هل يلزم من التدرج في الأحكام النسخ؟

الأخ عدنان الغامدي
مسألة نسخ الأحكام - ولا أقول نسخ النصوص- هي من المسائل الاجتهادية، وقواعدها موجودة في كتب أصول الفقه، وترجع أصولها إلى أقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
 
حديث استدل به بعض المضطربين في هذا النقاش :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشَّهَادَةِ، قَالَ: " هَلْ تَرَى الشَّمْسَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " عَلَى مِثْلِهَا فَاشْهَدْ أَوْ دَعْ " ( ضعيف )
قال الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل :
أخرجه العقيلى فى " الضعفاء " (380) وابن عدى فى " الكامل " (361/2) وأبو إسحاق المزكى فى " الفوائد المنتخبة " (ق 110/1) والحاكم (4/98 ـ 99) وعنه البيهقى (10/156) من طرق عن محمد بن سليمان بن مسمول حدثنا عبيد الله بن سلمة بن وهرام عن طاوس اليمانى عن ابن عباس به.
وقال العقيلى وابن عدى: " لا يعرف إلا بابن مسمول , وكان الحميدى يتكلم فيه ".
وأما الحاكم , فقال: " صحيح الإسناد! ! ! !
" ورده الذهبى بقوله: " قلت: واه , فعمرو بن مالك البصرى قال ابن عدى: كان يسرق الحديث.
وابن مسمول ضعفه غير واحد ".
وقال البيهقى عقبه: " ابن مسمول , تكلم فيه الحميدى , ولم يرو من وجه يعتمد عليه ".
وأقره الحافظ فى " التلخيص " (4/198) , وقال فى ابن مسمول: " وهو ضعيف ".
 
بسم1​

حديث استدل به بعض المضطربين في هذا النقاش :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشَّهَادَةِ، قَالَ: " هَلْ تَرَى الشَّمْسَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " عَلَى مِثْلِهَا فَاشْهَدْ أَوْ دَعْ " ( ضعيف )
قال الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل :
أخرجه العقيلى فى " الضعفاء " (380) وابن عدى فى " الكامل " (361/2) وأبو إسحاق المزكى فى " الفوائد المنتخبة " (ق 110/1) والحاكم (4/98 ـ 99) وعنه البيهقى (10/156) من طرق عن محمد بن سليمان بن مسمول حدثنا عبيد الله بن سلمة بن وهرام عن طاوس اليمانى عن ابن عباس به.
وقال العقيلى وابن عدى: " لا يعرف إلا بابن مسمول , وكان الحميدى يتكلم فيه ".
وأما الحاكم , فقال: " صحيح الإسناد! ! ! !
" ورده الذهبى بقوله: " قلت: واه , فعمرو بن مالك البصرى قال ابن عدى: كان يسرق الحديث.
وابن مسمول ضعفه غير واحد ".
وقال البيهقى عقبه: " ابن مسمول , تكلم فيه الحميدى , ولم يرو من وجه يعتمد عليه ".
وأقره الحافظ فى " التلخيص " (4/198) , وقال فى ابن مسمول: " وهو ضعيف ".


ربنا لك الحمد على إظهار الحق وتبيان السبيل القويم وتبرئة المدافعين عن كلام رب العالمين

المشاركة السابقة للأخ بشير أصلحه الله وهدانا وإياه الطريق القويم ، يشير بها إلى استدلالي بحديث الشمس على مثلها فاشهد أو فدع ، وذلك في المشاركة 28 من هذا الموضوع
https://vb.tafsir.net/forum2/thread54291-2.html#post279459
وقد كان استدلالي بهذا الحديث لإثبات انتفاء حجية الظن في ابطال كلام الله وهو مبدأ ثابت أصيل لا يحتاج للاستدلال.


.

ولكن من أين أتيتُ بهذا الدليل ؟؟
أتيت به من مشاركته هو ، فقد استدل واستشهد به في هذه المشاركة:
https://vb.tafsir.net/forum2/thread51844-2.html#post273533
المشاركة ٤٨ من موضوع : حجية خبر الآحاد في العلم.
فيتضح لنا كيف أن هذا الأخ يحشد ضعيف الأحاديث والغث والسمين ليستشهد بها ، ووالله ما استشهد بشيء إلا كان حجة عليه وعلى قوله وليس له ، فأراد الله أن يكشف حقيقته بيده ، فتراه يحتطب وينسى حتى وطئت قدمه ما نثر من شوك بيديه فالله المستعان وهو الهادي الى سواء السبيل.


وهنا اقتبس منه كامل مشاركته التي عنوانها الدليل العاشر:
الدَّلِيلُ الْعَاشِرُ: قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِثْلِهَا " فَاشْهَدُوا " أَشَارَ إِلَى الشَّمْسِ وَلَمْ يَزَلِ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ وَأَئِمَّةُ الْحَدِيثِ يَشْهَدُونَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَطْعِ أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَأَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ وَفَعَلَهُ لَمَّا بَلَّغَهُمْ إِيَّاهُ الْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ وَالثَّلَاثَةُ فَيَقُولُونَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا، وَحَرَّمَ كَذَا وَأَبَاحَ كَذَا، وَهَذِهِ شَهَادَةٌ جَازِمَةٌ يَعْلَمُونَ أَنَّ الْمَشْهُودَ بِهِ كَالشَّمْسِ فِي الْوُضُوحِ، وَلَا رَيْبَ أَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ الْتِفَاتٌ إِلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاعْتِنَاءٌ بِهَا يَشْهَدُ شَهَادَةً جَازِمَةً أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ عِيَانًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَّ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ يَدْخُلُونَ النَّارَ ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْهَا بِالشَّفَاعَةِ وَأَنَّ الصِّرَاطَ حَقٌّ، وَتَكْلِيمَ اللَّهِ لِعِبَادِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ، وَأَنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ، إِلَى أَضْعَافِ أَضْعَافِ ذَلِكَ، بَلْ يَشْهَدُ بِكُلِّ خَبَرٍ صَحِيحٍ مُتَلَقَّى بِالْقَبُولِ لَمْ يُنْكِرْهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ شَهَادَةً لَا يَشُكُّ فِيهَا.

فمن هو المضطرب الآن ؟؟
ومن هو المدلس الذي يسعى لإثبات وجهة نظره انتصارا لذاته وليس بحثا عن الحق ، وبأي وسيلة كانت مشروعة أو غير مشروعة ، حميدة كانت أم ذميمة .
واذا كان هؤلاء يعتبرون البحث والمدارسة خصومة فلا بأس ، أما أن يسعون جاهدين للانتصار بالباطل قبل الحق ، فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
 
الأخ عدنان الغامدي
مسألة نسخ الأحكام - ولا أقول نسخ النصوص- هي من المسائل الاجتهادية، وقواعدها موجودة في كتب أصول الفقه، وترجع أصولها إلى أقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
في كتب أصول الفقه، نعم، لكن هل من كتاب درس مسألة النسخ دراسة علمية مقاصدية وتفسيرية شاملة، جمع فيه المؤلفون كل ما ورد في كتب أصول الفقه حول النسخ ثم درسوه دراسة علمية نقدية، وأخضعوه للقواعد العلمية المتفق عليها في قبول النص وتأويله؟

وفي المشاركة #17 قلت:
ولكن الأصل هو عدم النسخ، ولا يؤخذ بالنسخ إلا ما ثبت عدم القدرة على الجمع بين النصين، وعلم المتقدم منهما والمتأخر، كما قال علماء الأصول وغيرهم.

صحيح، وشروط أخرى، لكن عندما يتحدثون عن النسخ في سياق التدرج في التشريع مثلا، يأتون بأمثلة غريبة بل تصلح للتمارين المنزلية للأطفال الذين يتعلمون أسس المنطق في فصل قانون عدم التناقض، فنكتب في آخر الفصل في المقرر بعض التمارين داخل القسم، والباقي للواجب المنزلي:

السؤال 4:
قال شيخ من علماء الدين الأجلاء :
منع النبي صلى الله عليه وسلم زيارة القبور، خشية أن يؤدي إلى شيء من الشرك والوثنية عند بعض ضعاف الإيمان ، ثم أباح الزيارة بقوله : "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فإنها تزهّد في الدنيا ، وتذكر الآخرة". هل يوجد تناقض ؟


التلاميذ الكسلاء: حرام و حلال ، إذن تناقض.

التلميذ النبيه سيتذكر ما تعلمه من شروط القانون، ويفكر قليلا، فيقول لا يوجد تناقض.

يقول له المعلم: أحسنت أيها التلميذ، وفي مدينتنا لا يوجد من يزور القبور إلا واقترنت زيارته بتعظيم ضريح أو تبرك بقبر أو ما شابه، ويقومون عندها بأفعال تدخلها شبهة شرك. ويجب أن نقول لهم لا يجوز زيارة القبور خشية أن تؤدي إلى مزيد من المخالفات. نعم، أحسنت، أحسنت ..

ثم يعطيه جائزة معنوية أو مادية، لا يهم.

وفي نفس الوقت لا يجوز أن نستهين بقوة اللغة وقدرتها على خلق موهمات التعارض، وهكذا نقرأ في صحيح مسلم:

حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ ، إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا " ، قَالَ : فَقَالَ بِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ ، فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا ، مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ ، وَقَالَ : أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَقُولُ : وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ .

عبد الله لم يقف متأملا في معنى ومغزى "وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ" ليتبين ما العلة، وهل المساجد اليوم كما كانت عليه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، أم حدثت تغييرات سلوكية وأخرى إجتماعية غيرت الحال إلى حال.. وأسئلة أخرى كثيرة، ولعل الباعث على تجنب الأسئلة الطريقة التي تكلم بها بلال، طريقة مباشرة نطق بالنتيجة دون ذكر المقدمات، ولم يستعمل لسبب أو لآخر أدوات التلطف والليونة والتواضع في التعليق. لكن الحمد لله أنه وقف عند السب فقط مضيفا إليه "أخبرك عن رسول الله وتقول" (عن واحدة فقط وليست عنعنات كثيرة يفصل بينها أزمنة متراخية) ولم يقرأ عليه {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} ثم ينتظر بلال عمه أو خاله، يأتي لتهدئته إهدأ إهدأ يا بلال، إن أباك ذكر الآية محذرا لا واصفا.

طبعا، هو أنهم يحددون شروطا لا يطبقونها، شيء يرجع إلى مسائل كثيرة ولا نحصرها في القدرة الذهنية على الجمع بين النصوص فقط، لأن الإختلاف وقع في أهم شيء هو تعريف النسخ بتعريف جامع مانع، واختلافهم في الشروط يأتي بعده، قبله الفرق بينه وبين التخصيص والبيان والتفصيل والتقييد وغيرها فما ضوابط التمييز، ثم في محل النسخ، وماذا ينسخ ماذا، أينسخ إلى بدل أم لا، قبل التمكن من الفعل أم لا يجوز، يقع في الخبر أم لا يقع، أينسخ إلى حكم أشد أو أغلظ أم لا .. وفي الأخير سنجد الإختلاف يعود إلى إختلاط المفاهيم، فكيف نحدد الأشد والأخف وما الضوابط، وتفاصيل كثيرة ، بل لا يوجد شيء يتعلق بالنسخ إلا واختلفوا فيه، فالخلاصة أن النسخ مادة هلامية، تصلح في علم اسمه " تاريخ العلوم الشرعية ".

وأنا أتحدث عن النسخ في الشرع، عفوا في العلوم الشرعية، أما النسخ في القرآن فمن المستحيلات السبعة، وكل اتفاق يدندن حوله من يحب الدندنات، مجرد وهم .. فلان كتب كيت وكيت، جاء من بعده قلده حرفيا فكتب كيت وكيت، فتراكمت الكيتكيتيات حتى بلغت المئات، وعلان دوّن في كتابه أجمع العلماء على كذا، ويأتي آخر بعده يكتب "أجمع العلماء. حكاه فلان" أو "حكى الإجماع فلان" وهل الإجماع بالحكايات أم بالمراجع وبالأسانيد وبالتحقيق؟ هذا لا يسمى إجماعا إلا في الديموقراطية الليبيرالية، أما في العلوم، كل العلوم، فلن تقول فلان يتفق مع علان في تفسير قوس قزح مثلا، حتى تعلم ما الذي حملهما على التفسير المقدم لظاهرة قوس قزح.. ما التحليل، ما الحجج، ما الخطوات المنهجية، ما التجارب، ما المحاكاة الى آخره. والإجماع الحقيقي هو أن نتفق على مسألة نصل إليها عبر أبواب متفرقة، كما نقرأ {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ} لمحاولة الوصول إلى رأي موحد حول تفسير أحداث مصر وما نزل بهم ..

المهم عندما نقرأ عن النسخ في كتب أصول الفقه، هو نهتم بالقواعد، ثم نبحث عن العلماء الذين طبقوا - بالتنصيص على تطبيق القاعدة - تلك القواعد.. والخلاصة الحتمية: إبطال القرآن بالقرآن، حكاية وهمية .

و السلام عليكم
 
وصلني رد على أصل هذا المنشور من أخر كريم الأخ / عبدالرحمن الجهني أنقله كما وصلني :

((هل يلزم من التدرج في الأحكام النسخ، وقول الله تعالى:”يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا” نموذجا؟ )) انتهى


** وهذا جوابي عليه :


قال الله تعالى ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي﴾ 109 سورة الكهف, وقال الله تعالى ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)﴾ سورة لقمان ..


آيات الله فيها من الفوائد والمعاني والحكم والاحكام مايحتاج معه العلماء الى تأليف صفحات وربما مجلدات في هذه الكنوز من الفوائد والمعاني والحكم والاحكام المستخرجة من آية واحدة من ايات الله فكيف بها كلها .. وجهلُ أحدهم بهذه الكنوز أو ببعضها في آية من ايات الله لايعطيه الحق والشرعية بإلزام احد بجهله ومطالبته بالوقوف فيها عند مبلغ علمه هو (أي الجاهل) في كثير مما احتوته هذه الايات .. فما هي مثلاً الاحكام والفوائد التي استخرجتها انا كمسلم من ايات تحريم الخمر:


1-القياس : علة تحريم الخمر انه (رزق غير حسن,الاثم واثمها اكبر من نفعها, تذهب بالعقل, رجس من عمل الشيطان) وبذلك اذا توفرت هذه العلة باي من الاطعمة والاشربة الحديثة يكون لها حكم الخمر…


قال الله تعالى{وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)} سورة النحل


{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)} سورة البقرة


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} الاية 43 سورة النساء
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)} سورة المائدة


2- الآيات ابتدأت ببيان “علة الحكم” تمهيداً قبل “تطبيق الحكم” في مجتمع حديث عهد بجاهلية .. وهو ما نفهم منه انه (تدرج بتطبيق الاحكام), اذ ان الخمر والربا حرام اصلاً في شريعة الله والكتب المقدسة السابقة ولم يكن حكم او تشريع جديد


** الخلاصة:
* الفرق بين “التدرج بتطبيق الحكم” وبين “نسخ (ابطال) الحكم”؟


التدرج بتطبيق الحكم” هو مراحل تطبيق الحكم في المجتمعات الجاهلية او حديثة العهد بها , و”التدرج بتطبيق الحكم” لايحل حرام ولايحرم حلال ..


أما ما يسمى “النسخ” الذي هو عند جماعة بمعنى “الابطال والازالة” .. فهو ابطال حكم بحكم وآية بآية .. وهو ليس من “التدرج” في شيء بل هو على النقيض ابطال لحكم (في القران) من كونه مباح او حلال الى محرم والعكس


هذا والله اعلم .. واستغفر الله العظيم .. والصلاة والاسلام على خاتم الانبياء والمرسلين واله وصحبه المصطفين الاخيار
 
بسم1
يسعى المبطلون لإلحاق تحريم الخمر بمسألة النسخ (إبطال أحكام الله) ويدعون زوراً بأن الخمر كانت حلالا لسكوت الشارع عن تحريمها أول الأمر فاعتبروه مناقضاً لحرمتها ، كل ذلك سعياً لاثبات وقوع النسخ وذلك محال في هذا المقام البتة ، لأن تحليلها قبلا يعني أنها كانت من الطيبات ثم تحولت فجأة فأصبحت من الخبائث ، ولكنا يعلم أن الخمر خبيثة قبل التحريم وخبيثة بعد التحريم.

النسخ يلزم التعارض:

لاشك أن النسخ هو إبطالُ حكمٍ منصوص بنصٍّ جديد ، ولكي نتوصل لحقيقة النسخ في الآيات الكريمة الخاصة بتحريم الخمر لابد أن نجد نصاً يفيد بحليَّة الخمر حتى نقول أن حكم الحليّة نُسِخَ بحكم التحريم ، وسنستعرض الآيات المدعى إنها منسوخة لنتحقق من أن الخمر قد أحلَّهُ الله في هذه الآيات ثم نَسَخَ الحُكمَ وحرَّمهُ في آية المائدة ، وسنتتبع كل الآيات الكريمة التي تناولت مسألة الخمر ، وسنتتبع مسألة التحليل والتحريم في كتاب الله لنصل لحقيقة النسخ في هذه الآيات المباركات من عدمه.

الخمر محرمة قبل صراحة التحريم :
ينبغي قبل أن نثبت أن الله سبحانه وتعالى لم يحكم بحليّة الخمر في كتابه -حاشاه ذلك- ثم نسخ حكمه وحلّّله ،و ينبغي أن نثبت أن الخمر سبق تحريمها من عدة وجوه قبل آية التحريم الصريحة :

أولاً: أن الخمر حرمها الله في كل شرائعه السابقة لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، ورأينا فيما سبق كيف أن نبينا صلى الله عليه وسلم استقبل القبلة متبعاً لشريعة أخيه موسى عليه السلام حتى أنزل الله قرآنا ينسخ قبلة أهل الكتاب بالكعبة المشرفة وعليه فإن الخمر لم يحلها الله أبداً قبل الإسلام فكيف يدعى أنها أحلت في الإسلام ؟؟ ، والقاعدة تقول أن شرع من قبلنا شرع لنا مالم يرد نص ينسخه.
فحرمة المحرمات في الديانات السماوية المتعاقبة سارية مالم يرد نص ينسخ الحرمة السارية ، ولذلك فقد صرح عيسى عليه السلام بأنه سيضع عن بني اسرائيل بعض ما حملوا ويحل لهم بعض الذي حرم عليهم يقول تعالى: { وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } [آل عمران:50] فلا ينبغي لهم أن يحلوا أو يحرموا من عند أنفسهم إلا بنص شرعي ، والخمر شرعاً محرمة قبل الإسلام فلزم أن تبقى الحرمة سارية لحين نزول نص يحلها. وبالتالي فإن القائلين بالنسخ يلزمهم اثبات وجود نص يحل الخمر لأنها حرامٌ أصلاً وهذا ما لا يتأتَّى أبداً.

ثانياً : أن الخمر (من الخبائث) ، فإن أتينا لحكم الخمر العام فهومحرم ابتداءً لقول الله جل وعلا :{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [الأعراف:157] وهذه الآية وردت في سورة الأعراف التي تحتل المرتبة (39) في تاريخ النزول أي قبل كل السور التي اشتملت على ذكر الخمر (النحل ، النساء ، البقرة ، المائدة) وتضمنت هذه الآية نقطتين ما يحسن لفت الانتباه له:

  • دخول الخمر في المنكر والخبائث أمر مقطوع به وهذا يعني تحريم مسبق للخمر ضمن الخبائث التي أتى صلى الله عليه وسلم لتحريمها.
  • أن الأحكام الشرعية السابقة سارية ما لم يرد نص بتحريمها لذلك كانت شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم امتداداً لما قبلها فتثبت بعضاً من الأحكام وتنسخ أخرى ، فكون الخمر محرمة في مسبقاً في شريعة الله التي افترضها على اليهود والنصارى يعني استمرار حرمتها في شرع نبينا صلى الله عليه وسلم وإلا فينبغي إثبات تحليل الخمر بعد البعثة ثم نقول أنها حرمت بنسخ حكم سابق.


صيغة التحليل في النص القرآني
:

إن ما سبق تحريمه في الديانات والشرائع السابقة لا نجد له سبيلاً لتحليله في كتاب الله إلا بأن يسبقه ما يفيد التحليل فنجده تعالى يسبق الحلال بقوله (أحل لكم ، أحل الله ، أحلل) كقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [المائدة:87] فضلا عن ما تضمنته الآية بأن التحليل يكون للطيبات فقط ويمتنع على الخبائث.

التحريم مثبت في آيات ذكر الخمر
:
لقد علم الله تعالى ثقل الفجأة في الأحكام فلم يصرح في التنزيل الحكيم بالتحريم ولكنه عرَّض به على مستويات عدة بدأت بالتلميح حتى وصلت إلى مرحلة التحريم التام والصريح وفي كل مستوى من مستويات التحريم كان هناك من الصحابة من يمتنع ويترك الخمر بما فقهه من آيات، فآية الأعراف السالفة الذكر كانت أول المستويات للتحريم (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) فهذا أول مستويات التحريم لكل الخبائث ولذلك فإنه يتضمن يتضمن حرمة مستترة للخمر. وفي سورة النحل (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا) ولم تشتمل هذه الآية على أي صورة من صور تحليل الخمر بل كان يصف حال الناس في اتخاذهم للرزق الطيب فسماه (رزقاً حسناً) ووصف اتخاذهم للسكر من ثمرات النخيل والأعناب ، وهذا حق إلى اليوم لم ينتفي ولم يتوقف ، وكان يصف الرزق (بالحَسَنْ) مما يبين أن السكر ليس بحسن ، وهذه الآية لا تعد من آيات الأحكام حتى يستنبط منها حكم أصلاً. وفي سورة البقرة (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا) فهل نقول أن هذه الآية منسوخة ؟؟ لا طبعاً ، فالخمر فيها منافع للناس في تحصيل اثمانها والاستفادة من المحاصيل التالفة وبيعها وشراءها عموماً ، ولكن الله تعالى قدم الإثم ، وعظَّمهُ قبل أن يأتي على ذكر المنفعة فقال تعالى (فيهما إثم كبير) وهذه حرمة ظاهرة بعد الحرمة المستترة ثم ما جاء في سورة النساء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) وهذا حكم سارٍ حتى الآن ، فالخمر محرمة صلاة السكران باطلة ، ولكن هل تقبل صلاة شارب الخمر إن صلى غير سكران ؟؟ ، لا شك أن شرب الخمر لا ينفي امتناع قبول الصلاة سائر اليوم بل وقت السكر فقط ، وهذا حكم سارٍ لم ينتهي بالتصريح بالحرمة التامة. ثم إن هذه الآية درجة أعلى وأظهر من درجات التحريم ، ولو لم ينزل إلا هي لكفت للتحريم التام للخمر لما تتسبب فيه من حجب للمؤمن عن الاتصال بربه حال شربه لها فهذا دليل خبثها لمن في قلبه ذرة شك أو حب لها.

دليل انتفاء التحريم بعد تحليل
:
قال القرطبي رحمه الله: (وإنما نزل تحريم الخمر في سنة ثلاث بعد وقعة أُحُدٍ… وقال ما نصه: وتحريم الخمر كان بتدريج ونوازل كثيرة، فإنهم كانوا مُولَعين بشربِها، وأول ما نزل في شأنها: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ﴾ [البقرة: 219]؛ أي: في تجارتِهم، فلما نزلت هذه الآية تركها بعض الناس وقالوا: لا حاجة لنا فيما فيه إثم كبير، ولم يتركها بعض الناس، وقالوا: نأخذ منفعتَها ونترك إثمها، فنزلت هذه الآية: ﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ [النساء: 43]، فتركها بعض الناس وقالوا: لا حاجة لنا فيما يشغلنا عن الصلاة، وشرِبَها بعض الناس في غير أوقات الصلاة حتى نزلت: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91]، فصارت حرامًا عليهم حتى صار يقول بعضهم: ما حرَّم الله شيئًا أشد من الخمرِ).

ومما سبق ينتفي تماما أي قول بتحليل الخمر في الإسلام ، فقد كان التشريع تحريماً من أوله لآخره ، وينتفي معه أي قول بالنسخ لأن القول بالنسخ يلزم وجود حليّة نسختها حرمة ، والحليَّة لم تكن لا في شرع الأمم السابقة ، ولا بعدها في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يكون الأمر نسخاً ؟ .

فينتفي القول بالنسخ تماماً في مسألة تحريم الخمر، وعلى من يريد إثبات النسخ أن يثبت أن الخمر أخذ حكم الحليّة وهذا ممتنع تماماً عدا أن القول بالتدرج في التحريم يتعارض مع القول بالنسخ أصلاً ، وكل علماء السلف يقولون بالتدرج في التحريم فكيف نجمع بين القول بالتدرج في التحريم وبين النسخ؟. وكل من قال أن الخمر كانت مباحة أول الإسلام فقد افترى على الله الكذب ولزمه الدليل على تحلة الخمر قبل تحريمه هذا والله أعلى وأعلم.


 
أخي عدنان الغامدي
ما هو الحرام، الحرام هو: ما نهى الشارع عنه نهياً جازماً بحيث يؤجر تاركه ويأثم فاعله.
وأنا أتفق معك تماماً أن قوله سبحانه وتعالى:﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾، ليست منسوخة، لأنه كما تفضلت أن من شرب الخمر وقت الصلاة ولم يسكر فصلاته صحيحة، ويأثم على شربه للخمر، ولكن الصحابي الذي كان يشرب الخمر في غير وقت الصلاة قبل نزول آية التحريم النهائية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾، هل كان آثماً، وهل كان يرتكب حراماً، بالتأكيد لا، لأنه لم يكن قد نزل ما يحرّم الخمر تحريماً جازماً، وإلا لاستحق الذم والعقوبة، وبعض العلماء جزاهم الله خيراً سمّى هذه المرحلة بمرحلة العفو، فإذاً قبل نزول الآية الأخيرة لم يكن القرآن قد نزل بتحريمها تحريماً جازماً، فعندما نزل قوله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾، حُرّمت تحريما جازماً، فالمنسوخ في الآية السابقة: ﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾، هو جواز شرب الخمر في غير وقت الصلاة، أو بعبارة أخرى: العفو عن شرب الخمر في غير وقت الصلاة، فأصبح التحريم الجازم والصريح شاملاً لكل وقت.
وقد سبق وقلت أن المنسوخ ليس النص وهو قوله تعالى :
﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾، وإنما المنسوخ هو حكم شرب الخمر في غير وقت الصلاة، فانتقل من العفو إلى التحريم الجازم، أما الآية فليست منسوخة، لأنه كما تفضلت أن شارب الخمر في وقت الصلاة إذا لم يسكر فصلاته صحيحة.
 
أخي عدنان حفظه الله تعالى
قلتَ في مشاركة سابقة:التدرج بتطبيق الحكم” هو مراحل تطبيق الحكم في المجتمعات الجاهلية او حديثة العهد بها , و”التدرج بتطبيق الحكم” لايحل حرام ولايحرم حلال ..
أما ما يسمى “النسخ” الذي هو عند جماعة بمعنى “الابطال والازالة” .. فهو ابطال حكم بحكم وآية بآية .. وهو ليس من “التدرج” في شيء بل هو على النقيض ابطال لحكم (في القران) من كونه مباح او حلال الى محرم والعكس.
وأنا لا أتفق معك في هذا، لأن النسخ هو صورة من صور التدرّج في التشريع، وأنا أتكلم هنا عن النسخ بشكل عام وليس عن النسخ في القرآن الكريم.
ففي التدرّج في تحريم الخمر، نسخ قوله سبحانه وتعالى:
﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾، حكم جواز شرب الخمر وقت الصلاة، أو العفو، أو عدم الإثم، ونسخ قوله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾، جواز شرب الخمر في غير وقت الصلاة، لأن تحريم شرب الخمر وقت الصلاة نزل في الآية السابقة، والنسخ هو رفع للحكم السابق، وهذا ما حصل.
 
أخي الاستاذ جهاد وفقك الله
عندما نحرر المسألة التي نقف عندها ونفترق في فهمها ، هو السؤال :
هل يعني عدم نزول الأمر بالتحريم يعد أمراً بالحلية ؟؟
فإن كان ذلك جوابه نعم فذلك يعني:
أن شرب الخمر يعد قبل تحريمه مما أحله الله للناس.
والربا قبل التحريم مما أحله الله للناس.
والزنا قبل التحريم مما أحله الله للناس.
وقتل النفس قبل التحريم مما أحله الله للناس.
والميسر والقمار كان حلالا طيباً قبل نزول التحريم.
ووأد البنات وقتل الأولاد من الفقر أو خشية الفقر حلال قبل نزول النهي.
وهكذا بقية المنهيات والمحرمات ، ولا شك أن هذا قول باطل لأن شريعة الله النافذة قبل نزول شريعة محمد صلى الله عليه وسلم تحمل تحريم كل تلك الأفعال ، إلا أنها غير ملزمة إلا لمن ألزمه الله بها وهم بنو اسرائيل ، فالقول بالحلية في حين أنها محرمة أصلاً قول خطير لا دليل عليه ، فمرحلة انتظار الحكم لا تعني الحلية البتة بل تعني أنها مازلت لم ينزل فيها كتاب من الله يبين للمؤمنين حرمتها عليهم.
وتختلف الأحكام الشرعية في تراتبها الزمني ، فالتوحيد ونبذ الشرك بالله نزل في أول الأمر وكان ركيزة الدعوة ، ومن بعده بدأت الأحكام الشرعية تترى حكما تلو الآخر ، فخلال الدعوة كانت فترات تتابع الأحكام حسب المصلحة التي علمها الشارع الحكيم فقدم وأخر مما سمي (تدرجاً) حتى اكتملت الشريعة وأتم الله حكمه وفرائضه ، فلا يجب ان يقال بأن فترة التراخي تلك كانت فترة تحليل لتلك المحرمات ، ومن العبث القول أن تلك الأفعال كانت حلالا ثم نسخ الحكم وأصبحت حراماً لأنه لم يتوافر في الأصل حكم حتى يقال ابطل الله حكمه وغيره وبدله .
في حين أن النسخ يتوجب أن يكون ابطال حكم مقرر بحكم آخر ، فطالما لم يصدر حكم بالحلية فكيف تكون المسألة نسخ وإبطال ؟؟
أرجو أن يكون هذا العرض وافياً يوضح وجهة النظر بالصورة التي تستقر في اذهاننا والله الموفق.
 
بسم1
أخى |عدنان
إذا قلنا بأن النص فى الحلية معدوم وأن فعل بعض الصحابة لشرب الخمر فى غير وقت الصلاة كان لعدم وجود نص واضح فى التحريم أيضا وكان فعلهم اجتهاديا ألم يرفع الله عنهم الجناح فى نص واضح لا يحتاج لتأويل فى قوله تعالى{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }ألم ينسخ رفع الجناح من بعدهم؟ بقوله تعالى{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } فتكون الخمر محرمة تحريما قطعيا فى كل الأوقات وعلى كل الناس من عهد الصحابة إلى يومنا هذا فيقع النسخ من هذه الجهة .وإلا يكون رفع الجناح فى واقعة مشابهة
فنحن أمام نص صريح فى تحريم الخمر تحريما لا هوادة فيه وآخر يرفع الجناح عمن طعم الخمر إذا اتقى وأحسن قبل تحريمه فى سياق واحد من الآية (90) إلى الآية (93 ) من سورة المائدة والتعارض يتضح عندما نقول هل يرفع الجناح الآن إذا شرب أهل التقى والإحسان الخمر فى غير وقت الصلاة؟ أم يتعارض مع التحريم القطعى؟فنجد أن التعارض ثابت ولا سبيل إلا وقوع النسخ على رفع الجناح عمن طعم الخمر قبل تحريمه بشكل قطعى فيكون الجناح لازما لمن تمس الخمر فاه على السواء للصالح والطالح بموجب القطع بالتحريم ولوقلنا بغير النسخ تكن الكارثة فى حالة التوفيق فالتحريم على عمومه فى الآية (90)ولا سبيل إلا التخصيص فى الآية (93)ولمن؟ لصفوة عباد الله برفع الحرج عنهم فى هذا المنكر لتكون سنة لمن احسن واتقى من بعدهم هل هذا يرضى الله ورسوله؟وقد حرم ربى الأثم تحريما صريحا وانظر قوله تعالى{قُلْ فِيهِمَا إثْمٌ كَبِيرٌ} وقوله تعالى{قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ} فيكون التناقض مرة أخرى ويستحيل الجمع بين التحريم القطعى فى الخمر ورفع الجناح عن أهل التقوى والإحسان إلا بنسخ الأخير.
هذا والله أعلم

 
أخي عدنان حفظه الله
نحن لا نختلف في حكم تحريم هذه الأمور التي ذكرت في الشرائع السابقة، وقد ذكرت أنها لم تكن ملزمة إلا لبني إسرائيل، أي أنها لم تكن ملزمة لمن أسلم من هذه الأمة قبل نزول تحريمها، وهذا يفسر شرب بعض الصحابة رضي الله عنهم للخمر قبل نزول التحريم النهائي، وأكل بعضهم للربا قبل السنة العاشرة للهجرة، وغير ذلك من القضايا التي كانت تحتاج إلى بيان الحكم النهائي، فكان ما فعله بعض الصحابة رضي الله عنهم يدخل تحت دائرة العفو والمباح، فعندما نزل حكم التحريم نسخ حكم العفو أو الإباحة، وقد قمت بالاستدلال بكلام القرطبي رحمه الله في تحريم الخمر، قال القرطبي رحمه الله: ( وشرِبَها بعض الناس في غير أوقات الصلاة حتى نزلت: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91]، فصارت حرامًا عليهم حتى صار يقول بعضهم: ما حرَّم الله شيئًا أشد من الخمرِ)، أي أنها قبل ذلك ما كانت حراماً عليهم.
 
قوله تعالى في سورة النحل :{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)}
قبل أن أعرضَ كلامَ أهلِ السنة من المُفسرين ,لنقف مع الآيات وقفةَ مُتدبر مُنصف ......
أولا : قبل هذه الآية يقولُ تعالى :{ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)} فدل على أن السياقَ كله مرتبطٌ بالقرآن العظيم .
ثانيا : بعد هاتين الآيتين يقول تعالى :{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)} فالحديثُ عن القرآنِ لا مَحالة ...
ثالثا : قوله تعالى :{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} لا يمكن حملُها أبدا على غير الآية الشرعية بدليل السباق والسياق واللحاق في الآيات .. وبدليل قوله تعالى :{ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } فالإنزال واضح في هذه الدلالة ... وبدليل :{ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ } فهل الافتراء يُطلق على تبديل الآية الحسية يا عُقلاء المسلمين ..!!
رابعا : في سورة البقرة :{ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ } وفي النحل :{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ } فالآيتان دلالتهما واضحة في كون الناسخ والمنسوخ آية شرعية أولاً ..
وفي ختام الآيات يقول تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)}
أليس هذا الختام أوضحَ دلالة على المعنى المُراد .
وإلينا جميعا ما تتابعت عليه تفاسير أهل العلم :
قال ابن عطية رحمه الله في محرره :
وقوله { وإذا بدلنا آية مكان آية } كان كفار مكة إذا نسخ الله لفظ آية بلفظ أخرى ومعناها وإن بقي لفظها ، لأن هذا كله يقع عليه التبديل ، يقولون : لو كان هذا من عند الله لم يتبدل ، وإنما هو من افتراء محمد ، فهو يرجع من خطأ يبدلونه إلى صواب يراه بعد ، فأخبر الله عز وجل أنه أعلم بما يصلح للعباد برهة من الدهر ، ثم ما يصلح لهم بعد ذلك ، وأنهم لا يعلمون هذا.
قال القرطبي رحمه الله :
قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ) قِيلَ: الْمَعْنَى بَدَّلْنَا شَرِيعَةً مُتَقَدِّمَةً بِشَرِيعَةٍ مُسْتَأْنَفَةٍ، قَالَهُ ابْنُ بَحْرٍ. مُجَاهِدٌ: أَيْ رَفَعْنَا آيَةً وَجَعَلْنَا مَوْضِعَهَا غَيْرَهَا. وَقَالَ الْجُمْهُورُ: نَسَخْنَا آيَةً بِآيَةٍ أَشَدَّ مِنْهَا عَلَيْهِمْ. وَالنَّسْخُ وَالتَّبْدِيلُ رَفْعُ الشَّيْءِ مع وضع غير مَكَانَهُ. وقوله: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ) يَعْنِي جِبْرِيلَ، نَزَلَ بِالْقُرْآنِ كُلِّهِ نَاسِخِهِ وَمَنْسُوخِهِ.
قال ابن كثير رحمه الله :
يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ ضَعْفِ عُقُولِ الْمُشْرِكِينَ وَقِلَّةِ ثَبَاتِهِمْ وَإِيقَانِهِمْ، وَأَنَّهُ لَا يَتَصَوَّرُ مِنْهُمُ الْإِيمَانَ وَقَدْ كَتَبَ عَلَيْهِمُ الشَّقَاوَةَ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ إِذَا رَأَوْا تَغْيِيرَ الْأَحْكَامِ نَاسِخِهَا بِمَنْسُوخِهَا قَالُوا لِلرَّسُولِ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ} أَيْ: كَذَّابٌ وَإِنَّمَا هُوَ الرَّبُّ تَعَالَى يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} أَيْ: رَفَعْنَاهَا وَأَثْبَتْنَا غَيْرَهَا.
وَقَالَ قَتَادَةُ: هُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [الْبَقَرَةِ:106] .
فَقَالَ تَعَالَى مُجِيبًا لَهُمْ: {قُلْ نزلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ} أَيْ: جِبْرِيلُ، {مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} أَيْ: بِالصِّدْقِ وَالْعَدْلِ، {لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا} فَيُصَدِّقُوا بِمَا أَنْزَلَ أَوَّلًا وَثَانِيًا وَتُخْبِتُ لَهُ قُلُوبُهُمْ، {وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} أَيْ: وَجَعَلَهُ هَادِيًا [مُهْدِيًا] وَبِشَارَةٍ للمسلمين الذين آمنوا بالله ورسله.
قال في فتح القدير :
وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ هَذَا شُرُوعٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ فِي حِكَايَةٍ شِبْهُ كُفْرِيَّةٍ وَدَفْعِهَا، وَمَعْنَى التَّبْدِيلِ: رَفْعُ الشَّيْءِ مَعَ وَضْعِ غَيْرِهِ مَكَانَهُ، وَتَبْدِيلُ الْآيَةِ رَفْعُهَا بِأُخْرَى غَيْرِهَا، وَهُوَ نَسْخُهَا بِآيَةٍ سِوَاهَا.
قال في التحرير والتنوير :
رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: «كَانَ إِذَا نَزَلَتْ آيَةٌ فِيهَا شِدَّةٌ ثُمَّ نَزَلَتْ آيَةٌ أَلْيَنُ مِنْهَا يَقُولُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: وَاللَّهِ مَا مُحَمَّدٌ إِلَّا يَسْخَرُ بِأَصْحَابِهِ، الْيَوْمَ يَأْمُرُ بِأَمْرٍ وَغَدًا يَنْهَى عَنْهُ، وَأَنَّهُ لَا يَقُولُ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ إِلَّا مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ» اه.
وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ أَحْسَنُ مَا قَالَهُ الْمُفَسِّرُونَ فِي حَاصِلِ مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ. فَالْمُرَادُ مِنَ التَّبْدِيلِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى بَدَّلْنا مُطْلَقُ التَّغَايُرِ بَيْنَ الْأَغْرَاضِ وَالْمَقَامَاتِ، أَوِ التَّغَايُرُ فِي الْمَعَانِي وَاخْتِلَافُهَا بِاخْتِلَافِ الْمَقَاصِدِ وَالْمَقَامَاتِ مَعَ وُضُوحِ الْجَمْعِ بَين محاملها.
وَذُكِرَتْ عِلَّةٌ مِنْ عِلَلِ إِنْزَالِ الْقُرْآنِ عَلَى الْوَصْفِ الْمَذْكُورِ، أَيْ تَبْدِيلُ آيَةٍ مَكَانَ آيَةٍ، بِأَنَّ فِي ذَلِكَ تَثْبِيتًا لِلَّذِينِ آمَنُوا إِذْ يَفْهَمُونَ مَحْمَلَ كل آيَة ويهدون بِذَلِكَ وَتَكُونُ آيَاتُ الْبُشْرَى بِشَارَةً لَهُمْ وَآيَاتُ الْإِنْذَارِ مَحْمُولَةً عَلَى أَهْلِ الْكُفْرِ.
فَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى: نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ إِبْطَالٌ لِقَوْلِهِمْ: إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ [سُورَة النَّحْل: 101] ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى بِالْحَقِّ إِيقَاظٌ لِلنَّاسِ بِأَنْ يَنْظُرُوا فِي حِكْمَةِ اخْتِلَافِ أَغْرَاضِهِ وَأَنَّهَا حَقٌّ.
وَفِي التَّعْلِيلِ بِحِكْمَةِ التَّثْبِيتِ وَالْهُدَى وَالْبُشْرَى بَيَانٌ لِرُسُوخِ إِيمَانِ الْمُؤْمِنِينَ وَسَدَادِ آرَائِهِمْ فِي فَهْمِ الْكَلَامِ السَّامِي، وَأَنَّهُ تَثْبِيتٌ لِقُلُوبِهِمْ بِصِحَّةِ الْيَقِينِ وَهُدًى وَبُشْرَى لَهُمْ. وَالْمُرَادُ بِالْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ آمَنُوا، فَكَانَ مُقْتَضَى الظَّاهِرِ أَنْ يُقَالَ: وَهُدًى وَبُشْرَى لَهُمْ، فَعَدَلَ إِلَى الْإِظْهَارِ لِزِيَادَةِ مَدْحِهِمْ بِوَصْفٍ آخَرَ شَرِيفٍ.
قال أبو السعود رحمه الله :
{ وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءايَةً مَّكَانَ ءايَةٍ } أي إذا أنزلنا آيةً من القرآن مكان آية منه وجعلناها بدلاً منها بأن نسخناها بها { والله أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ } أولاً وآخِراً وبأن كلاًّ من ذلك ما نزلت حيثما نزلت إلا حسبما تقتضيه الحِكمةُ والمصلحة ، فإن كل وقت له مقتضًى غيرُ مقتضى الآخَر ، فكم من مصلحة في وقت تنقلب في وقت آخرَ مفسدةً وبالعكس. { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أي لا يعلمون شيئاً أصلاً أو لا يعلمون أن في النسخ حِكَماً بالغةً ، وإسنادُ هذا الحكمِ إلى الأكثر لما أن منهم مَنْ يعلم ذلك وإنما ينكره عِناداً .
{ قُلْ نَزَّلَهُ } أي القرآنَ المدولَ عليه بالآية { رُوحُ القدس } يعني جبريلُ عليه السلام أي الروحُ المطهّر من الأدناس البشرية ، وإضافةُ الروحِ إلى القدس وهو الطُهْرُ كإضافة حاتم إلى الجود حيث قيل : حاتمُ الجودِ للمبالغة في ذلك الوصفِ كأنه طبعٌ منه ، وفي صيغة التفعيلِ في الموضعين إشعارٌ بأن التدريجَ في الإنزال مما تقتضيه الحِكَمُ البالغة { مِن رَبّكَ } في إضافة الربِّ إلى ضميره صلى الله عليه وسلم من الدلالة على تحقيق إفاضةِ آثارِ الربوبية عليه صلى الله عليه وسلم ما ليس في إضافته إلى ياء المتكلم المبنيةِ على التلقين المحض { بالحق } أي ملتبساً بالحق الثابتِ الموافقِ للحكمة المقتضيةِ له بحيث لا يفارقها إنشاءً ونسخاً ، وفيه دَلالةٌ على أن النسخ حق { لِيُثَبّتَ الذين ءامَنُواْ } على الإيمان بأنه كلامُه تعالى فإنهم إذا سمعوا الناسخَ وتدبّروا ما فيه من رعاية المصالحِ اللائقة بالحال رسَخت عقائدُهم واطمأنت قلوبُهم .
{ وَهُدًى وبشرى لِلْمُسْلِمِينَ } المنقادين لحُكمه تعالى وهما معطوفان على محل ليثبت أي تثبيتاً وهدايةً وبشارةً ، وفيه تعريضٌ بحصول أضدادِ الأمورِ المذكورة لمن سواهم من الكفار .
وختاما : أنا أعلم كما يعلمُ غيري أن هذا النقلَ للذين يؤمنون بآيات الله إعلاما ... ولغيرهم إعلانا وحجة عليهم ... مع أنني أعتقد أنهم لا يريدون أن يصلوا إلى الحقيقة ..بل مرادُهم هو بقاء الموضوع في الهواء مُعلقا حتى حين ... وحينهم معروف .
فلو قام رجل وأنكر وجود المتنبي كشاعر أو أنكر وجود البطالمة كفترة من التاريخ القديم , لاستدعى من أراد أن ُيبرهن أولا- على هذه الحقيقة الحسَ البيئي وتتابع الأجيال على تناقل هذه الحقائق في الأمصار والأعصار .. فكيف ينكر رجلٌ له عقل أن المتنبي أو البطالمة أو بقية الحقائق التاريخية والجغرافية من الواقع؟
وبالمثل فكل جيل من أجيال المسلمين وُلدَ ومات على حقيقة وجود النسخ في كتابات كل العلماء في كل الأعصار والأمصار . ولم يخالف في هذا إلا من هو معروفٌ بالمخالفة كابن بحر !
فَمن هؤلاء ومَن يَتبعون ولمَن يَعملون ....؟!
ولنتبع كلامه عليه الصلاة والسلام « اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِى لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ».رواه مسلم
 
مما يزيدنا اطمئنانا لصحة ما نذهب إليه هو لجوئك للأحاديث الضعيفة لإثبات وجهة نظرك لعدم وجود حديث صحيح واحد يثبت وقوع الابطال في كتاب الله ، وفوق انك استشهدت بحديث ضعيف فلم يكن لك أصلا بل كان عليك
وفوق ذلك تنسى انك استشهدت به فيريد الله أن يظهر ذلك بيدك انت.
وفوق ذلك وبكل جرأة لا تزال تكتب في هذا الملتقى بلا اعتذار ولا شعور بالذنب.
وفوق ذلك ترد في نفس المنشور الذي اشتمل على سقطتك المريعة
هنا :
https://vb.tafsir.net/forum2/thread54291-3.html#post279659

فكيف نقبل منك بعد ذلك قولا ؟؟ فأنت بميزان أهل الجرح والتعديل متروك.
أما كونكر فتحت عينيك على الدنيا فوجدت النسخ موجود وترى أن ذلك يكفي اثباتا على وجود النسخ فمثلك كثير ، فيقول تعالى:
{ بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ } [الزخرف:22]
أما نحن فلا نقول الا ما قال نبينا صلى الله عليه وسلم ولا نثبت الا ما أثبته وننفي ما نفاه ، وأما سواه فيؤخذ من قوله ويرد.
 
بسم1
أخى|عدنان
ألتمس فى حوارك من قبل الجدية والموضوعية وأجدك تخرج عن الموضوع الآن. ياأخى أنت كما تغار على كتاب الله فغيرك كذلك ولكن كل بطريقته وطالما أن العمل لوجه الله عز وجل وجب الانتصار له لا لأنفسنا وفى الأخير نحن إخوة وطلاب علم جمعنا قول الله ورسوله وبخصوص الحديث قمت أنت أيضا بالاستدلال به أخي وقلت:وقد كان استدلالي بهذا الحديث لإثبات انتفاء حجية الظن في ابطال كلام الله وهو مبدأ ثابت أصيل لا يحتاج للاستدلال
فهل نعتزلك الآن؟.
وبعيدا عن الحديث يجب أن تكون الشهادة لله وهى كذلك ومن يكتمها فأنه آثم قلبه.فنحن يأخى لايهمنا عدد الأحكام المنسوخة فى الآيات نحن نبحث معك عن مبدأ النسخ نفسه فأنت تنكره بالكلية ونحن نقر بوجوده ولو فى آية وكلام الأخ بشير يدل على أن السياق العام للآية يشهد بأنها قرآنية فهل لك على ماذكر تعقيب؟ وبالأخص أنه لم يتطرق للحديث.
 
تبعا لما تفضلت به أسألك سؤالا واحدا أعلم مسبقا بأن أحدا لن يجيبه:

هل نسخ القرآن وآياته حقيقة يقينية أم مسألة اجتهادية ظنية ؟؟

من يفيدني بلا لف ولا دوران ولا حيدة ولا تشتيت ؟
 
أخي عدنان ألا تتق الله وتكف عن جدالك العقيم؟

سبحان الله أراك لم تعر اهتماما لآخر تعليق لي في هذا الموضوع، حيث أدليت بعدة ملاحظات، أذكرك بأولاها:

"استطعت أخي عدنان -وللأسف- تغيير مسار النقاش للوجهة التي تريدها أنت، وهذا ليس من الإنصاف في شيء، فموضوع النقاش: هل التدرج يلزم منه النسخ؟ وطرح السؤال بهذه الطريقة تفيد التسليم بوجود النسخ وإلا ما صحت صياغة الموضوع بهذه العبارة، لأنه كما يقول الأصوليون:" الحكم على الشيء فرع عن تصوره"، وإن كانت هذه القاعدة غير منطبقة على كلامي لكنها تدل على ما أريد إيصاله لك.
كان بالإمكان أن تحافظ على مسار النقاش، دون تغيير وجهته، بأن تفتح صفحة جديدة في ملتقانا الكريم.".

اعلم هداك الله أننا نوقن بوجود النسخ ولا نشذ عما قرره العلماء منذ القدم، فلا داعي للاستمرار في جدالك، لأنك لم ولن تفلح في إقناعنا برأيك المناقض لما أجمع عليه العلماء إلا من شذ وندر، ولا عبرة بالنادر كما يقال، لذلك أنصحك أخي أن توجه جهدك ووقتك فيما هو أنفع لك ولهذا الملتقى الكريم.

تصور أخي ثلاث صفحات من ملتقانا معظمها جدال عقيم لا يسمن ولا يغني من جوع، مع أن موضوع النقاش بين واضح، فأرجو أن تكف عن الجدال فيما يتعلق بمسألة النسخ على الأقل هنا، لأنك فعلا غيرت مسار النقاش بشكل شبه كلي، والله المستعان.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله إليكم الأخ الكريم ناصر .. وجعل لكم من اسمكم أوفر الحظ والنصيب.
وأسأل الله أن يقوي القلوب ويثبت الأقدام في تعرية المنكر من القول والزور ...
فلقد وصف القرآنُ المظاهر من زوجته بأنه أتى منكرا من القول وزورا .. فما بال هؤلاء !!
 
الحمد الله وحده وبعد ....

لازالت الحيدة بادية ظاهرة ، فلم ولن تجد من يجيب السؤال البسيط هل النسخ مسألة ظنية أم يقينية لأن مؤدى الجواب معروف وهو نسف فرية الإبطال من أصلها.أما أني نجحت في تغيير مسار النقاش فأقول بل أنا في صلب النقاش وهو فرية الابطال المسماة بالنسخ والتي تعد أخطر فرية على دين الله وأقوى حجة لأعداء الله ، فالمتداخلين الاثنين ليسا ممن نسعى لنقاشهما أو مدارسة دعوى النسخ معهما فأحدهما لا يتورع أن يفتري ويستخدم ضعيف الأحاديث وموضوعها لاثبات وجهة نظره ، والآخر يأنف أن يقول أخطأت ، ففي سبيل تنزيه نفسه يقلب الباطل حقاً ورأينا ذلك ، ولكني أعول على مئات القراء والأعضاء والإخوة والاخوات من المنصفين الذين يسعون للحق فيناقشون ويردون الحجة بالحجة ويأتون بالحقائق والتناقضات فيطرحونها على أرض الحوار وهذا هو النقاش الصحي لأن الأمر ليس حرباً ولا قتالاً.

أخي علي سبيع ..
تعرضت انا والأخ شايب للتخوين وأننا ممن يتلقى الرشى ويدفع له لكي يتبنى موقفاً معيناً من النسخ واتهمنا المدعو بشير بذلك واستخدم قاموساً من الشتائم وكلام السوء ونحن لا يسعنا إلا ان نقول سامحك الله وغفر الله وتجاوز عنا وعنك.
 
بسم1
أخى|عدنان
الحقيقة أخى عدنان نحن أكثرنا من الجدال فى موضوع النسخ والأخ ناصر لديه الحق فى أنك غيرت دفة موضوعه جهة ماتريد وصدرت موضوع فرية ابطال النسخ فى القرآن الكريم بطريقة مستفزة متخطيا بها رقاب أهل العلم من السلف والخلف وهذا مدعاة للجدال والعراك وسوء الظن والسبب يرجع إلى اختلاف المعتقد فى هذه المسألة فأنت تنظر للمسألة من خلال سعة اطلاعك وتحكم عقلك وترفض النسخ فى حكم أنزله الله عز وجل فى كتابه واقفا فى صف الندرة من المتأخرين فلم يكن لك فى هذا الإنكار سلف وتقول ظنى وقطعى مغالطا فهل حكمك بعقلك قطعى؟ فيكون قطعى نزه قطعى؟أم ما تقوم به مجرد اجتهاد يكسوه الظن ؟ومثلك لايجهل أن الله تعبدنا بالظن وقطعى الدلالة فى المسائل العقدية ولذلك تجد تنوع فى المدارس الفقهية والنسخ من المسائل الاجتهادية فلم يكن الاجتهاد فى وهم أو فى غير موجود ولنا فى هذه المسألة سلف ولذلك لن نلتقى أبدا ولو كان اجتهادك لتقليل عدد الآيات المنسوخة عن تسع آيات لساهم معك الجميع بمشاركات مثمرة ولكن الآن نحن فى الشرق وأنت فى الغرب ولذلك يجب أن نتوقف حتى لايسود الملل بفرض موضوع واحد على الملتقى . هدانا الله وإياكم سواء السبيل
 
كيف تريد أخي عدنان من مئات الأعضاء في ملتقانا الكريم أن يدلوا بدلوهم ويناقشوا أمرا أجمع عليه العلماء إلا من شذ، وهذه صفحات ثلاث أوشكت على الامتلاء لننتقل إلى صفحة رابعة، فهل لا زلت تأمل في تدخل بعض الأعضاء ليساندوك في شذوذك ومخالفتك للإجماع؟

يقول شيخ الإسلام عليه رحمة المنان:"وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ولم يسبقه إليه أحد منهم فانه يكون خطأ كما قال الامام أحمد بن حنبل: إياك أن تتكلم في مسالة ليس لك فيها إمام."-مجموع الفتاوى:21/291-.

يقول الشيخ محمد بازمول:"وذلك أن الذي ينبغي للعالم إذا اجتهد في مسألة أن ينظر هل سبقه أحد من السلف إلى هذا الاجتهاد أو لا، فإن لم يجد من سبقه إلى هذا الاجتهاد فليتوقف ويتراجع."-الانتصار لاهل الحديث:187-.

هذا بالنسبة للعالم، فكيف بالنسبة لطالب العلم...؟
ليتنا نعرف قدرنا وقدر علمائنا، والله المستعان.
 
ناصر عبد الغفور: "ويناقشوا أمرا أجمع عليه العلماء إلا من شذ".
يا أخي ، هل نتكلم معكم بلغة فضائية غير مفهومة ؟ عن أي إجماع تتكلم؟ حول ماذا؟ وأين هو؟ هل هذا الإجماع موضوع يمكن التحقق منه بمنهج علمي، أم وهم؟ أم حكاية فما لي أنا وما لحكاية فلان أو علان؟

حي إذن على إثبات هذا الإجماع. وسأسهل عليك الطريق إلى إثباته بتجنب ما سأذكره، فلنبدأ من كتاب الإعتصام في سياق الجمع بين الروايات (فالجمع بين الآيات أولى).
http://library.islamweb.net/newlibr...9&ID=&idfrom=1&idto=145&bookid=109&startno=50


قال المؤلف رحمه الله: قالوا : فهذا تناقض !

قلت: والتناقض شرط أساسي في القول بالنسخ. ولأسهل عليك الطريق، سنتجنب نسخ النص، ونتجنب نسخ الأخبار، ونركّز على نسخ الحكم فقط بحيث يجب تحقق التعارض بين الحكمين، وبالتالي يجب أن تأتي بالآية التي اتفقوا على ورود حكم فيها ؛ وتذكر أنهم اختلفوا في حصر آيات الأحكام.

ثم قال الشاطبي: وكذبوا ؛ ليس ثم تناقض ولا اختلاف ،

قلت : قال كذبوا ولم يقل أخطأوا وللمجتهد المخطئ نصيب، بل كذبوا وهم عنده مبتدعة ، لأن المقام هاهنا إدعاء التعارض في السنة ، فما بالك بادعاء التعارض في القرآن ؟

ثم قال: وذلك أن التعارض إذا ظهر لبادي الرأي في المقولات الشرعية : فإما أن لا يمكن الجمع بينهما أصلا ، وإما أن يمكن : فإن لم يمكن ؛ فهذا الفرض بين قطعي وظني ، أو بين ظنيين ، فأما بين قطعيين ؛ فلا يقع في الشريعة ، ولا يمكن وقوعه ؛ لأن تعارض القطعيين محال . فإن وقع بين قطعي وظني ؛ بطل الظني، وإن أمكن الجمع ؛ فقد اتفق النظار على إعمال وجه الجمع ، وإن كان وجها ضعيفا ، فإن الجمع أولى عندهم ، وإعمال الأدلة أولى من إهمال بعضها .

قلت: أيعقل فعلا أنه لا يمكن الجمع بين الآيات التي قيل عنها ناسخة ومنسوخة، ولا حتى بوجه ضعيف ؟ قال الدكتورعبدالرحمن الشهري : وكذلك لابد من التعارض بين النصين في الظاهر ، أي أنه لا بد أن يكون الناسخ متضاداً مع المنسوخ. وقد تعددت دعاوى النسخ في الكتب التي تعرضت لمسائل النسخ ، وقد رتبها الدكتور عبدالله الشنقيطي وفقه الله على النحو التالي مبتدأً بأكثرها :
1. الدكتور مصطفى زيد ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (293) آية.
.
.
.

13. الدهلوي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (5) آية.
https://vb.tafsir.net/tafsir849/#.WgFdkjvjoy4

فلنأخذ الدهلوي، خذ الآن آية واحدة ناسخة وآية واحدة منسوخة من تلك الآيات، وبيّن لنا إجماع العلماء عليها. سأسهل الطريق مرة أخرى، وأقول: اثبت إجماعا بين عالمين فقط. لكن بشرط تحقق المنهج العلمي فيها، أي يوجد تنصيص على النسخ بمعنى الإبطال، أو التنصيص على التعارض بين الحكمين، ثم التنصيص على تعذر الجمع ولو بوجه ضعيف. سأسهل عليك مرة أخرى: التنصيص على تعذر الجمع؛ بل سأسهل لك الطريق أكثر: أن نقرأ في اجماعهما محاولة ما للجمع.

تفضل يا أخي صاحب "أجمع عليها العلماء".

بيّن، وأظهر، وأفصح، وقل شيئا مفيدا برسم علمي قابل للتحقق ، بعيدا عن حكاية "قيل: أجمع العلماء"، فنحن لسنا مسيحيين، وليس عندنا مجمع نيقية، بل عندنا الدليل والمنهج العلمي والقواعد العلمية والتحقيق والنظر. ولا يجوز أن تذكر "قال الامام أحمد بن حنبل: إياك أن تتكلم في مسالة ليس لك فيها إمام." في هذا السياق لأن الإمام رحمه الله ذاته من قال: "ثلاثة لا أصل لها: التفسير، والملاحم، والمغازي" ، ثم لأن الشاطبي رحمه الله قال: "فقد اتفق النظار على إعمال وجه الجمع" وقد أحسن اختيار اللفظ والمناسبة واضحة لأن الجمع يقوم بالنظر وليس ب "قيل" و "قالوا" و "قال بعضهم" و "أجمعوا على هذا الأمر، حكاه فلان".

ثم، أضيف لك : إن لم تبيّن الإجماع على القول بالنسخ بين عالمين بالشروط العلمية المحددة، فإمامي هو كل إمام أنكره جملة وتفصيلا، بعدهم كل إمام أنكر وقوعه، بعدهم كل من أحكم الذي قيل عنه ناسخ ومنسوخ، بعدهم كل إمام جمع بين ما قيل فيه ناسخ ومنسوخ. فمن يبقى ؟ ستبقى جماعة قالت بالنسخ حكاية ، أو ظنا . فهؤلاء ينتمون إلى فريق محايد ، لأن قولهم إما حكاية وإما ظن والظن ليس باجتهاد علمي أعملوا فيه القاعدة الذهبية ، بل كل واحد منهم يتفق مع القاعدة هو إمامي ، وإلا من شذ منهم في رفض القاعدة.

تفضل ، أخبرنا عن هذا الإجماع ، وسنرى من الشاذ حقيقة لا نظريا وافتراضا وحكاية ، كما سنرى من مع إجماع العلماء حقيقة لا افتراضا وحكاية ووهما.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت استاذي الكريم شايب
فالمسألة لا اجماع فيها بل اضطراب واختلاف وأي اختلاف ، ولهذا سألت سؤالاً حاد عنه الأخوة ولم يجيبوا عنه وهو عن قطعية النسخ وظنيته ، وهاهو الشاطبي يبرز القاعدة التي ننفي إبطال احكام الله بها

[FONT=&quot]فإن لم يمكن ؛ فهذا الفرض بين قطعي وظني ، أو بين ظنيين ، فأما بين قطعيين ؛ فلا يقع في الشريعة ، ولا يمكن وقوعه ؛ لأن تعارض القطعيين محال . فإن وقع بين قطعي وظني ؛ بطل الظني، وإن أمكن الجمع ؛ فقد اتفق النظار على إعمال وجه الجمع ، وإن كان وجها ضعيفا ، فإن الجمع أولى عندهم ، وإعمال الأدلة أولى من إهمال بعضها [/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]

ولا يخفى عليكم بأن أقوى وأبرز أوجه البطلان في مسألة النسخ برمتها هو انشطار اقوالهم الى 13 قولا مختلفاً ، ولا يمكن الجمع بينها لأننا لو فرضنا جدلاً بوقوع النسخ كما يشتهون فقد لزم ذلك أن يكون أحد الأقوال الثلاثة عشر حقاً ثابتاً متفقاً مع مراد الله وحكمه وعندها يكون قول البقية باطلاً وافتئاتاً على الشارع الحكيم وابطالاً لأحكام الله بغير حق.

وعندما تسأل أحدهم أي الأقوال علي أن اتبع ؟؟؟
يقول اتبع ما تطمئن إليه نفسك ، فسبحان الله ، وعجباً من قول كهذا أيبطل المبطلون قول الله اليقيني بالظن ؟ ويجيزون اتباع الظن في اختيار الظن المبطل للحق ؟؟؟
هل بلغ كلام الله حداً من الاستهانة لدرجة كهذه ؟؟؟
هل أحكام الله الثابتة اليقينية اصبحت تنقض باقوال غير معصومين ؟؟
هل يجوز ويصح أن تأطر الناس وتجبرهم على التصديق بالنسخ برغم اضطرابه والخلل البين في أقوال المعتقدين بوقوعه ؟؟؟
وإن كان القول بالنسخ اجتهاداً ومسألة ظنية لماذا لا يسع المبطلين قبول القول بنفي النسخ وتنزيه القرآن الكريم عنه ؟؟ ولماذا تجريم من ينفي هذه الفرية الخبيثة ؟؟
لماذا لا تنزهون الله عن البداء وهو عين النسخ فالقائلين بنسخ قيام الليل يصورون أن الله فرض القيام على الناس فقام من النبي صلى الله عليه وسلم طائفة من المؤمنين وليس كل المؤمنين ثم لما شق على الناس تراجع الله عن حكمه ورفع التكليف عن الناس لما رأى من مشقة ، مناقضاً بذلك قوله جل جلاله (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) فقد كلفها فوق وسعها ثم تاب عليها .

ولي في ما تلا ذلك عودة إن شاء الله
 
بسم1
الأخوان شايب وعدنان ليس بهذه الطريقة يكون النقاش تتحدثان وكأن الوحى يتنزل عليكما وبلهجة تنضح بالتعالى والغرور كيف يتبعكما الناس؟ برجاء فتح موضوع مستقل احتراما لرغبة الأخ ناصر وترك الفرصة لإخوة جدد للنقاش دون حيدة قوله تعالى{وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}وهل قوله تعالى{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } ناسخ أم لا؟ وإذ لم يكن لدينا منطلق واحد كيف يصح النقاش؟من البداية أنتما على أنه لا نسخ فى القرآن بحجة اختلاف آراء العلماء وكأنهم اختلفوا على سراب ونحن نقر به ولو فى آية عملا بقول الثقات من رواة الحديث بسند صحيح وإن كانوا آحادا وعملا بظاهر الآيات فقاعدة النقاش ليست واحدة وهل تحل المشكلة باستقراء الآراء للعلماء؟ وهل تكفل الله عز وجل بحفظ قولهم؟ قال تعالى{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.هدانا الله وإياكم سواء السبيل
 
علي سبيع: وهل تحل المشكلة باستقراء الآراء للعلماء؟ وهل تكفل الله عز وجل بحفظ قولهم؟

هل أفهم أنك تقول أجمع العلماء على "شيء مجهول" لأن الله لم يتكفل بحفظ قولهم؟

ثم، من طلب منك إستقراء آراء العلماء ؟ هذا علم، لكن أنا طلبت شبهة علم فقط، تسهيلا وتيسيرا لإثبات إجماع علماء الأمة على وقوع نسخ الإبطال في القرآن الكريم. أريد إجماع عالمين على وقوع نسخ في القرآن، في ناسخ واحد ومنسوخ واحد، بل سهلت أكثر فقلت في حكم ناسخ وحكم منسوخ، بحيث نقرأ أنهما قالا بالنسخ بعد تنصيصهما على التعارض، وبعد إعمالهما لقاعدة الجمع (ولو بوجه ضعيف) أولى من النسخ.

إذا جئت بهما فسأفهم موقفك، ويكون عندنا حكم مقابل حكم ، فنتنازل عن إطلاق الآية على الحكم في {وإذا بدلنا آية مكان آية}، وسنفهم {نأت بخير منها أو مثلها} من خلال إجماعهما على نفس الموقف من تفضيل بعض كلام الله على بعض ، فيمنع أو لا يمنع، وإن كانت الثانية فالناسخة خير من المنسوخة في ماذا ، بالضبط ؟ في الأجر ، أو أي حاجة ، المهم هل خرجت من محض رأي ، أم كلام لهما فيه دليل. هل تعرف ؟ سأتنازل عن هذه أيضا، "ماشي" هكذا بالعربي.

فمن أين حصدت استقراء آراء العلماء ؟

إذا لم تجد ، والظاهر أنك لن تجد ، فرجاء لا تصدع رؤوسنا بأجمع علماء الأمة على وقوع النسخ في القرآن. ثم يا أخي، لا تتكلم في شيء مطاطي وأنت لا تعلم ما يبنى عليه عند المتطرفين أولا ، والحداثيين ثانيا، والطاعنين ثالثا.

هذه مسألة خطيرة جدا ، لا تترك مجالا للجدال في سبيل الجدال، وبالقص واللصق دفاعا عن شعارات فارغة حقيقة، رغم تكبيرها بمقولات مثل "أجمع علماء الأمة" و "جمهور العلماء".
 
بسم1

شايب زاوشثتي:ادع لنا بالهداية وزادك الله مما أنت عليه.
 
بسم1
أخي علي سبيع وفقه الله
أما قولك بأن لغتنا تنضح بالتعالي والغرور ، وأن الوحي ينزل علينا فلا نقول إلا سامحك الله ، لن تنجح في حرف المسألة عن مسارها ، وسنرد في كل موضوع يتحدث عن النسخ ، أما فتح موضوع جديد فكل تلك الاساليب من اختصاص اخينا الحبيب بشير عبدالعال ، فهو لا يألوا جهداً ولا يعدم وسيلة في تعطيل الحوار ورفع مواضيع عدة في وقت واحد وتحريض ادارة الملتقى وتوجيه ابشع الاتهامات وكل ذلك يذكرني بالمكاء والتصدية فهذه حيلة العاجز التي اثبتت فشلها عبر الأزمان المختلفة ، فتكميم الأفواه ومحاولة فرض الرأي الواحد على بشاعته واثره البالغ السوء في الثقافة والعلوم الاسلامية فلم يعد ينطلي على أحد.
ولكن أؤكد لك أخي الحبيب وله بأننا سنستمر بمشيئة الله في تبيان مقصدنا مرحبين بكل حوار موضوعي يفند أقوالنا ويردها عقلا وشرعاً ، وكلما وجدنا منشوراً يثير قضية النسخ فإنا مؤتمنون على قول الحق أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر ، وليس لقلة سالكي طريق الحق ما يثبطنا ، وليس لعدوان المعتدين باللفظ أو بالوشاية عندنا له رد سوى سامحكم الله وعفى عنكم وغفر لنا ولكم وأظهر لنا ولكم الحق حقاً والباطل باطلاً إنه هو الهادي إلى سواء السبيل.
 
بسم1
أخى عدنان الغامدى
سامح الله الجميع وهذا الموضوع لن يستطيع أحد غلقه ولامنعك من الكلام قل ماشئت وافعل ماشئت فكما تدين تدان.
 
لا يسعني إلا أن أقول للأخوين عدنان وشايب: الحمد لله الذي عفانا مما ابتليتما به...ربما أنت أخ شايب الذي يفهم فهما خارج التغطية، ولا أرى إلا الحمية والتعصب المقيت لرأيك ورأي الأخ عدنان، وهذا ما يحملكما على عدم الورع في الوقوف في وجه كل علماء الأمة، مقتفين بذلك آثار اليهود عليهم لعائن الله المتتالية، فهم الذين أنكروا النسخ من أصله أما أمة الإسلام فلم يشذ منها إلا النادر: أبو مسلم الأصفهاني مخالفا المعتزلة أنفسهم مع أنه من كبارهم، المفكر الإسلامي المعاصر عبد الكريم الخطيب، الشيخ محمد الغزالي المعاصر حيث أنكر وقوع النسخ في كتابه"نظرات في القرآن" وغيرهم ممن شذ وخالف إجماع المسلمين..

وأنا حينما أقول إجماع فالمقصود إجماع العلماء على وجود النسخ وليس في تطبيقاته وهل هذا النص منسوخ أو غير منسوخ، لذا فلا داعي للتعلق بخيوط العنكبوت، فالإجماع حاصل في أصل النسخ، فتنبها هداكما الهادي سبحانه.

وما أحسن ما سطره علامة الحجاز السعدي رحمه الله تعالى:"النسخ: هو النقل، فحقيقة النسخ نقل المكلفين من حكم مشروع، إلى حكم آخر، أو إلى إسقاطه، وكان اليهود ينكرون النسخ، ويزعمون أنه لا يجوز، وهو مذكور عندهم في التوراة، فإنكارهم له كفر وهوى محض.
فأخبر الله تعالى عن حكمته في النسخ، وأنه ما ينسخ من آية { أَوْ نُنْسِهَا } أي: ننسها العباد، فنزيلها من قلوبهم، { نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا } وأنفع لكم { أَوْ مِثْلِهَا }.
فدل على أن النسخ لا يكون لأقل مصلحة لكم من الأول؛ لأن فضله تعالى يزداد خصوصا على هذه الأمة، التي سهل عليها دينها غاية التسهيل.
وأخبر أن من قدح في النسخ فقد قدح في ملكه وقدرته فقال: { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ }."اهـــ.

يقول الخازن رحمه الله تعالى في تفسيره:"والنسخ جائز عقلاً وواقع سمعاً خلافاً لليهود , فإن منهم من ينكره عقلاً لكنه منعه سمعاً , وشذت طائفة قليلة من المسلمين فأنكرت النسخ..." اهــ-تفسير الخازن باب التأويل في معاني التنزيل-..

فلا شك أنكما أخ عدنان وشايب من هذه الطائفة القليلة التي شذت فأنكرت ما اتفق عليه المسلمون، نسأل الله السلامة والعافية.

ويقول السمعاني رحمه الله تعالى:"والنسخ جائز في الجملة باتفاق الأمة . ونسخ القرآن على وجوه :
منها نسخ يوجب رفع التلاوة والحكم جميعا ... ومن النسخ ما يوجب رفع التلاوة دون الحكم وذلك مثل آية ' الرجم ' رفعت تلاوتها وبقي حكمها .
ومنه ما يوجب رفع الحكم دون التلاوة ..."اهــــــ.

اطلعا على أقوال المفسرين لقوله تعالى:" ما ننسخ من آية أو ننسها..."، وانظرا كيف أطبقوا على بكرة أبيهم على ثبوت النسخ بل كيف نقل كثير منهم اتفاق وإجماع المسلمين عليه.

ثم انتقلا من كتب التفسير إلى كتب أصول الفقه وانظرا أقوال أئمة الأصول في تعريفهم للنسخ وثبوته بل والإجماع على ثبوته.

بل كلفا أنسكما بدلا من جدالكما العقيم للبحث عن كلام العلماء في "أهمية علم النسخ"، ولعلي أنقل لكما شيئا من ذلك:

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: " لا يحل لأحد يفتي في دين الله إلا رجلا عارفا بكتاب الله : بناسخه ومنسوخه , وبمحكمه ومتشابهه , وتأويله وتنزيله , ومكيه ومدنيه , وما أريد به , وفيما أنزل , ثم يكون بعد ذلك بصيرا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , وبالناسخ والمنسوخ , ويعرف من الحديث مثل ما عرف من القرآن , ويكون بصيرا باللغة , بصيرا بالشعر , وما يحتاج إليه للعلم والقرآن , ويستعمل مع هذا الإنصاف , وقلة الكلام , ويكون بعد هذا مشرفا على اختلاف أهل الأمصار, ويكون له قريحة بعد هذا , فإذا كان هذا هكذا فله أن يتكلم ويفتي في الحلال والحرام , وإذا لم يكن هكذا فله أن يتكلم في العلم ولا يفتي "اهـــ-الفقيه والمتفقه للإمام الخطيب البغدادي-..

ونقل الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى في جامعه عن الفقيه العلامة يحي بن أكثم التميمي-م242هــ-:"ليس من العلوم كلها علم هو واجب على العلماء وعلى المتعلمين وعلى كافة المسلمين من علم ناسخ القرآن ومنسوخه؛ لأن الأخذ بناسخه واجب فرضا، والعمل به واجب لازم ديانة، والمنسوخ لا يعمل به ولا ينتهى إليه، فالواجب على كل عالم علم ذلك لئلا يوجب على نفسه وعلى عباد الله أمرا لم يوجبه الله أو يضع عنهم فرضا أوجبه الله."اهـــ.

ويقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في بيان أهمية العلم بالنسخ:"معرفة هذا الباب أكيدة وفائدته عظيمة ، لا يستغني عن معرفته العلماء ، ولا ينكره إلا الجهلة الأغبياء ، لما يترتب عليه من النوازل في الأحكام ، ومعرفة الحلال من الحرام..." اهـــ.

سبحان الله، لا أكاد أمر على كتاب إلا وأجد كلمة النسخ أو أحد اشتقاقاتها، لأن أي عالم مصنّف إلا ويعلم أن كتابه موجه لمن يشهد بالله ربا وبالإسلام دينا وبحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وبالتالي فلن يخرق هذا القارئ لكتابه الإجماع ولن يشاقق المسلمين متبعا هواه ومؤلها فكره ومقدسا رأيه وضاربا بعرض الحائط أسياده...

وتهديدك أخ عدنان أنك بالمرصاد لكل من قال بما أجمع عليه المسلمون من ثبوت أصل النسخ لا يستغرب لأنك ممن حمل راية العناد واتبع طائفة الشواذ، كن على يقين أنك ستبوء بالفشل في مهاجمتك هاته ويوما ما ستلقي رايتك وتكون من النادمين لمخالفتك سبيل المؤمنين.

وأخيرا وليس آخرا أذكركما بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة و يد الله على الجماعة"-صحيح الترمذي-.
فإجماع المسلمون على ثبوت النسخ لا يمكن أن يكون ضلالة كما يدل عليه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأخشى أن تكونا برأيكما الغافل وجدالكما بالباطل في زمرة المحادين لكلام سيد المرسلين، فهل من توبة قبل الرحيل؟
 
يا أخانا عبد الغفور! كف عن التحكم.

أبو مسلم الأصفهاني لم ينكر النسخ، وعليه لا تنقل بلا تحقيق ولا نسخ. الأصفهاني أنكر نسخ الإبطال، وبالتالي لن أعلق على أكثر منقولاتك، إذ ليس النقاش هاهنا في النسخ عامة، بل في نسخ الإبطال خاصة. فلا للتوهم، كما توهم إمام المفسرين الطبري صورة للنسخ وبناء على تصوره الوهمي ذهب يعترض على سلفه!

لا أريد ممارسة التحكم معك واعمل القص واللصق، مع "هداك الله" ، وتلك الأساليب الأخرى. أنت في ملتقى علمي، فتكلم بالمنهج العلمي، لا بالخطابة والوعظ:
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن .
والله، إنه: الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن .

قال إمام المفسرين: (لِأَنَّ دَعْوَى الْمُدَّعِي نَسْخَ آيَةٍ يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ غَيْرَ مَنْسُوخَةٍ ، بِغَيْرِ دَلَالَةٍ عَلَى صِحَّةِ دَعْوَاهُ ، تَحَكُّمٌ وَالتَّحَكُّمُ لَا يَعْجِزُ عَنْهُ أَحَدٌ).

نعم، لا يعجز عنه أحد. قال فلان "كان اليهود" إذن سأكتب "كان اليهود" فما بالك بعشرة منهم كلهم قالوا "كان اليهود" ؟ طبعا، سأكتب "كان اليهود".

تقول (وأنا حينما أقول إجماع فالمقصود إجماع العلماء على وجود النسخ وليس في تطبيقاته وهل هذا النص منسوخ أو غير منسوخ .. فالإجماع حاصل في أصل النسخ، فتنبها ..) بل تنبه أنت، فقد قلت لك أن حكاية "أجمع العلماء على وقوع النسخ" حكاية وهمية، فتعود أنت لتؤكد أنها فعلا وهمية، لكن عبر عملية تزيينية تجميلية بغلاف "أصل النسخ"، فأي أصل هذا ؟ فكرة لا صلة لها بواقع الأمر، فهي تخيل إذا، ليس إلا.

وتقول (وما أحسن ما سطره علامة الحجاز السعدي رحمه الله تعالى:"النسخ: هو النقل، فحقيقة النسخ نقل المكلفين من حكم مشروع، إلى حكم آخر، أو إلى إسقاطه، وكان اليهود ينكرون النسخ، ويزعمون أنه لا يجوز، وهو مذكور عندهم في التوراة، فإنكارهم له كفر وهوى محض).

قوله "كان اليهود ينكرون النسخ" مجرد كلام، إذ نقله ولم ينظر فيه ولم يتحقق منه ولا شيء، بل قرأ هنا وهناك، فوجد أكثر من عالم يقول "كان اليهود" فكتب "كان اليهود"، توهما لا غير، فلا تتخيل مثلا أنه عالم يهوديات تعلم علوم لغة الأحبار وفنونهم ومدارسهم وتاريخهم واختلافاتهم حتى صار شيخا فيها، ثم تخرج وألف وكتب "كان اليهود"؛ لا! بل قرأ هنا وهناك كان اليهود، فقال كان اليهود. أما أمر الواقع، فالنسخ الذي ينكره اليهود، ينكره جميع المسلمين، فهل الديانة البهائية ناسخة للإسلام؟ الجواب: لا، وكذلك اليهود رغم اختلافهم في بعض التفاصيل، منهم العيسوية التي نسخت النسخ، أي خصصت نفي النسخ في اليهود، وفي غير اليهود مسألة أخرى.

بل قال الشيخ السعدي ما هو أحسن مما نقلت أنت. قال رحمه الله: (فَبِهَذَا الْجَمْعُ يَحْصُلُ الِاتِّفَاقُ وَالْجَمْعُ بَيْنَ الْآيَاتِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا أَمْكَنَ الْجَمْعُ كَانَ أَحْسَنَ مِنَ ادِّعَاءِ النَّسْخِ، الَّذِي لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ دَلِيلٌ صَحِيحٌ). إيه نعم، كان يعلم أن الجمع أولى، بل كان يعلم أن الجمع بين الأحاديث أولى، بل كان يعلم أن الجمع بين تأويل مجاهد وتأويل ابن عباس أولى، بل إنه كان يعلم أن الجمع بين آراء من أجازوه أولى .. ولو بوجه ضعيف أي مهما أمكن.

ورغم ذلك لم يطبق هذه القاعدة العلمية الذهبية، حيث قال في تفسير البقرة 180: (وَاعْلَمْ أَنَّ جُمْهُورَ الْمُفَسِّرِينَ يَرَوْنَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ الْمَوَارِيثِ، وَبَعْضُهُمْ يَرَى أَنَّهَا فِي الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ غَيْرِ الْوَارِثِينَ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَدُلَّ عَلَى التَّخْصِيصِ بِذَلِكَ دَلِيلٌ، وَالْأَحْسَنُ فِي هَذَا أَنْ يُقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ مُجْمَلَةٌ، رَدَّهَا اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الْعُرْفِ الْجَارِي).

لكن قبل شويه كان يقول الجمع أحسن، بل قال مهما كان!! نسخ كلامه النظري بكلام تطبيقي، وهذا يجوز في الإنسان؛ أما في القرآن فلا {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}، فالإنسان يتوهم وينسى ويغفل ..

وتقول قال علامة الحجاز: ({أَوْ نُنْسِهَا } أي: ننسها العباد، فنزيلها من قلوبهم).

طيب، فلماذا تقول قال السمعاني رحمه الله: (ومن النسخ ما يوجب رفع التلاوة دون الحكم وذلك مثل آية ' الرجم ' رفعت تلاوتها وبقي حكمها) ؟؟

بمعنى آخر، لماذا تنسخ كلام السعدي بكلام السمعاني ؟ أم معك دليل تخصيص؟ ربما قال علامة الحجاز "أي: ننسها العباد، فنزيلها من قلوبهم، إلا ما تعلق بالحكم عامة، و آية الرجم خاصة" ربما، من يدري؟

إقرأ ما تنقل، يا رعاك الله، إقرأ. وفي الحقيقة لا عليك، أنت مخلوق، ويجوز أن تبطل ما تنقل بكلام آخر تنقله، وأما في القرآن فـ{لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}، فالإنسان يتوهم وينسى ويغفل ..

ونعود إلى وهم من توهمات إمام المفسرين. قال رحمه الله: (وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَرْقِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا مُعَاذٍ الْخُرَاسَانِيَّ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} فَأَخْبَرَنَا عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانٍ، قَالَ: مَنْسُوخَةٌ، نَسَخَتْهَا {فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} وَلَا مَعْنَى لِهَذَا الْقَوْلِ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} خَبَرٌ وَالْأَخْبَارُ لَا يَكُونُ فِيهَا نَسْخٌ، وَإِنَّمَا النَّسْخُ يَكُونُ فِي الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ).

إن إمام المفسرين توهم أن الدنيا إذا قالت نسخ فهي لا تريد إلا المعنى الذي اختاره هو، والحقيقة أن كلام سلفه مقاتل بن حيان كلام صحيح وذلك من باب بيان المجمل وهذا يسمى نسخا عند السلف، وهناك من يدعي أن النسخ عند السلف أعم من النسخ عند الطبري والمتأخرين، كأن مراد السلف بالنسخ يشمل الإبطال أيضا، ولا يوجد دليل على هذا الكلام إلا توهم "إجماع العلماء على وقوع نسخ الإبطال".

ولهذا ومن باب التيسير، نحن لا نريد إثبات ما ينسب للسلف، بل لا نطالب بإثبات هذا الإجماع، وإنما نطالب بشيء هو أسهل بكثير:

العالم 1:
الآية ل: ناسخة.
الآية ى: منسوخة.
الجمع: متعذر، وذلك لأن ..
الجمع: فإذا قيل: نقول ..
الجمع: وإذا قيل: نقول ..
الجمع: ...

العالم 2:
الآية ل: ناسخة.
الآية ى: منسوخة.
الجمع: متعذر، وذلك لأن ..
الجمع: فإذا قيل: نقول ..
الجمع: وإذا قيل: نقول ..
الجمع: ...

هذا فقط، والسلام.
 
بسم1​
الحمدلله رب العالمين وبعد
قلت اخي ناصر وفقك الله

ربما أنت أخ شايب الذي يفهم فهما خارج التغطية، ولا أرى إلا الحمية والتعصب المقيت لرأيك ورأي الأخ عدنان
نحمد لله أن يسر لنا استعمال عقولنا التي ميزنا بها عن العجماوات وأن هدانا لما نحن عليه ، أما التعصب والحمية فهي ظاهرة ممن رفض قراءة الحجج والبراهين ورفض المبدأ من حيث هوَ مبدأ لنفي الإبطال عن كتاب الله ، وسنمضي على هذا السبيل حتى نصحح المفاهيم المتوارثة بلا دليل من معصوم ولا دليل من كتاب.


مقتفين بذلك آثار اليهود عليهم لعائن الله المتتالية، فهم الذين أنكروا النسخ من أصله أما أمة الإسلام فلم يشذ منها إلا النادر: أبو مسلم الأصفهاني مخالفا المعتزلة أنفسهم مع أنه من كبارهم، المفكر الإسلامي المعاصر عبد الكريم الخطيب، الشيخ محمد الغزالي المعاصر حيث أنكر وقوع النسخ في كتابه"نظرات في القرآن" وغيرهم ممن شذ وخالف إجماع المسلمين..

حيلة نسبة إنكار النسخ لليهود حيلة فاسدة وقديمة هدفها تخويف الباحثين من فهم النسخ أو استحضار شناعته وبطلانه فيخشون على أنفسهم مشابهة اليهود
والقول أن اليهود ترفض النسخ قول باطل وأتحداك أن تأتيني بآثار من قول اليهود تنكر النسخ ، هم عصبة لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة في عهد المنصور قالت برفض القول بأن القرآن نسخ التوراة وهذا ما نقول أنه هو أصل النسخ ، أما اليهود الذين نعرفهم من عهد موسى وحتى هذا اليوم فهم القائلون بإبطال أحكام الله في التوراة بادعاء الرفع والتبديل والتغيير وهو صورة من صور التحريف التي اشتهروا بها وشابههم مبطلوا القرآن وأحكامه.

إن القول بالنسخ في التوراة فلا يشابه اليهود في ذلك الا المبطلين من المسلمين الذين يبطلون أحكام القرآن فيضربون بعضه ببعض فغيروا حكم الله النافذ بشبهة وأبطلوا ما يصل الى ثلاثمائة آية زوراً وعدوانا على شرع الله ، فهم لا يختلفون في فعلهم هذا عن اليهود الذي حرفوا كتاب الله ليشتروا به ثمنا قليلاً ، فانظر رعاك الله كيف حرمت الأرملة من حقها في السكنى في بيت من توفي عنها بشبهة وتخليط بين آية العدة وبين آية متاع السكنى ، والمستفيد هم أهل الزوج والمتضرر هي هذه الأرملة وقس على ذلك مواضع النسخ الأخرى التي انطوت على نقائص ونعوت خبيثة في حق الله تعالى وفي حق نبيه.
وعليك ان تثبت فساد هذا القول بأخذ عينة من الردود وفحصها ومن ثم وضعها على طاولة النقاش واثبات خطاها ولكنك لا أنت ولا سواك تجرؤون على هذا الفعل.
وإذا قيل ائتونا بحديث صحيح يبطل آية بعينها ويؤيد قولكم في ابطالها واستبدالها بحكم آخر قلتم "ما ننسخ من آية أو ننسها" فأوشكتم على تحطيم الرقم القياسي في الابطال ، وفتحتم باب شر لا يغلق فقريباً يظهر جماعة النسخ بالقياس والنسخ بالإجماع حتى لا يبقى من كتاب الله شيء كما اخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم برفع القرآن في آخر الزمان ، فهكذا يرفع.

وأخيرا وليس آخرا أذكركما بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة و يد الله على الجماعة"-صحيح الترمذي-.
فإجماع المسلمون على ثبوت النسخ لا يمكن أن يكون ضلالة كما يدل عليه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأخشى أن تكونا برأيكما الغافل وجدالكما بالباطل في زمرة المحادين لكلام سيد المرسلين، فهل من توبة قبل الرحيل؟
حسناً أخي ناصر
على أي مذهب من مذاهب المبطلين تريدنا ؟؟ أتريد أن نؤمن بإبطال 300 آية ؟؟ أم 20 آية أو 5 آيات ؟؟
هناك 13 قولاً كلها مبطلة لأحكام الله فأي منها هو الصواب ؟؟ ، وأي منها حق والبقية عندئذٍ لا بد أن تكون باطلة !
فلا يمكن أن تكون كلها حق ، فهل يمكن أن تدلنا على سبيل الحق ؟؟
أم أن المطلوب منا أن نسلك سبيل المبطلين ولو بإبطال آية واحدة فقط ؟؟

 
سؤال لمن يجرؤ على الإجابة :

هل فرض الله قيام الليل ضمن الفروض الخمسة التي فرضت على المسلمين في المعراج ؟؟ وكم بينهما من الوقت إن كانت فرضت لاحقاً؟
 
بسم1​
قال تعالى :
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } [البقرة:219]​

فليتأمل القائلين بالإبطال هذه الآية الكريمة ، فلو كان الخمر مباحا ما سألوا النبي عنه ، فلم يدعوهم للسؤال إلا فطرتهم وعدم وجود حكم بشأنهما فأتى الحكم بأن إثمهما أكبر من نفعهما فامتنع عدد من الصحابة عن شربها تجنبا لهذا الأثم ، فلما نزل النهي كان مؤكدا التحريم فاختتم بسؤال استنكاري (فهل أنتم منتهون) ، اي هل يكفيكم ما نزل فيها الآن عما سبق مما علمتموه من كبر الإثم فيها أفلا تنتهون الآن ؟.
 
الغريب أن الموضوع هو للأخ ناصر ، وكان عن جزئية في موضوع النسخ، فما برح حتى أتى بعض الزملاء يشاكسون في موضوع النسخ ككل في لغة فوقية أبعد ماتكون عن البحث العلمي ، فلما رد عليهم بالعلم ؛ تباكوا لماذا "التحكم" ؟

منطق عجيب !
 
بسم1
الأخ|عدنان
طلبت أن نرد على الحجة بالحجة فلماذا لم تعقب بكلمة واحدة على المشاركة 60؟والآن قلت مفسرا لنا:فأتى الحكم بأن إثمهما أكبر من نفعهما فامتنع عدد من الصحابة عن شربها تجنبا لهذا الأثم.
لماذا لم يتجنبها باقى الصحابة؟
لماذا لم يردههم رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم؟
وما حكم من مات منهم رضوان الله عليهم جميعا وهى فى بطونهم يومى بدر وأحد؟
وهل رفع الجناح عنهم أم لا؟
وهل يرفع الجناح اليوم عن أهل التقوى والإحسان فى هذا المنكر أم لا؟
أجب يرعاك الله موضحا بالأدلة كما قلت سابقا:( دون لف أو دوران أو تشتيت )حتى يتضح الأمر لإخوانك. واعلم أن ماتقوم به أمر جلل ويجب أن تهتم بالإجابة على كل مايطرح عليك من أسئلة ولا تهمل منها شيئا مع مراعاة أنك تخاطب أهل اختصاص فى الأغلب فرأيك وحده قد لا يكفى.هدانا الله وإياكم.
 
أخي علي سبيع
لي بإذن الله عودة ولك كما تعودنا منك حيدة
 
بسم1​
الحمدلله وحده والصلاة على من لا نبي بعده وبعد:
أخي الكريم علي سبيع
برغم أن كل ما تلقي من شُبه هنا وهناك قد سبقت إجابتك في غير موضع ولكن إليك إجابة عن المشاركة التي تفضلت بها فأرجو أن يتسع صدرك لها وأرجو أن يتم التعامل معها بموضوعية حتى نصل للنتيجة المرجوة ونتعرف على الحق لمن لا يعرفه.
إن حكمك الشرعي أخي علي - ولتسمح لي - وحكم كل من فهم فهمك هو أنك مفترٍ يقام عليك الحد بثمانين جلدة ، وهذا ليس قولي ولكنه فعل صحابة رسول الله مع صحابي بدريٍّ تأوَّل كما تأوّلتَ فَجلدهُ عمر رضي الله عنه :
روى الدارقطني قال : حدثنا أبو الحسن علي بن محمد المصري ، حدثنا يحيى بن أيوب العلاف ، حدثني سعيد بن عفير ، حدثني يحيى بن فليح بن سليمان ، قال : حدثني ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس : أن الشُرَّاب كانوا يُضربون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأيدي والنعال والعصي حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانوا في خلافة أبي بكر أكثر منهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان أبو بكر يجلدهم أربعين حتى توفي ، ثم كان عمر من بعده يجلدهم كذلك أربعين حتى أتي برجل من المهاجرين الأولين وقد شرب فأمر به أن يجلد ; قال : لم تجلدني ؟ بيني وبينك كتاب الله ! فقال عمر : وفي أي كتاب الله تجد ألا أجلدك ؟ فقال له : إن الله تعالى يقول في كتابه : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية . فأنا من الذين آمنوا وعملوا [ ص: 225 ] الصالحات ، ثم اتقوا وآمنوا ، ثم اتقوا وأحسنوا ; شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها ; فقال عمر : ألا تردون عليه ما يقول ; فقال ابن عباس : إن هؤلاء الآيات أنزلت عذرا لمن غبر ، وحجة على الناس ; لأن الله تعالى يقول : يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر الآية ; ثم قرأ حتى أنفذ الآية الأخرى ; فإن كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، الآية ; فإن الله قد نهاه أن يشرب الخمر ; فقال عمر : صدقت ماذا ترون ؟ فقال علي رضي الله عنه : إنه إذا شرب سكر وإذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، وعلى المفتري ثمانون جلدة ; فأمر به عمر فجلد ثمانين جلدة
قال ابن عباس : إن هؤلاء الآيات أنزلت “عذرا” لمن غبر .. وقد اقره عمر وعلي رضي الله عنهم جميعا .. قال “عذر” لمن غبر، ولم يقل انها “احلت” لمن غبر ثم نسخت (ابطلت) .. و”العذر” ان شربهم كان قبل نزول الحكم صراحة بالتحريم
إن الله جل وعلا قد أخبرنا وعفوه بعدم مؤاخذة مرتكب الذنب بالجهالة ، ومن غبر هنا أي الغابرين من الناس ومن اجترح الفعل قبل التحريم فيما مضى وهذا لاينطبق فقط على شرب الخمر ، بل ينطبق على كل فعل نزل فيه تحريم وكان الصحابة يأتونه فلما نزل التحريم يغتمون بذلك فأخبر الله بأن ما قد سلف لا تثريب عليه لتحقق الجهالة بالحكم وتأخر الحكم عن الفعل.
ولعلنا نستطلع كتاب الله ونرى حالات أخرى :
يقول تعالى :
{ وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا } [النساء:22]​
فالحكم هنا متعلق بما بعد نزوله ولا تبعةً على ما بعد ذلك ولا يعد من نكح زوج أبيه المتوفى قبل الآية قدة أتى إثماً ، فهل يحق لنا أن نقول أن الله أحل للناس الجمع بين الأختين ونكاح زوج الأب قبل التحريم ؟؟ من يجرؤ الإفتراء بنزول حكم يحل أمراً وهو لم ينزل ؟؟.


{ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ } [الأنفال:38]​
فهل مغفرة الله لمن كفر قبل نزول الحجة حلالاً يجوز إتيانه ؟؟ وهل كل محرم نزل فيه قرآن وكتاب بين يمكن أن نعده حلالاً طيباً قبل نزول الحكم بينما لم ينزل الله ما يحله ؟؟؟.


حتى قوله تعالى : وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [النور:33]​

أي غفور رحيم لمن وقع عليهن الإكراه وليس على من أكرههن ، وغفور رحيم لمن انتهى عن اكراه فتياته على البغاء ولا يعني أن هذا الفعل كان حلالا ثم حرمه الله.

{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } [النحل:119]​
قال صاحب التحرير والتنوير رحمه الله:
فلما ذكرت أحوال أهل الشرك وكان منها ما حرّموه على أنفسهم ، وكان المسلمون قد شاركوهم أيام الجاهلية في ذلك ، ووردت قوارع الذمّ لما صنعوا ، كان مما يتوهم علوقه بأذهان المسلمين أن يحسبوا أنهم سينالهم شيء من غمص لما اقترفوه في الجاهلية ، فطمأن الله نفوسهم بأنهم لما تابوا بالإقلاع عن ذلك بالإسلام وأصلحوا عملهم بعد أن أفسدوا فإن الله قد غفر لهم مغفرة عظيمة ورحمهم رحمة واسعة .انتهى كلامه.


مراحل تحريم الخمر
لقد ضلَّ من قال بأن الله أحل الخمر أو أنزل فيه حكما يجيز للمسلمين شربه وأنه بعد ذلك حرمه ، ذلك أن الله حرم الخمر ثلاث مرات، أولاهاتحريماً ضمنياً غير مباشر بحرمة السكر مع اتيان الصلاة ، والثانية تحريماً ضمنياً مباشراً والثالثة تحريماً قطعياً مباشراً ولنرَ كيف كان ذلك :

فيقول تعالى:
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } [البقرة:219]​
فلو كان عندهم حلالاً ما سألوا النبي عنهما ، ثم هل هناك عاقل يعلم كبر إثم الخمر والميسر ويدعي بعد ذلك حليَّتهُ ، لقد كان هذا الموضع موضع تحريم فالأثم محرم إتيانه ولا يقول بالحلية إلا مفتئت على الله ورسوله يحلل الإثم ويجيز ارتكابه ، وهنا فقد استجاب عدد كبير من الصحابة لهذا التحذير وانتهوا.
ثم أن بعض الصحابة استمر يشرب الخمر بعد ذلك حتى أنزل الله تحريماً قطعياً مباشراً يحمل اللًّوم بصيغة الاستفهام الاستنكاري فيقول تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) المائدة​
فكانت تحريماً مغلظاً ولم تكن هاتين الآيتين تحريماً لحلال سابق البتة ومن قال ذلك فقد أحل الإثم فمن يقبل ذلك ؟؟
وفضلا من الله جل جلاله فقد أنزل قوله تعالى (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ) أي قبل التحريم لئلا يغتم الصحابة بما فعلوه قبل التحريم المغلظ ، وهذه الآية لا تشمل الخمر فحسب ، بل تشمل كل طُعْمٍ نزل فيه تحريم كالميتة والدم والحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما ذبح على النصب وأكل الربا ومال الميسر وكل ما أنزل الله فيه حكماً يتلى
فهل كل تلك المحرمات مما أحله الله قبل نزول التحريم ؟؟ وهل ينام النائم مرتاح الضمير حتى يفتئت على الله بقول كهذا حتى يثبت النسخ الظني المضطرب بأي وسيلة حتى ولو كان بتحليل ما حرم الله !!.

إن سألت فقلت لماذا امتنع عن الخمر طائفة من الصحابة عند نزول التأثيم ولم يمتنع كل الصحابة فأقول لك :
لقد بقي من الصحابة البدريون وغيرهم يشربون الخمر بعد التأثيم وبقي من يشربه حتى بعد التحريم وكان الخلفاء يجلدون ويقيمون الحد على الصحابة ومنهم من تأول كما تأول من سبق ذكره في حديث الدارقطني فهل فعلهم حجة ؟؟ أم كتاب الله وأمره هو الحجة ؟؟
لقد كان التأثيم الغليظ (أثمهما أكبر من نفعهما) كافياً للامتناع عن شربه فحسبك الإثم فيه

وختاماً فإن مسألة رفضنا لفكرة النسخ وإبطال أحكام الله متعلقة بدعوى التعارض بين آيات القرآن الكريم الذي يفضي لأن الآية كذا تنسخ الآية كذا ، وهذا لا يتأتى في مسألة تحريم الخمر ، فلكي تكتمل أركان النسخ ينبغي وجود حكم ناسخ وآخر منسوخ ، أي حكم بالتحريم (ناسخ) وحكم سبقه بالحليَّة (منسوخ) وهذا لا سبيل لإيجاده ولو اعتمدنا على الهوى والظن وقلنا طالما لم ينزل فيها حكم فهي حلال - وهو قول باطل- وجب عندئذٍ القول بحلية الشرك وحلية الذبح لغير الله وحلية قتل النفس والسرقة والسحر وهلم جرا ، فلا ينبغي أن ننتصر لأنفسنا بالباطل ولا ينبغي أن نعسف الآيات ونلوي أعناقها حتى نثبت إبطال احكام الله فنأتي منكراً من القول وزوراً .
والله الهادي إلى سواء السبيل
 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأخ ناصر عبدالغفور /السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أقدمُ لك بالغَ الاعتذار عن هذه المشاركة ...بَيدَ أني مضطر لذلك ...
قمتَ بطرح موضوعك بموضوعية وكان الطرحُ واضحا ....
فقام مُدلسٌ مرابطٌ موظفٌ يَتقاضى راتبا من أجل أن يُعكر ماءَ البحر !
ويبدو أنه يحتاجُ إلى مَزيد من الحوافز ...فزاد في غيه وتجاوزه ..
فقامَ بطريقة غير مَسبوقة طارحا سؤالا بطريقة {مَن يجرؤ } أو {لمن يجرؤ} أن يُجيبَ عليه ...!!!!
ولأنه تَعِس فقد خانَه عقلُه كالعادة... فمَن هو هذا الولد - حتى ينفردَ بسؤال لا يتمكن أحدٌ من الجوابِ عليه ..!!!
ونسي أنه يخاطبُ جُموعا كبيرة من العُلماء الكبار على رأسهم علماء هذا الملتقى الذين يقيمون على إدارته وتسييره بإذن الله .
إن أكثر الناس علما لا يجرؤ أن يُشينَ نفسَه بمثل هذا – فمَن أنت ؟!!
واللغةُ هذه لا تَخرجُ حتى من أجهل الناس ....!!! لكنه أرادَ أن يكونَ حتى دونهم ودونهم ....إلى جانب بُعدِ السؤال عن المَسار ..
قال ابن المبارك رحمه الله : تعلموا العلمَ وتعلموا له الأدب َ..ولم نر لا علما ولا أدبا ...
لقد طلب منك الأخ ناصر عبدالغفور بكل أدب أن تتوقفَ مادمتَ غيرَ معتقدٍ بمشروعية النسخ ...
وطلب منك الأخ عبدالله الأحمد بكل وضوح أن تدخلَ من الباب لا أن تتسلقَ الأسوارَ وتقف تحتَ النوافذ ... فتعاميتَ وقبلها تباكيتَ.!!
وَوجَّه لك الأخ علي سبيع أسئلةً غايةً في الوضوح ففضلتَ الهربَ والتخفي كعادتك – ربما حتى يأتيكَ المَددُ ......
وطلبتُ منك أن تردَ على آية النحل والتي لا تحتمل أيَّ وجهٍ غير التبديلِ الشرعي للآيات ...فدلستَ ومكرتَ وتنكرتَ ...
وأوردتُ آياتٍ من كتاب الناسخ والمنسوخ لابن حزم الظاهري !! رحمه الله فادعيتَ عمى البصر ليجتمعَ لك العَميانِ .....
والحمد لله ليس لي لدي أدنى شكٍ فيك فأنا أعرفُك على حَقيقتك ..
فما قولنا في رجل { يكذب ويتحرى الكذب }
قال تعالى :{ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)}
وفي سورة الأنعام :{ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ..}
لقد تعمدتَ أن تجمعَ بين صنوف الشر من مكر وكذب وتدليس .....
قال القائل :
إذا ما المرءُ أخطأه ثلاثٌ ... ... فَبِعْهُ وَلَو بِكَفٍّ مِن رمَادِ
سلامةُ صَدرهِ والصدقُ منه ... وَكِتْمَانُ السَّرَائِرِ فِي الفُؤَادِ
فما رأيُك في حالك ............!!!!
طلبتم الحُجة فجئناكم بها بفضل الله ..ولم تأتوا إلا بكل غُثاء وعبث,وكلامكم من زبالة العقول ما هو إلا صرير باب أو طنين ذباب .
وأنا لا أشرفُ برؤية مشاركة لك في موضوع خاص بي – أشعر بالإثم لمجرد رؤية اسمك ...
فلا إكراه لأحد على أمر بعينه ولم نطلب منك أن تُغير معتقدك لأنك ربما لاتستطيع .. فهذه قضيتُك ... فليكن لديك من الحياء ما يكفي لتكون معدودا من الأحياء ..
فليست معركةً ولا حزبيةً بل هو ملتقي علمي قائمٌ على الحجة والبرهان .{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ...}
وكما قال الآجريُّ في كتاب الشريعة :
فَمَتَى عَارَضَهُ جَاهِلٌ لَا عِلْمَ مَعَهُ كَانَ مَعَهُ عِلْمٌ يَنْفِي بِهِ الشَّكَّ حَتَّى يَرُدَّهُ إِلَى الْيَقِينِ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ , وَاللَّهُ الْمُوَفَّقِ لِكُلِّ رَشَادٍ .
 
أخي بشير عبدالعال
غفر الله لي ولك ، وعفا عني وعنك وتجاوز عما قلتَ وفعلت إنه هو الغفور الرحيم.
 
بسم1
الأخ |عدنان
كأنى قلت النهى إلى غاية حل لما بعدها كما قال أهل العلم -فتوى بالجلد!!.على العموم ليس هذا موضوع المشاركة 60واضح أننى أثقلت عليك ولكنك ذكرت لنا قولا معتبرا يؤكد على أن الجناح غير مرفوع فى حق من يشرب الخمر الآن ولو كان من المحسنين فقد عوقب من حضر بدرا وشرب الخمر بعد التحريم القطعى لها مستشهدا بالآية (93) من سورة المائدة فهذه الآية تحمل حكما برفع الجناح عن الصفوة من الصحابة رضوان الله عليهم قبل التحريم القطعى للخمر لم يعد معمولا به الآن فهل تتفق معى؟
 
بسم1​
الحمدلله وحده وبعد:

فهذه الآية تحمل حكما برفع الجناح عن الصفوة من الصحابة رضوان الله عليهم قبل التحريم القطعى للخمر لم يعد معمولا به الآن فهل تتفق معى؟

هذا القول باطلٌ قَطعاً ، لأن معنى إبطال هذه الآية هو عودة الإثم على من كان يشربه من الصحابة قبل التحريم في حين أن الله قد سبق وغفر لهم بهذه الآية ، ثم تأتي لتدعي أنها منسوخة فيقفون بين يدي الله ليجدون أن هذا الجناح عاد عليهم ودوِّن في صحائفهم بعد أن كان قد رفع عنهم.
إن هذه الآية باقية إلى يوم القيامة فهي لا تشمل الصحابة الذين رفع الله عنهم الجناح عاذراً لهم بالجهالة فحسب ، بل تنطبق على كل المؤمنين الذين اجترحوا إثم الطعام المحرم بجهالة وليس الخمر فحسب.
فالآية لا ترفع الجناح عن الصفوة من الصحابة فقط كما تقول بل عن كل الصحابة الذين تناولوا الطعام المحرم قبل علمهم بالحكم وبلوغ العلم بالتحريم ، لذا فإن بقاء الحكم حتى قيام الساعة قطعي ويشمل كل من تعاطى محرماً ثم علم بالحرمة بعد ذلك فامتنع ، فيعذر بالجهل وتبدأ مؤاخذته من وقت علمه بالحرمة ، فيدخل في هذه الآية بدون جدال ولا شك.

أما الصحابي الذي جلده عمر فلم يجلده لأن حكم رفع الجناح بَطُل كما اعتقد هو وانت كذلك ، بل لأن حكم رفع الجناح لا يخصه ولا يتعلق به لأنه شرب الخمر عامداً عالماً بحرمتها ، ومحاولتك الفاشلة لاثبات النسخ بهذه الوسيلة هي كمحاولة الصحابي الافلات من الجلد فأضاف عمر رضي الله عنه عقوبة الافتراء بثمانين جلدة أخرى ولو كان الحكم عليك لكان ضعفين لأنك لم تكن من اهل بدر من الصحابة ولست بمتأول مخطئ التبس عليه الأمر.

إن ولعكم أخي علي بإبطال أحكام الله باسم النسخ جعل كتاب الله كله عرضة للابطال متجاهلين الأثر المترتب على تلك الأقوال ، فبهذا المنطق الفاسد أبطل المبطلون نحو 300 آية من كتاب الله عدوانا وزوراً ، وبنفس المنطق يستطيع أي أحد أن يخترع المزيد من الاباطيل لينسبها لكتاب الله فمثلا :

(إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)​
منسوخة بقوله تعالى :

(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)​
وحاشا لله ذلك ، وقس على هذا المثال كل ما اضطربت افهام المبطلين عنده فأبطلوه شبهةً وظناً بلا دليل ، ولعلك تطلع على كتب الناسخ والمنسوخ ومنها على سبيل المثال كتاب الناسخ والمنسوخ لابن حزم الذي يستشهد به الاخ بشير على سبيل المثال ، ولننظر كيف يبطل من عند بنات افكاره بلا دليل ولا مرجع :

سورة الأنعام: مكية غير تسع آيات وهي نزلت ليلا وهي تحتوي على أربع عشرة آية منسوخة: أولاهن قوله تعالى: * (قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ... )

* الآية [15 مكية / الأنعام / 6] منسوخة وناسخها قوله تعالى: * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ... ) * الآية [2 مدنية / الفتح / 48] .

الآية الثانية: قوله تعالى: * (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم) * إلى قوله: * (وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ) * [68، 69 مكية / الأنعام / 6] نسخت بقوله تعالى في سورة النساء: * (فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ... ) * [140 مدنية / النساء / 4] .

الآية الرابعة: قوله تعالى: * (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا ... ) * [70 مكية / الأنعام / 6] يعني به اليهود والنصارى ثم نسخ بعده بقوله تعالى: * (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ... ) * الآية [29 مدنية / التوبة / 9] .

الآية الخامسة: قوله تعالى: * (قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون) * [91 مدنية / الأنعام / 6] نسخت بآية السيف.

الآية السادسة: قوله تعالى: * (فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ) * [104 مكية / الأنعام / 6] نسخت بآية السيف.

الآية السابعة: قوله تعالى: * (وأعرض عن المشركين) * [106 مكية / الأنعام / 6] نسخت بآية السيف.


وهكذا نجد الإبطال لآيات الكتاب بالجملة وافتئات على الله ورسوله بلا حديث صحيح تبطل آيات الله وتعطل أحكامه ، وهذا فقط في سورة واحدة سرداً ، وهو المتأخر عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يسمع منه حتى يقرر أمرا خطيرا كهذا ، أفلا يحق للمسلم الذي يعظم الله ويقف عند حرماته ويخشى عذابه أن يضرب بهذا الكتاب عرض الحائط ؟؟
نسأل الله أن يهدينا وإياكم لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه هو الهادي إلى سواء السبيل
 
بسم1
الأخ|عدنان الغامدى
أنت لا تميز بين إبطال الآية ونسخ حكم منها وتصر على المغالطة والجدال وهذا ليس من الأمانة فى شيئ فنسخ الحكم دون التلاوة فى القرآن الكريم هو موضوع النقاش هذا لا يعنى إبطال الآية بنسخ النص فهو توقيفى كما ورد فلا تلبس الحق بالباطل وتكتم الحق وأنت تعلمه ونسخ الحكم من الآية يعنى أيضا تخصيص لزمن الحكم .وسبب النزول لا خلاف فيه بين أهل العلم والحديث صحيح وعلى هذا المعنى واضح فى رفع الجناح عن الصحابة رضوان الله عليهم فى شربهم للخمر قبل التحريم القطعى له وتبقى الآية شاهدة على ذلك إلى قيام الساعة فالحكم باقى قبل التحريم لكن بعده توقف وشهدت أنت بذلك عندما سألتك ماهو حكم من يشرب الخمر الآن إذا كان من أهل التقوى والإحسان؟ فلم تجد بدا من التعلق بخبر الآحاد وذكرت لنا مشكورا قصة جلد الصحابى بن مظعون الجمحى وهذا ليس له معنى عند من يعقل إلا أنك تؤيد محدودية زمن الحكم دون أن تشعر لكنك تكابر وهذا هو معنى نسخ الحكم بأن يكون معمولا به فى زمن ثم يتوقف ليبدأ حكم جديد فلماذا عوقب الصحابى لأن التحريم القطعى نقل الحكم (النسخ) من اللاجناح إلى الجناح .أما إذا اخذنا بظاهر الآية دون الرجوع إلى سبب النزول ودون العمل بالنسخ فالحكم ظاهر فى رفع الجناح عن أهل التقوى والإحسان فى شرب الخمر وغيره ويكون التحريم القطعى مجرد دعوى مشكوك فيها ويكون التحريم فى الشرائع الأخرى إلا عندنا ولابد من تصادم الأدلة وكيف وقد حرم ربى الأثم تحريما صريحا وانظر قوله تعالى{قُلْ فِيهِمَا إثْمٌ كَبِيرٌ} وقوله تعالى{قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ} فيكون التناقض مرة أخرى ويستحيل الجمع بين التحريم القطعى فى الخمر ورفع الجناح عن أهل التقوى والإحسان إلا بنسخ الأخير من اللاجناح قبل التحريم إلى الجناح بعده. هذا والله أعلم

 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

توقفت عن الحوار لكثرة الأشغال، لكن حاولت أن أقرأ كل ما فاتني من تعليقات الإخوة والأخوات، وتألمت لإصرار الأخ عدنان على الجدال العقيم، وكأنه يريد فرض رأيه الشاذ علينا والله المستعان.
وهذه بعض الملاحظات أسطرها لعلها تجد أذنا واعية:

أولا: استطعت أخي عدنان -وللأسف- تغيير مسار النقاش للوجهة التي تريدها أنت، وهذا ليس من الإنصاف في شيء، فموضوع النقاش: هل التدرج يلزم منه النسخ؟ وطرح السؤال بهذه الطريقة تفيد التسليم أولا بوجود النسخ وإلا ما صحت صياغة الموضوع بهذه العبارة، لأنه كما يقول الأصوليون:" الحكم على الشيء فرع عن تصوره"، وإن كانت هذه القاعدة غير منطبقة على كلامي لكنها تدل على ما أريد إيصاله لك.
كان بالإمكان أن تحافظ على مسار النقاش، دون تغيير وجهته، بأن تفتح صفحة جديدة في ملتقانا الكريم.

ثانيا: أوافق الأخ الكريم محمد عبد الله آل الأشرف على كلمته لما انزعجت من تدخله بخصوص كلمة الرشد، فقال:" لعل تصحيح العبارة أولى من الجدال، ولولا أن الكلمة كانت مضافة إلى الله تعالى ما قاطعت هذا النقاش."، فعلا والله إن تصويب كلمة مضافة إلى الله جل جلاله أولى وأفضل بكثير من الجدال، وأي جدال، طالب علم يناطح الجبال والأئمة الكبار.

ثالثا:أتدري ما السبب في رجوع الأخت بهجة عن تساؤلها؟
أكاد أجزم أنها استعظمت طريقتك في الحوار والتحليل واستخفافك الكبير بعلماء الإسلام، وكيف تتعامل مع النصوص بنظرتك الخاصة دون تقيد بالضوابط التي يجب التقيد بها.

رابعا: سبق أن نبهتك أخي عدنان على تأويلك الباطل لقوله تعالى:"أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون..." في نقاش آخر حول فناء الروح، وبينت لك أن هذا منهج العقلانيين الذين لا يرفعون بالآثار رأسا ولا يقيمون لعلماء التفسير وزنا فيفسرون كلام الله حسب عقولهم المتأثرة بالحضارة الغربية، وقد ذكرت لك نموذجا من ذلك، لكن وللأسف أراك لم تستفد من توجيهي لك، فتماديت في تأويل كلام الله تعالى حسب ما تعتقده أنت، وأخشى أن تدخل بهذا الأمر في سلك أهل الأهواء، فإنهم يجعلون أصولهم ومعقولاتهم وآراءهم هي الأصل المعتمد ثم ينظرون إلى نصوص الوحيين في ضوء هذه الأوصول، فما وافقها منها قبلوه اعتضادا لا اعتمادا وما خالفه منها ردود بأنواع الرد إما بالإنكار وإما بالتحريف الذي يسمونه تأويلا وإما بالتفويض.
فحذاري أخي من تلاعب الشيطان، فإن له مداخل قد لا نتفطن لها، كما فصل ذلك الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في التلبيس له.

خامسا: بالنسبة لكلام ابن عقيل رحمه الله تعالى فكما تعلم المعصوم من عصمه الله وكما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى:" كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم"، مع أنه يمكن توجيه كلامه رحمه الله توجيها صحيحا، فلما هذه الدندنة الطويلة حول كلمته تلك، في الوقت الذي تحمل فيه معول الهدم لتنسف به ما قرره العلماء منذ القدم إلى عصرنا هذا، متهما إياهم تارة بالتضليل والتلبيس بوضع تعاريف مخالفة للحقيقة حتى تأتي أنت لتضع التعريف الصحيح السليم، وبلمزهم بالتناقض والاضطراب تارة أخرى، بل بالتجهيل تارات، وإن لم تقلها بلسان مقالك فقد قلتها بلسان حالك، والله المستعان.

سادسا: لما استدل الأخ علي السبيع بقوله تعالى:" وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)"، كان محقا، لعلك تعود إلى رشدك وتعرف قدرك وتحس بالخطر الذي تحاول إيقاع نفسك فيه بهذا الكيل من الاتهامات والاستخفاف بعلماء الأمة -من حيث لا تشعر-.

سابعا وأخيرا:أذكرك أخي عدنان بكلام الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله تعالى، لعلك تستشعر ما أنت فيه، ولا أقصد أن ما سأنقله لك ينطبق عليك، وإنما من باب التحذير لا غير، يقول رحمه الله تعالى في بيان الباعث على التفسير الإلحادي:

"اندفع هؤلاء النفر من المؤولة إلى ما ذهبوا إليه من أفهام زائغة فى القرآن بعوامل مختلفة، فمنهم مَن حسب أن التجديد ولو بتحريف كتاب الله سبب لظهوره وشهرته، فأخذ يثور على قدماء المفسِّرين ويرميهم جميعاً بالسفه والغفلة ثم طلع على الناس بجديده فى تفسير كتاب الله ... جديد لا تقره لغة القرآن، ولا يقوم على أصل من الدين.
ومنهم مَن تلقَّى من العلم حظاً يسيراً، ونصيباً قليلاً، لا يرقى به إلى مصاف العلماء، ولكنه اغتر بما لديه، فحسب أنه بلغ مبلغ الراسخين فى العلم، ونسى أنه قَلَّ فى علم اللُّغة نصيبه، وخف فى علم الشريعة وزنه، فراح ينظر فى كتاب الله نظرة حُرَّة لا تتقيد بأى أصل من أصول التفسير، ثم أخذ يهذى بأفهام فاسدة، تتنافى مع ما قرره أئمة اللُّغة وأئمة الدين، ولأول نظرة يتضح لمن يطلع عليها أنها لا تستند إلى حُجَّة، ولا تتكئ على دليل...هؤلاء جميعاً خاضوا فى القرآن على عماية، فلم يراعوا فى فهمه قوانين البلاغة، ولم يدخلوا إلى تفسيره من باب السُّنَّة الصحيحة، وحسبوا أنهم أرضوا ضمائرهم، وأنصفوا البحث الحر، والرأى الطليق.
ولولا أن الله قيَّض لهذا الدين رجالاً يدرسونه ببصائر تنفذ إلى لُبابه، ويدفعهم الإيمان والإخلاص إلى أن يبعدوا عنه هذه الخبائث، التى يُراد أن تُلصق به أو تنزل فى رحابه .. لولا هذا لأصاب المسلمين من هؤلاء المضللين شر مستطير، ولنتج عن أفكارهم وأهوائهم فتنة فى الأرض وفساد كبير." اهــ من التفسير والمفسرون.

أذكرك أخي بأنني لا أقصد أنك معني بهذا الكلام وإنما ذكرته محذرا لا واصفا.
والله المستعان.

السلام عليكم الاخ ناصر
الملاحظة رقم ٣ ليست في محلها و ما كان عليك الا ان تسألني و انا ساجيبك......
ان مشاركتي الاولى في عدم فهم العلاقة بين التدرج و مثلها هي ملاحضة لم اتراجع عنها و لكن تراجعت عن المشاركة ( هناك فرق بين التراجع عن الملاحظة و التراجع عن المشاركة) لاني لاريد ان استدرج الى اشياء لا اعرفها و خصوصا ان القضية متعلقة بالنسخ و النسخ من القضايا الخطيرة ....

لم استعظم طريقة اي احد في الحوار لا اخ عدنان و لا غيره فالعظمة لله و حده....
و السلام
 
عودة
أعلى