَى بِجَسَدِهِ عَلَى الْبُرَاق , فَيُكَذِّب حِينَئِذٍ بِمَعْنَى الْأَخْبَار الَّتِي رُوِيَتْ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّ جَبْرَائِيل حَمَلَهُ عَلَى الْبُرَاق , لِأَنَّ ذَلِكَ إِذَا كَانَ مَنَامًا عَلَى قَوْل قَائِل هَذَا الْقَوْل , وَلَمْ تَكُنْ الرُّوح عِنْده مِمَّا تَرْكَب الدَّوَابّ , وَلَمْ يُحْمَل عَلَى الْبُرَاق جِسْم النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لَمْ يَكُنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْله حُمِلَ عَلَى الْبُرَاق لَا جِسْمه , وَلَا شَيْء مِنْهُ , وَصَارَ الْأَمْر عِنْده كَبَعْضِ أَحْلَام النَّائِمِينَ , وَذَلِكَ دَفْع لِظَاهِرِ التَّنْزِيل , وَمَا تَتَابَعَتْ بِهِ الْأَخْبَار عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَجَاءَتْ بِهِ الْآثَار عَنْ الْأَئِمَّة مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ ."
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=TABARY&nType=1&nSora=17&nAya=1
 
قال الراغب في المفردات : البصر : يقال للجارجة ، وللقوة التي فيها ، ولقوة القلب المدركة ، ومنه قوله (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )، لأن الميت لا جارحة له يبصر بها .
وعليه يجوز أن تقول : أبصرته بعيني قلبي .
وقال ابن جرير : ما زاغ البصر : لم يتجاوز حده .
وقولك : " يقظة لا مناماً " هو ما نبحث عن دليله يا أخي الحبيب .
وعندي سؤال خاص للأخ أبي سعد : هل تراجع بريدك الخاص ؟ (ابتسامة)

أخي الحبيب عصام
آية سورة "ق" تتحدث عن الإنسان بعد البعث ، والإنسان يبعث بروحه وجسده برجليه ويديه وعينيه التي في رأسه ، ولا تتحدث عنه في فترة البرزخ التي هو فيها ميت متحلل الجسد ، وإليك الآيات فهي واضحة في ذلك:
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ (22))سور ق
أما دليل كون المعراج يقظه فهذا دل عليه القرآن والأحاديث الصحيحة في البخاري وغيره.
وأما البريد فأعتقد أنني رددت على رسالتك وقلت على الرحب والسعة حياك الله في أي وقت.​
 
أخ مجدي
كل ما سقته عن ابن جرير لا يتطرق إلى المعراج ، ولعل هذا من فطنة ابن جرير رحمه الله، يقول إن الإسراء كان بعبده يقظة وأنه كان بالبراق. وهذا مسلّم وواضح وليس محل نقاش.
وَلَا مَعْنَى لِقَوْلِ مَنْ قَالَ : أُسْرِيَ بِرُوحِهِ دُون جَسَده .....
لم أتكلم في روحانية الإسراء من المسجد الحرام إلى الأقصى .. وأرى أنه كان بكامل اليقظة وبالجسد والروح .. وكذلك الأستاذ صاحب البحث .
الكلام يا أخي في المعراج ، فمعلوم أن المعراج لم يكن بالبراق ، لأنه كان مربوطاً عند الصخرة ببيت المقدس... إلخ
وبعض الأحاديث التي ذكرت الإسراء والمعراج - كما ذكر العلامة الشيخ الألباني فيها اضطراب ، فالرجاء التأمل. وهذه محاولة للتوفيق . والتوفيق من الله وحده.
أخ أبا سعد
لا جدال في أن الرسول رأى جبريل الذي جاءت سورة النجم تذكر تنزله على الرسول بوحي يوحى ، وهذا مذهب الجمهور ، كما أن مذهبهم في رؤية الرسول ربه هو الذي حكته عنهم عائشة التي قفّ شعر رأسها من قول من ادعاه ، وذلك من غير مخالف لها من الصحابة كما ذكر الشيخ الألباني رحمه الله (الإسراء والمعراج) .
وقد وردت آيات كثيرة غير آية سورة ق تدل أن البصر لا يراد به رؤية العين فحسب، وآية النجم منها :
- ( ما كذب الفؤاد ما رأى ... ) الفؤاد رأى رؤية صدق وصواب لا خطأ فيها ، الفؤاد هنا فاعل : أي هو الرائي لأشياء كثيرة في تلك الليلة وقبلها ويرى بعدها ، وليس مصدقاً فحسب. لاحظ استعمال لفظ الرؤية في موضع واستعمال لفظ البصر في الآخر !
- ( أفتمارونه على ما يرى ) يرى فعل مضارع ، لم يقل على ما رأى ، لتقريعهم على فساد رأيهم ، في إنكار رؤية الرسول ما رأى من غير دليل منهم .
- ( ولقد رآه نزلة أخرى ... ) رآه بفؤاده أيضاً عند سدرة المنتهى ، كما رآه بعينيه قبل ذلك المعراج فسد الأفق .
- ( ما زاغ البصر وما طغى ) تحمل من الدلالات ما هو أكثر من تفسيره بـ(ما زاغت العين) إذ البصر يطلق - كما نقلت عن الراغب ورأيته في اللسان - على الحاسة ، وعلى الإدراك .
- وزيغ البصر يدل فيما يدل على الاضطراب ومنه قوله : (وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر).
- وهناك آيات جاء فيها البصر دالاً على ملكات الفؤاد والهبات الربانية المودعة فيه ، ومنها :
. ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا مبصرون ) ابن جرير : مبصرون هدى الله وبيانه وطاعته .
. ( واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار ) ابن جرير : يعني بالأبصار أنهم أهل أبصار القلوب .
فإذا لم يكن البصر قطعاً في رؤية العين فلا يكون ملزماً في موطن الاحتجاج .
 

أخانا الفاضل عصام
البصر ورد في القرآن في غير محل النزاع ويراد به العين قطعا ومن ذلك قوله تعالى:
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) النحل (77)
(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)) سورة الملك
(فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ) القيامة (7)
فلماذا نخرج آية النجم : (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) النجم (17) عن استعمال القرآن دون دليل قطعي؟
وجاءت " الأبصار" في القرآن في عدة مواضع يراد بها البصر بالعين ومن ذلك :
(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الأنعام (103)
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ) إبراهيم(42)
(َفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج(46)
(إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ) سورة الأحزاب(10)
(أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ) الصافات (63)
وأيضا في كثير من الآيات يقرن الحق تبارك وتعالى السمع مع البصر مع الفؤاد فدل على أن المراد الحاسة كما في قوله تعالى:
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ) يونس(31)
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) النحل(78)
(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ )) المؤمنون
(رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) النور (37)
(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ) السجدة(9)
(قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ) الملك (23)

(وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) سورة الأحقاف(26)
فهذا هو الغالب على استعمال القرآن فإذا وجدت قرينة تصرف عن هذا عملنا بتلك القرينة كما في آية "ص" :
وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45)
عرفنا هنا أن ليس في الأيدي جمع يد الجارحة والأبصار جمع بصر الحاسة أي مدح فهم كغيرهم علمنا أنه أرد بالأيدي القوة وبالأبصار البصيرة.
نخلص من كل هذا أنه في النجم جمع بين الفؤاد والبصر فقال:
(مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18))
فذكر أن فؤاده ما كذب ما رأته عيناه حيث رأى جبريل على هيئته قد سد الأفق والنبي في مكة وهذه روية بصرية ثم أكد الرؤية الثانية بقوله " ولقد" ثم قطع الاحتمال بقوله " ما زاغ البصر وما طغى" ثم أكده مرة ثالثة بقوله " لقد رأى".
فلماذا نجعلها في الأرض رؤية بصرية وفي السماء روية قلبية دون دليل ولا حاجة تدعو إلى ذلك؟
 
بارك الله فيك
بعد قراءة هذا البحث للأستاذ طرهوني من جديد ومراجعة الروايات في كتاب الألباني وغيره تبين الآتي :
1. أنه جعل رواية العروج من مكة إلى السماء، وكان ذلك العروج في المنام، وكان قبل الإسراء، جعلها هي عمدة بحثه ومن هنا كان الخطأ، وكان من جراء ذلك أنه ألغى المعراج من الأقصى وهو الذي كان في اليقظة بلا شك فقد أخذ جبريل بيد النبيء وصعد به من هناك ( من الأقصى ) إلى السماء .
2. أنه ألغى الروايات الكثيرة التي تثبت أن النبيء قد عرج به من الأقصى إلى السماء ، وجعل النبيء يعود من الأقصى إلى مكة ، دون عروج إلى السماء ، مخالفاً النصوص مخالفة صريحة .
3. أن الرؤيا في المعراج الذي كان من الأقصى كانت بصرية ، لأنه لا دليل في رحلة الإسراء كلها يبين أن الرسول نام منذ ركوبه البراق إلى أن عاد إلى مكة إطلاقاً، وأما المعراج الذي كان من مكة إلى السماء فكان في المنام فقد جاء فيه أنه كان نائم العين متيقظ القلب .
4. الإسراء بين المسجدين كان مرة واحدة، والمعراج كان مرة في المنام من مكة إلى السماء قبل الإسراء، والثاني في اليقظة من الأقصى إلى السماء في ليلة الإسراء ، لأنه جاء أن الرسول أتي بالبراق بعد استيقاظه في مكة بعد العروج الأول.
ولذا أقول إن بحث الأستاذ طرهوني يحتاج إلى مراجعة .
والله أعلم .
 
بارك الله فيكم جميعاً .

لدي تعليق بسيط :
"قال : فاهبط باسمِ الله فاستيقظَ وهو في المسجد الحرام."
هذه الرواية ليس فيها دلالة على كونها رؤيا منامية. بل على العكس!
هي تمثل قدر الله عز وجل في إهباطه لنبيه
صلى الله عليه وسلم فلم يبرح إلا ووجد نفسه
قد استيقظ في المسجد الحرام .
فتلك الرحلة السماوية فيها من المعجزات مالله به عليم . فا الله أعلم كيف جعل الجسد البشري لنفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم يتحمل مثل هذه الرحلة ليرجعه في دعة وسلام للمسجد الحرام. وهنا النكتة في القول ( فاهبط باسم الله فاستيقظ).
============
ثم لو تأملنا : هل يعقل كون الإسراء بالجسد والمعراج بالروح؟ ما المعنى ؟
وكما ذكر الإخوة في آية ( مازاغ البصر وماطغى ) ، وحديث صورة جبريل عليه السلام .
فهي من أصرح مايستدل به في هذا الباب.

 
اين الاعجاز في الاسراء او المعراج ان لم يكن حقيقه كيف يوصف بانه ايات ان كان مناما

في الحقيقه انا اسري بي بالمنام الى مسجد رسول لله ومرة الى البيت الحرام ثم الى مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام

ومرة عرج بي الى السماء كل هذا مناما ومرة رايت حفرة النار...

وليس هذا اعجاز او ايات !!!

وانا متاكد ان هناك الكثير ممن راى منامات كهذه

نُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا...الاسراء

تعدد الايات تدل ان الاسراء وهو ايه حدث ليرى سيدنا محمد ايات اخرى و كلها رؤيا العين والبصر لا القلب ولا البصيره فكم من ولي رأى الجنان مناما فهل تلك الرؤى ايات ام لا تعدوا المبشرات

احيانا لا يحتاج الامر لدراسات و ابحاث حتى نتبين الحق فبعض الامور بديهيه تظهر نفسها بنفسها.
 
عودة
أعلى