هل صحف إبراهيم هي (الفيدا) الكتاب المقدس عند البراهمة ؟

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,306
مستوى التفاعل
124
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
01.png


ذكر الله صحف إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - في القرآن الكريم في قوله:{صحف إبراهيم وموسى}[الأعلى : 19] ، ولا يوجد اليوم بين أيدي الناس أي أثر لتلك الصحف الإبراهيمية فيما أعلم ، ولا تحتفظ المتاحف المعروفة بأي أثر من تلك الصحف الإبراهيمية .
وقد بلغني أن الأستاذ الدكتور فالح بن شبيب العجمي أستاذ اللغويات في كلية الآداب بجامعة الملك سعود أصدر عام 1427هـ كتاباً بعنوان (صحف إبراهيم : جذور البراهيمية من خلال نصوص الفيدا ومقارنتها بالتطبيقات والروايات التاريخية) . صدر عند الدار العربية للموسوعات ، ويقع في 274 صفحة .
2332.jpg

ولم أقرأ الكتاب بعد ، حيث لم أجده في المكتبات التي بحثت فيها اليوم ، ولكن الذي فهمته من خلال الكتابات حول الكتاب في الصحف والمقابلات التي أجريت مع المؤلف أنه يرى أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو نفسه براهما الذي تنسب إليه الديانة الهندوسية البراهمة ، وأن صحف إبراهيم هي نفسها كتاب (الفيدا) الكتاب المقدس عند البراهما .
وقد درس الموضوع دراسة لغوية اجتماعية حاول من خلالها أن يثبت أن أوجه التشابه بين إبراهيم عليه السلام وبراهما لا تدع مجالاً للشك في أنهما شخص واحد ، وبالتالي فإن صحف إبراهيم هي نفسها كتاب البراهمة المقدس (الفيدا) .
لا أحب أن أنتقد الكتاب قبل أن أقرأه اعتماداً على بعض التقارير التي كتبت عنه، وقد عثرت عليه هنا في مكتبة الاسكندرية، ولكن المتاح منه للقراءة 13 صفحة فقط ، ولستُ أدري كيف يمكنني الحصول على بقيته في ملف PDF .
وقد أخبرني أخي الأستاذ الدكتور محمد بن ناصر الشهري أستاذ النحو في كلية الآداب بجامعة الملك سعود وهو زميل المؤلف في القسم أنه قد ألف كتاباً في مناقشة أفكار هذا الكتاب والرد عليها ، وهو يبحث عن ناشر له حالياً .
وقد كتب المحرر الثقافي في جريدة الرياض عرضاً للكتاب حين صدوره قال فيه :
الكتاب جديد في بحثه، وهو ضمن سياق الكتب التي تدمج البحث اللغوي بالاجتماعي، والأسئلة الأساسية المطروحة في الكتاب - حسب الناشر - هي :
- هل تساءلنا عن «صحف إبراهيم» لماذا لم تظهر إلى الآن، ولم يتحدث عنها أحد.
- هل راودتنا أنفسنا لمعرفة الفروق والحدود بين المبادئ البشرية الأخلاقية والمبادئ الروحانية، ومنظومة القوانين والعادات الناشئة عن كل منها؟.
- هل حيرتنا مبادئ اليوغا، ووقفنا متأملين سر هذا التركيز الشديد والقدرات الخارقة؟.
- هل وقفنا تائهين أمام تنازع الأمم الشرقية على شخصية غامضة، هي شخصية إبراهيم، وادعاء كل ثقافة انتمائها لها؟.
.. توزعت أبحاث الكتاب في عناوين فصوله من بعد المقدمة، وهي:
1- حيرة الآلهة والأنبياء.
2- جهل الرموز الأسطورية.
3- الحقيقة العظمى .
4- الدين الحيوي .
5- دين الطقوس والعبادات.
.. في مقدمة الكتاب استهل الباحث العجمي التساؤل من خلال رصد حال التشابه بين الشخصيات المختلفة الانتماء والتدافع إلى سحب الانتماء إليها بها، فهو يقول: «الشخصية التي ارتبطت بصحف الفيدا، بل بكثير من المصطلحات الدالة على الديانة المرتبطة بالفيدا، هي الشخصية المسماة في النصوص السنسكريتية براهما، والتي عرفت في الشرق الأدنى باسك «إبراهيم» سيوجد بالتأكيد من يعترض على ربط هاتين الشخصيتين في شخص واحد، سيرد الاعتراض من اتباع الديانة نفسها، التي يفضل إطلاق مصطلح «البراهيمية» عليها بدلاً من مصطلح «الهندوسية»، لأن الأول يدل على الأصل، وهو الذي يرد في النصوص المقدسة، فليس هناك أي ذكر لهندي أو هندوسي، ولأن الأخير يشمل كل مافي الهند الحديثة والقديمة من أديان، بعضها ناشئ عن البراهيمية، وبعضها الآخر وافد من ثقافات أخرى. كما سيتعرض أيضاً أصحاب الديانات الأخرى، خاصة اليهودية والإسلام على ذلك بسبب ادعاء كل من هاتين الديانتين ملكية «إبراهيم» بوصفه السلف الأول لك من الشعبين (الإسرائيلي والعربي) ومعتقدهما (اليهودية والإسلام). فلا يرضون بأن يكون أصل هندياً أو آرياً أو حيثياً، كما سيرد في تحليل بعض النصوص السنسكريتية والوقائع التاريخية والمواقع الجغرافية..».
.. وفي خاتمة الكتاب ينتهي الباحث إلى قوله: «ولايخفي على القارئ أن وجود هذه الخيوط المتداخلة بين أديان الشرق الرئيسة قد أغرت بعض المفكرين أو الإصلاحيين الذين يسعون إلى إيجاد قاعدة مشتركة بين أبناء هذه الأديان المتجاورة، في محاولة منهم إلى نبذ أسباب الصراع والحروب لأسباب دينية. وقد كان الإمبراطور المغولي أكبر أحد أبرز هؤلاء التوفيقيين. وفي محاولات لشق طريق وسط بين البراهيمية والإسلام نشأ دين مستقل في الهند هو السيخية. حيث كان مؤسسة «ناناك» يسعى إلى تكوين مذهب يجمع الدينين الكبيرين في الهند. كما دعاء الشاعر الهندي كابر إلى التقارب بين الفئات الدينية والاتفاق على رب واحد بدلاً من التنافس والتنافر بين تلك الطوائف المختلفة.
.. وما يمكن أن يشكل وقفة تأمل للقارئ هي النظريات الجريئة التي طرحها غاندي أحد رموز هذه الثقافة البراهيمية المحدثين، تتعلق باستعادة مبادئ من تراث الفيدا تصلح للتطبيق في الهند الحديثة. وقد نجح في أمور منها: طرد المستعمر، وتحريك الاقتصاد الوطني بالحفاظ على البقرة (حيوان الهند المقدس)، وإعلاء شأن المرأة، وإلغاء طبقة المنبوذين، وتقوية مكونات الوحدة الوطنية، مما جعله يستحق لقب المهاتما عن جدارة».

أحببت طرح المسألة بين يدي إخواني الباحثين هنا رغبة في المدارسة والاستفادة ، ولعل أحد الإخوة يساعدنا في الحصول على نسخة كاملة منه لنقرأه أولاً .
3/2/1433هـ .​
 
نتيجة بحاجة إلى أدلة ، فليت من يطلع على الكتاب يلخصه لنا هنا، ولكن المجزوم به أن عقيدة البراهمة اليوم عقيدة باطلة، لا تمت للأنبياء عليهم الصلاة والسلام بصلة، إلا أن يكون لديهم أمور محرفة، فالله سبحانه وتعالى أعلم...
 
01.png




ذكر الله صحف إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - في القرآن الكريم في قوله:{صحف إبراهيم وموسى}[الأعلى : 19] ، ولا يوجد اليوم بين أيدي الناس أي أثر لتلك الصحف الإبراهيمية فيما أعلم ، ولا تحتفظ المتاحف المعروفة بأي أثر من تلك الصحف الإبراهيمية .
وقد بلغني أن الأستاذ الدكتور فالح بن شبيب العجمي أستاذ اللغويات في كلية الآداب بجامعة الملك سعود أصدر عام 1427هـ كتاباً بعنوان (صحف إبراهيم : جذور البراهيمية من خلال نصوص الفيدا ومقارنتها بالتطبيقات والروايات التاريخية) . صدر عند الدار العربية للموسوعات ، ويقع في 274 صفحة .
1963.jpg
ولم أقرأ الكتاب بعد ، حيث لم أجده في المكتبات التي بحثت فيها اليوم ،
أحببت طرح المسألة بين يدي إخواني الباحثين هنا رغبة في المدارسة والاستفادة ، ولعل أحد الإخوة يساعدنا في الحصول على نسخة كاملة منه لنقرأه أولاً .​


3/2/1433هـ .​

بسم الله الرحمن الرحيم

إليك رابط الكتاب د . عبد الرحمن :

صحف ابراهيم- جزور البراهيمية من خلال نصوص الفيدا.pdf - 4shared.com - document sharing - download
 
أخي د. فهد الوهبي : أشاركك الرأي فهذه أول مرة أمسع بمثل هذا الربط بين الأمرين ، ولكن دعنا نقرأ الكتاب ونرى .

أخي الأستاذ فيصل وزوز: شكر الله لك توفير نسخة إلكترونية من الكتاب وسأقرؤه بإذن الله ولك مني كل التقدير .
 
شكرا على نسخة الكتاب..
هذا القول سمعته منذ بضع سنوات.. وأظن (أرجو ألا تخونني الذاكرة) أنني سمعته في إحدى فيديوهات عن الداعية الهندي ذاكر نائق zakir naik المعروف بمناظراته مع المسيحيين والهندوس.. وذاكر يحفظ الفيدا عن ظهر قلب وقام في عدد من المناظرات بمقارنات عجيبة لنصوص قرآنية مع نصوص من الفيدا، خصوصا في مبحث صفات الله (الوحدانية وغيرها) وفي موضوع التبشير ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم (حيث وجد ما يشبه ذكره في التوراة والإنجيل).
وقد بحثت عن الفيديو فلم أجده، لكنني وجدت رابطا ملخصا لدراسة كتبها ذاكر نائق في الموضوع بدون ذكر العلاقة مع إبراهيم عليه السلام:
Concept of God in Hinduism by Dr. Zakir Naik
وهنا أيضا موقع ذاكر نائق:
Islamic Research Foundation - Hinduism-Introduction
 
آه وجدتها :-)
في هذا الرابط حديث عن الموضوع:
Prophet Muhammad (s) in Hindu Scriptures
وهو ملخص من كتاب "محمد في النصوص الدينية العالمية" لعبد الحق فيديارتهي، وكتاب "محمد في النصوص الدينية الفارسية والهندوسية والبوذية" لنفس الكاتب.
 
أحسنت وفقك الله أخي محمد على هذه الروابط ففيها فوائد كثيرة حول الفيدا وما يشتمل عليه ، ولم يكن لي عناية بالفيدا ومضمونه قبل هذا مع وجود مصادر جيدة في مكتبتي رجعت لها بعد نشري لهذا الموضوع ، وكنت في بحثي عن الصرفة في إعجاز القرآن عرضت لفكرة كون النظام أخذ هذه الفكرة عن البراهمة كما ذهب إلى ذلك الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله ، ولكنني لم أسترسل في البحث عن مضمون الفيدا وتفاصيلها .
للحديث بقية بعد قراءة هذه الكتب إن شاء الله .
 
كتب الأخ الأستاذ الدكتور محمد بن ناصر الشهري أستاذ النحو بكلية الآداب بجامعة الملك سعود مناقشة علمية للكتاب صدرت هذا الشهر (ربيع الثاني 1433هـ) متزامنة مع معرض الرياض الدولي للكتاب ، وبيع هذا الكتاب في جناح مدار الوطن للنشر والتوزيع وهي الدار الناشرة للكتاب .

2324.jpg
 
وصلني اليوم على بريدي هذا التحقيق الصحفي عن الكتابين

أصدر رئيس قسم اللغة العربية (سابقا) في جامعة الملك سعود الدكتور فالح العجمي كتابه «صحف إبراهيم» 2006، لكن الرد جاء غير بعيد من شقيقه في القسم، الدكتور محمد الشهري «براءة صحف إبراهيم» لكنه متأخراً عام2012، لتبدأ بعد ذلك معركة أحبار وكلام تستعربين زميلين في قسم الواحد، إذ وصف العجمي كتاب الشهري بـ «التهريج» وكاتبه بـ «المعتوه»، في حين كان الرد عليه من الشهري وصفاً لمؤلفه بـ «الكتيب» ولكاتبه بـ «الكويتب القزم» بدعوى أن العجمي يتطاول على المقدسات الدينية، على رغم أن كلاً منهما أستاذ دكتور (برفيسور).

لكن كفة الشهري رجحت عندما فسحت وزارة الإعلام كتابه في الرد على زميله، فيما بقى الأصل المردود عليه محظوراً، ما دفع الدكتور فالح العجمي في حديث مع «الحياة» إلى القول: «متأكد أن هناك خللاً ما داخل الرقابة في وزارة الإعلام وإلا كيف تفسح لكتاب فيه إساءة للآخرين»، ولفت إلى أن هناك مشكلة شخصية بينه وبين الدكتور محمد الشهري، «فحين كنت رئيساً لقسم اللغة العربية تقدم لنا الدكتور محمد الشهري وعرضنا أمره على اللجنة المختصة في المقابلات فلم توافق عليه، لكني لست ضده وإنما ضد تخريفاته»، الآن الدكتور الشهري أحد أعضاء قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود.

من جانبه، أكد الدكتور محمد الشهري لـ «الحياة» أن عدم قبول العجمي له في القسم موضوع آخر، وليس وراء تأليفه للكتاب «إنما نقلت نصوص فالح العجمي وعلقت عليها.. والنصوص هي الحكم بيننا»، وكشف أنه علم من خلال علاقاته أن الدكتور فالح العجمي حين كان رئيساً لقسم اللغة العربية، قال: «لا نريد ملتحين في القسم».

بينما يرد العجمي: «لست عاجزاً عن الرد عليه، لكني لا أريد أن يأخذ أكبر من حجمه، إذ الكتاب لا يعد حتى مقالاً، بل هو مجرد تهريج وحتى التهريج كثير عليه، فالكاتب يصف أشياء غير متسقة ولم يثر أي نقاط موضوعية، فقط يجمع أشياء، كلمة من هنا وكلمة من هناك ويضع جملاً مبتورة، حتى السياقات التي أتى بها لا تشكل جملة، فالكاتب لا يفهم أي شيء من المواضيع التي كتبتها، كلام إنشائي لا يستحق الرد عليه».

وحول اتهام الشهري في كتابه، للدكتور فالح العجمي بأنه لا يقر بأن التوراة والقرآن منزلان من الله ولا يؤمن برسالة إبراهيم وموسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام وأن محمداً وعيسى عليهما السلام مجرد داعيتي إصلاح، قال: «لا أحد ينكر هذه الأشياء، إلا رأس هذا الإرهابي». وكان الدكتور الشهري يرى أن في كتاب (صحف إبراهيم) تطاولاً على الذات الإلهية وإنكاراً للوحي والنبوة والرسالة.

يلحظ القارئ لكتاب «صحف إبراهيم» للدكتور فالح العجمي تتبعه للشَبه بين الإسلام والهندوسية، إذ تناول جذور البراهيمية من خلال نصوص الفيدا ومقارنتها بالتطبيقات والروايات التاريخية، إذ شمل فصولاً عدة هي، حيرة الآلهة والأنبياء، وجهل الرموز الأسطورية، والحقيقة العظمى، والدين الحيوي ودين الطقوس والعبادات.

وأثار العجمي في كتابه، تساؤلاً عن «صحف إبراهيم» وعدم ظهورها إلى الآن، ولم يتحدث عنها أحد وعن تنازع الأمم الشرقية على شخصية غامضة، هي شخصية إبراهيم، وادعاء كل ثقافة انتماؤها لها. كما تساءل عن الفروق والحدود بين المبادئ البشرية الأخلاقية والمبادئ الروحانية، ومنظومة القوانين والعادات الناشئة عن كل منها.

العجمي رصد حال التشابه بين الشخصيات المختلفة، مستشهداً بنبي الله إبراهيم عليه السلام، إذ يقول: «الشخصية التي ارتبطت بصحف الفيدا، بل بكثير من المصطلحات الدالة على الديانة المرتبطة بالفيدا، هي الشخصية المسماة في النصوص السنسكريتية براهما، والتي عرفت في الشرق الأدنى باسم «إبراهيم» سيوجد بالتأكيد من يعترض على ربط هاتين الشخصيتين في شخص واحد، سيرد الاعتراض من أتباع الديانة نفسها، التي يفضل إطلاق مصطلح «البراهيمية» عليها بدلاً من مصطلح «الهندوسية»، لأن الأول يدل على الأصل، وهو الذي يرد في النصوص المقدسة، فليس هناك أي ذكر لهندي أو هندوسي، ولأن الأخير يشمل كل ما في الهند الحديثة والقديمة من أديان، بعضها ناشئ عن البراهيمية، وبعضها الآخر وافد من ثقافات أخرى. كما سيعترض أيضاً أصحاب الديانات الأخرى، خصوصاً اليهودية والإسلام على ذلك بسبب ادعاء كل من هاتين الديانتين ملكية «إبراهيم» بوصفه السلف الأول لكل من الشعبين (الإسرائيلي والعربي) ومعتقدهما (اليهودية والإسلام). فلا يرضون بأن يكون لإبراهيم أي علاقة بسواهم».
وفي نهاية كتابه، ذكر أن هناك خيوطاً متداخلة بين أديان الشرق الرئيسية، أغرت بعض المفكرين أو الإصلاحيين الذين يسعون إلى إيجاد قاعدة مشتركة بين أبناء هذه الأديان المتجاورة، في محاولة منهم إلى نبذ أسباب الصراع والحروب لأسباب دينية.

أما الدكتور محمد الشهري فرصد 32 موضعاً من كتاب الدكتور العجمي، يأتي بنقولاته ثم يعلق عليها، وبعد ذلك اتهمه بالتطاول على الذات الإلهية والوحي والنبوة والرسالة وغير ذلك.

من تلك المواضع قول الشهري: «زعم العجمي الباطل أن براهما صاحب صحف ( كتب ) الفيدا، المعروف في شبه الجزيرة الهندية، هو نفسه من عرف في الشرق الأوسط والأدنى باسم «إبراهيم» وإقرار الكاتب بأنه سيوجد من يعترض على ربط هاتين الشخصيتين في شخص واحد، من أتباع البراهيمية، ومن أتباع الديانات الأخرى وبخاصة اليهودية والإسلام.

ويورد الشهري مقولة للعجمي وهي في الصفحة الرابعة، جاء فيها: «في الوقت الذي نجد فيه الأضحية أهم سمات القبول عند إبراهيم في نصوص الفيدا؛ نعرف أن فكرة ذبح الابن، ثم إبداله بخروف يذبح للآلهة كان أهم ما يشار إليه في تاريخ إبراهيم في كل من العهد القديم والقرآن الكريم»، ثم يعلق الشهري قائلاً: «انظر أخي المسلم كيف زعم الكويتب أن القرآن الكريم ذكر أن ذبح الخروف – وهو الذي فدى الله سبحانه وتعالى به إسماعيل عليه السلام- يذبح للآلهة، وهذا كذب وبهتان وزور، بل القرآن الكريم يقول: «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين» ( ) إلا أن صنيع الكويتب هذا يرشدنا إلى مراده باستعمال كلمة (الرب ) أو (الإله) من دون استعمال لفظ الجلالة (الله) كما سيتضح إن شاء الله، وهو أن مفهوم الإله والرب عنده واحد عند جميع من يعتقد برب ما، ولا فرق في هذا المفهوم في كل المعتقدات»

وأوضح الشهري في كتابه، أن الكاتب (العجمي) جعل البراهيمية وبعض الأديان المعاصرة واللاحقة لها كالإسلام في مستوى واحد - فقال في ص 185: «لكن الاشتغال بالعبادات المجهدة هو ما يجمع بين أولئك المتدينين البراهيميين وبعض الطوائف الدينية المعاصرة أو اللاحقة لهم، وتوجه أوامر الاشتغال بتلك العبادات فيها جميعاً إلى عناصر الطبقات السفلى، ... فإن الظاهرة تتفشى في الأديان السامية بشكل مشابه في الجوهر، ومخالف في بعض التفصيلات، إذ تركز اليهودية على العتاب المستمر للرعية، ... أما الإسلام وبخاصة فكره المتأخر فقد تمادى في تحقير الدنيا... ولذلك كان الفقراء هم الموعودون بدرجات عليا من النعيم... فيكون حسابهم سريعاً في الآخرة، وذهابهم إلى الجنة أكثر احتمالاً...».
لم يقتصر كتاب الشهري على الملاحظات من جانب ديني فحسب، بل حرض سياسياً على العجمي حين نقل عنه أقوالاً، ضد الدعوة السلفية، واتهامها بتهم شنيعة.

المصدر : مجموعة عبدالعزيز قاسم البريدية (1484)
 
عودة
أعلى