هل يوجد أنبياء من أهل البادية ؟

إنضم
04/11/2004
المشاركات
2
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الأفاضل ، يقول المولى جل شأنه من سورة " يوسف " :
( وجاء بكم من البدو ) آية رقم 100
السؤال :
هل كان نبي الله يعقوب من البادية ؟ وهل يبعث الله أنبيائه من أهل البادية ؟.
ولكم جزيل الشكر .
 
قال المفسرون في معنى قوله تعالى " وجاء بكم من البدو " :
أن منزل يعقوب عليه السلام كان بأطراف الشام في بادية فلسطين وكان رب إبل وغنم , ومن المفسرين من يقول :إن الله لم يبعث نبياً من البادية ولذا فإنه يجيب عن الآية بما يلي :
منهم من قال إن يعقوب كان في حاضرة في أول أمره ثم تحول إلى بادية وسكنها .
ومنهم من يقول إن المكان الذي فيه يعقوب موضوع يقال له بدا فالبادية اسم مكان وضعف هذا القول الشوكاني رحمه الله .
والآية تشير إلى إلى أنه أتى من البادية سواءً كان عليه السلام في أول أمره في البادية أو تحول إليها .
 
نفع الله بك أخي الكريم " أحمد البريدي " ،
ومن عنده زيادة في الموضوع فاليزدنا .
ودمتم جميعاً على الخير.
 
هذه الآية أيه الاأخ الكريم تشير إلى تاريخ غامض من تاريخ الأنبياء عليهم السلام ، خصوصًا أنه يتعلق ببني إسرائيل ، ولهم في فلسطين ادَّعاءات ودعاوى باطلة .
والآية صريحة في كون منزل يعقوب عليه السلام وبنيه هو البادية ، ولا يمكن ان يُفهم غير ذلك من قوله ( وجاء بكم من البدو ) إلا بتكلُّفات تأويلية لا يسندها العلم الصحيح .
ومنشأ يعقوب عليه السلام في البادية لا يعني انه كان بدويَّ الأصل ، فمن المعلوم ضرورة أنَّ جدَّه أبا الأنبياء عليه السلام كان في الحاضرة : في العراق ، ثمَّ انتقل عنها بعد محنته مع قومه والنمروذ ، وسكن أطرف بلاد الشام في البادية ، ولم يكن منقطعًا عن الحاضرة بحيث يصيبه هو وأبناؤه ما يصيب من تبدَّى وجفا ، لذا كانت له رحلة إلى مصر ، وهي حاضرة ، وكان لوط عليه السلام معه وقت خروجه من العراق ، وأرسل إلى مدن سدوم وعمورة واخواتها المذكورة في تاريخ بني إسرائيل ، ولم يكونوا بادية ، بل كانوا في أرض الأردن ، وفي هذه البلاد يختلط البادية بالحاضرة اختلاطًا واضحًا ، فالمسافات متقاربة ، والمرور بقوم إلى قوم كان واردًا ، لذا قال أبناء يعقوب لما اتفقوا على وضع أخيهم يوسف عليه السلام في الجب ( يلتقطه بعض السيارة ) مما يدل على أنهم كانوا في مكان يعبر منه السيَّارون في الأرض ، الذين يعبرونها من قطر إلى قطر ، فلم يكن يعقوب وأبواه وأبناؤهم في معزل من الناس بحيث يكونون بعيدين بُعْدَ أهل الجفا من البادية .
وهذه الفترة التي مكثها يعقوب عليه السلام وبنوه في بادية الشام كانت فترة قليلة بالنسبة لأعمار الناس ، فهي لم تتعدَّ جيلين منذ إبراهيم ، ثمَّ انتقلوا إلى الحاضرة الكبيرة آنذاك : مصر الملكية ؛ كما قال الله تعالى ( وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان ... ) الآية .
وكانت مصر في تلك الفترة اليوسفية يملكها ملوك الرعاة ( الهكسوس ) ، وهم عرب خرجوا من الجزيرة العربية في تاريخٍ يُطلب تفصيله من تاريخ ملوك مصر وفراعنتها .
والذي أحب أن اضيفه هنا فيما يتعلق بالتاريخ الإسرائيلي ( نسبة إلى يعقوب وأبنائه ) أنهم لم يستوطنوا فلسطين ، ولم يكن لهم فيها كبير شأن ، وأنَّ الوعد الإلهي لإبراهيم الذي قال الله عنه ( ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) لم يتحقق إلا بعد قرون من موت إبراهيم ، ولم يقع إلا في عهد يوشع خليفة النبي موسى عليه السلام .
كما أن دُعاء إبراهيم ببعثة نبيٍّ من العرب لم تتحقق إلا بعد قرون متطاولة جدًّا ، والله أعلم .
 
الأخ الكريم القرطبي ..
بعث الله الأنبياء من صفوة البشر وخيرتهم ...
وعند الحديث عن مسألة كهذه ينبغي أن يرجع لأدلة الشرع ، فهل ثبت ما يدل على بعث نبي من البادية ، وأرى أن تعلق المسألة بالنصوص ، لا بالحكمة من عدم البعث من البادية ، بمعنى أن لا نجعل جفاء أهل البادية علة لعدم إرسال الله الرسل منهم ، فالجفاء وصف ذميم بلا شك ، ولكنه ليس بمطرد في كل من بدا ، والآية أشارت إلى أن يعقوب وأبناءه كانوا في البدو ـ في فترة ما ـ فلا يعني ذلك أنه عليه السلام قد جفا ...
ثم بعد ذلك ليس وصف البداوة ـ الذي يلزم منه الجفاء ـ وصف وراثي فقد يكون الجد حضرياً والحفيد بدوياً فلا يمنع ذلك جفاء من بدا ، بل قد يكون الأب بدوياً ثم يتمدن أبناؤه ، فليس الجفاء صفة موروثة بل هي متعلقة بأسباب منها البداوة ...
وعلى ذلك فها هي الآية تشير إلى نبي كريم بدا جزءاً من حياته ( وجاء بكم من البدو ) ولا أصرح منها ، وأنت تعلم رحمة يعقوب عليه السلام وبعده كل البعد عن جفاء أهل البادية ..
فينبغي أن نعلم ذلك قبل الإثبات أو النفي لكونه عليه السلام بدوياً وهل هو بدوي الأصل أو أنه عاش تلك الحياة فترة ثم رجع لحياة القرى والمدن ..
وأما النصوص فقد قال الله تعالى في سورة يوسف التي ذكر فيها الآية السابقة : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى ) [ 109 ] .
قال ابن كثير: "المراد بالقرى المدن ، لا أنهم من أهل البوادي الذين هم من أجفى الناس طباعاً وأخلاقاً" .
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ) قال: "ما نعلم أن الله أرسل رسولا قط إلا من أهل القرى لأنهم كانوا أعلم وأحكم من أهل العمود". ( الدر المنثور :4 / 595 ).
وقد قرر كثير من العلماء هذا المعنى عند هذه الآية انظر إلى المحرر الوجيز لابن عطية حيث قال عن أهل البادية: " قال القاضي أبو محمد فإنهم قليل نبلهم ولم ينشىء الله فيهم رسولا قط. وقال الحسن: لم يبعث الله رسولا قط من أهل البادية ولا من النساء ولا من الجن ".
وقال القرطبي : " ولم يبعث الله نبيا من أهل البادية لغلبة الجفاء والقسوة على أهل البدو ولأن أهل الأمصار أعقل وأحلم وأفضل وأعلم ".
وقال السعدي في سورة البقرة : " فائدة كما يجب على المكلف معرفته بربه فيجب عليه معرفته برسله ما يجب لهم يمتنع عليهم ويجوز في حقهم ويؤخذ جميع ذلك مما وصفهم الله به في آيات متعددة منها أنهم رجال لا نساء من أهل القرى لا من أهل البوادي وأنهم مصطفون مختارون جمع الله لهم من الصفات الحميدة ما به الاصطفاء الاختيار ... " ( 1 / 110 ).
وبعد تقرير ذلك أجاب العلماء عن تعارض ذلك مع قوله تعالى : ( وجاء بكم من البدو ) فأجاب ابن عطية بجوابين:
أحدهما أن ذلك البدو لم يكن في أهل عمود بل هو بتقر في منازل وربوع .
والثاني أنه إنما جعله بدوا بالإضافة إلى مصر كما هي بنات الحواضر بدو بالإضافة إلى الحواضر .
وذكر الآلوسي جواباً ثالث فقال : وزعم بعضهم أن يعقوب عليه السلام انما تحول الى البادية بعد النبوة لأن الله تعالى لم يبعث نبيا من البادية .
إضافة لما ذكره الشيخ أحمد البريدي وضعفه الشوكاني .
والمسألة تحتاج لمزيد بحث ونظر في السنة .
والله أعلم ...
 
ألا يمكن أن تفهم الآية على أن يوسف عليه السلام كان يذكر نعم الله عليه وعلى أهله، بأن نقلهم من مقر إقامتهم الحالي (وهو البادية) إلى مكان أفضل منه (وهو مصر)، بدون أن يكون لذلك علاقة ذات قيمة علمية بأصل استقرار يعقوب عليه السلام وأبيه وأبنائه؟

أما القول (هل ثبت ما يدل على بعث نبي من البادية) فيقابله سؤال آخر (هل ثبت ما يدل على أن الله لم يبعث سوى أنبياء في الحضر؟)، وهذا الأمر يستلزم معرفة سيرة جميع أنبياء الله، وهم بالآلاف، ويبدو أنهم توزعوا على كامل بقاع الأرض.

وأما معنى من (أهل القرى) في قوله تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى )
ألا يمكن أن يكون مقصود (أهل القرى): التجمعات البشرية المعتبرة، أيا كان موقعها الجغرافي، وطبيعة حياتها؟

أخشى أن يكون قول بعض المفسرين بأن الله لم يبعث أحدا من البادية، ادعاء بلا دليل صريح.
 
// وإن من أمة إلا خلا فيها نذير //
// وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ //
 
بارك الله فيكم ...
وهل ثبت من الصحابة من بدا ؟!!!

أرى أن يتركز البحث في الأنبياء فقط ، إذ السؤال في أصل الموضوع عنهم .

ومع هذا فسأجيب عن السؤال حتى لا يتشتت البحث :
نعم في الصحابة من بدا بعدما كان من أهل القرى ،ومنهم : سلمة بن الأكوع رضي الله عنه ،وقد أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ،ففي الصحيحين أن سلمة رضي الله عنه دخل على الحجاج فقال يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت ؟ قال لا ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم أذن لي في البدو.
قال ابن بطال في شرحه على البخاري 19/49 :
(التعرب: معناه أن يرجع أعرابيًا بعد الهجرة، وكانوا يستعيذون بالله أن يعودوا كالأعراب بعد هجرتهم؛ لأن الأعراب لم يتعبدوا بالهجرة التى يحرم بها على المهاجر الرجوع إلى وطنه، كما فرض على أهل مكة البقاء مع النبى - صلى الله عليه وسلم - ونصرته، ولذلك قال الحجاج: « يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك، تعربت؟ » أى: رجعت عن الهجرة التى فعلتها لوجه الله تعالى بخروجك من المدينة، فأخبره أن رسول الله أذن له فى سكنى البادية، فلم يكن خروجه من المدينة فرارًا منها ولا رجوعًا فى الهجرة، وهذا لا يحل لأحدٍ فعله، ولذلك دعا النبى - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه ألا يموتوا فى غير المدينة التى هاجروا إليها لله تعالى، فقال: « اللهم أمض لأصحابى هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة. يرثى له رسول الله أن مات بمكة » فتوجع رسول الله حين مات بمكة فى الأرض التى هاجر منها. وذكر البخارى أن سعد بن خولة شهد بدرًا، ثم انصرف إلى مكة ومات بها، وأنه من المهاجرين).
 
من المسائل التي قد تخفى أن بني القبيلة الواحدة يكون منهم حاضرة وبادية، وهذا كان شأن عدد من قبائل العرب
قال سلمة بن الخرشب الأنماري:
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إذا ما غدوتم عامدين لأرضنا = بني عامر فاستظهروا بالمرائر
فإن بني ذبيان حيث عهدتمُ = بجزع البتيل بين بادٍ وحاضر [/poem]
فالبادي هو المقيم في البدو ، وهو وصف يبقى ببقائه، ويزول بزواله، كما أن الحاضر إذا تعرب وأقام في البدو أطلق عليه هذا الاسم، هذا من جهة اللغة.

وإذا تأملنا التأريخ وجدنا أكبر ظاهرة للتعرب وتحول عدد كبير من أبناء القرى إلى البادية وخصوصاً الأماكن الوعرة منها كالحرات والجبال كانت في بداية القرن الرابع الهجري عند تسلط القرامطة على أهل الجزيرة وسفكهم الدماء وإفسادهم في الأرض، وقد سبق ذلك بقرن نزوح عدد من أهل القرى إلى البوادي فراراً من الظلم أو طلباً للخصب.
أذكر على سبيل المثال منهم البكريين وهم أولاد طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
ذكر الزبير بن بكار في كتابه نسب قريش: أنهم يسكنون البدو بموضع يقال له حاذة والأتم (( وللفائدة؛ وصفها الآن : إذا أقبلت على الطائف قادماً من نجد تتجه يمينا من مفرق عشيرة وتسير قرابة 150 كلم تجدها بجوار قرية تسمى المحاني))

وذكر أن منهم من نزح إلى مصر
ثم تتابع التحول على أشده في بداية القرن الرابع إبان تسلط القرامطة الذي استمر قرنين من الزمان.

وبقي كثير من أبناء تلك القبائل على تعربهم إلى عهد قريب.
 
إلا قبيلة بني تميم فليس فيها بادية في الجزيرة العربية ،وهذا من النوادر ،ولا أعلم قبيلة تشاركها هذه الصفة.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان ابين ان الاشكال عند السائل يمكن ان يزول اذا رجع الى المعنى اللغوي لكلمة البادية : وهي بمعنى الظهور اي بدا ظهر ... وارى ان هذا اسلم الى التفسير بدل السؤال ... لان العبرة هي الابلاغ واقامة الحجة على المكلفين ز
 
عودة
أعلى