واقع البحث العلمي(1)

سهاد قنبر

New member
إنضم
01/06/2011
المشاركات
388
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
واقع البحث العلمي (1)

بين يدي الموضوع:
الحمدلله، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله؛سيدي محمد وآله وصحبه الأخيار،إنّّّ الحديث عن واقع البحث العلمي في مؤسساتنا طويل بطول ليل الأمة ،وقد ألقى هذا الواقع بظلاله الكثيفة على أول تجربة بحثية قمت بها،وانطلقت أثرثر هنا وهناك عن الآفات المرضية التي أصيب بها البحث العلمي في العلوم الإنسانية،ولم أكن لأجرؤ أن أسجل كلامي في الملتقى لاعتقادي بأن ما أراه قد يجانب الصواب ،او يكون مجرد انطباعات عن تجربة شخصية ،إلى ان دفعت الأقدار بين يدي في هذا الشهر الفضيل كتاباً للدكتور عبد الوهاب المسيري فوجدت فيه كلاماً يطابق مطابقة كاملة ما اعتقدته وما تحدثت به ،فعزمت ان أسجل ما أراه (من وجهة نظري )في واقع البحث العلمي في جامعاتنا لعل كلمتي يصل صداها إلى صناع القرار في مؤسساتنا التعليمية .

واقع البحث العلمي في جامعاتنا:
يعاني البحث العلمي في جامعاتنا من آفات عديدة يدركها المرء عندما يخوض هذا الغمار بدءاً من اختيار الموضوع مروراً بوضع خطة البحث ومناقشتها وصولاً إلى إتمام البحث ومناقشته وإجازته ،ويعد السبب الرئيسي لهذه الآفات ما يسمى الموضوعية العلمية ،وهذه الموضوعية هي نتاج النظرة المادية للعالم التي جعلت أولوية للمادة على الفكر ،وهذه الموضوعية تعني ان المعرفة عملية تراكمية وهي عبارة عن التقاط أكبر عدد من المعلومات وإدراجها في البحث للوصول إلى نتيجة، وهذه النتيجة يصل إليها الأشخاص على قدر المساواة إذا توافرت نفس المعلومات ونفس الظروف،ولا يخفى على القارئ أن هذا المنهج يتناسب تماماً مع نظريات ومسائل الرياضيات ؛الفرضية في الرياضيات تأتي أولاً ،ثم المعلومات التي تلزم لإثبات هذه الفرضية ،ثم نتيجة حتمية لا يختلف فيها اثنان ،في معطيات مسألة الرياضيات لا يوجد معلومات رئيسية وأخرى هامشية يقوم المرء بتحييدها عن الدراسة ؛فكل معلومة هي قطعاً ذكرت للحاجة لها لحل المسألة ،في الرياضيات لا مكان للإبداع وللتحليل وإعادة التركيب ،ولا مكان للمخزون القيمي عند الأفراد في تحديد النتيجة ،فقل لي بربك كيف يمكن تحييد المخزون القيمي للفرد في الأبحاث الشرعية ؟وهل يمكن للعلماني والكافر والمسلم أن يبحثوا في موضوع علمي شرعي ويصلوا لنفس النتيجة بموضوعية تامة ؟
مظاهر آفة الموضوعية العلمية في العلوم الشرعية :
اختيار موضوع البحث:
-عندما تنقدح في ذهن أحدهم فكرة للبحث العلمي لا يناقشها مع زملائه ولا حتى مع أساتذته إلا من رحم ربي خوفاً من أن يسرق الموضوع ،وهذا يستدعي التهكم إذ كيف يمكن لأحد على سبيل المثال أن يسرق بحثي من عنوانه وفكرته ،فهذه ليست مسألة رياضية ولا يمكن لأحد أن ينجز ما أريد إنجازه، فالبحث ليس معلومات متراكمة وتوثيقها وإنما تحليل وتفكيك وتجريد أطر
جديدة من المعلومات وهذه امور لا وجود لها في الواقع ولا يمكن سرقتها فهي جزء من خريطتي الإدراكية للعالم كما يسميها الدكتور المسيري وجزء من مخزوني المعرفي.
- ومن مظاهر آفة الموضوعية العلمية أن موضوع الرسالة ينبغي أن يكون جديداً؛ بمعنى أن كل موضوع بحثي ينبغي أن يكتب فيه مرة واحدة ،وهذا يعيدني مجدداً للرياضيات ؛فرضية أو نظرية بعض المعطيات ونتيجة قطعية ،ولأن هذا ليس ممكناً في العلوم الإنسانية ،فاشتراط الجدة في الموضوع يعد اعترافاً ضمنياً من المؤسسات البحثية أن البحث العلمي هو فقط عملية استقرائية وصفية لما كتب سابقاً في الموضوع لا دور للتحليل والتركيب فيها ،وبهذا يتم تحييد العقل البشري ودوره في إدراك الموضوع وفي إبداع النتائج،ولعل المثال الذي يحضرني الآن هو واقع رسائل التفسير الموضوعي في الجامعات فقد بدأ البحث في هذا الموضوع قبل أن تستقر أصول منهج التفسير الموضوعي ويستوي على سوقه فهل يعقل أن لا يعاد بحث الموضوعات التي بحثت سابقاً ؟هذا من جهة ،من جهة أخرى فالتفسير الموضوعي هو خطوة بعد التفسير التحليلي مبناها النظر والتدبر والتأمل للخروج برؤية قرآنية كلية، وهذا تختلف أفهام الناس فيه فقد يفتح الله من المعاني لشخص مالا يفتح لغيره ،والتفسير الموضوعي هو تفسير بالرأي فمظنة الاختلاف فيه واردة وكذلك الزلل،وما ينسحب على التفسير الموضوعي ينسحب على باقي الموضوعات الفكرية والسياسية وحتى الموضوعات المختصة في مناهج المفسرين فإذا تم تجاوز التوصيف فسيختلف تحليل كل باحث لمنهج المفسر عن باحث آخر وفق القدرة الإدراكية والنقدية والإبداعية لكل باحث.
خطة البحث:
- من آفات البحث العلمي خطة البحث ومنهجيته والدراسات السابقة وهذه على قول الدكتور عبد الوهاب المسيري وإن كانت إجراء"..يحمي بعض الطلبة متوسطي الذكاء من الدخول في طريق لن يؤدي بهم إلى شيء ،ولكنه يجعل الهدف من الرسالة عملية توثيقية ،لأن كل شيء لا بد ان يكون معروف مسبقاً"فتقسيم الفصول والمطالب والمباحث وسرد الدراسات السابقة وآخر ما كتب في الموضوع،والمراجع والمصادر يشعر بأن البحث تم إنجازه قبل إقرار الخطة ولم يتبق إلا حشد المعلومات وتوثيقها،يضاف إلى هذا الطريقة الساذجة في تقسيم الخطة إلى مشكلة البحث وأهميته وأهدافه وأعتقد أن هذا ليس موجوداً في الغرب فهناك فقط سؤال البحث. (وللحديث بقية)

 
نشكر الأخت الفاضلة سهاد قنبر وقد ذكرت أمورا من عوائق البحث العلمي وهو موضوع مهم وضروري أن نناقشه في الملتقى لأنه يزيد من حيوية اهتمام الإخوة الزوار والأعضاء في قضية تراجع نفسها باستمرار هي قضية منهج البحث العلمي.
وذكرت في حلقتها الأولى ثلاثة أمور من عيوب البحث العلمي في بلادنا المتقاربة في مستوياتها تأخرا بحثيا عن بني الإنسان، والسبب من وجهة نظري المتواضعة شيئان أولهما أن المشارقة من المسلمين قد امتلأوا غرورا بـ"ـأصالتهم الفكرية" فيعتقدون أنهم أصح من بني الإنسان في كل شيء، وهم بحالهم هذه واقعون تحت مقولة الخليل الخالدة في صنف الناس الأخير: "رجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك ..." والثاني منبثق منه وهو ضعف القياس والتقويم وعدم استيراد المقاييس العالمية وطرق تطبيقها.
فإن النهوض بالبحث العلمي والمستوى الفكري والتحليلي والإدراكي لهذه الشعوب هو قاعدة واحدة وهي أن يؤمنوا كما يؤمن إخوتهم في الإنسانية "أن النجاح إما عالمي أو ليس بنجاح" أي أنك حين تحصل على شهادة في الهندسة فيجب أن تكون بالمستوى النسبي لنظرائك في أي مكان في العالم . إما ذلك أو أنك قد غششت نفسك أو غشك نظامك التعليمي أو غشك شيوخك وأساتذتك والكلية التي تخرجت منها.
ولكي لا أتّخذ من موضوع الأخت سهاد منبرا لبث شجوني - والحديث ذو شجون -أبدأ بالتعليق على الأمور الثلاثة التي أشارت إليها لأن وظيفتنا نحن زوار المواضيع أن نعلّق عليها وأن نزيد في الفكرة إيضاحا أو نضيف إليها استيضاحا،
القضية الأولى قالت:

"اختيار موضوع البحث:
-عندما تنقدح في ذهن أحدهم فكرة للبحث العلمي لا يناقشها مع زملائه ولا حتى مع أساتذته إلا من رحم ربي خوفاً من أن يسرق الموضوع ،وهذا يستدعي التهكم إذ كيف يمكن لأحد على سبيل المثال أن يسرق بحثي من عنوانه وفكرته ،فهذه ليست مسألة رياضية ولا يمكن لأحد أن ينجز ما أريد إنجازه، فالبحث ليس معلومات متراكمة وتوثيقها وإنما تحليل وتفكيك وتجريد أطر جديدة من المعلومات وهذه امور لا وجود لها في الواقع ولا يمكن سرقتها فهي جزء من خريطتي الإدراكية للعالم كما يسميها الدكتور المسيري وجزء من مخزوني المعرفي."

تنتقد الأخت سهاد عيبا أخلاقيا يعود إلى عدم الثقة بين الناس المشتغلين بالبحث العلمي من الأساتذة وطلبة الدراسات العليا في بعضهم، وتردّ الأخت سهاد على ذلك بقولها إن البحث في الواقع لا يمكن أن يُسرق لأنه جهود تحليلية وفهمية. وأن عدم مناقشة فكرة ما خشية سرقتها هو قناع سخيف لا يصلح حجة لذلك. وبرغم أن أي باحث ليس بملزم أن يناقش أفكاره مع الآخرين لأنهمم سيرونها منشورة أو ملقاة ذات يوم ولكن التذرع بخشية أن تسررق هو عذر سخيف ولا ريب.ولذلك قالت الكاتبة محقة إنه "أمر يستدعي التهكم"
.
ولو استُثرنا بموضوعها أن نتفكر في دوافع اختيار الموضوعات لوجدناها متعددة أساسها الخبرة الذاتية للباحث ولذلك لا ترى الباحثين يتفقون على ما يكتبون لأن لكل منهم اهتماماته ومرجعيته الخاصة. واليوم في عصر تفجر المعرفة أصبح ضبط المعالجة كما سيمر بنا عما قريب يفوق أهمية فكرة اختيار البحث، فالفكرة هي الخطوة الأولى فقط.
الموضوع الثاني قالت:
" ومن مظاهر آفة الموضوعية العلمية أن موضوع الرسالة ينبغي أن يكون جديداً؛ بمعنى أن كل موضوع بحثي ينبغي أن يكتب فيه مرة واحدة ،وهذا يعيدني مجدداً للرياضيات ؛فرضية أو نظرية بعض المعطيات ونتيجة قطعية ،ولأن هذا ليس ممكناً في العلوم الإنسانية ،فاشتراط الجدة في الموضوع يعد اعترافاً ضمنياً من المؤسسات البحثية أن البحث العلمي هو فقط عملية استقرائية وصفية لما كتب سابقاً في الموضوع لا دور للتحليل والتركيب فيها وبهذا يتم تحييد العقل البشري ودوره في إدراك الموضوع وفي إبداع النتائج،ولعل المثال الذي يحضرني الآن هو واقع رسائل التفسير الموضوعي في الجامعات فقد بدأ البحث في هذا الموضوع قبل أن تستقر أصول منهج التفسير الموضوعي ويستوي على سوقه فهل يعقل أن لا يعاد بحث الموضوعات التي بحثت سابقاً ؟هذا من جهة ،من جهة أخرى فالتفسير الموضوعي هو خطوة بعد التفسير التحليلي مبناها النظر والتدبر والتأمل للخروج برؤية قرآنية كلية، وهذا تختلف أفهام الناس فيه فقد يفتح الله من المعاني لشخص مالا يفتح لغيره ،والتفسير الموضوعي هو تفسير بالرأي فمظنة الاختلاف فيه واردة وكذلك الزلل،وما ينسحب على التفسير الموضوعي ينسحب على باقي الموضوعات الفكرية والسياسية وحتى الموضوعات المختصة في مناهج المفسرين فإذا تم تجاوز التوصيف فسيختلف تحليل كل باحث لمنهج المفسر عن باحث آخر وفق القدرة الإدراكية والنقدية والإبداعية لكل باحث"

بعض الحق مع الأخت سهاد فيما ذهبت إليه، وهذا أمر يعود لثقافة رئيس القسم ولجنة الدراسات العليا وثقافتهم وأيضا إلى قناعات المشرف المفترض بخبرته ومعرفته أن يستطيع الحكم على موضوع ما بصلوحه للدراسة من جديد أم لا.
وأقول بعض الحق لأن العقل البشري لا يفكر في فراغ بل في إحداثيات وبيانات مجموعة مصنفة مرتبة، والبحث العلمي شطران شطر جمع للمادة وترتيبها ثم القيام بالتحليل والتركيب لها. وعلى ذلك يكون الـ"ـبعض" الآخر من الحق مع الذين تنتقدهم الأخت سهاد، ولا سيما إن علمنا أن جانب التقليدية وضعف القدرات التحليلية بارز في مؤسساتنا لذلك يكونون محقين أن يشترطوا أن لا يكون الموضوع مطروقا من قبل لأن التحليل والتركيب أي الجزء الثاني من البحث لا يُتوقع أن يكون جديدا كل الجدة ولا مضيفا إلى الموضوع.
ولو كنت مشرفا واقترح علي طالب ما بحثا مدروسا لناقشته في ما الجديد الذي سوف تضيفه إلى ما قام به سابقوك؟ الجديد في المصادر وجمع المادة؟ والجديد في التحليل والتركيب أي عملية الفهم لتلك المادة؟ فإن جاءني بما أظنه يزيد على ما يمكن فعله ببحث وجيز قبلت الرسالة دون خضوع لقاعدة أن لا يكون الموضوع مطروقا. وألزمت الطالب بنقد ما سبقه من دراسات وبيان مسوغات وجود بحوثه بينها ، وشُكرها على سبقها في ارتياد الموضوع. وإن كان ما يطرحه الطالب- مضافا إلى ما عندي من مساعدة له- يمكنه أن ينتج بحثا وجيزا دون مستوى الرسالة قلت له احتفظ بالفكرة وابغنا موضوعا آخر.
أما تركيز الأخت سهاد في قضية الجزء الثاني من كل بحث وهو المعالجة العقلية (تحليلا وتركيبا) للمادة العلمية المجموعة فهي محقة من باب أن هدفها هو إبراز أهمية هذا الركن وأنه بالأصل أساس البحث العلمي كله، ولكن وكما قدمت فأنا مع التقليد أن لا يجوز لتكرار إلا إذا استطاع الباحث إقناع مشرفه ثم بالتعاون معه لجنة الدراسات العليا بتقرير مفصل يبين فيه أسباب نيته دراسة الموضوع من جديد. ثم يترك الحكم لهم وليس بشرط أن يوافقوا الصواب فإن أحكامهم انعكاس لخبرتهم ومعرفتهم وقدراتهم وهي أمور نسبية لو خضنا في مناقشتها لأسلنا حبرا كثيرا لأنه "حين يكون العقل موضوع النقاش يصبح كل شيء موضوعا للنقاس".
أما القضية الأخيرة التي ناقشتها فهي:
من آفات البحث العلمي خطة البحث ومنهجيته والدراسات السابقة وهذه على قول الدكتور عبد الوهاب المسيري وإن كانت إجراء"..يحمي بعض الطلبة متوسطي الذكاء من الدخول في طريق لن يؤدي بهم إلى شيء ،ولكنه يجعل الهدف من الرسالة عملية توثيقية ،لأن كل شيء لا بد ان يكون معروف مسبقاً"فتقسيم الفصول والمطالب والمباحث وسرد الدراسات السابقة وآخر ما كتب في الموضوع،والمراجع والمصادر يشعر بأن البحث تم إنجازه قبل إقرار الخطة ولم يتبق إلا حشد المعلومات وتوثيقها،يضاف إلى هذا الطريقة الساذجة في تقسيم الخطة إلى مشكلة البحث وأهميته وأهدافه وأعتقد أن هذا ليس موجوداً في الغرب فهناك فقط سؤال البحث. (وللحديث بقية)
القضية الثالثة التي أثارتها الأخت سهاد هي قضية شكل البحث العلمي وقالبه الذي به يكتب وأن هذه القوالب منها ما هو عالمي ومنها ما هو خاص إذ يوجد دليلان عالميان رئيسان هما APA وMLA تعتمدهما أغلب الجامعات العالمية وتضيف بعض اللمسات إليهما وأعرف كثيرا من الجامعات لا تضيف إلا شعار الجامعة على أحد هذين الدليلين في كتابة البحث. وأحسن موقع أعرفه يساعد في كتابة البحوث هو

اللهم صل على نبينا محمد


ولو استعرضناهما لوجدنا فيهما مرونة كبيرة تعطي الباحث قدرة على بيان قدرته على عرض المسألة ومعالجتها وقدرته على ضبط الإحالة بأنواعها، ولا شك أن ضبط أحد هذين الدليلين وضبط الكتابة وعلامات الترقيم مضافا إليها امتلاك أسلوب جيد في اللغة المستخدمة هي ما تأخذ حصة كبيرة في تقييم البحث في كل جامعات العالم.
فالحياة العلمية ليست كلها إبداعا بل هي نظم وقوانين وأطر وقوالب ينبغي احترامها والالتزام بها، إذ البحث العلمي ليس بقصيدة شعر ولا برواية وإن كانت حتى الأجناس الأدبية لها قوانينها وقواعدها الخاصة.
ويلاحظ على الأخت الكاتبة عدم وضوح قصدها في هذه النقطة مثلما كان القصد واضحا في النقطتين الأخريين -من وجهة نظري المتواضعة على الأقل.

وتقبل الله طاعاتكم​
 
شكر الله للدكتور عبد الرحمن إضافاته وتعليقاته وقد أفادنا بإضافة الموقع المساعد على كتابة البحوث ولطالما سمعت بدليلMLAولم أعرف ما هو فجزاك الله خيراً أن عرفتني عليه ،وقد جمح بي الخيال وتخيلت لو أننا نستطيع أن يكون لنا موقع مختص بمقاييس البحوث الإسلامية عالمي كم ستكون الأمور أسهل .
وأنا أوافقك الرأي حقيقة على ضعف القياس والتقويم في جامعاتنا ،ولكن بشأن استيراد المقاييس العالمية فهذا الاستيراد هو من أوقعنا في المتناقضات ولعل هذا هو جوهر موضوعي الذي طرحته فقد استوردنا من الغرب المنهج الموضوعي، والغرب في جامعاته في مراكز الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية يخرج أبحاثاً لا تمس للموضوعية بصلة وهي أبحاث محكومة سياسياً،كلمة أخيرة على الهامش كلامك عن المشارقة بأنهم مغرورون كلام لا يخلو من تعميم ولا يوجد دراسات بهذا الشأن ولعل قائل آخر يقول من مشاهداته أن الغربيين هم المغرورون حتى الثمالة .
 
شكر الله للدكتور عبد الرحمن إضافاته وتعليقاته وقد أفادنا بإضافة الموقع المساعد على كتابة البحوث ولطالما سمعت بدليلMLAولم أعرف ما هو فجزاك الله خيراً أن عرفتني عليه ،وقد جمح بي الخيال وتخيلت لو أننا نستطيع أن يكون لنا موقع مختص بمقاييس البحوث الإسلامية عالمي كم ستكون الأمور أسهل .
بالتأكيد فتلك أمنية لا بد من تحققها بإذن الله تعالى عاجلا أو آجلاً. فلو تأملت سبب نجاح البشرية في صناعة الحياة لوجدت أنها الاتفاقات (البروتوكولات). فلولا أن البراغي أرقام لما اهتدى الناس إلى تصليح شيء. ولولا أن سكك الحديد أبعاد متفق عليها لما سار قطار يصنع في مكان على مكان آخر. والدلالة على تخلفنا عن الركب ليست سوى قلة اتفاقاتنا. فكل اتفاق نتفق عليه مهما كان صغيرا فنفعه عظيم وفيه دلالة ضمنية على حيويتنا وكوننا على الجادة. والسبب في قلة اتفاقاتنا أننا لم نتخذ من العقل الرياضي والتجريبي مرجعا كما فعل الغرب واقتبسه منه الشرق الأقصى. ونحن وافقناه في قياس البراغي والعجلات والسكك والخطوط الهاتفية وبروتوكولات الشبكات إذ بدون أن نتفق معه لا تسير أمورنا ولا نتواصل مع العالم، ولكنك تشيرين إلى أن تكون لنا خصوصية في قواعد البحث العلمي وتنسيق البحوث وهذا أمر ليس بالعسير في عصر الاتصالات ويجب أن نبدأ بترجمة محكمة للدليلين السابقين ونصوغ أدلتنا المنسجمة مع الخط العربي وعلامات ترقيمه والأرقام العربية ... ونحن نحتاج أن نصوغ لوحة مفاتيح عربية تنبني على علم اللغة الإحصائي
فلا يعلم أحد كم أضجر حين أنقر شفت واي لأكتب همزة مكسورة. الهمزات ثلاثتها يجب أن تكون حروفا بارزة على لوحة المفاتيح
. قد أثار حلمك آمالا عراضاً
وأنا أوافقك الرأي حقيقة على ضعف القياس والتقويم في جامعاتنا ،ولكن بشأن استيراد المقاييس العالمية فهذا الاستيراد هو من أوقعنا في المتناقضات ولعل هذا هو جوهر موضوعي الذي طرحته فقد استوردنا من الغرب المنهج الموضوعي، والغرب في جامعاته في مراكز الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية يخرج أبحاثاً لا تمس للموضوعية بصلة وهي أبحاث محكومة سياسياً،كلمة أخيرة على الهامش كلامك عن المشارقة بأنهم مغرورون كلام لا يخلو من تعميم ولا يوجد دراسات بهذا الشأن ولعل قائل آخر يقول من مشاهداته أن الغربيين هم المغرورون حتى الثمالة .
حسنا أن ذكرت ذلك- وأحسب أن بهذا تثمر الحوارات- فلم أقصد باستيراد القياس والتقويم ما أسميته بالمنهج الموضوعي ولا أي منهج، بل قصدت قواعد القياس والتقويم العالمية في النجاح والقبول وهي نفسها في أمريكا واليابان وأوربا. فجامعاتنا تخرج آلاف الفارغين القاصين عن ركب نظرائهم في الغرب والشرق وهذا يدل على أن أساتذة جامعاتنا أنفسهم بحاجة إلى قياسهم وتقويمهم من جديد لأنه "من ثمارهم تعرفونهم". والسبب كلنا يعرفه حيث أن أمورنا كلها تجري بغير قياس ولا تقويم من مفرقه إلى أخمص قدميه. وأما ربطك لمنتوج مراكز الدراسات الغربية وضعفها من وجهة نظرك فليس على إطلاقه ففي مجال تصنيف التراث العربي ومخطوطاته وإحصاءاته في العالم لا توجد مقارنة بين ما تفعله الجامعات والمراكز الألمانية عن تراثنا وما نفعله في العلم الإسلامي كله من جاكرتا إلى الدار البيضاء! ومجال الدراسات الاجتماعية والسياسية للعالم الإسلامي المعاصر يعجبني نشاطهم ودأبهم وتوثيقهم واستمرار نقاشاتهم وندواتهم ورسوخ مؤسساتهم..

وأما عن غرور الغربيين فهو أمر أحسبه نسبيّاً، بسبب أن مقاييسهم العالمية قد أخذها عنهم الشرق والغرب وصارت ضرورة لصناعة الحياة، وفي قضية البحث العلمي في الأمور التي تخص التاريخ والفكر الإسلاميين يبقى نابغوهم مبرزين في الكليات مقصرين في الجزئيات وما أساسه الجزئيات. فليس في تاريخ الفرق في كل العالم الإسلامي نظير يوسف فان إس مثلاً. هذا ما لا أحسب أحدا يماري فيه.وبعضهم مغرور حتى الثمالة كمن رايته في جامعة أوسلو حيث كتب تقريرا عن أحد زملائنا وقد تقدم للتدريس في الدراسات العربية بأنه لا خبرة له في جامعات غربية! إلى غير ذلك.
والحديث ذو شجون

وتقبل الله طاعاتكم
 
عودة
أعلى