جاء في كتاب: الانتصار لأصحاب الحديث لأبي المظفر السمعاني الحنفي ثم الشافعي (المتوفى: 489هـ) :
قد قَالَ بعض أهل الْمعرفَة إِنَّمَا أعطينا الْعقل لإِقَامَة الْعُبُودِيَّة لَا لإدراك الربوبية فَمن شغل مَا أعطي لإِقَامَة الْعُبُودِيَّة بِإِدْرَاك الربوبية فَاتَتْهُ الْعُبُودِيَّة وَلم يدْرك الربوبية وَمعنى قَوْلنَا إِنَّمَا أعطينا الْعقل لإِقَامَة الْعُبُودِيَّة هُوَ أَنه آلَة التَّمْيِيز بَين الْقَبِيح وَالْحسن وَالسّنة والبدعة والرياء وَالْإِخْلَاص ولولاه لم يكن تَكْلِيف وَلَا توجه أَمر وَلَا نهي .
وَإِنَّمَا علينا أَن نقبل مَا عَقَلْنَاهُ إِيمَانًا وَتَصْدِيقًا وَمَا لم نعقله قبلناه وتسليما واستسلاما
وَهَذَا معنى قَول الْقَائِل من أهل السّنة إِن الْإِسْلَام قنطرة لَا تعبر إِلَّا بِالتَّسْلِيمِ.