فهد الوهبي
Member
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
فقد حرص العلماء على مؤلفات أئمة الإسلام وتناقلوها خلفاً عن سلف ، وكلما كان مؤلف الكتاب ذا شأن في الإسلام اعتنى العلماء بكتبه وحرصوا عليها ..
إلا أن من الغريب أن يُنقل عن مثل الإمام أحمد رحمه الله تأليفه للتفسير مع عدم اشتهاره ونقله ولذلك استغرب الذهبي ذلك ورأى أن الإمام لم يؤلف في التفسير :
جاء في ترجمة الإمام أحمد في سير أعلام النبلاء:
"قال ابن الجوزي كان الامام لا يرى وضع الكتب وينهي عن كتبة كلامه ومسائله ولو رأى ذلك لكانت له تصانيف كثيرة وصنف المسند وهو ثلاثون ألف حديث وكان يقول لابنه عبد الله احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس اماماً والتفسير وهو مئة وعشرون ألفاً"
قال الذهبي بعد هذا النقل :
" فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر ثم لو ألف تفسيراً لما كان يكون أزيد من عشرة آلاف أثر ولاقتضى أن يكون في خمس مجلدات فهذا تفسير ابن جرير الذي جمع فيه فأوعى لا يبلغ عشرين ألفاً وما ذكر تفسير أحمد أحد سوى أبي الحسين بن المنادي فقال في تاريخه لم
يكن أحد أروى في الدنيا عن أبيه من عبد الله بن أحمد لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفاً والتفسير وهو مئة وعشرون ألفاً سمع ثلثيه والباقي وجادة ".
وقال في ترجمة عبد الله بن الإمام أحمد : " قلت ما زلنا نسمع بهذا التفسير الكبير لأحمد على ألسنة الطلبة وعمدتهم حكاية ابن المنادي هذه وهو كبير قد سمع من جده وعباس الدوري ومن عبدالله بن أحمد لكن ما رأينا أحداً أخبرنا عن وجود هذا التفسير ولا بعضه ولا كراسة منه ولو كان له وجود أو لشيء منه لنسخوه ولاعتني بذلك طلبة العلم ولحصلوا ذلك ولنقل إلينا ولاشتهر ولتنافس أعيان البغداديين في تحصيله ولنقل منه ابن جرير فمن بعده في تفاسيرهم ولا والله يقتضي أن يكون عند الإمام أحمد في التفسير مئة ألف وعشرون ألف حديث فإن هذا يكون في قدر مسنده بل أكثر بالضعف ثم الإمام أحمد لو جمع شيئاً في ذلك لكان يكون منقحاً مهذباً عن المشاهير فيصغر لذلك حجمه ولكان يكون نحواً من عشرة آلاف حديث بالجهد بل أقل ثم الإمام أحمد كان لا يرى التصنيف وهذا كتاب المسند له لم يصنفه هو ولا رتبه ولا اعتنى بتهذيبه بل كان يرويه لولده نسخاً وأجزاءاً ويأمره أن ضع هذا في مسند فلان وهذا في مسند فلان وهذا التفسير ولا جود له وأنا أعتقد أنه لم يكن فبغداد لم تزل دار الخلفاء وقبة الإسلام ودار الحديث ومحلة السنن ولم يزل أحمد فيها معظماً في سائر الأعصار وله تلامذة كبار وأصحاب أصحاب وهم جرا إلى بالأمس حين استباحها جيش المغول وجرت بها من الدماء سيول وقد اشتهر ببغداد تفسير ابن جرير وتزاحم على تحصيله العلماء وسارت به الركبان ولم نعرف مثله في معناه ولا ألف قبله أكبر منه وهو في عشرين مجلدة وما يحتمل أن يكون عشرين ألف حديث بل لعله خمسة عشر ألف إسناد فخذه فعده إن شئت".
وبعد هذا النقل هل الصحيح أن الإمام أحمد قد ألف في النفسير أو جمع له في عهده ، علماً بأنه قد جمعت مرويات الإمام أحمد الآن في الجامعة الإسلامية بإشراف الدكتور حكمت بشير ياسين ..
والله أعلم ..
فقد حرص العلماء على مؤلفات أئمة الإسلام وتناقلوها خلفاً عن سلف ، وكلما كان مؤلف الكتاب ذا شأن في الإسلام اعتنى العلماء بكتبه وحرصوا عليها ..
إلا أن من الغريب أن يُنقل عن مثل الإمام أحمد رحمه الله تأليفه للتفسير مع عدم اشتهاره ونقله ولذلك استغرب الذهبي ذلك ورأى أن الإمام لم يؤلف في التفسير :
جاء في ترجمة الإمام أحمد في سير أعلام النبلاء:
"قال ابن الجوزي كان الامام لا يرى وضع الكتب وينهي عن كتبة كلامه ومسائله ولو رأى ذلك لكانت له تصانيف كثيرة وصنف المسند وهو ثلاثون ألف حديث وكان يقول لابنه عبد الله احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس اماماً والتفسير وهو مئة وعشرون ألفاً"
قال الذهبي بعد هذا النقل :
" فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر ثم لو ألف تفسيراً لما كان يكون أزيد من عشرة آلاف أثر ولاقتضى أن يكون في خمس مجلدات فهذا تفسير ابن جرير الذي جمع فيه فأوعى لا يبلغ عشرين ألفاً وما ذكر تفسير أحمد أحد سوى أبي الحسين بن المنادي فقال في تاريخه لم
يكن أحد أروى في الدنيا عن أبيه من عبد الله بن أحمد لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفاً والتفسير وهو مئة وعشرون ألفاً سمع ثلثيه والباقي وجادة ".
وقال في ترجمة عبد الله بن الإمام أحمد : " قلت ما زلنا نسمع بهذا التفسير الكبير لأحمد على ألسنة الطلبة وعمدتهم حكاية ابن المنادي هذه وهو كبير قد سمع من جده وعباس الدوري ومن عبدالله بن أحمد لكن ما رأينا أحداً أخبرنا عن وجود هذا التفسير ولا بعضه ولا كراسة منه ولو كان له وجود أو لشيء منه لنسخوه ولاعتني بذلك طلبة العلم ولحصلوا ذلك ولنقل إلينا ولاشتهر ولتنافس أعيان البغداديين في تحصيله ولنقل منه ابن جرير فمن بعده في تفاسيرهم ولا والله يقتضي أن يكون عند الإمام أحمد في التفسير مئة ألف وعشرون ألف حديث فإن هذا يكون في قدر مسنده بل أكثر بالضعف ثم الإمام أحمد لو جمع شيئاً في ذلك لكان يكون منقحاً مهذباً عن المشاهير فيصغر لذلك حجمه ولكان يكون نحواً من عشرة آلاف حديث بالجهد بل أقل ثم الإمام أحمد كان لا يرى التصنيف وهذا كتاب المسند له لم يصنفه هو ولا رتبه ولا اعتنى بتهذيبه بل كان يرويه لولده نسخاً وأجزاءاً ويأمره أن ضع هذا في مسند فلان وهذا في مسند فلان وهذا التفسير ولا جود له وأنا أعتقد أنه لم يكن فبغداد لم تزل دار الخلفاء وقبة الإسلام ودار الحديث ومحلة السنن ولم يزل أحمد فيها معظماً في سائر الأعصار وله تلامذة كبار وأصحاب أصحاب وهم جرا إلى بالأمس حين استباحها جيش المغول وجرت بها من الدماء سيول وقد اشتهر ببغداد تفسير ابن جرير وتزاحم على تحصيله العلماء وسارت به الركبان ولم نعرف مثله في معناه ولا ألف قبله أكبر منه وهو في عشرين مجلدة وما يحتمل أن يكون عشرين ألف حديث بل لعله خمسة عشر ألف إسناد فخذه فعده إن شئت".
وبعد هذا النقل هل الصحيح أن الإمام أحمد قد ألف في النفسير أو جمع له في عهده ، علماً بأنه قد جمعت مرويات الإمام أحمد الآن في الجامعة الإسلامية بإشراف الدكتور حكمت بشير ياسين ..
والله أعلم ..