العليمى المصرى
New member
وأما سياق الآية فألفاظها تدل على أن المقصود - والله أعلم - إظهار كمال صنع الخالق للجبال في الدنيا ولهذا عبّر بقوله ( وترى) بفعل المضارع وخطاب النبي وهو صلى الله عليه وسلم ابتداءَ ، وهو لن ير تغير الجبال في الآخرة ، ( تحسبها ) والناس في الآخرة لايحسبون الجبال بل يرونها عياناَ تسير عن مكانها، ( تمر ) والمرور يدل على تكرار بخلاف السير وهذا يدل على دوران الأرض . (صنع الله الذي أتقن ) وهذا أظهر في حال الدنيا . وختم الآية كما ذكرت موافق لذلك .
وعليه فيمكن القول بأن الآية تدل على القولين المذكورين ، الثاني نصاَ والأول تعريضاَ وإشارة .
والله أعلم .
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
بعد قراءة متأنية لهذا الموضوع ، وبعد موازنة دقيقة لكافة الآراء الواردة فيه أقول :
تبين لى - بالدليل والبرهان - أن ما جاء فى الاقتباس أعلاه هو الأقرب للصواب والله أعلم
ذلك لأن الآية الكريمة قد جاءت بفعلين مضارعين يدلان على التجدد والاستمرار وهما ( ترى ) و ( تمر ) ، ومن البديهى أن التجدد والاستمرار هما الأوفق بحال الحياة الدنيا والأنسب لأحداثها ، فى حين يتعذر وقوعهما فى أحداث قيام الساعة ، هذا من جهة
ومن جهة أخرى نجد أن المخاطب فى الآية وفى المقام الأول هو النبى صلى الله عليه وسلم ، وهو - كما ذكر من اقتبسنا قوله - لن يعاصر أحداث قيام الساعة ، فى حين أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يرى الجبال فى حياته
ومن جهة ثالثة نجد قوله تعالى " صنع الله الذى أتقن كل شىء " هو الأوفق كذلك بحال الحياة الدنيا ولا يناسب أحوال قيام الساعة
والحق أن من ينكر الاعجاز العلمى لهذه الآية الكريمة ودلالتها على دوران الأرض وسبق القرآن الى تقرير هذه الحقيقة العلمية الثابتة يقينا ، أقول أن من ينكر ذلك عليه أن يراجع نفسه ، ولا أزيد على هذا
وبرغم هذا كله أقول : ان التفسير الآخر للآية هو تفسير مشروع وليس خاطئا ، ولكن يخطىء حقا من يقتصر عليه وحده رافضا الاشارة الاعجازية للآية الكريمة
وقولى انه تفسير مشروع يأتى من منطلق النظر للقرآن الكريم على أنه حمال أوجه ، بما يجعله مناسبا لكل العصور ، فلا يوجد ما يمنع فهمه قديما على وجه ما ، ثم فهمه اليوم على وجه آخر ، شريطة ألا يكون بين هذين الوجهين تعارضا جذريا يحول بين قبولهما معا ، وأعتقد أن هذا هو ما انتهى اليه كذلك الاقتباس المذكور أعلاه
ويبقى علينا فى النهاية أن نقول على الدوام : والله جل وعلا هو أعلى وأعلم