هل للشيعة قراءات خاصة بهم للقرآن الكريم ؟

إنضم
24 أكتوبر 2010
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و بعد :

الإخوة الكرام أهل القراءات و التفسير ، أرجو ممن لديه اطلاع على موضوع سؤالي ، الإفادة أو الإحالة مشكوراً مأجوراً .

السؤال :

ذكر الشيخ محمد حسين الذهبي رحمه الله في كتابه التفسير و المفسرون ، و هو في معرض الحديث عن تفسير من تفاسير الشيعة الإمامية ، و هو تفسير : مرآة الأنوار و مكشاة الأسرار ، لمؤلفه : عبد اللطيف الكازراني ، ذكر منهج المؤلف في تفسيره ، و مما ذكره في تلخيصه قال :
- أنه يحرص كل الحرص على ذكر ما يعرفه من قراءة أهل البيت عند كل آية من القرآن الكريم .
فهل هذا يعني أنّ للشيعة قراءات خاصة بهم ( أداءً ، كالعشرة عندنا ) ؟ ، أم هل المقصود تلك الزيادات في الألفاظ كما هو الحال عندنا أهل السنّة في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه و غيرها ؟

إذا كان الجواب بأن الأمر يتعلق بالزيادات في الألفاظ ، فلماذا يقبلون قراءاتنا مع أنها مروية عن الصحابة رضي الله عنهم ، و الذين نعلم طعنهم فيهم ، و ردهم لعدالتهم و عدم الاحتجاج بالأحاديث التي وردت من طرقهم ؟

بارك الله سلفا فيمن يجيب على تساؤلاتي ، و أتمنى أن يكون من أهل التخصص الدقيق ، حتى أحصل على جواب شافي بحول الله .

بارك الله فيكم .
 
في انتظار جواب أهل الاختصاص أشارك بهذه الكلمة:
المعروف أن الشيعة الإمامية يرون أن القراءات القرآنية اجتهاد من الرواة، وليست مروية عن النبي صل1.
وناس هذا رأيهم لا ينتظر منهم العناية بالقراءات، وإذا ذكروا شيئا من ذلك فإنما يذكرونه منافسة لأهل السنة، أو دعما لمذهبهم، كذكرهم قراءة الكليني: "قال هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" استشهادا بها على ذكر علي رضي الله عنه في القرآن.
وأنا أقرأ في بعض كتبهم وجدت الكاتب يذكر من مصادره كتابا بعنوان:
قراءات أهل البيت (ع) القرآنية، لمجيد الرفيعي، الطبعة الأولى، دار الغدير ــــ قم 1422ه.
فلعل أحدا يسعفنا في الحصول على هذا الكتاب الذي قد يجيبك عن تساؤلاتك.
 
أشكرك جزيل الشكر أيها الفاضل ، أخي ايت عمران ، على إفادتك و إحالتك ..

لا زلت أنتظر جواب أصحاب القراءات و التخصص ، الشيخ يحي الغوثاني ، الشيخ الشهري .. و أمثالهم ، حفظ الله الجميع و سدد على درب الحق خطاهم .
 
اسمحوا لي أن أصطف بجواركم في انتظار إجابة أهل التخصص من العلماء الأفاضل على ما سبق .
ولحين حصولنا على إجاباتهم الشافية , أحببتُ أن أضيف للموضوع وجهة نظري المتواضعة فأقول مستعينة بالله :
لا يخفى على المتابع لهذه القضية أن الشيعة يؤمنون بأن المصحف الذي بين أيدينا إنما هو مصحفٌ من جمع عثمان رضي الله عنه , بينما مصحف علي رضي الله عنه والذي كان قد قدّمه للصحابة ولكنهم رفضوه فقال حينها : لن تروه بعد اليوم !. بقي هذا المصحف ـ كما يدّعون ـ في آل البيت يتوارثونه جيلا بعد جيل .
وعلى هذا ؛ يقول بعضهم بتحريف القرآن الذي بين أيدينا , بينما أكثرهم يقرّون أن ما جمع عثمان لم يحرف , وإنما التحريف وقع في الأصل أي قبل الجمع .
وقرآن علي رضي الله عنه ـ كما يدّعون ـ هو مخفي , سيأتي ويخرجه إمام آخر الزمان ( مهديهم المنتظر ) , ومن يؤمن من الشيعة بأن الإمام المهدي مسردب في سرداب سامراء يرى أن مصحف آل البيت معه أيضا في السرداب .
إذن ( مصحف آل البيت ) هو ليس بين أيدينا ولا بين أيديهم , فكيف نحكم هل الفروقات تعد قراءات أم زيادات ؟؟؟
ولعلي أذكر قول أحد مشايخهم المعتدلين وهو حاصل على درجة الاجتهاد وعلى أكثر من شهادة دكتوراه وهو : د/ علي الهاشمي الذي قال ردا على سؤال طرحه عليه الشيخ عدنان العرعور ـ حفظه الله ـ في أحدى مناظراته مع الشيعة .
نص سؤال الشيخ :
أفهم من كلامك أنه كان لدى الصحابة أكثر من مصحف , معنى ذلك أن القرآن الأصل الذي نزل على محمد , مصحفنا العثماني لا يمثله تماما ؟؟
فأجاب د.علي الهاشمي ما نصه :
( لا أنا لم أقل كذلك , أنا قلت يوجد أكثر من مصحف , ولعل مصحف علي يكون متشابهه مع مصحف عثمان , ولعله يكون مناقضا له , ولعله قد يكون فيه زيادة أو نقصان , فنحن لا نعلم الغيب . ولكن لم نقل هناك أكثر من معنى للقرآن وإنما قلنا أن هناك أكثر من مصحف كان بين الصحابة . وإن كان مع علي بن أبي طالب مصحفا آخر مشابها لهذا المصحف فسوف نعمل به . وان كان مغايرا له وخرج على يدي معصومنا آخر الزمان أيضا سوف نتبعه .) وأضاف في رد له على سؤال آخر : إلى أن يأتي معصوم آخر الزمان فيخرج قرآننا ؛ فإننا سنظل نؤمن بهذا القرآن ونعمل به .
فإذا كانوا هم مضطربون فيما بينهم ولا يعلمون ماهية قرآن آل البيت فكيف سنحكم عليه نحن ؟؟!!
ولا يخفى عليكم الضجة الأخيرة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها , حين أعلنت بعض فرق الشيعة كشفهم عن آية أتى بها مهديهم المزعوم . وهم لا يجزمون إن كانت الزيادة وحيا جديدا . أم أن المهدي أخرجها من مصحف علي رضي الله عنه . ولم تكن هذه الآية سوى آية الكرسي بعد أن أضافوا عليها بعضا من آيات أخر .
وقد تضارب الشيعة فيما بينهم . فأنكر بعضهم هذه الزيادة لأنهم يتهمون الذي زعم أنه المهدي المنتظر بأنه ( دجاااال ) هو وأتباعه .
أما ما وُجد في كتبهم القديمة من زيادات زعموا بأنها قراءات فأمرها مشكوك فيه ومردود عليهم , بسب زعمهم أن مصحف الإمام علي رضي الله عنه مخفي ولم تُسرب منه لا قراءات ولا زيادات , مصداقا لقول علي رضي الله عنه : لن تروه بعد اليوم .
وهكذا نرى القدر الهائل من الضبابية والتخبط الذي يعيشون فيه .
فأنى لنا أن نتباحث في أمور هي في الواقع افتراضية لا يجزم بها حتى هؤلاء المؤمنين بها !!.
هذه مجرد وجهة نظر , قد تحمل الصواب وقد تحمل الخطأ .
 
لا زال السؤال وصاحبه ومتابعوه في انتظار أهل العلم المتخصصين ليقولوا قولا فصلا في هذه المسألة
فهل من مجيب ؟؟
وهل من مصوب أو موافق لما كتُبته من وجهة نظر في هذا الموضوع ؟؟
وجزاكم الله خيرا​
 
ليس للشيعة الإمامية قراءة خاصة بل يقول أئمتهم بتحريف القرآن الكريم و يؤمنون بأنه ناقص و أنه كان ستين جزء فحُذف منه ثلاثون جزء, و إن أنكر بعضهم هذا القول ولكن إنكارهم لا يفيد شيء, و من المعلوم أنهم يتقربون إلي الله بالكذب و التقية, و الذين أنكروا تحريف القرآن فقد صرٍّحوه في مواطن أخرى.
يقولون بأن الذين تولٍّوا عملية الحذف و التحريف هم أبوبكر و عمر و عائشة و حفصة رضي الله عنهم.

لديهم قاعدة مضطرة. فأينما وجدت ( أُنزل إليك ) أو ( أنزل الله ) أو ما شابههما فقد حُذفت منه جملة ( في علي ).
مثال: - يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ في علي وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ.
- المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ في علي الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ.
- بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ في علي بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ. و قس على ذلك.

و أينما وجدت كلمة ( ظلموا ) فقد حُذفت جملة ( آل محمد حقهم ).
مثال: - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ آل محمد حقهم لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً. و قس على ذلك.

و أينما وجدت كلمة( أشركوا ) فقد حُذفت جملة ( في ولاية علي )
مثال: - وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ في ولاية علي لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ.
: - سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ في ولاية علي لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ.
: - شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ في ولاية علي مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ يا محمد قي ولاية علي اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ. و قس على ذلك.


و أينما وجدت كلمة( أمة ) فقد حرِّفت و أصلها ( أئمة ).
مثال : - كُنتُمْ خَيْرَ أئمة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ. و قس على ذلك.

و هذا كله مذكور في تفسير القمي صفحفة 11-10, و مكانة تفسير القمي عند الشيعة الإمامية كمكانة تفسير ابن كثير و تفسير ابن جرير عند أهل السنة. و هم يعظمون هذا التفسير و يعتبرونه أصلا من الأصول. و يقولون أن كل ما حُذف من القرآن و حُرف فإنه مثبت في مصحف علي الذي ذكرته الأخت الفاضلة بنت اسكندراني . و أن المصحف الذي بين أيدينا ليس بكامل بل هو ناقص حُذفت منه تصريحات النبي صلى لله عليه و سلم بخلافة علي رضي الله عنه بعده و فضائل آل البيت كلها. نعوذ بالله من الخذلان.

سورة الولاية: يقولون بأنها سورة حُذفت من القرآن, حذفها أبوبكر رضي الله عنه.
هذه بعض آياتها : ( آياتها يا أيها الذين آمنوا آمِنوا بالنبي و بالولي الذين بعثناهما يهديانكم إلى صراط مستقيم. نبي و ولي بعضهما من بعض و أنا عليم الخبير. إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات نعيم. والذين إذا تُليت عليهم آياتنا مكذبين إن لهم مقاما عظيما إذا نودي لهم يوم القيامة أين الظالمون المكذبون للمرسلين. وما خلفهم المرسلون إلا بالحق. وما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب. وسبح بحمد ربك و علي من الشاهدين. )
ما هذا الكلام !!!?? أهذا القرآن ??? أين الفصاحة و البلاغة لهذه الآيات ?? والله لو سمع أبو جهل و كفار قريش هذا الكلام لماتوا ضحكا من ركاكته. والله لا يقوله رجل عالم بالبلاغة فضلا عن أن يتكلم به رب العزة جل جلاه. تنزه وتعالى ربنا عن هذا الكلام علوا كبيرا.
و يذكر محمد التقي النوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب بأن الشيعة الإمامية مجمعون على أن سورة الولاية كانت من القرآن و أنها حذفت

فليس للشيعة الإمامية قراءة خاصة بل عندما تقرأ في بعض تفاسيرهم يقولون في تفسير بعض الآيات ( و في الآية قراءة أخرى ) يعنون بذلك أن الآية التي ترونها أمامكم ليست كامة بل هي ناقصة و أن في الآية زيادات حُذفت من القرآن و العياذ الله. وهذه زيادات التي يزعمون أنها حُذفت هي ما تسمى بالقراءات عندهم. فنسأل الله السلامة و العافية.

أشكر الأخت بنت اسكندراني على ما طرحته من عقيدة هاؤلاء في القرآن الكريم. فكل ما قالته الأخت فيهم حق و لم تفتر عليهم بشيء بل هم يذكرون ذلك في مؤلفاتهم. و لن يخرجوا من هذا التخبط الذي يعيشون فيه و الضلال المبين حتى يعود إلى كتاب ربهم و يؤمنوا بأن كله من عند الله, لا فيه حذف ولا تحريف. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.

بارك الله فيك أختي بنت اسكندراني و جزاك الله خيرا.
و أنا أيضا بانتظار أجوابة أهل التخصص.
 
التعديل الأخير:
فهل هذا يعني أنّ للشيعة قراءات خاصة بهم ( أداءً ، كالعشرة عندنا ) ؟ ، أم هل المقصود تلك الزيادات في الألفاظ كما هو الحال عندنا أهل السنّة في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه و غيرها ؟
[/INDENT]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم، ليس للشيعة قراءات خاصة بهم أداءً كالقراءات العشر المتواترة.
أما سؤالكم عن قراءات آل البيت رضي الله عنهم فمقصود الدكتور محمد حسين الذهبي - فيما ظهر لي- القراءات التي وردت في بعض آيات القرآن منسوبة إلى بعض آل البيت كعلي رضي الله عنه ومحمد الباقر وجعفر الصادق وزيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم وغيرهم.
وهذه القراءات إذا خالفت القراءات المتواترة فهي شاذة، وإذا خالفت رسم المصحف أيضاً فهي أكثر شذوذاً.
علماً بأن آل البيت رضي الله عنهم تتصل بهم أسانيد القراءات العشر المتواترة كما تتصل بغيرهم من الصحابة.
فهذه رواية حفص عن عاصم ترتفع إلى علي رضي الله عنه كما قال عاصم لحفص: أقرأتك بما قرأتُ به على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه عن النبي صل1 وأقرأتُ شعبة بما قرأتُ به على زر بن حبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صل1.
والحسن والحسين قرآ على أبي عبد الرحمن السلمي أيضاً.
وحمزة بن حبيب الزيات قرأ على جعفر الصادق وهو على أبيه محمد الباقر وهو على أبيه علي زين العابدين وهو على أبيه الحسين وهو على أبيه علي رضي الله عنهم

وابن كثير قرأ مجاهد ودرباس وهما على ابن عباس رضي الله عنها عن النبي صل1
وإن كان الرافضة لا يعتقدون بأن بني العباس رضي الله عنه من آل البيت حيث يقصرون آل البيت على ذرية علي رضي الله عنه
 
مما يناسب الموضوع ما ذكره الإمام ابن الجزري رحمه الله في ترجمة جعفر الصادق رضي الله عنه
وقد رمز بـ(س ، ك) إلى أنه من رجال كتاب المستنير لابن سوار والكامل للهذلي.
وهذا نص ترجمته من غاية النهاية
" س ك " جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الصادق أبو عبد الله المدني،
قرأ على " س ك " آبائه رضوان الله عليهم محمد الباقر فزين العابدين فالحسين فعلي رضي الله عنهم أجمعين، وقال الشهرزوري وغيره إنه قرأ على أبي الأسود الدئلي وذلك وهم فإن أبا الأسود توفي سنة تسع وستين كما سيأتي وذلك قبل ولادة جعفر الصادق بإحدى عشرة سنة،
قرأ عليه " س ك " حمزة ولم يخالف حمزة في شيء من قراءته إلا في عشرة أحرف
" س 4آ 1 " والأرحام في النساء بالنصب
ويبشر وبابه بالتشديد
و " س 17آ90 " تفجر لنا بالتشديد
" س21آ 95 " وحرام على قرية بالالف
" س 58آ 8 " ويتناجون بالالف
" س 14أ 22 " أنتم بمصرخي بفتح الياء
و " س37آ 130 " سلام على أل ياسين بالقطع
" س35 آ43 " ومكر السيءِ بالخفض
وأظهر اللام من هل وبل عند التاء والثاء والسين
وولدا وولده بفتح الواو واللام
قال جعفر الصادق هكذا قراءة علي بن أبي طالب
أخبرنا عبد اللطيف بن القبيطي إذنا قال أنا أبو بكر بن المقرب أنا الأستاذ أبو طاهر حدثنا أبو علي الحسن بن علي المقري ثنا أبو إسحاق الطبري ثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن أبي طالب ثنا عبد الله بن برزة الحاسب أخبرني جعفر بن محمد الوزان أخبرني علي بن سلم النخعي عن سليم عن حمزة قال قرأت على أبي عبد الله جعفر الصادق القرآن بالمدينة فقال ما قرأ علي أقرأ منك! ثم قال لست أخالفك في شيء من حروفك إلا في عشرة أحرف فإني لست أقرأ بها وهي جائزة في العربية فذكرها، توفي سنة ثمان وأربعين ومائة.
انتهت ترجمته بنصها من غاية النهاية.
وهذه الأحرف العشرة التي اختلفت فيها قراءة حمزة مع قراءة جعفر كلها متواترة
 
رأى الشيعة فى القراءات

رأى الشيعة فى القراءات

للاجابة على هذا السؤال ننظر الى رأيهم (نقلا عن موقع دار السيدة رقية للقرآن الكريم _ وهو موقع شيعى )
ويتمثل فى:​
white.gif
رأي علماء الشيعة​
روى الكليني في الكافي ج 2 ص 630 ( ... عن زرارة عن أبي جعفر(ع) قال : إن القرآن واحد نزل من عند واحد ، ولكن الاختلاف يجئ من قبل الرواة .
... عن الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي عبدالله(ع) : إن الناس يقولون : إن القرآن نزل على سبعة أحرف ، فقال : كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد ! ) انتهى ، ويدل قوله(ع) ( كذبوا أعداء الله ) على أنه كان يوجد جماعة يريدون تمييع نص القرآن بهذه المقولة !
وروى المجلسي في بحار الأنوار ج 90 ص 3 حديثاً مطولاً جاء فيه ( عن إسماعيل بن جابر قال سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد الصادق(ع) يقول : إن الله تبارك وتعالى بعث محمداً فختم به الأنبياء فلا نبي بعده ، وأنزل عليه كتاباً فختم به الكتب فلا كتاب بعده ، أحل فيه حلالاً وحرم حراماً ، فحلاله حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة ، فيه شرعكم وخبر من قبلكم وبعدكم ، وجعله النبي(ص) علماً باقياً في أوصيائه . فتركهم الناس وهم الشهداء على أهل كل زمان ، فعدلوا عنهم ثم قتلوهم واتبعوا غيرهم ... ضربوا بعض القرآن ببعض ، واحتجوا بالمنسوخ ، وهم يظنون أنه الناسخ ، واحتجوا بالمتشابه وهم يرون أنه المحكم ، واحتجوا بالخاص وهم يقدرون أنه العام ، واحتجوا بأول الآية وتركوا السبب في تأويلها ، ولم ينظروا الى ما يفتح الكلام وإلى ما يختمه ، ولم يعرفوا موارده ومصادره ، إذ لم يأخذوه عن أهله...
ولقد سأل أمير المؤمنين صلوات الله عليه شيعتُه عن مثل هذا فقال : إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام كل منها شاف كاف ، وهي أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومثل وقصص . وفي القرآن ناسخ ومنسوخ ، ومحكم ومتشابه ، وخاص وعام ، ومقدم ومؤخر ، وعزائم ورخص ، وحلال وحرام ، وفرائض وأحكام، ومنقطع ومعطوف ، ومنقطع غير معطوف ، وحرف مكان حرف ، ومنه ما لفظه خاص ، ومنه ما لفظه عام محتمل العموم ، ومنه مالفظه واحد ومعناه جمع ، ومنه ما لفظه جمع ومعناه واحد ، ومنه ما لفظه ماض ومعناه مستقبل ، ومنه ما لفظه على الخبر ومعناه حكاية عن قوم أخر ، ومنه ماهو باق محرف عن جهته ، ومنه ما هو على خلاف تنزيله ، ومنه ماتأويله في تنزيله ، ومنه ما تأويله قبل تنزيله ، ومنه ماتأويله بعد تنزيله . ومنه آيات بعضها في سورة وتمامها في سورة أخرى ، ومنه آيات نصفها منسوخ ونصفها متروك على حاله ، ومنه آيات مختلفة اللفظ متفقة المعنى ، ومنه آيات متفقه اللفظ مختلفة المعنى ، ومنه آيات فيها رخصة وإطلاق بعد العزيمة ... ) انتهى .
وينبغي الإلتفات الى أن الإمام علي(ع) استعمل كلمة ( أقسام ) وترك استعمال كلمة ( أحرف أو حروف ) حتى لا يفسرها أحد بألفاظ القرآن كما فسروا السبعة أحرف في الحديث المروي عن النبي(ص) !!
وقال الشيخ الطوسي في تفسير التبيان ج 1 ص 7 ( .. وروى المخالفون لنا عن النبي(ص) أنه قال : نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف ، وفي بعضها : على سبعة أبواب ، وكثرت في ذلك رواياتهم ، ولا معنى للتشاغل بإيرادها ، واختلفوا في تأويل الخبر ، فاختار قوم أن معناه على سبعة معان : أمر ، ونهى، ووعد ، ووعيد ، وجدل ، وقصص ، وأمثال . وروى ابن مسعود عن النبي أنه قال : نزل القرآن على سبعة أحرف : زجر ، وأمر ، وحلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال ... وقال آخرون : أي سبع لغات مختلفة ، مما لا يغير حكماً في تحليل وتحريم ... وكانوا مخيرين في أول الاسلام في أن يقرؤوا بما شاؤوا منها ، ثم أجمعوا على حدها ، فصار ما أجمعوا عليه مانعاً مما أعرضوا عنه . وقال آخرون نزل على سبع
لغات ... الخ ) انتهى .
وقال الشهيد الثاني في مسالك الأفهام ج 1 ص 429 ( ووجه تسمية القراءة بالحرف ما روي أن النبي(ص) قال نزل القرآن على سبعة أحرف ، وفسرها بعضهم بالقراءات وليس بجيد ، لأن القراءة المتواترة لا تنحصر في السبعة بل ولا في العشرة كما حقق في موضعه ، وإنما اقتصروا على السبعة تبعاً لابن مجاهد حيث اقتصر عليها تبركاً بالحديث . وفي أخبارنا أن السبعة أحرف ليست هي القراءة بل هي أنواع التركيب من الأمر والنهي والقصص وغيرها ) انتهى .
وقال المحقق البحراني في الحدائق الناضرة ج 8 ص 99 ( ثم اعلم أن العامة قد رووا في أخبارهم أن القرآن قد نزل على سبعة أحرف كلهاشاف واف ، وادعوا تواتر ذلك عنه(ص) ، واختلفوا في معناه الى ما يبلغ أربعين قولاً ، أشهرها الحمل على القراءات السبع . وقد روى الصدوق(ره) في كتاب الخصال بإسناده اليهم(ع) ، قال قال رسول الله(ص) أتاني آت من الله عز وجل يقول إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد ، فقلت يارب وسع على أمتي فقال إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف . وفي هذا الحديث ما يوافق أخبار العامة المذكورة ، مع أنه(ع) قد نفى ذلك في الأحاديث المتقدمة وكذبهم في ما زعموه من التعدد ، فهذا الخبر بظاهره مناف لما دلت عليه تلك الأخبار والحمل على التقية أقرب فيه ) انتهى .
وروى المجلسي في بحار الأنوار ج 82 ص 65 عن النبي(ص) أنه قال ( أتاني آت من الله ، فقال إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد ، فقلت : يا رب وسع على أمتي ، فقال إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف ) ثم قال: بيان ، الخبر ضعيف ومخالف للأخبار الكثيرة كما سيأتي ، وحملوه على القراءات السبعة ، ولا يخفى بعده لحدوثها بعده(ص) ، وسنشبع القول في ذلك في كتاب القرآن إن شاء الله . ولاريب في أنه يجوز لنا الآن أن نقرأ موافقاً لقراءاتهم المشهورة ) انتهى.
وقال المحقق الهمداني في مصباح الفقيه ج 2 ص 274 ( والحق أنه لم يتحقق أن النبي(ص) قرأ شيئاً من القرآن بكيفيات مختلفة ، بل ثبت خلافه فيما كان الاختلاف في المادة أو الصورة النوعية التي يؤثر تغييرها في انقلاب ماهية الكلام عرفاً ، كما في ضم التاء من أنعمت ، ضرورة أن القرآن واحد نزل من عند الواحد كما نطقت به الأخبار المعتبرة المروية عن أهل بيت الوحي والتنزيل ، مثل ما رواه ثقة الإسلام الكليني بإسناده عن أبي جعفر(ع) قال : إن القرآن واحد من عند الواحد ولكن الإختلاف يجئ من قبل الرواة ! وعن الفضيل بن يسار في الصحيح قال قلت لأبي عبدالله(ع) : إن الناس يقولون نزل القرآن على سبعة أحرف ، فقال كذبوا أعداء الله ، ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد . ولعل المراد بتكذيبهم تكذيبهم بالنظر الى ما أرادوه من هذا القول مما يوجب تعدد القرآن ، وإلا فالظاهر كون هذه العبارة صادرة عن النبي(ص) بل قد يدعى تواتره ، ولكنهم حرفوها عن موضعها وفسروها بآرائهم ، مع أن في بعض رواياتهم إشارة الى أن المراد بالأحرف أقسامه ومقاصده ، فإنهم على ما حكي عنهم رووا عنه(ص) أنه قال نزل القرآن على سبعة أحرف : أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل . ويؤيده ما روى من طرقنا عن أمير المؤمنين(ع) أنه قال : إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على سبعة أقسام كل قسم منها كاف شاف ، وهي أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل ومثل وقصص .
... فظهر مما ذكرنا أن الاستشهاد بالخبر المزبور لصحة القراءات السبع وتواترها عن النبي(ص) في غير محله . وكفاك شاهداً لذلك ما قيل من أنه نقل اختلافهم في معناه الى ما يقرب من أربعين قولاً ! . والحاصل : أن دعوى تواتر جميع القراءات السبعة أو العشرة بجميع خصوصياتها عن النبي(ص) تتضمن مفاسد ومناقضات لا يمكن توجيهها ، وقد تصدى جملة من القدماء والمتأخرين لإيضاح ما فيها من المفاسد بما لا يهمنا الإطالة في إيراده ) انتهى .
وقال السيد الخوئي في مستند العروة ج 14 ص 474 ( ... هذا وحيث قد جرت القراءة الخارجية على طبق هذه القراءات السبع لكونها معروفة مشهورة ظن بعض الجهلاء أنها المعني بقوله(ص) على ما روي عنه ، إن القرآن نزل على سبعة أحرف ، وهذا كما ترى غلط فاحش ، فإن أصل الرواية لم تثبت ، وإنما رويت من طريق العامة ، بل هي منحوله مجعولة كما نص الصادق(ع) على تكذيبها بقوله: كذبوا أعداء الله نزل على حرف واحد ... ) انتهى .
وقال السيد الخوئي في البيان في تفسير القرآن ص 180 بعد إيراد روايات السبعة أحرف ( وعلى هذا فلا بد من طرح الروايات ، لأن الإلتزام بمفادها غير ممكن . والدليل على ذلك :
أولاً : أن هذا إنما يتم في بعض معاني القرآن ، التي يمكن أن يعبر عنها بألفاظ سبعة متقاربة ...
ثانياً : إن كان المراد من هذا الوجه أن النبي(ص) قد جوز تبديل كلمات القرآن الموجودة بكلمات أخرى تقاربها في المعنى ، ويشهد لهذا بعض الروايات المتقدمة ، فهذا الاحتمال يوجب هدم أساس القرآن ، المعجزة الأبدية ، والحجة على جميع البشر ... وقد قال الله تعالى : قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي . وإذا لم يكن للنبي أن يبدل القرآن من تلقاء نفسه ، فكيف يجوز ذلك لغيره ؟ وإن رسول الله(ص) علم البراء بن عازب دعاء كان فيه ونبيك الذي أرسلت فقرأ براء : ورسولك الذي أرسلت ، فأمره(ص) أن لا يضع الرسول موضع النبي . فإذا كان هذا في الدعاء، فماذا يكون الشأن في القرآن ؟...
ثالثاً : أنه صرحت الروايات المتقدمة بأن الحكمة في نزول القرآن على سبعة أحرف هي التوسعة على الأمة ، لأنهم لا يستطيعون القراءة على حرف واحد ، وأن هذا هو الذي دعا النبي الى الإستزادة الى سبعة أحرف . وقد رأينا أن اختلاف القراءات أوجب أن يكفر بعض المسلمين بعضاً حتى حصر عثمان القراءة بحرف واحد وأمر بإحراق بقية المصاحف . ويستنتج من ذلك ... أن الاختلاف في القراءة كان نقمةً على الأمة وقد ظهر ذلك في عصر عثمان ، فكيف يصح أن يطلب النبي(ص) من الله ما فيه فساد الأمة . وكيف يصح على الله أن يجيبه الى ذلك ؟ وقد ورد في كثير من الروايات النهي عن الإختلاف ، وأن فيه هلاك الأمة ، وفي بعضها أن النبي(ص) تغير وجهه واحمر حين ذكر له الاختلاف في القراءة ...
وحاصل ما قدمناه : أن نزول القرآن على سبعة أحرف لا يرجع الى معنى صحيح ، فلا بد من طرح الروايات الدالة عليه ، ولا سيما بعد أن دلت أحاديث الصادقين(ع) على تكذيبها وأن القرآن إنما نزل على حرف واحد ، وأن الاختلاف قد جاء من قبل الرواة ) انتهى .
وقال في ص 160 عن القراءات السبع ( ... والأولى أن نذكر كلام الجزائري في هذا الموضع . قال : لم تكن القراءات السبع متميزة عن غيرها حتى قام الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد ـ وكان على رأس الثلاثمائة ببغداد ـ فجمع قراءات سبعة من مشهوري أئمة الحرمين و العراقين والشام ، وهم : نافع ، وعبد الله ابن كثير، وأبو عمرو بن العلاء ، وعبدالله بن عامر، وعاصم وحمزة ، وعلي الكسائي . وقد توهم بعض الناس أن القراءات السبعة هي الأحرف السبعة، وليس الأمر كذلك... وقد لام كثير من العلماء ابن مجاهد على اختياره عدد السبعة ، لما فيه من الايهام ... قال أحمد ابن عمار المهدوي : لقد فعل مسبِّع هذه السبعة ما لا ينبغي له ، وأشكل الأمر على العامة بإيهامه كل من قل نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر ، وليته إذ اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة ... قال أبو شامة : ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث ، وهوخلاف إجماع أهل العلم قاطبة، و إنما يظن ذلك بعض أهل الجهل ... ) انتهى .
وقال في ص 167 ( ذهب الجمهور من علماء الفريقين الى جواز القراءة بكل واحدة من القراءات السبع في الصلاة ، بل ادعي على ذلك الإجماع في كلمات غير واحد منهم وجوز بعضهم القراءة بكل واحدة من العشر ، وقال بعضهم بجواز القراءة بكل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً وصح سندها ، ولم يحصرها في عدد معين . والحق أن الذي تقتضيه القاعدة الأولية ، هو عدم جواز القراءة في الصلاة بكل قراءة لم تثبت القراءة بها من النبي الأكرم(ص) أو من أحد أوصيائه المعصومين(ع) ، لأن الواجب في الصلاة هو قراءة القرآن فلا يكفي قراءة شئ لم يحرز كونه قرآناً ، وقد استقل العقل بوجوب إحراز الفراغ اليقيني بعد العلم باشتغال الذمة ... وأما بالنظر الى ماثبت قطعياً من تقرير المعصومين(ع) شيعتهم على القراءة ، بأية واحدة من القراءات المعروفة في زمانهم ، فلا شك في كفاية كل واحدة منها ، فقد كانت هذه القراءات معروفة في زمانهم ، ولم يرد عنهم أنهم ردعوا عن بعضها ، ولو ثبت الردع لوصل إلينا بالتواتر ، ولا أقل من نقله بالآحاد ، بل ورد عنهم(ع) إمضاء هذه القراءات بقولهم : إقرؤوا كما يقرأ الناس . إقرؤا كما علمتم . وعلى ذلك فلا معنى لتخصيص الجواز بالقراءات السبع أو العشر ، نعم يعتبر في الجواز أن لا تكون القراءة شاذة ... وصفوة القول : أنه تجوز القراءة في الصلاة بكل قراءة كانت متعارفة في زمان أهل البيت(ع) ) انتهى .
ونلفت هنا الى نكتة نحوية في الرواية عن الإمام الصادق(ع) ( كذبوا أعداء الله ) فقد ورد في كثير من الأحاديث والنصوص الفصيحة الجمع بين فاعلين مضمر وظاهر ، مما يجعلنا نطمئن الى أنه أسلوب عربي في التأكيد على الفاعل لغرض من الأغراض . وكذلك تمييز أحد المعطوفات بإعراب آخر لتأكيده كما ورد في القرآن ، وأن هذه القواعد قد فات النحاة استقراؤها من لغة العرب ، كما فاتهم إضافة ( بقي ) الى أخوات كان مع أنه لا فرق بينها وبينها
 
موضوع رائع ومعلومات قيمة الحقيقة قد تخفى علينا بعض الحقائق عنهم كفانا الله شرهم بارك الله كل من شارك فى هذا الموضوع
 
الأساتذة الأكاريم؛

تتميما لما جاء في المداخلة ما قبل الأخيرة أنقل إليكم أقوالهم في القراءات

القراءات والأحرف السبعة​



قد يتخيل أن الاحرف السبعة التي نزل بها القرآن هي القراءات السبع، فيتمسك لاثبات كونها من القرآن بالروايات التي دلت على أن القرآن نزل على سبعة أحرف، فلا بد لنا أن ننبه على هذا الغلط، وان ذلك شئ لم يتوهمه أحد من العلماء المحققين.

هذا إذا سلمنا ورود هذه الروايات، ولم نتعرض لها بقليل ولا كثير.

وسيأتي الكلام على هذه الناحية.

والاولى أن نذكر كلام الجزائري في هذا الموضع.

قال: " لم تكن القراءات السبع متميزة عن غيرها، حتى قام الامام أبو بكر أحمد ابن موسى بن العباس بن مجاهد - وكان على رأس الثلاثمائة ببغداد - فجمع قراءات سبعة من مشهوري أئمة الحرمين والعراقين والشام، وهم: نافع، وعبد الله ابن كثير، وأبو عمرو بن العلاء، وعبد الله بن عامر، وعاصم وحمزة، وعلي (1) الكسائي.

وقد توهم بعض الناس أن القراءات السبعة هي الاحرف السبعة، وليس الامر كذلك...

وقد لام كثير من العلماء ابن مجاهد على اختياره عدد السبعة، لما فيه من الايهام...

قال أحمد ابن عمار المهدوي: لقد فعل مسبع هذه السبعة ما لا ينبغي له، وأشكل الامر على العامة بايهامه كل من قل نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر، وليته إذ اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة...".

وقال الاستاذ اسماعيل بن إبراهيم بن محمد القراب في الشافي: " التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر ولا سنة، وإنما هو من جمع بعض المتأخرين، لم يكن قرأ بأكثر من السبع، فصنف كتابا، وسماه كتاب السبعة، فانتشر ذلك في العامة...".

وقال الامام أبو محمد مكي: " قد ذكر الناس من الائمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة، وأجل قدرا من هؤلاء السبعة...

فكيف يجوز أن يظن ظان أن هؤلاء السبعة المتأخرين، قراءة كل واحد منهم أحد الحروف السبعة المنصوص عليها - هذا تخلف عظيم - أكان ذلك بنص من النبي صلى الله عليه واله وسلم أم كيف ذلك ! ! ! وكيف يكون ذلك ؟ والكسائي إنما ألحق بالسبعة بالامس في أيام المأمون وغيره - وكان السابع يعقوب الحضرمي - فأثبت ابن مجاهد في سنة ثلاثمائة ونحوها الكسائي موضع يعقوب ".

وقال الشرف المرسي: (2) " وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها - الاحرف السبعة - القراءات السبع، وهو جهل قبيح ".

وقال القرطبي: " قال كثير من علمائنا كالداودي، وابن أبي سفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع، التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الاحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من تلك السبعة، وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف.

ذكره ابن النحاس وغيره وهذه القراءات المشهورة هي اختيارات أولئك الائمة القراء ".

وتعرض ابن الجزري لابطال توهم من زعم أن الاحرف السبعة، التي نزل بها القرآن مستمرة إلى اليوم.

فقال: " وأنت ترى ما في هذا القول، فإن القراءات المشهورة اليوم عن السبعة والعشرة، والثلاثة عشر بالنسبة إلى ما كان مشهورا في الاعصار الاول، قل من كثر، ونزر من بحر، فإن من له اطلاع على ذلك يعرف علمه العلم اليقين، وذلك أن القراء الذين أخذوا عن أولئك الائمة المتقدمين من السبعة، وغيرهم كانوا أمما لا تحصى، وطوائف لا تستقصى، والذين أخذوا عنهم أيضا أكثر وهلم جرا.

فلما كانت المائة الثالثة، واتسع الخرق وقل الضبط، وكان علم الكتاب والسنة أوفر ما كان في ذلك العصر، تصدى بعض الائمة لضبط ما رواه من القراءات، فكان أول إمام معتبر جمع القراءات في كتاب أبو عبيد القاسم بن سلام، وجعلهم - فيما أحسب - خمسة وعشرين قارئا مع هؤلاء السبعة وتوفي سنة 224 وكان بعده أحمد بن جبير بن محمد الكوفي نزيل أنطاكية، جمع كتابا في قراءات الخمسة، من كل مصر واحد.

وتوفي سنة 258 وكان بعده القاضي اسماعيل بن اسحاق المالكي صاحب قالون، ألف كتابا في القراءات جمع فيه قراءة عشرين إماما، منهم هؤلاء السبعة.

توفي سنة 282 وكان بعده الامام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، جمع كتابا سماه " الجامع " فيه نيف وعشرون قراءة.

توفي سنة 310 وكان بعيده أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الداجوني، جمع كتابا في القراءات، وأدخل معهم أبا جعفر أحد العشرة.

وتوفي سنة 324، وكان في أثره أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، أول من اقتصر على قراءات هؤلاء السبعة فقط، وروى فيه عن هذا الداجوني، وعن ابن جرير أيضا.

وتوفي سنة 324 ".

ثم ذكر ابن الجزري جماعة ممن كتب في القراءة.

فقال: " وإنما أطلنا هذا الفصل، لما بلغنا عن بعض من لا علم له أن القراءات ص 163:الصحيحة هي التي عن هؤلاء السبعة، أو أن الاحرف السبعة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه واله وسلم هي قراءة هؤلاء السبعة، بل غلب على كثير من الجهال أن القراءات الصحيحة هي التي في " الشاطبية والتيسير "، وأنها هي المشار إليها بقوله صلى الله عليه واله وسلم أنزل القرآن على سبعة أحرف، حتى أن بعضهم يطلق على ما لم يكن في هذين الكتابين أنه شاذ، وكثير منهم يطلق على ما لم يكن عن هؤلاء السبعة شاذا، وربما كان كثير مما لم يكن في " الشاطبية والتيسير "، وعن غير هؤلاء السبعة أصح من كثير مما فيهما، وإنما أوقع هؤلاء في الشبهة كونهم سمعوا " أنزل القرآن على سبعة أحرف " وسمعوا قراءات السبعة فظنوا أن هذه السبعة هي تلك المشار إليها، ولذلك كره كثير من الائمة المتقدمين اقتصار ابن مجاهد على سبعة من القراء، وخطأوه في ذلك، وقالوا: ألا اقتصر على دون هذا العدد أو زاده، أو بين مراده ليخلص من لا يعلم من هذه الشبهة.

ثم نقل ابن الجزري - بعد ذلك - عن ابن عمار المهدوي، وأبي محمد مكي ما تقدم نقله عنهما آنفا ". (3)

قال أبو شامة: " ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث، وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل ".

وبهذا الاستعراض قد استبان للقارئ، وظهر له ظهورا تاما أن القراءات ليست متواترة عن النبي - صلى الله عليه واله وسلم - ولا عن القراء أنفسهم، من غير فرق بين السبع وغيرها، ولو سلمنا تواترها عن القراء فهي ليست متواترة عن النبي - صلى الله عليه واله وسلم - قطعا.

فالقراءات إما أن تكون منقولة بالآحاد، وإما أن تكون اجتهادات من القراء أنفسهم، فلا بد لنامن البحث في موردين:

1- حجية القراءات:​


ذهب جماعة إلى حجية هذه القراءات، فجوزوا أن يستدل بها على الحكم الشرعي، كما استدل على حرمة وطئ الحائض بعد نقائها من الحيض وقبل أن تغتسل، بقراءة الكوفيين - غير حفص - قوله تعالى: " ولا تقربوهن حتى يطهرن " بالتشديد.

الجواب: ولكن الحق عدم حجية هذه القراءات، فلا يستدل بها على الحكم الشرعي.

والدليل على ذلك أن كل واحد من هؤلاء القراء يحتمل فيه الغلط والاشتباه، ولم يرد دليل من العقل، ولا من الشرع على وجوب اتباع قارئ منهم بالخصوص، وقد استقل العقل، وحكم الشرع بالمنع عن اتباع غير العلم.

وسيأتي توضيح ذلك إن شاء الله تعالى. (4) ولعل أحدا يحاول أن يقول: إن القراءات - وإن لم تكن متواترة - إلا أنها منقولة عن النبي - صلى الله عليه واله وسلم - فتشملها الادلة القطعية التي أثبتت حجية الخبر الواحد، وإذا شملتها هذه الادلة القطعية خرج الاستناد إليها عن العمل بالظن بالورود، أوالحكومة، أو التخصيص.
الجواب:

أولا: ان القراءات لم يتضح كونها رواية، لتشملها هذه الادلة، فلعلها اجتهادات من القراء، ويؤيد هذا الاحتمال ما تقدم من تصريح بعض الاعلام بذلك، بل إذا لاحظنا السبب الذي من أجله اختلف القراء في قراءاتهم - وهو خلو المصاحف المرسلة إلى الجهات من النقط والشكل - يقوى هذا الاحتمال جدا.

قال ابن أبي هاشم: " إن السبب في اختلاف القراءات السبع وغيرها.

ان الجهات التي وجهت إليها المصاحف كان بها من الصحابة من حمل عنه أهل تلك الجهة وكانت المصاحف خالية من النقط والشكل.

قال: فثبت أهل كل ناحية على ما كانوا تلقوه سماعا عن الصحابة، بشرط موافقة الخط، وتركوا ما يخالف الخط ... فمن ثم نشأ الاختلاف بين قراء الامصار ".

وقال الزرقاني: " كان العلماء في الصدر الاول يرون كراهة نقط المصحف وشكله، مبالغة منهم في المحافظة على أداء القرآن كما رسمه المصحف، وخوفا من أن يؤدي ذلك (5) إلى التغيير فيه...

ولكن الزمان تغير - كما علمت - فاضطر المسلمون إلى إعجام المصحف وشكله لنفس ذلك السبب، أي للمحافظة على أداء القرآن كما رسمه المصحف، وخوفا من أن يؤدي تجرده من النقط والشكل إلى التغيير فيه ".

ثانيا: ان رواة كل قراءة من هذه القراءات، لم تثبت وثاقتهم أجمع، فلا تشمل أدلة حجية خبر الثقة روايتهم.

ويظهر ذلك مما قدمناه في ترجمة أحوال القراء ورواتهم.

ثالثا: إنا لو سلمنا أن القراءات كلها تستند إلى الرواية، وأن جميع رواتها ثقات، إلا أنا نعلم علما إجماليا أن بعض هذه القراءات لم تصدر عن النبي قطعا، ومن الواضح أن مثل هذا العلم يوجب التعارض بين تلك الروايات وتكونص 166:كل واحدة منها مكذبة للاخرى، فتسقط جميعها عن الحجية، فإن تخصيص بعضها بالاعتبار ترجيح بلا مرجح، فلا بد من الرجوع إلى مرجحات باب المعارضة، وبدونه لا يجوز الاحتجاج على الحكم الشرعي بواحدة من تلك القراءات.

وهذه النتيجة حاصلة أيضا إذا قلنا بتواتر القراءات.

فإن تواتر القراءتين المختلفتين عن النبي - صلى الله عليه واله وسلم - يورث القطع بأن كلا من القراءتين قرآن منزل من الله، فلا يكون بينهما تعارض بحسب السند، بل يكون التعارض بينهما بحسب الدلالة.

فإذا علمنا إجمالا أن أحد الظاهرين غير مراد في الواقع فلا بد من القول بتساقطهما، والرجوع إلى الاصل اللفظي أو العملي، لان أدلة الترجيح، أو التخيير تختص بالادلة التي يكون سندها ظنيا، فلا تعم ما يكون صدوره قطعيا.

وتفصيل ذلك كله في بحث " التعادل والترجيح " من علم الاصول. (6)

2- جواز القراءة بها في الصلاة: ذهب الجمهور من علماء الفريقين إلى جواز القراءة بكل واحدة من القراءات السبع في الصلاة، بل ادعي على ذلك الاجماع في كلمات غير واحد منهم وجوز بعضهم القراءة بكل واحدة من العشر، وقال بعضهم بجواز القراءة بكل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا، وصح سندها، ولم يحصرها في عدد معين.

والحق: ان الذي تقتضيه القاعدة الاولية، هو عدم جواز القراءة في الصلاة بكل قراءة لم تثبت القراءة بها من النبي الاكرم - صلى الله عليه واله وسلم - أو من أحد أوصيائه المعصومين - عليهم السلام -، لان الواجب في الصلاة هو قراءة القرآن فلا يكفي قراءة شئ لم يحرز كونه قرآنا، وقد استقل العقل بوجوب إحراز الفراغ اليقيني بعد العلم باشتغال الذمة، وعلى ذلك فلا بد من تكرار الصلاة بعد القراءات المختلفة أو تكرار مورد الاختلاف في الصلاة الواحدة، لاحراز الامتثال القطعي، ففي سورة الفاتحة يجب الجمع بين قراءة " مالك "، وقراءة " ملك ".

أما السورة التامة التي تجب قراءتها بعد الحمد - بناء على الاظهر - فيجب لها إما اختيار سورة ليس فيها اختلاف في القراءة، وإما التكرار على النحو المتقدم.

وأما بالنظر إلى ما ثبت قطعيا من تقرير المعصومين - عليهم السلام - شيعتهم على القراءة، بأية واحدة من القراءات المعروفة في زمانهم، فلا شك في كفاية كل واحدة منها.

فقد كانت هذه القراءات معروفة في زمانهم، ولم يرد عنهم أنهم ردعوا عن بعضها، ولو ثبت الردع لوصل الينا بالتواتر، ولا أقل من نقله بالآحاد، بل ورد عنهم - عليهم السلام - إمضاء هذه القراءات بقولهم: " إقرأ كما يقرأ الناس. إقرؤا كما علمتم ".

وعلى ذلك فلا معنى لتخصيص (7) الجواز بالقراءات السبع أو العشر، نعم يعتبر في الجواز أن لا تكون القراءة شاذة، غير ثابتة بنقل الثقات عند علماء أهل السنة، ولا موضوعة، أما الشاذة فمثالها قراءة " ملك يوم الدين " بصيغة الماضي ونصب يوم، وأما الموضوعة فمثالها قراءة " إنما يخشى الله من عباده العلماء " برفع كلمة الله ونصب كلمة العلماء على قراءة الخزاعي عن أبي حنيفة.

وصفوة القول: أنه تجوز القراءة في الصلاة بكل قراءة كانت متعارفة في زمان أهل البيت عليهم السلام.

المصدر:
البيان في تفسير القرآن - لزعيم الحوزة العلمية آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئيhttp://www.hodaalquran.com
/details.php?id=1406

1- التبيان ص 105. الاتقان النوع 22 - 27 ج 1 ص 138.
2- التبيان ص 82.
3- النشر في القراءات العشر ج 1 ص 33 - 37.

4- الاتقان النوع 22 - 27 ج 1 ص 138.

5- وقد أوضحنا الفرق بين هذه المعاني في مبحث " التعادل والترجيح " في محاضراتنا الاصولية المنتشرة. التبيان ص 86.

6- مناهل العرفان ص 402 الطبعة الثانية.

7- الكافي: باب النوادر كتاب فضل القرآن.
 
اتماما للفائدةالاحرف السبعة والشيعة

اتماما للفائدةالاحرف السبعة والشيعة

يرى الشيعة ان الاحرف السبعة التى نزل بها القرءان هى بدعة ابتدعها عمر بن الخطابرضي الله عنه ويقولون ان
سبب ابتداع عمر هذه البدعة؟
السبب ببساطة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في حياته يصحح نص القرآن لمن يقرؤه فكان مصدر نص القرآن واحداً مضبوطاً.
أما بعد وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحداث السقيفة وبيعة أبي بكر، فقد جاءهم علي بنسخة القرآن بخط يده حسب أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فرفضوا اعتمادها، لأنه كان فيها برأيهم تفسير بعض الآيات أو كثير منها لمصلحة علي والعترة (عليهم السلام)، فأخذها علي وقال: لهم إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرني أن أعرضها عليكم فإن قبلتموها فهو، وإلا فإني أحفظها وأقرأ النسخة التي تعتمدونها، حتى لا يكون في أيدي الناس نسختان للقرآن!
روى الكليني في الكافي:2/633: (عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبدالله: كف عن هذه القراءة، إقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم (عليه السلام) قرأ كتاب الله عز وجل على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه علي (عليه السلام).
وقال: أخرجه علي (عليه السلام) إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد جمعته من اللوحين فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه فقال أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه)! انتهى.
من ذلك اليوم ولدت أرضية التفاوت في النص القرآني وأخذ الخليفة والناس يقرؤون ولا مصحح لهم، ولا مرجع يرجعون إليه في نص القرآن!
وما لبث أن انتشر التفاوت في قراءاتهم، ثم تحول التفاوت إلى اختلاف بين القراء في هذه الكلمة وتلك، وهذه الآية وتلك، فهذا يقرأ في صلاته أو يعلم المسلمين بنحو، وذاك بنحو آخر! وهذا يؤكد صحة قراءته وخطأ القراءة المخالفة، وذاك بعكسه.. وهذا يتعصب لهذه القراءة وقارئها، وهذا لذاك.. إلى آخر المشكلة الكبيرة التي تهم كيان الدولة الإسلامية وتمس قرآنها المنزل!!
هنا كان لابد أن تتدخل الدولة لحل المشكلة، وكان الواجب على عمر أن يختار نسخة من القرآن ويعتمدها من علي (عليه السلام) أو من غيره كما فعل عثمان، ولكنه لم يرد اعتماد نسخة معينة فاختار حل المشكلة بالتسامح في نص القرآن! وأفتى بصحة جميع القراءات المختلف عليها! واستند بذلك إلى حديث ادعاه على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يدعه غيره بأن في القرآن سعة، وأنه نزل على سبعة أحرف!!
روى النسائي:2/15 : (عن ابن مخرمة أن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام (من الطلقاء) يقرأ سورة الفرقان فقرأ فيها حروفاً لم يكن نبي الله (ص) أقرأنيها! قلت من أقرأك هذه السورة؟! قال رسول الله (ص). قلت كذبت، ما هكذا أقرأك رسول الله (ص)! فأخذت بيده أقوده إلى رسول الله (ص) وقلت: يا رسول الله إنك أقرأتني سورة الفرقان وإني سمعت هذا يقرأ فيها حروفاً لم تكن أقرأتنيها! فقال رسول الله (ص): إقرأ يا هشام فقرأ كما كان يقرأ فقال رسول الله (ص) هكذا أنزلت! ثم قال إقرأ يا عمر فقرأت، فقال: هكذا أنزلت!! ثم قال رسول الله (ص): إن القرآن أنزل على سبعة أحرف!). (ورواه البخاري:6/1 و:6/11 و:3/9 و:8/215،ومسلم:2/2 1بروايتين، وأبوداود:1/331، والترمذي:4/263، والبيهقي:2 /383، وأحمد:1/24و39 و45 و264)
وكلام عمر صريح في أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: نزلت من عند الله هكذا وهكذا! أي بنحوين مختلفين بل بسبعة أشكال! تعالى الله عن ذلك!
وستعرف أن عمر قام بتحريف حديث نبوي في أن القرآن نزل على سبعة أقسام من المعاني، ولا علاقة له بألفاظ القرآن وحروفه!
فالنظرية إذن، ولدت على يد عمر عندما واجه مشكلة لايعرفها، ولم يعالجها بنسخة القرآن، بل روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حديث الأحرف السبعة ليثبت مشروعية التسامح والتفاوت في قراءة النص القرآني!
ولكنه بذلك سكن المشكلة تسكيناً آنياً، ثم حير أتباعه من علماء الأمة أربعة عشر قرناً في تصور معنى معقول لنظريته العتيدة وحديثه الغريب المزعوم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)!
من أدلة بطلان بدعة عمر
أولاً: أن صاحب المقولة لم يطبقها! فقد رخص بقراءة القرآن بسبعة أنواع، لكنه لم يسمح لأحد بذلك! فكان يتدخل في القراءات ويحاسب عليها، ويرفض منها ويقبل، ويأمر بمحو هذا وإثبات ذاك! وكم وقعت مشاكل بينه وبين أبيِّ بن كعب وغيره من القراء، بسبب أنه قرأ آية بلفظ لم يعجب عمر!
فقد كانت هذه التوسعة المزعومة خاصة به دون غيره!!
ثانياً: أن عثمان نقضها وأوجب أن يقرأ القرآن بالحرف الذي كتب عليه مصحفه! فأين صارت السبعة أحرف التي قلتم إن حديثها صحيح متواتر؟!
لقد صار معناها أن القرآن نزل من عند الله تعالى على سبعة أحرف، ثم صار في زمن عثمان إلى حرف واحد!! فيكون حديث عمر مفصلاً لمشكلة اضطراب القراءة في زمنه فقط! فهل رأيتم حديثاً نبوياً لادور إلى يوم القيامة إلا أداء وظيفة خاصة وهي تسكين مشكلة اختلاف القراءات آنياً؟!
ثالثاً: إن التوسعة على الناس والتسامح في نص القرآن مسألة كبيرة وخطيرة! فكيف لم تكن معروفة في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعامة الصحابة والمسلمين؟
ثم عرفت على يد عمر عندما وجدت مشكلة تفاوت القراءات؟!
رابعاً: إذا صحت نظرية عمر في الأحرف السبعة، وأن الله تعالى قد وسع على المسلمين في قراءة نص كتابه، فلماذا حَرَمَ الله نبيه من هذه النعمة وحرم عليه تبديل شئ منه فقال تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لايَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (سورة يونس: 15)، وألزمه بحفظه حرفياً بدقة عالية وكان ينزل عليه جبرئيل كل عام مرة ليضبط عليه نص القرآن، وفي سنة وفاته ضبطه عليه مرتين ليتأكد من دقة تبليغه له؟!
وهل يقبل العقل من رئيس عادي أن يصدر قانوناً ويتشدد مع وزيره في ضبط نصه وطباعته، وبعد نشره للتطبيق يجيز للناس أن يقرؤوا نصه بعدة ولو بتغيير ألفاظه!!
خامساً: هشام بن حكيم بن حزام الذي قال عمر إن القصة حدثت معه، هو أحد الطلقاء الذين أسلموا تحت السيف في فتح مكة، أي في السنة الثامنة للهجرة، واختلاف عمر معه في القراءة لا بد أن يكون بعد أن جاء هشام إلى المدينة مع ألوف الطلقاء الذين أرسلتهم قريش ليكونوا لها ثقلاً في المدينة!
فزمن القصة نحو السنة الأخيرة من حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعناها أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إلى ذلك الوقت يقرأ نص القرآن بصيغة واحدة وحرف واحد ولم يقل لجبرئيل شيئاً، إلى أن جاءه جبرئيل في أواخر حياته وقال له: (إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك!) فصعد جبرئيل ثم نزل وزاده حرفاً وقال على حرفين، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (أمتي لا تطيق ذلك) وأخذ يساومه ويستزيده وهو يصعد وينزل، حتى وصل معه إلى سبعة أحرف! (النسائي:2/15 ، وغيره من مصادرهم!!) فهل ترون هذا النوع من تعامل الأنبياء (عليهم السلام) مع ربهم تعالى، إلا في روايات اليهود؟!
الأحاديث الصحيحة التي رفضوها من أجل بدعة عمر!
وهي كأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) تفسر الأحرف السبعة في الحديث النبوي بالمعاني، لكن القوم ظلموها مع أن فيها الصحيح، ولم يفتحوا أسماعهم لها لمجرد أنها تعارض تفسير عمر ومن تبعه للحديث ونصهم التحريفي له!
وأكبر مرجح لها على حديث عمر وما وافقه أنها ذات معنى معقول، وأنها تسد ذريعة التوسع في نص القرآن وتحريفه!
ويقولون روايات سبق ان ذكرتها فى مشاركة سابقة لى تحت نفس الموضوع ارجع اليها
 
الأخ الكريم صاحب السؤال الشيخ جمال الدين الجزائري
كنت أعرضت عن الجواب لأنني وجدت الإخوة كفوا ووفوا وأن ابتعد بعضهم عن المقصود قليلا ولكنني وجدت أقرب الإجابات ما تفضل بد الدكتور أحمد الرويثي ، واردت الكتفاء بذلك ولكن إلحاحك بأن أكتب شيئاً ولو موجزاً جعلني أكتب
وأضيف موضحاً فأقول :
هناك تفصيل :
1 ـ إذا كان السؤال موجهاً إلى الشيعة أنفسهم فجوابهم والله أعلم : نعم هناك قراءات خاصة بأهل البيت خاصة بهم ..... وهم لا يعترفون بالقراءات العشر الموجودة لدينا ، وهذه القراءات المنسوبة لآل البيت عندهم ليس لها سند وهي غير مقروء بها حتى عندهم وليست مسطورة أو مجموعة في كتاب متداول بسند متواتر بل هي في بطون كتبهم التاريخية فسندها مقطوع
وحتى تكون حجتهم قوية يقولون إذا ظهر المهدي فإنه يقرأ القرآن بقراءة آل البيت ويقولون هذا ليغطوا حقيقة الزيادات والنقصان التي يمكن أن تكون في روايتهم

2 ـ واما إن كان السؤال موجهاً لأهل السنة فأقول :
ـ لا يوجد قراءة مستقلة أو رواية اسمها قراءة أهل البيت مثل قراءة عاصم وحمزة ونافع وبقية القراء
ـ جميع القراءات المتداولة المتواترة يكون في أسانيدها بعض أهل البيت سواء من الصدر الأول أو من الأوسط أو المتأخرين
ولم يخرجوا بقراءتهم عن المتواتر المنسوب للأئمة العشرة كما هو مسطور في النشر أو الشاطبية والدرة
ـ وأما ما ورد في كتب التفاسير عند أهل السنة من ذ كر قراءة لحرف ما بأنها قراءة أهل البيت أو قراءة جعفر الصادق فينظر إليها إن اتفقت مع ما في النشر والشاطبية والدرة فهي متواترة مقروء بها
وأما إن خرجت عن ذلك فهي شاذة والله أعلم .
 
بارك الله فيكم اخواني الكرام وأحب أن أضيف بعض الأمور :
أغلب كتب التفسير بالمأثور عند الرافضة فإنها تذكر أن قراءة أهل البيت مغايرة لما يقرأ الناس وأغلبها تقول "هكذا انزلت"ويذكرون زيادة أو نقصان وقد ذكرت نماذجا منها في الربط التالي : القران وتفسيره عند الشيعة الامامية الاثني عشرية
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=9004

وباقي التفاسير التي تجاري كتب أهل السنة فإنها تذكر القراءات التي يقرأ بها أهل السنة وتذكر توجيها للقراءة ولكن دائما يذكرون قول الإمامية ويزعمون انه قول أهل البيت ثم يرجحونه​

وفيما يخص السؤال المذكور فإن الخوئي وهو من متأخري الإمامية في مقدمة تفسيره قد عد القراءات أنها عين التحريف ,ثم تناقض بعد ذلك بقليل وقال إن القراءات قد كانت في زمن الأئمة وأنهم لم ينكرونها !!وهذا أمر معهود في كتبهم بذكر الشيء وضده .​
 
عودة
أعلى