سمير عمر
New member
حفظكم الله ورعاكم، إن حبي لما تكتبونه هو الذي يجعلني أقرأه، وأهتم به، لكن هذا لا يجعلنا نهتم بالأصول، ولا نلقي بالاً لجزئيات الموضوع؛ لأن النتيجة المتوخاة ستكون عكسية، وقد يتسبب ذلك في منع وجه أو زيادته خطأ ..... وهذا يدلّ أنّ الداني لم يقرأ على ابن خاقان في الموضعين إلاّ بإبدال الثانية ياء خالصة مكسورة لسببين : الأوّل : قوله : "وأخذ عليّ ابنُ خاقان لورش بجعل الثانية ياء مكسورة" وقوله في الجامع :" واستثنى لنا الخاقاني وأبو الفتح وأبو الحسن" ثمّ ذكر أنّه قرأ في الموضعين كسائر الباب على أبي الحسن وأبي الفتح دون ابن خاقان بقوله : " وروى أبو بكر بن سيف عنه أنّه أجراهما كسائر نظائرهما ، وقد قرأت بذلك أيضاً على أبي الفتح وأبي الحسن " وهذا يدلّ أنّ قراءته على أبي الفتح وأبي الحسن في الموضعين بالتسهيل في الثانية أو إبدالها ياء مكسورة خلافاً لقراءته على ابن خاقان فإنّها لا تكون في الموضعين إلاّ مبدلة من الياء المكسورة وهو الذي ينبغي أن يُقتصر عليه في التيسير في الموضعين. قال المالقي رحمه الله :"فاعلم أنّه إنّما أسند قراءته برواية ورش في التيسير عن ابن خاقان لا غير ، وابن خاقان هو الذي استثنى له هذين الموضعين فعلى هذا ليس في التيسير في هذين الموضعين في قراءة ورش إلاّ البدل."(الدرّ النثيرص 362) ثمّ قال "وظاهر مذهبه في التيسير الأخذ بجعلها ياء مكسورة في الموضعين ، والله أعلم."(الدرّ النثير ص363).
وأرجع الآن إلى جزئية أخرى:
ذكرتم في كلامكم السابق أن الداني قرأ على ابن خاقان بالمد ياء مكسورة لا غير. وهذا يفهم من كلام المالقي، وذهب إليه ابن الجزري أيضا في النشر حيث قال: فدل على أنه قرأ بالوجهين على كل من أبي الفتح وأبي الحسن ، ولم يقرأ بغير إبدال الياء المكسورة على ابن خاقان كما أشار إليه في " التيسير ".
أقول: يرِد على هذا كله قول الداني رحمه الله في كتاب التمهيد كما نقله المنتوري عنه: وبالوجهين جميعا قرأت في هذين الموضعين، في مذهب أبي يعقوب، على ابن خاقان، وفارس، وأبي الحسن، وبهما آخذ.
فهذ جزئية لكنها تغير من نتيجة التحرير إن رأيتم ذلك.