من المسائل التي قد تخفى أن بني القبيلة الواحدة يكون منهم حاضرة وبادية، وهذا كان شأن عدد من قبائل العرب
قال سلمة بن الخرشب الأنماري:
[poem= font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إذا ما غدوتم عامدين لأرضنا = بني عامر فاستظهروا بالمرائر
فإن بني ذبيان حيث عهدتمُ = بجزع البتيل بين بادٍ وحاضر [/poem]
فالبادي هو المقيم في البدو ، وهو وصف يبقى ببقائه، ويزول بزواله، كما أن الحاضر إذا تعرب وأقام في البدو أطلق عليه هذا الاسم، هذا من جهة اللغة.
وإذا تأملنا التأريخ وجدنا أكبر ظاهرة للتعرب وتحول عدد كبير من أبناء القرى إلى البادية وخصوصاً الأماكن الوعرة منها كالحرات والجبال كانت في بداية القرن الرابع الهجري عند تسلط القرامطة على أهل الجزيرة وسفكهم الدماء وإفسادهم في الأرض، وقد سبق ذلك بقرن نزوح عدد من أهل القرى إلى البوادي فراراً من الظلم أو طلباً للخصب.
أذكر على سبيل المثال منهم البكريين وهم أولاد طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
ذكر الزبير بن بكار في كتابه نسب قريش: أنهم يسكنون البدو بموضع يقال له حاذة والأتم (( وللفائدة؛ وصفها الآن : إذا أقبلت على الطائف قادماً من نجد تتجه يمينا من مفرق عشيرة وتسير قرابة 150 كلم تجدها بجوار قرية تسمى المحاني))
وذكر أن منهم من نزح إلى مصر
ثم تتابع التحول على أشده في بداية القرن الرابع إبان تسلط القرامطة الذي استمر قرنين من الزمان.
وبقي كثير من أبناء تلك القبائل على تعربهم إلى عهد قريب.