هوامش على كتاب اثبات تواتر القرءان دو الحاجة الى القياس...((12))

إنضم
14/06/2010
المشاركات
159
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الوقفة الثانية عشرة:
وأماقوله ((ولعل المسلم العادي لا يعلم أن جميع المصاحف المطبوعة باستثناء مصحف حفص عن عاصم ،قد اشتملت على كثير من التركيب والتلفيق، وحوت كثيرا من القياس الذي هو قراءة بعض القرآن بما لم ينزل به جبريل من عند الله.))ه، فيجاب عنه بأن ماذكر مبني على ماتقدم من كلام المؤلف، وقد تقدم الكلام عليه،وأما قوله((...ولإثبات ذلك على أرض الواقع فإن أوثق المصاحف هو مصحف المدينة المنورة الذي تمت طباعته بمجمع خادم الحرمين الشريفين تحت إشراف اللجنة العلمية التي تعد بحق من أفضل علماء القراءات في هذا العصر ، فهذه بعض الملاحظات القديمة منذ سنة 1998 على هذا المصحف:(1)-أن اللجنة لم تبين طريق المصحف بالتحديد،وإنما قالت من طريق الأزرق دون بيان أي طرقه الخمسة والثلاثين،أو أي طر ق النحاس عن الزرق الثمانية،أو أي طرق ابن سيف عن الزرق الثلاثة،مما يعني انه من طريق الشاطبية على الراجح وفي أحسن الاحتمالات، إذ التزمت طريق الشاطبية والتيسير في أكثر ضبط كلمات المصحف،كتقليل ذوات الياء مطلقا،كرءوس الآي من السور الإحدى عشرة، وذوات الراء، و مثل ضبطها[الم الله]و[الم أحسب] بالإشباع، ومثل تقليل [جبارين] وكتقليل[ومحياي] وإسكان ياء الإضافة فيها حالة الوصل، وهو صريح طرق الخاقاني للأزرق التي عليها مدار التيسير الشاطبية، وهو مخالف لطرق ابن نفيس الذي ليس له الا الفتح في ذوات الياء غير رءوس الآي من السور الإحدى عشرة كما في النشر (1/50) ...))ه،فيجاب عنه بأن الطريق المعتمدة في المصحف المذكور، هي طريق الدرر اللوامع،وهي من قراءة ابن بري([1])على أبي الربيع بن حمدون الشر يشي الأندلسي([2])،و إليه بقوله في مقدمة الدرر:
سلكت في ذاك طريق الداني= إذ كان ذا حفــظ وذا إتقان
حسبما قرأت بالجميـــع=على ابن حمدون أبي الربيع
المقرئ المحقق الفصيـح=ذي السند المقدم الصحيــح

و قرأ ابن حمدون المذكور على أبي بكر محمد بن موسى السكسكي([3]) وقرأ السكسكي على أبي الحسن علي بن هشام اللخمي([4]) وقرا ابن هشام على أبي المنصور مظفر بن سوار اللخمي([5]) وقرا بن سوار على أبي العباس احمد بن علي السر قسطي([6]) وقرا السر قسطي على أبي عبد الله محمد بن الحسن بن سعيد الداني الشهير بابن غلام الفرس([7]) وقرأ بن غلام الفرس على عن أبي داود سليمان بن نجاح البلنسي([8]) وقرا أبو داود على الداني بأسانيده المذكورة في التيسير وغيره ([9]) ،وسيأتي أن الأوجه التي ضبط عليها مصحف المدينة مطابقة كل المطابقة للأوجه المقروء بها لورش من الطريق الدرر اللوامع،ومما ينبغي أن يشار إليه هنا أن هذه الطريق كانت محل عناية كبيرة من لدن علماء المغرب في مختلف العصور، فألفوا فيها مؤلفات عديدة([10])، خصصوا جانبا منها لبيان الوجه المأخوذ به من أوجه الخلاف المذكورة فيها، ومن أشهر تلك المؤلفات: الدرة السنية في بيان خلف البرية، لأبي القاسم التازي، من علماء القرن العاشر الهجري،و احمرار ([11])الادوعيشي ، المعروف بالأخذ([12]): لمؤلفه أحمد بن الطالب عمر للإدوعيشي الشنقيطي المتوفى سنة 1254هـ ،وأما قوله((لكن لايخفى من المصحف اعتماد ها على الأداء الموريتاني، إذ حوت اللجنة العلمية رجلين من الشناقطة،أحدهما من علماء القراءات،.. ولا يخفى اعتماد الأداء الموريتاني قديما على طرق ابن نفيس، وهو مخالف لطرق الشاطبية والتيسير في كثير من الأحرف))ه،فيجاب عنه بأن اعتماد الأداء الموريتاني على طرق ابن نفيس لايتجاوز حدود الإسناد ،وذلك لأنهم يعتمدون في الإقراء على طريق الدرر اللوامع اعتمادا كليا،وهم في ذلك ،على مذهب شيوخهم المغاربة،الذين أخذوا في الإقراء بطريق الدرر وفي لإسناد بطريق ابن نفيس،قال ابن غازي([13]) فى معرض حديثه عن أسانيده في القراءات [[..،وأعتمد من ذلك ما انتفاه سيدي أحمد بن موسى الفلالي المذكور, من طريق أبي العباس أحمد بن نفيس المقرأ, محتجا بأنه أقرب الطرق إليه تلاوة غير متخللة بالإجازة الساذجة ]]([14])،وقد أسند ابن غازي القراءات السبع عن شيخه أبي عبد الله الصغير النيجي من طريقي الشاطبي وابن بري ([15])،إلا انه آثر اختيار الفلالي،وقد علق الدكتور محمد المختار ولد اباه على هذا الاختيار فقال[[ ....والملاحظ أن هذا السند الذي صارت تحرر به الإجازات المغربية يطرح أسئلة،وهي:أولا:أنه آثر طريق أبي الحسن علي بن سليمان القرطبي المعاصر له على طريق ابن بري،ثانيا أنه اختار بعد ابن بقي الانتقال الى ابن العرجاء، وقدكان من الممكن أن يسلك سبيل أبي عمرو الداني بواسطة ابن بقي عن يحي البياسي.ولقد كان بإمكان ابن غازي أن يسند قراءته مرورا بابي عمرو الداني عن طريق أستاذه أبي عبد الله الصغير عن أبي الحسن الوهري عن ميمون عن أبي عبد الله ابن عمر عن أبي العباس الزواوي عن أبي العباس الغافقي عن ابن ميشلون عن القاضي أبي بكر أحمد بن محمد ابن أبي جمرة عن والده عن الداني ،وهو السند العالي الذي نوه به ابن الجزري في غاية النهاية ]]([16]وأما قوله((ومن أمثلته جعل الهمزة الثانية من المتفقتين في كلمتين حرف مد، وهو الذي جرى عليه عمل اللجنة العلمية المذكورة في مصحف ورش، وهو مخالف لطرق التيسير الشاطبية أيضا رغم([17]) الوجه الثاني في الحرز بالإبدال حكاية لاأداء، وذلك قوله( وقد قيل محض المد عنها تبدلا)ه،فيجاب عنه بأن إبدال الهمزة الثانية من المتفقتين في كلمتين حرف مد وجه ثابث من طريق الشاطبية والدرر جميعا،وهو المأخوذ به،من طريق الدرر، ولا يكاد قراء الدرر يذكرون وجه التسهيل إلا على وجه المذاكرة ،وهاك الدليل من الدرر اللوامع ممزوجا باحمرار الادوعيشي:
فصل وأسقط من المفتوحتين = أولاهما قالون في كلمتيـن
كجاء أمرنا ،وورش سهلا = أخراهما ، وقيل لا، بل أبدلا
والأخذ عندنا على الإبدال = في غير جاء آل لوط خذ مقال
وسَهِّل الأخرى بذات الكسر = نحو (من في السماء) إن للمصري
وأبدلن ياء خفيف الكسر من = (على البغاء إن) و(هـؤلاء إن)
وليس أخذنا بما قد ذكرا = وسوف يأتيك بما قد شُهِّرا
وسَهَّل الأخرى اذا ما انضمتا= ورشٌ، وعن قالون عكس ذا أتى
وقيل بل أبدل الأخرى ورشنا = مدا لدا المكسورتين وهنا
وذا الذي به هنا جرى العمل = من غير شكٍّ بأخي ولا خلل
وأما قوله((رغم([18]) الوجه الثاني في الحرز بالابدال حكاية لاأداء، وذلك قوله( وقد قيل محض المد عنها تبدلا))هـ ،ففيه نظر، لمخالفته لكلام المحققين من علماء الأداء، قال السخاوي في فتح الوصيد[[...اختلف عنهما في كيفية تخفيف الثانية،فقال قوم بالبدل،وهو مذهب القراء،وقال آخرون بل تجعل بين بين،وهو مذهب النحاة، ثم قال:والبدل قول عامة المصريين عن ورش،ويستغرب عن قنبل،وممن ذكره عنهما ابن شريح في الكافي..]]([19])، وقال الجعبري في كنز المعاني[[...والثاني :البدل المعبر عنه بمحض المد،فتصير المفتوحة ألفا والمكسورة ياء ساكنة قبلها كسرة والمضمومة واوا ساكنة قبلها ضمة،وهذا زائد عليه- يعني التيسير ، وقد نقله مع الأول - عنهما- يعني ورشا وقنبلا- ابن شريح في كافيه، وعامة المصريين على البدل لورش على قاعدتهم في المتصلة،وعمموه هنا للإمكان..]] ([20])،وقال أبو شامة في إبراز المعاني [[..وري عنهما-يعني ورشا وقنبلا- في تسهيلها وجهان : أحدهما جعلها بين بين،لأنها همزة متحرك ماقبلها، كذلك قياس تسهيلها،وهو المراد بقوله(كمد)،والوجه الثاني: لم يذكر في التيسير، وهو :أن تبدل حرفا ساكنا من جنس حركتها،وهو مذهب عامة المصريين،كما فعلوا ذلك في المفتوحتين في كلمة واحدة، إلا أن البدل هنا عام في المفتوحة والمكسورة والمضمومة.. ]]([21]) ،فعلم بما ذكر من أقوال هؤلاء الأئمة أن قول المؤلف (إن وجه الإبدال حكاية لاأداء) مصادم للنقل ،والحاصل أن الإبدال وجه صحيح مقروء به من طريق الشاطبية،وقد تقدم أنه هو المأخوذ به من طريق الدرر,وأما قوله((ومن أمثلته إبدال الثانية حرف مد في [هؤلاء إن-على البغاء أن]كما في النشر(1/385)إذ أن طريق الداني في التيسير والشاطبي هي قراءة الداني على الخاقاني، وتلك بإبدالها ياء خالصة مكسورة، أما وجها الشاطبي الآخران فيهما، فمن زياداته غير( المقرءوة)([22]) .ولعل هذا هو السبب الذي جعل اللجنة العلمية لاتحدد طريق الأزرق في مصحف ورش المذكور، لكن لابد من تحديده، لما فيه من التحرير والأمانة العلمية، ولما في تركه من تركيب الطرق الذي لايليق بأئمة القراءات......))ه،فيجاب عنه بأن إبدال الهمزة الثانية من المكسورتين حرف مد في(هؤلاء إن)و(على البغاء إن)، هو أحد الأوجه الثلاثة في الدرر الشاطبية ،وهو المأخوذ به من طريق الدرر، وقد تقدم قول الادوعيشي في الاحمرار عند قول ابن بري:
وأبدلن ياء خفيف الكسر من =على البغاء إن وهؤلاء إن
وليس أخذنا بما قد ذكرا = وسوف يأتيك بما قد شهرا
ومراده بقوله (وسوف يأتيك بما قد شهرا) قوله :
وقيل لابل أبدل الأخرى ورشنا = مدا لدى المكسورتين وهنا
ولذلك قال بعده :
وذا الذي به هنا جرى العمل =من غير شك بأخي ولا خلل

وأما قوله(( وأما وجها الشاطبي الآخران فيهما فمن زياداته غير المقروء [بها] ([23])...)) فهو إطلاق غير صواب، فقد أطبق القراء في كل الأعصار والأمصار على القراءة بهما من طريق الشاطبية،وقد حصل لكاتب هذه السطور شرف تلقيهما ضمن القراءات السبع من طريق الشاطبية، على جماعة من الشيوخ الثقاة المتصل سندهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد علمت أن الوجه الثاني منهما الذي هو الإبدال،هو المقروء به من طريق الدرر، وهاهنا مسألتان: المسالة الأولى:قال الجعبري عند قول الشاطبي(هؤلاء إن وعلى البغاء..):[[..هذا وجه ثالث من القصيد ،ثان في التيسير،أي:أن بعض الآخذين لورش ،كابن هلال وابن سيف وأبي غانم رووا عن ورش في ثاني(هؤلاء إن) بالبقرة و(على البغاء إن) بالنور ياء مختلسة الكسرة،ثم قال:وورش وقنبل بتسهيل الأخرى وإبدالها مدا في الأنواع الثلاثة،وزاد ورش وجه إبدالها ياء مختلسة في (هؤلاء إن) و(على البغاء إن)...]]([24]المسالة الثانية: زيادات الحرز كلها صحيحة مقروء بها ،إلا مواضع يسيرة تعد على رؤوس الأصابع جمعها العلامة المحقق محمد بن محمد الأفراني المغربي([25]) في بيتين ،فقال:
وخذ بما فيه جميعا غيرما = لضعـفه أشار نحو: يفتلا
وأهمل،أعضل ،موهلا، وما = ج ،لم يصح، شذ، هلهلا​
وأما قوله(( ...(2):ضبطت [ماليه هلك] في الحاقة بالإدغام، وهو غريب حقا من اللجنة إذ ضبطت قبله[كتابيه إني] بالسكت وعدم النقل، وهو الرواية والنص مثل السكت وعدم الإدغام في [ماليه هلك]بل إن إدغام [ماليه هلك] من القياس على نقل[كتابه اني] الذي هو من القياس أيضا كما تقدم))ه,فيجاب عنه بان الإدغام في [ماليه هلك] هو المقروء به من طريق الدرر، نص علي ذلك ابن القاضي في الفجر الساطع الادوعيشي في إرشاد القاري والسامع،وغيرهما من شراح الدرر. ([26] )،وهو الذي يأخذ به عامة شيوخ الإقراء في محاظر شنقيط([27]وأما ضبط[كتابيه إني] بالسكت وعدم النقل، فهو المأخوذ به أيضا من طريق الدرر لقوله،لقوله في الاحمرار:

والعمل اليوم على التحقيق= للهمز، وانسبه لذي التحقيق


وأما قوله(( بل إن بل إن إدغام [ماليه هلك] من القياس على نقل[كتابه إني] الذي هو من القياس أيضا ..)) ه،فيجاب عنه بأن ذلك مبني على كلام المؤلف السابق في شأن القياس،وقد تقدم الكلام عليه، والصواب الذي لامرية فيه أن الإدغام وجه صحيح،لا مطعن فيه، فقد نقله الأئمة الموثوق بنقلهم و تلقوه عن شيوخهم، كالإمام الداني في جامع البيان([28])، وابن سوار في المستنير([29])، وابن شريح في الكافي([30]) ،وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق، ومن المعلوم أن مدار هذا العلم إنما هو على التلقي،فليس كل ما ادعي فيه القياس قياس،فقد ينقل الوجه نصا وأداءا ،وقد ينقل أداءا فقط ،ولا يكون ذلك قادحا في صحته، قال المنتوري [[.. نقل الداني في المفصح عن الإمام أبي الحسين ابن المنادي أنه قال ".ن الطاء تدغم في التاء ويبقي منها صوت،لئلا يخل بحرف الإطباق،قال وهذا مما أخذناه عن أهل الأداء تلقيا،ولم نجد له في الكتب تفسيرا...]]([31])، وقد تقدم هذا المعنى في كلام طائفة من أهل الأداء.


(1) هو علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن بري،أبو الحسن التسولي الرباطي، الشهير ابن بري،أخذ قراءة نافع عن ابن حمدون الشر يشي،وتتلمذ في القراءات السبع على أبي الحسن على بن سليمان الأنصاري القرطبي وابن الزبير الغرناطي،أخذ عنه ابن ميمون الفشتالي وابن العشاب ،توفي ابن بري سنة730هـ ،انظر قراءة نافع عند المغاربة لعبد الهادي احميتو: 4/1906

([2]هو سليمان بن محمد بن حمدون،أبو الربيع الشر يشي الأندلسي،أقرا على ابن فحلون وابن السراج الاشبيلي ،تصدر للإقراء بفاس مدة ،وتوفي سنة709هـ ،انظر قراءة نافع عند المغاربة لعبد الهادي احميتو: 4/1906

[3] هو محمد بن موسى أحمد بن خلف بن عبيد الله بن فحلون ،أبوبكرالسكسكي الشر يشي، قرأ بالقراءات السبع على أبي الحسن بن شريح وأبي العباس المسيلي وعلي ابن سليمان اللخمي، و عنه أسند القراءات ،توفي سنة 591 هـ ت،ترجمته في فهرس الفهارس للكتاني2/994

[4] هو علي بن هشام بن الحجاج بن عمر بن الصعب،أبو الحسن اللخمي الشرييشي،وصف بأنه كان من أهل التجويد البارعين في القراءات، قرأ على أبي المنصور مظفر ابن سوار بمفردات الداني،وقرا عليه ابن فحلون السكسكي، ترجمته في برنامج الرعيني والذيل والتكملة،انظر:شرح المنتوري على الدرر 1/84

[5] هو مظفر بن سوار بن هبة الله بن علي ، أبو المنصور اللخمي،قرأ على احمد بن علي السر قسطي، وقرأ عليه بالسبع علي بن هشام اللخمي ،كانت وفاته حوالي سنة600هـ ، انظرشرح المنتوري على الدرر 1/85

[6] هو أحمد بن علي بن محمد، أبو العباس السر قسطي، قرأ على ابن غلام الفرس،و شاركه في الأخذ عنه ابن أبي العاص النفزي ولعل ذلك- والله أعلم- هو السر في اتفاق طريقي الدرر الشاطبية في أكثر المسائل التي خالفا فيها طريق التيسير،وقد وصفته مصادر ترجمته بأنه كان حاذقا في قراءة نافع،توفي السر قسطي بعد سنة ستمائة ، انظر شرح المنتوري على الدرر 1/ 85 .

[7] هو محمد بن الحسن بن سعيد،أبو عبد الله الداني، المعروف بابن غلام الفرس، إمام مقرئ محدث، ولد سنة472ه ، قرأ على أبي داود سليمان بن نجاج وابن البياز وابن الدوش ،وقرا عليه السر قسطي وابن أبي العاصي النفزي ،ولي خطابة دانية ، وبها مات سنة547 هـ ، انظر: غاية النهاية 2/121- 122،وانظر النشر 1/45، وأسانيد الشاطبي في مقدمة فتح الوصيد للسخاوي1/8 .

[8] هو سليمان بن نجاح،أبوداد البلنسي، الإمام العلم ،أحد نجباء تلاميذ الداني،توفي 496هـ ،ترجمته في غاية النهاية :1 /316.

[9] انظر: شرح المنتوري على الدرر 1/84-85،فمنه نقلنا هذا الإسناد،ومن محققه اقتبسنا تراجم بعض رجال هذا السند،وانظر: قراءة نافع عند المغاربة :3/626 ،وانظر تاريخ القراءات في المشرق والمغرب ص : 458

[10] انظر تفاصيل ذلك فيما كتبه عبد الهادي احميتو في موسوعته،فقد ذكر نحوا من اثنين وسبعين مؤلفا حول الدرر اللوامع مابين شرح و استدراك ،انظر قراءة نافع عند المغاربة ك4/1445 وما بعدها، وانظر تاريخ القراءات في المشرق والمغرب ص:472.

[11] يطرق هذا اللفظ في عرف أهل شنقيط على الزيادات التي يزيدها الشيوخ في بعض المقرارات المحظرية بقصد الإيضاح أوالتكميل،وقد جرت العادة أن تكتب باللون الأحمر تميزا لها عن الأصل الذي يكتب عادة باللون الأسود، ومن أشهر هذه الزيادات: احمرار بن بون الجكني على ألفية ابن مالك، واحمرار ابن زين القناني على لامية الأفعال في التصريف، واحمرار بن عبد الجليل العلوي على السلم في المنطق للأخضري الجزائري.

[12] حققه كاتب هذه السطور في إطار رسالة جامعية لنيل شهادة اللسانس من كلية القرءان بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة.

[13] هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن غازي، العثماني، نسبة لقبيلة من كتامة،احدى قبائل صنهاجة، المكناسي ثم الفاسي،أخذ عن محمد بن الحسين النيجي الشهير بالصغير، والإمام القوري، وأبي عبد الله السراج، وابن مرزوق الكفيف، والشيخ عثمان الدِّيَّمي، من أبرز مؤلفاته في القراءات: (إنشاد الشريد في ضوال القصيد )و(تفصيل عقد الدرر بنشر طرق المدني العشر)، توفي سنة (919هـ)، انظر ترجمته في: توشيح الديباج (176—178)، ونيل الابتهاج (581-583)، وكفاية المحتاج (459-461)، ودرة الحجال (2/148-149)، وفهرس الفهارس (1/288-291) وشجرة النور الزكية (276).

[14]- انظر فهرسة ابن غازي الموسومة (بالتعلل برسوم الإسناد بعد انتقال أهل المنزل والناد)، ص :36-37، وانظر قراءة الإمام نافع عند المغاربة : 4/1099

[15] انظر فهرسة ابن غازي ص: 40 - 41

[16] انظر: تاريخ القراءات والقراء في المشرق والمغرب :52 8

[17]كذا في الأصل، ولعله سقطت منه كلمة (أن) أو نحوها

[18]كذا في الأصل، ولعله سقطت منه كلمة (أن) أو نحوها

[19] انظر:فتح الوصيد في شرح القصيد2/307

[20] انظر:كنز المعاني في شرح حرز الأماني (مخطوط) ورقة2/42

[21] انظر: إبراز المعاني من حرز الأماني ص:143

[22]كذا في الأصل، ولعله (المقرءوء بها)

[23]كذا في الأصل، ولعله (المقرءوء بها)

[24] انظر:كنز المعاني في شرح حرز الأماني (مخطوط) ورقة2/45

[25] هو محمد بن محمد الأفراني المغربي السوسي ،أخذ عن ابن القاضي الفاسي،هاجر الى المشرق،واستقر بمصر ،فصحب سلطان المزاحي، وتلقى عنه القراءات،وعنه أخذ صاحب غيث النفع،ونقل عنه في مواضع من غيث النفع ،وأشاد بعلمه وتحقيقه ،وذكر له أرجوزة في أوجه (الآن)، ومما قال عنه( ..وإذا قلت شيخنا فالمراد به العلامة المحقق والمدقق الصالح الناصح:سيد محمد بن محمد الأفراني المغربي السوسي،نزيل مصر والمتوفى بها رحمه الله شهيد بالطاعون،أواخر ذي القعدة الحرام سنة:إحدى وثمانين وألف سنة، 1081هـ

[26] انظر:الفجر الساطع والضياء اللامع لشرح الدرر اللوامع ابن القاضي، (مخطوط )ورقة 124،و إرشاد القاري والسامع لكتاب الدرر اللوامع: ص:88

[27] انظر وخلاصة الأداء:لمحمد الحسن العلوي: ص12 ، وشرح ابن الحاج حماه الله الغلاوي على الدرر اللوامع(مخطوط) ورقة ، .28، والغيوث الهوا مع في شرح الدرر اللوامع ،لابن دهمد الإديدبي ص: 54، و المقبول النافع على الدرر اللوامع لابن الطالب أعل العلوي،ص 235

[28] انظر:جامع البيان1/

[29] انظر:المستنير1/392

[30] انظر: الكافي ص:54

[31] انظر:شرح المنتوري علي لدرر اللوامع 1/408
 
الأخ أحمد بن محمد فال الشمشوي
السلام عليكم
كنت من قبل أحسب الذي تجرأ على هذه الهوامش متترسا باسم مستعار ، والآن وقد عرفت أنك الشمشوي الذي اجازه مكتي في القراءات السبع وأجزت أنت بها بعض من لا يفقه من القراءات نقيرا ولا فتيلا ، ولقد ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الأسطر احتراما لك وتقديرا لولا أنك اتخذت من هوامشك على بحثي [ إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات ] وسيلة لإثبات قدرات أو عرض عضلات أو اكتساب موقع علمي ، ولكم ابتليت الأمة منذ ظهور الرسائل الجامعية بأسلوب النسخ واللصق لملء عشرات بل مئات من الصفحات ذلك الأسلوب الذي يعني أصفارا متعددة على جهة اليسار ,
أخي الغالي العزيز إن جميع هوامشك لم تأت بجديد من عندك وإنما ملأتها بقولك :
"فيجاب عنه بأن ذلك مبني على كلام المؤلف " اهـ
وأن مراد المؤلف أي ابن الجزري هو كذا وأن كلامي يصب في خانة الاستشراق .
ويلزم من قولك أن لا يقر المسلم بنبوة موسى حتى لا يوافق اليهود في عقيدة اليهود وأن لا يقر بنبوة عيسى حتى لا يوافق عقيدة النصارى ، ويلزم من قولك ومذهبك في التقليد أن لا نقول بأن أيام الأسبوع سبعة حتى لا نوافق أولئك الذين لم يقرأوا كتابا منزلا من قبل .
ولقد خيّل إليّ أنك إنما تضيق ذرعا بالبحث العلمي المجرد إذ لم يدّّع ابن ماديك أن بحثه إثبات تواتر القرآن حق محض لا يتطرق إليه الخطأ وهيهات أن أدعي مثل ذلك في شيء من إنتاجي الخاص وإنما أثبت عمليا أن كل كلمة قرئت بإدغام فقد قرئت بإظهار وأن كل كلمة مختلف فيها قرئت بإمالة فقد تواترت بالفتح وهكذا فكل كلمة قرئت بلهجة عربية قديمة تواترت بلسان عربي مبين وهكذا لن أتراجع عن هذا الرأي الخاص بي الذي لم أدع إليه غيري ولم أدّع صوابه وإنما رجح عندي تحقيقه .
أيها الشيخ الفاضل أحمد بن محمد فال الشمشوي :
أدعوك إلى أن لا تكتب إلا جديدا مفيدا لئلا تشغل الناس عن قراءة القرآن وتدبره بما أشغلتها عنه من تكثير المتون القديمة بوسيلة ما تيسّر وسهل من عملية النسخ واللصق ، فإن كنت قد بالغت في ما ادعيت فافتح بيننا حوارا علميا حول مسائل علمية عويصة من كتاب النشر أو التيسير أو الحرز أو التحبير أو غيرها من أمهات النشر فإن أجبتني عن ثلاثة أسئلة لا غير ولو بعد أشهر من التتبع والتقصي أعلنت القصور وافتخرت بقدراتك وإلا فدعني وشأني أبحث وأبتعد عن أسلوب استنساخ الكتب القديمة ولصقها والتسبيح بحمد كل قديم ولو كان خطأ أو قصر عن التحقيق وهنيئا لك به .
نسيت أن أذكر لك أنني أحمل إجازة في القراءات السبع أنت فيها شيخ شيخي أجزت فيها من أجازني ولم أقرأ عليه متنا ولا قرآنا ولم يسألني عن حرف واحد من أحرف الخلاف ولم يطلب مني ذلك أي أتته الإجازة منك بالسريع وأعطاعا بالسريع ولأني لا أحتاج تلك الإجازة ولا ذلك الإسناد إذ هو خامس إسناد أحمله وليست له قيمة علمية تماما كإسناد آخر أحمله أما باقي أسانيدي وهي ثلاثة فإني أعتبرها أسانيد شرعية أحدها من شيخي الذي درّسني وقرأت عليه القرآن كله بأكثر من رواية ولازمته هو صداف بن محمدالبشير رحمه الله والثاني شيخي في القراءات العشر المرحوم محمد عبد الله ابن الإمام الجكني والثالث هو شيخي بداه بن البوصيري مفتي البلاد رحمه الله بالقراءات العشر كذلك .
ولك مني تحية وتقدير
الحسن بن ماديك
 
عفوا أخي العزيز / أحمد بن محمد فال الشمشوي
لقد نسيت أن أخبرك بأن لديّ صورة من نسخة الإجازة بالقراءات السبع بخط يدك ،أجازك بها المصري مكتي الأزهري وأجزت أنت بها من أجازني ـ وأنت تعلم أنه لا يفقه من القراءات نقيرا ولا فتيلا ـ ولكنه من أسر الزوايا التي يجب أن تحتكر العلم وترتفع به على الناس ولو شئت ـ أنت ـ لنشرت ـ أنا ـ صورتها في هذا الموقع ولنبدأ نقاشا علميا هادئا حسب معطيات تحرير طرق القراءات بعيدا عن قول المقلدين ووصفهم هذا الوجه أو ذاك بأن عليه العمل وهو المشهور .
حفظك الله ورعاك
أخوك
طالب العلم
الحسن بن ماديك
 
السلام عليكم
بارك الله فيك فضيلة الشيخ الكريم أحمد بن محمد فال ونفع الناس بعلمكم .
وهي أجوبة علمية رصينة وقوية في بابها ، وأمتعتني كثيرا وأنا أقرأها ، وفيها تأصيل علمي واضح المعالم .

أما الأخ الحسن بن ماديك .. تركت الجواب وأخذت في النيل من الشيخ الفاضل الذي تعامل مع كلامكم بغاية الاحترام والتوقير ، وللأسف أراك في هذه الآونة الأخيرة تتجه هذا الإتجاه ، تترك الأساس ، وتتمسك بالفروع ، وهذا بخلاف التشهير والنكير علي مخالفك .

فما دمت أفيشيت سرك بالكتابة فعليك تحمل المعارضين لك ، وإن كنت تريد ألا يعقبُك أحد فاكتب لنفسك ولا تخرج سرك .
وتأمل معي ماقاله العلامة ابن الجوزي في كتاب صيد الخاطر : (
وكتمان الأمور في كل حال فعل الحازم، فإنه إن كشف مقدار سنه استهرموه إن كان كبيراً، واحتقروه إن كان صغيراً.
وإن كشف ما يعتقده ناصبه الأضداد بالعداوة، وإن كشف قدر ماله استحقروه إن كان قليلاً، وحسدوه إن كان كثيراً، وفي هذه الثلاثة يقول الشاعر:
احفظ لسانك لا تبح بثلاثة ... سن ومال ما استطعت ومذهب
فعلى الثلاثة تبتلى بثلاثة ... بمموّه وممخرق ومكذب
وقس على ما ذكرت ما لم أذكره، ولا تكن من المذاييع الغر الذين لا يحملون أسرارهم حتى يفشوها إلى من لا يصلح.​
ورب كلمة جرى بها اللسان هلك بها الإنسان.))ا.هـ

والشاهد قوله ((وإن كشف ما يعتقده ناصبه الأضداد بالعداوة، )) .
أخي الكريم أنت في منتدي يغلب فيه الطابع العلمي ، فلن تجد أحدا ـ فيما أعتقد ـ سيغتر بكلام التشهير الذي تتبناه ، إنما سيتأكد الجميع من عجزك عن الجواب .
ومهما كنت لا تحتاج للسند الذي من طريقه فلا يمكن بحال أن تُقال بهذه الطريقة التي نطقت بها ( لا يعرف فضل ذوي الفضل إلا ذووه )
والسلام عليكم
 
الأخ عبد الحكيم عبد الرازق
وكذلك لم تأت أنت بدليل واحد ينقض جزئية واحدة من بحثي [ إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات ] فتردها بدليل واحد ، أما أن لا يوافق المخالفون استنباطي واستدلالي فيقلبون إلى الاستدلال بما خالفت عن وعي ودراية من كلام المتقدمين فهذا مما لا ينقص البحث العلمي المجرد كما لا تزيده موافقة المقلدين قوة .
ولو وقفت وحيدا في طرف ووقف معكم موافقين أهل الأرض جميعا لما استوحشت ، ولما كان ذلك دليل بطلان موقفي ورأيي ، وهيهات أن اقنع قبل عودة الأمة إلى الأداء بالمصاحف العثمانية أي بست روايات أو خمس بعددها ولنرمي في عرض البحر هذه الروايات العشرين أو غيرها ، فاعلم ، ولا أعتذر .
الحسن بن ماديك
 
السلام عليكم
أخي الكريم يبدو أنكم قد غضبتم ، فلذا لم تميز بين الأقوال .
فأنا لست في صدد الجواب عليك ـ مع أني لو تناولت ما تكتبه في هذا الصدد لأقمت عليك ألف حجة وحجة ـ فيكفي جواب الأخ الفاضل محمد ، أنا كنت أقوّم الأمر عندك .
سيدي الفاضل هناك فرق بين أن تصوب الخطأ وبين أن تشنع بالخصم عند الجواب .
فضيلتكم تأتون للمسلمات وتريدون هدمها ثم تزعم بأن هذا اجتهاد .!!!
تفضل أخي الكريم هذا الرابط لتعلم ماذا تفعل أنت في الثوابت وانظر إلي ما تسميه اجتهادا :
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=20256
والسلام عليكم
 
طلب مني أخي الكريم أحمد محمد فريد المقرئ الإسكندراني ، نزيل المدينة المنورة أن أنقل له هذه المشاركه من منتدى شبكة القراءات القرآنية على هذا الرابط :
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=1788

إلى هذا الموضع ؛ حيث لا يمتلك عضوية في ملتقى أهل التفسير ، وهي بعنوان :
إلى أين يا ابن ماديك ؟
الأخ : الحسن بن ماديك
السلام عليكم
فإنه قد بان لكل ذي عينين أن نتائج بحثك ( إثبات تواتر القرآن .. الخ ) إنما أتيت فيها من قبل فهمك وعجلتك .
وقد أتيحت لك فرص للرد على من انتقده سواء انتقادًا مجملا أو مفصلا لكنك وللأسف أحجمت ـ لعله لعدم الحجة ـ في أكثر الأحيان ، وتكلمت في بعضها الآخر بكلام لا يمت للرد بله الموضوع كله بأي صلة ، إنما هي مجرد كليمات تنم ـ للأسف ـ عن عدم محبة الرجوع إلى الحق ، وترك ما شذذت فيه عن الناس .
وقد كانت نفسي تحدثني أن أكتب ردًا عن هذا البحث ؛ لأنه نشر ـ للأسف ـ على منتديات يرتادها كثير من الباحثين ، فخشيت أن يعلق شيء من تلك الأفكار ـ التي لا ألوم من نسبها إلى المستشرقين والمشككين ـ بأذهان إخواننا .
لكن قام أحد الأفاضل ـ وهو الشيخ أحمد فال ـ بالرد عليه وأنفق لذلك جزءًا من وقته ، فجزاه الله خيرًا .
وقد قرأت هوامش الرجل ـ وما أشد أدبه ـ على بحثك ، ويعلم الله أني لا أعرفه شخصيًّا ، ولكني رأيته التزم طريقة أهل العلم والتحقيق ، ووثق نقولاته ، وأجاد بارك الله فيه .
لكني لم أستطع أن أفسر إحجامك ، ولا أن أجد ما أحمله عليه إلا أنك لم تجد ما تقوله ، وأكد لي ذلك ردك في بعض الأحيان بما ينم عن استخفاف بخصمِك ، ولكن كان يمكن حمل هذا الاستخفاف ـ وإن كان خطئًا ـ على إفلاس مخالفك وعلُوِّ كعبك ، لكنه لا يمكن هنالك ، فمصادره وأسلوبه ومصادرك وأسلوبك لا تشهد بذلك .
وأذكرك وأذكر كل طالب للحق بأن الرجل مضى قدُمًا ولم يلتفت إلى كلامك ـ وهو جدير بأن لا يلتفت إليه ؛ إذ ليس فيه إلا التهكم والاستخفاف ـ وراح يكمل هوامشه على قدر عال من الهدوء والرزانة العلمية .
وهو إلى الآن يرد وأنت إلى الآن لا يصدر منك إلا احجام يتبعه لغو كلام .
يا أخي الكريم ، أعلم أني كنت قاسيًا في ردي عليك سابقًا ، وأن ذلك ربما كان صارفًا لك عن تعقٌّل كلامي أو الرجوع إليه .
لكن ما ضرك أن تنظر في كلام رجل لم بصدر منه في حقك أي انتقاص أو تجريح .
إني أحثك على الرد على الشيخ أحمد بن فال ؛ فقد رأيته وجه ما أتيت به من تراثنا تطعن به في أئمتنا ككلام ابن مجاهد وأبي العلاء والداني ، ولم يخرج عن نهج أئمتنا رحمهم الله ، فلترد عليه إن كان ما قاله خطئًا ، أو فلتعلن أنك أخطأت الفهم ، وأن العجلة هي التي جرتك إلى هذا الكلام الذي سطرته في هذا البحيث .
أما ما تفعله الآن فليس في مصلحتك أبدًا .
والسلام عليكم ورحمة الله
 
اطلعت على هذه الهوامش فوجدت كاتبها الشيخ أحمد بن محمد فال حفظه الله قد أفاد وأجاد, ومما لفت انتباهي تجرده من التجريح وشخصنة الموضوع؛ ومن باب قول النبي صل1 : (الدين النصيحة) فإني أتقدم بالنصيحة لفضيلة الشيخ الحسن بن ماديك بارك الله فيه, فإن أسطره التي سطرها في هذه الصفحة لا تعلق لها بالموضوع بقدر ما هي مهاجمة لشخص الشيخ أحمد, وأنا والله الذي لا إله غيره لا أعرف لا الشيخ أحمد ولا الشيخ الحسن, وإنما هي محض نصيحة أقدمها من محب مشفق, فالتفرغ لإشغال الوقت بالردود العلمية المنضبطة أولى من إشغاله بالتجريح والتنقيص, والله يحفظ علينا ألسنتنا فلا نتكلم إلا فيما يرضيه, وأعتذر إن كان في كلامي إزعاج لأخينا الشيخ الحسن فما أردت إلا الخير, فله مني التحية والتقدير.
 
هوامش على كتاب :اثبات تواتر القرآن دون الحاجة الى اللهجات والقياس في القراءات((13))

هوامش على كتاب :اثبات تواتر القرآن دون الحاجة الى اللهجات والقياس في القراءات((13))

الوقفة الثالتة عشرة:

وأما قوله((.—3 :ضبطت[يس والقرآن] بالإظهار وهو عجيب من اللجنة، بل لايصح تصور الا أن يكون المصحف من غير طريق الشاطبية والتيسير، إذ ليس لهما غير الإدغام بغنة فيها، كما في التيسير ص33 وصريح الشاطبية، وكما في النشر(2/17)....))ه، ،فيجاب عنه بأن الصواب ضبط هذا الحرف بالإدغام،كما حققه المؤلف، وهو الذي لم يذكر في الدرر غيره،وهو المقروء به من طريقه،ولا يبعد أن يكون ضبطه بالإظهار من أخطاء الطباعة لوضوح الأمر،وشهرته من طرق التيسر والشاطبية والدرر .
وأما قوله((..(4):-ضبطت[نون والقلم]بالإدغام،وهو مخالف لطريق التيسير والشاطبية، اذهي فقط بالاظهار، قال في النشر(2/18) "وقطع له بالاظهار صاحب التذكرة والعنوان،وقال في الهداية إنه الصحيح عن ورش، وقال في التيسير انه الذي عليه عامة أهل الأداء، وأطلق الوجهين جميعا عنه أبو عبد الله بن شريح وأبو القاسم الشاطبي" انتهى، وقد خرج الشاطبي عن طريقه حين أدغم، لأن أداءه خارج التيسير عن الأزرق، وهو طريق الخياط عنه، وهو من قراءة الداني عن الخاقاني،وهذه فقط بالإظهار، كما في التيسير ص:138... ))ه،فيجاب عنه بأن الخلاف في هذه المسالة من باب الخلاف العالي،وقد صدر الداني في التيسير بوجه الإدغام، ثم قال[[...غير أن عامة أهل الأداء من المصريين يأخذون في مذهب ورش بالبيان فيه...]] ([1])، و نص في الدرر على هذا الخلاف فقال:
وعنه نون نونٍ مع يسينا = ظهر،وخلفُ ورشهم بنونا
والمأخوذ به الإظهار لقوله في الاحمرار:

والأخذ عندنا على الإظهار = لسيدي ورش النبيه القاري


ولقول التازي في الدرة السنية:


والخلف عن ورش أتى بنون = فاتل على المشهور بالتبيين


واما قوله((..-5:ضبطت[هانتم هؤلاء] بالإبدال والإشباع للألف بين الهاء والنون من غير همز، وهو أحد وجهي الشاطبية، غير أن طريقها هو وجه حذف الألف بعد الهاء واللفظ بغير همزة بين بين فقط،وهي قراءة الداني على الخاقاني كما اقتصر عليه في التيسير ص:88، وفي فرش آل عمران، وكما اقتصر عليه المالقي شارح التيسير(4/222) فما بعدها، وكما في النشر(1/400)عته وكما قدمه القاضي في البدور ص63، وصاحب غيث النفع ص:176، وقول الشاطبي( وكم مبدل جلا) إنما هو للحكاية والعلم لاالأداء من طريقه، إذ ذكر قبله الأداء والطرق بقوله(ولاألف في هانتم زكا جنا_وسهل أخا حمد)أي: حذف الألف بعد الهاء لقنبل والأزرق وتسهيل الهمزة بين بين لنافع وأبي عمرو، مما يعني يعني أن ليس لللأزرق من طريق الحرز غير ما ذكرنا،والعجيب أن اللجنة العلمية خالفت طريق الشاطبية والتيسير، وخالفت طريق ابن نفيس أيضا في هذا الحرف، اذهي بإثبات الألف واثبات همزة بين بين بعده، مثل قالون وأبي جعفر وأبي عمرو، كما في النشر(1/400)...))ه، فيجاب عنه بأن الإبدال في( هانتم) هو أحد الوجهين في الشاطبية والدرر،والوجه الثاني فيهما:هو التسهيل،إلاأن الإبدال هو المأخوذ به من طريق الدرر، لقوله في الاحمرار:


والأخذ عندنا على الإبدال = والحمد لله على الكمال


ولقوله في إرشاد السامع :[[..و بالبدل العمل لورشٍ فيهما – يعني هانتم أرأيت- ...ثم قال : واعلم أيها الواقف عليه أني كلما قلت في هذا التعليق:والمأخوذ به عندنا كذا ،أو الذي جرى به العمل كذا، وشبه ذلك،فإنما أقوله تقليدا لابن القاضي ،أو لصاحب كتاب الإرداف([2]) ،أولهما معا،وليعلم الواقف عليه أني لم أجد في الكتابين المذكورين عملا بخالف ما كنا نسمعه من مشايخنا،إلا في قوله تعلى(فكان كل فرق) ،كما بينته في محله...]]([3])


وأما قوله ((إن قول الشاطبي( وكم مبدل جلا) إنما هو للحكاية والعلم ،لا الأداء من طريقه ...))ه، ففيه نظر، لأنه إن لم يفهم منه ترجيح وجه الإبدال، فلا أقل من أن يكون في قوة وجه التسهيل،وهو فوق ذلك طريق الشاطبي عن شيخه ابن أبي العاصي النفزي عن ابن غلام الفرس، وقد تابعه عليه السر قسطي،فهو أداء متصل من طريقي الشاطبية والدرر،وسيأتي أن القائلين بالإبدال أكثر،من القائلين بالتسهيل، وهو ما يفهم من أداة التكثير،التي عبر بها الشاطبي رحمه اللهتعلى،وأما قوله(( ...مما يعني أن ليس للأزرق من طريق الحرز غير ما ذكرنا)) ه، ففيه نظر،لأن طريق الحرز أعم من أن يكون محصورا في طرقالتيسر،وهاهنا مسألتان:المسألة الأولى:قال السخاوي في فتح الوصيد[[ ...ترجمة [هاأنتم] يصعب على المصنفين ضبطها،فتنتشر عليهم العبارة فيها،وقد أتقنها في القصيد مع الإيجاز،وفيما كتب لي على القصيد عند فراغي منها،وبعد عرضها عليه،إشارة إلى حسن عبارته في هذا الموضع،لأنه ذكر قصيدته وأثنى عليها في هذا الكلام الذي أملاه، فقال:"تارة تسهل عبارة طالما شغل الأفكار عبورها،كالكلام في [ءامنتم]و[هأنتم] ونحوهما،مما انقاد بعد الشِّمَاسِ غميصاءها وعبورها، وليس بعد هاء [هاأنتم] ألف في قراءة قنبل ولا في قراءة ورش،وعن ورش في الهمزة بعدها مذهبان، من أهل الأداء من سهلها له بين بين ،وهو أقوى في العربية، وإليه ذهب الأئمة في مصنفاتهم، كأبي يعقوب وعبد الصمد وداوود،وقالوا: يسهلها على مذاق الهمزة، وكذلك يسهلها قالون وأبو عمرو،إلا أنهما يأتيان بألف قبل الهمزة، فلذلك أفرد ورشا عنهما في حذف الألف، وأدخله معهما في التسهيل، فقال(وسهل أخا حمد) ثم قال(وكم مبدل جلا).وذهب إلى أن ورشا يبدل الهمزة ألفا جماعة من أهل الأداء، ودونه الأئمة في كتبهم أيضا،وقالوا أبدلها ألفا خالصة ،وأشبع مدها لوقوع النون الساكنة بعدها...]] ([4])


المسألة الثانية :قال الجعبري[[..فان قلت كيف جعلت له وجهين من النظم وسياقه سياق التيسير؟ قلت بل مختلف،لأن قول الناظم(وكم مبدل) دل على انه البعض،فبقي الآخر على الآخر ،وهو الأكثر ،لا الكثير ولا القليل...]] ([5])،وقال في النشر[[...واختلف عن ورش من طرق الأزرق ،فروي عنه ثلاثة أوجه: الأول: حذف الألف ،فيأتي بهمزة مسهلة بعد الهاء مثل(هعنتم) وهو الذي لم يذكر في التيسير غيره،وهو أحد الوجهين في الشاطبية والإعلان([6]والثاني: إبدال الهمزة ألفا محضة ،فتجتمع مع النون ،وهي ساكنة ،فيمد للاتقاء الساكنين، وهذا الوجه هو الذي في الهادي([7]) والهداية([8]) ،وهو الوجه الثاني في الشاطبية والإعلان.


والثالث: إثبات الألف، كقراءة أبي عمرو وأبي جعفر وقالون، إلا أنه يمد مشبعا على أصله ،وهو الذي في التبصرة والكافي والعنوان والتجريد والتلخيص والتذكرة، وعليه جمهور المصريين والمغاربة..]] ([9])،وهذا الوجه الأخير ليس من طر يق الشاطبية وأصلها،ولا هو أيضامن طريق الدرر .وأما قوله ((والعجب أن اللجنة العلمية خالفت طريق التيسر. وخالفت طريق ابن نفيس أيضا في هذا الحرف..،اذهي بإثبات الألف وإثبات همزة بين بين بعده، مثل قالون وأبي جعفر وأبي عمرو، كما في النشر(1/400) .....)))ه،فيجاب عنه بأنه لاعجب في ذلك،لأن الطريق المعتمدة في ضبط المصحف هي طريق الدرر،و هي بالإبدال فحسب،وقد تقدم أن علاقة الأداء المغربي بطريق ابن نفيس لاتتعدى حدود. الإسناد،وهاهنا مسالتان: المسألة الأولى: تجتمع أغلب أسانيد الشناقطة في رواية ورش عند الشيخ سيد عبد الله التنواجِيوِيِّ الشنقيطي المتوفى سنة 1145هـ عن محمد الحبيب الفلالي السجلماسي عن سيد إبراهيم بن علي الدرعي الأسكوري عن عبد الرحمن بن القاضي الفاسي عن عبد الرحمن بن عبد الواحد السجلماسي عن أبي عبد الله محمد بن علي الشريف المري عن أبي القاسم محمد بن إبراهيم الدكالي عن أبي عبد الله محمد بن أحمد ابن غازي المكناسي عن أبي عبد الله النيجي الشهير بالصغير عن أحمد بن أبي موسى الفلالي عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله السماتي الشهير الفخار عن أبي العباس احمد بن علي الزواوي عن أبي الحسن علي بن سليمان الأنصاري القرطبي عن أبي جعفر أحمد بن الزبير الثقفي الغرناطي عن أبي الوليد إسماعيل بن يحي الإزدي الغرناطي الشهير بالعطار عن أبي بكر بن حسنون الحميري البياسي عن عبد الله بن خلف بن بقي القرطبي عن عبد الله بن عمر بن العرجاء القيرواني عن أبي معشر الطبري عن أبي العباس احمد بن نفيس المصري عن أبي عدي عبد العزيز بن علي المصري عن ابن سيف عن الأزرق عن ورش، المسالة الثانية تقدمت الإشارة الى أن طريق الدرر اللوامع تنتهي الى الأزرق من طريق النحاس،وبيان ذلك أن ابن غلام الفرس قرأ على أبي داوود وابن البياز وابن الدوش،وقرأ هؤلاء الثلاثة على الداني وقرأ الداني على الخاقاني وقرأ الخاقاني على أحمد بن أسامة التجيبي وقرأ التجيبي على النحاس وقرأ النحاس على الأزرق، وتفاصيل طرق ابن غلام الفرس مذكورة في النشر فلا نطيل بذكرها([10])


وأما قوله((...- 6 : ضبطت[قلءالذكرين]معاو[قل ءالله] معاو[ءالان] في يونس بالإبدال والإشباع في غير[ءالان] وبالابدال فقط فيها، وهو خلاف طريق التيسير والشاطبية،إذهي فقط بين بين في همزة الوصل والقصر، لأنها قراءة الداني على الخاقاني كما في النشر(1/378)وذكر في(1/77) أن الإبدال قراءة الداني على طاهر ابن غلبون ،مما يعني أن ذكره في التيسير والحرز خروج منهما عن طريقهما، واختيار الداني هو بين بين كما ف طريقه،وكما في المالقي(4/241) وكما في النشر(1/377) نعم إن الإبدال في الكافي والتبصرة والتجريد، كما في النشر(1/377)أي لابن نفيس...))ه فيجاب عنه بأن الإبدال في (آلذكرين) وبابه،هو أحد الوجهين في الشاطبية والتيسير،وهو الذي رجحه الشاطبي لكل القراء،وعليه اقتصر في الدرر اللوامع،وهو المأخوذ به من طريقه،وعليه يكون ضبط هذه الكلمات جميعها بالإبدال والإشباع،بحيث توضع عليها جمعا علامة المد،وأما تخصيص (الآن)معا بعدم وضع علامة المد على وجه الإبدال ،فهو وجه منقول عن بعض علماء الضبط ،مراعاة لحركة النقل ([11])،وبعضهم خصه بوجه الإبدال والقصر ،الذي هو أحد الوجهين المرويين فيها عن نافع اعتدادا بحركة النقل،والوجه الثاني له فيها الإبدال مع الإشباع مراعاة للأصل، والوجهان صحيحان مقروء بهما،إلا أن الإشباع هو المقدم أداءا([12])،ويتعين عليه ضبطها بالإبدال والإشباع،فتجعل عليها علامة المد ،كأخواتها،كما نص عليه الخراز في المورد حين قال:


وهمز الآن إذا ما أبدلا = وبابه، مطًّا عليه جُعِـــــــــــــــــــلا


ولك في أأنت أن تعتبره = وبابه،ولا تقس شاأنشره


وهو الذي عليه العمل،وإليه الإشارة بقوله الشيخ محمد العاقب الجكني في كشف العمى:


والمطُّ فوق المشبعات قد أُخِذْ = مستعملاً،إلا كشاأن يتخِذْ


وعلق عليه في رشف اللمى فقال[[...والمط فوق حروف المد المشبعات قد أخذ عن العلماء مستعملا،نحو :محياي ،و حاد ،الدواب،و جاء وجيء،ونحو: شيء على رواية المد،والسوآى،وتبوءا،ومثل :(ءالن) و(الله )و(آلذكرين)...فكل ذلك تجعل عليه علامة المد..]] ([13])

وأما قوله((...- 7:ضبطت[ اللائي]بالإسكان على حالة الوقف،أي بياء ساكنة لينة، والأولى أن يضبطها حالة الوصل كسائر كلمات القرآن،وذلك بين بين مع القصر كما في التيسر77_178،وكما في تحبيره ص163،وكما في التعريف للداني وكما في الحرز(وكالياء مكسورا لورشهم)يعني في حالة الوصل ببين بين وهي هنا كالياء مكسورة،اذهي بين الهمزة المكسورة والياء المدية، وكما في النشر(1/404) وغيره، فالأولى ضبطها بالكسرة تحت النقطة الدالة على التسهيل بين بين والتنبيه على عدم مدها بياء وعلى قراءتها في آخر المصحف في الوقف بالإسكان دون الروم(/408) من النشر أنه بياء ساكنة لينة بعد الألف المشبع من غير همزة تماما كما ضبطت حالة الوصل في المصحف)) فيجاب عنه بان المسألة فيها تفصيل، حاصله، أن البحث فيها من جهتين: إحداهما جهة القراءة، و ثانيتهما جهة الضبط،أما جهة القراءة،فقد اختلف فيها عن ورش من طريق الأزرق، فروي عنه إبدال همزتها ياءا خالصة مكسورة، وروي عنه تسهيلها بين بين،والوجهان في الدرر،إلا أنه خرج عن طريقه بذكر وجه الإبدال فيها،كما نبه عليه شراحه، والذي في الشاطبية والتيسير إنما هو التسهيل فقط، وهو الوجه الثاني في الدرر،وهو المأخوذ به من طريقه، قال في الاحمرار:

ومذهب الداني بالتسهيل = عن ورشهم في اللائي عن دليل


وأخــــــــــــــذنا موافق للداني = إذ كان ذا حفظ وذا إتقاني


وقال ابن القاضي في الفجر الساطع[[...وقول الناظم إن ورشا يقرأ اللائي بالياء مكسورة خالصة، هو مذهب ابن سفيان وابن شريح وغيرهما،فلم يسلك الناظم في هذا الموضع طريق الداني ،حسبما اشترط في الخطبة...]]([14]).وهذا كله في حالة الوصل، أما في حالة الوقف،فالوقف عليها بياء ساكنة على كلا القولين،كما قال التازي:


واللائي عن ورش بتسهيل ذكر = وقيل بالياء وأول شهر


وان وقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفت فقفن بالياء = له بــــــــــــــــــــــلا شك ولا مراء


وذيله الادوعيشي بقوله :


حجــــــــــــــــــــــة من وقفهــــا بالياء = لمــــــن يسهــــــــــــــــــــــــــــل من القــــــــــــــــــــــــراء:


لأجل أن الهمــــــــــزة المسهــلة = تسكينـــــــــــــــــــــها قد منعته النقله


فغــــــــــــــــلبت ائـــــــــــــــــــــــــــــمة لأداء = لأجل ذا جانب حرف الياء


فيصروا الهمزة ياءا خلاصه = في الوقف،فادعون لمن قد لخصه([15])


وأما جهة الضبط، ففيها خلاف أيضا،فقيل تجعل النقطة التي هي علامة التسهيل تحت الياء ،ثم تجعل دارة فوق الياء، وقيل تجعل دارة فوق الياء،ويكتفي بها عن النقطة، واختلف في الدارة ،هل هي علامة على زيادة الياء ،أو علامة لسكون الهمزة المسهلة،وإلى ذلك أشار بعضهم بقوله:


واللأي في الضبط له وجهان = مســـــــــــــــــــــــــــــــــــــهلا فيما حكــــاه الداني


بالنقط تحت الياء بالحمراء = ودارة من فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوق تلك الياء


وان تشأ تركت تلك النقطه = فدارة تكفي،فحصل ضبطه([16])

وعليه، فالدارة علامة الزيادة، وليست علامة السكون،لأن النقط عوض عن الشكل، ولا يجمع بين العوض والمعوض عنه.
وهذا آخر ما أردت جمعه في هذه الهوامش التي لم أرد بها سوى الانتصار لكتاب الله والدفاع عن قراءته المتواترة،وفي نهايتها أود أن أسجل جملة من الملاحظات:
أولا: لم أتكلم في هذه الهوامش إلا على مالا بد منه، لأنني أكره تصيد الأخطاء،ولأنه ليس لي بحمد الله هدف إلا النصح لأهل القرءان، والمؤلف بحمد الله واحد منهم ، ولولا أن الله أوجب على من علم شيئا من العلم أن يبينه،لما تجشمت عناء الكتابة والبحث، ولما نَبَستُ ببنت شفةٍ...
ثانيا: تركت التعليق على بعض المسائل التي أحسست أن المؤلف غيرمن أسلوبه في تناولها ،وذلك من خلال مقارنة النسخة القديمة بالنسخة التى أبرق بها المؤلف إلى ((ملتقى أهل التفسير)) بعد ظهور الحلقات الأولى من هذه الهوامش،وإنما فعلت ذلك تشوفا إلى العدل والإنصاف، لقوله تعلى (وإذا قلتم فاعدلوا)،ومن هذا المنطلق نوهت بتحقيقات المؤلف في في مسالة ضبط نون(يس) ،وإشارته إلى وجوب وضع علامة المد على (الآن ) على وجه الإبدال، فنعوذ بالله من بطر الحق وغمط الناس.
ثالثا: تجنبت أسلوب الهمز واللمز،وآثرت من الألفاظ ما يؤدي المقصود ولا يجرح خاطر، فكنت الجأ دائما إلى عبارة (فيه نظر..) أو(يجاب عنه..)،ولهذا السبب نفسه أسميت هذه التعليقات "هوامشا"،ولم أسمها رودودا،واستغفر الله العظيم مما زل به اللسان أوطغى به القلم.
رابعا:لن أجعل من هذه الهوامش موضوعا لنقاش لا يثمر علما ولا يصون خلقا،لأني كنت وما زلت أهدف من واراء كتابتها إلى النصح لكتاب الله ولقراء المسلمين وعامتهم،فان صادفت محلا ،فذلك ماكنا نبغي،وإلا فحسبي أني بذلت جهدي............
هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين....









[1] انظر التيسر بتحقيق الدكتور حاتم الضامن ص 493

( [2] ذكره في مقدمة الاحمرار، وسماه ابن عيسى،ولم نتمكن من الوقوف على ترجمته، وأشار الدكتور عبد الهادي احميتو إلى احتمال أن يكون من أهل شنقيط،واستدل على ذلك بوجود شيخ بهذا الاسم في طبقة شيوخ الناظم. إلا أن صاحب درة الحجال ترجم لشيخ يسمى على بن يوسف بن عيسى الراشدي التلمساني،وقال إنه من تلاميذ المنجور الفاسي،وذكر أنه توفي بفاس سنة:982 هـ ،فمن المحتمل أن يكون هو المعني هنا، والله أعلم ،انظر: درة الحجال في أسماء الرجال:لأحمد بن محمد المكناسي:10/256

[3] انظر إرشاد القاري والسامع :لكتاب الدرر اللوامع ص:89

[4] انظر فتح الوصيد 3/783

[5] انظر: كنز المعاني(مخطوط) ورقة 383

[6] انظر النشر بتحقيق الدكتور السالم الجكني ص:551 وما بعدها

[7] لم يذكر في النشر طريق الهادي في طرق الأزرق، وذكرها الازميري،وقال :إنها على ليست من طريق الطيبة، انظر: إتحاف البرره ص:74

[8] ذكر في النشر طريق الهداية ضمن طرق ابن هلال عن النحاس ،انظر النشر:1/103،وانظر النسخة المحققة من النشر ص: 553

[9] انظر النشر بتحقيق الدكتور السالم الجكني ص:1118- 1119

[10]انظر النشر بتحقيق الدكتور السالم الجكني ص:551- 552. و انظر: إجازة النفزي المذكور للإمام الشاطبي في مقدمة فتح الوصيد للسخاوي1/8 ،ففيها تفاصيل مفيدة.

[11]انظر الغيوث الهوامع على الدرر اللوامع: لابن دهمد الشنقيطي ص:87

[12]واليه الإشارة بقوله في الدرر
والخلف في المد لما تغبرا = ولسكون الوقف،والمد أرى
وقول الشاطبي:
وإن حرف مدٍّ قبل همز مغيرٍ = يجز قصره، والمد ُّما زال أعدلا

[13] انظر: رشف اللمى على كشف العمى،ص:267

[14] انظر: الفجر الساطع والضياء اللامع على الدرر اللوامع( مخطوط) ورقة213

[15] انظر :إرشاد القاري والسامع لكتاب الدرر اللوامع ص:78

[16]انظر:رشف اللمى على كشف العمى:للشيخ محمد العاقب الجكني ،ص:270.
 
عودة
أعلى