هل يمكن تفسير اسم الله [الصمد] بالذي لا جوف له؟

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
الله الصمد

ما معنى الصمد؟

كثير منا يقرأ سورة الإخلاص ويحب قراءتها
وكثير منا يرددها كثيرا لأنه علم أن رسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح :
"أنها تعدل ثُلُثَ القرآن "

فما معنى الصمد؟

الصمد : هو المقصود لقضاء الحوائج أي يصمد إليه خلقه يسألونه أن يقضي لهم حوائجهم.

والصمد : هو سيد القوم الذي يرجع إليه قومه في كل أمر فلا يقضون أمرا دون الرجوع إليه.

والصمد : الغني عن غيره فلا يحتاج إليهم ، ويحتاج إليه كل شيء.

والله الصمد : أي الذي انتهت إليه السيادة في كل شيء ، وانتهت إليه كل صفات الكمال ، فخلقه دائما في حاجة إليه ، يقصدونه لقضاء حوائجهم.

وفي اللغة أيضا:
الصمد : الأجوف ، الذي لا جوف له.

وقد ذهب بعض العلماء بتفسير (الصمد) بالذي لا جوف له.

وأرى أن هذا المعنى لا يليق أن يوصف به الله عز وجل ، حيث ورد في الحديث الصحيح ما يلي:

عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ صَوَّرَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ فِي الْجَنَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ، عَرَفَ أَنَّهُ خَلْقٌ لَا يَتَمَالَكُ».

ومن لطائف تفسير جلال الدين السيوطي في الدر المنثور أنه فسر:
(الله الصمد) ب: "ليس بالأجوف لا يأكل ولا يشرب"

فكأن السيوطي رحمه الله أراد التأكيد على أن المعنى اللغوي (الأجوف) غير مقصود فنفاه نفيا.

أضف إلى ذلك ما ورد في الطبري من روايات عن الصحابة والتابعين ،
حيث فسر البعض (الصمد) : الذي ليس بأجوف
وفسرها البعض الآخر : الذي لا جوف له.

ولا نقصد بذلك التجسيم معاذ الله ، وإنما نقصد أن ننفي عن الله عز وجل ما لا يليق به
ونؤمن به ونوقن أنه عز وجل ليس كمثله شيء من غير تمثيل ولا تشبيه ولا تجسيم.

والله أعلم
أخوكم د. محمد الجبالي
 
يا اخي السلام عليكم
غير عنوان موضوعك كيف ينعت الله بالاجوف ؟؟
اذا لم يكن هذا التجسيم فمتى يكون
 
سبحان الله!!!

لقد فسر بعض العلماء الصمد بالأجوف فهل قصدوا التجسيم؟!

والملاحظ أن أكثر الذين قالوا بهذا الوصف يكادون لا يزيدون في الكلام عن قولهم : الذي لا جوف له
وبعضهم زاد : لا يأكل ولا يشرب.
 
الحمد لله.
أخي الحبيب ، السلامة في لزوم فهوم أئمة الدين صحابة وتابعين وتابعين لهم بإحسان لمسائل الأسماء والصفات، وما تفضلت به من تفسير السيوطي فنسأل الله أن يكون داخلا في باب الأجر والأجرين، وإذا خيرت بين الإمام السيوطي وإمام من أئمة السلف فالعصمة من الزلل في الاستمساك بآثار السلف.
نسأل الله التوفيق.
 
الحمد لله
استفسار استاذي الكريم:أين في المعاجم أن الصمد هو الأجوف .؟
وانما الذي جاء أن المصمت لغة في الصمد وهو الذي لا جوف له.
والله اعلم.
وتحياتي
 
نعم أخي الفاضل
وقد كنت اعتمدت على التفاسير فقط في الوقوف على معاني وتآويل [الصمد] واكتفيت بها في بيانها.
وقد أعادني سؤالك ـ جزاكم الله خيرا ـ إلى ما كان يجب أن أبدأ به المعاجم وهاهو ما وقفت عليه:
المعجم الوسيط (1/ 523)
(الصَّمد) الْمَقْصُود لقَضَاء الْحَاجَات وَاسم من أَسمَاء الله الْحسنى وَيُقَال شَيْء صَمد مصمت لَا جَوف لَهُ

لسان العرب ط دار المعارف (4/ 2495)
( صمد )........ والصِّمَد من صفاته تعالى وتقدّس لأَنه أُصْمِدَتْ إِليه الأُمور فلم يَقْضِ فيها غيره وقيل هو المُصْمَتُ الذي لا جَوْفَ له وهذا لا يجوز على الله عز وجل.

وفي التفاسير:

قال بن باز رحمه الله :
الصمد فسر بمعنيين عند العلماء، أحدهما أنه لا جوف له، المصمد الذي لا جوف له، ليس من جنس المخلوقين، المخلوق له جوف يأكل ويشرب ويطعم، والله لا جوف له مصمد
http://www.binbaz.org.sa/node/8979

البحر المحيط في التفسير (10/ 571)
وَقَالَ الْحَسَنُ: الصَّمَدُ: الْمُصْمَتُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ،

الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (11/ 151)
وقيل: الصَّمَدُ: هو الذي لا جَوْفَ له،

أما السيوطي:
الدر المنثور في التفسير بالمأثور (8/ 670)
{الله الصَّمد} لَيْسَ بالأجوف لَا يَأْكُل وَلَا يشرب

الوجيز للواحدي (ص: 1241)
وقيل: الصَّمد: الذي لا جوف لَه ولا يأكل ولا يشرب

تفسير ابن جزي = التسهيل لعلوم التنزيل (2/ 524)
اللَّهُ الصَّمَدُ في معنى الصمد ثلاثة أقوال: أحدها أن الصمد الذي يصمد إليه في الأمور أي يلجأ إليه والآخر أنه لا يأكل ولا يشرب فهو كقوله: وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ والثالث أنه الذي لا جوف له، والأول هو المراد هنا على الأظهر، ورجحه ابن عطية

تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (5/ 536)
وقال كثير من المفسرين: الصَّمَدُ الذي لا جوف له، كأنه بمعنى المصمت

تفسير ابن كثير ت سلامة (8/ 528)
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُريدة، وَعِكْرِمَةُ أَيْضًا، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ، وَالضَّحَّاكُ، وَالسُّدِّيُّ: {الصَّمَدُ} الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ.

تفسير الألوسي = روح المعاني (15/ 512)
قال: «الصمد الذي لا جوف له» ....... وعن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود قال: الصمد الذي ليس له أحشاء وهو رواية عن ابن عباس وعن عكرمة هو الذي لا يطعم.

تفسير البغوي - إحياء التراث (5/ 330)
اللَّهُ الصَّمَدُ (2) ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَالْحَسَنُ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: الصَّمَدُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ

تفسير السمرقندي = بحر العلوم (3/ 634)
وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: الصمد الذي يصمد إليه الخلائق في حوائجهم ويتضرعون إليه عند مسألتهم وقال أبو وائل الصَّمَدُ السيد الذي انتهى سؤدده وكذلك قال سعيد بن جبير وقال الحسن البصري رضي الله عنه الصَّمَدُ الدائم، وقال قتادة الصَّمَدُ الباقي ويقال الكافي وقال محمد بن كعب القرظي الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أحد ويقال: الصَّمَدُ التام في سؤدده وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (24/ 689)
وقوله: (اللَّهُ الصَّمَدُ) يقول تعالى ذكره: المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له الصمد.
واختلف أهل التأويل في معنى الصمد، فقال بعضهم: هو الذي ليس بأجوف، ولا يأكل ولا يشرب.....
عن عطية، عن ابن عباس، قال: (الصمد) : الذي ليس بأجوف.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: (الصمد) : المُصْمَت الذي لا جوف له.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، مثلَه سواء.
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (الصمد) : المصمت الذي ليس له جوف.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن ووكيع، قالا ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال (: الصَّمَد) : الذي لا جوف له.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع; وحدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران جميعا، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثلَه.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا الربيع بن مسلم، عن الحسن، قال: (الصمد) : الذي لا جوف له.
قال: ثنا الربيع بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة، قال: أرسلني مجاهد إلى سعيد بن جبير أساله عن (الصمد) ، فقال: الذي لا جوف له.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: (الصمد) الذي لا يطعم الطعام.
حدثنا يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي أنه قال: (الصمد) : الذي لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب.
حدثنا أبو كُرَيب وابن بشار، قالا ثنا وكيع، عن سلمة بن نبيط، عن الضحاك، قال: (الصمد) : الذي لا جوف له.
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن أبي زائدة، عن إسماعيل، عن عامر، قال: (الصمد) : الذي لا يأكل الطعام.
حدثنا ابن بشار وزيد بن أخزم، قالا ثنا ابن داود، عن المستقيم بن عبد الملك، عن سعيد بن المسيب قال: (الصمد) : الذي لا حِشوة له.
 
الحمد لله رب العالمين.
أحسنت استاذي الكريم وأتيت بنفائس وأهديتني بهدايا أعجز ان اردها فهذه من ضمن مسائلي في علم التفسير المقارن وجعلت نطاق ومجال المقارنة مقصورة على المدرسة الأثرية في التفسير وسوف بعد أن تأذن لي أن انقل منها حسب الحاجة توفيرا للجهد والوقت وسوف أرجئ التعليق عليها هنا ولكن أضيف قليلاً:
ليس في لغة العرب أن الصمد هو الأجوف وانما الصمد الذي لا جوف له وشتان ما بينهما من الفرق وسورة الإخلاص أخلصت لله مفهوم الأحدية الكاملة لله سبحانه وتعالى من كافة الوجوه:
صمد
لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوا أحدا.
وبها تنتفي المشاكلة والمشابه والمثلية لله تعالى من كافة الوجوه بأحد من خلقه أيضا "ليس كمثله شيء". والكاف هنا كاف المشاكلة فلو شاكلت أسماء وصفات الخالق أسماء وصفات المخلوق انتفت المثلية فيهما ولا بد وهنا النكتة في دخول الكاف على مثله وتقدم النفي قبلها .
واكتفي هنا توقيرا لشخصكم الكريم وحفظا لحقكم في مبحثكم أنت أولى به من الجميع.
وتحياتي
 
أخي الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله

أسأل الله عز وجل أن يزيدكم من فضله ، وأن يفيض عليكم فيوضا من العلم والبركة ومكارم الأخلاق والنعم
إننا هنا نتدارس العلم ونتبادل الفكرة حتى أنتفع بك وأنفعك ما استطعت
أما المبحث فهو تحت يدك تتصرف فيه كيف تشاء

وقد لفت نظري إلى سقطة ادع الله أن يغفرها لأخيكم وتلك حين ساويتُ بين : لا جوف له و أجوف

جزاكم الله عني خيرا
 
لقد أرسلت رسالة إلى مشرف الملتقى أطلب منه أن يحذف كلمة [الأجوف] من عنوان المشاركة فيكون العنوان :
[h=1]هل يمكن تفسير اسم الله [الصمد] بالذي لا جوف له؟[/h] حيث لا أدري كيف يمكن تعديل العنوان
وأرجو أن يستجيب
وجزاكم الله جميعا خيرا
 
الصمد:هو الذي لايتجزأ كالصخر ولا يتخلله العدم كالماء والدخان،ولا تكونه ذرات ولا جزيئات،فكل مخلوق يخطر ببالك تجده يتجزأ وتكونه ذرات،ولو وجد نملة حية لايمكن فصل رأسها عن جسدها مهما استخدمنا لذلك من قوة نقول انها صمد ومعجزة ولا تكونها ذرات بل هي واحدة ككل فما بالك بالحي الصمد
الذي احاط بالوجود(الغير صمد)كله،واقرب تفسير لأبن كثير فقال الصمد:الذي لاتجويف له غير ان الحجر ايضا لاتجويف له،فهل ترى في وصف الصمد مطابقة لأي مخلوق،فالصمد بهذه الصفة لايفنى وأخذت بهذا التفسير فقط تطويرا لتفسير بن كثير رحمه الله حين قال الصمد الذي لاجوف له مع ما أجده من حرج في نفسي من هذا التفسير فيجب علينا اولا واخيرا ان ندرك قوله تعالى فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) أحيانا يقع المفسر في مأزق فعندما يقول الله لايمضي عليه زمان ولايحويه مكان بل هو الذي يحوي المكان والزمان يشعر وكأن صخرة ستخر عليه من السماء فيقول بهذا انكرت وجوده فلابد من حيز على العرش يستوي الله عليه وحين يقول لله جسم يقشعر بدنه فيقول شبهته بالمخلوقات وحين يقول هو نور يقول النور من مخلوقاته ولعل التخوف من وصف الله يعتبر من صريح الإيمان واعلم ان كل مادار في باللك عن الرحمن فهو هالك وتبقى تفسيراتنا مجرد خيال مع اننا نشعر بمراقبته ونعبده وكأننا نراه واذا قصرنا عن استشعار هذا وغفلنا عنه نستشعر رؤيته لنا لماذا نقول في كل حركة من حركات الصلاة(الله أكبر)أي ان الله اكبر مما استشعره في كل ركعة لايجب علينا ان نخرق لله صفات ولانصفه الا بماوصف به نفسه هذا تفسير للصمد غير مسؤل مستوحى من تفسير بن كثير رحمه الله وخلاصة القول ان كل صغير وكبير ممكن ان ينقسم من الذرة الى المجرة الا الصمد لذا لا ارى تجزئة التوحيد
ولا ادري لماذا يقسم العلماء التوحيد الى ثلاثة اقسام،وما سند العلماء في تقسيم التوحيد الى ثلاثة اقسام، والتوحيد هو التوحيد فلماذا يتعدد ولماذا تجزء الله
مالمراد:بتوحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات
ان الله هو لا اله الا هو وهو الرب وله الأسماء الحسنى والصفات العلى فلماذا نجزئه؟تعال معي نبحث في توحيد الأسما والصفات،ولنأخذ اسم من أسمائه وهو(العزيز) الم يودع الله هذه الصفة في مخلوقاته؟ وقد قال في محكم التنزيل يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) الا ترى في هذه الآية ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين،هل في هذه الآية شرك،ان الرسول عزيز وكذلك المؤمنين ولله الكمال في هذه الصفة،خذ توحيد الربوبية: قالوا انه توحيد الله بأفعالة،وهل يجري في هذا الكون شيء من غير تقدير الله من غير تقدير القهار من غير تقدير العزيز من غير تقدير العليم0000الى آخر اسمائه وصفاته فلماذا جزئنا ونسبنا هذه الأفعال الى الرب دون غيرها من اسمائه وصفاته،ان تجزئة التوحيد هوتقسيم في حد ذاته،فلماذا ننسب فعل الى صفة او اسم من اسمائه ونترك غيرها من الأسماء والصفات،اما الشرك لاشك انه يتعدد اما تجزئة التوحيد هو تجزئة لله قال تعالى وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)وصف الله من وصف في هذه الآية بأنهم جبارين ومن صفاته الجبار وله الكمال في هذه الصفة فهل في هذه الآية شرك؟وقال تعالى لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) لقد وصف الله الرسول في هذه الآية بانه بالمؤمنين رؤف رحيم،فهل في هذه الآية شرك؟وقال تعالى إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) والله السميع البصير،فمن يرى في هذه الآيات شرك كالذي يرى في هذه الآية مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) ربا،نعم هو ربا لكنه ربا طيب فالله يُربي الصدقات،ياعزيزي ليس الشرك ان تكون عزيزا وليس الشرك ان تكون قويا وليس الشرك ان تكون رحيما،وليس شركا ان تسمع وترى(والله سميع بصير)ان الشرك ان تدعو مع الله اله آخر،عجز الشيطان ان يصرف الناس عن عبادة الله فقال لهم جزئوه،(يامسلمين الله واحد)فلي نظر في تقسيم التوحيدالى ثلاثة أقسام ان كان هذا عن العلماء او اصحاب المذاهب الأربعة،أو استقراء للكتاب والسنة وتحميلهما غير مايحتملان،ان جدي وجدك لايعرفون هذه التقسيمات وليس من الضروري ان يعرفونها ولا متاهات تشعب الأفكار فكانوا يعبدون الله على بصيرة ولايحللونه او يغوصوا في ذاته،وأسلم بذلك ان كان هذا التقسيم عن رسول الله،فمن افتى بتجزئة التوحيد واراد ان يغير الحقيقة في ان الله واحد لايتجزأ فعليه ان يغير اسمه الى محمد بن عبدالله،لاأقول عقيدة تقسيم التوحيد كعقيدة التثليث شتان بين العقيدتين،لكن الرقم واحد اذا اضفت له اثنين صار ثلاثة واذا جزئته الى ثلاثة صار ثلاثة اثلاث كلنا نعتقد بأقسام التوحيد حسب مفهوم من قسم لكن هذا التقسيم من الفضول وقد يقودنا الى تقسيمات اكثر واكثر فالله له اسماء حسنى كثيرة كل اسم بائن من غيره في المدلول،ثم مالذي يمنع حسب تقسيم التوحيد وتعريفاته ان يكون توحيد الألوهية:هو توحيد الله بأفعاله والعكس بالعكس يكون توحيد الربوبية:هو توحيد الله بأفعال العباد ايعني هذا ان من ينزل المطر هو ربي ومن اعبده هو الهي تعددت الاسماء والله واحد والله ان هذا من حكمة الله فكنت وانا صغيرا اخلط بين توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية في كل اختبار ولازمني سوء فهمي للتفريق بينها حتى المرحلة المتوسطة فكنت ارسب في هذا اذا جاء السوال عرف توحيد الربوبية او عرف توحيد الالوهية
 
سورة الإخلاص جاءت لتصحح للنصارى عقائدهم الثلاث الباطلة:
1) قالوا : الله ثالث ثلاثة، والصحيح أن الله أحد.
2 قالوا. : إن الله هو المسيح، والصحيح أن الله صمد لا يتغير إلى صورة مخلوق ولا يستنسخ نفسه في صورة مخلوق.
3) قالوا : المسيح ابن الله، والصحيح أن الله لم يلد ولم يولد .
قد يقول قائل : إن كانت السورة قد جاءت بتصحيح ثلاث عقائد عن الله فينبغي أن يتكرر اسم الله 3 مرات ، فلماذا لم يتكرر اسم الله في الآية الثالثة؟
أقول : إن الآية الثالثة متعلقة بالآية الثانية ومن جنسها، فالذين قالوا إن الله هو المسيح فكأنهم يعتقدون أن الإله تولدت منه نسخة أخرى بشرية ، فنفي الصمدية يعني إمكانية التوالد استنساخا ذاتيا أو توالد شيء من شيء (ابن من أب).
إذا فالآية الثالثة متعلقة بالآية الثانية، والآية الرابعة متعلقة بالآية الأولى : فالله أحد لم يكن له كفوا آخر.
وبناء على ما سبق فإن تفسير معنى الصمد بأنه هو المقصود لقضاء الحاجة أو هو الغني أو هو السيد أو الذي لا جوف له .... هذه الصفات كلها يثبتها النصارى لله ، فالسورة جاءت بصفات لا يعتقدونها في الله.
 
يقول تعالى : {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾[الفرقان:33] .
في هذا الإطار جاءت سورة الإخلاص لترد على معتقدات اليهود والنصاري ومشركي العرب .
يقول تعالى : ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)﴾ [الإخلاص:1-4] .
ففي السورة : أسماء الله الحسنى وهي : الله ، أحد ، الصمد .
اسم الجلالة (الله) عَلَمٌ على الذات المقدسة وهو الأصل في أسماء الله الحسنى .
الأحد : هو الذي لم يلد ولم يولد
الصمد : هو الذي لم يكن له كفوا أحد .
وتفسير السلف لـ (الصمد) هو من باب تفسير الشيء ببعض أجزائه ؛ لأن الله لا مماثل له ولا مشابه.

والله أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى