هل يلزم أن تكون معجزة النبي ( عليه السلام ) مما برع به قومه ؟

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
لقد اشتهر في كتابة من كتب عن معجزات الأنبياء أن ينبه على أن معجزة النبي ( عليه السلام ) تكون من جنس ما برع به قومه ، وهذا الكلام فيه نظر من وجوه :
الأول : أن بعض الأنبياء (عليهم السلام) كان لهم أكثر من معجزة ، ولا يلزم أن تكون كل معجزاتهم هذه من جنس ما برع بها أقوامهم ، ومن ذلك : أن خروج إبراهيم (عليه السلام ) من النار كان معجزة ، فمالذي برع به قومه في هذا المجال ؟!
الثاني : أن من يُمثِّل لهذه المسألة يذكر بروع قوم موسى (عليه السلام ) بالسحر ، وقوم عيسى (عليه السلام ) بالطب ، والعرب بالفصاحة والبلاغة بالنظم وتصريف القول ، فجاءت معجزة كلٍّ من هؤلاء الأنبياء (عليهم السلام) وِفْقَ ما برع به قومه ، وهذا الكلام يدخله النقد السابق ، ويضاف إليه الآتي :
1 ـ من أين جاء أن قوم عيسى (عليه السلام ) برعوا بالطب ؟ إن عيسى (عليه السلام ) قد أرسل إلى بني إسرائيل ، ولم يشتهر عنهم أنهم برعوا بالطب .
ولعل أول من قال بهذا كان في ذهنه أن معجزة نبينا (صلى الله عليه وسلم) الكبرى كانت من جنس ما برع به قومه ، فأجرى ذلك على غيره ، ولما رأى من عيسى (عليه السلام ) إبراء الأكمه والأبرص ظنَّ أن قومه برعوا بالطب .
2 ـ لو كان ما قالوه صحيحًا ، فهل برع قوم عيسى (عليه السلام ) بالكهانة ودعوى علم الغيب ، وهو يقول لهم (وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ) ؟!
صباح الأحد 8 : 11 : 1428
 
منذ زمن بعيد وانا اعتقد بهذا الذي تقول يا ابا عبد الملك
واضيف من الذي قال ان معجزة موسى عليه السلام لها علاقة بالسحر لو سلم جدلا ان بني اسرائيل قد برعوا في السحر؟
ومن معجزات عيسى عليه السلام احياء الموتى فما علاقة هذا بالطب؟
واضيف سؤالا ربما يكون فيه حرج هل البيان القراني من جنس ما برع فيه العرب حتى تاتي المعجزة متوافقة مع ذلك الذي يقولون؟ واذا كانوا برعوا فيه فما الذي اعجزهم عنه؟
لعل لنا لقاء آخر نبث فيه بعض الهموم حول تلك القضية فان في طرحها للبحث خير كثير
وشكرا للاخ الفاضل الدكتور الطيار على ما تفضل به
 
أرى أن هذا ممكن وليس بلازم

أرى أن هذا ممكن وليس بلازم

قبل أن أبدأ في طرح رأيي ... أضيف إلى ما سبق أن بعض الكتاب ذكروا أن معجزة صالح عليه السلام (الناقة) جاءت مناسبة لحالهم في البادية وفي الجزيرة ... واهتمامهم بالإبل.. وهذا - في نظري - بعيد جدا.
وقد وقفت على كلام لابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية بالمعنى الذي ذكره الدكتور مساعد، ولا أدري هل نقله عن غيره أم لا.. وهذا نص كلام ابن كثير - رحمه الله - حيث يقول:
"كانت معجزة كل نبي في زمانه بما يناسب أهل ذلك الزمان، فذكروا أن موسى عليه السلام كانت معجزته مما يناسب أهل زمانه، وكانوا سحرة أذكياء، فبُعِث بآيات بهرت الأبصار، وخضعت لها الرقاب، ولما كان السحرة خبيرين بفنون السحر وما ينتهي إليه، وعاينوا ما عاينوا من الأمر الباهر الهائل، الذي لا يمكن صدوره إلا عمّن أيّده الله وأجرى الخارق على يديه، تصديقا له، أسلموا ولم يتلعثموا.
وهكذا عيسى بن مريم، بُعث في زمن الطباعية الحكماء ، فأرسل بمعجزات لا يستطيعونها ولا يهتدون إليها، وأنّى لحكيم إبراء الأكمه الذي هو أسوأ حالا من الأعمى؟ والأبرص؟ والمجذوم؟ وَمن به مرض مزمن؟ وكيف يتوصل أحد من الخلق إلى أن يقيم الميت من قبره؟ هذا مما يعلم كل أحد معجزة دالة على صدق من قامت به، وعلى قدرة من أرسله.
وهكذا محمد  وعليهم أجمعين، بعث في زمن الفصحاء البلغاء، فأنزل الله عليه القرآن العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، فلفظه معجز، تحدى به الإنس والجن أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة، وقطع عليهم بأنهم لا يقدرون لا في الحال ولا في الاستقبال، فلم يفعلوا ولن يفعلوا…)

وتعليقا على ما سبق ... أقول والله أعلم : أنه لا يلزم أن تكون معجزة النبي أو الرسول من جنس ما برع فيه قومه، وهناك معجزات كثيرة لا علاقة لها بالفن الذي برع فيه القوم.
ولكن ذلك لا يمنع أن تكون المعجزة من جنس ما برع فيه القوم، وهذا قد ينطبق على بعض المعجزات؛ وليس كلها.
ومن الواضح أن المعجزة إذا كان بما يشبه ما برع فيه القوم، فإنه أدعى إلى معرفتهم بحقيقة المعجزة، كما كان من السحرة الذين كانوا أول من آمن بموسى عليه السلام. ثم إن ذلك هو الأنسب في التحدي، إذ التحدي يكون لمن برع في هذا الفن.

وللتفريق بين الأمرين .. أقول: إن من المعجزات ما يكون فيه التحدي، ومثل هذا يكون مما برع فيه القوم.. ومن المعجزات ما يكون آية دالة على النبوة، غير مصحوب بالتحدي وهذا لا يلزم منه أن يكون مما برع فيه القوم..
وكل ما قلته اجتهاد .. فإن أصبت فبتوفيق الله .. وإن أخطأت فأستغفر الله، وأرجو من إخواني المعذرة ..
 
المعجزة والتحدي

المعجزة والتحدي

لقد طرح الأخ الفاضل الدكتور مساعد الطيار موضوعا يستحق التدبر والمناقشة لكن يبدو أن مفتاح فهم ذلك هو معرفة طبيعة المعجزة وهنا أسوق للاستئناس هذا النص للشيخ محمد متولي الشعراوي :"حين ياتي إنسان ويقول إنه رسول من عند الله جاء ليبلغ منهجه ..أنصدقه ؟..أم أننا نطالبه بإثبات ما يقول ؟..إذن كان لابد أن تجيء مع كل رسول معجزة تثبت صدقه في رسالته وفق بلاغه عن الله ..
ومعجزات الله تتميز عن أي معجزات أخرى تمييزا واضحا قادرا .. فهي أولا تاتي وتتحدى من أرسل فيهم الرسول فيما نبغوا فيه ..لماذا ؟ لأن التحدي فيما لاينبغ فيه القوم لا يعتير تحديا ..فمثلا إذا جئنا ببطل العالم في رفع الأثقال ..وتحدينا به رجلا عاديا ..لا يكون هناك مجال للتحدي ..لماذا؟ لأن المتحدى لم ينبغ في نفس جنس العمل الذي أريد أن يتم فيه التحدي ..ولكننا إذا جئنا ببطلين من أبطال العالم ..فإن التحدي يكون بينهما واضحا .. ويكون له معنى ..."
إن المعجزة في الاصطلاح -كما هو معلوم - أمر خارق للعادة مقترن بالتحدي سالم من المعارضة.. فكيف نفهم التحدي دون نبوغ المتحدى في ما تحدي به ؟
 
لقد اشتهر في كتابة من كتب عن معجزات الأنبياء أن ينبه على أن معجزة النبي ( عليه السلام ) تكون من جنس ما برع به قومه ، وهذا الكلام فيه نظر من وجوه :
الأول : أن بعض الأنبياء (عليهم السلام) كان لهم أكثر من معجزة ، ولا يلزم أن تكون كل معجزاتهم هذه من جنس ما برع بها أقوامهم ، ومن ذلك : أن خروج إبراهيم (عليه السلام ) من النار كان معجزة ، فمالذي برع به قومه في هذا المجال ؟!
الثاني : أن من يُمثِّل لهذه المسألة يذكر بروع قوم موسى (عليه السلام ) بالسحر ، وقوم عيسى (عليه السلام ) بالطب ، والعرب بالفصاحة والبلاغة بالنظم وتصريف القول ، فجاءت معجزة كلٍّ من هؤلاء الأنبياء (عليهم السلام) وِفْقَ ما برع به قومه ، وهذا الكلام يدخله النقد السابق ، ويضاف إليه الآتي :
1 ـ من أين جاء أن قوم عيسى (عليه السلام ) برعوا بالطب ؟ إن عيسى (عليه السلام ) قد أرسل إلى بني إسرائيل ، ولم يشتهر عنهم أنهم برعوا بالطب .
ولعل أول من قال بهذا كان في ذهنه أن معجزة نبينا (صلى الله عليه وسلم) الكبرى كانت من جنس ما برع به قومه ، فأجرى ذلك على غيره ، ولما رأى من عيسى (عليه السلام ) إبراء الأكمه والأبرص ظنَّ أن قومه برعوا بالطب .
2 ـ لو كان ما قالوه صحيحًا ، فهل برع قوم عيسى (عليه السلام ) بالكهانة ودعوى علم الغيب ، وهو يقول لهم (وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ) ؟!
صباح الأحد 8 : 11 : 1428

الحمد لله ، ها أنا أقرأ للمرة الأولى تحليلا دقيقا صحيحا يقترب من تحديد مفهوم واضح لمسألة التحدي .. لقد كتبت حول هذا الموضوع بما يتفق مع رأي الدكتور مساعد الطيار في كتابي أسرار ترتيب القرآن قراءة معاصرة المطبوع عام 1994 تحت عنوان : الإعجاز والتحدي .. وكالعادة دائما وجدت الرافضين لكل جديد مسلحين بالموروث في انتظاري ...
وهو ما يحدث معي الآن في موضوع ترتيب القرآن الكريم ..
علي أن أنتظر بضع سنوات ليدرك بعض الناس الحقيقة أو جزءا منها ..
شكرا للدكتور مساعد الطيار .
 
أفكار جريئة

أفكار جريئة

إن هذا الطرح سيكون من ورائه- فعلا - خير كثير لكن الرجاء أن يتم تناوله بالحكمة والبرهان وفسح المجال لنقاش تسوده المودة وتقال فيه الكبوة بما يعود على البحث بفتح مبين على أن لا يعتبر كل قديم باطلا وكل جديد صوابا ...
 
ما المانع أن يكون قول من قال : " إن معجزات الأنبياء تكون من جنس ما برع به قومه " أغلبيا و ليس مطردا ؟

ثم كون السحرة كانوا في قوم موسى أكثر من غيرهم من الأمم هذا أمر ظاهر نوعا ما والله أعلم ،

أرجو من المشايخ الفضلاء إثراء الموضوع أكثر ، من حيث النقل ، ومن حيث التحرير
 
السلام عليكم
الإخوة الكرام مشرفين وأعضاء .

لم يرسل الله مع رسوله موسى عليه السلام آية العصا التي تتحول إلى حية لأن قوم فرعون برعوا في السحر ولكن لهذه الأسباب:
فرعون ادعى أنه إلها ، والإله ينبغي أن يكون ربا خلق ، فالذي خلق هو الذي ينبغي أن يكون له الأمر (إله). فآتى الله رسوله موسى آية يتبين منها عملية خلق كائن حي من مادة ميتة ، فإن كنت يا فرعون ربا فاخلق وهب الحياة لما خلقت ، فإن فعلت عندئذ تستحق أن تكون إلها.
وليبرهن لفرعون أن الذي خلق من العصا حية هو رب موسى ورب العالمين فإنه آتى موسى آية في نفسه (يدخل يده في جيبه تخرج بيضاء من غير سوء، فإن كنت يا فرعون ربا وإلها فافعل مثل ذلك في موسى أو في غيره.
ولو ذهب موسى إلى فرعون وهو مازال ثقيل اللسان يتأتأ في الكلام لسخر فرعون من موسى وقال له : لو كان ربك هو الذي كلمك لأصلح العيب الذي في لسانك.
ولو ذهب موسى إلى فرعون لوحده لقال فرعون ومن معه : لو كان موسى صادقا لجاء معه أخوه مصدقا له ولما اكثرت بما يمكن أن أفعل بهما لأن إلههما معهما.

إذن فكل الآيات جاءت لتكذب ألوهية فرعون ، لو كنت يا فرعون إلها
لكنت تعلم الغيب ولعلمت أن الصبي الذي ربيته سيكون عدوا لك.
ولو كنت يا فرعون إلها لكنت تعلم الغيب ولعلمت أن امرأتك ستؤمن بموسى.

الحكمة تقتضي أن يكون الوحي من الله إلى موسى بالتكليم المباشر لأن المرسل إليه يدعي أنه إلها، فلو كان الوحي من الله إلى موسى بواسطة جبريل لقال فرعون لموسى : كذب عليك جبريل هذا فلا إله غيري.
 
باركم الله في الجميع .
ان هذا الموضوع يحتاج الى مراجعة لمظان الكتب وامهاتها ... بل مراجعة اهل التخصص من الفن بهذا العلم .
اود ان اسمع المزيد ....
واود ان اسمع سائلا فضيلة الدكتور : جمال ابو حسان فيما طرح بقوله : ((واضيف سؤالا ربما يكون فيه حرج هل البيان القراني من جنس ما برع فيه العرب حتى تاتي المعجزة متوافقة مع ذلك الذي يقولون؟))
ما المانع من ان يكون البيان العربي لسان القوم ونزل القران معجزة ....
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
جزاك الله أستاذنا الفاضل الدكتور مساعد حفظك الله ورعاك
أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نص وبين مايغنينا عن كثير من الاجتهاد في المسألة حيث قال: ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة .الحديث والفهم المتبادر من هذا النص أن المعجزة إنما تساق لتكون شاهد صدق للرسول في دعواه النبوة فلا يشترط كونها مما برع به القوم كما لا يمنع من ذلك وإنما يشترط فيها أن تكون كافية في إقامة الدلالات والبينات وحجة بالغة تبلغ بالمرسل إليهم مقام الإيمان بالله وبالرسول وبما جاء به.
ثانيا أن ما تميزت به معجزته صلى الله عليه وسلم هو أنها كانت وحياً يتلى عليهم إلى يوم القيامة وفيه من الدلالات ما يكفي لإيمانهم وتحقيق اتباعهم واستجابتهم بدليل قوله تعالى :(أولم يكفهم أنا أنزلنا إليك الكتاب يتلى عليهم) ..
فلذا أقول يشترط في المعجزة أن يكون فيها الكفاية لإقامة البرهان والحجة بما يعقلونه ويتيقنون أن ما جاء به الرسول هو الحق من ربهم
 
أرى أن ما ذكره الدكتور صالح صواب ، والأخ جاسم آل سحاق من أن ذلك ممكن وليس بلازم ، أو أنه أغلبي وليس مطردا قد قارب الحقيقة والصواب
وقد وقفت على كلام لابن قتيبة ذكر فيه هذه المسألة فقال متحدثا عن فضل القرآن وإعجاز فقال " ... فجعله -يعني القرآن- عَلَمَه كما جعل عَلَمَ كل نبي من المرسلين من أشبه الأمور بما في زمانه المبعوث فيه ، فكان موسى عليه السلام فلق البحر واليد والعصا وتفجر الحجر في التيه بالماء الرواء إلى سائر أعلامه زمن السحر .
وكان لعيسى عليه السلام إحياء الموتى وخلق الطير من الطين وإبراء الأكمه والأبرص إلى سائرأعلامه زمن الطب ... " تأويل مشكل القرآن ص : 12
 
الحمد لله

سؤال أخينا الفاضل هل يلزم أن تكون معجزة النبي مما برع فيه قومه.....لو أردنا أن نفصله لكان التقدير:

هل يلزم الله أن يجعل معجزة الرسل من جنس ما برع فيه المرسل اليهم?

لا احد يجادل في أن الله تعالى لا يسأل عما يفعل...فضلا على ان يلزمه أحد بشيء....تعالى ربنا علوا كبيرا.

ثانيا المعجزة من النبي قد تكون أمرايخالف النواميس الطبيعية و السنن الكونية دونما حاجة الى اشترط تفوق المرسل اليهم فيما يشبه هذه

المعجزة....فيكفي ان تخرق هذه المعجزة القوانين الكونية الثابتة كعدم الاحتراق بالنار لابراهيم عليه السلام....او انشقاق القمر لمحمد صلى الله

عليه و سلم.....او ضرب ميت ببعض بقرة كما لموسى.. والطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم من الايات التسع التي اوتيها موسى عليه

السلام...

وهذا أمر ظاهر و الله أعلم
 
أشكر الإخوة على التفاعل مع الموضوع ، وأطرح هنا أمرين :
الأول : ما لاحظه الاخ المجلسي الشنقيطي دقيق ، ولكن ليس هو مرادي / ولا من مراد من أطلقه قبلي ، وإنما المراد أنه من لوزم المعجزة ، لا مما يلزم على الله تعالى الله علوًّا كبيرًا .
ثانيًا : ما نقله الأخ أبو صفوت عن ابن قتيبه رأيت أصله عند شيخه المعتزلي الجاحظ ، فقد قال في فصل من صدر رسالته في خلق القرآن : (ولما كان أعجب الأمور عند قوم فرعون السحر، ولم يكن أصحابه قط في زمان أشد استحكاماً فيه منهم في زمانه، بعث الله موسى عليه السلام على إبطاله وتوهينه، وكشف ضعفه وإظهاره، ونقض أصله لردع الأغبياء من القوم، ولمن نشأ على ذلك من السفلة والطغام.
لأنه لو كان أتاهم بكل شيء، ولم يأتهم بمعارضة السحر حتى يفصل بين الحجة والحيلة، لكانت نفوسهم إلى ذلك متطلعة، ولاعتل به أصحاب الأشغاب، ولشغلوا به بال الضعيف، ولكن الله تعالى جده، أراد حسم الداء، وقطع المادة، وأن لا يجد المبطلون متعلقا، ولا إلى اختداع الضعفاء سبيلاً، مع ما أعطى الله موسى عليه السلام من سائر البرهانات، وضروب العلامات.
وكذلك زمن عيسى عليه السلام كان الأغلب على أهله، وعلى خاصة علمائه الطب، وكانت عوامهم تعظم على ذلك خواصهم، فأرسله الله عز وجل بإحياء الموتى، إذ كانت غايتهم علاج المرضى.
وأبرأ لهم الأكمه إذ كانت غايتهم علاج الرمد، مع ما أعطاه الله عز وجل من سائر العلامات، وضروب الآيات؛ لأن الخاصة إذا بخعت بالطاعة، وقهرتها الحجة، وعرفت موضع العجز والقوة، وفصل ما بين الآية والحيلة، كان أنجع للعامة، وأجدر أن لا يبقى في أنفسهم بقية
وكذلك دهر محمد صلى الله عليه وسلم، كان أغلب الأمور عليهم، وأحسنها عندهم، وأجلها في صدورهم، حسن البيان، ونظم ضروب الكلام، مع علمهم له، وانفرادهم به. فحين استحكمت لفهمهم وشاعت البلاغة فيهم، وكثر شعراؤهم، وفاق الناس خطباؤهم، بعثه الله عز وجل، فتحداهم بما كانوا لا يشكون أنهم يقدرون على أكثر منه). وهي موجودة ضمن رسائل الجاحظ .
وأقول : إن هذا الافتراض لا زال يحتاج إلى دليل ، وما دمنا نرى أن كثيرًامن آيات الأنبياء ليست على هذا الافتراض ، فلماذا نلتزم به .
 
قبل أن أبدأ في طرح رأيي ... أضيف إلى ما سبق أن بعض الكتاب ذكروا أن معجزة صالح عليه السلام (الناقة) جاءت مناسبة لحالهم في البادية وفي الجزيرة ... واهتمامهم بالإبل.. وهذا - في نظري - بعيد جدا.
وقد وقفت على كلام لابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية بالمعنى الذي ذكره الدكتور مساعد، ولا أدري هل نقله عن غيره أم لا.. وهذا نص كلام ابن كثير - رحمه الله - حيث يقول:
"كانت معجزة كل نبي في زمانه بما يناسب أهل ذلك الزمان، فذكروا أن موسى عليه السلام كانت معجزته مما يناسب أهل زمانه، وكانوا سحرة أذكياء، فبُعِث بآيات بهرت الأبصار، وخضعت لها الرقاب، ولما كان السحرة خبيرين بفنون السحر وما ينتهي إليه، وعاينوا ما عاينوا من الأمر الباهر الهائل، الذي لا يمكن صدوره إلا عمّن أيّده الله وأجرى الخارق على يديه، تصديقا له، أسلموا ولم يتلعثموا.
وهكذا عيسى بن مريم، بُعث في زمن الطباعية الحكماء ، فأرسل بمعجزات لا يستطيعونها ولا يهتدون إليها، وأنّى لحكيم إبراء الأكمه الذي هو أسوأ حالا من الأعمى؟ والأبرص؟ والمجذوم؟ وَمن به مرض مزمن؟ وكيف يتوصل أحد من الخلق إلى أن يقيم الميت من قبره؟ هذا مما يعلم كل أحد معجزة دالة على صدق من قامت به، وعلى قدرة من أرسله.
وهكذا محمد  وعليهم أجمعين، بعث في زمن الفصحاء البلغاء، فأنزل الله عليه القرآن العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، فلفظه معجز، تحدى به الإنس والجن أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة، وقطع عليهم بأنهم لا يقدرون لا في الحال ولا في الاستقبال، فلم يفعلوا ولن يفعلوا…)

وتعليقا على ما سبق ... أقول والله أعلم : أنه لا يلزم أن تكون معجزة النبي أو الرسول من جنس ما برع فيه قومه، وهناك معجزات كثيرة لا علاقة لها بالفن الذي برع فيه القوم.
ولكن ذلك لا يمنع أن تكون المعجزة من جنس ما برع فيه القوم، وهذا قد ينطبق على بعض المعجزات؛ وليس كلها.
ومن الواضح أن المعجزة إذا كان بما يشبه ما برع فيه القوم، فإنه أدعى إلى معرفتهم بحقيقة المعجزة، كما كان من السحرة الذين كانوا أول من آمن بموسى عليه السلام. ثم إن ذلك هو الأنسب في التحدي، إذ التحدي يكون لمن برع في هذا الفن.

وللتفريق بين الأمرين .. أقول: إن من المعجزات ما يكون فيه التحدي، ومثل هذا يكون مما برع فيه القوم.. ومن المعجزات ما يكون آية دالة على النبوة، غير مصحوب بالتحدي وهذا لا يلزم منه أن يكون مما برع فيه القوم..
وكل ما قلته اجتهاد .. فإن أصبت فبتوفيق الله .. وإن أخطأت فأستغفر الله، وأرجو من إخواني المعذرة ..

بارك الله فيكم شيخنا الفاضل، كلام يُكتب بماء الذهب، وربما يصلح أن نمثل بمعجزتين من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، الأولى: القرآن الكريم، حيث تحدى الله به العرب الفصحاء البلغاء أصحاب المعلقات التي علقوها على البيت العتيق، ومع ذلك قال الوليد بن المغيرة: "سمعت منه -يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم- كلاما ليس من كلام الإنس ولا من كلام الجن، والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى".
فهذه المعجزة البيانية قد تحدى الله تعالى بها العرب بأن يأتوا بسورة من مثله، أو آيات على الأقل، فعجزوا عن ذلك، فحصل الإعجاز، والحمدلله، وهذا من باب التحدي، لأن القرآن من جنس ما برعت به العرب آنذاك.
ولنأخذ في الجانب الآخر، المعجزة الأخرى: معجزة إنشقاق القمر، فهل كان من عادة العرب شق القمر أو السيطرة على غيره من الكواكب؟! بل كانوا يعبدونها: "مطرنا بالكوب.."، فهنا يتجلى الفرق بين المعجزتين، فانشقاق القمر، وتسبيح الحصى بين اليدين الشرفتين، وغيرها من المعجزات، وإن كانت تحمل وجها من وجوه التحدي، لكن يغلب عليها الطابع التعجيزي منذ الوهلة الأولى، ومصداق ذلك -أي تفاوت أنواع المعجزات من نوع من جنس ما برع به قوم النبي ونوع آخر معجز من غير ما برعوا به- مصداق ذلك قوله تعال: ((إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين))، فدل على أنه إن شاء جل جلاله لنزل عليهم آية لا يستطيعون معها جحودا ولا استكبارا، وقال تعالى: ((وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون)).

هذا فما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ وزلل، فمن نفسي ومن الشيطان، وجزى الله شيخنا الكريم فضيلة الدكتور مساعد الطيار خيرا على هذه المواضيع الغنية بالعلم والتفكر في آيات الله، وزاده الله علما ونورا.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، والحمدلله رب العالمين.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لا يلزم أن تكون معجزة الأنبياء عليهم السلام فيما برع فيه قومهم فقط .. وهذا لا ينفي أن تكون المعجزة فيما برع فيه قومهم .. وعلى هذا يمكن أن نقسم المعجزات على قسمين (معجزات على العموم) و(معجزات على الخصوص)

المعجزات على العموم:
هي الإتيان بما يعجز عنه عموم البشر، وما ينقض نواميس الكون والطبيعة.

فالنار تحرق البشر .. وهذا ناموس عام يعجز البشر عن إتيانه .. فتأتي المعجزة فتغير من ناموس الطبيعة .. وهذه معجزة عامة تشمل البشر جميعا كما في معجزة خروج إبراهيم عليه السلام من النار سالما

الإسراء والمعراج وشق القمر من المعجزات العامة والتي يعجز البشر بعمومهم في كل زمان ومكان عن الإتيان بها

المعجزات على الخصوص:
هي الإتيان بما يعجز عنه قوم في أمر برعوا ونبغوا فيه .. كما برع العرب في اللغة العربية فجاء القرآن معجز لهم

فبني إسرائيل عبر كل زمان ومكان برعوا في السحر وفنونه ما لم يحصل لأحد غيرهم .. هذا وإن كان السحر قد عرف من قبلهم من خلال المجوس .. فاتبعوا ما تتلوا الشياطين من السحر .. قال تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة: 102].

حتى ظهرت منهم فرقا صوفية باطنية بنيت على السحر مثل (الكابالا Kabbalah) ولها كتاب من عدة مجلدات ضخمة تضم الكثير من فنون السحر وتعاليمه يسمى (الزوهار Zohar)

[align=center]
sefer_zohar_2.jpg

كتاب الزوهار[/align]

فجاءت معجزة موسى عليه السلام فنقضت السحر وأبطلته ..
قال تعالى: (فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) [يونس: 80: 82]

ففرعون وسحرة فرعون كانوا من بني إسرائيل .. لأن الأمر بالخروج شملهم مع قوم موسى عليه السلام

قال تعالى: (قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى) [طه: 63].

والأمر بالخروج شمل فرعون نفسه، فقد تكلم فرعون عن الخروج بصيغة الجمع (لِتُخْرِجَنَا) بحيث يشمل الخروج فرعون وملأه وقومه وبني إسرائيل، قال تعالى: (قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى) [طه: 57]. وتارة تكلم بصيغة الجمع بحيث يشمل الخروج الملأ حوله (يُخْرِجَكُم)، قال تعالى: (قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ) [الشعراء: 34، 35]. نفهم من صيغة الجمع هنا أن فرعون كان مخاطبا بالخروج مع بني إسرائيل، أي أن فرعون كان ملكا من ملوك بني إسرائيل، مما يلزم منه أن قوم موسى منهم من وصلوا إلى سدة الحكم، فكان منهم ملوكا، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ) [المائدة: 20]. فقوله (وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا) اختلف المفسرون في تأويلها، فلم يتفقوا على قول جامع، ولم يصلوا إلى معنى يستقيم مع ظاهر النص، والذي يشير إلى أن من بني إسرائيل من جعلهم الله ملوكا يحكمون البلاد بعد أن جاؤوا من البدو، بداية من يوسف عليه السلام الذي كان عزيزا على خزائن الأرض، وآخرهم كان فرعون في زمن موسى عليه السلام، وبينهما ملوكا لا نعلم لهم سميا.

فلو احتمل قوله تعالى (وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا) معنى مغاير لمعنى الوصول إلى سدة الحكم، لبطل المعنى تماما، لأن فرعون استعبد بني إسرائيل، قال تعالى: (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ) [الشعراء: 22]، فلا يستقيم المعنى أن يكونوا عبيدا وملوكا في آن واحد، إلا في حالة تفرق بني إسرائيل شيعا، شيعة المؤمنين، وشيعة الكافرين، فيعلو بعضهم على بعض، وهذا ما ثبت في حق فرعون، قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 4]. وقوله تعالى (شِيَعًا) يفيد الكثرة وتعدد الشيع، لكن فرعون استضعف طائفة منهم، ألا وهي طائفة المؤمنين من بني إسرائيل، بينما باقي الشيع يعبد كل منهم إلاها من آلهة فرعون المتعددة تقربا إليه من دون الله تبارك وتعالى، فكانوا على ملة واحد من الكفر، وموالية لفرعون ضد شيعة المؤمنين، قال تعالى: (وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ) [الأعراف: 127].

وجاء سليمان عليه السلام فسخر الله له الشياطين وكان الجن المؤمن من جنوده .. وكشف زيف تسخير السحرة للجن

وجاء عيسى عليه السلام بمعجزات الشفاء وإحياء الموتى .. فكشف زيف وبطلان السحر الطبي Shamanism .. أو التداوي والعلاج بواسطة السحر

هذه كلها معجزات على الخصوص لا تنفي المعجزات على العموم .. كأصحاب الكهف .. وطوفان نوح .. والإسراء والمعراج .. كلها لا علاقة لها فيما برع فيه القوم .. لذلك يجب تقسيم المعجزات .. لا حصرها في وحدة واحدة
 
أخي الكريم جند الله
قولكم : ( وجاء سليمان عليه السلام فسخر الله له الشياطين وكان الجن المؤمن من جنوده .. وكشف زيف تسخير السحرة للجن

وجاء عيسى عليه السلام بمعجزات الشفاء وإحياء الموتى .. فكشف زيف وبطلان السحر الطبي Shamanism .. أو التداوي والعلاج بواسطة السحر )
هاتان القضيتان فيهما إشكال :
أما الأولى ، فإنه قد وقع النص على تسحير الشياطين والجن معًّا ، فقد قال الله تعالى : (والشياطين كل بناء وغواص) ، وقال تعالى : ( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه) .
وأما الثانية ، فينقصها التحقيق التاريخي في انتشار التداوي والعلاج بواسطة السحر في عهد عيسى صلى الله عليه وسلم .
 
الأخ الكريم الطيار
بوركت وبارك الله فيكم على تلك الشجاعة الفذة في اختيار الموضوع
فليس هنالك أصلا معجزة في ما برع فيه القوم

وهو حق تماما والله يحكم ما يريد لو طلبوا أو لم يطلبوا

بل كأني بك والمنتدى وسائر المسلمين نقر أن الله لا يعجزه شئ حتى أن لفظ معجزة هو وقاحة مع رب قال آية وآيات ولم أعرف متى نشأت تلك اللفظة الغربية على من أوتى جوامع الكلم

فمن قال بالتحدى من كبير متعال متكبر علي أعلى قهار أنكر من اسماء الله الحسنى ولم يسلم عائدا للإسلام

فالله أرسل النبي بالقرآن الكريم فإن كنتم في ريب فآتوا بسورة من مثله فهل هذا تحدي

بل أعظكم بما وعظ الله به تعالوا نقوم لله فرادى ومثاني ندعوه الهداية للحق

فأين التحدى ممن هم والدنيا لا يساووا عند الله جناح بعوضة إلا وجوب إحقاق الحق لله الخلاق الوهاب

فلا تمسك في دعوة وادعوا شركائكم فقد قيلت تحت شعار إن كنتم في ريب

القرآن الكريم ليعلو ومن لم يصدق فليتفضل ما لم يؤمن به وهذا من أحدى مناهج الدعوة لا التحدى

ولا أطيل ولكن من الواجب الدعاء لكم ورواد المنتدى ولي معكم بجنة الفردوس نزولا مغفرة وعفوا ورضوانا ومنا ممن نحب ونقدس ونجل ونقدم وصلى الله على محمد وصحبه إمام أهل الهدى
 
أخي الكريم جند الله
قولكم : ( وجاء سليمان عليه السلام فسخر الله له الشياطين وكان الجن المؤمن من جنوده .. وكشف زيف تسخير السحرة للجن

وجاء عيسى عليه السلام بمعجزات الشفاء وإحياء الموتى .. فكشف زيف وبطلان السحر الطبي Shamanism .. أو التداوي والعلاج بواسطة السحر )
هاتان القضيتان فيهما إشكال :
أما الأولى ، فإنه قد وقع النص على تسحير الشياطين والجن معًّا ، فقد قال الله تعالى : (والشياطين كل بناء وغواص) ، وقال تعالى : ( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه) .
وأما الثانية ، فينقصها التحقيق التاريخي في انتشار التداوي والعلاج بواسطة السحر في عهد عيسى صلى الله عليه وسلم .

أخي الفاضل:

أما المسالة الأولى:
تنقسم إلى شطرين، (مفهوم التسخير) و(التفرق بين الجن والشياطين)

مفهوم التسخير:
التسخير في لسان العرب (السخرة: ما تسخرت من دابة أو خادم بلا أجر ولا ثمن. ويقال: سخرته بمعنى سخرته أي قهرته وذللته).

وبكل تأكيد فالجن المسلم سعيد مسرور بطاعة نبي الله سليمان، لا يحتاج إلى قهر وإذلال، ولا ينتظر من نبي الله أجرا إنما اجره على الله تبارك وتعالى. وهذا خلاف الشيطان الذي يقتضي تسخيره القهر والإذلال، ولا أجر له في الدنيا ولا الآخرة.

التفريق بين الجن والشيطان:
الجن اسم كائن حي، أما الشيطان فاسم موصوف متفرع عن الجن، فمن البشر والجن شياطين قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ) [الأنعام: 112]

فالجن فيهم مؤمن وشياطين، قال تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) [الجن: 11].

وهناك أمرين في قوله تعالى: (وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ) [سبا: 12]

الأول: قوله (وَمِنَ الْجِنِّ) (وَمِنَ) تفيد التبعيض، أن بعضا من الجن يعمل بين يديه وليس كلهم على وجه العموم.

الثاني: قوله (وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ) وعذاب السعير كعقوبة سواء في الدنيا أو الآخرة، وعيد في حق العصاة من الجن، ولا يحتمل الجن المؤمن، وهنا يحتاج التخصيص إلى استدلال وهو في قوله تعالى: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ *وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ) [ص: 36: 38]. فقوله (فَسَخَّرْنَا لَهُ) تعو على (الشَّيَاطِينَ) كما عادت على (الرِّيحَ) وبينهما واو الإضافة فيصير معنى الشاهد (فسخرنا له الشياطين) ويتأكد هذا التسخير في حق الشياطين من قوله تعالى (وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ) كناية عن القهر والإذلال.

بينما الجن المسلم لم يكونوا قيد السخرة مطلقا، بل كانوا من ملأ سليمان عليه السلام، يسارعون لتلبية أمره وطاعته، ليس عن سخرة وقهر وإذلال، بل عن محبة وطاعة لله تعالى، فحين طلب سليمان عليه السلام أن يأتي عرش ملكة سبأ إليه سارع الجن المؤمن إلى تلبية أمره وطاعته، وهذا يتنافى مع التسخير، ويثبت التخيير، قال تعالى: (قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَؤُاْ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ *قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 38: 40]

وكان الجن يحشرون لسليمان عليه السلام، وجنود سليمان الذين يقاتلون معه حتما ولابد أنهم جنود مؤمنون يقاتلون حزب الشيطان، قال تعالى: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) [النمل: 17] والحشر هو دعوة جنوده وتلبيتهم النداء، وهذا عن طاعة وليس عن قهر وذل، فلا يستقيم تسخير الشياطين مع مفهوم الحشر وخصوصا أن الجهاد فريضة على المؤمنين ضد الكافرين.

أما المسألة الثانية:
الأمر فعلا يحتاج إلى بحث تاريخي لإثبات انتشار السحر الطبي في زمن المسيح عليه السلام، وهذا جهد غير متاح أمامي حاليا، فإن الإغريق واليونانيون قد برعوا في فنون الطب قبل ميلاد المسيح، وسجلوا ما تصولوا إليه من معلومات في كتب ترجمها العرب بعد ظهور الإسلام. وقد عبد اليونان الإله (إسكليبيوس Asclepius) إله الطب، وتتخذ اليوم عصاه الملتف حولها حية كشعار ورمز طبي عالمي.


بعث الله تعالى المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام إلى اليهود بمعجزة الطب، لبين الفارق بين الطب الرحماني، الشفاء فيه قائم على عبادة الله تعالى، وبين الطب الشيطاني، الشفاء فيه قائم على السحر وعبادة الشيطان، وإن كان الشفاء في كلا الحالتين مصدره الله تعالى، إلا أن الوسيلة في حصول الشفاء مختلفة، ما بين مريض يطلب الشفاء بعبادة الله تعالى، وبين مريض يطلب الشفاء بعبادة الشيطان، (وفي بلاد الإغريق القدماء، ذكر المؤرخ الإغريقي الشهير هيرودوت؛ أن طريقة علاج الأمراض عند الفراعنة قد استرعت انتباههم، فقاموا بنقلها إلى بلادهم، وقاموا ببناء معابد خاصة لعلاج مرضاهم، وأسموها ((أسكليبيا)) (نسبة إلى إله الطب الإغريقي أسكليبيوس، والذي ساووه بإله الطب المصري أمنحوتب)، وكان المريض الإغريقي يسمح له أن ينام في المعبد، حيث يزوره في أحلامه الإله أسكليبيوس، ثم يصف له العلاج بعد تشخيص مرضه، وكان المريض الذي يتم شفاؤه يقوم بكتابة لوحة بعلاج مرضه، ثم يعلقها على جدران المعبد، وتحفظ نسخة منها في سجلاته، كما كان يحدث دائمًا في معبد إيبداروس الإغريقي (نقلاً عن طريقة قدماء المصريين في الاستفادة من طريقة شفاء المريض حيث يمكن تطبيق نفس العلاج لنفس المرض)، ولقد ظلت هذه الطريقة التقليدية سائدة لقرون طويلة في الكنائس الكاثوليكية الرومانية طوال العصور الوسطى في أوربا. وكان المريض أثناء علاجه في معابد العلاج الإغريقية يتبع نظامًا خاصًا في التغذية، حيث كان يمنع من تناول الطعام الدسم والنبيذ، ويقوم بالاستحمام الساخن اليومي، مع التدليك، والتبخير، وأداء الصلوات الخاصة، والغناء الترتيلي، كما كان يقدم الأضحية من الكباش، وينام ليلاً على فراء كبش أضحيته. وفي معبد كوس الإغريقي، تعلم الطبيب الإغريقي أبقراط (والمعروف بأبي الطب الإغريقي)، حيث جمع العديد من السجلات التي تركها المرضى بعد شفائهم، ثم قام بدراستها جيدًا، ووضع في النهاية قوانينه الشهيرة عن طرق علاج الأمراض بالوسائل الطبيعية).( )

وما كان هؤلاء يعبدون إلا شيطانًا مريدًا، قال تعالى: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) [النساء: 117، 118]، يقدمون له الذبائح والقرابين، ويشخص لهم الداء، ويصف لهم الدواء في أحلامهم، فأسكليبيوس هذا الإله المزعوم ليس هو رب العالمين، وليس هو الله الشافي، بل هو شيطان مريد من شياطين الجن، كانوا يعبدونه من دون الله، وأمنحتب هذا الطبيب الفرعوني في مصر القديمة، لم يكن إلا ساحرًا في أعلى درجات السحرة، حيث ألهه المصريين، فصار بسحره في فرع (الطب السحري shamanism) معبودًا من دون الله تعالى، أي أنه كان متصلاً بالشياطين، وتلقى علوم الطب منهم، فإذا كان أبقراط هذا الطبيب الوثني عابد الشيطان، وأبو الطب ومنشئه في العصر القديم، قد جمع ما خلفه المرضى من معلومات في الألواح بعد شفائهم، ولإقرار اليهود بعبادة الإله (يهوه)، والذي آثروا عبادته على عبادة الله سبحانه وتعالى، وما هو إلا سفيه من شياطين الجن، هذا بخلاف تكتمهم على نصوص (التلمود) السحرية، ذلك الكتاب الوضعي الذي صاغوه بأيديهم، وفضلوا اتباع ما فيه من باطل على التوراة الحقة والمحرفة، إذًا فمصدر نشوء العلوم الطبية عند هؤلاء هم الجن، والشياطين على وجه التحديد.

فقد كانت الشياطين تستعبد الناس بما لديهم من علوم طبية فائقة، وبعلمهم بأدوائهم وطرق علاجاتها، في مقابل بعض العبادات والقرابين الوثنية، والتي لن تنتفع بها الشياطين، ولكن الهدف منها صرف العبادة إلى غير الله تعالى، فكانت الشياطين تأتي المرضى منامًا، فيشخصون لهم الداء، ثم يصفون لهم الدواء، فالجن قد تعلم بعض الأدوية الناجعة، مما لم يصل إليه علم الإنس بعد، وهذا يؤكد أن الأحلام التي كان يراها هؤلاء الوثنيين، ما كانت إلا إحدى وسائل الاتصال بالجن، وإلا فكيف للإنسان البدائي في العصور القديمة قد وصل إلى أدوية وعلاجات تعد بنسبة لعصرهم متطورة؟! في حين يفتقدون أدنى مبادئ علوم التشريح، ويجهلون بالوظائف العضوية لأجهزة الجسم، والخصائص الطبية والكيميائية للنباتات والأعشاب، ولا يمتلكون أجهزة تشخيصية وتحليلية كما لدينا اليوم.


إذًا فهؤلاء القوم كانوا يتلقون هذه العلوم من مصادر أعلى منهم قدرة وأوسع علمًا، وهم الجن والشياطين، فعن أبي سعيد ‌قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، إلا السام، وهو الموت)،( ) فباب العلم مفتوح أمام الثقلين الإنس والجن، ولأن النص عام مطلق غير مقيد، فمعرفة الدواء غير قاصرة على أطباء الإنس فقط، إلا أن قضية تبادل المعلومات بين الإنس والجن كانت ولا تزال قائمة، والشاهد على هذا (سحر التنجيم) الذي تنتقل فيه المعلومات الغيبية المسترقة من الملائكة عن طريق شياطين الجن إلى شياطين الإنس، وهكذا كانت الشياطين تستغل البشر ولا زالت، العلم في مقابل العبادة، فتقنيات التخريب والتدمير والإفساد في العالم اليوم، ما هي إلا أحد نماذج الوحي الشيطاني لعباده، خاصة من اليهود، والذين يعود إليهم نسبة أكثر الاكتشافات العلمية في عصرنا الحالي، أو سرقتها من غيرهم ثم نسبتها إلي سفهائهم، فكيف إذا عرفنا أن الإله (يهوه) ما هو إلا أحد علماء الكيمياء من شياطين الجن، يتعبده اليهود تقربًا بعبادته من إبليس، هذا حسبما وصلت إليه من معلومات عن عالم الجن، فقد مكنني الله تعالى منه، وفضح سره، حتى إبليس لا يشرفه أن يتعبده اليهود مباشرة بلا وسيط.

http://depaj.spaces.live.com/blog/cns!E8E4EE1E04938846!271.entry

نخلص من هذا أن الطب فيما قبل ظهور المسيح حتى ميلاده كان قائما على السحر والاستعانة بالشياطين، لا على العلم التجريبي كما كان بعد ظهور الإسلام، وهناك كان طب الأيورفيدا Ayurveda في الهند أيضا قبل الميلاد بحوالي 2500 سنة، وبغض النظر عن الوثنية التي ينتمي إليها هذا الطب، إلا انه يعتمد على التداوي بالعشب الواحد، واستخدام تقنيات الكشف والعلاج اليدوي، كالنظر في الأصابع والعينين وتفرس الوجه، والعلاج بالضغط والوخز والتدليك. وكان منتشرا في الدول العربية، حتى الطب النبوي يعتمد على العشبة الواحدة لا على التراكيب الدوائية والخلطات كما في الطب اليوناني، ولا يزال طب الأيورفيدا يمارس حتى اليوم، ويحصل فيه على أعلى الدرجات العلمية، فهو لم يكن قائما على السحر خلاف الطب اليوناني.

[align=center]
ayurveda-medicine.jpg

طب الأيوروفيدا يعتمد على العشب الواحد لا على التراكيب الدوائية[/align]
ولكن في زمن المسيح عليه السلام شاع السحر الطبي بأقسامه وفروعه، في مصر والشام والعراق وما حولهم من بلدان محتلة من اليونانيين. راجع في هذا الباب (قطوف من تاريخ الطب) للكاتب د. بول غليونجي .. وكتاب (تاريخ الطب والصيدلة المصرية) للكاتب د. سمير يحيى الجمال من أربع اجزاء

والسحر الطبي، هو نوع من الطب الديني الوثني، ينقسم إلى أنواع وأقسام عديدة، أوجز بعضا منها على سبيل المثال (سحر الإمراض) فيصيب الساحر المريض بأنواع شتى من الأمراض بسحره وتسليط الشياطين عليه. (سحر التشخيص) حيث يتنبأ الساحر بما سيحل من أمراض وأوبئة ستحل بالبلاد، ويشخص عن طريق الكهانة والعرافة نوع المرض، ويتنبأ بعلاجه. (السحر العلاجي) ويصف في الساحر الوصفات السحرية لعلاج المرضى، (السحر الوقائي) وهو سحر تستخدم فيه التعاويذ والتمائم لمنع الإصابة بالأمراض وخصوصا الأمراض السحرية. راجع في هذا الباب إن شئت كتاب (بخور الآلهة دراسة في الطب والسحر والأسطورة والدين) تأليف خزعل الماجدي

على كل الأحوال فاليهود لنبوغهم في السحر على مر العصور، وشهرتهم زائعة الصيت، فمن الطبيعي أنهم كانوا يشكلون المنافس الكبير للطب اليوناني السحري الوثني، هذا بصفتهم أهل كتاب، فامتزج السحر بالدين السماوي، واختلط الحق فيه بلباطل، فكان مجيء المسيح عليه السلام بمعجزاته الطبية ضربة نجلاء في صلب ممارستهم الشيطانية، وداحضة لنبوغهم في الطب في ذاك الزمان، وكشفا للعقيدة الفاسدة.

قال تعالى: (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 49].

قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) [المائدة: 110].
 
عودة
أعلى