11 - مشروع : (كانوا لا يتجاوزون عشر آيات ) [سورة البقرة : الآيات: 91 ـ 100]

إنضم
24/04/2003
المشاركات
1,398
مستوى التفاعل
5
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
01.png
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين...
فقد سبق إيضاح مشروع : (كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل)، ونكمل إن شاء الله الليلة آيات سورة البقرة، أرجو من الإخوة الكرام والأخوات الكريمات، المشاركة بما لديهم من فوائد ولطائف واستنباطات، نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل مباركاً ...
[line]-[/line]
(سورة البقرة)
بسم الله الرحمن الرحيم
[وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (100)]
[line]-[/line]
تفسير الآيات (من التفسير الميسر):
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91):
وإذا قال بعض المسلمين لليهود: صدِّقوا بما أنـزل الله من القرآن, قالوا: نحن نصدِّق بما أنـزل الله على أنبيائنا, ويجحدون ما أنـزل الله بعد ذلك, وهو الحق مصدقًا لما معهم. فلو كانوا يؤمنون بكتبهم حقًا لآمنوا بالقرآن الذي صدَّقها. قل لهم -يا محمد-: إن كنتم مؤمنين بما أنـزل الله عليكم, فلماذا قتلتم أنبياء الله مِن قبل؟
وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92):
ولقد جاءكم نبي الله موسى بالمعجزات الواضحات الدالة على صدقه, كالطوفان والجراد والقُمَّل والضفادع, وغير ذلك مما ذكره الله في القرآن العظيم, ومع ذلك اتخذتم العجل معبودًا, بعد ذهاب موسى إلى ميقات ربه, وأنتم متجاوزون حدود الله.
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93):
واذكروا حين أَخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا بقَبول ما جاءكم به موسى من التوراة, فنقضتم العهد, فرفعنا جبل الطور فوق رؤوسكم, وقلنا لكم: خذوا ما آتيناكم بجدٍّ, واسمعوا وأطيعوا, وإلا أسقطنا الجبل عليكم, فقلتم: سمعنا قولك وعصينا أمرك; لأن عبادة العجل قد امتزجت بقلوبكم بسبب تماديكم في الكفر. قل لهم -أيها الرسول-: قَبُحَ ما يأمركم به إيمانكم من الكفر والضلال, إن كنتم مصدِّقين بما أنـزل الله عليكم.
قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94):
قل -أيها الرسول- لليهود الذين يدَّعون أن الجنة خاصة بهم; لزعمهم أنهم أولياء الله من دون الناس, وأنهم أبناؤه وأحباؤه: إن كان الأمر كذلك فادْعُوا على الكاذبين منكم أو من غيركم بالموت, إن كنتم صادقين في دعواكم هذه.
وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95):
ولن يفعلوا ذلك أبدًا; لما يعرفونه من صدق النبي محمد r ومن كذبهم وافترائهم, وبسبب ما ارتكبوه من الكفر والعصيان, المؤَدِّيَيْن إلى حرمانهم من الجنة ودخول النار. والله تعالى عليم بالظالمين من عباده, وسيجازيهم على ذلك.
وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96):
ولتعلمَنَّ -أيها الرسول- أن اليهود أشد الناس رغبة في طول الحياة أيًّا كانت هذه الحياة من الذلَّة والمهانة, بل تزيد رغبتهم في طول الحياة على رغبات المشركين. يتمنى اليهودي أن يعيش ألف سنة, ولا يُبْعده هذا العمر الطويل إن حصل من عذاب الله. والله تعالى لا يخفى عليه شيء من أعمالهم وسيجازيهم عليها بما يستحقون من العذاب.
قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97):
قل-أيها الرسول- لليهود حين قالوا: إن جبريل هو عدونا من الملائكة: من كان عدوًا لجبريل فإنه نـزَّل القرآن على قلبك بإذن الله تعالى مصدِّقًا لما سبقه من كتب الله, وهاديًا إلى الحق, ومبشرًا للمصدِّقين به بكل خير في الدنيا والآخرة.
مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98):
من عادى الله وملائكته، ورسله من الملائكة أو البشر، وبخاصة المَلَكان جبريلُ وميكالُ؛ لأن اليهود زعموا أن جبريل عدوهم، وميكال وليُّهم، فأعلمهم الله أنه من عادى واحدًا منهما فقد عادى الآخر، وعادى الله أيضًا، فإن الله عدو للجاحدين ما أنـزل على رسوله محمد r.
وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ (99):
ولقد أنـزلنا إليك-أيها الرسول- آيات بينات واضحات تدل على أنّك رسول من الله صدقا وحقا، وما ينكر تلك الآيات إلا الخارجون عن دين الله.
أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (100):
ما أقبح حال بني إسرائيل في نقضهم للعهود!! فكلما عاهدوا عهدًا طرح ذلك العهد فريق منهم, ونقضوه, فتراهم يُبْرِمون العهد اليوم وينقضونه غدًا, بل أكثرهم لا يصدِّقون بما جاء به نبي الله ورسوله محمد r.
[line]-[/line]
وسوف يكون الحديث حول هذه الآيات بإذن الله تعالى في المحاور الآتية:
1- بيان معاني الآيات، ويدخل فيها بيان مشكل الآي.
2- بيان فضائل الآيات، وأسباب النزول.
3- بيان الأوامر والنواهي (وقد تم إفرادها لأهميتها).
4- بيان الدلالات الظاهرة كالعام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين للآيات.
5- بيان الاستنباطات والفوائد العامة واللوازم من الآيات.
6- بيان الهدايات التربوية والآداب السلوكية من الآيات.
7- بيان موضوع الآيات (الوحدة الموضوعية).
8- عروض تقنية ومشجرات للآيات.
9- بيان القراءات وما يترتب عليها من أحكام.
وختاماً .. أدعو جميع الإخوة والأخوات للتفضل بإتحافنا بما لديهم حول هذه الآيات الكريمة، في هذا الشهر المبارك، وعسى أن تكون مشاركة أو فائدة تضاف فينفع الله بها نفعاً عظيماً...
والله الموفق،،،
 
وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ
ميزة تنفرد بها اليهود . ضلالهم أثناء وجود أنبيائهم.أي أن خمرة التمرد والتحدر والنزول والضلال سهلة عليهم بوجود أنبيائهم بين ظهرانيهم. فكيف لو مات عنهم الأنبياء وانقطع عنهم الوحي ؟ ثم تحولهم من عبادة الأسمى الى المنحط الأسفل الحقير دلالة على انحطاط مفاهيمهم وعقيدتهم المتلونة الوضيعة والتي ما زالت تغلب على صفتهم حتى الآن.
 
قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)
صورة ادعائهم أنهم يعيشون للآخرة وانها خالصة لهم من دون الناس . لا تتوافق مع صورة حبهم للدنيا والحياة حتى ولو كانت حياة دنيئة رخيصة وضيعة مُهينة. وتعود بنا تلك الصورة الى ذكريات طردهم من جزيرة العرب زمن رسول اللهصلى الله عليه وسلم في ذل وصغار ثم طردهم من أوروبا الشرقية ثم من اسبانيا . ثم لم يجدوا الامان بعد كل ذلك إلا عند العرب المسلمين في ظل دولة الإسلام التي يعادوها الآن ويحيكوا ضدها كل المؤامرات والكيدات.ألا لعنة الله عليهم أجمعين.
 
معركة خاسرة

معركة خاسرة

قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ
لاحظوا تلك المعركة الخاسرة. مع من؟ مع سيد الملائكة جبريل عليه السلام الذي يستطيع أن يعصر الكرة الأرضية بيد واحدة. لاحظوا ذلك العناد الخاسر الذي لا ينمي إلا عن فساد عقلي بغيض لا يحبه سوي في عقله.
والجدير بالذكر أن ثمة ترابط بين الشيعة واليهود في هذه النقطة. الشيعة يعادون جبريل ويتهمونه بالخيانة .واليهود تعادي جبريل وتتهمه بالعداوة وتناكفه البغضاء . فسبحان الذي بيده مفاتح القلوب.
 
أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
نكث العهود صفة غالبة فيهم. كم من ميثاق خلعوه مع النبي عليه الصلاة والسلام؟ . كم من عهد نقضوه مع موسى عليه السلام من قبل؟ كم من معاهدة مزقوها مع عرب اليوم؟ كم من غدر افتعلوه وقتل ارتكبوه ضد أهل فلسطين؟ ومع كل ذلك فما زال الأمل يحدو البعض في صنع سلام ووئام مع قتلة الأنبياء.فما لهم لا يدركون؟!.
 
توطئة:ما هنا إلا مآلاتُ نظر في الآيات.

"قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا"

-هنا يتضح سوء فعل من يقبل بما هو عنده,ويرفض ما عند الغير وإن كان على حق !
وذلك بدعوى أن ما عندنا هو الأفضل,ولا يقفون لحظة صدق للنظر فيما عند الآخر.


"َلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ"

أعظم الظلم ما يجيء من المخالفات بعد البينات !

"قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ"

الرد هنا على اليهود,بالتأكيد على أن الله تعالى هو من أنزل جبريل,وأمر جبريل بأكمله يدور على أمر الله وإذنه بما يفعل.


والله أعلم ..
 
لإإله إلا أنت سبحانك لايعــــــــــــــز من عاديت...في هذه الآيات المباركات صفات اليهود وبالمقابل أهمية ثبات الدعاه بالتمسك بما أنزل الله من الحق ..
وهذا والله أعلم إشارة للدعاة إلى الله أن بمعرفة حال المدعويين وصفاتهم وأنواعهم لابد من التمسك بالمنهج القرآني والعودة إليه في كل الأحوال..فهو سر النجاح والفلاح بدنيا والأخرة..
فلربما غفل الداعي إلي الله عن هذا الكتاب وأعتمد على علمه والذي لامحال قاصر عند علم الله جل وعلا وعز..
 
روى البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسٍ قَالَ سَمِعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ بِقُدُومِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ فِي أَرْضٍ يَخْتَرِفُ فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلاَثٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ نَبِيٌّ فَمَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَا يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ ، أَوْ إِلَى أُمِّهِ قَالَ : أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا قَالَ جِبْرِيلُ قَالَ نَعَمْ قَالَ ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ فَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ}.
[صحيح البخاري6/ 23].
 
بيان الدلالات الظاهرة كالعام والخاص :
في قوله تعالى: { وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ* وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ } قال ابن كثير: وهذا من باب عطف الخاص على العام.
[تفسير ابن كثير 1/ 334]
 
كذلك في قوله تعالى: { مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ } قال: وهذا من باب عطف الخاص على العام، فإنهما دخلا في الملائكة، ثم خصصا بالذكر.
[تفسير ابن كثير1/ 342]بتصرف يسير.
 
{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ }
قد يتوب المرء من معصية ويعاهد الرب جل جلاله بعدم العودة والتوبة النصوح , ثم ما هي إلا أيام حتى يجد نفسه قد وقعت في تينك المعصية , فيندم ويتحسر ويتسأل : ألم أكن عاهدت الله من قبل بألا أعود ؟ فلماذا نكصتُ على عقبيّ ؟
فلنعلم أن أعظم الأسباب هو قلة الإيمان ولو كان الإيمان قوياً لما عدنا . فالله المستعان
 
"آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ" أطلق الإنزال ولم يقيده للدلالة على وجوب الإيمان بكل ما أنزل الله على رسله " لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ"


"قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"

"فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ" الاستفهام لتوبيخهم والإنكار عليهم كفرهم بما أنزل الله على رسله
فبعد ما طلب الله منهم الإيمان بما أنزل"آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ " قالوا:" نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا" فكان ردهم أنهم قالوا إنهم يؤمنون بما أنزل على أنبيائهم ويكفرون بما أنزل على غيرهم فكان الاستفهام "فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ" أبلغ حجة وأكثر بيانا لكفرهم فهم لم يؤمنوا بما أنزل عليهم فلو كانوا صادقين في إيمانهم لم يقتلوا أنبياءهم الذين قالوا إنهم آمنوا بما أنزل عليهم أي : إذا كنتم آمنتم بما أنزل الله على أنبيائكم فَلِمَ تقتلون الأنبياء الذين آمنتم بهم وبدعوتهم .

فهي كلمة الإيمان جرت على ألسنتهم ولم تدخل قلوبهم
 
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ
قيل:فعل ماض ٍمبني للمجهول لما لم يُسم َ فاعله. وقد وردت على صيغة الفعل المجهول دلالة على تكرارها وترديدها عليهم مرات كثيرات ومن عدة مصادر مختلفة. فتارة من الله تعالى لهم مباشرة عن طريق الوحي وتارة عن طريق أنبيائهم وتارة عن طريق الفئة القليلة التي آمنت منهم . ومع ذلك فإنهم لم يعبهوا بها ولم تلفت قلوبهم الى الإيمان بما انزل الله عليهم. فساء ما يحكمون.
 
يؤخذ من قوله تعالى (ولقد جاءكم موسى بالبينات)مايلي:
1-أن الدعوة الى الله سبحانه لابد أن تكون مبنية على العلم.
2-أنه ينبغي أن ينبري في مجادلة أهل الكتاب والطوائف الضالة من عرف بقوة الحجة
والعلم والحلم حتى لايؤثر ذلك في بيان الحق وايضاحه.
3-أن يقدم الداعية دعوته بخطاب سهل يفهمه عامة المدعوين وأن يخاطب كل قوم
باللغة التي يفهمونها وأن لايتكلم مع العوام بألفاظ لايفهمها الا طلبة العلم أو
المثقفون وعلى العالم والشيخ أن يقدم العلم بأسلوب سهل وميسر وأنت أيها
القاريء لو تأملت كتب الشيخ السعدي وابن عثيمين لوجدتها سهلة قريبة
للمتعلمين ولعل هذا من جملة أسباب قبولها لدى طلبة العلم.
 
تأمل كيف أن حب الشيء يعمي الإنسان عن الحق، فكم من معصية، وكم من شبهة التزمها الإنسان فمنعته من الوصول إلى الحق، وهذ من قوله: ( وأشربوا في قلوبهم العجل)، فمنعهم هذا من الوصول إلى الحق، لذا قالوا : ( سمعنا وعصينا).
 
تأمل حديث القرآن عن نزوله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم : (فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ) ، وقوله : ( نزل به الروح الأمين على قلبك) ، ثم تأمل قوله تعالى: ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) ، وهنا ستصل إلى أن هذا القرآن إذا لم يخالط شغاف القلب ، فلن يكون له تأثير عليك، فالله الله ، افتح قلبك ليسكنه القرآن.
 
في قوله تعالى(ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين)دلالة على أن الاخلال
بحق الخالق وحق المخلوقين يوجب الوحشة المفرطة من الموت على أنه ليس بلازم فقد تجد
بعض الكفرة والفسقة من لايخشى الموت لأن هذا من قبيل الأسباب ولايلزم من وجود السبب
وجود المسبب وعودا على بدء أقول ان في الآية اشارة الى أن من آمن وعمل صالحا فلن
يستوحش من الموت بالصورة الموجودة عند من اتصف بغير ذلك بل انه يبلغ بأحدهم أن
يشتاق الى لقاء الله فاذا حضره الموت قال وافرحاه غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبه كما
ورد في سيرة بلال رضي الله عنه.
 
يلاحظ في الآيات تكرار وصف بني اسرائيل بالظالمين ووالله انه لظلم وأي ظلم
ظلم حينما عبدوا العجل من دون الله وظلم حينما آذوا نبي الله موسى عليه السلام
وظلم لأنفسهم حينما صرفوا أحاسيسهم ومشاعرهم لمن لايملك لهم ضرا ولانفعا
ولايغني عنهم شيئا وظلم لأنفسهم حينما لم يقوموا بواجب الجهاد في سبيل الله
فرضوا بحياة الذل والمهانة وأبوا حياة العز والكرامة
 
وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ
وردت كلمة (حياة) نكرة من غير تعريف .وفي ذلك حكمة جليلة. فهم على استعداد أن يعيشوا ضمن أي أي حياة ولو كانت قاسية مؤلمة مهينة، المهم أن يضمنوا البقاء الذي لا يُفضي الى الموت.
 
(ولتجدنهم اشد الناس على حياة )
جاءت الكلمة منكرة لبيان انهم يتشبثون باي حياة كانت سواءمحمودة او مذمومة حياة فقر او غنى حيتة ذل او عز المهم ان يبقوا
وليس هذا صنيع من يرجو شيئا في الدار الاخرة
وهذا يدل على ضعف يقينهم بما يزعمون وعلى بطلان برهانهم
فالمرء كلما ابتعد عن التشبث بالحياة الدنيا بعد عن صفات اليهود
الشيخ المغامسي
 
قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94):
قل -أيها الرسول- لليهود الذين يدَّعون أن الجنة خاصة بهم; لزعمهم أنهم أولياء الله من دون الناس, وأنهم أبناؤه وأحباؤه: إن كان الأمر كذلك فادْعُوا على الكاذبين منكم أو من غيركم بالموت, إن كنتم صادقين في دعواكم هذه.


قبل قرائتي لتفسير الاية كنت اظن ان معناها ان يتمنوا الموت تعجيلا على انفسهم بدخولهم للجنة يعني يطلبوا تعجيل رزقهم في الجنة الا ان المعنى اختلف عندي عند معرفة المعنى من التفسير
فهل فهمي الاول يصح ان يكون معنى للاية (وجه اخر)
ام انه خطا ولا يصح؟؟؟؟
 
عودة
أعلى