17 - مشروع : (كانوا لا يتجاوزون عشر آيات ) [سورة البقرة : الآيات: 151 ـ 160]

إنضم
24 أبريل 2003
المشاركات
1,398
مستوى التفاعل
5
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
01.png
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين...
فقد سبق إيضاح مشروع : (كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل)، ونكمل إن شاء الله الليلة آيات سورة البقرة، أرجو من الإخوة الكرام والأخوات الكريمات، المشاركة بما لديهم من فوائد ولطائف واستنباطات، نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل مباركاً ...
[line]-[/line]
(سورة البقرة)
بسم الله الرحمن الرحيم
[align=justify]
[كمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)]
[/align][line]-[/line]
تفسير الآيات (من التفسير الميسر):
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151):
كما أنعمنا عليكم باستقبال الكعبة أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم الآيات المبينة للحق من الباطل, ويطهركم من دنس الشرك وسوء الأخلاق, ويعلمكم الكتاب والسنة وأحكام الشريعة, ويعلمكم من أخبار الأنبياء, وقصص الأمم السابقة ما كنتم تجهلونه.
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (152):
أمر تعالى المؤمنين بذكره، ووعد عليه أفضل الجزاء، وهو الثناء في الملأ الأعلى على مَنْ ذكره, وخصوني -أيها المؤمنون- بالشكر قولا وعملا ولا تجحدوا نعمي عليكم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153):
يا أيها المؤمنون اطلبوا العون من الله في كل أموركم: بالصبر على النوائب والمصائب, وترك المعاصي والذنوب, والصبر على الطاعات والقربات, والصلاة التي تطمئن بها النفس, وتنهى عن الفحشاء والمنكر. إن الله مع الصابرين بعونه وتوفيقه وتسديده. وفي الآية: إثبات معيَّة الله الخاصة بالمؤمنين, المقتضية لما سلف ذكره; أما المعية العامة, المقتضية للعلم والإحاطة فهي لجميع الخلق.
وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154):
ولا تقولوا -أيها المؤمنون- فيمن يُقتلون مجاهدين في سبيل الله: هم أموات, بل هم أحياء حياة خاصة بهم في قبورهم, لا يعلم كيفيتها إلا الله - تعالى-, ولكنكم لا تُحسُّون بها. وفي هذا دليل على نعيم القبر.
وَلَنَبْلُـوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155):
ولنختبرنكم بشيء يسير من الخوف، ومن الجوع, وبنقص من الأموال بتعسر الحصول عليها, أو ذهابها, ومن الأنفس: بالموت أو الشهادة في سبيل الله, وبنقص من ثمرات النخيل والأعناب والحبوب, بقلَّة ناتجها أو فسادها. وبشِّر -أيها النبي- الصابرين على هذا وأمثاله بما يفرحهم ويَسُرُّهم من حسن العاقبة في الدنيا والآخرة.
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156):
من صفة هؤلاء الصابرين أنهم إذا أصابهم شيء يكرهونه قالوا: إنَّا عبيد مملوكون لله, مدبَّرون بأمره وتصريفه, يفعل بنا ما يشاء, وإنا إليه راجعون بالموت, ثم بالبعث للحساب والجزاء.
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157):
أولئك الصابرون لهم ثناء من ربهم ورحمة عظيمة منه سبحانه, وأولئك هم المهتدون إلى الرشاد.
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158):
إن الصفا والمروة- وهما جبلان صغيران قرب الكعبة من جهة الشرق- من معالم دين الله الظاهرة التي تعبَّد الله عباده بالسعي بينهما. فمَن قصد الكعبة حاجًّا أو معتمرًا, فلا إثم عليه ولا حرج في أن يسعى بينهما, بل يجب عليه ذلك, ومن فعل الطاعات طواعية من نفسه مخلصًا بها لله تعالى, فإن الله تعالى شاكر يثيب على القليل بالكثير, عليم بأعمال عباده فلا بضيعها, ولا يبخس أحدًا مثقال ذرة.
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ (159):
إن الذين يُخْفون ما أنـزلنا من الآيات الواضحات الدالة على نبوة محمد r وما جاء به, وهم أحبار اليهود وعلماء النصارى وغيرهم ممن يكتم ما أنـزل الله من بعد ما أظهرناه للناس في التوراة والإنجيل, أولئك يطردهم الله من رحمته, ويدعو عليهم باللعنة جميع الخليقة.
إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160):
إلا الذين رجعوا مستغفرين الله من خطاياهم, وأصلحوا ما أفسدوه, وبَيَّنوا ما كتموه, فأولئك أقبل توبتهم وأجازيهم بالمغفرة, وأنا التواب على من تاب من عبادي, الرحيم بهم; إذ وفقتُهم للتوبة وقبلتها منهم.
[line]-[/line]
وسوف يكون الحديث حول هذه الآيات بإذن الله تعالى في المحاور الآتية:
1- بيان معاني الآيات، ويدخل فيها بيان مشكل الآي.
2- بيان فضائل الآيات، وأسباب النزول.
3- بيان الأوامر والنواهي (وقد تم إفرادها لأهميتها).
4- بيان الدلالات الظاهرة كالعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين للآيات.
5- بيان الاستنباطات والفوائد العامة واللوازم من الآيات.
6- بيان الهدايات التربوية والآداب السلوكية من الآيات.
7- بيان موضوع الآيات (الوحدة الموضوعية).
8- عروض تقنية ومشجرات للآيات.
9- بيان القراءات وما يترتب عليها من أحكام.
وختاماً .. أدعو جميع الإخوة والأخوات للتفضل بإتحافنا بما لديهم حول هذه الآيات الكريمة، في هذا الشهر المبارك، وعسى أن تكون مشاركة أو فائدة تضاف فينفع الله بها نفعاً عظيماً...

والله الموفق،،،
 
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره
"وقال أبو عثمان النهدي : إني لأعلم الساعة التي يذكرنا الله فيها ، قيل له : ومن أين تعلمها ؟ قال يقول الله عز وجل : فاذكروني أذكركم"
 
"كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ "
أشمتلت هذه الآية على عدة أوصاف للنبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك:
- أنه منكم : أي من العرب. فكان فيه منة عليهم إذ كان من قبيلتهم وكذا القبلة في بلادهم.
-" يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا ":أي آيات القرآن وما اشتملت عليه من الآيات العقلية والعلمية الدالة على وحدانية الله جلا وعلا، فمهمته هي البلاغ ووسيلة البلاغ التلاوة.
-" وَيُزَكِّيكُمْ "أي: يطهر نفوسكم من سيء الأخلاق. وهنا فائدة للدعاة والمربين أن يبدؤوا دعوتهم لمخالفيم أو في حياتهم العامة بالتخلق والإاقتداء بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة في عباداته وآدابه ,كما قال جل ثناؤه: "[FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420][/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT][FONT=QCF_P420]ﯿ[/FONT][FONT=QCF_P420] [/FONT]".

-" وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ " انتقل إلى الأمر بالتعليم وذلك بيان ما في الكتاب المنزل عليكم ليخرجكم من الظلمات إلى النور.
وأما الحكمة فمما قيل في معانيها: أنها العلم المقترن بأسرار الأحكام ومنافعها الباعث على العمل.
- هنا فائدة لمن يتلق العلم ويلقيه وبيان لمكانة الأدب والتأدب بالأخلاق الحسنة، وكما قيل الأدب قبل العلم، وانقل لكم بعض ما قال العلماء في شأن الأدب؛
قال الإمام مالك بن أنس – رحمه الله – : ((كانت أمي تعممني وتقول لي: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه)) .
وقال الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله : ( طلبت الأدب ثلاثين سنة , وطلبت العلم عشرين سنة , وكانوا يطلبون الأدب قبل العلم ).غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 198.
وقال : ( كاد الأدب يكون ثلثي العلم ) .ابن الجوزي : صفة الصفوة 4/145.
ويقول بعض السلف: "نحن إلى قليل من الأدَب أحوجُ منا إلى كثيرٍ من العلم" انظر: مدارج السالكين (2/376).وغير ذلك.

-"وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ "أي: يعلمكم ما لم يسبق لكم به علم من شؤون العالم ونظام البيوت والمعاشرة الزوجية وسياسة الحروب والأمم.
فائدة تكرار الفعل:"يعلمكم" ليدل على أن التعليم هنا جنس آخر غير تعليم الكتاب والحكمة.
بتصرف من تفسير المنار2/25.

 
قال ابن كثير رحمه الله
والصبر صبران ، فصبر على ترك المحارم والمآثم ، وصبر على فعل الطاعات والقربات . والثاني أكثر ثوابا لأنه المقصود . كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الصبر في بابين ، الصبر لله بما أحب ، وإن ثقل على الأنفس والأبدان ، والصبر لله عما كره وإن نازعت إليه الأهواء . فمن كان هكذا ، فهو من الصابرين الذين يسلم عليهم ، إن شاء الله ."
 
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)...
الاستشراف للمستقبل والتنبؤ له وكيف يتعامل مع المتغيرات الكونية أو في النفس منهج قرآني حكيم للدعاة والمربين والمصلحين..فمن هذه الآيه الكريمة نعرف أن لامحال لشيء يبقي على حال وأهل القرآن الأكثر فقهاً وحلاً وقوة عند الإبتلاءات..لأن من ادرك هذا التوجيه وفهم معانيه أحسن العمل فيه.. والله أعلم وأحكم.
 
قال تعالى(ولاتقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لاتشعرون)يؤخذ من
هذه الآية أن الجزاء من جنس العمل فهؤلاء الشهداء لما ضحوا بأرواحهم في سبيل
مليكهم كافأهم بأن جعل حياتهم البرزخية أكمل وأتم من غيرهم حتى ولو كانوا من
أهل الصلاح ولعل هذا من أسباب بقاء بعض أجساد الشهداء بعد موتهم لمدة طويلة
ومن ذلك أنه لما استخرجت بعض أجساد شهداء أحد في زمن معاوية رضي الله عنه
وجد بعضهم ينزف دمه كأنه مات الساعة وقد فعل هذا معاوية للمصلحة العامة
 
وإضيف على ماذكرته أخي محمد أن الشهداء كما قيل أنهم يتمنون لو يرجعون لدنيا ليقاتلوا في سبيل الله عز وجل ويستشهدوا مرة أخرى..وماذاك إلا لنعيم مدخر لهم عند الله (ان لانضيع أجر من أحسن عملاً)..فهذه النيه الصادقه والعمل الصالح الصواب..نسأل الله أن يرحمنا برحمته وأن يجمعنا والمسلمين بدار كرامته..
 
فائدة في اقتران الصلاة بالصبر: أنه عام في كل عمل نفسي أو بدني أو ترك شيء يشق على النفس، فكأن المعنى: استعينوا على إقامة دينكم والدفاع عنه وعلى سائر ما يشق عليكم من مصائب الحياة بالصبر وبالصلاة التي تكبر بها الثقة بالله عزو جل وتصغر بمناجاته فيها كل المشاق وأعمها المصائب بالموت وغيره.
وهذا مقال للدكتور محمد الخضيري حفظه الله بعنوان (الصبر في القرآن)
تجدونه على هذا الرابط
http://www.saaid.net/bahoth/10.htm
 
جزاك الله خيراً أختي رقية حتى لنا أن نتفكر بحال من كان خلقه القرآن نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حنى تتفطر قدماه..!!..والنتيجه أن ترك لنا دعوة عالمية وسنة نبوية وظلت منهاج ورحمة للعالمين إلى الآن ولأجيال بل وإلى أن يعرض الأشهاد على رب العباد..نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته..
 
-تنبيه :الذي دفع معاوية رضي الله عنه لنقل شهيدين من شهداء أحد هو أن السيل حفر
قبورهما وكانت قبورهما تلي السيل وقد وهمت وذكرت أنه للمصلحة العامة
-تمني الشهيد الرجوع للدنيا ليقتل أخرجه البخاري في صحيحه
 
استنباط من الآية الكريمة

استنباط من الآية الكريمة

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ }(155) البقرة
ما دلالة كلمة شىء؟
جاء الله تبارك وتعالى بكلمة (بشيء) فقال (بشيء من الخوف والجوع) ولم يقل لنبلونكم بالخوف والجوع وفي ذلك لفتتان جميلتان:
الأولى أنه جل جلاله ذكر كلمة شيء قبل الخوف فيه تخفيف من وقع هذا الخبر المؤلم للنفس فلا أحد يرغب أن يكون خائفاً أو جائعاً فخفف الله تبارك وتعالى عنا هذا الخبر أن الابتلاء يكون بشيء من الخوف والجوع وليس بالخوف كله أو بالجوع كله.
الثانية إشارة إلى الفرق بين الابتلاء الواقع على هذه الأمة المرحومة وبين ما وقع من ابتلاء على الأمم السابقة :فقد سلّط الله عز وجل الخوف والجوع على أمم قبلنا كما أخبرنا في قوله تعالى (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (112) النحل) ولذا جاء هنا بكلمة (بشيء) وجاء هنالك بما يدل على الملابسة والتمكن وهو أنه استعار لها اللباس اللازم مما يدل على تمكن هذا الابتلاء فيها وعِظَم وقعه عليها وقد خُفِّف عنا والحمد لله.

و هنا لطيفة أخرى :
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }(155) البقرة انظر في لطائف القرآن كيف أسند الإبتلاء لله سبحانه وتعالى وأسند البشارة بالخير الآتي من قِبَل الله تعالى إلى الرسول فقال { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ} دون واسطة الرسولوقال { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} أي و بشر يا محمد الصابرين
تكريماً لشأنه صلى الله عليه وسلم وزيادة في تعلّق المؤمنين به بحيث تحصل خيراتهم بواسطته دون أن يصيبهم أي مكروه بسببه
 
في قوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة)عدة فوائد منها:
1-جواز الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه لأن فعل الصبر مخلوق والمخلوقات قد تكون
ذواتا وقد تكون معانيا قال تعالى (والله خلقكم وماتعملون).
2-بذل الأسباب لأن الله تبارك وتعالى أمر بالصبر والصلاة وهما من جملة الأسباب التي
يصل بها العبد الى مرامه.
3-أن في الصلاة مددا روحيا يستطيع به المسلم تحمل الأوامر الشرعية والمصائب
التي أراد الله وقوعها كونا.
 
عودة
أعلى