22 - مشروع : (كانوا لا يتجاوزون عشر آيات ) [سورة النبأ : الآيات: 1 ـ 10]

إنضم
24/04/2003
المشاركات
1,398
مستوى التفاعل
5
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
01.png
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين...
فقد سبق إيضاح مشروع : (كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل)، وقد تم البدء به أول أيام شهر رمضان المبارك للعام المنصرم 1432هـ، وقد تم تثبيت موضوع لتقييم المشروع، وحيث تم الإقبال ـ بفضل الله تعالى ـ على المشروع من عدد من الإخوة والأخوات، وبعد الاستشارة؛ سنبدأ إن شاء الله تعالى باستئناف المشروع في أول أيام هذا العام الهجري 1433هـ وذلك ابتداءً بجزء عم، نظراً لكثرة قراءته وتكراره، وسوف نثبت كل موضوع لمدة أسبوع كامل، ثم نبدأ بالآيات التي بعدها، أرجو من الإخوة الكرام والأخوات الكريمات، المشاركة بما لديهم من فوائد ولطائف واستنباطات، نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل مباركاً ...
[line]-[/line]
(سورة النبأ)
[عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)]
[line]-[/line]
تفسير الآيات (من التفسير الميسر):
[عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)]
عن أيِّ شيء يسأل بعض كفار قريش بعضا؟ يتساءلون عن الخبر العظيم الشأن , وهو القرآن العظيم الذي ينبئ عن البعث الذي شك فيه كفار قريش وكذَّبوا به.
[كَلا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ (5)]
ما الأمر كما يزعم هؤلاء المشركون, سيعلم هؤلاء المشركون عاقبة تكذيبهم , ويظهر لهم ما الله فاعل بهم يوم القيامة, ثم سيتأكد لهم ذلك, ويتأكد لهم صدق ما جاء به محمد r من القرآن والبعث. وهذا تهديد ووعيد لهم.
[أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَادًا (6)]
ألم نجعل الأرض ممهدة لكم كالفراش؟
[وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)]
والجبال رواسي؛ كي لا تتحرك بكم الأرض؟
[وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)]
وخلقناكم أصنافا ذكرا وأنثى؟
[وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9)]
وجعلنا نومكم راحة لأبدانكم , فيه تهدؤون وتسكنون؟
[وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)]
وجعلنا الليل لباسًا تَلْبَسكم ظلمته وتغشاكم, كما يستر الثوب لابسه؟
[line]-[/line]
وسوف يكون الحديث حول هذه الآيات بإذن الله تعالى في المحاور الآتية:
1- بيان معاني الآيات، ويدخل فيها بيان مشكل الآي.
2- بيان فضائل الآيات، وأسباب النزول.
3- بيان الأوامر والنواهي (وقد تم إفرادها لأهميتها).
4- بيان الدلالات الظاهرة كالعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين للآيات.
5- بيان الاستنباطات والفوائد العامة واللوازم من الآيات.
6- بيان الهدايات التربوية والآداب السلوكية من الآيات.
7- بيان موضوع الآيات (الوحدة الموضوعية).
8- عروض تقنية ومشجرات للآيات.
9- بيان القراءات وما يترتب عليها من أحكام.

وختاماً .. أدعو جميع الإخوة والأخوات للتفضل بإتحافنا بما لديهم حول هذه السورة المباركة، وعسى أن تكون مشاركة أو فائدة تضاف فينفع الله بها نفعاً عظيماً...
والله الموفق،،،​
 
عدتم ...والعود أحمد....
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ...
وفقكم الله ....
 
سميت هذه السورة في أكثر المصاحف وكتب التفسير وكتب السنة( سورة النبَإِ ) لوقوع كلمة( النَبإ ) في أولها .
وسميت في بعض المصاحف وفي (صحيح البخاري) و( تفسير ابن عطية ) و(الكشاف) ( سورة عم يتساءلون ) وفي (تفسير القرطبي)سماها( سورة عم ) أي بدون زيادة ( يتساءلون ) تسمية لها بأول جملة فيها .
وتسمى( سورة التساؤل ) لوقوع ( يتساءلون ) في أولها. وتسمى( سورة المُعصرات ) لقوله تعالى فيها : ( وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً ) ( النبأ : 14 ) . فهذه خمسة أسماء . واقتصر في ( الإتقان ) على أربعة أسماء: عمّ، والنبأ، والتساؤل، والمعصرات، وهي مكية بالاتفاق.
التحرير والتنوير (30/ 6).
 
افتتح الكلام في هذه السورة بالاستفهام عن تساؤل جماعة عن نبأ عظيم ، وهو افتتاح تشويقٍ ثم تهويل لما سيذكر بعده ، فهو من الفواتح البديعة ومن براعة الاستهلال لما فيها من أسلوب عزيز غير مألوف، ومن تشويق بطريقة الإِجمال ثم التفصيل المحصلة لتمكن الخبر الآتي بعده في نفس السامع أكمل تمكن .
و(عَمَّ) لفظ استفهام، ولذلك سقطت منها ألف (ما)، ليتميز الخبر عن الاستفهام. وكذلك (فيم، ومم) إذا استفهمت. والمعنى عن أي شي؟.
وهو استفهام لا يترقب منه جواب المستفهَم ؛ لأنه ليس بحقيقي، فلذلك يصح أن يتولى الجواب عنه قبلَ أن يجيب المسؤول، فالاستفهام إذا جاء مستعملاً في التقرير أو التشويق كان من الشأن أن يتولى الناطق به الجواب عنه، وهذا كثير في القرآن وهو من بديع أساليبه.
تفسير القرطبي (19/ 169) والتحرير والتنوير (13/ 113) بتصرف.
 
عودة
أعلى