هل صحيح أن تكرير الراء صفة ذُكرت لتجتنب ؟

طارق

New member
إنضم
16 أبريل 2003
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من المعروف لدينا أن من صفات حرف الراء (( التكرير )) ، وهي خاصة بالراء فقط ، وإن هذه الصفة تعرف لتجتنب ، لكني وجدت للشيخ الفاضل إبراهيم بن الأخضر شيخ القراء بالمسجد النبوي الشريف كلاماً مخالفاً لهذا في مقدمة كتاب (( دروس مهمة في شرح الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية في الأحكام التجويدية )) للشيخ الفاضل سيد لاشين أبو الفرح يقول فيه إن هذه الكلام لا يعلم له أصلاً ، ويستدل بقول الجمزوري رحمه الله :
والراء ثم كررنه
وبكلام ابن الجزري
والراء بتكرير جعل

فهل هذا الكلام صحيح ؟

وهل قال بالتكرير أحد من علماء التجويد ؟

أرجو الإفادة ممن لديه علم في هذه المسألة .

وجزاكم الله خيراً
[/align]
 
الصواب والله أعلم إخفاء التكرير لا إعدامه بالكلية وضبطها بعضهم بأنه الحد الذي تشعر به في نفسك لا الصوت المسموع وإلا لاصبحت راءات بدل راء واحدة

قال ابن الجزري في مقدمته:
وأخف تكريرا إذا تشدد

ونبه على المشدد لأنه الذي يصعب التحكم فيه فيسبق اللسان إلى ظهور التكرير
 
الدكتور أنمار

بارك الله فيك ، وسدد للحق خطاك

الشيخ إبراهيم الأخضر حفظه الله في معرض كلامه هذا يقول : وقرأت على العمدة الفاضل شيخي الشيخ حسن الشاعر شيخ القراء الأسبق بالمسجد النبوي الشريف ، وعلى الشيخ عامر السيد عثمان ، وعلى تاج القراء العالم البحر شيخي الشيخ عبد الفتاح القاضي ، وعلى المحقق الشيخ أحمد الزيات بالتكرير في الراء ، ولم أسمع منهم أي ملاحظة في النطق بالراء المكررة
 
أبو بيان

بارك الله فيك

وللفائدة أيضاً نقلت موضوعك هنا

حـتى لا تـكـرر حرف الرَّاء


--------------------------

قال ابن بلبان الدمشقي الحنبلي (ت:1083):
(تنبيه:
مما يجب على القارئ إخفاء تكرير الراء؛ لأنه حرف قابل له, ويتأكد ذلك إذا كانت مُشَدَّدة؛ لأن القارئ إذا لم يتحرز من ذلك, جَعَلَ من الحرف المشدد حروفاً, ومن المخفف حرفين, وكل ذلك غير جائز, وطريق السلامة من هذا المحذور:
أن يُلصِقَ اللافظ ظهر لسانه على حنكه لصوقاً مُحكَماً مَرَّةً واحدة بحيث لا يرتعد؛ لأنه متى ارتعد حدث عند كل رِعدَة حرف).
بُغيَة المستفيد في علم التجويد (ص:46).
 
الصواب والله تعالى أعلم أن التكرير صفة لازمة للراء
أما المذموم فهو المبالغة في هذا التكرير
وإذا كانت صفة ذكرت لتجتنب ـ كما يختاره كثيرون ـ فلا معنى لذكرها في الصفات اللازمة
لأن الصفات اللازمة وجودية لاعدمية.
فهي تذكر ليعمل بها لا لتترك وتجتنب.
 
التعديل الأخير:
ذكر لنا أحد كبار علماء القراءات المحققين في المدينة النبوية أن هذه المسألة من المسائل التي انفرد بها الشيخ إبراهيم الأخضر ( حفظه الله ) وبارك فيه وفي علمه , وخالف فيها القراء .
وهذا العالم أيضا ممن قرأ على الشيخ عامر والزيات والمرصفي والسمنودي , وغيرهم .
والله أعلم .
 
للدكتور غانم قدوري الحمد بحث قيم في هذه المسألة نشره في العدد الأول من مجلة الدراسات القرآنية التي تصدرها الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه كما سبقت الإشارة إلى ذلك هنا .
 
التكرار صفة لازمة للراء ولكونها صفة كيف تتجنب؟!! ومن ثم فالمراد من ذكرها هو عدم المبالغة في هذه الصفة، والتنبيه على ذلك للقراء، والله أعلم.
 
لا شك أن إخفاء صفة التكرار هو المطلوب في الأداء، وهو ما يد عليه كلام المرعشي في جهد المقل.
فأما إعدام صفة التكرار بالكلية فإنه يفضي إلى أن تصير الراء حرفًا شديدا منحصرا، وهو ما يسمى بالحصرمة. والحصرمة عكس التكرار .
 
وبه يعلم أن صفة التكرار صفة تعلم لتخفى لا لتجتنب.
ومن العجب أن بعضهم نص في كتابه أن طريق التخلص من تكرار الراء يكون بإلصاق ظهر اللسان إلصاقًا محكمًا بسقف الحنك، فإن أراد بما قال حقيقة ما قال فهو مخالف لما اتفق عليه القراء من كيفية النطق بالراء الساكنة، وإن أراد بكلامه تخفيف التكرار أو إخفاءه فعجيب أن يعبر عنه بهذا التعبير !!
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد

قال ابن الجزري رحمه الله في كتابه النشر : "والحرف المكرر هو الراء. قال سيبويه وغيره هو حرف شديد جرى فيه الصوت لتكرره وانحرافه إلى اللام فصار كالرخوة ولو لم يكرر لم يجر فيه الصوت وقال المحققون: هو بين الشدة والرخاوة وظاهر كلام سيبويه أن التكرير صفة ذاتية في الراء وإلى ذلك ذهب المحققون فتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شددت ويعدون ذلك عيباً في القراءة. وبذلك قرأنا على جميع من قرأنا عليه وبه نأخذ."

وقال مكي القيسي رحمه الله في كتابه الرعاية : "الحرف المكرّر وهو الراء سمّي بذلك ، لأنّه يتكرر على اللسان عند النطق به ، كأنّ طرف اللسان يرتعد به ، وأظهرُ ما يكون ذلك إذا كانت الراء مشدّدة ، ولا بدّ في القراءة من إخفاء التكرير ، والتكرير الذي في الراء من الصفات التي تُقوّي الحرف ، والراء حرف قويّ للتّكرير الذي فيه وهو شديد أيضاً ، وقد جرى فيه الصوت لتكرّره وانحرافه إلى اللام فصار كالرخوة لذلك."

وقال الداني في كتابه التحديد : "والمكرّر حرفٌ ، وهو الراء ، ويتبيّن ذلك فيه إذا وُقف عليه وأُخْلصَ سكونه ، وهو حرف شديد جرى فيه الصوت لتكريره وانحرافه إلى اللام."

وقال القرطبي في كتابه الموضح : "ومنها المكرّر ، وهو الراء ، وذلك أنك إذا وقفت عليه رأيت طرف اللسان يتعثّر بما فيه من التكرار ، ويرتعد لما هناك منه ، ولذلك احتُست في الإمالة بحرفين وإليه أشار سيبويه رضي الله عنه بقوله : والوقف يزيدها أيضاحاً."

وقال المرادي رحمه الله في كتابه المفيد – ت 749- : "والتكرار صفة الراء لارتعاد طرف اللسان عند النطق به ، وأظهر ما يكون في المشدّد. وظاهر مذهب سيبويه أنّ التكرار صفة ذاتية للراء وإليه ذهب شريح. وذهب قوم إلى أنّها لا تكرير فيها لأنّها قابلة له ، وإليه ذهب مكّي. قال : واجب على القارئ أن يخفي تكريره ، ومتّى أظهره فقد جعل من الحرف المشدّد حروفاً ، ومن المخفف حرفين. وقال شريح ذهب قوم من أهل الأداء إلى أنّه لا تكرير فيها مع تشديدها ، وذلك لم يؤخذ علينا ، غير أنّا لا نقول بالإسراف فيه. وأمّا ذهاب التكرار جملة فلم نعلم أحداً من المحققين بالعربية ذكر أنّ تكريرها يسقط بحال."

أقول : أكتفي بهذه النصوص فإنّ فيها ما يشفي العليل ويروي الغليل.

من خلال هذه النصوص يمكن استخراج الفوائد التالية :

أوّلاً : يبدو أنّ الخلاف في هذه المسألة قديمً إلاّ أنّ ظاهره يدور بين ذاتية الصفة ولزومها وبين إخفائها.

ثانياً : من تمعّن في النصوص يجد أنّه لم ينقل عن أحد من الأئمّة نفي صفة التكرار ، ولذلك قال شريح : "وأمّا ذهاب التكرار جملة فلم نعلم أحداً من المحققين بالعربية ذكر أنّ تكريرها يسقط بحال"

ثالثاً : الخلاف في المسألة لفظيّ لا يترتّب عليه تغيير في الصوت لقول ابن الجزريّ رحمه الله تعالى : "وبذلك قرأنا على جميع من قرأنا عليه وبه نأخذ" ، أقول : ونحن نعلم أنّ مكي القيسي شيخ ابن الجزريّ في الإسناد وهو الذي يقول بإخفاء صفة التكرير، وغيره كثير ممن لم يعبّر عن إخفاء التكرير وهم من مشايخ ابن الجزريّ في الإسناد كذلك.

رابعاً : الخلاف نشأ من استعمال عبارة إخفاء التكرير فظنّ البعض أنّ المراد من ذلك إعدام الصفة بالكليّة ومن ثَمّ نشأ الخلاف.

خامساً : الأصل في الراء هو الشدّة ، والشدّة هو انحباس الصوت ، ثمّ جرى فيه الصوت لتكراره وانحرافه. قال سيبويه وغيره هو حرف شديد جرى فيه الصوت لتكرره وانحرافه إلى اللام فصار كالرخوة ولو لم يكرر لم يجر فيه الصوت. أقول : صرّح سيبويه رحمه الله في البداية على شدّة الراء ثمّ ذكر جريان الصوت الناتج عن التكرير والانحراف ونحن نعلم أنّ الشدة وجريان الصوت لا يجتمعان. إذن فالأصل في الراء هو الشدّة لأنها تبتدئ في مخرج من غير تكرير ولا انحراف ثمّ تنحرف وأثناء الانحراف تتكرّر. لأنّه لولا الانحراف ما تكرّرت ولولا التكرير ما جرى فيها الصوت وهو كاللام إذ لولا انحرافها من أدنى الحافة إلى منتهى الطرف لما جرى فيها الصوت. أمّا المحققون فيجعلون الراء بين الشدّة والرخاوة خلافاً لسيبويه. أقول : ليس في نظري خلاف بين كلام سيبويه وكلام المحققين. ولا أعتقد أنّ سيبويه يقول بشدّة الراء مطلقاً لأنّه صرّح بجريان الصوت في الراء لأجل التكرير والانحراف والشدّة تنافي جريان الصوت ، إذن فالراء شديدة قبل أن تنحرف ثمّ جرى فيها الصوت عند انحرافها وتكريرها فهو بمثابة الجمع بين الشدّة والهمس في الكاف والتاء ، فالشدة تكون قبل الهمس. وبالتالي نخلص إلى أنّه لا خلاف بين من قال بشدّة الراء مع جريان الصوت القليل الناتج عن الانحراف والتكرير وبين كلام المحققين في جعل الراء بين الشدّة والرخاوة والعلم عند الله تعالى.

سادساً : قد علمنا فيما سبق أنّه لا يوجد من نفى صفة التكرير مطلقاً للراء ، وهذا يدلّ على لزومها فيه بصريح كلام سيبوية وابن الجزري في نشره وهو مقتضى كلام الداني والقرطبي حيث لم يشيرا على إخفاء التكرير لا من قريب ولا من بعيد ، إلاّ أنّ مكي القيسيى وابن الجزري أشارا إلى إخفاء التكرير حال التشديد فقط وليس على الإطلاق. قال مكي القيسي : " وأظهرُ ما يكون ذلك إذا كانت الراء مشدّدة ، ولا بدّ في القراءة من إخفاء التكرير" أقول : فذكر إخفاء التكرير عند وضوحه وجلائه ولا يكون كذلك إلاّ عند التشديد وهو الملموس عملياً. وقال ابن الجزري : " فتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شددت ويعدون ذلك عيباً في القراءة." ولذلك قال في مقدّمته " واخف تكريرا إذا ما تشدّد " فقيّد رحمه الله تعالى إخفاء التكرير بالتشديد.

سابعاً : نحن نعلم أنّه ليس المراد من الإخفاء إعدام ذات الحرف أو الصفة ، فالنون الساكنة أخفيت ولكن لم تحذف بالكلية وهذا يقال في إخفاء الحركات وغير ذلك. إذن ليس هناك أيّ مبرّر من إعدام صفة التكرير للراء اعتماداً على إطلاق بعض أهل الأداء الإخفاء على صفة التكرير.

سابعاً : قد علمنا مما سبق أنّ الأصل في الراء هي الشدّة ثمّ جرى فيها الصوت لتكررها وانحرافها ، فالتكرير ناتج عن هذه العوامل ، إذن فيستحيل أن تنشأ صفة غير ذاتية عن صفات ذاتية، لأنّ صفة الانحراف لا تنفكّ عن الراء وجريان القليل من الصوت لا ينفكّ عن الراء أيضاً والتكرير ناتج عن هذه العوامل فيستحيل إذن أن يكون التكرير صفة غير ذاتية للراء لتعلّقه بجميع تلك العوامل الملازمة لحرف الراء.

وعلى ما سبق من بيان يتضح جلياً أنّ صفة التكرير صفة ذاتية لحرف الراء لا تنفكّ عنه بأيّ حال فمعظم النصوص أطلقت صفة التكرير للراء من غير قيد والقليل منها قيّد إخفاء التكرير بالتشديد حتّى لا يترتّب من ذلك راءات متتالية كما قال ابن الجزري " فتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شددت". فالتكرير له حدّ لا يجوز تجاوزه ، وحدّ ذلك حدوث راءات وإعادتها بعد قطعها وهذا الذي حمل بعض العلماء على إخفاء التكرير احتراز من هذا الإسراف. والعلم عند الله تعالى.

أكتفي بهذا القدر وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

محمد يحيى شريف الجزائري
 
اطلعت على كلام مختصر رائق للأستاذ الدكتور عبد العلي المسئول ـ حفظه الله ـ في كتابه (معجم مصطلحات القراءات القرآنية وما يتعلق به) ، حيث قال في مصطلح (التكرير) ما نصه :
(التكرير والتكرار في اللغة يدل على الإعادة والترديد ، واصطلاحا هو ترديد صوت الراء ، وذلك بارتعاد طرف اللسان عند النطق بها . قال ابن جني : ((ومنها المكرر وهو الراء وذلك أنك إذا وقفت عليه رأيت طرف اللسان يتعثر بما فيه من التكرير ؛ ولذلك احتسب في الإمالة بحرفين)).
وقال ابن سينا : (( والراء من تدحرج كرة على لوح من حيث شأنه أن يهتز اهتزازا غير مضبوط بالحبس)).
وقال في السلسبيل :
وعـرف التـكرير بارتعاد............. رأس اللـسان تـحـظ بالمـراد
وقد اختلف أهل الأداء في التكرير : هل هو صفة ذاتية للراء أم لا ؟ فذهب قوم إلى أنها صفة ذاتية لها ، وهو الظاهر من كلام سيبويه حيث قال : ((والراء إذا تكلمت بها خرجت كأنها مضاعفة ، والوقف يزيدها إيضاحا)).
وذهب آخرون إلى أن الراء توصف بالتكرير بالقوة لا بالفعل ، فيجب على هذا التحفظ منه ، ويعدون تكرارها في القراءة عيبا ، وبه قال مكي والداني والجعبري وابن الجزري) .
 
السلام عليكم
كان هناك جواب لي علي ما كتبه د/ جبل..... فقلتُ :

((وانظر أخي الكريم إلي طريقة تعامله مع كلام القراء ؟ وعدم معرفته لطريقة القراء في التعبير عن بعض الأحكام ، ومن ثم سارع في تخطئة القراء دون حصر لأقوالهم ، وأخذه بظاهر الأقوال ، دون معرفة حقيقة اللفظ ، وأضرب لك مثالا من كتابه ( تحقيقات في التلقي والأداء ) عند حديثه عن تكرارالراء صـ36 :

(.... وقد نبه علي عدم المبالغة في التكرار مع إبقاء أصله شريح الرعيني (539هـ) وابن الجزري والمرعشي وغيرهم .

ولعل أول من جر عدم المبالغة في التكرار إلي منع التكرار كلية هو الإمام مكي ـ ثم ذكر قول مكي ـ فوجب علي القارئ أن يخفي تكريره ولا يظهره .ا.هـ وجاء الفخرالموصلي (621هـ) فعد التكرير لحنا ثم جاء الجعبري (732هـ)

فقال : "فتكراره لحن فيجب التحفظ عنه ... وطريق السلامة منه أن يلصق اللافظ ظهر لسانه بأعلى حنكه لصقاً محكماً مرة واحدة بحيث لا يرتعد لأنه متى ارتعد حدث من كل مرة راء أهـ وهذا الذي قاله الجعبري غلط محض ، لأن إلصاق اللسان بأعلي الحنك مرة واحد تخرج به لاما لا راء ، وقد تقعروا في هذا الغلط وأصلوه حيث قال صاحب كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد": "الغرض من هذه الصفة تركها " وقال الشيخ المرصفي "وخلاصة القول أن الغرض من معرفة صفة التكرير للراء ترك العمل به عكس ما تقدم في الصفات وما هو آت بعد إذ الغرض منها العمل بمقتضاها." وقد وافق علي هذا التأويل الملتوي المغالط عدد آخر من المؤلفين في التجويد "ثم أحال إلي بعض كتب التجويد مثل الطرازات المعلمة والمنح الفكرية وغيرهما" ))ا.هـ

وهكذا تري أخي القارئ كيف وصف ما قاله القراء بالغلط المحض دون فهم لقصدهم . ونقول مستعينين بالله :

قبل الجواب علي ما قاله ، ننظر ماذا قال من استدل بهم د. جبل من القراء المؤيدين له في التكرار وهم : ابن شريح وابن الجزري والمرعشي .

: وقال شريح (539) : ذهب قوم من أهل الأداء إلي أنه لا تكرير فيها مع تشديدها ، وذلك لم يؤخذ علينا ، غير أنا لا نقول بالإسراف فيه ، وأما ذهاب التكرار جملة فلم نعلم أحدا من المحققين بالعربية ذكر أن تكريرها يسقط بحال "ص24

قال في النشر ج1ص230 : وقال المحققون: هو بين الشدة والرخاوة وظاهر كلام سيبويه أن التكرير صفة ذاتية في الراء وإلى ذلك ذهب المحققون فتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شددت ويعدون ذلك عيباً في القراءة. وبذلك قرأنا على جميع من قرأنا عليه وبه نأخذ.))ا.هـ
وقال في متن الجزرية : وأخف تكريرا إذا ما تشدد"

قال في نهاية القول المفيد "وقال أيضا ـ أي المرعشي "...ويخفي تكريرها فإخفاء التكرير كأنه زيادة في التشديد لأن إخفاءالتكرير يحتاج إلي شدة لصق اللسان علي أعلي الحنك كما نقل عن الجعبري "ا.هـ ص124

فابن شريح تأول النص القائل بإخفاء التكرير بأنهم قصدوا المبالغة لعدم وجود من قال بإخفاء التكرار عند أهل اللغة .

وابن الجزري قال "وأخف تكريرا " فهو يقصد المبالغة لأنه نهي عن الحصرمة .

ويكفيه لو تمعن قول ابن الجزري : وأخف تكريرا إذا ما تشدد .وقال أيضا" فتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شددت ويعدون ذلك عيباً في القراءة. وبذلك قرأنا على جميع من قرأنا عليه وبه نأخذ.))ا.هـ

هل يفهم منه الإخفاء الكامل ؟ أم يقصد عدم المبالغة ؟ فقد نهي عن المبالغة وعدم الإتيان بها محصرمة وهكذا تلقاه ابن الجزري علي جميع شيوخه ومنهم تلميذ الجعبري

والمرعشي الذي جعله د/ جبل ممن قالوا بالتكرار استدل بقول الجعبري لأنه يعلم مقصد الجعبري ويفهم مراده ، ولكن د/ جبل أصر علي تخطئة الجعبري وغيره .. فبما يجيب عما مضي ممن استدل بهم ؟؟

هناك فرق في مسألة تكرار الراء بين تكرار الحرف وربوها في الفم ، وبين تكرار الراء في مخرجه حتي يتولد منه راءات ، وهذا ما حذر منه القراء ،ولذا قال مكي : "... ومتي أظهره فقد جعل من الحرف المشدد حروفا ومن المخفف حرفين "الرعاية 85

و قال المرادي (ت749) بعد نقله كلام مكي السابق : وقال شريح (539) : ذهب قوم من أهل الأداء إلي أنه لا تكرير فيها مع تشديدها ، وذلك لم يؤخذ علينا ، غير أنا لا نقول بالإسراف فيه ، وأما ذهاب التكرار جملة فلم نعلم أحدا من المحققين بالعربية ذكر أن تكريرها يسقط بحال "ص24

ثم نقل المرادي (ص77) قول الجعبري السابق ثم قال المرادي "قلت: وظاهر كلام الناظم (السخاوي) : "صن تشديده عن أن يري متكررا" أن التكرير ليس بصفة ذاتية إلا أن يجهل كلامه علي أن المراد صون الراء عن الإفراط في التكرار .

قال مكي : وأكثر ما يظهر تكريره إذا كان مشددا نحو"كرّة" فواجب علي القارئ أن يخفي تكريره ولا يظهره فمتي أظهره فقد جعل من الحرف المشدد حروفا ومن المخفف حرفين ..) فقد فهم المرادي قول مكي والجعبري والسخاوي أنهم يقصدون المبالغة ، مع ما تقدم من نقله لقول شريح أن المقصود المبالغة ) .
ثم لو نظرنا في قول سيبويه وهو يصف الفرق بين تكرار الحرف وتكرار المخرج تعلم حقيقة الأمر



ولو نظرنا إلي ما قاله الجعبري أيضا في منظومته "عقود الجمان في تجويد القرآن" :

والراء روِّ ولا تهرهر واخفين **تكريره بلزوم ظـــهر لســـان

كيلا تزيد الذِّكـــر إن كـــرَّرته **رحماء فارغب مارج ريحان

واحذر من التكرير إن شدَّدته **كالراكعــين يــفرِّق الرحمـــن

فقوله " والراء روِّ" دليل علي حثه علي الإتيان بالراء أي الإتيان بربوها ثم قال "ولا تهرهر " وهو يدل علي النهي علي تكرار الراء وهرهر سوق الغنم لكثرة التنبيه علي الغنم بقولهم "أرررر" ولذا نهيه كان المبالغة في التكرير .


بل والمرعشي الذي ذكره د/ جبل لو نظرت في قوله لوجدته يستدل بكلام الجعبري
وهاهو المرعشي يذكر قول الجعبري بل ويستدل به علي صحة الوصف بلصق اللسان .. والمرعشي جعله د/ جبل ممن قالوا بتكرار الراء دون مبالغة

وقد فصل حقيقة التكرار فضيلة الشيخ عطية قابل نصر في كتابه : غاية المريد فقال : والتكرير صفة ملازمة لحرف الراء بمعنى أنها قابلة لها فيجب التحرز عنها؛ لأن الغرض من معرفة هذه الصفة تركها، بمعنى: عدم المبالغة فيها، وأكثر ما يظهر التكرير إذا كانت الراء مشددة نحو: كرة، مرة، فالواجب على القارئ أن يخفي هذا التكرير ولا يظهره لقول الإمام ابن الجزري: وأخفِ تكريرًا إذا تشدد.

وليس معنى إخفاء التكرير إعدام ارتعاد رأس اللسان بالكلية؛ لأن ذلك يؤدي إلى حصر الصوت بين رأس اللسان واللَّثة كما في حرف الطاء وهذا خطأ لا يجوز، وإنما يرتعد رأس اللسان ارتعادة واحدة خفيفة حتى لا تنعدم الصفة.

وطريق الخلاص من هذا أن يلصق القارئ ظهر لسانه بأعلى حنكه بحيث لا يرتعد رأس اللسان كثيرًا.))
ومن هنا يتضح للقارئ تسرع فضيلته في إطلاق الأحكام دون فهم أو إدراك لطرق القراء قديما ، ولذا وقع في المحظور . والله أعلم
والسلام عليكم
 
وطريق الخلاص من هذا أن يلصق القارئ ظهر لسانه بأعلى حنكه بحيث لا يرتعد رأس اللسان كثيرًا
الحال ما ذكره فضيلة الشيخ عبد الحكيم حفظه الله ـ وأضيف بعد استئذان شيخنا (وأقل التكرار مرة ).
 
عودة
أعلى