إبراز المنافع في تحرير نظم الدرر اللوامع

.. وهذا يدلّ أنّ الداني لم يقرأ على ابن خاقان في الموضعين إلاّ بإبدال الثانية ياء خالصة مكسورة لسببين : الأوّل : قوله : "وأخذ عليّ ابنُ خاقان لورش بجعل الثانية ياء مكسورة" وقوله في الجامع :" واستثنى لنا الخاقاني وأبو الفتح وأبو الحسن" ثمّ ذكر أنّه قرأ في الموضعين كسائر الباب على أبي الحسن وأبي الفتح دون ابن خاقان بقوله : " وروى أبو بكر بن سيف عنه أنّه أجراهما كسائر نظائرهما ، وقد قرأت بذلك أيضاً على أبي الفتح وأبي الحسن " وهذا يدلّ أنّ قراءته على أبي الفتح وأبي الحسن في الموضعين بالتسهيل في الثانية أو إبدالها ياء مكسورة خلافاً لقراءته على ابن خاقان فإنّها لا تكون في الموضعين إلاّ مبدلة من الياء المكسورة وهو الذي ينبغي أن يُقتصر عليه في التيسير في الموضعين. قال المالقي رحمه الله :"فاعلم أنّه إنّما أسند قراءته برواية ورش في التيسير عن ابن خاقان لا غير ، وابن خاقان هو الذي استثنى له هذين الموضعين فعلى هذا ليس في التيسير في هذين الموضعين في قراءة ورش إلاّ البدل."(الدرّ النثيرص 362) ثمّ قال "وظاهر مذهبه في التيسير الأخذ بجعلها ياء مكسورة في الموضعين ، والله أعلم."(الدرّ النثير ص363).
حفظكم الله ورعاكم، إن حبي لما تكتبونه هو الذي يجعلني أقرأه، وأهتم به، لكن هذا لا يجعلنا نهتم بالأصول، ولا نلقي بالاً لجزئيات الموضوع؛ لأن النتيجة المتوخاة ستكون عكسية، وقد يتسبب ذلك في منع وجه أو زيادته خطأ ...
وأرجع الآن إلى جزئية أخرى:
ذكرتم في كلامكم السابق أن الداني قرأ على ابن خاقان بالمد ياء مكسورة لا غير. وهذا يفهم من كلام المالقي، وذهب إليه ابن الجزري أيضا في النشر حيث قال: فدل على أنه قرأ بالوجهين على كل من أبي الفتح وأبي الحسن ، ولم يقرأ بغير إبدال الياء المكسورة على ابن خاقان كما أشار إليه في " التيسير ".
أقول: يرِد على هذا كله قول الداني رحمه الله في كتاب التمهيد كما نقله المنتوري عنه: وبالوجهين جميعا قرأت في هذين الموضعين، في مذهب أبي يعقوب، على ابن خاقان، وفارس، وأبي الحسن، وبهما آخذ.
فهذ جزئية لكنها تغير من نتيجة التحرير إن رأيتم ذلك.
 
يا أخي الجزئيات مهمة في هذا الموضوع لأنّ لها علاقة بالتحرير خلافاً لبعض المواضيع التي يهمني فيها التأصيل دون الجزئيات
رواية الداني عن ابن خاقان في الهمزتين المتفقتين في الحركة من كلمتين هو الإبدال ، وروايته عن أبي الفتح هو التسهيل، وفي {هؤلاء إن} و{البغاء إن} له عنهما إبدالها ياء مكسورة
فقول الداني قرأت على ابن خاقان وأبي الفتح بالوجهين فيه إشكال لو أمعنت النظر، فلو قرأ عليهما بإبدال الثانية ياء مكسورة وبالتسهيل جميعاً فلا يستقيم ذلك على مذهب ابن خاقان، وإن قرأ عليهما بإبدال الثانية ياء مكسورة ، وبالياء المدية لا يستقيم على مذهب أبي الفتح، فلعلّ في نقل المنتوري تصحيف، فلو كان عن أبي الفتح وأبي الحسن لاستقام المعنى باعتبار النصوص الواردة في الباب لأنّه قرأ عليهما بالتسهيل الثانية والإبدالها ياء مكسورة
لذا كان الأحرى أن نعتمد على النصوص الأخرى الصريحة
والعلم عند الله تعالى
 
فمراد الداني بالمصريين يحتمل معنيان : فإمّا أن يكون مراده من ذلك جميع من أخذ برواية أبي يعقوب الأزرق المصريّ الراوي عن ورش وذلك في مقابل رواة الشام والعراق كالأصبهاني وعبد الصمد وغيرهما وهذا يستحيل لتواتر وجه التسهيل عن أبي يعقوب الأزرق ولقول الداني "وروى المصريون أداءً عن أبي يعقوب الأزرق" وهذا يدلّ أنّ رواية أبي يعقوب تشمل المصريّين وغيرهم وإلاّ لما احتاج إلى تقييد روايته بالمصريّين ، وإمّا أن يكون مراده : بالمصريين ذوي الأصول المصريّة كابن خاقان وذلك في مقابل أبي الحسن الحلبيّ وأبي الفتح الحمصي وكلاهما نزلاء مصر ، وهذا المعنى هو الصواب عندي لأنّه يتوافق مع ما في التذكرة لأبي الحسن بن غلبون إذ مذهبه التسهيل بقوله في الهمزتين المفتوحتين من كلمتين
وعليه تكون رواية الداني عن ابن خاقان بالإبدال وعن أبي الحسن وأبي الفتح بتسهيل الثانية بين بين.
رجحتم حفظكم الله ورعاكم أن مذهب ابن خاقان هو الإبدال بنص عام، وتركتكم بارك الله فيكم تصريح الداني أنه قرأ بالوجهين كما في التمهيد، وقد نقل أيضا المالقي هذا النص من التمهيد، فهل هو أيضا واهم في ذلك، قال في المالقي: وحاصل قوله في «التمهيد» أنه قرأ هؤلاء الأشياخ الثلاثة بالوجهين، أعني بجعل الهمزة الثانية كالياء المكسورة في الموضعين، وبجعلها بين بين. وقال: «وبهما آخذ»
 
الداني ذكر أنّ الإبدال هو مذهب عامّة المصريين، بخلاف أهل الشام فإنّهم على مذهب التسهيل. فهذا نصّ صريح عندي. وقد تواترت النصوص عن الداني في قراءته على أبي الفتح وأبي الحسن بالتسهيل أيضاً ولو كان قراءته على ابن خاقان كذلك لأدرجهم في أقواله الأخرى.
وحتّى الإمام المالقي رجّح أنّ مذهب الداني عن ابن خاقان هو إبدالها ياء مكسورة في الموضعين على أساس ما ذكر الداني في النصوص الأخرى.
نعم لوكان نصّ التمهيد الوحيد في الباب لكان الاعتبار به ممكن.
لا حرج أن نأخذ بالوجهين عن الشيوخ الثلاثة إن أخذنا بعموم النصوص، إلاّ أنّ في التحرير نأخذ بالتدقيق، وهنا قد نختلف فقولي لا يلزمك، وقولك لا يلزمني والأمر فيه سعه
هذا ما عندي ما أقوله في القضية.
 
نظم شيخنا محمد الحسن بوصو على كتابي: "إبراز المنافع في تحرير نظم الدرر اللوامع"

نظم شيخنا محمد الحسن بوصو على كتابي: "إبراز المنافع في تحرير نظم الدرر اللوامع"

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

قد فاجأني شيخنا العالم الفاضل محمد الحسن بوصو، بهذا النظم البديع فيما حرّرته في كتابي: "إبراز المنافع في تحرير نظم الدرر اللوامع"، ولم أكن أتصوّر أن يبلع اهتمام شيخنا بهذا الكتاب إلى درجة أن يقوم هو بنفسه بنظم مسائله، ولقد أثلج به الصدر، وأذرف به العين، فجزاه الله كلّ خير، وحفظه من كلّ مكروه وحشره في زمرة أهل القرءان.

ولقد أخبرني الناظم بأنّه سيُعيد صياغة النظم لأسباب تتعلّق بالتوضيح والإشارة.

يقول شيخنا محمد الحسن بوصو حفظه الله:
قال محمد هو ابن الحسن *** العيسوي الْكَنِلِيُّ الوطن
سليل بني الحافظ الشهير *** خطاط نص مصحف البشير
حمدا لمن أنشأ ثم أنعما *** صلاته على إمام العلما
فيما يلي نظم لما قد حرره *** بملتقى التفسير مهوى المهره
محمد مفخرة الجزائر *** بحوثه منيرة للسائر
هو ابن إبراهيم من عبد السلام *** يحيى شريف منتماه للتمام
من علما الجزائر وسلفي *** محرر لمذهب ابن الصيرفي
محاذيا للدرر اللوامع *** معتمد التيسير ثم الجامع
وغير ذَين قل على المنتوري *** عهدة ما في كتب النحرير
ونسب التحرير للبرية *** وهي من صنيعه برية
خالفته في قصده والعمل *** وافقته وإنني لأمثل
وطرقه ثلاثة للواسم *** آباء فتح حسن والقاسم
لأزرق الخاقان في التيسير *** وفارس للزرقي الخطير
وليس أي منهما للحلبي *** بمسند لكنه قد اجتبي
واتفقوا في العشر من مسائل *** وها أنا أبينها للسائل
السكت بين السورتين أسجل *** وبدء آلٍ عنكبٍ قصرا صل
حقِّقْ وأظهرْ قبل {إني} {هلك} *** ولو {أريك} سبلَ فتحِها اسلكا
ترقيقُ ما به يحول الألف *** وما سكونُه بدا إذ تقف
محياي إسكان وتسهيل أتي *** في أرأيت كيفما قد ثبتا
أشمم لهم تأمننا، والحبر *** قد رامها مؤولا، ذَا أمر
واختلفوا فيما بقي من أحرف *** فيما يلي تفصيله فلتعرف
واقصر لطاهر جميع البدل *** واللين غير لفظ شيء ينجلي
خصص له التوسيط فيه وحده *** توسط النوعين غير ساقه
توسيط عين كل حبر يسمعه *** وطاهر في مده لا يشبعه
وثاني المثلين للخاقاني *** أبدل وأشبع قبل ذي الإسكان
أبدل له مكسورة في هؤلا *** وصنوه، وغيره قد نقلا
تسهيلها أجمع ثم زادا *** كوجهه في الخاصتين أدى
ووسط الجزائري الاولا *** من لفظ ءالن وقال البدلا
متبعا للجزري في حمله *** والمتولي رافض لحكمه
وإنني لرفضه مؤيد *** لعدم المثال، هذا آبد
هنا الخلاف بين من قد حررا *** ومن بنظمه أتى وحبرا
وفارس في الضم بعد الكسر *** قد زاد تسهيلا لنحوٍ يسري
ونون أدغم ذات ياء ذات ها *** والجار جبارين يفتح كلها
أبو الحسن له ففخم ذات ضم *** كقبل هاو بعد كسر ملتئم
وباب {ذكرا} عنده مرقق *** كـــ{إرم} {الإشراق} ذَا يحقّق
وفارس فخم {وزر} وحده *** وخلف {حيران} قد فخمه
ونحو يصلى ثم صلى رقق *** كليهما لفارس المحقق
واعكس لطاهر من الإجمال *** رقق صلى خلف لا تالي
________________
وما مضت أحكامه للأزرق *** مستصحب ممكنها للزرقي
والميم أسكن ثلث المنفصلا *** صِل {يأته} {أءشهدوا} لا تفصلا
قللهما، وعند ذم أدغمن *** {أنا} احذفن {آتان} نمل أثبتن
للحلبي، وفارس قد زادا *** إسكانه لدى {نعما} عدا
كما {التلاق} و{التناد} زد له *** إثبات يا وصلاً {أنا} ألفه
واتفقا في خلف حرف فصلت *** {بالسوء إلا} أبدلت فأدغمت
وما أردت نظمه قد انتهي *** حمدا لربي بدءه والانتها
ثم صلاة الله ذي والجلال *** على مقاس قامة الكمال
 
سليل بل
بل بإمالة الباء ووشد اللام مع كسرها كسرة خالصة، ولا مد في الكلمة، واسمه موسى، وكل من يسمى ب موسى يسمي بل أيضا، وهو والد والدي الحسن.

Sent from my SM-N9005 using ملتقى أهل التفسير mobile app
 
عودة
أعلى