عدنان الغامدي
Well-known member
- إنضم
- 10/05/2012
- المشاركات
- 1,366
- مستوى التفاعل
- 49
- النقاط
- 48
- الإقامة
- جدة
- الموقع الالكتروني
- tafaser.com
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [القصص:30]
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وسيدنا محمد وعلى صحابته ومن تبع هداه إلى يوم الدين
من أجدر المواضع بالتدبر في كتاب الله قصة نبيه موسى عليه السلام ، ولا شك بأن من أرهب المواقف وأعظمها تكليم الله لعبده موسى وتعريفه لذاته جل جلاله ، وقد بحثت في هذا الموضع كثيراً حتى توصلت -فيما أعتقد- لموضع البقعة المباركة التي التقى فيها موسى بربه جل في علاه ، وذلك بدلائل وبراهين ساطعة تجمع الآيات التي تتعلق بالقصة وتجمعها إلى بعضها البعض لنستنبط منها حقائق مذهلة وثوابت لا شك في ثبوتها.
ومن أكثر المواضع جدارة بالبحث وما سأطرحه اليوم في هذا الشأن سعياً لاستجلاء آراء وتوجيهات إخواني وأساتذتي الكرام ، وهو تحديداً قوله تعالى : (فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ) فالبقعة هي المساحة من الأرض تختلف في لونها وهيئتها عما حولها ، ولكن حين تقرأ الآية تجد بأنها جزء من الشجرة ، فدخول (من) جعل البقعة جزء من الشجرة ، فنستدل من ذلك على أن الشجرة من المشترك اللفظي الذي لا يدل على النبات المعروف فقط، بل على منطقة كبيرة تسمى أو تتصف بالشجرة والبقعة المباركة جزء منها.
قوله تعالى: {في البقعة المباركة} قال الليث: البقعة: قطعة من الأرض على غير هيئة التي يجنبها، ويقال: بُقعة، وبَقعة.[1]
البقعة والبقعة "والضم أعلى": القطعة من الأرض على غير هيئة التي يجنبها، ج بقاع وبقع.[2]
قَالَ الْخَلِيلُ: الْبُقْعَةُ قِطْعَةٌ مِنَ الْأَرْضِ عَلَى غَيْرِ هَيْئَةِ الَّتِي إِلَى جَنْبِهَا، وَجَمْعُهَا بِقَاعٌ وَبُقَعٌ. أَبُو زَيْدٍ: هِيَ الْبَقْعَةُ أَيْضًا بِفَتْحِ الْبَاءِ. أَبُو عُبَيْدَةَ: الْأَبْقَعُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي يَكُونُ فِي جَسَدِهِ بُقَعٌ مُتَفَرِّقَةٌ مُخَالِفَةٌ لِلَوْنِهِ. قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْبَقْعَاءُ مِنَ الْأَرَضِينَ الَّتِي يُصِيبُ بَعْضَهَا الْمَطَرُ وَلَمْ يُصِبِ الْبَعْضَ. وَكَذَلِكَ مُبَقَّعَةٌ، يُقَالُ أَرْضٌ بَقِعَةٌ إِذَا كَانَ فِيهَا بُقَعٌ مِنْ نَبْتٍ، وَقِيلَ هِيَ الْجَرِدَةُ الَّتِي لَا شَيْءَ فِيهَا، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْبَقْعَاءُ مِنَ الْأَرْضِ الْمَعْزَاءُ ذَاتُ الْحَصَى وَالْحِجَارَةِ.[3]
وحرف الجر (من) في قوله (من الشجرة) دال على أن الشجرة تحوي البقعة فكانت الشجرة بذلك اسم أو صفة لمكان من الأرض فيه بقعة مباركة ، ولم أقع على توجيه مقبول لحرف الجر (من) ووضعه في هذا الموضع بصورة تخالف ما يتبادر لذهن القارئ عند تدبر هذه الآية.
سأكتفي بذلك لاستشف قول الإخوة الكرام في هذا الموضع ، سائلا الله جل وعلا أن يفتح علينا وعليكم من أبواب علمه وأن يتقبل منا ومنكم صالح القول والعمل ويتجاوز عنا وعنكم وعن المسلمين أجمعين.
[1] ص202 - كتاب الغريبين في القرآن والحديث لأبي عبيد الهروي
[2] ص323 - كتاب معجم متن اللغة لأحمد رضا.
[3] ص281 - كتاب مقاييس اللغة لابن فارس.
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وسيدنا محمد وعلى صحابته ومن تبع هداه إلى يوم الدين
من أجدر المواضع بالتدبر في كتاب الله قصة نبيه موسى عليه السلام ، ولا شك بأن من أرهب المواقف وأعظمها تكليم الله لعبده موسى وتعريفه لذاته جل جلاله ، وقد بحثت في هذا الموضع كثيراً حتى توصلت -فيما أعتقد- لموضع البقعة المباركة التي التقى فيها موسى بربه جل في علاه ، وذلك بدلائل وبراهين ساطعة تجمع الآيات التي تتعلق بالقصة وتجمعها إلى بعضها البعض لنستنبط منها حقائق مذهلة وثوابت لا شك في ثبوتها.
ومن أكثر المواضع جدارة بالبحث وما سأطرحه اليوم في هذا الشأن سعياً لاستجلاء آراء وتوجيهات إخواني وأساتذتي الكرام ، وهو تحديداً قوله تعالى : (فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ) فالبقعة هي المساحة من الأرض تختلف في لونها وهيئتها عما حولها ، ولكن حين تقرأ الآية تجد بأنها جزء من الشجرة ، فدخول (من) جعل البقعة جزء من الشجرة ، فنستدل من ذلك على أن الشجرة من المشترك اللفظي الذي لا يدل على النبات المعروف فقط، بل على منطقة كبيرة تسمى أو تتصف بالشجرة والبقعة المباركة جزء منها.
قوله تعالى: {في البقعة المباركة} قال الليث: البقعة: قطعة من الأرض على غير هيئة التي يجنبها، ويقال: بُقعة، وبَقعة.[1]
البقعة والبقعة "والضم أعلى": القطعة من الأرض على غير هيئة التي يجنبها، ج بقاع وبقع.[2]
قَالَ الْخَلِيلُ: الْبُقْعَةُ قِطْعَةٌ مِنَ الْأَرْضِ عَلَى غَيْرِ هَيْئَةِ الَّتِي إِلَى جَنْبِهَا، وَجَمْعُهَا بِقَاعٌ وَبُقَعٌ. أَبُو زَيْدٍ: هِيَ الْبَقْعَةُ أَيْضًا بِفَتْحِ الْبَاءِ. أَبُو عُبَيْدَةَ: الْأَبْقَعُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي يَكُونُ فِي جَسَدِهِ بُقَعٌ مُتَفَرِّقَةٌ مُخَالِفَةٌ لِلَوْنِهِ. قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الْبَقْعَاءُ مِنَ الْأَرَضِينَ الَّتِي يُصِيبُ بَعْضَهَا الْمَطَرُ وَلَمْ يُصِبِ الْبَعْضَ. وَكَذَلِكَ مُبَقَّعَةٌ، يُقَالُ أَرْضٌ بَقِعَةٌ إِذَا كَانَ فِيهَا بُقَعٌ مِنْ نَبْتٍ، وَقِيلَ هِيَ الْجَرِدَةُ الَّتِي لَا شَيْءَ فِيهَا، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْبَقْعَاءُ مِنَ الْأَرْضِ الْمَعْزَاءُ ذَاتُ الْحَصَى وَالْحِجَارَةِ.[3]
وحرف الجر (من) في قوله (من الشجرة) دال على أن الشجرة تحوي البقعة فكانت الشجرة بذلك اسم أو صفة لمكان من الأرض فيه بقعة مباركة ، ولم أقع على توجيه مقبول لحرف الجر (من) ووضعه في هذا الموضع بصورة تخالف ما يتبادر لذهن القارئ عند تدبر هذه الآية.
سأكتفي بذلك لاستشف قول الإخوة الكرام في هذا الموضع ، سائلا الله جل وعلا أن يفتح علينا وعليكم من أبواب علمه وأن يتقبل منا ومنكم صالح القول والعمل ويتجاوز عنا وعنكم وعن المسلمين أجمعين.
[1] ص202 - كتاب الغريبين في القرآن والحديث لأبي عبيد الهروي
[2] ص323 - كتاب معجم متن اللغة لأحمد رضا.
[3] ص281 - كتاب مقاييس اللغة لابن فارس.