هل صنف الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في التفسير ؟ ( ما رأي الذهبي )

إنضم
24/04/2003
المشاركات
1,398
مستوى التفاعل
6
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
فقد حرص العلماء على مؤلفات أئمة الإسلام وتناقلوها خلفاً عن سلف ، وكلما كان مؤلف الكتاب ذا شأن في الإسلام اعتنى العلماء بكتبه وحرصوا عليها ..
إلا أن من الغريب أن يُنقل عن مثل الإمام أحمد رحمه الله تأليفه للتفسير مع عدم اشتهاره ونقله ولذلك استغرب الذهبي ذلك ورأى أن الإمام لم يؤلف في التفسير :
جاء في ترجمة الإمام أحمد في سير أعلام النبلاء:
"قال ابن الجوزي كان الامام لا يرى وضع الكتب وينهي عن كتبة كلامه ومسائله ولو رأى ذلك لكانت له تصانيف كثيرة وصنف المسند وهو ثلاثون ألف حديث وكان يقول لابنه عبد الله احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس اماماً والتفسير وهو مئة وعشرون ألفاً"
قال الذهبي بعد هذا النقل :
" فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر ثم لو ألف تفسيراً لما كان يكون أزيد من عشرة آلاف أثر ولاقتضى أن يكون في خمس مجلدات فهذا تفسير ابن جرير الذي جمع فيه فأوعى لا يبلغ عشرين ألفاً وما ذكر تفسير أحمد أحد سوى أبي الحسين بن المنادي فقال في تاريخه لم
يكن أحد أروى في الدنيا عن أبيه من عبد الله بن أحمد لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفاً والتفسير وهو مئة وعشرون ألفاً سمع ثلثيه والباقي وجادة ".
وقال في ترجمة عبد الله بن الإمام أحمد : " قلت ما زلنا نسمع بهذا التفسير الكبير لأحمد على ألسنة الطلبة وعمدتهم حكاية ابن المنادي هذه وهو كبير قد سمع من جده وعباس الدوري ومن عبدالله بن أحمد لكن ما رأينا أحداً أخبرنا عن وجود هذا التفسير ولا بعضه ولا كراسة منه ولو كان له وجود أو لشيء منه لنسخوه ولاعتني بذلك طلبة العلم ولحصلوا ذلك ولنقل إلينا ولاشتهر ولتنافس أعيان البغداديين في تحصيله ولنقل منه ابن جرير فمن بعده في تفاسيرهم ولا والله يقتضي أن يكون عند الإمام أحمد في التفسير مئة ألف وعشرون ألف حديث فإن هذا يكون في قدر مسنده بل أكثر بالضعف ثم الإمام أحمد لو جمع شيئاً في ذلك لكان يكون منقحاً مهذباً عن المشاهير فيصغر لذلك حجمه ولكان يكون نحواً من عشرة آلاف حديث بالجهد بل أقل ثم الإمام أحمد كان لا يرى التصنيف وهذا كتاب المسند له لم يصنفه هو ولا رتبه ولا اعتنى بتهذيبه بل كان يرويه لولده نسخاً وأجزاءاً ويأمره أن ضع هذا في مسند فلان وهذا في مسند فلان وهذا التفسير ولا جود له وأنا أعتقد أنه لم يكن فبغداد لم تزل دار الخلفاء وقبة الإسلام ودار الحديث ومحلة السنن ولم يزل أحمد فيها معظماً في سائر الأعصار وله تلامذة كبار وأصحاب أصحاب وهم جرا إلى بالأمس حين استباحها جيش المغول وجرت بها من الدماء سيول وقد اشتهر ببغداد تفسير ابن جرير وتزاحم على تحصيله العلماء وسارت به الركبان ولم نعرف مثله في معناه ولا ألف قبله أكبر منه وهو في عشرين مجلدة وما يحتمل أن يكون عشرين ألف حديث بل لعله خمسة عشر ألف إسناد فخذه فعده إن شئت".

وبعد هذا النقل هل الصحيح أن الإمام أحمد قد ألف في النفسير أو جمع له في عهده ، علماً بأنه قد جمعت مرويات الإمام أحمد الآن في الجامعة الإسلامية بإشراف الدكتور حكمت بشير ياسين ..
والله أعلم ..
 
قال أبو إسحاق الزجاج ـ تلميذ عبد الله بن أحمد بن حنبل ـ في كتابه ( معاني القرآن وإعرابه 4 : 8 ) : (( روينا عن أحمد بن حنبل رحمه الله في كتابه كتاب التفسير ، وهو ما أجازه لي ابنه عبد الله عنه )) .
وقال ( 4 : 166 ) : (( ... وجميع ما ذكرنا في هذه القصة مما رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، وكذلك أكثر ما روينا في هذا الكتاب من التفسير ، فهو من كتاب التفسير عن أحمد بن حنبل )) .
ومن وصله الكتاب من تلاميذ عبد الله عن أبيه حجَّة على من انقطع عنه خبر هذا الكتاب ، والله أعلم .
 
وذكره ابن تيمية في منهاج السنة 7/97 ونسبه لأحمد, باسم كتاب: "التفسير".
 
وهو مذكور كما لا يخفى عليكم في مقدمة ابن تيمية في التفسير : ( وأما النوع الثاني من مستندي الاختلاف، وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل، فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين ـ حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان؛ فإن التفاسير التي يذكر فيها كلام هؤلاء صرفًا لا يكاد يوجد فيها شىء من هاتين الجهتين، مثل تفسير عبد الرزاق، ووَكِيع، وعبد بن حُمَيد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم‏.‏ ومثل تفسير الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، وبَقِيّ بن مُخَلَّد، وأبي بكر ابن المنذر، وسفيان بن عيينة، وسُنَيْد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي سعيد الأشج، وأبي عبد اللّه بن ماجه، وابن مردويه‏:‏ ) ص69-70 بتحقيق عدنان زرزور
 
جاء في مقدمة الدكتور حكمت بن بشير ياسين لموسوعته : الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور

( ومن هذه التفاسير الموسوعية أيضاً:

1 – تفسير الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ت 241هـ .

وتفسيره ضخم حافل بمائة وعشرين ألف رواية، صرح بهذا الرقم أبو الحسين بن المنادي في تاريخه فيما رواه عنه القاضي أبو الحسين أبو يعلى حيث ذكر عبد الله وصالح ابني الإِمام أحمد فقال: "كان صالح قليل الكتاب عن أبيه، فأما عبد الله فلم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه أكثر منه لأنه سمع المسند وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفاً سمع منها ثمانين ألفاً والباقي وجادة..".[66]ونقله أيضاً الخطيب البغدادي [67]والذهبي [68]، وأبو موسى المديني في خصائص المسند [69]، وصرح بهذا الرقم ابن الجوزي[70].

وقد ذكر هذا التفسير ابن النديم [71]، وشيخ الإسلام ابن تيميه[72]، والداوودي[73]، ومحمد السعدي الحنبلي ت900 هـ[74]وحصل الروداني المغربي على إجازة روايته فذكره في ثبته ثم ساق إسناده إلى الإِمام أحمد ابن جعفر القطيعي عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه[75].

ولكن الإمام الذهبي أنكر وجود هذا التفسير فبعد أن ذكر قول ابن المنادي قال: "لكن ما رأينا أحدا أخبرنا عن وجود هذا التفسير ولا بعضه ولا كراسة منه ولو كان له وجود أو لشيء منه لنسخوه..."[76].

ويبدو أن الإمام الذهبي لم يحظ بجزء أو كراسة من تفسير الإمام أحمد علما بأن جزءا من تفسير أحمد كان موجودا في زمنه حيث نقله بنصه وفصه الإِمام ابن قيم الجوزية- وهو معاصر للذهبي وتوفي ابن القيم ت751 هـ أي بعد وفاة الذهبي بثلاث سنوات- فقال ابن قيم في بدائع الفوائد: ومن خط القاضي من جزء فيه تفسير آيات من القرآن عن الإِمام أحمد. ثم ساقه بأكمله في تسع صفحات [77]، إضافة إلى ذلك أن الحافظ ابن حجر أفاد من تفسير أحمد وصرح بنقله منه [78].

والحق أن تفسير الإمام أحمد لم يشتهر كشهرة مسنده الذي ذاع صيته في الآفاق وكثر قصاده إلى العراق. )

http://www.iu.edu.sa/Magazine/101-102/1.htm
 
قال ابن بدران :

( واعلم أننا نظرنا في أدلة الشرع وأصول الفقه وسبرنا أحوال الأعلام المجتهدين فرأينا هذا الرجل يعني الإمام أحمد أوفرهم حظا من تلك العلوم فإنه كان من الحافظين لكتاب الله عز و جل وقرأه على أساطين أهل زمانه وكان لا يميل شيئا في القرآن ويروي قوله صلى الله عليه و سلم أنزل القرآن فخما ففخموه وكان لا يدغم شيئا في القرآن إلا اتخذتم وبابه كأبي عمر ويمد مدا متوسطا وكان رضي الله عنه من المصنفين في فنون علوم القرآن من التفسير والناسخ والمنسوخ والمقدم والمؤخر في القرآن وجوابات القرآن والمسند وهو ثلاثون ألف حديث وكان يقول لابنه عبد الله احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس إماما والتاريخ وحديث شعبة والمناسك الكبير والصغير وأشياء أخر ).

[align=left]المدخل لابن بدران : [ 1 / 104][/align]
 
للعبد الضعيف ملاحظتان على هذا النص :
1-أي القراءات التي كان الإمام أحمد رحمه الله يقرأ بها ؟ أم أن له "اختياراً " خاصاً به ؟فإذا كان ذلك- له اختيار-كذلك فاختياره لم يصل إليناً مقروءاً به ،حيث إنه من كتاب "الكامل " للهذلي رحمه الله ،وقال عنه ابن الجزري رحمه الله :"ذكر له في الكامل اختياراً في القراءة إلا أنه ذكره من طريق عبد الله بن مالك عن عبد الله بن أحمد ،وعبد الله هذا لا نعرفه فإن يكن أحمد بن جعفر بن مالك فإنه معروف بالرواية عنه لا بالقراءة 0انتهة (الغاية :1/112)0
2-قول ابن بدران رحمه الله : وكان لا يميل شيئا في القرآن ويروي قوله صلى الله عليه و سلم أنزل القرآن فخما ففخموه وكان لايدغم شيئا في القرآن إلا اتخذتم وبابه كأبي عمر ويمد مدا متوسطا "يقال فيه :شيوخ الإمامم أحمد الذين ذكرهم ابن الجزري هم :يحي بن آدم ؛وهو من طرق شعبة عن عاصم ،2- عبيد بن عقيل وهو أخذ القراءة عن أبي عمرو 3-عبد الرحمن بن قلوقاوهو أخذ عن حمزة :وهؤلاء كلهم وردت عنهم "الإمالة "ولو في حرف واحد أو أحرف قليلة 0
الخلاصة :
أن هذا النص من وجهة نظر "علم القراءات " مضطرب جداً0
 
قلت ولم يذكره الإمام السيوطي ضمن مراجع الدر المنثور مع حرصه الشديد على مثله كما في المقدمة التي نشرها الدكتور حيدر والتي أمتعنا بها الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري كما في الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7514.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نسمع عن تفسير الإمام أحمد رحمه الله ، بل لقد ذكرت بعض فهارس المخطوطات ذلك التفسير وأحالت على مكان وجوده ، وقد حاولت التحقق من ذلك حيث سافرت إلى ألمانيا وبحثت عن المكتبة المذكور فيها التفسير فلم أعثر لها على وجود فتيقنت أن ما ذكر غلط ، ثم زاد يقيني بعد أن رأيت تعليق الذهبي رحمه الله على ما أورده عن ابن الجوزي حيث قال : فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر .
 
فائدة

(أن الحافظ ابن حجر أفاد من تفسير أحمد وصرح بنقله منه )
ابن حجر لم يطلع على كتاب التفسير للامام أحمد - رحمه الله

فإن قلت
: ما معنى ما جاء في كتاب تخريج الرافعي لابن حجر
فالجواب


في المشاركات 10 , 11 , 12
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=323997#post323997
 
وجدت أثناء بحثي في كتاب المغني لابن قدامة ـ رحمه الله ـ ذكراً لتفسير الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ حيث يقول:
- " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا كَانَ فِي كِتَابِ اللَّهِ ( أَوْ ) فَهُوَ مُخَيَّرٌ فِيهِ ، وَمَا كَانَ ( فَمَنْ لَمْ يَجِدْ ) فَالأَوَّلَ الأَوَّلَ . ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي ( التَّفْسِيرِ ) " [ المغني: 13 / 506 طبعة الدكتور التركي]. والنص نفسه موجود في كتاب المجموع : ( 18 / 117 من الشاملة ).
- وقال: "وَلَنَا ، أَنَّ فِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ : (فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ).كَذَلِكَ ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ ، فِي ( التَّفْسِيرِ ) عَنْ جَمَاعَةٍ [ المغني : 13 / 529 طبعة الدكتور التركي]. والنص نفسه موجود في المجموع: ( 18 / 122 من الشاملة ).
والله أعلم​
 
قال مجير الدين عبد الرحمن بن محمد العليمي الحنبلي (ت: 928هـ) في ترجمة الإمام أحمد: "وصنَّفَ التفسير وهو مائة ألف وعشرون ألف حديث، وصنَّفَ التاريخ والناسخ والمنسوخ والمقدم والمؤخر في كتاب الله تعالى وجوابات القرآن ...". [ الدر المنضد في ذكر أصحاب الإمام أحمد: 49].
ويظهر من هذا النقل أن تفسير الإمام أحمد رحمه الله عبارة عن أحاديث مسندة، على طريقة القدماء في تأليف التفسير المروي بالأسانيد، والله أعلم...
 
رد

رد

السلام عليكم
الأخ الكريم فهد
والأخوة الكرام
قد حدثني أحد مشايخي من المحدثين المشهورين الفضلاء أنه كان في اليمن قبل قرابة 40 سنة يبحث عن المخطوطات والكتب النادرة فتوصل لمكتبة خاصة يملكها بعض الفضلاء ورثها كابرا عن كابر فأدخله غرفة مليئة بالمخطوطات.
وأنه ناوله مجلدا قرأ على غلافه الجزء كذا من تفسير احمد بن حنبل ..
ولم يسمح له من التثبت اكثر من ان قرأ عناوين بعض تلك الكتب..
فلا يستبعد ان يوجد منه اجزاء ...
او قطع وما شابه..
هذا للفائدة وقد حدثني الشيخ أنه رأى كتبا أخرى نفيسة كذلك في تلك المكتبة، والله أعلم.
 
عودة
أعلى