فهد الوهبي
Member
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أيها الإخوة الأكارم لا شك أن العناية بمدلولات القرآن الكريم ومستنبطاته أمر مهم للغاية فهو من عبادة النظر والتدبر التي أمر الله بها عباده : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) ...
إلا أن من المهم أيضاً الحرص على عدم ربط شيء بالقرآن إلا عند التأكد من سلامة دلالة النص القرآني على ذلك المعنى المراد ربطه بالقرآن ..
ولقد استمعت لحديث لأحد الفضلاء عن معنى مستنبط من قوله تعالى : ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) [ البقرة : 127 ].
وكان الحديث عن أول من بنى البيت العتيق ..
وكان الاستدلال بهذه الآية على أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ليس أول من بنى البيت وإنما رفع قواعده الموجودة من قبل .. ويكون البيت مبنياً قبلُ ...
وعند تأمل هذا المعنى المستنبط من هذه الآية فإنه يمكن مناقشته كما يلي :
فالقواعد : هي الأساس قاله أبو عبيدة والفراء.
وقال الكسائي : هي الجدر .
قال الشوكاني : " والمراد برفعها : رفع ما هو مبني فوقها لا رفعها في نفسها ، فإنها لم ترفع لكنها لما كانت متصلة بالبناء المرتفع فوقها صارت كأنها مرتفعة بارتفاعه، كما يقال: ارتفع البناء، ولا يقال : ارتفع أعالي البناء ولا أسافلة ".
وفي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: " قال : فإن الله أمرني أن أبني ههنا بيتاً ، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها ، قال : فعند ذلك رفعا القواعد من البيت ، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني ..." الحديث.
والذي يظهر عند تأمل الآية أنه ليس هناك إشارة إلى وجود القواعد قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام بل هي تنص صراحة على رفع القواعد ولا يدل ذلك على عدم وضعه لها فقد يكون قد وضع القواعد ثم رفع فوقها الحجارة ورفع البناء .
والمقصود هنا أن الاستدلال بهذه الآية لا يكفي لإثبات هذا المعنى فربطه بالنص القرآني غير صحيح ـ في نظري ـ ويمكن إثبات ذلك من غير الآية والحديث هو في دلالة الآية على المعنى فقط دون النظر لغيرها ..
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وأما النوع الثاني: فهو الذي يَشْتَبِهُ كثيراً على بعض الناس، فإن المعنى يكون صحيحاً لدلالة الكتاب والسنة عليه، ولكن الشأن في كون اللفظ الذي يذكرونه دلَّ عليه، وهذا قسمان:
أحدهما: أن يقال أن ذلك المعنى مرادٌ باللفظ، فهذا افتراءٌ على الله...".
وللحديث بقية إن شاء الله...
أيها الإخوة الأكارم لا شك أن العناية بمدلولات القرآن الكريم ومستنبطاته أمر مهم للغاية فهو من عبادة النظر والتدبر التي أمر الله بها عباده : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) ...
إلا أن من المهم أيضاً الحرص على عدم ربط شيء بالقرآن إلا عند التأكد من سلامة دلالة النص القرآني على ذلك المعنى المراد ربطه بالقرآن ..
ولقد استمعت لحديث لأحد الفضلاء عن معنى مستنبط من قوله تعالى : ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) [ البقرة : 127 ].
وكان الحديث عن أول من بنى البيت العتيق ..
وكان الاستدلال بهذه الآية على أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ليس أول من بنى البيت وإنما رفع قواعده الموجودة من قبل .. ويكون البيت مبنياً قبلُ ...
وعند تأمل هذا المعنى المستنبط من هذه الآية فإنه يمكن مناقشته كما يلي :
فالقواعد : هي الأساس قاله أبو عبيدة والفراء.
وقال الكسائي : هي الجدر .
قال الشوكاني : " والمراد برفعها : رفع ما هو مبني فوقها لا رفعها في نفسها ، فإنها لم ترفع لكنها لما كانت متصلة بالبناء المرتفع فوقها صارت كأنها مرتفعة بارتفاعه، كما يقال: ارتفع البناء، ولا يقال : ارتفع أعالي البناء ولا أسافلة ".
وفي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: " قال : فإن الله أمرني أن أبني ههنا بيتاً ، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها ، قال : فعند ذلك رفعا القواعد من البيت ، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني ..." الحديث.
والذي يظهر عند تأمل الآية أنه ليس هناك إشارة إلى وجود القواعد قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام بل هي تنص صراحة على رفع القواعد ولا يدل ذلك على عدم وضعه لها فقد يكون قد وضع القواعد ثم رفع فوقها الحجارة ورفع البناء .
والمقصود هنا أن الاستدلال بهذه الآية لا يكفي لإثبات هذا المعنى فربطه بالنص القرآني غير صحيح ـ في نظري ـ ويمكن إثبات ذلك من غير الآية والحديث هو في دلالة الآية على المعنى فقط دون النظر لغيرها ..
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وأما النوع الثاني: فهو الذي يَشْتَبِهُ كثيراً على بعض الناس، فإن المعنى يكون صحيحاً لدلالة الكتاب والسنة عليه، ولكن الشأن في كون اللفظ الذي يذكرونه دلَّ عليه، وهذا قسمان:
أحدهما: أن يقال أن ذلك المعنى مرادٌ باللفظ، فهذا افتراءٌ على الله...".
وللحديث بقية إن شاء الله...