قبل الخوض في مسألة دخول الكفار في مفهوم الآية من عدمه، هناك سؤال وهو..
هل المراد أصلا بالخليفة أنه خليفة في إعمار الدنيا.؟
والجماهير من علماء السلف والخلف أن معنى خليفة (يخلف بعضهم بعضا) كما ذكر ذلك ابن القيم وكما هو مقرر في تفاسير السلف.
والقول الآخر أن الإنسان خليفة من الله للقيام بشرعه في الأرض وهو لا يدخل فيه الكفار بحال من الأحوال.. قال الطبري :فكان تأويل الآية على هذه الرواية التي ذكرناها عن ابن مسعود وابن عباس: إني جاعل في الأرض خليفةً منّي يخلفني في الحكم بين خلقي. وذلك الخليفة هو آدمُ ومن قام مقامه في طاعة الله والحكم بالعدل بين خلقه , وأما الإفساد وسفك الدماء بغير حقها، فمن غير خلفائه..
تفسير الطبري 1/452
مع العلم أن آثار ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم قد ضعفه الطبري والعلامة أحمد شاكر في تعليقه على التفسير.
وعليه فليس المراد بالخلافة في الآية الإعمار بالعمران، والمعنى الأول في تفسيرها يدخل فيه البشر جميعا بأن يخلف كل جيل منهم الجيل الذي سبقه، والكفار لا يدخلون بحال في التفسير الثاني - إن صح من الأساس - .