عدنان الغامدي
Well-known member
- إنضم
- 10/05/2012
- المشاركات
- 1,382
- مستوى التفاعل
- 49
- النقاط
- 48
- الإقامة
- جدة
- الموقع الالكتروني
- tafaser.com
[FONT="]بسم الله الرحمن الرحيم[/FONT]
[FONT="]يصنعون ، يعملون ، يفعلون تعريفها والفرق بينها في التعبير القرآني[/FONT]
[FONT="]نقف أمام ثلاث مفردات قرآنية قد يظن البعض أنها مترادفة لا فرق بينها والحقيقة أن الله جل وعلا لا ينزل آية إلا ولها موضع ولا يضع مفردة في موضع إلا وهي أنسب المفردات لهذا الموضع ولا يمكن أن يوجد ما هو انسب منها ولا يمكن أن تحلّ كلمة محلها ، الفرق بين المفردات المتشابهة أن بعضها قد تبلغ حدا لا يلحظه كثير من طلبة العلم فضلا عن عامة المسلمين مثلي ، ومصادر تلك المفردات ( صنع ، فعل ، عمل ) من المفردات المتشابهة في المعنى ولكنها بلا شك تختلف عن بعضها في مواضع استخدامها ومعناها ، ولقد لاحظت من خلال الرجوع لمن فصل في هذا الأمر فلم أجد التعريف الشامل لكل مفردة والفرق السليم الصحيح بين كل منها وموضع استخدامها ، وسأبدأ مستعينا بالله بنفس المنهج الذي اتبعته في تفصيل مفردات (المكر والكيد والخداع) بأن نبدأ بتعريف كل مفردة ثم نتتبع كل مفردة في كتاب الله لنصل إلى مدى تطابق التعريف مع وظيفة المفردة بعد استقراء الآيات الكريمة.[/FONT]
[FONT="]وما أرجوه أولاً هو توفيق الله جل وعلا ثم مساعدة علمائنا الفضلاء وإخواننا الكرام الذين سيصوبوني لو وجدوا خطأً ويناقشون ما اطرحه من رؤى لعلنا نصل إلى الحق ولعلنا نخرج من الذين اتخذوا هذا القرآن مهجورا فبالله وحده نستعين.[/FONT]
[FONT="]أولا[/FONT][FONT="] : تعريف المفردات.[/FONT]
[FONT="]يصنعون[/FONT][FONT="] : مصدره : [/FONT]][FONT="] صَنَعَ[/FONT][
[FONT="]كُلُّ مَا يَبْدَأُهُ الصَّانِعُ فَيُحْدِثُه ويَبْتَدِعُهُ وَيَبْتَكِرُهُ ، وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَ تِلْكَ الصِّنَاعَةِ مَوْجُوُدَاً ، وَقَدْ يَكُوْنُ الصُّنْعُ حَسَنَاً أوْ قَبِيْحَاً ، مُتْقَنَاً كَانَ أوْ سَيْئَ الصُّنْعْ ، وَيَجُوْزُ أنْ يَكُوْنَ المَصْنُوْعُ مَحْسُوْسَاً أوْ مَعْلُوْمَاً.[/FONT]
[FONT="]يفعلون[/FONT][FONT="] : مصدره [/FONT]][FONT="] فَعَلَ[/FONT][
[FONT="]هُوَ إحْدَاثُ أمْرٍ مُنْقَطِعٍ مُفْرَد لا يُشْتَرَطُ تِكْرَارُهُ فَإنْ تَكَرَّرَ صَارَ عَمَلاً ولَمْ يَعُدْ (فِعْلاً)، [/FONT]
[FONT="]يعملون[/FONT][FONT="] : مصدره [/FONT]][FONT="] عَمِلَ[/FONT][
[FONT="]كُلُّ أمْرٍ يُفْضَىَ إليْهِ بِاسْتِمْرَاْرٍ وَتَكْرَارْ ، وَهَوَ شَامِلٌ لأعْمَالِ الدُّنْيَا وَأَعْمَالُ الآخِرَة (العِبَادَة) والعَمَلُ تَعْبِيْرٌ شَامِلٌ وقَدْ يَدْخلُ الفِعْلُ فِيْه وَالصُّنْعُ أيضاً خَاصَّة في مُبتدأهْ.[/FONT]
[FONT="]ثانيا[/FONT][FONT="] : مقارنة التعبيرات القرآنية بالتعريف:وهنا سنتتبع الآيات لاستقراء المفردة ومقارنة التعريف بكل آية للنظر إن كانت تنطبق أم لا فنقول وبالله التوفيق مبتدئين بمفردة (صنع):[/FONT]
[FONT="]المفردة الأولى:[/FONT]
[FONT="]يصنعون[/FONT][FONT="] : مصدره : [/FONT]][FONT="] صَنَعَ[/FONT][
[FONT="]كُلُّ مَا يَبْدَأُهُ الصَّانِعُ فَيُحْدِثُه ويَبْتَدِعُهُ وَيَبْتَكِرُهُ ، وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَ تِلْكَ الصِّنَاعَةِ مَوْجُوُدَاً ، وَقَدْ يَكُوْنُ الصُّنْعُ حَسَنَاً أوْ قَبِيْحَاً ، مُتْقَنَاً كَانَ أوْ سَيْئَ الصُّنْعْ ، وَيَجُوْزُ أنْ يَكُوْنَ المَصْنُوْعُ مَحْسُوْسَاً أوْ مَعْلُوْمَاً. [/FONT]
[FONT="]ونبدأ بالآيات التي تنسب الصنع للخالق العظيم تعالت ذاته وجلت قدرته:[/FONT]
[FONT="]{ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ [/FONT][FONT="]صُنْعَ[/FONT][FONT="] اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } [النمل:88][/FONT]
[FONT="]{ أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي [/FONT][FONT="]وَلِتُصْنَعَ[/FONT][FONT="] عَلَىٰ عَيْنِي } [طه:39][/FONT]
[FONT="]وننتقل لنوع آخر من الصناعة وهي الصنع بوحي الله وبتعليمه:[/FONT]
[FONT="]{ [/FONT][FONT="]وَاصْنَعِ[/FONT][FONT="] الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ } [هود:37][/FONT]
[FONT="]{ [/FONT][FONT="]وَيَصْنَعُ[/FONT][FONT="] الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } [هود:38][/FONT]
[FONT="]{ فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ [/FONT][FONT="]اصْنَعِ[/FONT][FONT="] الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ } [المؤمنون:27][/FONT]
[FONT="]فنوح صنع الفلك وأوجدها حيث لم توجد قبلاً فأبدعها وابتكرها بوحي الله وتعليمه وكان صنعاً حسناً وهو الذي كان بعلم الله وأمر منه سبحانه وكانت بدعة مضحكة بالنسبة لقومه يسخرون منها ومن نوح كلما مروا عليه .[/FONT]
[FONT="]{ وَعَلَّمْنَاهُ [/FONT][FONT="]صَنْعَةَ[/FONT][FONT="] لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ } [الأنبياء:80][/FONT]
[FONT="]وننتقل أيضاً لصناعة أخرى وإن كانت كلها تشترك في نفس المعنى وهو ابتكار وابتداع شيء لم يكن من قبل موجودا سواء كان محسوسا أو معلوما وهنا الآيات التي تتحدث عن ما يصنعه ويبتدعه ويبتكره الكافرون ، ولو تتبعنا تلك الآيات كما سنرى فإن كل ما يصنعه الكافرون مذموم لأنه مبتدع ومنكر ولنتابع القرآن الكريم :[/FONT]
[FONT="]{ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا [/FONT][FONT="]يَصْنَعُونَ[/FONT][FONT="] } [المائدة:14][/FONT]
[FONT="]{ لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا [/FONT][FONT="]يَصْنَعُونَ[/FONT][FONT="] } [المائدة:63][/FONT]
[FONT="]{ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ [/FONT][FONT="]يَصْنَعُ[/FONT][FONT="] فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ } [الأعراف:137][/FONT]
[FONT="]يقول ابن جرير رحمه الله في تفسيره[/FONT][FONT="] ([/FONT][FONT="]وأما قوله : ( ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه ) ، فإنه يقول : وأهلكنا ما كان فرعون وقومه يصنعونه من العمارات والمزارع ( وما كانوا يعرشون ) ، يقول : وما كانوا يبنون من الأبنية والقصور ، وأخرجناهم من ذلك كله ، وخربنا جميع ذلك . إ.هـ[/FONT]
[FONT="]فكانت كل تلك الأبنية والقصور صناعة مبتكرة مستحدثة لم تكن موجودة حتى أتى فرعون وقومه وصنعوها وأوجدوها فكانت منطبقة على المعنى الذي عرفناه آنفاً.[/FONT]
[FONT="]{ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا [/FONT][FONT="]صَنَعُوا[/FONT][FONT="] فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [هود:16][/FONT]
[FONT="]{ وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا [/FONT][FONT="]صَنَعُوا[/FONT][FONT="] قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } [الرعد:31][/FONT]
[FONT="]{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا [/FONT][FONT="]يَصْنَعُونَ[/FONT][FONT="] } [النحل:112][/FONT]
[FONT="]{ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ [/FONT][FONT="]صُنْعًا[/FONT][FONT="] } [الكهف:104][/FONT]
[FONT="]{ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا [/FONT][FONT="]صَنَعُوا[/FONT][FONT="] إِنَّمَا [/FONT][FONT="]صَنَعُوا[/FONT][FONT="] كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ } [طه:69][/FONT]
[FONT="]فصنعهم هو بإلقاء حبالهم وعصيهم وسحر أعين الناس ليكيدوا لهم فيكفرون بما أتى به موسى عليه السلام ويؤمنون بفرعون إلها فيضلون الناس عن السبيل ، وهذا ما ابتدءوه فصاروا يبدعونه ويبتكرونه ويصنعونه حيث لم يكن قبل ذلك موجودا فسمي صنيعاً.[/FONT]
[FONT="]{ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا [/FONT][FONT="]يَصْنَعُونَ[/FONT][FONT="] } [فاطر:8][/FONT]
[FONT="]{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا [/FONT][FONT="]يَصْنَعُونَ[/FONT][FONT="] } [النور:30][/FONT]
[FONT="]أي قل يا محمد للمؤمنين أن يغضوا البصر عن محارم الله ويحفظوا الفروج من ارتكاب الفواحش وإذا اجترحوا واقترفوا سوى ما هم مأمورين به من غض البصر وارتكاب الفواحش فإن الله خبير به عليم ولو تخفوا في ذلك عن الناس ، وهذا الاجتراح والاقتراف حال حدوثه ابتداء ومبادرة بصنيع سيء يفضي إليه من يفعله دون أمر أو توجيه بل من عند نفسه.[/FONT]
[FONT="]ونختم استعراضنا للآيات الكريمة بالقول أن التعريف نجده منطبقا على كل معنى الصنع في الآيات الكريمة بالصورة التي تم تبيانها ولا يطلق الصنع على العمل ، فالصلاة والإنفاق أعمال متكررة تتابع في حياة الإنسان فلا يصح ان يقال (صنع صلاة أو صنع زكاة) إلا إن كانت صلاة من ابتكاره وابتداعه لم يؤمر بفعلها فابتدعها فتصير مصنوعة ، وسننتقل الآن للمفردة الثانية بإذن الله.[/FONT]
[FONT="]المفردة الثانية:[/FONT]
[FONT="]يفعلون[/FONT][FONT="] : مصدره [/FONT]][FONT="] فَعَلَ[/FONT][
[FONT="]هُوَ إحْدَاثُ أمْرٍ مُنْقَطِعٍ مُفْرَد لا يُشْتَرَطُ تِكْرَارُهُ فَإنْ تَكَرَّرَ صَارَ عَمَلاً ولَمْ يَعُدْ (فِعْلاً)، [/FONT]
[FONT="]ونبدأ بإذن الله في فعل الخالق وفق ما جاء في كتاب الله ، وهنا لا حكم لفعل الله ولا تقييد وذلك بنص ما جاء في كتابه الذي نفى التقييد عن أفعاله جلت قدرته بينما خلقه مقيدة أفعالهم محكومة وفق ما سيأتي :[/FONT]
[FONT="]{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ [/FONT][FONT="]اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ[/FONT][FONT="] } [البقرة:253][/FONT]
[FONT="]{ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَٰلِكَ [/FONT][FONT="]اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ[/FONT][FONT="] } [آل عمران:40][/FONT]
[FONT="]{ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } [هود:107][/FONT]
[FONT="]{ [/FONT][FONT="]فَعَّالٌ[/FONT][FONT="] لِمَا يُرِيدُ } [البروج:16][/FONT]
[FONT="]و أفعال الخلق في القرآن الكريم تتسم بالإفراد والانقطاع في حصولها وعدم التكرار ويمكن ان تتسم بالإتباع عبادةً أو عادةً متعارفٌ عليها وجارية بين عددٍ من الناس [/FONT]
[FONT="]{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ [/FONT][FONT="]وَيَفْعَلُونَ[/FONT][FONT="] مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم:6][/FONT]
[FONT="]{ فَإِنْ لَمْ [/FONT][FONT="]تَفْعَلُوا[/FONT][FONT="] وَلَنْ [/FONT][FONT="]تَفْعَلُوا[/FONT][FONT="] فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } [البقرة:24][/FONT]
[FONT="]والله يدعو ويأمر الكافرين لإتيان فعل (مفرد) وهو الإتيان بسورة من مثله ودعوة الشهداء من دون الله ، وترك التحدي بهذا الفعل المفرد (المطلوب لمرة واحدة) تركه ربنا جلت قدرته مفتوحا حتى يرث الأرض ومن عليها.[/FONT]
[FONT="]{ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ [/FONT][FONT="]فَافْعَلُوا[/FONT][FONT="] مَا تُؤْمَرُونَ } [البقرة:68][/FONT]
[FONT="]{ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا [/FONT][FONT="]يَفْعَلُونَ[/FONT][FONT="] } [البقرة:71][/FONT]
[FONT="]{ ثُمَّ أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ [/FONT][FONT="]يَفْعَلُ[/FONT][FONT="] ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [البقرة:85][/FONT]
[FONT="]{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا [/FONT][FONT="]تَفْعَلُوا[/FONT][FONT="] مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ } [البقرة:197][/FONT]
[FONT="]{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا [/FONT][FONT="]تَفْعَلُوا[/FONT][FONT="] مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } [البقرة:215][/FONT]
[FONT="]أي أن كل فعل خير مفرد واحد فإن الله (به) وعبر بالضمير المفرد ولم يقل (بها) - أي بهذا الفعل المفرد – عليم وهذا الإنفاق إنما هو أمر من الله للمؤمنين .[/FONT]
[FONT="]{ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ [/FONT][FONT="]يَفْعَلْ[/FONT][FONT="] ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } [النساء:114][/FONT]
[FONT="]{ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ [/FONT][FONT="]فَعَلُوهُ[/FONT][FONT="] لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } [المائدة:79][/FONT]
[FONT="]{ وَإِذَا [/FONT][FONT="]فَعَلُوا[/FONT][FONT="] فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [الأعراف:28][/FONT]
[FONT="]{ قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا [/FONT][FONT="]فَعَلْتُمْ[/FONT][FONT="] بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ } [يوسف:89][/FONT]
[FONT="]{ وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ [/FONT][FONT="]فَعَلْنَا[/FONT][FONT="] بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ } [إبراهيم:45][/FONT]
[FONT="]{ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا [/FONT][FONT="]فَعَلْتُهُ[/FONT][FONT="] عَنْ أَمْرِي ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا } [الكهف:82][/FONT]
[FONT="]{ قَالُوا مَنْ [/FONT][FONT="]فَعَلَ[/FONT][FONT="] هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ } [الأنبياء:59][/FONT]
[FONT="]{ قَالُوا أَأَنْتَ [/FONT][FONT="]فَعَلْتَ[/FONT][FONT="] هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ } [الأنبياء:62][/FONT]
[FONT="]{ قَالَ بَلْ [/FONT][FONT="]فَعَلَهُ[/FONT][FONT="] كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ } [الأنبياء:63][/FONT]
[FONT="]المفردة الثالثة :[/FONT]
[FONT="]يعملون[/FONT][FONT="] : مصدره [/FONT]][FONT="] عَمِلَ[/FONT][
[FONT="]كُلُّ أمْرٍ يُفْضَىَ إليْهِ بِاسْتِمْرَاْرٍ وَتَكْرَارْ ، وَهَوَ شَامِلٌ لأعْمَالِ الدُّنْيَا وَأَعْمَالُ الآخِرَة (العِبَادَة) والعَمَلُ تَعْبِيْرٌ شَامِلٌ وقَدْ يَدْخلُ الفِعْلُ فِيْه وَالصُّنْعُ أيضاً خَاصَّة في مُبتدأهْ.[/FONT]
[FONT="]ولو عدنا من البداية فإن الصنيع والصناعة هو أول إحداث مبتدع مبتكر ، فإن تكرر وتتابع واستمر كان عملاً ، وأي إتيان لأمر مرة واحدة يسمى فعلا ، ففعل قابيل بقتله هابيل يسمى صنيع فقد صنع القتل ، ومن ارتكب القتل وامتهنه بعد ذلك صار يسمى القتل بالنسبة له (عملاً) لتكرره ومن فعله مرة سمي (فعلاً)[/FONT]
[FONT="]وكما سنرى فإن الآيات التي تحتوي مفردة (عمل) وتصريفاتها تتجاوز 275مرة في كتاب الله وإذا استقرأناها سنجد دلالتها تقودنا لإدراك أن الأعمال في معظمها متكررة مستمرة ومنها مثلا التكاليف من العبادات التي يمارسها العابد سواءً كان مؤمناً أو مشركاً ، والعمل يشمل الأفعال (ضمناً) لأن الأفعال المتعددة المتكررة تعد أعمالا ، فالصلاة والصوم والزكاة أعمالا لتكرارها ، أما الذبح مثلا فهو فعل و وقتل موسى للمصري يعد فعلا لأنه حدث عارض ، ولا يصح أن يكون الفعل عملا ولكن العكس هو الصواب.[/FONT]
[FONT="]{ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا [/FONT][FONT="]تَعْمَلُونَ[/FONT][FONT="] بَصِيرٌ } [البقرة:110][/FONT]
[FONT="]{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا [/FONT][FONT="]يَعْمَلُونَ[/FONT][FONT="] } [البقرة:134][/FONT]
[FONT="]وأعمال الأمم البائدة من طاعات وعبادات لله (إن كانوا مسلمين) أو لسواه (إن كانوا كفارا) لا يحاسب الله بها أممٌ غير التي عملتها ولا يسأل قومٌ عن عمل آخرين وذلك هو الحساب العدل.[/FONT]
[FONT="]{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا [/FONT][FONT="]عَمِلَتْ[/FONT][FONT="] مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا [/FONT][FONT="]عَمِلَتْ[/FONT][FONT="] مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } [آل عمران:30][/FONT]
[FONT="]{ فَمَنْ [/FONT][FONT="]يَعْمَلْ[/FONT][FONT="] مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ } [الزلزلة:7][/FONT]
[FONT="]{ وَمَنْ [/FONT][FONT="]يَعْمَلْ[/FONT][FONT="] مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة:8][/FONT]
[FONT="]وبعد وفي ختام هذا العرض والتحليل فنكرر أن الصنع هو ابتداء إحداث الشيء حيث لم يكن موجودا قبل الصنع ، والفعل إحداث أمر وإتيانه مرة واحدة منفردة منقطعة ، أما العمل فهو تعبير عامٌ يشمل الصنائع والأفعال ويضاف إليها إتيان الأمر باستمرار وتكرار.[/FONT]
[FONT="] اللهم اهدنا للعلم بكتابك ، ويسر لنا فهم آياتك ، وبارك لنا في علمنا واغفر لنا زلاتنا ، وقيض لنا من يأمرنا بكل معروف وينهانا عن كل منكر ، واجعل اعمالنا خالصة لوجهك الكريم من غير رياء ولا نفاق ، وادرأ عنا الفتن وعن المسلمين اجمعين يا رب العالمين[/FONT]
[FONT="]هذا والله أعلى وأعلم وصلى اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم[/FONT]
رابط الموضوع في المدونة