أخي الكريم جند الله
قولكم : ( وجاء سليمان عليه السلام فسخر الله له الشياطين وكان الجن المؤمن من جنوده .. وكشف زيف تسخير السحرة للجن
وجاء عيسى عليه السلام بمعجزات الشفاء وإحياء الموتى .. فكشف زيف وبطلان السحر الطبي Shamanism .. أو التداوي والعلاج بواسطة السحر )
هاتان القضيتان فيهما إشكال :
أما الأولى ، فإنه قد وقع النص على تسحير الشياطين والجن معًّا ، فقد قال الله تعالى : (والشياطين كل بناء وغواص) ، وقال تعالى : ( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه) .
وأما الثانية ، فينقصها التحقيق التاريخي في انتشار التداوي والعلاج بواسطة السحر في عهد عيسى صلى الله عليه وسلم .
أخي الفاضل:
أما المسالة الأولى:
تنقسم إلى شطرين، (مفهوم التسخير) و(التفرق بين الجن والشياطين)
مفهوم التسخير:
التسخير في لسان العرب (السخرة: ما تسخرت من دابة أو خادم بلا أجر ولا ثمن. ويقال: سخرته بمعنى سخرته أي قهرته وذللته).
وبكل تأكيد فالجن المسلم سعيد مسرور بطاعة نبي الله سليمان، لا يحتاج إلى قهر وإذلال، ولا ينتظر من نبي الله أجرا إنما اجره على الله تبارك وتعالى. وهذا خلاف الشيطان الذي يقتضي تسخيره القهر والإذلال، ولا أجر له في الدنيا ولا الآخرة.
التفريق بين الجن والشيطان:
الجن اسم كائن حي، أما الشيطان فاسم موصوف متفرع عن الجن، فمن البشر والجن شياطين قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ) [الأنعام: 112]
فالجن فيهم مؤمن وشياطين، قال تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) [الجن: 11].
وهناك أمرين في قوله تعالى: (وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ) [سبا: 12]
الأول: قوله (وَمِنَ الْجِنِّ) (وَمِنَ) تفيد التبعيض، أن بعضا من الجن يعمل بين يديه وليس كلهم على وجه العموم.
الثاني: قوله (وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ) وعذاب السعير كعقوبة سواء في الدنيا أو الآخرة، وعيد في حق العصاة من الجن، ولا يحتمل الجن المؤمن، وهنا يحتاج التخصيص إلى استدلال وهو في قوله تعالى: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ *وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ) [ص: 36: 38]. فقوله (فَسَخَّرْنَا لَهُ) تعو على (الشَّيَاطِينَ) كما عادت على (الرِّيحَ) وبينهما واو الإضافة فيصير معنى الشاهد (فسخرنا له الشياطين) ويتأكد هذا التسخير في حق الشياطين من قوله تعالى (وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ) كناية عن القهر والإذلال.
بينما الجن المسلم لم يكونوا قيد السخرة مطلقا، بل كانوا من ملأ سليمان عليه السلام، يسارعون لتلبية أمره وطاعته، ليس عن سخرة وقهر وإذلال، بل عن محبة وطاعة لله تعالى، فحين طلب سليمان عليه السلام أن يأتي عرش ملكة سبأ إليه سارع الجن المؤمن إلى تلبية أمره وطاعته، وهذا يتنافى مع التسخير، ويثبت التخيير، قال تعالى: (قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَؤُاْ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ *قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 38: 40]
وكان الجن يحشرون لسليمان عليه السلام، وجنود سليمان الذين يقاتلون معه حتما ولابد أنهم جنود مؤمنون يقاتلون حزب الشيطان، قال تعالى: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) [النمل: 17] والحشر هو دعوة جنوده وتلبيتهم النداء، وهذا عن طاعة وليس عن قهر وذل، فلا يستقيم تسخير الشياطين مع مفهوم الحشر وخصوصا أن الجهاد فريضة على المؤمنين ضد الكافرين.
أما المسألة الثانية:
الأمر فعلا يحتاج إلى بحث تاريخي لإثبات انتشار السحر الطبي في زمن المسيح عليه السلام، وهذا جهد غير متاح أمامي حاليا، فإن الإغريق واليونانيون قد برعوا في فنون الطب قبل ميلاد المسيح، وسجلوا ما تصولوا إليه من معلومات في كتب ترجمها العرب بعد ظهور الإسلام. وقد عبد اليونان الإله (إسكليبيوس Asclepius) إله الطب، وتتخذ اليوم عصاه الملتف حولها حية كشعار ورمز طبي عالمي.
بعث الله تعالى المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام إلى اليهود بمعجزة الطب، لبين الفارق بين الطب الرحماني، الشفاء فيه قائم على عبادة الله تعالى، وبين الطب الشيطاني، الشفاء فيه قائم على السحر وعبادة الشيطان، وإن كان الشفاء في كلا الحالتين مصدره الله تعالى، إلا أن الوسيلة في حصول الشفاء مختلفة، ما بين مريض يطلب الشفاء بعبادة الله تعالى، وبين مريض يطلب الشفاء بعبادة الشيطان، (وفي بلاد الإغريق القدماء، ذكر المؤرخ الإغريقي الشهير هيرودوت؛ أن طريقة علاج الأمراض عند الفراعنة قد استرعت انتباههم، فقاموا بنقلها إلى بلادهم، وقاموا ببناء معابد خاصة لعلاج مرضاهم، وأسموها ((أسكليبيا)) (نسبة إلى إله الطب الإغريقي أسكليبيوس، والذي ساووه بإله الطب المصري أمنحوتب)، وكان المريض الإغريقي يسمح له أن ينام في المعبد، حيث يزوره في أحلامه الإله أسكليبيوس، ثم يصف له العلاج بعد تشخيص مرضه، وكان المريض الذي يتم شفاؤه يقوم بكتابة لوحة بعلاج مرضه، ثم يعلقها على جدران المعبد، وتحفظ نسخة منها في سجلاته، كما كان يحدث دائمًا في معبد إيبداروس الإغريقي (نقلاً عن طريقة قدماء المصريين في الاستفادة من طريقة شفاء المريض حيث يمكن تطبيق نفس العلاج لنفس المرض)، ولقد ظلت هذه الطريقة التقليدية سائدة لقرون طويلة في الكنائس الكاثوليكية الرومانية طوال العصور الوسطى في أوربا. وكان المريض أثناء علاجه في معابد العلاج الإغريقية يتبع نظامًا خاصًا في التغذية، حيث كان يمنع من تناول الطعام الدسم والنبيذ، ويقوم بالاستحمام الساخن اليومي، مع التدليك، والتبخير، وأداء الصلوات الخاصة، والغناء الترتيلي، كما كان يقدم الأضحية من الكباش، وينام ليلاً على فراء كبش أضحيته. وفي معبد كوس الإغريقي، تعلم الطبيب الإغريقي أبقراط (والمعروف بأبي الطب الإغريقي)، حيث جمع العديد من السجلات التي تركها المرضى بعد شفائهم، ثم قام بدراستها جيدًا، ووضع في النهاية قوانينه الشهيرة عن طرق علاج الأمراض بالوسائل الطبيعية).( )
وما كان هؤلاء يعبدون إلا شيطانًا مريدًا، قال تعالى: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) [النساء: 117، 118]، يقدمون له الذبائح والقرابين، ويشخص لهم الداء، ويصف لهم الدواء في أحلامهم، فأسكليبيوس هذا الإله المزعوم ليس هو رب العالمين، وليس هو الله الشافي، بل هو شيطان مريد من شياطين الجن، كانوا يعبدونه من دون الله، وأمنحتب هذا الطبيب الفرعوني في مصر القديمة، لم يكن إلا ساحرًا في أعلى درجات السحرة، حيث ألهه المصريين، فصار بسحره في فرع (الطب السحري shamanism) معبودًا من دون الله تعالى، أي أنه كان متصلاً بالشياطين، وتلقى علوم الطب منهم، فإذا كان أبقراط هذا الطبيب الوثني عابد الشيطان، وأبو الطب ومنشئه في العصر القديم، قد جمع ما خلفه المرضى من معلومات في الألواح بعد شفائهم، ولإقرار اليهود بعبادة الإله (يهوه)، والذي آثروا عبادته على عبادة الله سبحانه وتعالى، وما هو إلا سفيه من شياطين الجن، هذا بخلاف تكتمهم على نصوص (التلمود) السحرية، ذلك الكتاب الوضعي الذي صاغوه بأيديهم، وفضلوا اتباع ما فيه من باطل على التوراة الحقة والمحرفة، إذًا فمصدر نشوء العلوم الطبية عند هؤلاء هم الجن، والشياطين على وجه التحديد.
فقد كانت الشياطين تستعبد الناس بما لديهم من علوم طبية فائقة، وبعلمهم بأدوائهم وطرق علاجاتها، في مقابل بعض العبادات والقرابين الوثنية، والتي لن تنتفع بها الشياطين، ولكن الهدف منها صرف العبادة إلى غير الله تعالى، فكانت الشياطين تأتي المرضى منامًا، فيشخصون لهم الداء، ثم يصفون لهم الدواء، فالجن قد تعلم بعض الأدوية الناجعة، مما لم يصل إليه علم الإنس بعد، وهذا يؤكد أن الأحلام التي كان يراها هؤلاء الوثنيين، ما كانت إلا إحدى وسائل الاتصال بالجن، وإلا فكيف للإنسان البدائي في العصور القديمة قد وصل إلى أدوية وعلاجات تعد بنسبة لعصرهم متطورة؟! في حين يفتقدون أدنى مبادئ علوم التشريح، ويجهلون بالوظائف العضوية لأجهزة الجسم، والخصائص الطبية والكيميائية للنباتات والأعشاب، ولا يمتلكون أجهزة تشخيصية وتحليلية كما لدينا اليوم.
إذًا فهؤلاء القوم كانوا يتلقون هذه العلوم من مصادر أعلى منهم قدرة وأوسع علمًا، وهم الجن والشياطين، فعن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، إلا السام، وهو الموت)،( ) فباب العلم مفتوح أمام الثقلين الإنس والجن، ولأن النص عام مطلق غير مقيد، فمعرفة الدواء غير قاصرة على أطباء الإنس فقط، إلا أن قضية تبادل المعلومات بين الإنس والجن كانت ولا تزال قائمة، والشاهد على هذا (سحر التنجيم) الذي تنتقل فيه المعلومات الغيبية المسترقة من الملائكة عن طريق شياطين الجن إلى شياطين الإنس، وهكذا كانت الشياطين تستغل البشر ولا زالت، العلم في مقابل العبادة، فتقنيات التخريب والتدمير والإفساد في العالم اليوم، ما هي إلا أحد نماذج الوحي الشيطاني لعباده، خاصة من اليهود، والذين يعود إليهم نسبة أكثر الاكتشافات العلمية في عصرنا الحالي، أو سرقتها من غيرهم ثم نسبتها إلي سفهائهم، فكيف إذا عرفنا أن الإله (يهوه) ما هو إلا أحد علماء الكيمياء من شياطين الجن، يتعبده اليهود تقربًا بعبادته من إبليس، هذا حسبما وصلت إليه من معلومات عن عالم الجن، فقد مكنني الله تعالى منه، وفضح سره، حتى إبليس لا يشرفه أن يتعبده اليهود مباشرة بلا وسيط.
http://depaj.spaces.live.com/blog/cns!E8E4EE1E04938846!271.entry
نخلص من هذا أن الطب فيما قبل ظهور المسيح حتى ميلاده كان قائما على السحر والاستعانة بالشياطين، لا على العلم التجريبي كما كان بعد ظهور الإسلام، وهناك كان طب الأيورفيدا Ayurveda في الهند أيضا قبل الميلاد بحوالي 2500 سنة، وبغض النظر عن الوثنية التي ينتمي إليها هذا الطب، إلا انه يعتمد على التداوي بالعشب الواحد، واستخدام تقنيات الكشف والعلاج اليدوي، كالنظر في الأصابع والعينين وتفرس الوجه، والعلاج بالضغط والوخز والتدليك. وكان منتشرا في الدول العربية، حتى الطب النبوي يعتمد على العشبة الواحدة لا على التراكيب الدوائية والخلطات كما في الطب اليوناني، ولا يزال طب الأيورفيدا يمارس حتى اليوم، ويحصل فيه على أعلى الدرجات العلمية، فهو لم يكن قائما على السحر خلاف الطب اليوناني.
[align=center]
طب الأيوروفيدا يعتمد على العشب الواحد لا على التراكيب الدوائية[/align]
ولكن في زمن المسيح عليه السلام شاع السحر الطبي بأقسامه وفروعه، في مصر والشام والعراق وما حولهم من بلدان محتلة من اليونانيين. راجع في هذا الباب (قطوف من تاريخ الطب) للكاتب د. بول غليونجي .. وكتاب (تاريخ الطب والصيدلة المصرية) للكاتب د. سمير يحيى الجمال من أربع اجزاء
والسحر الطبي، هو نوع من الطب الديني الوثني، ينقسم إلى أنواع وأقسام عديدة، أوجز بعضا منها على سبيل المثال (سحر الإمراض) فيصيب الساحر المريض بأنواع شتى من الأمراض بسحره وتسليط الشياطين عليه. (سحر التشخيص) حيث يتنبأ الساحر بما سيحل من أمراض وأوبئة ستحل بالبلاد، ويشخص عن طريق الكهانة والعرافة نوع المرض، ويتنبأ بعلاجه. (السحر العلاجي) ويصف في الساحر الوصفات السحرية لعلاج المرضى، (السحر الوقائي) وهو سحر تستخدم فيه التعاويذ والتمائم لمنع الإصابة بالأمراض وخصوصا الأمراض السحرية. راجع في هذا الباب إن شئت كتاب (بخور الآلهة دراسة في الطب والسحر والأسطورة والدين) تأليف خزعل الماجدي
على كل الأحوال فاليهود لنبوغهم في السحر على مر العصور، وشهرتهم زائعة الصيت، فمن الطبيعي أنهم كانوا يشكلون المنافس الكبير للطب اليوناني السحري الوثني، هذا بصفتهم أهل كتاب، فامتزج السحر بالدين السماوي، واختلط الحق فيه بلباطل، فكان مجيء المسيح عليه السلام بمعجزاته الطبية ضربة نجلاء في صلب ممارستهم الشيطانية، وداحضة لنبوغهم في الطب في ذاك الزمان، وكشفا للعقيدة الفاسدة.
قال تعالى: (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 49].
قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) [المائدة: 110].