14 - مشروع : (كانوا لا يتجاوزون عشر آيات ) [سورة البقرة : الآيات: 121 ـ 130]

إنضم
24/04/2003
المشاركات
1,398
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
01.png
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين...
فقد سبق إيضاح مشروع : (كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل)، ونكمل إن شاء الله الليلة آيات سورة البقرة، أرجو من الإخوة الكرام والأخوات الكريمات، المشاركة بما لديهم من فوائد ولطائف واستنباطات، نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل مباركاً ...
[line]-[/line]
(سورة البقرة)
بسم الله الرحمن الرحيم
[align=justify]
[الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (123) وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)]
[/align][line]-[/line]
تفسير الآيات (من التفسير الميسر):
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121):
الذين أعطيناهم الكتاب من اليهود والنصارى, يقرؤونه القراءة الصحيحة, ويتبعونه حق الاتباع, ويؤمنون بما جاء فيه من الإيمان برسل الله, ومنهم خاتمهم نبينا ورسولنا محمد r ولا يحرفون ولا يبدِّلون ما جاء فيه. هؤلاء هم الذين يؤمنون بالنبي محمد r وبما أنـزل عليه, وأما الذين بدَّلوا بعض الكتاب وكتموا بعضه, فهؤلاء كفار بنبي الله محمد r وبما أنـزل عليه, ومن يكفر به فأولئك هم أشد الناس خسرانًا عند الله.
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122):
يا ذرية يعقوب اذكروا نعمي الكثيرة عليكم, وأني فَضَّلتكم على عالَمي زمانكم بكثرة أنبيائكم, وما أُنـزل عليهم من الكتب.
وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (123):
وخافوا أهوال يوم الحساب إذ لا تغني نفس عن نفس شيئًا, ولا يقبل الله منها فدية تنجيها من العذاب, ولا تنفعها وساطة, ولا أحد ينصرها.
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124):
واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف, فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك, فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين.
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125):
واذكر -أيها النبي- حين جعلنا الكعبة مرجعًا للناس, يأتونه, ثم يرجعون إلى أهليهم, ثم يعودون إليه, ومجمعًا لهم في الحج والعمرة والطواف والصلاة, وأمنًا لهم, لا يُغِير عليهم عدو فيه. وقلنا: اتخِذوا من مقام إبراهيم مكانًا للصلاة فيه, وهو الحجر الذي وقف عليه إبراهيم عند بنائه الكعبة. وأوحينا إلى إبراهيم وابنه إسماعيل: أن طهِّرا بيتي من كل رجس ودنس; للمتعبدين فيه بالطواف حول الكعبة, أو الاعتكاف في المسجد, والصلاة فيه.
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126):
واذكر -أيها النبي- حين قال إبراهيم داعيًا: ربِّ اجعل "مكة" بلدًا آمنًا من الخوف, وارزق أهله من أنواع الثمرات, وخُصَّ بهذا الرزق مَن آمن منهم بالله واليوم الآخر. قال الله: ومن كفر منهم فأرزقه في الدنيا وأُمتعه متاعًا قليلا ثم أُلجئُه مرغمًا إلى عذاب النار. وبئس المرجع والمقام هذا المصير.
وَإِذْ يَرْفَـعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِـدَ مِـنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّـلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127):
واذكر -أيها النبي- حين رفع إبراهيم وإسماعيل أسس الكعبة, وهما يدعوان الله في خشوع: ربنا تقبل منَّا صالح أعمالنا ودعاءنا, إنك أنت السميع لأقوال عبادك, العليم بأحوالهم.
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128):
ربنا واجعلنا ثابتَيْن على الإسلام, منقادَيْن لأحكامك, واجعل من ذريتنا أمة منقادة لك, بالإيمان, وبصِّرْنا بمعالم عبادتنا لك, وتجاوز عن ذنوبنا. إنك أنت كثير التوبة والرحمة لعبادك.
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129):
ربنا وابعث في هذه الأمة رسولا من ذرية إسماعيل يتلو عليهم آياتك ويعلمهم القرآن والسنة, ويطهرهم من الشرك وسوء الأخلاق. إنك أنت العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء, الحكيم الذي يضع الأشياء في مواضعها.
وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130):
ولا أحد يُعرض عن دين إبراهيم -وهو الإسلام- إلا سفيه جاهل, ولقد اخترنا إبراهيم في الدنيا نبيًّا ورسولا وإنه في الآخرة لمن الصالحين الذين لهم أعلى الدرجات.
[line]-[/line]
وسوف يكون الحديث حول هذه الآيات بإذن الله تعالى في المحاور الآتية:
1- بيان معاني الآيات، ويدخل فيها بيان مشكل الآي.
2- بيان فضائل الآيات، وأسباب النزول.
3- بيان الأوامر والنواهي (وقد تم إفرادها لأهميتها).
4- بيان الدلالات الظاهرة كالعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين للآيات.
5- بيان الاستنباطات والفوائد العامة واللوازم من الآيات.
6- بيان الهدايات التربوية والآداب السلوكية من الآيات.
7- بيان موضوع الآيات (الوحدة الموضوعية).
8- عروض تقنية ومشجرات للآيات.
9- بيان القراءات وما يترتب عليها من أحكام.
وختاماً .. أدعو جميع الإخوة والأخوات للتفضل بإتحافنا بما لديهم حول هذه الآيات الكريمة، في هذا الشهر المبارك، وعسى أن تكون مشاركة أو فائدة تضاف فينفع الله بها نفعاً عظيماً...

والله الموفق،،،
 
في الآيات إشارات مهمه للدعاة ومنها:
ــ أن من أعظم الأمانات تكون فيمن تولى الإمامة في الدين وتبليغه والدعوة إليه وهي فضل وكذلك امتحان..وكما أن بهذا لفته للداعاة بأن التصدر ليس لأي أحد..
ولما دعا إبراهيم لمن يخلف هذا الدين إشار بثلاث واجبات:
1/ أن يتلوا عليهم الآيات.. ولن يكون ذلك إلا عن علم بالله وتعظيمه وتقواه.
2/ أن يعلمهم الكتاب والسنة.. ولن يكون ذلك إلا عن فقه ودرايه.
3/ أن يزكيهم.. ولن يكون ذلك إلا عن إتسام بالإخلاق والهدي الرباني.

ــ الترفق والرحمة والحلم من الصفات المهمه أن يتسم بها الدعاة إلى الله..مهما كان عليه حال أقوامهم.
ــ إذا كان الداعية ذو رحمة مع الأخرين صادق مع نفسه وربه يدفعه ذلك لفعل كل مايأتي بالخير لغيره كما يحب لنفسه..وقد يمتد ذلك الخير ليشمل الذرية وأجيال عديدة تأتي من بعده..فالإخلاص بركته عظيمة عند الله وعند خلقه جل جلاله.
ــ أن من المدعويين من بلغ به الجهل والسفاهه لقدر أعمى بذلك البصيرة لديه وطريق الهداية والعياذ بالله..
ــ الدعاء من العبادات التي يجب إلا يفتر عنها الدعاة إلى الله بل يلجئ إليه في كل الأحوال بالرخاء والشدة وسبحانه قريب لمن دعاه ولايرد من قرع بابه وناجاه.
ــ تأويل الآيات القرآنية والتصديق والإيمان بما جاء بها من الواجبات على الداعية إلى الله بيانها وتبليغها للمدعويين فالجهل بها لاسيما بهذا الزمان ليس بالأمر الهين واليسير..
 
ما هنا إلا مآلاتُ نظر في الآيات.

"الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ"

يتبين لنا:أن التلاوة تنقسم إلى قسمين:

1-تلاوة بحق,وأهم ثمراتها الايمان بالله
2-تلاوة بغير حق,قد يصاحبها الكفر,بحسب تعدد صوره.

لذلك,قد لا يُراد بالتلاوة-هنا- تلاوة الألفاظ فقط.

والسعيدُ من وصل إلى التلاوة الحق,كما يريد ربنا عز وجل.


"وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ"

يتشح القلب بدثار صمت,وظلام الخطيئة قد أحاط به.وسُدَّت عليه منافذ الخلاص,بجميع صوره.

ما أعدلك يا ربنا ..

نسأل الله أن يعاملنا بفضله.



"وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي"


لا عجب أن يكون ابراهيم عليه السلام أمة !

هنا,تصور لنا,بجلاء,رحمته بمن يأتي بعده.واهتمامه بشأنهم.

فهلا تأسينا بهم ؟!


"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ"

يتبين لنا,فقه ابراهيم عليه السلام عن الله تعالى,عندما وضّح الله –في الآية السابقة-ـأن الإمامة لمن لم يظلم نفسه,فعلم أبو الانبياء أن المراد هو تحقيق الايمان بالله,لذلك حدّد الصنف الذي يدخل في دعائه.


"وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"

يوضح الله لنا,أن الرزق في الدنيا وبسط العيش ليس ملازما للمؤمن ,بل قد يعطي الله العصاة أيضا.

فهذا أدعى لتصحيح الرؤية,وعدم الالتفات للجزاء الدنيوي.

"يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"

يجب أن يهتم المؤمن بقبول العمل,ويكثر من الدعاء لذلك,ولا يغتر بصلاح الظاهر.


والله أعلم ..
 
التعديل الأخير:
[الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
ثمّة إشارة خفيّة في التفريق بين هذه الأمة التي تتلوا ما أنزل اليها بطيب خاطر ومحبة وإقبال. وبين تلك الأمة الضالة امة يهود الذين كانوا يعرفون وينكرون.
 
إن من النادر كما هو معروف عند أهل العلم صلاح الإنسان وابنه وحفيده فأزهد الناس في عالم أهله، لكن إبراهيم عليه السلام امتد الصلاح والنبوة في ذريته فكان أبو الأنبياء الثاني فما أجمل بنا أن نقف على أسرار هذا الاصطفاء الرباني !!
*من أهم الدروس المستفادة : الدعاء للذرية (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم ...........) والعجيب أن يمتد الدعاء لذرية بعد ألوف السنين !!
*من أهم الدروس المستفادة في تربية الابن :إشراكه في أجل المهام فها هو إسماعيل يرفع القواعد مع أبيه ولقد كان من هدي السلف إحضارهم لأبنائهم مجالس العلم وإن كان الابن كبيرا فمعلوم أن الابن في عين أبيه صغير .
*علو الهمة بطلب الإمامة في الدين وهي من أعظم ما يطلبه المرء لنفسه ولذريته ..
*تساؤل : في عصر يعاني فيه المربين والآباء من التربية ومشاقها ألا تستحق قصة إبراهيم الوقوف عليها لنستنبط منها ما يعيننا في تربية فلذات الأكباد رجاء صلاحهم وعمر يقول : ( إني لأكره نفسي على النكاح رجاء أن يخرج مني نسمة تسبح الله )
أسأل الله لبيوت المسلمين رحمة تلك التي استحقها آل إبراهيم (رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت ) فما أعظم هذا البيت !!
 
من آداب الدعاء : الدعاء بأسماء الله الحسنى , قال تعالى {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} , وينبغي للداعي أن يختار الأسماء المناسبة لدعائه كما هو هدي النبي عليه الصلاة والسلام , والأنبياء من قبله , وانظر مثال ذلك دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام :
{وَإِذْ يَرْفَـعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِـدَ مِـنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّـلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
 
من منهج القرآن الكريم المنصف في وصف أحوال أو أفعال الأعداء فبعد ما عرض حال المغرضين المعادين للإسلام وأهله ، أشار في المقابل حال من تمسك بالهدي الصحيح في ديانتهم ، وفي هذا إشارة تربوية في التعامل مع الآخرين أن نكون عادلين ومنصفين معهم فلا يحملنا شنئآن شخص بعينه على دفن محاسنهم ومآثرهم وبث معايبهم واقتناص الفرص للحط والتشفي منهم ، وهذا الإنصاف عزيز على النفس في هذا الزمان بيَّد أنه يسير على من يسره الله عليه .
والله تعالى أعلم .
 
بما أننا نتفئ ظلال أيام مباركة ونتعم فيها بين التنقل بين عبادات متنوعة قولية وفعلية فحُريا بنا اللهج بالدعاء والتضرع لله تعالى بأن يمن علينا بالقبول والتجاوز عما اسكتنفها من خلل وتقصير تأسياً بنبي الله الخليل وإبنه إسماعيل عليهما السلام .
 
وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ
هذه رسالة مختصرة للذين يتبجحون أنهم من سلالة النبي والدوحة الهاشمية ويحملون الآمال الثقال أنهم سينالون بذلك طرفاً من درجة يوم القيامة ويقسم لهم الأيمان أوليائهم من الإنس والجن أنهم على شيء. وهم والله واهمون. يقول الله على عن تلك الفئة:
يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ.
وقد نسي أولئك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: يا فاطمة اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً يوم القيامة.
 
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
كل راكع لا بد له أن يسجد ولذلك دمج الركوع بالسجود من غير عطف. والساجد على أنواع فقد يسلّم وينهي صلاته ولا يعود الى الركوع مرة أخرى أو قد يكون سجوده سجود تلاوة أو شكر. فتأمّل.
 
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
كل راكع لا بد له أن يسجد ولذلك دمج الركوع بالسجود من غير عطف. والساجد على أنواع فقد يسلّم وينهي صلاته ولا يعود الى الركوع مرة أخرى أو قد يكون سجوده سجود تلاوة أو شكر. فتأمّل.
بارك الله بعلمك أخي تيسير إشارات ممميزة منك..
وأضيف إلى ماذكرت انه بأحكام لايلزم السجود والركوع كصلاة الميت لقول الرسول صلى الله عليه وسلم(اسرعوا بالجنازة..)
وذكرت هنا مجتمعه والله أعلم لانها مواضع الذل والخشوع والطاعه والذكر والدعاء لله جل في علاه..
ولانها مواضع تسوجب الطمأنينة وأقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد..
فالركوع تعظيم الخالق وبالسجود تسبيح فسبحانه ما أعظمه واجله وارحمه
 
وقد زاد الركوع في صلاة الكسوف والخسوف والله أعلم لمناسبة تعظيم الله سبحانه لما قل هذا في نفوس العباد فناسب التعظيم لله في هذا الموضع..
كما أن التشديد في الركع السجود والله أعلم كناية عن كثرة التعبد والصلاة والتقرب لله جل في علاه..
وكما انها فضيلة ورفعه للمصلين والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم..
 
من آداب الدعاء : الدعاء بأسماء الله الحسنى , قال تعالى {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} , وينبغي للداعي أن يختار الأسماء المناسبة لدعائه كما هو هدي النبي عليه الصلاة والسلام , والأنبياء من قبله , وانظر مثال ذلك دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام :
{وَإِذْ يَرْفَـعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِـدَ مِـنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّـلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }



هل ممكن توضيح السر في اختيار هذه الاسماء لله عز وجل دون الباقي ؟؟
وجزاكم الله خيرا
 
وهل من تفريق بين الايتين 48 وبين 123
من دلالات بلاغية او بيانية
او ترشدوني الى كتب تعتني بهذا الامر بارك الله فيكم
 
هل ممكن توضيح السر في اختيار هذه الاسماء لله عز وجل دون الباقي ؟؟
وجزاكم الله خيرا
بارك الله فيك اختي زهرة على هذه الإشارة والفته الكريمة فتبين لي والله أعلم
لأن إبراهيم عليه السلام كان بموضع دعاء فذكر سميع عليم..فسميع لمن دعاه وعليم بالخيرية لعبادة..
ولماذكر عليه السلام الأعمال والعبادة لله ذكر تواب رحيم لأنه لا أحد إلا ويزل ويخطئ فسبحانه يتوب على من يذنب ورحيم لمن يسيء من خلقه..
ولما ذكر بصالح من يخلف من بعده ذكر عزيز حكيم لأنه لا أحد أعز وأحكم من الله في شيء..فهو فسبحانه له العزة جميعا..
{يعز من يشاء ويذل من يشاء} كما أن الحكمة يؤتيها من يشاء{يؤتي الحكمة من يشاء} من خلقه فسبحانه جل وتبارك في علاه..
 
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ

هذه صفة أهل الإسلام من أمة محمد صلى الله عليه وسلم و اللفظ يرسم صورة ثابتة لهم بأنك تراهم مستمرين على هذه الصفة و لعل هذا السر في قوله عز وجل الركع السجود و لم يقل الراكعين الساجدين عطفا على الطائفين والعاكفين فالطواف و العكوف له أوقات و أماكن محددة بينما الركوع و السجود صفتهم في كل وقت و على كل حين

و بالخصوص محمد صلى الله عليه و سلم وأصحابه "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ"
 
فائدة لطلب الأخت الموفقة زهراء بارك الله فيها

فائدة لطلب الأخت الموفقة زهراء بارك الله فيها

*ما دلالة اختلاف ترتيب العدل والشفاعة بين آية (123)و(48)؟
(وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ (123) البقرة) إذا استحضرنا الآية المماثلة لهذه الآية وجدنا اختلافاً في العدل والشفاعة فهناك قدّم (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ (48)) واخّر (وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ) وهنا قدّم (وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ) لنُكتة أدبية وبلاغية وذاك أن أحوال نفوس الأقوام متقلبة في ذلك اليوم في طلب الفِكاك مضطربة و تتشبث بماحولها فمرة تراهم يٌقدّمون الفِداء فإذا لم يُقبل منهم يُقدِّمون الشفعاء وتارة يُقدِّمون أولاً الشفعاء فإذا لم تقبل شفاعتهم عرضوا الفداء فعرضت الآيتان أحوال نفوس الناس في طلب الفكاك.
 
دلالة تأخير لفظ الجلالة فى قوله تعالى (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ (124) البقرة)

الابتلاء هو الاختبار فإن كلّفت شخصاً بشيء ما يكون تكليفك له متضمناً إنتظار فعله أو تركه وابتلاء الله تبارك وتعالى لإبراهيم تكليف له لأن اللهعز وجل كلفه بأوامر ونواهٍ. وفي هذه الآية تقديم ما حقه التأخير فـ {إبراهيم} مفعول به وقد تقدّم على الفاعل { ربه} فما الهدف من هذا التقديم؟ المقصود من هذا ( و الله أعلم ) تشريف سيدنا ابراهيم بإضافة إسم {ربه} إلى الضمير العائد إلى إبراهيم وهو الهاء في قوله{ربه} أي رب إبراهيم.
 
استنباط من الآية الكريمة

استنباط من الآية الكريمة

{قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي }(124) البقرة) لِمَ خصّ إبراهيم عليه السلام بالدعاء بعض ذريته ؟ و كذلك في الآية {ومن ذريتنا أمة مسلمة لك }

قال { ومن ذريتي} {ومن ذريتنا } ولم يقل ذريتي و ذريتنا لأنه يعلم أن حكمة الله تعالى تقتضي ألا يكون جميع أبناءه أو جميع ذريته ممن يصلحون لأن يُقتدى بهم أو يكونوا مسلمين ولذلك لم يسأل الله تعالى ما هو مستحيل عادة ولأن ذلك ليس من آداب الدعاء ولم يجعل الدعاء عاماً شاملاً لكل الذرية ... أدبا مع ربهجل جلاله و تأدبا بعدم الإعتداء في الدعاء.
و يالتنا نلتزم هذا الدعاء الرباني الكريم لصلاح ذرياتنا و أهلينا.
 
استنباط من الآية الكريمة

استنباط من الآية الكريمة

في الآية الأولى { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا } لو نظرنا في الإعراب: الإشارة { هذا } هو يشير إلى شيء. كلمة { هذا } صارت المفعول الأول لفعل { إجعل } و{ بلداً } المفعول الثاني و { آمنا } صفته، أي صيّره بلداً ،إذن لم يكن بلداً ،إذن هو أشار إلى موضع المكان أو الوادي الذي وصفه في آية أخرى (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) فاجعل هذا بلداً، ثم وصف البلد بأنه آمن فكلمة (آمنا) ستكون صفة للبلد. هذا كان في أول السُكنى في بداياته و اسماعيل قد شبّ حديثاً عن الطوق وبدأ الناس يجتمعون حوله وأمه والماء الذي ظهر، فما كان بلداً فكأنه قالعليه السلام: إجعل هذا الموضع بلداً.
في الآية الثانية المكان صار بلداً وصار فيه ناس بل أكثر من ذلك جاء إليه من يعبد الأصنام وسكن مع هاجر، ولذلك انظر إلى الآية الثانية (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا) صار بلداً. البلد صارت بدلاً من (هذا) المفعول الأول و(آمناً) صارت المفعول الثاني يعني جعلتُ البلد آمناً صار المفعول الثاني بعد أن كان صفة في الآية الأولى

د.حسام النعيمى
 
قوله تعالى : (وإذ يرفع إبراهيم القواعد...) فيها حض للمرء أن يدخر لنفسه عملُ صالح يجري له أجره بعد الموت إذا انقطع عن الدنيا وانتقل إلى الدار الآخرة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم :[إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقةٍ جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعوا له ] .
 
مدح الله قومًا من أهل الكتاب فقال : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ)، وحريٌّ بالمؤمن أن يكون كذلك مع كتابه، فيكون ممن يأتمرون بأوامره وينتهون عن نواهيه.
وانظروا إلى تلك الجملة التي قالتها الصديقة عائشة؛ لما سئلة عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، قالت له: ( أتقرأ القرآن؟ كان خلقه القرآن).
 
تأمل كم بين دعوة هذين النبيين الكريمين للعرب وبين تحقُّقها من الزمن : (ربنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) = ليظهر لك استعجالنا في تحقق حصول ما ندعو به، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولكنكم قوم تستعجلون)
ألا يدعوك هذا إلى الصبر ، وإلى اليقين بأن ما تدعو به لن يضيع عند الله؟
 
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
تأمل معي هذه الآية: فقد قال سبحانه: اذكروا نعمتي ولم يقل اشكروا. وهناك فرق بين الشكر وذكر النعمة. فالذكر أطول مقاماً واشد عهداً من الشكر الذي ينقضي بعد زواله. وذكر النعمة أيضاً مدعاة الى التفضيل والرفعة والسمو. فمن أدام ذكر النعمة رفعه الله تعالى حتى يصبح من خير أهل الأرض.
 
تأمل كم بين دعوة هذين النبيين الكريمين للعرب وبين تحقُّقها من الزمن : (ربنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) = ليظهر لك استعجالنا في تحقق حصول ما ندعو به، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولكنكم قوم تستعجلون)
ألا يدعوك هذا إلى الصبر ، وإلى اليقين بأن ما تدعو به لن يضيع عند الله؟
لله درّك يا أبا عبد الملك فقد كانت في روعي والله وقد سبقتني اليها. جزاك الله خيراً.
 
ذكرت هذه الآية مهمة النبي صلى الله عليه وسلم: (ربناوَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) : التلاوة ، والتعليم ، والتزكية.
وكثيرًا ما نغفل عن أثر التلاوة، ونظن أنه لا ينفع، بل والله إن إسماع القرآن للكافر ـ حتى لو لم يعرف العربية ـ من أكبر مهمات الدعوة إلى الله، فهنيئًا لمن نشر تلاوة القرآن في القنوات والإذاعات والشبكة العالمية ، وأسأل الله أن يشركنا معهم في الأجر.
 
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا
أليست تلك الآية تشير بوضوح على أن إتمام الفرائض مدعاة الى الاستخلاف والقيادة؟. والتفريط بها ذل وصغار وهوان . فانظر الى حال المسلمين حينما فرّطوا بفرائضهم . وتذكر حينما كانوا يحرصون على السنن أكثر من حرصنا اليوم على الفرائض كيف سادوا العالم وسخّروا العلوم وقادوا الأمم.
 
في قوله تعالى (يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)
فائدة يتلخص مضمونها بأن على الدعاة أن يذكروا المدعوين بأنعام الله عز وجل وقد جعل
ابن القيم رحمه الله تذكر نعم الله وآلائه من الأسباب الجالبة لمحبة الله
 
في قوله تعالى(ويزكيهم)تنبيه على أن من أراد زكاة نفسه فعليه التأسي بسنة النبي
عليه الصلاة والسلام وأما من ابتدع طرائق وشرائع بغية الوصول الى زكاة نفسه
ورضا الله فقد ضل سواء السبيل.
 
ختم الآيات ببعض الأسماء والصفات فيها ايماء الى العناية بالتربية على أسماء الله وصفاته
 
في قوله تعالى (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم
انك أنت العزيز الحكيم)فائدة جليلة وهي أن ختم الآية بهذين الاسمين العظيمين(العزيز،الحكيم)
دليل على أن تعلم الكتاب والحكمة وتزكية النفس بهما موصل للعزة والحكمة
 
معنى التلاوة

معنى التلاوة

{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
للتلاوة معنيان:
- التلاوة بمعنى الاتباع، عن ابن عباس رضي الله عنه فِي قَوْله " يَتْلُونَهُ حَقّ تِلَاوَته " قَالَ : يَتَّبِعُونَهُ حَقّ اِتِّبَاعه ثُمَّ قَرَأَ " وَالْقَمَر إِذَا تَلَاهَا " يَقُول اِتَّبَعَهَا
- التلاوة بمعنى القراءة
ولا شك أن كلا المعنيين مقصود وهو أولى، لأنه قابل ذلك بالكفر {ومن يكفر به} فسمى من لا يتلوه حق تلاوته كافرا فالأمر أخطر من أن يقتصر على تجويد حروفه وتحقيق مخارجها وصفاتها - وهو مطلوب بلا ريب -
وقد ورد هذا التفسير بمعنييه: قَالَ اِبْن مَسْعُود رضي الله عنه "وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ حَقّ تِلَاوَته أَنْ يُحِلّ حَلَاله وَيُحَرِّم حَرَامه وَيَقْرَأهُ كَمَا أَنْزَلَهُ اللَّه وَلَا يُحَرِّف الْكَلِم عَنْ مَوَاضِعه وَلَا يَتَأَوَّل مِنْهُ شَيْئًا عَلَى غَيْر تَأْوِيله"
والله أعلم
 
من الابتلاءات التي أتمها إبراهيم عليه السلام

من الابتلاءات التي أتمها إبراهيم عليه السلام

{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}، صح أنه أتم خمس اختبارات عليه السلام:
- إلقاؤه في النار
- مواجهة الملك الطاغية النمرود
- محنة زوجته سارة عليها السلام في مصر
- ترك زوجته هاجر وابنه الرضيع إسماعيل عليهما السلام في الصحراء
- الأمر بذبح ابنه ووحيده إسماعيل عليه السلام بعدما بلغ معه السعي
فاجتازها بتوفيق من الله، ويتجلى في جميعها غاية الاستسلام والانقياد ومنتهى الخضوع والعبودية،
لذلك رفعه الله مكانا عليا، فاتخذه سبحانه خليلا له وجعله للناس إماما عليه السلام
 
عودة
أعلى