ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
و قفة مع آية:
قال تعالى:" وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)" المائدة.
تساءلت كيف قال الله تعالى:" فأثابهم بما قالوا" مع أن القول وحده لا يكفي كما هو مذهب أهل السنة و الجماعة الذين يعتبرون أن الإيمان قول باللسان و اعتقاد بالجنان و عمل بالأركان؟
و لعل من الأجوبة التي ظهرت لي:
1- أن الله سبحانه عبر بالقول لعلمه سبحانه أن قولهم بألسنتهم يوافق اعتقادهم و يصدقه عملهم. و قد ورد ما يدل على إخلاصهم و إحسانهم، قال تعالى:" و ذلك جزاء المحسنين" و الإحسان في الفعل أبلغ منه في القول و قال قبلها:" ترى أعينهم تفيض من الدمع".
و قد وجدت كلاما للإمام البغوي رحمه الله تعالى يؤيد هذا القول حيث ذكر عند تفسيره لهذه الآيات:" وإنما أنجح قولهم وعلق الثواب بالقول لاقترانه بالإخلاص، بدليل قوله: { وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ } يعني: الموحدين المؤمنين، وقوله من قبل: "ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق" يدل على أن الإخلاص والمعرفة بالقلب مع القول يكون إيمانا". –معالم التنزيل: 3/88-
و في نفس المعنى يقول الإمام الألوسي رحمه الله تعالى:" فإن القول إذا لم يقيد بالخلو عن الاعتقاد يكون المراد به المقارن له كما إذا قيل هذا قول فلان لأن القول إنما يصدر عن صاحبه لإفادة الاعتقاد".-روح المعاني:5/107.
و من المفسرين من حمل "القول" على ظاهره مريدا به مجرد القول:
يقول الشعرواي رحمه الله تعالى:" ولنا أن نعرف أن للقول أهمية كبرى لأنه يرتبط من بعد ذلك بالسلوك"
ثم قال:" والحق يريد أن يؤكد لنا أن كل حركة إيمانية حتى ولو كانت قولاً إنما تأخذ كمالها من عمرها . ونعلم أن الإيمان في مكة كان هو الإيمان بالقول . ذلك أن الناس آمنت ولم تكن الأحكام قد نزلت ، فغالبية الأحكام نزلت في المدينة".
و هذا الكلام فيه نظر و الله أعلم لأن الإيمان ليس قولا فقط بل هو قول و اعتقاد و عمل، و الصحابة في مكة لم يقتصر إيمانهم على مجرد القول باللسان بل كان نابعا عن اعتقاد جازم تصدقه الجوارح، و إن كان كثير من الأحكام لم تنزل إلا بعد الهجرة لكن هناك أحكام شرعت بمكة و كانت هناك سلسلة الأخلاق التي أتى النبي صلى الله عليه و سلم ليتممها...
2- أن القول قد يطلق و يراد به العمل و هو كثير في لغة العرب، كما في قول النبي صلى الله عليه و سلم لعمار رضي الله عنه :" إنما يكفيك أن تقول هكذا" أي أن تفعل.
و من كان عنده تعقيب أو إفادة فلا يبخل، و الله أعلم و أحكم.
و قفة مع آية:
قال تعالى:" وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)" المائدة.
تساءلت كيف قال الله تعالى:" فأثابهم بما قالوا" مع أن القول وحده لا يكفي كما هو مذهب أهل السنة و الجماعة الذين يعتبرون أن الإيمان قول باللسان و اعتقاد بالجنان و عمل بالأركان؟
و لعل من الأجوبة التي ظهرت لي:
1- أن الله سبحانه عبر بالقول لعلمه سبحانه أن قولهم بألسنتهم يوافق اعتقادهم و يصدقه عملهم. و قد ورد ما يدل على إخلاصهم و إحسانهم، قال تعالى:" و ذلك جزاء المحسنين" و الإحسان في الفعل أبلغ منه في القول و قال قبلها:" ترى أعينهم تفيض من الدمع".
و قد وجدت كلاما للإمام البغوي رحمه الله تعالى يؤيد هذا القول حيث ذكر عند تفسيره لهذه الآيات:" وإنما أنجح قولهم وعلق الثواب بالقول لاقترانه بالإخلاص، بدليل قوله: { وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ } يعني: الموحدين المؤمنين، وقوله من قبل: "ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق" يدل على أن الإخلاص والمعرفة بالقلب مع القول يكون إيمانا". –معالم التنزيل: 3/88-
و في نفس المعنى يقول الإمام الألوسي رحمه الله تعالى:" فإن القول إذا لم يقيد بالخلو عن الاعتقاد يكون المراد به المقارن له كما إذا قيل هذا قول فلان لأن القول إنما يصدر عن صاحبه لإفادة الاعتقاد".-روح المعاني:5/107.
و من المفسرين من حمل "القول" على ظاهره مريدا به مجرد القول:
يقول الشعرواي رحمه الله تعالى:" ولنا أن نعرف أن للقول أهمية كبرى لأنه يرتبط من بعد ذلك بالسلوك"
ثم قال:" والحق يريد أن يؤكد لنا أن كل حركة إيمانية حتى ولو كانت قولاً إنما تأخذ كمالها من عمرها . ونعلم أن الإيمان في مكة كان هو الإيمان بالقول . ذلك أن الناس آمنت ولم تكن الأحكام قد نزلت ، فغالبية الأحكام نزلت في المدينة".
و هذا الكلام فيه نظر و الله أعلم لأن الإيمان ليس قولا فقط بل هو قول و اعتقاد و عمل، و الصحابة في مكة لم يقتصر إيمانهم على مجرد القول باللسان بل كان نابعا عن اعتقاد جازم تصدقه الجوارح، و إن كان كثير من الأحكام لم تنزل إلا بعد الهجرة لكن هناك أحكام شرعت بمكة و كانت هناك سلسلة الأخلاق التي أتى النبي صلى الله عليه و سلم ليتممها...
2- أن القول قد يطلق و يراد به العمل و هو كثير في لغة العرب، كما في قول النبي صلى الله عليه و سلم لعمار رضي الله عنه :" إنما يكفيك أن تقول هكذا" أي أن تفعل.
و من كان عنده تعقيب أو إفادة فلا يبخل، و الله أعلم و أحكم.