واقع بعض دروس التفسير المعاصرة

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
إن مما لا يخفى على من نظر في الساحة العلمية المعاصرة ما تحظى به من تعدد الملقين من الشيوخ وطلاب العلم الكبار ، ومن المشاركين لهم في بعض فنون العلم ممن لهم في العلم شيء لا بأس به .
وإنني بصدد الحديث عن مشكلة تتكرر ، وهي أن بعض من تخصَّص في علم ما تراه فجأة ممن صار يُعنى بالتفسير ، وإذا به يفتح فيه حلقة أو ينشر فيه برنامجًا .
وترى آخر يأخذ كتابًا في أحد مجالات علوم القرآن فيشرحه للطلاب ، وإذا به ينحو به إلى العلم الذي برع فيه ، ولا ترى فيه تحقيقًا في أصل مسائل العلم التي عُني بها مؤلف الكتاب .
وآخر لا تراه إلا مرددًا عبارة : (فيه قولان) ، حتى صارت كل مسألة عنده لا تخرج عن كونها فيها قولان مكتفيًا بعرضهما ، ومعرضًا عن تحريرهما .
إن الذين يمكنهم الجمع بين العلوم قلَّة ، وإن من احترام الإنسان لذاته ، ومن احترامه لطلابه أن لا يذهب بهم كل مذهب في العلوم بدعوى التفنن .
وإن الساحة العلمية اليوم ـ ولله الحمد ـ مليئة بالمتخصصين ، وإن علينا أن نبعث فيهم روح تدريس هذا العلم الذي تخصصوا فيه ، وأن يكونوا مقصدًا للطلاب بدل أن نراهم منشغلون في غير ما تخصصوا فيه .
وأعود إلى من بدأت حديثي فيهم ، فأقول :
إن مما يؤسف عليه أن يخرج من له شعبية وقبول بدرس تفسير ، وتجد عليه ملاحظات من الجهة العلمية ، وذلك لأسباب متعددة ، منها :
ـ ضعف التحضير ، وعدم اكتمال المعلومة التي يريد المتحدث أن يبسط الحديث فيها ، فتراها تخرج هزيلة مفككة لا روح فيها .
ومنها الاعتداد بالنفس بالقدرة على الإلقاء ، والاكتفاء بذلك في تزيين الدرس بهذه القدرة ، حتى لا تكاد ترى ما يفيد في درس يستمر ساعة تلو أخرى .
ـ وإن من أكبرها عدم معرفة منهجية التفسير ، وعدم التمييز بين القول المقبول والقول المرذول ، وبين القول الصحيح والقول الشاذ الضعيف .
ـ ومنها الاعتراض على قول سائر معروف ، قال به كبار الصحابة والتابعين وأتباعهم ، وصار قولاً لجمهور الخالفين ، حتى لا يكاد يُذكر غيره .
ومنها الاستطراد العجيب في ذكر مسائل ثقافية لا علاقة للآية بها من قريب ولا من بعيد ، اللهم إلاَّ أنه ذُكِر فيها ذلك اللفظ ، فترى هذا الذي تعرض للتفسير يجر الكلام إلى أمور تتعلق بهذه اللفظة ، وهو كلام ثقافي وليس كلامًا في معنى الآية وتحرير اللفظة فيها .
وإن هذا الخلط العجيب الذي أراه بدأ يبرز في الساحة العلمية يحتاج منا إلى وقفات :
الأولى : إلى أولئك الذين منَّ الله عليهم بالجمهور المحبِّ لهم ، المتقبِّل منهم ، أقول : اتقوا الله في التفسير ، فإنما هو الرواية عن الله .
وأقول : إن الإعداد الجيد للدرس ، وعدم الذهاب إلى المخالفات والشذوذات ، وعدم الاستطرادات الغريبة التي لا علاقة للآية بها هو من أكبر سبل نجاح الدرس .
ولا يكن في حسِّك أن تقدم ما لم يأت به الأوائل ، فإن وجود هذا في حسِّ العالم وطالب العلم يشغله عن فهم العلم إلى البحث والتنقيب عن الغريب ، حتى يقع في شذوذات ومخالفات ، والجادة الجادة تسلموا .
إن من الخسارة العظيمة أن ترى هذا الجمهور العريض يستمع إلى أخطاء علمية لا يمكن تقويمها عندهم لثقتهم بمن يلقيها إليهم ، وإن من الخسارة أيضًا أن تتجه بوصلة بعض الفضلاء إلى ما لا يحسنون ، ويتركون ما يحسنون ، ولهم فيه أثر ظاهر ، فالله الله في أن يعرف كل واحد منَّا ما يحسن ، ويجتهد فيه ليفد أمته .
إن التخبط الذي يُنعى على المبتدئين في طلب العلم ، والذين يعبِّر عنهم بعض العلماء بأنهم ذوَّاقون كثيرو التنقل قد يقع عند بعض الدعاة والوعاظ والبارعون في علم ما ، فتراهم يتجهون إلى تدريس علم من العلوم بدعوى : أريد أن أستفيد !
إن التدريس في الهواء الطلق أمام جمهور الناس ليس هو مجال الاستفادة ، وإنما مجالها المدارسة الخاصة مع بعض الطلاب .
وإذا كان هؤلاء قد انصبوا إلى هذا الشأن ، وفتحوا دروس التفسير ، فما بال من يُعدُّ من المتخصصين يقصِّر في أداء هذه المهمة ، ولا ترى له أي نشاطٍ علمي في مجال تخصصه ؟!
الثانية : إلى المتخصصين ، فأقول : إن من أسباب بروز مثل هذه الظاهرة عزوف كثير من المتخصصين عن التصدي للعامة ، وإقامة الدروس والمحاضرات والدورات والندوات .
إننا أمام مشكلة تحتاج إلى دراسة ومدارسة ، وتستدعي النظر والتفكير في كثير من الدروس التي تقام في العلم الشرعي سواء أكان في التفسير أم في غيره .
وللحديث بقية في شأن آخر من هموم المتخصصين ، والله الموفق والمعين .
 
سلمت يمينك أبا عبد الملك , ولا أدري لم هذه الجرأة على هذا العلم على الخصوص , بينما لا ترى متكلماً يجازف في الحديث عن مسألة عقدية أو حديثية متخصصة ليس هو من أهل تحقيقها !!
 
شكر الله لكم شيخنا الكريم,والدعوة الآن للمختصين ليملكوا الميدان وينهل الناس من المنبع الأصيل, وفقكم الله وبارك في جهودكم
 
حقيقةُ الأمـر يا أبا عبد الملك سلمك الله وباختـصـار شديد هي: (المُـجـاملة).

خصوصاً في ظل وفـرة قنوات الإعـلام الإسلامي , وفي ظل ارتجـال الكثير من القائمين عليها في الإعداد والتنفيذ والاستضافة , الأمـرُ الذي حدا بكثيرين إلى استضـافة كل من تمتلئ به الشاشة , والمقدمُ عندهم في ذلك ذو الشعبية وإن كانت المادةُ التي سيتناولها البرنامجُ لا تعنيه في التخصص.

واللومُ هنا يتوجهُ بشكل أولي إلى السادة الكرام المتخصصين في القرآن والقراءات وعلومه , إذ لو امتلأ بهم الفراغُ وتظافرت منهم الجهودُ لتوقف كثيرون من مقتحمي هذه الحيـاض الطاهرة.

وحتى من كانَ عُـذرُهُ منهم قناعتُـهُ بحرمة التصوير , وهي وجهةٌ شرعيةٌ معتبرةٌ , فبالإمكـانِ التنسيقُ معهُ للمشاركة وأداء الواجبِ عبر اتصاله الهاتفي على القناة أو اتصال القنوات عليه ولو استغرق مدة البرنامجِ كاملةً كما هو الشأنُ في بعض برامج الفتاوى في إذاعة القرآن , والتي يفتي الضيوفُ فيها من بيوتهم , ويستقبلونَ أسئلة الناس والحمد لله.

وأنا شخصياً أعرفُ نفراً من أولئك السادة العلمـاء بكتاب الله تعالى , وهذا نداءٌ لأرباب القنوات ومعدي برامجها بطـرح هذه الفكـرة وإعمالها لتحل محل الخـواء العلمي الذي أفرز هذه الفئة التي تحدث عنها شيخنا أبو عبد الملك.
 
الحمد لله
طرح موفق يدور في خلد كثير من المتخصصين .
فنحن نسمع بعض مجالس التفسير وبودنا لو أن هذا الشيخ الذي يلقي الدرس لم يقل هذا الكلام .
وأقترح على الجمعية استقبال طلبات الدورات العلمية المقامة في المساجد في مناطق المملكة أو خارج المملكة ، واستقبال طلبات القنوات الفضائية كذلك ، ثم تقوم الجمعية بترشيح المشايخ المتخصصين لها من أعضاء الجمعية أو حتى من غير أعضاء الجمعية .
وتكون هذه الخدمة تعاونية فقط .
ما رأي فضيلة الشيخ مساعد الطيار ، وحبذا لو أدلى شيخنا عبد الرحمن الشهري بدلوه في هذا الموضوع .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار
وما ذكرتموه نقد جدي لواقع مردي
مداخلتي ذات شقين:
الأول:
أنه قد أشكلت عليّ هذه العبارة "أقول : اتقوا الله في التفسير ، فإنما هو الرواية عن الله " فأرجو -فضلا- توضيحها
والثاني :
أنكم -أحسن الله إليكم- قد ذكرتمونا بمحاضرة جمعتني وبعض الزملاء ممن تخصصوا في بعض فروع العلم الشرعي الممزوج بأقوال الفلاسفة ............... وكانت محاضرة عامة دعينا لإلقائها على طلاب بعض الجامعات وكان لافتا حضور عدد كبير جدا من الأكاديميين والطلاب
وزميلنا هذا -شفاه الله- ممن النوع النرجسي أو السفياني - اختر أيهما شئت- أي يحب دائما أن يكون صاحب الكلمة العليا في المحاضرات التي تجمعه بالناس ويشاركه فيها بعض زملائه :rolleyes:
وما أن انتهت كلمته وكلمتي حتى انهمر سيل من الأسئلة على المحاضرَين هو أولهما وكاتب هذه السطور ثانيهما
لكنّ صاحبي أبى إلا أن يستأثر بالإجابة عن كل الأسئلة، وراح يجيب عن كل سؤال بطريقة هي أقرب إلى الثقافة العامة التي يحسنها الكثيرون -كما أشرتم- لا بطريقة العلماء المحررين.
جلست بجواره وأنا أشعر بتقلص تتلوى معه أمعائي وأنظر إليه نظر استعطاف ;)
أي اترك لي الإجابة حتى عن سؤال واحد ، لكنه يمضي على طريقته مهرولا لا يترك شاردة ولا واردة إلا أدلى فيها بدلوه.
ظل هكذا حتى ألقي علينا سؤال علمي من الطراز الأول وهو هذا السؤال:
ما الفرق بين الحديث الصحيح والضعيف ؟ وكيف أميِّز هذا عن ذاك ؟
فأشرت إليه أن اترك لي الإجابة عن هذا السؤال، ثم ارتقيت في الطلب فهمست في أذنه مستجديا أن يمنّ عليّ بما طلبت، لأنني أعلم أن بضاعته في الحديث مزجاة، لكنه كان قد امتطى جوادا قد شق طريقه حتى بدا عصيًّا على القياد ، فلا هو نظر إلى إشارتي ، ولا أصغى إلى همسي
وأجاب عن السؤال بهذه الطريقة:
الحديث الصحيح هو الذي يوافق القرآن.
والحديث الضعيف هو الذي لا يوافق القرآن
بعدها قام أحد الجالسين -وكان أكثر شجاعة مني- مقتحما كلام صاحبنا وصوّب له خطأه
وكان موقفا محرجا جدا
 
بوركت تلك الأنامل ونفع الله بعلمك.
فالشكر والثناء لأبي عبد الملك على هذا النقد البناء، ولقد تناثرت الفوائد في مثاني كلامه وهي كثيرة. فجزاك الله خيرا.
ولي مداخلة ارجو أن يكون فيها المفيد:
إن جوهر موضوع د. مساعد – في نظري - يتمثل في نقطتين:
1 – دخول غير المتخصص في تدريس التفسير، وما نتج عن ذلك.
2 – إحجام المتخصصين عن تدريس التفسير.
فالثانية تحتاج لحديث تُحفز فيه الهمم أو لتقنين يُخرجهم من غياباتهم!
ولكن المعضلة هي اقتحام ميدان علم التفسير من غير المتخصص علمياً فيه المُلِم بأدواته – وليس التخصص الأكاديمي فحسب – ، وحينها يُسمَع ما لا قبل للمرء به.
وفي نظري أن العوامل الداعمة لهذه المعضلة هي من زاويتين:
الزاوية الأولى: الشخص نفسه.
والزاوية الثانية: المنابر الإعلامية.
ومجمل ذلك في :
– إعجاب البعض بما يقرأ من سيرة عالم متفنن، فيحاول مضاهاته، وربما أنه لم يعرف نفسه كما ينبغي فيضع نفسه في مكان ليس لها.
– قيام المنابر الإعلامية المختلفة بإقامة درس أو حلقة في التفسير وتأخذ من مرتديها من أهل الفضل والعلم ولو لم يكن من أهل ذلك الشأن.
وعموماً المسألة تحتاج مزيداً من النقاش والحوار، والفضل في ذلك يعود لفاتح النقاش جزاه الله خيرا.
والله من وراء القصد.
 
شيخنا الفاضل أبا عبدالملك,شكر الله لك غيرتك على كتاب الله,وهذا ما يشهد لك به القاصي والداني ممن قرأ كتبك ومقالاتك أو سمع دروسك ومحاضراتك, ولكن ألا ترى شيخنا أن هناك فرقا بين مستويين في هذا العلم,الأول: دروس التفسير العلمية التي تُعنى بتحرير الأقوال وبيان الراجح منها ومعرفة مراد المفسر ومستنده في كل قول واعتماده على أقوال السلف وغير ذلك مما هو معلوم لدى أهل الاختصاص. والثاني:يعتني بتقريب هذا العلم للناس وربطهم بكتاب الله من خلال بيان المعنى العام للآيات ثم الوقوف على هدايتها وما فيها من فوائد إيمانية وتربوية. وبمعرفة هذين المستويين نعلم أن ما ذكرته في كلامك السابق ينطبق على من أراد الحديث عن هذا العلم في المستوى الأول وهذا حق لا مراء فيه. أما دروس التفسير والتي ينطبق عليها القول في المستوى الثاني فهي باب واسع يستحيل إغلاقه وقصره على أهل الاختصاص,فبيان كلام الله للناس وتعطير مجالس الذكر به وأخذ الفوائد والعبر منه بالاعتماد على كلام أئمة هذا العلم الموثوقين بعيدا عن الآراء الشاذة والأقوال الغريبة_ أمر مألوف عند السلف والخلف, وفي الكلمات والمواعظ والخطب,وهؤلاء في الغالب ليسوا من أهل الاختصاص. وإني لأعلم شيخنا أن هذا لا يخفى عليك ولكني رأيت من مداخلة الإخوة الكرام ما قد يُفهم منه الحجر على كل متكلم في التفسير من غير أهله حتى ولو كان من النوع الثاني وهذا مالا يمكن شرعا ولا عقلا. أسأل المولى القدير أن يجعلنا من أهل القرآن الذي هم أهل الله وخاصته وأن يفقهنا في الدين وأن يعلمنا التأويل.والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
والطامة الأخرى

والطامة الأخرى

الحمد لله وبعده،،،
شيخي مساعد حفظه الله الأدهى والأمر أن يطبع هذا الكلام ويباع على أنه الكتاب الذي فيه ما فيه من ما ذكرت من الأخطاء على التفسير والمفسر.
يتبع؟؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأصل في القضية قوله تعالى : (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)، وطرح الموضوع تم على فئة غير متخصصة ولا متمرسة في أصول التفسير وعلوم القرآن، وهذا الموضوع ذكرني بنص لشيخنا الدكتور نور الدين عتر في كتابه "علوم القرآن الكريم"، واسمحوا لي أن أنقل نصه من كتابه صـ94، 95 تحت عنوان "شروط المفسر والقواعد التي يحتاج إليها فيقول حفظه الله:
(إن النقاش الذي سبق في التفسير بالرأي يفيد أموراً هي شروط وقوعد على غاية من الأهمية تتعلق بالاحتياط في التفسير بالرأي نعرضها موجزة فيما يلي:
أولاً: التحفظ من القول في كتاب الله تعالى إلا على بينة: باستيفاء العلوم التي ذكرناها فإن الناس في العلم بالأدوات المحتاج إليها في التفسير على ثلاث طبقات:
إحداها: من بلغ في ذلك مبلغ الراسخين كالصحابة والتابعين ومن يليهم، وهؤلاء قالوا في التفسير برأيهم مع التوقي والتحفظ، والهيبة والخوف من الهجوم، فنحن أولى منهم إن ظننا بأنفسنا أنا في العلم والفهم مثلهم.
الثانية [أي من طبقات الناس]: من علم من نفسه أنه لم يبلغ مبالغهم ولا داناهم، فهذا طرف لا إشكال في تحريم ذلك عليه، وسبيله أن يأخذ تفسيراً يدرسه بمراجعة العلماء.
الثالثة: من شك في بلوغه مبلغ أهل الاجتهاد أو ظن ذلك في بعض علومه دون بعض، فهذا أيضا داخل تحت حكم المنع من القول فيه، لأن الأصل عدم العلم، فعندما يبقى له شك أو تردد في الدخول مدخل العلماء الراسخين فانسحاب الحكم الأول عليه باق بلا إشكال، وكل أحد فقيه نفسه في هذا المجال، وربما تعدى بعض أصحاب هذه الطبقة طوره، فحسن ظنه بنفسه، ودخل في الكلام فيه مع الراسخين، ومن هنا افترقت الفرق، وتباينت النحل، وظهر في تفسير القرآن الخلل) ا.هـ ثم أكمل الشيخ الدكتور نور الدين باقي شروط المفسر ألخصها بالآتي: منها أن يعتمد المفسر على من تقدمه في التفسير وله في ذلك سعة، ومنها أن يكون على بال من الناظر والمفسر والمتكلم على القرآن أن ما يقوله من التفسير هو قول بلسان بيانه: هذا مراد الله تعالى من هذا الكلام، فليثبت أن يسأله الله تعالى: من أين قلت عني هذا؟ فلا يصح له ذلك إلا ببيان الشواهد وإلا كان باطلاً، ومنها أن يلاحظ المفسر في كلامه المنهجية في البيان وأن يتحرى في التفسير مطابقة المفسر ومنها أن يبين المفسر خطة تفسيره.
وقد قرأت هذا النص - أقصد طبقات الناس بالنسبة لأدوات التفسير - على شيخنا الدكتور نور الدين أثناء تحضيري رسالة الدكتوراه، وقلت له بصراحة: وأين نحن طلاب العلم في هذا التصنيف، فعلى هذا الكلام ينبغي أن نتوقف عن البحث!!، فقال لي ما مفاده: أن طالب العلم الذي حصل أغلب الأدوات التي يحتاج إليها المفسر ويراجع أهل العلم ويحقق في معلوماته دون تقصير لابأس بأن يكتب ويبحث ويسجل نتيجته ويقول ما انتهى إليه بعد البحث.
أقول: فهؤلاء الذين يرتجلون التفسير ويتعجلون المعاني دون تفكير أين هم في هذا التصنيف، وأين أمانتهم في بيان كتاب الله تعالى، نعم لا أحد يستطيع أن يحجر على العقول التدبر بكتاب الله تعالى ولا أن يحجر على المتدبر فهم معاني القرآن الكريم ولكن كلامنا هنا في الذين يتصدرون حلق الذكر ويشرقون ويغربون في كتاب الله بما يدخل وما لا يدخل في معانيه، ويحضرني في هذا أمثلة كثيرة ولكن سأذكر منها مثالاً واحداً مهماً: تابعت برنامجاً حوارياً في إحدى القنوات الفضائية الملتزمة حول قضية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، ولا أخفي أني تابعت الحلقة إلى نهايتها على مضض وألم وذلك لأن الذي يتكلم في الإعجاز العلمي إنسان لا يمت إلى علم من العلوم الشرعية بصلة، ويتخبط في الكلام تخبطاً قاتلاً ومن ذلك أنه أتى بصورة لانفجارات تحصل في الشمس فيتولد منها الحرارة والضوء، وقال ما مفاده أن هذا اللهب أشار إليه القرآن في قوله تعالى : (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) [المرسلات : 33]، واعتبر أن جمالت هي الجمال وأتى بصورة جمل ووضع بجانبها صورة شكل اللهب المتولد من انفجار حاصل في الشمس وقال: انظروا إلى شكل اللهب أليس مثل شكل الجمل!!!
وسأترك التعليق لكم على هذا المثال مع العلم أني من مؤيدي التفسير العلمي والإعجاز العلمي في القرآن ولكن بضوابطه، فالذي يريد التكلم في تفسير القرآن إما أن يكون مفسراً متمكنا أو ناقلاً عمن تقدمه وبانياً على كلامهم البناء السليم بالاستدلال السليم، أما أن يخوض ويلعب أمام جمهور المسلمين فهذه مفسدة عظيمة واستهتار بالعقول، و لا يجوز السكوت عن ذلك، ومعذرة عن الإطالة والله أعلم.
 
أشكر الإخوة على مداخلاتهم ، ولي عودة إليها إن شاء الله تعالى ، لكن أجيب عن سؤال أخينا الحبيب الدكتور أحمد الخطيب في قوله : ( أنه قد أشكلت عليّ هذه العبارة "أقول : اتقوا الله في التفسير ، فإنما هو الرواية عن الله " فأرجو -فضلا- توضيحها ) ، فأقول : هذه العبارة وردت عن مسروق ، فقد رواها أبو عبيد في كتابه فضائل القرآن ، قال : ( حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا عمر بن أبي زائدة ، عن الشعبي ، عن مسروق ، قال : اتقوا التفسير ، فإنما هو الرواية على الله عز وجل ) .
ومراده أن القول بأن معنى الآية كذا ، إنما هو حكم على أن هذا مراد الله .
ولا شكَّ أن التفسير من القول على الله ، والقول على الله بغير علم من المحرمات ، كما قال تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) ، ولهذا أدعو من يتصدى للتفسير أن يتنبه لهذه الآية ، وأن تكون منه على بال ، فالأمر جدُّ خطير ، والله الهادي إلى الصواب .
 
أقول: فهؤلاء الذين يرتجلون التفسير ويتعجلون المعاني دون تفكير أين هم في هذا التصنيف، وأين أمانتهم في بيان كتاب الله تعالى، نعم لا أحد يستطيع أن يحجر على العقول التدبر بكتاب الله تعالى ولا أن يحجر على المتدبر فهم معاني القرآن الكريم ولكن كلامنا هنا في الذين يتصدرون حلق الذكر ويشرقون ويغربون في كتاب الله بما يدخل وما لا يدخل في معانيه، ويحضرني في هذا أمثلة كثيرة ولكن سأذكر منها مثالاً واحداً مهماً: تابعت برنامجاً حوارياً في إحدى القنوات الفضائية الملتزمة حول قضية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، ولا أخفي أني تابعت الحلقة إلى نهايتها على مضض وألم وذلك لأن الذي يتكلم في الإعجاز العلمي إنسان لا يمت إلى علم من العلوم الشرعية بصلة، ويتخبط في الكلام تخبطاً قاتلاً ومن ذلك أنه أتى بصورة لانفجارات تحصل في الشمس فيتولد منها الحرارة والضوء، وقال ما مفاده أن هذا اللهب أشار إليه القرآن في قوله تعالى : (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) [المرسلات : 33]، واعتبر أن جمالت هي الجمال وأتى بصورة جمل ووضع بجانبها صورة شكل اللهب المتولد من انفجار حاصل في الشمس وقال: انظروا إلى شكل اللهب أليس مثل شكل الجمل!!!

أخي الفاضل مرهف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جمالت ذكرها أهل التفسير بهذا المعنى وبمعنى آخر وهو الحبال وإليك كلام الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى:
وقوله : { كأنه جِمالات صفر } تشبيه له في حجمه ولونه وحركته في تطايره بجمالات صفر . وضمير { كأنه } عائد إلى شرر .
والجِمالات : بكسر الجيم جمع جِمالة ، وهي اسم جمع طائفة من الجمال ، أي تُشبه طوائف من الجمال متوزعة فرقاً ، وهذا تشبيه مركب لأنه تشبيه في هيئة الحجم مع لونه مع حركته . والصُفرة : لون الشرر إذا ابتعد عن لهيب ناره .

وقرأ الجمهور { جِمالات } بكسر الجيم وألف بعد اللام فهو جمع جمالة . وقرأه حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلفٌ { جِمالة } بكسر الجيم بدون ألف بعد اللام وهو جمع جَمَل مثل حَجَر وحِجَارة .

وقرأه رُويس عن يعقوب { جُمالات } بضم الجيم وألف بعد اللام جمع جُمالة بالضم وهي حبل تشدّ به السفينة ، ويُسمى القَلْس ( بقاف مفتوحة ولام ساكنة ) والتقدير : كأنّ الواحدة منها جُمالة ، و { صفر } على هذه القراءة نعت ل { جمالات } أو ل ( شرر ) ." أ.هـ

وهذا ما ذكره بن كثير أيضا حيث يقول:
"{ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ } أي: كالإبل السود. قاله مجاهد، والحسن، وقتادة، والضحاك. واختاره ابن جرير.
وعن ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير: { جِمَالَةٌ صُفْرٌ } يعني: حبال السفن. وعنه -"أ.هـ

وهذا التشبيه يحتاج إلى التوقف عنده فلابد أنه يحمل في طياته دلائل لأني لا أرى وجه الشبه أو العلاقة بين الشرر الذي يشبه القصور أو جذوع الأشجاركما جاء في التفسير
والجمال أو الحبال العظيمة.

والصور التى جاءت في البرنامج الذي شاهدت ترى صور اللهب الصادر عن الشمس على صورة الجمل وعلى صورة الحبال العظيمة أحياناً.

بقي هل بين تلك الصور والآيات المذكورة علاقة ؟
هذا ما لا نستطيع إثباته أو نفيه.

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
شيخنا الفاضل مساعد الطيار حفظه الله

تلميذكم واعظ وخطيب للجمعة ومعظم خطبى ودروسى قرآنية اما من امثال القرآن

او قصة قرآنية او نداء قرآنى او آيات الترغيب والترهيب

ولانى لست متخصصا فإنى لا اغوص فى حرفية التفسير ولا اتعرض لاغواره فلا املك الادوات المؤهلة لذلك

ولكنى اتناول الآيات من زاوية وعظية بحته لا اخرج عن اقوال اهل الشأن ناقلا عنهم الفوائد والعظات والعبر وماتهدف اليه هذه الآية او تلك

فرجاء بيان حالى وحال امثالى من نقلة التفسير من اهل الشأن لعوام الناس

فإن كنت على صواب أواصل مستعينا بالله تعالى

وان كنت مخطئا انتهى مبتغيا السلامة

جزاكم الله خيرا وزادكم علما وفضلا

فى حال انشغال شيخنا الطيار وعدم الرد ارجو من مشايخنا التعليق على مداخلتى

رفع الله قدركم فى الدارين
 
شيخنا الكريم :
كيف أستطيع أن أخدم مجتمعي في مجال التفسير , وما الطريقة الصحيحة في جمع مادة علمية لتفسير سورة معينة ؟


طالب بجامعة الإمام
[email protected]
 
شيخنا الفاضل مساعد الطيار حفظه الله

تلميذكم واعظ وخطيب للجمعة ومعظم خطبى ودروسى قرآنية اما من امثال القرآن

او قصة قرآنية او نداء قرآنى او آيات الترغيب والترهيب

ولانى لست متخصصا فإنى لا اغوص فى حرفية التفسير ولا اتعرض لاغواره فلا املك الادوات المؤهلة لذلك

ولكنى اتناول الآيات من زاوية وعظية بحته لا اخرج عن اقوال اهل الشأن ناقلا عنهم الفوائد والعظات والعبر وماتهدف اليه هذه الآية او تلك

فرجاء بيان حالى وحال امثالى من نقلة التفسير من اهل الشأن لعوام الناس

فإن كنت على صواب أواصل مستعينا بالله تعالى

وان كنت مخطئا انتهى مبتغيا السلامة

جزاكم الله خيرا وزادكم علما وفضلا

فى حال انشغال شيخنا الطيار وعدم الرد ارجو من مشايخنا التعليق على مداخلتى

رفع الله قدركم فى الدارين

أضم صوتي إلى صوت أبي معاذ المصري حيث إن لي دروسا روتينية في تفسير القرآن الكريم في إحدى الدواوين الحكومية
والشأن أن المستعين للدروس :
1- موظفون حكوميا وليس لهم أي خلفية شرعية ولا لغوية (أقصد اللغة العربية)، هم من العجم
2- ليس لهم في الأصل رغبة في الدرس، وإنما يأتون إلى المسجد لصلاة الجماعة، وهو يريدون بعد الصلاة الراحة من العمل ولكن "لا بأس مع سماع بعض الدروس"
3- وقت الدرس هو بعد صلاة الظهر، وهو ساعة راحة من العمل في وسط النهار
4- مر أن جربت إعطاءهم درسا في التفسير حسب ما اصطلح عليه، مع ذكر آراء المفسرين والترجيح بين هذه الآراء، إلا أنهم يملون من هذه الطريقة
5- والطريقة التي تعجبهم هي : أن نقرأ آية أو آيتين أو ثلاث، أو نصف آية، ثم نأت بتلمس الجو والحال أو الملابسات عند نزول الآية مستعينا بأسباب النزول إن وجد، ثم عمل المقارنة بين هذا الجو وجو هذا الزمان وجو منطقتنا، ثم التركيز على الهدي الذي تحمله الآية، والمقارنة بين مستوى هذا الهدي وواقعنا المعاصر
السؤال هو :
هل هذه الطريقة من الدرس سليمة؟
 
وفقكم الله وبارك فيكم شيخنا الكريم
ومما يعاب على بعض المتخصصين :
1)الجهل في كيفية التعامل مع الجمهور وجهلهم بفن الالقاء وغيره من العلوم التي برز فيها هؤلاء المتعالمون للأسف مما يزهد الناس في دروسهم
2)عدم تبسيط المادة للجمهور فأصبحت دروس التفسير فقط للخاصة
فلا تجد لأهل هذا الفن دروس مخصصة للعوام وصغار طلبة العلم
وهذا مما دفع غيرهم لملئ هذا الفراغ
لدي سؤال بارك الله فيك
نحن في مدارس تحفيظ القران نعاني من هذه الظاهرة وأشد
فبعض مدرسات القران وهن في الغالب من العوام تتصدر للشرح القران لطالباتها من اجل أن تجمع الطالبة بين الحفظ والفهم وهي عامية
وبعض ممن تصدرت لشرح القران تلقية كمحاضرة تجد في درسها كل شيئ الا التفسير يعني اصبح درس التفسير للموعظه والتذكير
فالمشكلة عندنا نحن النساء أكبر مما تتصور شيخنا الكريم فكيف نتعامل معها
وماهي الطريقة لمن تصدر للتدريس القران وهو طالب علم لكن ليس من أهل التفسير كيف نجمع للطالباتنا بين الحفظ والفهم دون ان يلحقنا حرج
بارك الله فيك ياشيخ أرجومنكم الرد على سؤالي لأنه يحيرني منذ مدة
 
التفسير عموما، كغيره من علوم الدين، يدخل ضمن مسئولية البلاغ التي يكلف بها كل مسلم.
ويبقى الإشكال في الظروف والفرص التي تتوفر للمسلم كي يتصدر المجالس أو المنابر الإعلامية. وفي كثير من الأحيان، لا يتعلق الأمر بالتخصص ولا بالأهلية بقدر ما يتعلق بانتهاز الفرص.
ولذلك فقد تجد عالما متخصصا لا يلتفت إليه أحد، وتجد داعية يتهافت عليه الجميع.
وهذه الظاهرة تستدعي الانتباه. وقد طرحت في المنتدى، يوما ما، سؤالا محيرا: هل نحتاج إلى تكوين الداعية العالِم، أم العالِم الداعية؟

في تقديري: كل واحد سنحت له فرص البروز والإشعاع الدعوي أو الإعلامي، يشكل فرصة جيدة يجب دراسة إمكانية استثمارها من قبل العلماء، من خلال تشجيعه على البروز أكثر فأكثر، ولكن في نفس الوقت التواصل معه وفتح مجالات الالتقاء به لتأطيره وتوجيهه.

أضرب مثلا حول البرامج التلفزيونية أو الإذاعية: بعض العلماء لديهم علم جيد ولكن يفتقدون للكاريسما (القدرة على التأثير وجذب المستمعين أو المشاهدين) لسبب أو لآخر (الصوت، الشكل العام، ضعف التعامل مع الكاميرا، أسلوب التعبير...).

فما الحل حينئذ؟ الحل يكمن في بحث العلماء عن الدعاة من ذوي القدرات الجيدة على التأثير الإعلامي والانفتاح عليهم، وتنظيم دورات علمية يدعون إليها، ويعرض عليهم التعاون في إنشاء برامج تلفزيونية يكون العالم المتخصص فيها معدا للبرنامج ومادته، ويكون الداعية فيها مقدما ومؤثرا.

بهذا يتحقق التكامل.
 
شيخنا الفاضل مساعد الطيار حفظه الله

تلميذكم واعظ وخطيب للجمعة ومعظم خطبى ودروسى قرآنية اما من امثال القرآن

او قصة قرآنية او نداء قرآنى او آيات الترغيب والترهيب

ولانى لست متخصصا فإنى لا اغوص فى حرفية التفسير ولا اتعرض لاغواره فلا املك الادوات المؤهلة لذلك

ولكنى اتناول الآيات من زاوية وعظية بحته لا اخرج عن اقوال اهل الشأن ناقلا عنهم الفوائد والعظات والعبر وماتهدف اليه هذه الآية او تلك

فرجاء بيان حالى وحال امثالى من نقلة التفسير من اهل الشأن لعوام الناس

فإن كنت على صواب أواصل مستعينا بالله تعالى

وان كنت مخطئا انتهى مبتغيا السلامة

جزاكم الله خيرا وزادكم علما وفضلا

فى حال انشغال شيخنا الطيار وعدم الرد ارجو من مشايخنا التعليق على مداخلتى

رفع الله قدركم فى الدارين



مازلت اطمع فى تعليق مشايخنا على هذا التساؤل

رفع الله قدركم فى الدارين وزادكم علما وفضلا
 
شيخنا الحبيب بارك الله في جهودكم
الأمر الذي تحدثت عنه خطير جدا ذلك أن المشكلة الأساسية عند أصحاب القنوات أن عندهم ساعات بث طويلة لايستطيعون أن يملؤوها لذلك يخرجوا أناسا لم يتأهلوا بل أقول لقد خرج أناس على بعض هذه القنوات لايحسنون قراءة القرآن وأنا أعي ماأقول لأني أعمل في مجال الإعلام والأوضاع لاتبشر بخير فما خفي كان أعظم
وأنا أرى أن يركز المشايخ على القنوات المعرف عنها حرفيتها الإعلامية العالية ولا يخرجوا في قنوات أخرى عموما الموضوع يطول الحديث فيه وللحديث بقية إن شاء الله
 
شكر الله للإخوة الكرام
موضوع كلام الإنسان فيما لا يعلم ولا يفقه ليس جديدا ، وليس خاصا بعلم التفسير وحده ، وللعلماء في نوادرهم نكت ونوادر عن أمثال هؤلاء الذين يتسلقون وعرا من العلوم بلا أسباب ، ويرتقون مرتقى صعبا ، فبعضهم يفعل ذلك طمعا في الشهرة ، وآخرون رغبة في المال ، وجماعة عن مكر وخديعة ورغبة في دس ما يستطيعون لتشويه دين الإسلام ، وكل هذه الأصناف قديمة ، وموجودة منذ انتشار الإسلام ، وتخطيط أعدائه للنيل منه.
لكن الأدهى والأمر أن هناك من يفعله عن حسن نية ، بل ويجادل محاولا تبرير موقفه بشبه كثيرة ، من أشهرها أن أهل العلوم الشرعية المقتدرين على شرحها وبيانها لم يبينوها للناس ولا يحبون الظهور على الشاشات ونحو ذلك .
فأقول لأمثال هؤلاء كما قال الإخوة الكرام من قبلي : أن يتقوا الله عز وجل فكل علوم الشريعة بل وكل علوم الدنيا لا ينبغي التكلم فيها إلا بعلم ، ومن ادعى ما ليس فيه كذبته شواهد الامتحان.
الفقير إلى الله تعالى الغني به : إبراهيم الحسني.
 
أشكر أخي الكريم د.مساعد على طرحه لهذا الموضوع.

ولأسباب لا تخفى لا أملك أن أعلق على هذا الموضوع ، ولكنني ـ من باب الإضافة ـ كنتُ أقرأ اليوم مقدمة د.محمد محمد أبو موسى لكتابه : (آل حم .. غافر وفصلت ، دراسة في أسباب البيان) طبع عام 1430هـ، وهو من منشورات مكتبة وهبة المصرية، فوجدتُ الدكتور ـ وفقه الله ـ قد نثر كنانته، فتحدث بلغة المكلومٍ، والمجروح من واقع التعليم الجامعي لدروس التفسير، وتحدث بشيء من التفصيل عن بعض الهموم ، وهو خليق بالرجوع إليه، وكان منصفاً جداً في حديثه، وواقعياً ـ أيضاً ـ فجزاه الله خيراً، وهي دعوة إلى مراجعة كلامه هذا ، ففيه فوائد، فضلاً عن كتابه الذي حوى درراً نفيسه.
 
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ ، ونفع بكم ، وليست الحسرةُ على أناسٍ لم يتذوَّقوا طعمَ التفسيرِ = اقتحموا الميدانَ بلا عاديات ؛ بل الحسرةُ على من تبحَّرَ ، وأتقنَ ، ودبَّ إليه عجزُ الثقات .
 
الأخ أبا معاذ
السلام عليكم ، وأعتذر عن التأخر ، وأراكم ـ حفظكم الله ـ قد أجبتم عن نفسكم بقولكم : ( ولكنى اتناول الآيات من زاوية وعظية بحته لا اخرج عن اقوال اهل الشأن ناقلا عنهم الفوائد والعظات والعبر وماتهدف اليه هذه الآية او تلك ) . وهذا عين الفهم ، فأنت في مقام الناقل ، والحمد لله .
الشيخة :
إن مما نعاني منه ـ وهو خطير في الطرح ـ جعل ( الدعوة إلى الله ) ممنهجة بطريقة معينة ، حتى صار عندنا مصطلح ( الداعي ، الداعية ) ، وكأن الأشياخ الذين يعلمون الناس لا يدخلون في هذا المصطلح ، وهذا التقسيم فيه نظر ، فوالله إن أشياخنا لهم أكبر الدعاة إلى الله تعالى ، بل هم أقدر الناس عليها ، فأعرف الناس بشرع ربهم هم أقدر الناس على دعوتهم ، وهل كان الرسل ـ عليهم صلوات الله ـ إلا دعاة إلى الله ؟!
وإن من يتصدى للتفسير من هؤلاء الأخوات أو من غيرهم ممن ينسب نفسه للدعوة ، فإن عليه أن يعرف التفسير ومنهجيته ، وأن يكثر من القراءة فيه ، ويعرف تحرير الأقوال لكي لا يوصل إلى المدعوين معاني غير صحيحة ، أو معاني باهتة غير واضحة ، وعلينا ـ جميعًا ـ بتقوى الله ، فإننا نُوَقِّع عن الله في مثل هذا ، والأمر خطير ، وليكن قوله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (الأعراف : 33) .
 
الإخوة الكرام
لقد رسمت بعض المعالم في من يلقي درس التفسير ، وأرجو أن لا يقع لكلامي فهم مخالف لما أردت ، فمن عرف منهجية التفسير ، أو من كان يحضِّر لدرسه ، فأنه خارج عن مرادي هنا .
وسواء في ذلك المتخصص أو المعتني بالتفسير ، فالتفسير ليس حكرًا على قوم دون قوم ، لكن بالشرط الذي ذكرته .
ونقدي موجه لبعض من رأيتهم ممن رزقهم الله قبولاً يلقون درس التفسير ، وظاهرٌ من حالهم عدم التحضير ، لذا تراهم لا يبينون المعاني على وجهها ، وينتقلون بحديثهم إلى ما يحسنونه .
وإذا كان هذا حالهم ، فإني أرى أن يكون درسهم درسًا عامًا ، ويكون لهم في كل مرة موضوع معين بدل أن يكون العنوان ( تفسير القرآن ) ، ويكون الحديث بعيدًا كل البعد عن تفسير القرآن .
وأرجو أن تتسع صدورنا لمثل هذا النقد ، وأن نجتهد في تقويم مسيرتنا العلمية ، وأن يكون نصب أعيننا طلب الحق .
وإن كنت أخطأت فمني ومن الشيطان ، وأنا أعوذ بالله منه ، وأسأله التوفيق والسداد في القول والعمل .
 
اما انا فارى ان احسن من فسر القرءان هم علماء الفلك و الرياضيات و الفزياء و غير ذلك من العلوم لانهم فسروا القرءان من حيث لا يدرون فالذي صعد الى السماء واكتشف كروية الارض فسر عدة ايات تفسيرا واضحا و عالم البحار هو من فسر مرج البحرين و علماء الفلك فسروا الكثير من الايات و هكذا دواليك و شكرا.
 
اما انا فارى ان احسن من فسر القرءان هم علماء الفلك و الرياضيات و الفزياء و غير ذلك من العلوم لانهم فسروا القرءان من حيث لا يدرون فالذي صعد الى السماء واكتشف كروية الارض فسر عدة ايات تفسيرا واضحا و عالم البحار هو من فسر مرج البحرين و علماء الفلك فسروا الكثير من الايات و هكذا دواليك و شكرا.

هذا كلام خطير وخطير جدا فقولك (أحسن) هذا أفعل التفضيل فهناك فاضل ومفضول فالفاضل هم علماء الفيزياء والرياضيات و00 والمفضول من عداهم مما فسر القرآن فيدخل فيهم الصحابة والتابعون و000 !!!!!!
 
الأخ أبا معاذ
السلام عليكم ، وأعتذر عن التأخر ، وأراكم ـ حفظكم الله ـ قد أجبتم عن نفسكم بقولكم : ( ولكنى اتناول الآيات من زاوية وعظية بحته لا اخرج عن اقوال اهل الشأن ناقلا عنهم الفوائد والعظات والعبر وماتهدف اليه هذه الآية او تلك ) . وهذا عين الفهم ، فأنت في مقام الناقل ، والحمد لله .
الشيخة :
إن مما نعاني منه ـ وهو خطير في الطرح ـ جعل ( الدعوة إلى الله ) ممنهجة بطريقة معينة ، حتى صار عندنا مصطلح ( الداعي ، الداعية ) ، وكأن الأشياخ الذين يعلمون الناس لا يدخلون في هذا المصطلح ، وهذا التقسيم فيه نظر ، فوالله إن أشياخنا لهم أكبر الدعاة إلى الله تعالى ، بل هم أقدر الناس عليها ، فأعرف الناس بشرع ربهم هم أقدر الناس على دعوتهم ، وهل كان الرسل ـ عليهم صلوات الله ـ إلا دعاة إلى الله ؟!
وإن من يتصدى للتفسير من هؤلاء الأخوات أو من غيرهم ممن ينسب نفسه للدعوة ، فإن عليه أن يعرف التفسير ومنهجيته ، وأن يكثر من القراءة فيه ، ويعرف تحرير الأقوال لكي لا يوصل إلى المدعوين معاني غير صحيحة ، أو معاني باهتة غير واضحة ، وعلينا ـ جميعًا ـ بتقوى الله ، فإننا نُوَقِّع عن الله في مثل هذا ، والأمر خطير ، وليكن قوله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (الأعراف : 33) .


اللهم اجز شيخنا الطيار عنا خيرا وانفعنا بعلمه وارفع قدره فى الدارين آمين
 
اما انا فارى ان احسن من فسر القرءان هم علماء الفلك و الرياضيات و الفزياء و غير ذلك من العلوم لانهم فسروا القرءان من حيث لا يدرون فالذي صعد الى السماء واكتشف كروية الارض فسر عدة ايات تفسيرا واضحا و عالم البحار هو من فسر مرج البحرين و علماء الفلك فسروا الكثير من الايات و هكذا دواليك و شكرا.

وأنا كذلك مع أخي أبو هاجر أخالف المغوار فيما كتبه
اذ كيف يكون عالم الفلك والرياضيات والفيزياء أفضل من أهل التخصص نفسه الذين أفنوا أوقاتهم وأعمارهم في سبيل تعلم هذا العلم "القرآن وعلومه"
 
أولاً :
جزاك الله خيراً أخي الحبيب الشيخ الدكتور مساعد حفظك الله ، وبارك لك في علمك ونفعنا وإياك به .
ثانياً :
العجب كل العجب أن يخرج لنا على القنوات الفضائية من يفسر القرآن الكريم -وهو كلام الله تعالى المنزل باللسان العربي السليم من اللحن واللكنة - بلهجته الخاصة التي لا يفهمها إلا أهل قبيلته ،وكانه يختصها بهذا التفسير، زد على ذلك أنه إن حاول التفاصح والتعرب ظهرت عداوته لسيبويه والمبرد .
إني أتفق مع فضيلة الدكتور مساعد في أن هذا الأمر خطير وخطير .
ثالثاً :
أقول لأخي" أبو هاجر " : احمل كلام أخيك " المغوار " على محمل حسن ، ولا تلزمه بما لايلزمه ، فقرينة الحال تدل على أن مراده بالأحسن هو أهل عصره ، وفي جزئية معينة لا في كل الجزئيات ، وما أراه إلا كان متأثراً بكتاب " من ضيع القرآن " ، والله أعلم .
 
قرأ أحد الإخوة مقالي هذا ، وطلب مني أن أضع مشاركته لعدم تسجيله في الملتقى
قال :
ألا يمكن رصد بعض دروس تفسير القرآن التي تلقى في الفضائيات وغيرها من وسائل الإعلام، والتنبيه على ما فيها من الخلل ؟
قلت :
لا أدري؛ هل هذا سيكون ممكنا ، أو لا ؟
وهل سيكون نافعًا أو لا ؟
ولعل الإخوة يجيبون عن هذا السؤال ، ويشاركون في التعليق عليه .
 
بمناسبة كثرة الدروس القرآنية في رمضان ، فإن أدعو الباحثين والباحثات إلى كتابة بحث علمي يفيد الساحة العلمية المتخصصة في القرآن وعلومه ، والفكرة باختصار :
دراسة علمية جادة لدروس التفسير التي تلقى في القنوات ، وذكر الإيجابيات ( لتعزيزها ) والسلبيات ( لتجنبها ) .
 
دكتور مساعد الطيار جزاكم الله خيراً على الطرح العالي والبيان الشافي والأسلوب الراقي، رفع الله قدركم وأعانكم لكل خير..وتفاعل الأخوة الأعضاء كان طيب، واستفدت كثيراً من تلك الردود،، والله أسأل أن يوفق الجميع لكل خير وأن ينفع بهذا الموضوع المسلمين..آثابكم الله وشكر لكم..
 
قديما قيل:
من تكلم في غير فنه أتي بالعجائب
لكن: ألم يحن الوقت (( شيخنا الكريم ))، لتناول البرامج التي عنيت بالتفسير، بالنقد والتوجيه (( في الميزان )) يعني،
والنقد الهادف لا يغضب منه منصف .
ومع ذلك: الواجب علي أهل التخصص، أن يرسموا المنهج الواجب علي من يريد أن يقدم علي تفسير كلام الله أن يعرفه:
ككيف نحضر درسا في التفسير.
الفرق بين اللطائف والملح وبين متين العلم . ونحو ذلك .
وأعرف أن ذلك موجود، لكن الذي أقصده تقريب هذه الأمور لجمهور المتعلمين .
واسأل الله أن يديم النفع بكم .
 
وائذن لي أن أضيف أن بعض المشتغلين بالتفسير يُفسر آيةً ويُطيل فيها بكلامه وتوجيهه وفي تفسيرها حديث صحيح أو أحاديث صحيحة بعضها في الصحيحين ومع ذلك لا يُطري لها ذكراً، وهذا قد يكون لجهله بما لا يسع جهله من السنة أو أنه يعلم السنة ولكن يغيّبها ليتبحبح في شهوة الإلقاء والتعبير كما تفضلت، ولا يخفى عليكم أن الحديث الثابت في تفسير آية يضيّق ببلاغته وحجته الطريق على هذه الشهوة، كما يُضيّق الصيام مجرى الدم على الشيطان، فيكون إهمال ذكر الحديث من بعضهم لكي لا "تقطع جهيزة قول كل خطيب". والله نسأل الهداية والتوفيق.
 
عودة
أعلى