هل هذه الروايات ضمن أسباب النزول؟؟

إنضم
30/04/2006
المشاركات
41
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله .
اخوتي الكرام :أثناء قرآتي لبعض كتب أسباب النزول ومنها كتاب الواحدي وجدت أن
قوله تعالى (اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم) الآية. ذكر بها عدد من الروايات ومنها:قولهم نزلت هذه الآية يوم الجمعة، وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر والنبي صلى الله عليه وسلم بعرفات على ناقته العضباء.​
أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا جعفر بن عون قال: أخبرني أبو عميس، عن قيس بن حاتم، عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين إنكم تقرءون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، فقال: أي آية هي؟ قال (اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي) فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية يوم عرفة في يوم عرفة في يوم جمعة. رواه البخاري عن الحسن بن صباح. ورواه مسلم عن عبد بن حميد، كلاهما عن جعفر بن عون.وكذا في أكثر من كتاب لاسباب النزول .
سؤالي :
هل تدخل هذة الروايات ضمن علم أسباب النزول ؟أم أن الأولى دخولها ضمن علم المكي والمدني باعتبار انها تحكي عن مكان النزول وليس سبب للنزول ؟ وإذا كان لامانع من وجودها في علم أسباب النزول فما العلة في أن نجد تلك الروايات ضمن تلك الكتب .
ارجوا ممن لديه علم أن يوضح لي هذه التساؤلات ولكم جزيل الشكر والعرفان؟
 
بعض الروايات مثل هذه تصلح للنوعين :
- فتدخل تحت المكي والمدني - وهو أولى بها - لأنها تتحدث عن مكان وزمن النزول ، وقد ذكرها كل من صنف في المكي والمدني من المؤلفين ، لصراحتها في الدلالة عليه .

-وتدخل في أسباب النزول دخولا عاماً لأنها تتحدث عن اكتمال الدين ، ومناسبة الحج لإعلان مثل هذه المسألة . وسبب النزول هو (ما نزل القرآن الكريم بشأنه كحادثة أو سؤال ) ، فهذا وجه دخولها ضمن روايات كتب أسباب النزول . علماً أنه فما يظهر لي من قراءة كتب أسباب النزول أنه لم يتحدد لديهم بدقة فاصل مميز دقيق لروايات أسباب النزول دون غيرها مما يشبهها .
 
المُلاحَظ أن هناك فرق بين مصطلح المكي والمدني ومصطلح سبب النزول ومصطلح تأريخ النزول ، وهذا الأخير لم أبحث فيما إن كان قاله أحد من العلماء أم لا .
- أما مصطلح المكي بالاعتبار الزماني – فمدته الزمنية مفتوحة فيما بين الثلاث عشر عاماً ، وكذا المدني فيما بين عشرة الأعوام أو تزيد قليلا .
- وأما مصطلح سبب النزول فقيده العلماء فيما كان نزوله تالياً لسببٍ وقع من حادثة أو سؤال ، وهذه الآيات النازلة قد يتعين تأريخها تحديداً كالآيات النازلة في أسرى بدر مثلاً ، وقد لا يتعين التأريخ فيكون مطلقاً في أحد العهدين إما المكي وإما المدني ويُجتَهد في تقريب زمنها المكي أو المدني بحسب القرائن والسياقات دون تحديد معيَّن له .
- وأما تأريخ النزول فيُلاحَظُ أن هناك آيات نزلت – كما الآية التي أشار إليها السائل الكريم – دون سبب نزولٍ معيَّنٍ ، إلا أنها امتازت عن غيرها من كثير من الآيات النازلة ابتداءً بمعرفة تأريخ نزولها تحديداً بالزمان والمكان ، فلو جُمِعت هذه الآيات المؤرَّخة سواء كانت ابتدائية أو سببية لَعُدَّ هذا نوعاً من علوم القرآن وإن كانت مادته بجميعها مفرغة ضمن أقسام علوم التنزيل .
 
بارك الله فيك دكتور عبدالرحمن وكذلك الأخ الكريم متبعة على ملاحظاتكم
وبالتالي أفهم أن الإختلاف الوارد ليس في سبب النزول وإنما مكان ووقت النزول فبالتالي لاتدخل هذه الآية ضمن اسباب النزول المتعددة .وجزيتم خيراً
 
أخي الفاضل فيصل الغامدي وفقه الله
هذه الرواية لا تصلح أن تكون سبب نزول حسب تعريف أسباب النزول الذي أورده السيوطي ومن بعده.
وورود هذه الرواية في بعض كتب أسباب النزول لأن الأقدمين ممن كتبوا في أسباب النزول توسعوا فيما يدخل تحت عبارة سبب النزول. والله أعلم.
 
اخي الكريم عبدالله جزاك الله خيراً على افادتكم الكريمة
 
ما قاله الشيخ عبد الرحمن هو الصواب ,يعني أن سبب نزولها كان كمال الدين بكمال التشريع وفرض الحج وهي الفريضة الخامسة في الإسلام وشرطها الإستطاعة ,وكان كمال الدين بحج النبي صلى الله عليه وسلم . فمناسبتها كمال الدين الذي فرضه الله عز وجل على عباده .
واتخذوا يوم عرفة عيدا لأنه ليلة العيد ، وهكذا كما جاء في الحديث الآتي في الصيام " شهرا عيد لا ينقصان : رمضان وذو الحجة " فسمي رمضان عيدا لأنه يعقبه العيد . فإن قيل : كيف دلت هذه القصة على ترجمة الباب ؟ أجيب من جهة أنها بينت أن نزولها كان بعرفة ، وكان ذلك في حجة الوداع التي هي آخر عهد البعثة حين تمت الشريعة وأركانها . والله أعلم . وقد جزم السدي بأنه لم ينزل بعد هذه الآية شيء من الحلال والحرام
"فتح الباري "
 
اخي الكريم مجدي جزاك الله خيراً ويدل على اقتباسك ماذكرة ابن كثير في تفسيرة:
مارواة عن ابن جرير، ثم قال: حدثنا سفيان بن وَكِيع، حدثنا ابن فُضَيْل، عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال: لما نزلت { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } وذلك يوم الحج الأكبر، بكى عمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "ما يبكيك؟" قال: أبكاني أنّا كنا في زيادة من ديننا، فأما إذْ أكمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص. فقال: "صدقت". ويشهد لهذا المعنى الحديث الثابت: "إن الإسلام بدأ غَرِيبًا، وسيعود غريبا، فَطُوبَى للغُرَبَاء".​
 
عودة
أعلى