واسأل القرية..

إنضم
26/12/2005
المشاركات
770
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
أما القرية في هذه الآية فهي مثل القرية في قوله سبحانه :{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}

وقوله : {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}

وقوله : {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}

وهي نفسها القرية في قوله صلى الله عليه وسلم : ((وأيما قرية عصت الله ورسوله , فإن خمسها لله ولرسوله , ثم هي لكم )).

وقوله : ((فقرب الله عز وجل منه القرية الصالحة , وباعد منه القرية الخبيثة , فألحقوه بأهل القرية الصالحة)).

وقوله : ((إن نملة قرصت نبياً من الأنبياء , فأمر بقرية النمل فأحرقت , فأوحى الله إليه , أفي أن قرصتك نملةٌ أهلكت أمة من الأمم تسبح))
وذكر القرية والقرى في القرآن والحديث كثيرٌ , وفي ذلك كفايةٌ , وتلك الآيات والأحاديث كلها تدل على أن القرية بلسان العرب هي جماعةٌ من الناس لا ينتقلون تنقل البدو , وأرضهم التي يقيمون عليها , ودورهم المجتمعة غير المفترقة الآخذ بعضها ببعض , فلفظ القرية بلسان العرب لا يدل على الدور والأرض وحدها , كما حسب أولئك النحاة , ولا يدل على جماعةٍ من الناس وحدها , ولكنه يدل على جماعة الناس وأرضهم ومساكنهم , وهم أهل قرار لا يتنقلون تنقل البدو , ومساكنهم مجتمعة لاصقة بعضها ببعض غير متفرقة , وأهل قرار : أهل اجتماه وإقامة , وقرَّ الماء في الحوض اجتمع فيه وأقام , وعن ابن الأعرابي قال : المقرَّة الحوض الكبير يجمع فيه الماء , فلفظ القرية كذلك يدل على الاجتماع والإقامة , وهم جماعةٌ مقيمون وأرضهم وديارهم , فالكلام عن القرية هو كلامٌ عن جماعة من الناس في أرضهم وديارهم , أو كلام عن تلك الأرض والديار وفيها أولئك القوم , وقد تكون القرية صغيرة , أو كبيرةً جامعة , وقد تكون مدينةً , وقيل : يقال للقرية مدينة إذا بني بها حصنٌ ,وقيل غير ذلك .
فقول الله تعالى : ((واسأل القرية التي كنا فيها)) يقول بنو يعقوب لأبيهم : اسأل تلك الجماعة من الناس الذين كنا في أرضهم وديارهم , ومن كان من أهلها الذين ولدوا بها , ومن كان فيها من غيرهم , ممن قدمها للميرة مثلنا أو دخلها تاجراً , أو حلَّ بها ضيفاً , أو هاجر إليها , فكل من كان حاضراً في تلك القرية ؛ولو أرادوا أهل القرية = لكان الذين يشهدون لهم ويصدقوهم هم أهلها خاصة الذين ولدوا بها , وهم لم يريدوا ذلك , ولكن أرادوا أن كل من كان فيها يشهد لهم سواءٌ كان من أهل تلك القرية أو كان حاضراً بها من غيرهم .

فأولئك النحاة سيبويه وأبو عبيدة والأخفش والفراء , كانوا هم أول من زعم أن لفظ القرية يدل على الأرض والبنيان دون من فيها من الناس , وأن القرية لا تسأل , وأن أهل القرية هم كل من فيها من الناس , وأن قول الله تعالى : ((واسأل القرية)) فيه حذفٌ واختصارٌ , وأن تقديره : واسأل أهل القرية , وكل ذلك خطأٌ محدثٌ , وليست تلك الآية كما حسب أولئك النحاة , وأولئك النحاة وضعوا لفظ القرية غير موضعه , وكذلك وضعوا لفظ أهل القرية غير موضعه بلسان العرب , وليس لفظ القرية خاصة بالأرض والدور دون من فيها من الناس , ولا لفظ أهل القرية عاماً لكل من فيها من التاس , بل القرية جماعةٌ من الناس , أهل قرار ليسوا بدواً ينتقلون , وأرضهم التي يقيمون عليها ودورهم المجتمعة غير المفترقة الآخذ بعضها ببعضٍ , فكل ذلك القرية , الناس , والأرض , والدور وأهل القرية هم الذين ولدوا بها خاصة , وليس كل من فيها , وليس ((اسأل القرية)) بلسان العرب هو واسأل أهلها , ولكن اسأل أهلها , أي اسأل أولئك الذين ولدوا بها خاصَّة دون غيرهم ممن فيها , واسأل القرية أي :اسأل كل من حضر فيها من أهلها وغيرهم , وبنو يعقوب أرادوا من أبيهم أن يسأل تلك القرية , تلك الجماعة من الناس في تلك الأرض وتلك الدور , من شاء منهم , ولم يسألوه أن يسأل أهلها خاصة دون غيرهم ممن كان حاضراً بها , وما ينبغي أن يكون ذكر الأهل وحذفه في كلام الله تعالى , ولا في كلام العرب , سواء ولا فرق بينهما , فيكون ذلك اللفظ لغواً ذكره والسكوت عنه سواءٌ , وليس قول الله تعالى : ((كانت ظالمة)) , كقوله تعالى : ((إن أهلها كانوا ظالمين)) بل القرية الظالمة التي يكون فيها ظالمين سواءً كان ظلمهم فيها أو امتدَّ ظلمهم إلى غيرها , ولا حجَّة على أن تلك الآيات والأحاديث التي ذكر فيها قرية آمنت , وقرية عصت , وقريةٌ عتت , وقرية أخرجتك , وما يشبه ذلك , كلها فيها أهلٌ محذوف سكت عنه , وما يدل عليه لفظ القرية ولفظ أهل القرية ظاهرٌ بين في القرآن والحديث فلا حاجة إلى طلبه في أشعار العرب وأمثالهم .

والقرية ليست هي جماعة الرجال وحدهم , ولا هي الدور والبنيان وحدها , وهي كلهم جميعاً الناس والدور والبنيان ؛ و القرية مثل الإنسان , فكما أن الإنسان هو جسده ونفسه جميعاً , فكذلك القرية هي الناس والبنيان جميعا , وهذا هو الصواب الذي تشهد به تلك الآيات والأحاديث التي ذكر فيها لفظ القرية .
 
لطالما استمتعت بكلام الفاضل أبي فهر، واستمتعت بقراءة ما يكتبه من تعليقات، ولطالما استوقفتني بعض العبارات في كلامكم، وكنت أحملها على أحسن المحامل لدي، وقد قرأت مقالكم السالف، فكان مما استوقفني حديثكم عن [أولئك النحاة أمثال سيبويه وأبي عبيدة والأخفش والفراء] وتعقيبكم عليهم فيما قالوه في معنى القرية، بقولكم: وكل ذلك خطأٌ محدثٌ، وقد راعني ما رأيت من هذا الحكم الجازم، القاضي بتخطئة هؤلاء. وخلصت أن الكلام فيه مبالغة غير محمودة، لأنني نظرت إلى المسألة فقلت:
لا ريب أن هؤلاء النحاة كانوا يحفظون كتاب الله تعالى، ويتلونه آناء الليل وأطراف النهار، ولا ريب أيضا أنهم كانوا على علم بهذا اللسان العربي المبين، وكان ما يقولونه في آي الكتاب راجع إلى أمرين، إما النقل عن مشيختهم من أهل العلم والرواية واللغة، وإما ما اهتدوا إليه بعد فضل نظر وتأمل، ولا ريب أيضا أنهم لم يكونوا ليتجرؤا القول في القرآن، بدون حجة ظاهرة، وبدون أثارة من علم، فالتجرؤ على تخطئتهم جملة واحدة، وجمعهم في قرن واحد، عدول عن نهج الصواب، وتهجم على التخطئة،
ثم بعد هذا فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذه المسألة بخصوصها في فتاويه، وكان مما قال فيها:
وَمِنْ الْأَمْثِلَةِ الْمَشْهُورَةِ لِمَنْ يُثْبِتُ الْمَجَازَ فِي الْقُرْآنِ: { وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ } . قَالُوا الْمُرَادُ بِهِ أَهْلُهَا فَحُذِفَ الْمُضَافُ وَأُقِيمَ الْمُضَافُ إلَيْهِ مَقَامَهُ فَقِيلَ لَهُمْ : لَفْظُ الْقَرْيَةِ وَالْمَدِينَةِ وَالنَّهْرِ وَالْمِيزَابِ ؛ وَأَمْثَالُ هَذِهِ الْأُمُورِ الَّتِي فِيهَا الْحَالُّ وَالْمَحَالُّ كِلَاهُمَا دَاخِلٌ فِي الِاسْمِ . ثُمَّ قَدْ يَعُودُ الْحُكْمُ عَلَى الْحَالِّ وَهُوَ السُّكَّانُ وَتَارَةً عَلَى الْمَحَلِّ وَهُوَ الْمَكَانُ وَكَذَلِكَ فِي النَّهْرِ يُقَالُ : حَفَرْت النَّهْرَ وَهُوَ الْمَحَلُّ . وَجَرَى النَّهْرُ وَهُوَ الْمَاءُ وَوَضَعْت الْمِيزَابَ وَهُوَ الْمَحَلُّ وَجَرَى الْمِيزَابُ وَهُوَ الْمَاءُ وَكَذَلِكَ الْقَرْيَةُ قَالَ تَعَالَى : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً } . وَقَوْلُهُ : { وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ } { فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إلَّا أَنْ قَالُوا إنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } . وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : { أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ } . فَجَعَلَ الْقُرَى هُمْ السُّكَّانُ . وَقَالَ : { وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ } . وَهُمْ السُّكَّانُ . وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى { وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا } . وَقَالَ تَعَالَى : { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا } . فَهَذَا الْمَكَانُ لَا السُّكَّانُ لَكِنْ لَا بُدَّ أَنْ يُلْحَظَ أَنَّهُ كَانَ مَسْكُونًا ؛ فَلَا يُسَمَّى قَرْيَةً إلَّا إذَا كَانَ قَدْ عُمِّرَ لِلسُّكْنَى مَأْخُوذٌ مِنْ الْقُرَى وَهُوَ الْجَمْعُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : قَرَيْت الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ إذَا جَمَعْته فِيهِ .اهـ
فدل كلامه على أن القرية في استعمال الكتاب، لفظ يطلق على معنيين، يطلق على الساكن والمساكن، وله نظائر كثيرة، ولم يخطئ لنا سيبويه وأمثاله، لأن قصارى ما في الأمر، أنهم حملوا اللفظ على وجه واحد من المعنى، لأسباب رأوها، إما اعتمادهم على ما نقل لهم مشيختهم من أهل اللغة، وإما اتكالهم على ما يحفظونه من شواهد في هذا الباب، وإما فضل نظر دلهم على هذا الأمر.
ثم إنكم ذكرتم في معرض الحديث عن معنى القرية، مادة القرار، وصنيع المعاجم أن كلمة القرية من مادة قرى. وليس من مادة قرر.
وقد عد ابن فارس القاف والراء والحرف المعتل أصلا صحيحا، يدل على جمعٍ واجتماعٍ.
ودمتم بخير
 
[فدل كلامه على أن القرية في استعمال الكتاب، لفظ يطلق على معنيين، يطلق على الساكن والمساكن،]

بارك الله فيك ونفع بك..

وليس هذا هو قول شيخ الإسلام..بل قول شيخ الإسلام هو قولنا..فليست القرية لفظة تستعملها العرب في معنيين وإنما هي مجموع كلي يستعمل في الدلالة على أفراده المضمنة في نفس المجموع...وهذه الأفراد داخلة داخل الاسم وليس الاسم يستعمل في الدلالة على هذا وهذا..والفرق بينهما دقيق جداً ويحتاج لتأمل...

فلو قلنا إن لفظ القرية يستعمل في الدلالة على الناس وعلى البنيان = لجاز إطلاق لفظ القرية على الناس ولو كانوا بدواً رحل..وهذا لا يقع

ولجاز إطلاق لفظ القرية على البنيان الخالي من الناس وهذا لا يقع...

ولا يُطلق لفظ القرية إلا على المجموع ثم أنت تخص بعض أفراد المجموع بحكم لكن هذه الأفراد لا تنفصل وحدها لتأخذ حكماً..

قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله : ((القرية مثل الإنسان , فكما أن الإنسان هو جسده ونفسه جميعاً , فكذلك القرية هي الناس والبنيان جميعا)).

ومن هنا جاء خطأ النحاة الذين قالوا إن لفظ القرية يُطلق على الدور والبنيان وجعلوا إطلاق لفظ القرية على الناس هو من التجوز وجعلوا لفظ القرية بإزاء الدور وحدها

فالخطأ من جهتين :

الأولى : جعل لفظ القرية بإزاء الدور والبنيان وحدها.

الثاني : غفلة نظرهم عن المعنى العربي الصحيح للفظ القرية فلو قالوا حتى بأن لفظ القرية بإزاء المعنيين يستعمل في كل منهما وحده = لكان خطأ..
 
نعم أبا فهر، ذلك كذلك، وقد ذهب وهلي أثناء النقل، إلى أن ابن تيمية يقصد الاشتراك اللغوي، إلى أن نبهتني مشكورا، على أن الدلالة مركبة عنده من الوجهين معا.
ولكن لا زال الأمر فيه فضل نظر أحب أن أتبينه،
وذلك أن ما ذكرتم من دلالة لفظ القرية على الوجهين معا [الساكن والمساكن] يقتضي أن يكون هذا اللفظ حيثما ذكر في القرآن دل على هذا المعنى، ويقتضي أيضا، أن لا تكون اللفظة دالة على وجه دون وجه.
بيد أني نظرت في آي الكتاب، وأنا مستصحب هذا الأصل، فبان لي أنه وإن كان قد اتفق في غالب الآيات، إلا أنه غير مطرد، وأنه لا يمكن تعميم القول بالدلالة على الوجهين معا في كل الآيات. وأن بعض الآيات جاء فيه ذكر القرية وعني به المساكن، فمن ذلك قول الله تعالى:
1/ [واضرب لهم مثلا أصحاب القرية]
2/ [إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا]
3/ [ادخلوا هذه القرية فكلوا منها].
4/ [أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها]
فصنيع القرآن في هذه الآيات، أن تكون القرية هنا مرادا بها المساكن. وليس الساكن.
ثم رجعت إلى مفردات الراغب فإذا به يقول: "القرية اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس، وللناس جميعا ويستعمل في كل واحد منهما". فدل كلامه على أن القرية تطلق تارة على هذا وتارة على هذا.
هذا وجه من النظر بان لي، وأحببت أن أثبته هنا مدارسة وبحثا.
والله أعلم.
 
أحسنتَ أحسن الله إليك في بصرك بكلام أبي العباس..

أما ما أثرتَه من النظر فلعله والله أعلم يظهر لك تأويله إن أعملت أناتك المباركة في هذا الجنس من الدلالات المركبة التي يغفل عنه الناس...

وأسألك سؤالاً لعل فيه هداية ...

(المقعد) أليس هو اسم لمجموع (الظهر)و(القاعدة)و(الأرجل)

ومع ذلك : هل يُسمى واحد من هذه وحده : مقعد

اللهم لا..

طيب إذا لم يُسم واحد من هذه وحده مقعد = ما معنى قولك : ظهرُ المقعد ؟؟

هل المقعد في عبارة (ظهر المقعد) هو القاعدة والأرجل فقط ؟؟

الجواب : لا

وإنما هو الظهر والقاعدة والأرجل..أيضاً ..وإنما أنت تخص الظهر لتعطيه حكماً لا لتخرجه عن باقي المقعد بحيث يصدق اسم المقعد على القاعدة والأرجل فقط...

وإذاً :

فليست القرية في قولك أصحاب القرية مثلاً : هي البنيان..وإنما هي أيضاً البنيان وسكانه..وإنما تخص الأصحاب بالذكر لتقرير الحكم لا لإخراجهم من اسم القرية وبقاء الاسم للبنيان فقط
 
نعم أبا فهر، وما ذكرته آنفا كان مني على ذكر، وما ذكرته أيضا إنما هو في المواضع التي جاء فيها ذكر القرية مع ذكر الأهل أو الأصحاب، وبيانك لها فيه حسن وجودة.
لكن لم تعرج على قول ذكرته فيما مضى وهو:[ بيد أني نظرت في آي الكتاب، وأنا مستصحب هذا الأصل، فبان لي أنه وإن كان قد اتفق في غالب الآيات، إلا أنه غير مطرد، وأنه لا يمكن تعميم القول بالدلالة على الوجهين معا في كل الآيات. وأن بعض الآيات جاء فيه ذكر القرية وعني به المساكن،]
فما رأيكم في ذلك، وهل ترون أن المعنى الذي ذكرتم للقرية، مطرد في جميع المواضع التي ذكرت فيها في القرآن؟
ودمتم بخير.
 
[align=center]نعم أراه مطرداً أخانا الكريم ...

وأُعرج معك على آية واحدة يحسبها البعض أبعد ما تكون عن تفسيري للفظ القرية..

وهي قوله سبحانه : ((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ...))

وهذا الآية جارية في نفس المهيع ..والقرية فيها هي البنيان المجتمع والناس معاً ..غير أن ناس هذه القرية قد ماتوا ،وآية ذلك أن السائل يسأل : أنى يحيي هذه الله بعد موتها..وإحياء القرية هنا،هو إحياء من فيها من الناس فتدب فيها الحياة،وآيته أن الله تبارك وتعالى أماته ثم أحياه...وليس موتهم بمخرج للقرية عن معناها المذكور فلا تزال بناء مجتمع وناسه إلا أن الناس هاهنا سلب عنهم اسم الحياة وليس حكم الحياة بالذي يشترط في إطلاق اسم القرية
..[/align]
 
شكرا لك اخي الفاضل، على تفاعلك وردك الطيب.
ثم إنه لم يبن لي وجه الاطراد في مواضع من الذكر، ومن ذلك قوله تعالى:
[لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة]
وقوله سبحانه:
[ادخلوا هذه القرية فكلوا منها]
فما هو الوجه عندكم في هذا؟
 
قد كان ما كتبته لك، ثم إني نظرت في كلام ابن تيمية من جديد، فرأيت ما دللتني عليه من معنى كلامه فيما سلف لم يكن صوابا.
وبيان ذلك: أن نصه الذي نقلته قال فيه:
1/ وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : { أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ } . فَجَعَلَ الْقُرَى هُمْ السُّكَّانُ . وَقَالَ : { وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ } . وَهُمْ السُّكَّانُ .
2/ وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى { وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا } . وَقَالَ تَعَالَى : { أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا } . فَهَذَا الْمَكَانُ لَا السُّكَّانُ.
3/ لَكِنْ لَا بُدَّ أَنْ يُلْحَظَ أَنَّهُ كَانَ مَسْكُونًا ؛ فَلَا يُسَمَّى قَرْيَةً إلَّا إذَا كَانَ قَدْ عُمِّرَ لِلسُّكْنَى مَأْخُوذٌ مِنْ الْقُرَى وَهُوَ الْجَمْعُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : قَرَيْت الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ إذَا جَمَعْته فِيهِ .اهـ
ففي الفقرة الأولى أتى بآيات فيها لفظ القرية يطلق على السكان. وفسره أبو العباس بذلك.
وفي الفقرة الثانية فسر فيها القرية بالمكان لا بالسكان.
وفي الفقرة الثالثة، ذكر مذهبه في معنى القرية، وهي قوله: فَلَا يُسَمَّى قَرْيَةً إلَّا إذَا كَانَ قَدْ عُمِّرَ لِلسُّكْنَى.
فدلنا هذا الصنيع منه على أن لفظ القرية، يستعمل تارة في المكان وتارة في السكان، وليس أنه كلما أطلقت لفظ القرية فهم منه الأمران معا. وإن كان يستلزمهما استلزام الحال للمحل.
 
أخي عدنان :

هل يُطلق لفظ القرية -عند الشيخ- على الخالية من السكان؟؟

وهل يطلق على سكان في واحة هم فيها بدو رحل ؟؟

أم إن دلالة القرية عند الشيخ تشمل السكان والدور جميعاً ؟؟

الأخيرة هي مراده ولا شك وهو صريح عبارته في جعله القرية من جنس الإنسان والنفس...

أما عبارته فهذا المكان دون السكان وعكسه فليس مراده أي سكان خارج دور مجتمعة وليس مراده دور ليس فيها ناس وإنما هو يذكر ما قلنا لك من فصل الأجزاء فصل حكم لا فصل دلالة..

فأنا لا أنازعك أن من قال هدمتُ القرية يقصد أنه هدم البنيان هذا لم أنازعك فيه ..

وقولي واسأل القرية أي : واسأل من فيها من الناس جميعاً وليس : واسأل البنيان..

ولكن هذا ليس استعمالاً للفظ القرية في الدلالة على البنيان وليس استعمالاً للفظ القرية في الدلالة على الناس = وإلا لزم جواز إطلاق لفظ القرية على سكان في واحة بدو رحل وهذا لا يقع وإلا للزم جواز إطلاق لفظ القرية على مجمع بنيان لا يوجد فيه أحد وهذا لا يقع..

وراجع مثال المقعد : أنت تقول أن مقعدة المقعد لا تسمى وحدها مقعد ولكن أنت تجلس عليها وتقول جلست على المقعد

وأنت تقول إن ظهر المقعد لا يسمى مقعد ولكن أنت تقول أسندت ظهري للمقعد

فكذا : السكان لا يسمون وحدهم قرية ولكنك تقول واسأل القرية وتعني من فيها من الناس لأن لفظ القرية يتناول السكان والبنيان..

وكذا : البنيان وحده لا يسمى قرية ولكنك تقول هدمتُ القرية وتعني بنيانها لأن لفظ القرية يتناول البنيان والسكان..

وكذا : ظهر المقعد لا يسمى مقعد ولكنك تتقول أسندت ظهري للمقعد وتعني ظهره لأن لفظ المقعد يتناول المقعدة والظهر والأرجل..
فهل يقول فقيه : إنك ما دمت قلتَ أسندت ظهري للمقعد والحال أنك تقصد ظهره = أن ظهره يُطلق عليه اسم المقعد
 
والفرق بين مطلق دلالة اللفظ على معنى وبين دلالة اللفظ على معنى هو بعض مسماه =هو حرف المسألة لمن فقهها
 
[والفرق بين مطلق دلالة اللفظ على معنى وبين دلالة اللفظ على معنى هو بعض مسماه =هو حرف المسألة لمن فقهها..]
هذا الفرق فقهته في كلام ابن تيمية رحمه الله، وليس خلافنا حوله، وإنما جوهر المسألة بيننا فيما أظن هو فيمن قدر كلمة أهل في : [واسأل القرية] هل لهذا التقدير وجه، أم هو خطأ محض كما زعمت،
فمن هنا كان مبدأ الحديث، ثم كان من أمره ما كان، والحديث ذو شجون كما يقال.
وإذا كانت آي الكتاب، واردة في الموضعين، كان من قدرها له فيها مستند صالح. وهو الحمل على الآيات التي صرح فيها بالأهل والأصحاب.
فهذا هو معقد الحديث، هو وجه التقدير في الآية ومستنده. هل له اعتبار أم لا؟
وشكر الله لكم ما تفضلتم به من البيان.
 
تقدير أهل هو كتقدير من يقدر في قولك : أسندت ظهري للمقعد فيقول حذف منه : (مسند) والتقدير أسندت ظهري لمسند المقعد وهو يقول لأن مسند المقعد لا تشمله دلالة المقعد ؛لذا احتجنا للتقدير

وهو باطل كما ترى
 
أولا: معنى الآية مجمعون عليه، وهو سؤال أهل القرية، وهذا يقوله سواء من يقول بالتقدير، أومن يقول بالدلالة الأصلية للكلمة. ويبقى الخلاف بينهم فقط في الوجه الذي استفيد منه المعنى، هل هو من الدلالة الأصلية للكلمة؟ أم هو من تقدير المحذوف؟
ثانيا: لا يلزم من يقول بالتقدير، أن تكون عنده القرية دالة فقط على المساكن، إلا أن يصرح بذلك. أما أن يستفاد من تقديره أنه يقول ذلك فلا.
ثالثا: أما أن يكون هذا الأمر باطلا محضا فلا، لأن الناس يختلفون في دلالات العبارات، كل بحسب علمه واجتهاده، وكل بما معه من الحفظ والرواية والنقل. وقد كان لسيبويه وأشباه سيبويه من أهل العلم ممن تقدم معرفة بهذا اللسان، وأنس به، وكانت لهم مناهجهم في النظر، ومحفوظاتهم من الرواية عن مشايخهم، ونظرهم في مسائل اللغة إن لم يكن فائقا نظر ابن تيمية فهو لن يكون دونه. وإنما هم اودية سالت بقدرها وحمل كل منهم ما حمل من العلم.
ودمتم في رعاية الله.
 
1- معنى الأهل عندي باطل أجمعوا عليه أم لم يُجمعوا...

2- فهمهم واجتهادهم إلى آخره = ليس محل نزاع ؛لكنه أيضاً لا يمنع الحكم ببطلان قولهم والمصيب واحد..

جزاك الله خيراً...
 
أشكر الأخوين الفاضلين على مدارسة هذا الموضوع ، وعلى تؤدتهما وتوازنهما فيه .

وأود أن أثري الموضوع بما يأتي :

1- ليس النحاة هم من قالوا ذلك فحسب ، بل قاله الشافعي كذلك في رسالته ، ونصه : "* باب الصنف الذي يبين سياقه معناه (208) قال الله تبارك وتعالى * (وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إنما تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون) * (209) فابتدأ جل ثناؤه ذكر الامر بمسألتهم عن القرية الحاضرة البحر فلما قال : (إذ يعدون في السبت) * الآية دل على أنه إنما أراد أهل القرية لان القرية لا تكون عادية ولا فاسقة بالعدوان في السبت ولا غيره وأنه إنما أراد بالعدوان أهل القرية الذين بلاهم بما كانوا يفسقون (210) وقال * (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون) * (211) وهذه الآية في مثل معنى الآية قبلها فذكر قصم القرية فلما ذكر أنها ظالمة بان للسامع أن الظالم إنما هم أهلها دون منازلها التي لا تظلم ولما ذكر القوم المنشئين بعدها وذكر إحساسهم الباس عند القصم أحاط العلم انه إنما أحس البأس من يعرف الباس من الآدميين الصنف الذي يدل لفظه على باطنه دون ظاهره (212) قال الله تبارك وتعالى وهو يحكي قول إخوة يوسف لابيهم * (ما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون) * (213) فهذه الآية في مثل معنى الآيات قبلها لا تختلف عند أهل العلم باللسان أنهم إنما يخاطبون أباهم بمسألة أهل القرية وأهل العير لان القرية والعير لا ينبئان عن صدقهم" .

والشافعي عربي فصيح يحتج بلغته .

2- ثم إن القول بأن القرية تطلق على الساكن والمساكن معًا = لا يخلو من تكلف ، فقوله تعالى { أَفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا } وقوله : "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية"
وقوله : "إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا" وقوله :"ادخلوا هذه القرية فكلوا منها" = دليل واضح عليه .

3- ماذا سنقول في قوله تعالى : " واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها"؟!

4- إن القول بالتقدير لايعني بحال أن ذكره أفضل من حذفه ، بل قد يكون ذكره أحيانًا مفضول عن حذفه ، أو مفسد للتركيب (كقولهم مثلاً : إن الجار والمجرور متعلق بخبر محذوف تقديره : كائن أو استقر ، في نحو : زيد في الدار)

5- وأما كلام شيخ الإسلام فهو مبني على الفكرة السياقية عنده ، التي طردها في العقيدة واللغة والمنطق ، والتي فحواها ألا شيء في الوجود مطلق ، بل حتى التجرد عن القيود =قيد ، عنده ؛ ولذا أنكر المجاز كله ، والأصل والفرع ونحوهما . ومن تتبع هذا في كلامه يجده واضحًا متناسقًا مع بعضه .
والله أعلم .
 
[والشافعي عربي فصيح يحتج بلغته]

بارك الله فيك..

إن كنتَ سقتَ هذه التي بين المعقوفتين تقوية للحجة وسناداً لها = فهي عندي دعوى باطلة..وفي كلام الشافعي من تراكيب المولدين وألفاظهم مالا يُحصى...والشافعي بعد من يُحتج بكلامهم وعربية مالك أحسن من عربيته ولكنه غلو أقوام وظن فئام والله أعلم..
أما باقي ما تفضلتَ به فلعلي أفرغ بعدُ وإنما عجلت بتلك الإشارة لشيوع تلك العبارة..
 
هذا كالشمس يا مولانا ..اسحب بيدك الكريمة أي مجلد من الأم للشافعي واقرأه = وستقف على أمثلة كثيرة لهذا..

بل حتى كتبه الصغار كجماع العلم مثلاً...

والشافعي ناظر المتكلمين والمولدين مناظرات طويلة خلطت لسانه ؛ولذا كان مالك أعرب منه...
 
عفواً يا سيدي : هذا كلام عام ، فلو أتحفتم القراء بالأمثلة لكنتم بعيدين عن النقد والتهمة .
ثم قولكم يا سيدي :
؛ولذا كان مالك أعرب منه
ما مدى " عربيته وفصاحته " .
ودمتم للعلم وطلابه .
 
مالك عربي فصيح أعرب من الشافعي وأفصح ولا يُحتج بعربيتهما...
والأمثلة كثيرة جداً والله يا مولانا ..

ومع ذلك ومن الذاكرة فحسب..

أرجو أن تتحفني بلفظة (العقل) الذي زعموا أن الإنسان يعقل به = في كلام عربي فصيح..

مع العلم أنها وردت في كلام الشافعي مئات المرات..وأخوك يزعمُ أن العرب لا تعرفها ..وأنها لم تثبت في شعر صحيح يوثق بعربيته فمن أين يا تُرى أتى بها الشافعي؟

واصطحب معها لفظة (إباحة)..واطلبها لي في الكلام العربي ..
 
شكر الله للأخوة جميعاً هذا الحوار الماتع, علم غزير مع أدب جم , وهذا بحمد الله ما تميز به ملتقانا رغم خروج البعض عنه , فأكملوا ما بدئتم به وفقكم الباري .
 
قال المعلمي اليماني - في "التنكيل " (ج 2 / ص 119)

( ومما ذكره ابن حجر في ( توالي التأسيس ) ومن عادته أن لا يجزم إلا بما صح عنده قال: (( قال ابن أبي حاتم عن الربيع قال : قال ابن هشام : الشافعي ممن يؤخذ عنه اللغة . قال ابن أبي حاتم وحدثت عن أبي عبيد القاسم بن سلام نحوه . وقال أيضا" سمعت الربيع يقول : كان الشافعي عربي النفس واللسان ، قال : وكتب إلى عبد الله بن احمد قال : قال أبي : كان الشافعي من أفصح الناس . وقال الساجي : سمعت جعفر بن محمد الخوارزمي يحدث عن أبي عثمان المازني عن الأصمعي قال ك قرأت شعر الشنقري على الشافعي بمكة . وقال ابن أبي الدنيا : حدثنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي : قلت لعمي : على من قرأت شعر هذيل ؟ قال : على رجل من آل المطلب يقال له : محمد بن إدريس )) - وقال أيضا" : (( قال الحاكم سمعت محمد بن عبد الله الفقيه : سألت آبا عمر غلام ثعلب عن حروف أخذت على الشافعي مثل قوله : ماء مالح . وقوله / أنبغي أن يكون كذا وكذا ، فقال لي : كلام الشافعي صحيح ن وقد سمعت آبا العباس ثعلبا" يقول : يأخذون على الشافعي ، وهو من بيت اللغة يجب أن يؤخذ عنه )) . )

وقال أيضا ( (ج 2 / ص 113)
( ومع هذا فقد شهد جماعة للشافعي بأنه من الفصحاء الذين يحتج بقولهم فيكون قوله حجة على صحة الكلمة )
 
وتؤخذ اللغة عن أئمتها من غير الشافعي ويُسألون عن رأيهم فيجيبون ويُتحمل عنهم جوابهم وقد ترى صحته أما أن لسانه تُتحمل منه اللغة = فهو قول باطل..

والبحث في الاحتجاج بعربية الشافعي نحواً وصرفاً بحث ونظر مقبول والراجح أنه يستأنس به وليس بحجة.

أما البحث في الاحتجاج بعربيته في الدلالات فبحث مردود ومن يزعم الاحتجاج بعربيته في الدلالات = فهو غير محقق لا لفقه الدلالات ولا لكلام الشافعي..
 
أرجو أن تتحفني بلفظة (العقل) الذي زعموا أن الإنسان يعقل به = في كلام عربي فصيح..

مع العلم أنها وردت في كلام الشافعي مئات المرات..وأخوك يزعمُ أن العرب لا تعرفها ..وأنها لم تثبت في شعر صحيح يوثق بعربيته فمن أين يا تُرى أتى بها الشافعي؟

واصطحب معها لفظة (إباحة)..واطلبها لي في الكلام العربي ..

من أصعب ما يكون الاستدلال على الشمس في رابعة النهار

ما رأيكم سيدنا في قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في مجمع الأمثال للميداني : ( الرجال ثلاثة، رجل ذو عقل ورأي، ورجل إذا حز به أمر أتى ذا رأي فاستشاره، ورجل حائر بائر لا يأتمر رشداً ولا يطيع مرشداً. )

أخشى أنكم تخلطون بين المولد والمصطلح

وشكرا
 
أي شمس يا مولانا ؟؟!!

والأثر الذي أوردتموه لا أعلمه بهذا اللفظ وإنما له ألفاظ أخرى ليس فيها لفظ العقل فإن أردتم تمام الاستدلال وصحته فرجاء لا يورد ممرض على مصح ...،ومجمع الأمثال ليس مما يُتكأ على مثله في ِإقامة هذا الجنس من الحجج ،والأثر في المصنف وغيره بغير هذا اللفظ..فإن علمتم سنداً ثابتاً لهذه اللفظة = فأقيموا حجتكم بالسند الصحيح
في انتظار إفادتكم...وجزاكم الله خيراً على حسن المذاكرة..
 
خرج الشيخان ( عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ خَطَبَ عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ
إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالْعَسَلِ وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ )

قال الحافظ في "شرحه" ( قوله ( والخمر ما خامر العقل )
أي غطاه أو خالطه فلم يتركه على حاله وهو من مجاز التشبيه ، والعقل هو آلة التمييز فلذلك حرم ما غطاه أو غيره ، لأن بذلك يزول الإدراك الذي طلبه الله من عباده ليقوموا بحقوقه )
 
[align=center]أحسنتَ أحسن الله إليك..

وهذا الحرف -عندي- مما غيرته الرواة فرووه بالمعنى فأدخلوا لسانهم في اللسان الأول ، وهو من جنس تغييرهم لبيت عبدة بن الطبيب في قصيدته المفضلية :

فَخَامَر القلبَ مِن تَرْجيعِ ذِكْرَتِها ... رَسٌّ لطيفٌ وَرَهْنٌ منكَ مَكْبُولُ

فجعلوه في بعض رواياتهم كالتي في منتهى الطلب : فخامر العقل.

وكل ذلك شاذ لا يثبت ،وهذا الكلام (أثر عمر ورواية بيت عبدة وبيت آخر للفرزدق) = مما لا يوثق بعربيته ثقة تصلح لإثبات هذا الحرف في الكلام العربي ..وهذا الباب من تحقيق الدلالات مما يغفل عنه فئام من الناس عجلة وحباً للاستكثار..[/align]
 
جزاكم الله خيرًا ، ولم أتنبه إلى ما قلتم إلا اللحظة ، وأود أن أعقب بما يأتي :

إنما قلت : والشافعي عربي يحتج بلغته ؛ لما استفيض عنه ذلك ، أما الهجوم على عربية الشافعي فقد سبقك إليه أقوام ، ولكنك غلظت ، والشافعي قد كان يرجع إليه أهل اللغة فالأصمعي يقول : (عرضت أشعار الهذليين على شاب بمكة يقال له محمد بن إدريس الشافعي ) ، ويقول أيضاً : (قرأت شعر الشنفرى على علامة بمكة يقال له محمد بن إدريس) ،ويقول أيضاً : (فأنشدني لثلاثين شاعراً أساميهم عمرو) ، وقال مصعب بن عبد الله الزبيري : (قرأ عليّ محمد بن إدريس الشافعي أشعار هذيل حفظاً) .
وقد حكى السيوطي الاحتجاج بكلامه ، ونقل عن الإمام أحمد بن حنبل قوله : (والشافعي عندنا حجة في اللغة) ، ويقول المازني : (الشافعي عندنا حجة في النحو) .<انظر ذلك في مناقب الشافعي للبيهقي 2/45،42 ، وانظر الاقتراح للسيوطي : 46 >.
وابن الحاجب يقول : (وهي لغة الشافعي كما يقولون لغة تميم) ، وكذلك الرضي يعد كلام الشافعي لغة . <انظر شرح الشافية 3/88 >
وقال عنه القاسم بن سلام : ( كان الشافعي ممن يؤخذ عنه اللغة أو هو من أهل اللغة) .<آداب الشافعي للرازي : 137 .>
وتميز رحمه الله بأسلوب أدبي سهل ، فوصفه يونس بن عبد الأعلى بقوله : (كانت ألفاظه كأنها سكر) ، ويقول عنه الجاحظ : (نظرت في كتب هؤلاء النبغة الذين نبغوا في العلم فلم أجد مثل المطلبي كأن فاه ينظم دراً إلى در) . <مناقب الشافعي للبيهقي :2/52>.
وحينما انتقد الشافعي في بعض آرائه اللغوية دافع عنه كثير ، وكان منهم الزمخشري - على اعتزاليته - وقال : (وكلام مثله من أعلام العلم وأئمة الشرع ورؤوس المجتهدين حقيق بالحمل على الصحة والسداد .... وكفى بكتابنا المترجم بكتاب <شافي العي من كلام الشافعي> شاهداً بأنه كان أعلى كعباً وأطول باعاً في علم كلام العرب من أن يخفى عليه مثل هذا) .<الكشاف 1/479>
ويقول السبكي : ( ومسألة الاحتجاج بمنطق الشافعي في اللغة ، والاستشهاد بكلامه نظماً ونثراُ مما تدعو إليه الحاجة ولم أجد من أشبع القول فيه) <طبقات الشافعية 2/161 >، ويقول ثعلب : (إنما توحّد الشافعي باللغة؛ لأنه كان حاذقاً بها ، فأما أبو حنيفة فلو عمل كل شيء ما عوتب؛ لأنه كان خارجاً من اللغة ) <ومناقب الشافعي للبيهقي 2/52 . ولا يفهم منه انتقاد أبي حنيفة رحمه الله ، بل المقصود بيان مكانة الشافعي اللغوية وتفسيراً للانتقادات اللغوية عليه .>، إلى غير ذلك .


المقصود أن هناك استفاضة في حجية الشافعي ، ومهما يك من أمر فإني أوردت العبارة ونص الشافعي إثباتًا لإطلاق القرية على المساكن ، ولم يك دليلا مستقلا ، بل تكفي الآيات القرآنية ({ أَفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا } وقوله : "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية"
وقوله : "إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا" وقوله :"ادخلوا هذه القرية فكلوا منها") أهم أهل الأهل ؟! أو أهل السكان ؟! .

وعلى كل فإن إثبات المجاز = دفاع عن القرآن ، وأساس للفهم الصحيح ، فابن قتيبة (ت:276هـ) . دافع عن القرآن بإقرار المجاز في لغة العرب حيث قال : " وأما الطاعنون على القرآن بالمجاز ، فقد زعموا أنه كذب ، لأن الجدار لا يريد ، والقرية لا تُسأل ، وهذا من أشنع جهالاتهم ...." .

والحديث في هذا يطول ، لكني أود التنبيه على شيء مهم ذكره بعض المداخلين ، وهو أن لفظ العقل والإباحة من كلام المولدين ،وهذا فيه خلط ، فإطلاق ألفاظ عربية على مفاهيم جديدة = هو من لغة العرب ، وما أحسن عبارة أبي علي الفارسي (ما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم) ، وأصدق منه القرآن ؛ إذا وصفه الله بأنه بلسان عربي ، وأين تجد في كلام العرب الصلاة والزكاة والحج والجهاد والإيمان والإخلاص والتقوى والإسلام والكفر والفقه ، ونحو ذلك .

ولعل الإيجاز أبلغ ، إذ يسبق التفصيل .
والله أعم .
 
بل تكفي الآيات القرآنية ({ أَفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا } وقوله : "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية"
وقوله : "إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا" وقوله :"ادخلوا هذه القرية فكلوا منها") أهم أهل الأهل ؟! أو أهل السكان ؟!

هذه قد أجبتُ عنها هاهنا مراراً ،وها ما يؤلم ويُرهق = أن يضطر الواحد للجواب عن الحجة بعدد من يثيرها ولم يقرأ !!

وهو أن لفظ العقل والإباحة من كلام المولدين ،وهذا فيه خلط ، فإطلاق ألفاظ عربية على مفاهيم جديدة = هو من لغة العرب

هذا عجيب!!

أي عرب ؟؟!!

االعرب الذين هم مطلق الناطقين بالضاد ؟؟

ماشي..

لكن العرب أهل اللسان الأول ..

أما هذه فلا..بل هذا باطل مجرد..والتوليد نوعان:

الأول : استعمال اللفظ العربي القديم بإزاء معنى لا تعرفه العرب الأولى ومثاله : استعمال لفظ الذرة للدلالة على المعنى الفيزيائي المعروف.
الثاني : تركيب لفظ الحروف العربية تركيباً لا تعرفه العرب الأولى سواء عرفوا المعنى الذي وضع هذا اللفظ بإزاءه أم كان اللفظ والمعنى جميعاً مولدين.كلفظة الإباحة ولفظة أرسطوطاليس.

وكلاهما توليد ليس هو من كلام أهل اللسان الأول..ولا يُقال هو من لسانهم إلا على طريق الكذب والمين..
 
ويسمى الأول : التوليد الدلالي ويسمى الثاني : التوليد اللفظي ، وكل لفظ أو دلالة لا أثر له يثبت في عصر الاستشهاد = يسمى مولد..
 
كان من خبر الحديث عن "القرية" ودلالتها، أن تشعب القول فيها إلى أفانين من العلم، وبابات منه، وسبب ذلك، ما عهد من أبي فهر، من الاطلاع والمشاركة في أفانين من المعرفة، فهو في مسالكها يتهدى، وفي شعابها ينساب، كلما وجد للقول فيها موضعا. وهذه شيمة من شيم أهل الفضل، جعلت لك منزلة عندي، فأنا أتعاهدها بالرعاية والصون.
ثم إني محدث بحديثين،
الأول: أن لغة الشافعي، ومسألة الاحتجاج بها، مما ذكره غير واحد من أهل العلم، ولا يفتأ الناظر في كتب المعاجم والغريب، أن يجد الشافعي رحمه الله في مصاف أهل اللغة الذين رضي الناس النقل عنهم. وجعلوهم حجة في اللغة. وهم شهداء عند النزاع، وإلى صنيعهم يكون المفزع عند الخلاف.
ولا يخفى في هذا الباب، أن أهل اللغة مراتب ودرجات، وأول الأدب كما يقال حفظ المراتب. وتنزيل كل في مرتبته.
الثاني: قد قرأت قولكم: في خبر عمر ابن الخطاب رضي الله عنه:"الخمر ما خامر العقل".
وقد قلتم: "وهذا الحرف -عندي- مما غيرته الرواة فرووه بالمعنى فأدخلوا لسانهم في اللسان الأول"
فقلت في نفسي: سبيل هذا الكلام أن يخرج على أمرين،
الأول: ان يكون هذا التغيير مما نقل عن بعض أهل العلم قديما، ممن نصوا على رواية هذا الخبر بعينه بالمعنى، فرضيتم بذلك، ووافق عندكم وجها من النظر.
الثاني: أن يكون مما كلف فيه أبو فهر نفسه عناء البحث والنظر والمطالعة، ثم قارن ذلك بالشواهد والأمثلة، حتى استقام له القول بأن هذا الخبر مروي بالمعنى.
وإن كنت قد استوقفني دون الجزم بهذا أمران:
الأول: قصر هذا الخبر المروي، ومن شأن الأخبار القصار، أن تروى بلفظها على الوفاء، إذ ليس كل حديث روي بالمعنى.
الثاني: أن رواته ممن شهد لهم بالحفظ، نقاد الحديث، وذكروا من حفظهم ما خلدته كتب الحفاظ والتراجم.
فإن صح القول بأنه روي بالمعنى، فهلا بينتم كيف تهديتم إليه. وعلى من تلقون عهدة الرواية في ذلك؟
ودمتم بألف خير.
 
الحمد لله وحده...

على الرغم من ندرة مشاركاتي على الشبكة منذ فترة، وانعدامها على ملتقى أهل التفسير إلا أنني لم أتمالك بعد أن أخبرني بعض الإخوة عن هذا الموضوع إلا أن أدخل لأسأل أبا فهر عن حديث عمر بن الخطاب سؤالا صريحًا واحدًا.

ترى من من الرواة هو الذي يعصب أبا فهر به جناية تغيير لفظه؟ وما دليله؟

أو لعل أبا فهر نقل هذا من بحث ما.. ولعله يفيدنا..
 
الحمد لله وحده...

(ترى من من الرواة هو الذي يعصب أبو فهر به جناية تغيير لفظه؟ وما دليله؟)

عدلت المشاركة مرتين فوقع هذا الخطأ غير المقصود بعد حذف وإضافة، ولم أره إلا الساعة.
 
الحمد لله وحده...

على كل حال، يبدو أنني لن أتمكن من متابعة الموضوع، وكيف كانت الإجابة -إن جاءت- فلن أعقب عليها.

أسأل الله أن يوفق الجميع إلى السنة المحضة والدين الخالص.
كما أسأله أن يلهمنا رشدنا ويعصمنا من الشياطين
ألا يقبضنا إلا على الرضا التام غير متلبسين ببدعة.
آمين.
 
[align=center]الحمد لله وحده..

الإخوة الأفاضل :

عدنان أجانة..

الأزهري السلفي..

1- ما هاهنا من البحث في لفظ العقل وعربية الشافعي هو اجتهادي ونظري لا أنقله عن أحد.
2- الرواية بالمعنى ليست جناية .

ننتقل الآن لصلب البحث...

- شعر العرب المحتج به لا يوجد فيه لفظ العقل إلا في بيت عبدة بن الطبيب في بعض رواياته المغيرة ،والبيت يرويه الثقات كما في المفضليات على الصواب بدون تغيير : ((فخامر القلب..)) وهذا من القرائن على تغيير الرواة للفظ القلب بلفظ العقل.

- القرآن الكريم خلو تماماً من لفظ العقل.

- السنة النبوية خلو تماماً من لفظ العقل.

هذا اللفظ (العقل) شريف الموضع جداً بل هو مناط التكليف فكيف يخلو الشعر والقرآن والسنة من هذا اللفظ مع اقتضاء الدواعي لظهوره ؟؟

ثم تأتي الكبرى : أن ما في الشعر والقرآن والسنة = هو أن المرء إنما يعقل بقلبه وأدلة هذا أكثر وأشهر من أن تحصى.

فلفظ العقل جمع بين الزيادة على مافي الكلام الفصيح مع كونه أم في الباب لا يصح خلو الكلام الفصيح منه = ثم لم يرض حتى أضاف للزيادة المخالفة لما في الكلام الفصيح الذي فيه أن الإنسان يعقل بقلبه.

لفظ العقل لفظ ولده الناس طرداً للفعل بصوغ مصدره وكان كثيراً جداً في كلام الفلاسفة ودلالته عندهم أوسع ،وليس يُعرف هذا اللفظ عند العرب.

فإذا جاء هذا اللفظ بعدُ في خبر لم يغر هذا الخبر مريد الصدق ومتحريه ،وينقله عن الأصل المحكم الذي معه؛فهو يعلم أن لفظة كهذه لو كانت عربية لظهرت في الكلام العربي ظهوراً بيناً فكيف وفي الكلام العربي ما يُخالفها. بل الحمل في تلك اللفظة وأجناسها على الرواية بالمعنى وتغيير الرواة لألفاظ الأخبار با يظنون أنه لا يغير دلالاتها.

فلفظة العقل في خبر عمر لفظة شاذة ضعيفة جداً وقرائن شذوذها بينة لمن أنصف وطلب الصدق.

ولا علينا جميعاً إن اختلفنا في هذا الموضع فلا يزال الناس في اختلاف،وحسبي أن أثرتُ النظر في هذا الباب (باب تحقيق اللفظ العربي ودلالته) وفي باب آخر : (باب تحقيق اللفظ المعين الذي تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم وتخليصه من تغيير الرواة ورواياتهم على المعنى) .

وليس من شرط البحث في هذا تعيين من الذي غير فالقوة على التغيير والرواية بالمعنى ثابتة في جل الرواة لا يُنكر هذا إلا جاهل أو غير محقق،وإنما حسبُ الباحث أن يُظهر قرائنه على شذوذ اللفظة وروايتها على المعنى،وقد أبنتها بياناً لا أرى ما ينقضه ..ولو اعتنى الناس بهذا الباب من العلم = لجنوا خيراً كثيراً جداً ..وهو من مجالات الإبداع في العربية والدلالات

تنبيه : لا يضر الاختلاف في هذا الموضع في حقيقة وجود الكلام المولد في كلام الشافعي وجوداً يمنع دعوى الاحتجاج بعربيته في الدلالات...

..[/align]
 
قرأت في مشاركتكم أمورا لم يبن لي فيها وجه الصواب.
وهي:
أولا: قولكم: " فلفظة العقل في خبر عمر لفظة شاذة ضعيفة جداً وقرائن شذوذها بينة لمن أنصف وطلب الصدق"
ومن الإنصاف وطلب الصدق، أن نتساءل عن الوجه الذي كان به هذا الخبر شاذا.
ومن الإنصاف وطلب الصدق أيضا، أني نظرت إلى هذا الأمر من زاوية أخرى فقلت:
هذا حكم منكم على الرواية المخرجة في الصحيح وغيره، بأنها شاذة وضعيفة جدا.
ومستند حكمكم ليس تتبع الطرق والروايات، وليس الاعتبار بمخرج الحديث، وليس النظر في شواهده ومتنه، بل سند حكمكم أمر آخر، أجنبي عن الصناعة الحديثية، وهو في زعمكم قلة دوران هذه العبارة واستعمالها في اللسان العربي.
الثاني: دعوى خلو القرآن والسنة وشعر العرب المحتج به، من لفظة العقل، دعوى فيها نظر. إن سلمت في النص القرآني، فقد لا يسلم ذلك في السنة والشعر المحتج به.
إلا إن أثبت لنا أمرا، وهو: أنك قمت باستقراء شامل تام، لما هو بين أيدينا من كتب السنة، ودواوين الشعر المحتج به، من العصر الجاهلي، إلى زمن بني أمية، وبعده بيسير. وكان هذا الاستقراء مبنيا على الضبط والتحليل الدقيق لكلمة العقل الواردة في بعض النصوص النبوية والأبيات الشعرية المحتج بها. ثم كانت النتيجة ما أنت ذاكره في هذا الملتقى المبارك.
ودمتم بخير.
 
[align=center]بارك الله فيك أخي عدنان..

ليس كلامي هاهنا أجنبي عن الصناعة الحديثية ،بل هو من باب فقه المتن الذي يزعم المستشرقون أن المحدثين قصروا فيه،وأرى أنا أنهم لم يُعطوه تمام حقه لكنهم لم يُقصروا..

والباب الذي نتكلم فيه مبني على ثلاث مقدمات :

المقدمة الأولى : أن جواز تغيير الألفاظ وروايتها بالمعنى هو الذي عليه عامة المحدثين وغالبهم وحكي إجماعاً.
المقدمة الثانية : أن هذا التغيير إنما يقعُ بلسان أولئك الرواة ،ولسانهم هذا يوافق اللسان القديم تارة ويوافق اللسان المولد تارة.
المقدمة الثالثة : استحالة وقوع لفظ مولد في القرآن أو السنة أو كلام الصحابة.

فالآن : نحن نطلبُ الصدق في تحقيق لفظة (العقل) هل هي من اللسان القديم أم من اللسان المولد ؟؟

فاستقرأنا الكتاب ..

واستقرأنا السنة ..

واستقرأنا الشعر العربي ..

ولم يبق في أيدينا بعد هذا البحث سوى :
1- خبر : ((الخمر ما خامر العقل..)).
2- بيت عبدة بن الطبيب : ((فخامر العقل..)).

وهذا هو أحسن ما يُركن إليه في هذا الباب...والباقي ليس من الكلام العربي الثابت..

فنظرنا فإذا هذه اللفظة أعظم مكاناً وأجل موضعاً من أن تخفى حتى تنفرد بها هذه المواضع

ونظرنا فإذا موضع هذه اللفظة في الكلام العربي قرآناً وسنة وشعراً هو القلب وليس العقل وأدلة ذلك بالعشرات..

وكيف يكون الإنسان يعقل بعقل ثم يخلو من تلك اللفظة عامة البيان العربي ؟؟!!

ثم وجدنا الرواية المفضلية الصحيحة لبيت عبدة هي : ((فخامر القلب..)) ..

ولما كنا نعقل أثر التوليد على ألسنة الناس،وأثر وضع الدلالات الحادثة موضع القيمة،وأثر تغيير الألفاظ والرواية بالمعنى = لم نمتنع أن نقضي بشذوذ تلك اللفظة في خبر عمر وأنها من تغيير الرواة ودليلنا ما ذكرنا..
وإذا كان البعض يستدل على كون بعض الألفاظ روي بالمعنى بمجرد اتحاد المجلس = فلئن يستدل على أن لفظاً روي بالمعنى بخلو الكلام العربي الفصيح منها وبوجود بدلها في موضعها مما يقضي بخطأ استعمالها في هذا الموع = أحرى وأولى..

ولستُ أزعم أن تلك جادة مطروقة بل أفخر ولا أخجل أني أعبد بعض طرقها ،وإني كلما نظرتُ في أثر تضييع دلالة لفظة العقل في الكلام العربي ،ووضعها في موضع عقل يعقل عقلاً،وكيف أضاع ذلك دلالة بعض الأخبار وأوقعنا في حفر الشبهات كما وقع في خبر : ((ناقصات عقل..))= زاد حرصي على كشف غمة هذا الغبش الدلالي
..[/align]
 
شكر الله لكم أخي أبا فهر ما تفضلتم به من حسن البيان والتوضيح.
وعندي فيما ذكرتم مواضع فيها فضل نظر أثبتها للمحاورة.
وقبل ذلك عندي تنبيهان لغويان، لعلهما وقعا سهوا.
الأول قولكم: "ليس كلامي هاهنا أجنبي عن الصناعة الحديثية " صواب العبارة أجنبيا.
الثاني: قولكم: "فاستقرأنا الكتاب " صواب العبارة فاستقرينا لأنه من قولهم: قَرَوْتُ البلاد قَرْواً وقَرَيْتُها قَرْياً واقْتَرَيْتها واسْتَقْرَيتها إِذا تتبعتها تخرج من أَرض إِلى أَرض تنظر حالهَا وأَمرها. أما استقرأ فهي بمعنى طلب القراءة.
 
ثم إنكم ذكرتم أصل المسألة وكيف هو تخريجكم لها. وعلى أي أساس تتصورون الموضوع، وهو تصور حسن، والمقدمة الأولى والثانية لا غضاضة فيها. ولكن في بعض التتمة التي ذكرتم مواضع للنظر فيها متسع، منها:
1/ أني زعمت أن كلامك في وصف شذوذ الخبر، كلام خارج عن الصناعة، لاعتبار هو: أن الشذوذ والضعف. مصطلحان مستعملان في الحديث. وهذان المصطلحان لهما مفهوم عند أهل العلم بالحديث. ولا يتسنى الحكم بالشذوذ والضعف اتكالا على ما يقتضيه التركيب والرواية بالمعنى فقط. بل الأمر عندهم زائد على ذلك كما يعلم من تعريفهم للضعف والشذوذ. وأن ذلك مرده إلى انفراد الراوي ومخالفته للجماعة، وعدم ضبطه. وخبر عمر في الخمر مما تفرد بروايته الشعبي فيما أظن عن ابن عمر. ومدار الحديث على هذا المخرج، فلا يتأتى مع هذا وصفه بالشذوذ على المعنى الذي يقصده أهل الحديث.
فلذلك قلت: إن حديثكم عن الشذوذ مجانب لما تقتضيه الصناعة الحديثية.
2/ دائرة الشعر المحتج به، تصاحبنا إلى بداية عهد بني العباس.
والشواهد الشعرية في هذه الفترة، وقبلها كثيرة، وردت فيها لفظة العقل.
فلا أدري وجهها عنكم؟
3/ أ ما ذكرتم من خبر تعبيدكم لمهيع الدلالة، فيه قوة وأصالة. كما أن فيه مهامه فيحا. نسأل الله لك التوفيق فيها والسداد.
 
بارك الله فيك أخي عدنان وجزيت خيراً على تصويباتك ومن جنسها أقول :
إن الحكم بالشذوذ عند المحديث غير متوقف على المخالفة بل مجرد التفرد قد يعد شذوذاً بل ونكارة .. والآن هاهنا أمر أرجو أن تتفضل بتأمله:
لا شك أن الحكم بالشذوذ هو في غالب تصرفات المحدثين = بحث في الرواة وضبطهم..كلامنا الأن ليس عن خطأ الراوي من جهة الضبط وإنما عن خطأه حين استعمل لفظة مكان اللفظة القديمة يظنهما بمعنى..هل هذا قد يقع ؟؟
مقتضى كلام المحدثين في الرواية بالمعنى واحترازاتهم فيها صريح في أنه قد يقع..إن كان قد يقع فالبحث هاهنا في تحقيق مناط الخبر الذي معنى هل هو من هذا الجنس أم لا ؟؟
وعلى هذا يكون كلامنا منضبطاً من جهة جريانه على مقتضيات النقد ..غاية الأمر أنه سبيل لم يُطرق إلا نادراً على نحو من بحث شيخ الإسلام في حديث عمران بن حصين..وزدنا نحن جادة أخرى غير مطروقة وهو الاعتبار في الحكم بخطأ ظن الرواي بتحقيق عربية الكلمة ومدى نسبتها للعربية الأولى..
أما الكلام في زمن الاحتجاج فله بحث آخر وأنا لا أبلغ به ما ذكرتَ أبداً.
 
طيب..
إذا كان الناس خالفونا في العقل..وهجرونا في الإباحة فلم يبينوا لنا عربيتها= فلنذكر ثالثاً :

لفظة القياس وما أكثرها في كلام الشافعي هل لإخواننا أن يبينوا لنا عربيتها فنحن نزعم أنها في هذا الموضع مولدة ؟؟
 
شكرا على تفاعلكم وحواركم،
ويبدو أن الحديث الآن، انحصر في أمر لا زال محتاجا إلى التحرير.
وهو: أن ورود لفظة "العقل" في الأحاديث والآثار، والأخبار والأشعار، أمر لا يمكن دفعه. وهو محتمل ثلاثة مذاهب من الرأي.
الأول: أن يكون هذا اللفظ مخرجا على عدم الاحتجاج بالنص الوارد فيه. وقد ألمعتم إلى شيء منه.
الثاني: أن يكون تخريجه على وجه من القول لا يناقض المسألة المثارة.
الثالث: أن يكون مما فاتكم الوقوف عليه أثناء تأصيل هذه المسألة.
وأحب بعد هذا كله حتى لا يتشعب الحديث إلى غير هدى، أن تذكر الأصول التي تبني عليها بحثك، حتى يكون الحوار سائرا على الجادة، وحتى لا تختلف مسالك البحث والنظر.
ملاحظة: المشاركة الأخيرة، وردت فيها بعض الرموز، التي جعلت نظم الكلام متقطعا، وكان الأولى غير ذلك،
ودمتم بألف خير.
 
نتابع وبكل شغف مداخلات المشايخ الكرام حفظهم الله ورعاهم ، وإن كنت أشم في عبارات الشيخ أبي فهر السلفي حفظه الله رائحة إمامين جليلين يحبهما القلب و ( العقل ) وهما ابن حزم الأندلسي ، ومحمود شاكر المصري رحمهما الله .
ما يتعلق ب " العقل " أرى أن الإخوة غير مسلّمين لأبي فهر في كل ما قاله ويقوله ، وليسمح لي حفظه الله بهذا القول :
ذكر أبو عمرو بن العلاء رحمه الله أن ما وصل إلينا من كلام العرب قليل مما تكلمت به ، أفبعد هذا يحق أن نجزم على لفظ شاع واشتهر من قرون هي القرون التي دون فيها هذا القليل على أنه لم يرد عن العرب كذا وكذا بالجزم ؟؟؟؟
ولو أن الشيخ السلفي قيّد كلامه بما وصل إلينا من كلام العرب لكان أوجه وأسلم من النقد .
وأما ما يتعلق ب " الإباحة " فأجلب لشيخنا أبي فهر قول عنترة :
حتى استباحوا آل عوف عنوة ****** بالمشرفي وبالوشيج الذبل
وما ذكره الزبيدي رحمه الله من أنهم - العرب - استعملوا في الكلام الاباحة والاستباحة بمعنى .
 
[وردت فيها بعض الرموز، التي جعلت نظم الكلام متقطعا، وكان الأولى غير ذلك]

هي من العيوب التقنية للمنتدى الذي يحتاج لتعديل وتطوير تقنية صندوق الردود..
 
الشيخ الكريم الجكني ..

1- تهمة أسلوب ابن حزم بعيدة عني أما أسلوب أبي فهر فلستُ أنفيها ولكن يعلم الله أني لا أتقصدها إلا لماماً وأصل ذلك أني سلخت كتب الشيخ جميعها -عدا كتاب المقالات فلم يك قد صدر-بعد مناهزتي للحلم بقليل وكررتها بعد مراراً حتى غلبني بيانه عن نفسي.
2- ما نقلته عن أبي عمرو = صحيح غاية ،ولكني أزعم أنه ما من لفظة هي مما يُحتاج إليه في الدين والأحكام الشرعية إلا ووصلتنا.وهذا من تمام الدين.

3- محل البحث في لفظ الإباحة نفسه وأنه مولد وإلا فلسنا ننكر أن المعنى قد يوجد في الكلام العربي في صيغ صرفية أخرى ،كلامنا في توليد الصيغة الصرفية .
 
تقريرك يا شيخ عدنان حسن..وحبذا لو توضح سؤالك عن الأصول أو اسأل عما تظن جوابه يصلح تقريراً لتلك الأصول...
 
شكر الله لكم أخي أبا فهر،
حديثي عن الأصول، دعاني إليه كلمة قلتها سلفا وهي قولكم:
"أما الكلام في زمن الاحتجاج فله بحث آخر وأنا لا أبلغ به ما ذكرتَ أبداً"
فهذا أصل بنيت عليه اجتهادك.
فلو كان لكم أصول أخرى تبنون عليها قولكم هذا، سيكون من الحسن اللائق إيرادها، حتى تكون قاعدة الحوار واحدة،
وأنت خبير أن معرفة الأصول تعين على ضبط الفروع.
ودمتم بألف خير.
 

فأولئك النحاة سيبويه وأبو عبيدة والأخفش والفراء , كانوا هم أول من زعم أن لفظ القرية يدل على الأرض والبنيان دون من فيها من الناس , وأن القرية لا تسأل , وأن أهل القرية هم كل من فيها من الناس , وأن قول الله تعالى : ((واسأل القرية)) فيه حذفٌ واختصارٌ , وأن تقديره : واسأل أهل القرية , وكل ذلك خطأٌ محدثٌ , وليست تلك الآية كما حسب أولئك النحاة

أمر عجيب يا سيدنا الشيخ السلفي.
يعني أن سيبويه وأبا عبيدة والأخفش والفراء، أهل اللسان العربي، مخطؤون، ومبتدعون في اللغة ما ليس منها؟؟؟ ويفسرون مفردات القرآن تفسيرا خاطئا؟؟
يا قوة الله.
أي جرأة دفعتكم إلى مثل هذه الدعوى العريضة الخطيرة؟؟
بالله عليك من سيلقي كلام أولئك الجبال الراسخة الشامخة في العربية وراء ظهره بمجرد دعوى يخالفها مئات المفسرين من بعد أولئك العظام؟
تسمية الكل باسم الجزء، والجزء باسم الكل وارد في القرآن العظيم وفي لسان العرب، ويستحيل أن يعلم المرء اليوم ما جهله أولئك العظام وهم أقرب عصرا لزمن النبوة وأسلم لسانا وأنقى سريرة.
يا رب سلم.
 
كلامك - أخي أبو فهر السلفي - في مسألة المجاز في قوله تعالي (واسأل القرية) كلام جميل غير أني قد استغربت جدا كما استغرب أخي علي أبو عائشة من قولك (إن سيبويه وأبا عبيدة والأخفش والفراء , كانوا هم أول من زعم أن لفظ القرية يدل على الأرض والبنيان دون من فيها) وأقول :
- المجاز بمعناه الاصطلاحي لم بوجد في عهد علماء اللغة هولاء وإنما أول من تكلم به الجاحظ أحد أئمة المعتزلة
- قمت من قبل بنقد المجاز المرسل والمجاز العقلي عند البلاغيين المتأخرين وقد استندت في نقدي على أقوال هولاء الأئمة الأعلام والبحث منشور في هذا الملتقى
ويسمي البلاغيون المتأخرون ما جاء في الآية بالمجاز المرسل وعلاقته المحلية حيث يطلق المحل ويراد الحال ؛ ويمثلون بقوله :تعالى "وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ" وقوله : "فَلْيَدْعُ نَادِيَه" وقالوا : إنما أراد أهل القرية وأهل النادي. وهذا المثال أيضا فيه نظر .
وللعلماء في ذلك أقوال مختلفة ؛ منها الآتي:
أ‌- ذهب بعضهم إلى المراد واسأل القرية نفسها ؛ يقول الإمام القرطبي : " قيل المعنى : واسأل القرية – وإن كانت جماداً – فأنت نبي الله وهو ينطق الجماد لك " ويرد ابن حزم على من قال ذلك بقوله: " بلى هو القادر على ما يشاء وكل ما يتشكل في الفكر ، ولكن كل مالم يأتنا به نص أنه خرق فيه ما تمت به كلماته من المعهودات فهو مكذب"
ب‌- ذهب بعضهم إلى أن هذه الآية فيها حذف للمضاف وهو لفظ " أهل" وقد بالغ عبد القاهر الجرجاني في النكير على من أطلق المجاز على الحذف ، وقد اعترض الإمام القرطبي على مسالة الحذف في هذه الآية محتجاً بكلام سيبويه ؛ يقول الإمام القرطبي : " لا حاجة إلى إضمار " حذف" ؛ قال سيبويه : لا يجوز كلَّم هنداً وأنت تريد غلام هند"
ج- ذهب بعضهم إلى أن في الآية مجاز ؛ حيث أطلق المحل وأراد الحال فيه ؛ وهو أهله.
والحق أن هذه الأقوال جميعاً فيها نظر ؛ إذ لم يرد – عند الباحث- سؤال الجماد ، كما أن الآية ليس فيها من حذف ولا مجاز ، ومعلوم أن القرية لا تطلق على الأرض دون البشر ؛ وكذلك النادي ؛ إذ أن القرية مشتقة من قرَّ بالمكان ومنه الاستقرار ، أما النادي فيقول ابن منظور : " النادي لا يسمى نادياً حتى يكون فيه أهله ، وإن تفرقوا لم يكن نادياً " ويقول صاحب مختار الصحاح: " النادي مجلس القوم ومتحدثهم ، فإن تفرق القوم فليس بناد" وبذلك فإنه أراد القرية نفسها والنادي نفسه باعتبار أنهما بشر ثم أرض ، والحق أن قاعدة المجاز في إطلاق الجماد وإرادة البشر - إن صحت جدلا - فهي غير مطردة ؛ يقول ابن الأثير : "لا يصح ذلك إلا في بعض الجمادات دون بعض ؛ إذ المراد أهل القرية ممن يصح سؤالهم ، ولا يجوز اسأل الحجر أو التراب" ، ومعلوم أن الاطراد دليل صحة القاعدة فإن انتفى فليست بقاعدة .
انظر تفصيل نقد المجاز المرسل والمجاز العقلي في بحث بعنوان مشكلات التأويل في هذا المتلقى المبارك على هذا الرابط

http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=15108
 
عودة
أعلى