هل شاء الله قدراً وكوناً أن يعصيه إبليس؟

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
29/09/2012
المشاركات
314
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
السعودية
السادة الأفاضل /
السلام عليكم ورحمة الله

هناك خلاف محتدم بين صاحب هذه السطور وبين المشرفين على منتدى التوحيد.
أصروا عليه أن يجيب على السؤال الآتي بنعم أو لا:


هل شاء الله قدراً وكوناً أن يعصيه إبليس؟ (نعم/لا)

وقصدوا أن إجابته (نعم) توافق أهل السنة والجماعة، وإجابته (لا) تخالف أهل السنة والجماعة. وأن عدم الإجابة بنعم أو لا صريحة، تمثل مراوغة، وعلى صاحبها أن يتحمل النتائج من تبديع وتجريح وحذف موضوعات وطرد من منتدى أمام قراء يعتز بهم ويثقون به.

فكانت إجابتي على عين هذا السؤال:

[المنطوق اللفظي في سؤال السائل: هل شاء الله قدراً وكوناً أن يعصيه إبليس؟
شديد الحرج، لأن أسلوب (هل شاء الله كذا؟) يحمل مع المشيئة الرغبة والرضا، وتجريد المشيئة من الرضا بتسميتها كونية أو قدرية يجعل الأسلوب يمزق نفسه بين قبول المعنى والنفور اللفظي ... وأستغرب !!! ما الذي يضطرنا إلى تصريح مجمل مثل هذا وفي أساليب العربية غُنية عنه، .. وقد قال الله تعالى لنا : "
مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ"؟! ... فلماذا يجبر السائل الناس على النطق بما هو مجمل .. إن أقروا أشكلوا، وإن امتنعوا بُدّعوا ... ثم من هو ذلك القاضي الذي أعطى نفسه الصلاحية إنطاق الناس ما يطابق اصطلاحه (بسؤال هل تؤمن أو لا تؤمن؟)، ... وإلا أخرجهم من عباءة الرضا، حتى ولو وافقوه المعنى؟! ..... رغم أني لا أعلم من العلماء المحققين إلا وأقروا جميعاً بأنه (لا مشاحة في الاصطلاح)! .... فكيف يشاححني فيه إذا لم أختلف مع أحد على صحيح المراد دون الإجمال المشكل؟!]

فكانت النتيجة أنهم حذفوا هذه الإجابة (ضمن مداخلة أكبر) .. واتهموا صاحبها بالمراوغة، .. وأمهلوه 24 ساعة ليجيب بكلمة واحدة: (نعم أو لا) وإلا كانت العواقب !!!!

والآن:

أسأل كل من لديه علم بهذه المسألة ؟!

هل صياغة السؤال (باللون الأحمر) جائزة على النحو الذي جاءت عليه ؟!
هل هناك إشكال في الإجابة (باللون الأخضر) التي اتُّهم صاحبها بالمراوغة ؟!
هل الإجابة (نعم) على هذه الصياغة هي إجابة أهل السنة والجماعة، وإلا يخرج الممتنع عن النطق بـ (نعم) من جماعتهم المرضي عنها؟!


آمل الفتوى من كل عضو يقرأ كلامي ويعلم إجابة تُرضي الله ورسول، .. وذلك للأهمية القصوى.
وأُذكِّركم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : [من سُئل عن علم فكتمه أُلْجِم بلجامٍ من نارٍ يوم القيامة]
في انتظار إجاباتكم الكريمة. .....

ملاحظة: هنا رابط الموضوع الأصلي: حول (قصة آدم)
 
الأخوة الأعزاء
جاءتني إجابة على هذا الرابط
فاستوضحت بالآتي:
أخي العزيز عبدالله المصري
أنا لا أعترض على شيء ما قلته أنت من حيث المعنى!
ولكني لا أستسيغ العبارة: (شاء الله أن يعصيه فلان) ... حتى ولو ميزنا المشيئة بالمشيئة الكونية.
وأرى أن التعبير عن نفس المعنى بعبارة مثل (أراد الله أن يفتن فلان، فوقع في الفتنة) ... تخلو من الحرج، وتمحو أي تعجب من أن يشاء الله تعالى أن يعصيه أحد من عباده تحت أي مُسَمَّى.
فهل هناك إشكال في أن أمتنع عن النطق بالأولى، وأستمسك بالثانية؟
وما حكم من يضطرني إلى الالتزام بالصياغة الأولى، ... وإلا بَدَّعني؟! .. رغم أنها صياغة اجتهادية، أقصد اصطلاحية.
...
أنتظر إجابتك ..

المصدر : http://majles.alukah.net/t127803/#ixzz2wieY5Hp5


كما أنتظر تعليقاتكم للأهمية ...
...
 
المشيئة لا تنقسم إلى شرعية وكونية، بل هي مرادفة للإرادة الكونية.

وكل ما في الكون قد شاءه الله، أي: أراده كونًا وقدرًا.
 
المشيئة لا تنقسم إلى شرعية وكونية، بل هي مرادفة للإرادة الكونية.

وكل ما في الكون قد شاءه الله، أي: أراده كونًا وقدرًا.

صدقت
والطاعة تقع بالمشيئة - الإرادة الكونية - والمعصية تقع بالمشيئة
ولا حرج في قول ذلك
 
الأخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله

جمعت كامل متعلقات الموضوع - وبما يشمل إجابتي النهائية عليه- ووضعته على الرابط الآتي:
حول قصة آدم ... وعصيان إبليس ... والقدر

وأقبل التصويب إن رأى أي من الإخوة الأفاضل ذلك، بعد تبيينه لي
مع كامل احتراماتي وتقديري
 
الإخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله

أود التنويه بأن السجال حول هذه المسألة دائر على:
موقع الألوكة - المجلس العلمي
وليس له غرض إلا الحق - بإذن الله تعالى

قرأت الحوار ولا يوجد أحد يشكك في نيتك في معرفة الحق لكن هناك أصول للنقاش العلمي ينبغي الالتزام بها
أولها
معرفة آراء علماء المسلمين على مر العصور ، ومن ذلك الرجوع للتفاسير وكتب العقيدة
ثانيها
التعلم من أهل العلم قبل الخوض في هذه المسائل
ثالثها
معرفة آراء الفرق الأخرى خوفاً من أن يكون فهمنا يوافق أحد أفكار الفرق الضالة
رابعاً
السعي لمعرفة رد العلماء على هذه الفرق لعل ردهم يكون فيه إزالة للكثير من الشبهات التي في عقلنا وتصحيح للمفاهيم
هذه أصول عامة ينبغي الالتزام بها لكل من يعرض مفهوم لآية أو حديث في أمر اعتقادي وجد إخوته يختلفون معه فيه
وليس بسوء الظن بهم أو اعتبارهم يقومون بتهديدك !!!!!!!!
حفظك الله
 
الأخ عمر محمد

هل أفهم من كلامك أنك ترى أن السؤال:
هل شاء الله قدراً وكوناً أن يعصيه إبليس؟ (نعم/لا)
جائز، وبهذه الصيغة،
وأن عليّ الإجابة بـ (نعم) أو (لا) دون زيادة ، كما اشترط أصحاب السؤال، وإلا أكون مبتدعاً؟!


هذا هو محل النزاع، وما رافقه من تهديد بالعواقب في حالة عدم الإجابة خلاف ما اشترطوه!!! ...
وليس شيئاً مما ذكرته أنت!!!
 
السؤال صحيح مائة بالمائة
والإجابة التي تلقيناها عن رسول الله وصحابته والأئمة الأربعة هي
نعم

ولو أردت تعليل لقلت لك:
أنك لو قلت أن شئياً ما - سواء طاعة أو معصية أو أمور مباحة كلعب الكرة - يقع بغير مشيئة الله فقد أنكرت ما وصف الله به نفسه قال الله " ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غداً إلا أي يشاء الله "
وهذا يعني أن ما من شئ في الكون يقع إلا بمشيئة الله سواء طاعة أو معصية أو مباح
ومَن عنده دليل على غير ما سبق فليأت به
لأن القول بأن الله لم يشأ أن يعصيه إبليس يعني أن إرادة إبليس أقوى من إرادة الله
والقول بأن هذا السؤال لا يجوز يحتاج لدليل :
من القرآن أو
من السنة أو
من أقوال العلماء في الإنكار على مَن سأل هذا السؤال

الإجابة التي طلبتها باللون الأحمر
والتفصيل الذي لا أحب الإجابة إلا مع ذكره باللون الأسود
وبذلك أكون احترمت رغبتك - بتخصيص ما طلبت أنت باللون الأحمر - واحترمت رغبتي بذكر الإضافة التي أؤكد على ضروريتها
 
اثبات صفة القدرة والمشيئة لا ينبغي أن يعمينا عن صفة أخرى وهي صفة العدل ، فلا نتعصب لاثبات هذه فننفي تلك من حيث لا نعلم.
لم اقرأ الحوار في الرابط ولكن السؤال بصيغته هذه لا يصح أبدا ولم يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم أحدا من أصحابه هذا السؤال وأما ما تلى القرون المفضلة فلم يعرف أنه سأل هذا السؤال إلا الزنادقة في التعريض بعدل الله والتلبيس على العوام.
ويتحرج المسلم في القول بأن اخيه المسلم قال كذا وهو يعتقد كذا ، فكيف يجرؤ إنسان أن يقرر مراد الله ومشيئته بلا برهان ولا هدى ولا كتاب منير؟؟
ولعلنا نتابع ما يقال قبل نثر البضاعة ، هدانا الله وإياكم لما اختلف فيه من الحق.
 
السؤال:
هل شاء الله قدراً وكوناً أن يعصيه إبليس؟
سؤال مركب من جزئين:
هل شاء الله فتنة إبليس؟، هل وقع إبليس في الفتنة وعصى؟

الإجابة بنعم واحدة تجعل مشيئة عين عصيان إبليس مرادة من الله تعالى، وهذا لا يستقيم مع قوله تعالى
"
مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ
"
في حين أن ما شاءه/أراده الله تعالى كان فتنة إبليس لإخراج ما في نفسه، وليس عين عصيانه.

وعلى ذلك: أرى أن الإجابة الأشبه بالحق، هي:
أن الله تعالى شاء فتنة إبليس، ووقع إبليس في الفتنة وعصى.
بمعنى أن الله تعالى يسر لأبليس العصيان إن وقع في الفتنة، كما يسر له الطاعة إن لم يقع فيها.
أي أن الطاعة والعصيان كانا مخلوقين جميعاً من الله، اختار إبليس منهما العصيان، فكتبه الله عليه (قدراً) لِما علم من إصراره عليه.

والنتيجة أنه لا يجوز الإجابة بنعم واحدة، كما لا يجوز الإجابة بلا واحدة.
وتكون الإجابة الصحيحة هي نعم عن الجزء الأول بما ينسب مشيئة الفتنة لله تعالى،
ونعم عن الجزء الثاني بما ينسب مشيئة (أي الرغبة والإصرار في) عين العصيان لإبليس؟

وبهذه النتيجة يثبت لله أنه خالق كل شيء، وأنه العدل، وأنه لا ظلم عنده. ويثبت لإبليس الفسوق عن أمر الله، واختيار العصيان من بين الاختيارين المتاحين له.
 
هل لأحد أن يخرج عن مشيئة الله (إرادته الكونية) ؟؟ السؤال عام بلا تخصيص وأريد الإجابة بنعم أو لا فقط
 
اخي الكريم مبدأ الأسئلة الموجهة المشروطة مبدأ غير مجدي ، فنحن لسنا في مجالدة ومناظرة ليثبت احدنا فساد رأي الآخر
اجب بنعم او لا فقط والا فانت مهزوم ؟!

[تمت المشاركة باستخدام تطبيق ملتقى أهل التفسير]
 
اخي الكريم مبدأ الأسئلة الموجهة المشروطة مبدأ غير مجدي ، فنحن لسنا في مجالدة ومناظرة ليثبت احدنا فساد رأي الآخر
اجب بنعم او لا فقط والا فانت مهزوم ؟!

[تمت المشاركة باستخدام تطبيق ملتقى أهل التفسير]

مسألة القدر مسألة عظيمة ليست مثل الكرة والسياسة حتى يكون لك رأيك الخاص ولي رأيي الخاص
بل هي مسألة حق أو باطل، لذلك يجب أن تكون الأسئلة بنعم أو لا ليظهر الحق من الباطل سواء ظهر الحق على لسانك أو على لساني
لأنه من المصائب أن تعتقد أن مسألة القضاء والقدر يمكن أن يكون فيها قولان
وليس الأمر أن يكون أحدنا " مهزوم " لكن الأمر أن يظهر الحق من الباطل بغض النظر مَن كان متبني للرأي الذي ظهر بعد النقاش أنه حق ومَن متبني للرأي الذي ظهر بعد النقاش أنه باطل
 
اثبات صفة القدرة والمشيئة لا ينبغي أن يعمينا عن صفة أخرى وهي صفة العدل ، فلا نتعصب لاثبات هذه فننفي تلك من حيث لا نعلم.
هذا في ذهن حضرتك ، الله عز وجل قَدَّر مقادير الخلائق، والنبي قال: " اعملوا فكل مُيَسَّر لما خُلِقَ له "

وهذا يُثبت التقدير السابق والحوار في العقيدة لا يكون بالمفاهيم الشخصية بل بالرجوع لكتب أهل العلم في العقيدة
لم اقرأ الحوار في الرابط ولكن السؤال بصيغته هذه لا يصح أبدا ولم يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم أحدا من أصحابه هذا السؤال وأما ما تلى القرون المفضلة
كما يقولون: " عدم العلم لا يعني العلم بالعدم "
فما هي كتب العقيدة التي ألممت بها لكي تحكم أن أحداً من القرون الفاضلة لم يسأل هذا السؤال ؟
ما هي دراستك الشرعية أو المتون العقائدية التي انتهيت من دراستها حتى تُجزِم بشئ لا أساس له ؟
الكلام في القدر ثابت من أيام تابعي التابعين، فأهل الباطل - وهم فرقة القدرية الذين قالوا أن الله ما قَدّر شئ - لهم قولهم، وأهل السنة لهم ردودهم
فكيف يجرؤ إنسان أن يقرر مراد الله ومشيئته بلا برهان ولا هدى ولا كتاب منير؟؟

عندما يخبرك الرسول أن " قَدّر الله وما شاء فعل "
فعليك أن تعلم أن ما من شئ يقع في الكون إلا بعد أن يخلقه الله، ولا يخلق الله شئ إلا بعد أن يشاء أن يخلقه - ومن ذلك فعل الطاعات وفعل المعاصي - ، ولا يشاء الله وقوع شئ إلا بعد أن يكون كتبه في اللوح المحفوظ، ولا يكتب الله شئ في اللوح المحفوظ إلا بعد أن يكون قَدَّرَه تقديراً
وهذه الأربعة هي مراتب القدر التي مَن لم يؤمن بها - كما قال ابن القيم - لم يؤمن بالقضاء والقدر : التقدير ثم الكتابة ثم المشيئة ثم الخلق
فكلامكما ينفي المرتبة الأولى وهو عين فرقة القدرية التي وصفها البخاري وابن حنبل بـ " الزنادقة "
هداكما الله للحق
كما قلت سابقاً:

هناك أصول للنقاش العلمي ينبغي الالتزام بها
أولها
معرفة آراء علماء المسلمين على مر العصور ، ومن ذلك الرجوع للتفاسير وكتب العقيدة
ثانيها
التعلم من أهل العلم قبل الخوض في هذه المسائل
ثالثها
معرفة آراء الفرق الأخرى خوفاً من أن يكون فهمنا يوافق أحد أفكار الفرق الضالة
رابعاً
السعي لمعرفة رد العلماء على هذه الفرق لعل ردهم يكون فيه إزالة للكثير من الشبهات التي في عقلنا وتصحيح للمفاهيم
هذه أصول عامة ينبغي الالتزام بها لكل من يعرض مفهوم لآية أو حديث في أمر اعتقادي وجد إخوته يختلفون معه فيه

أرجو منكم عدم المرور على هذا الكلام بإهمال وكأنه خارج الموضوع
فأنتما تتكلمان بطريقة نبذها أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل ومَن جاء بعدهم كابن تيمية وابن القيم
فراجعوا كتب العقيدة قبل أن تتكلموا فالنقاش في العلم لا يكون بالرأي ولا يكون على طريقة " فهمي لهذه الآية كذا وكذا "

وأنتما أيها الأخوين الفاضلين لم تذكرا قول عالم واحد يؤيد كلامكما ، كما أنه واضح أنكم لم تتطلعوا على رأي الفرق الأخرى - كالزيدية أحد فرق الشيعة - وما إذا كانت تقول قولكما أما لا
وعليكما معرفة أن شبهة " العدل " شبهة قديمة جداً من أيام الإمام أحمد بن حنبل
وهي مثل شبهة " التنزيه " التي على أساسها ادعى الكثير من الفرق الإسلامية نفي الصفات عن الله مخافة التشبيه

فلا تعتقدوا أن علماء أهل السنة غفلوا عن " عدل الله " وهم يقولون أن كل شئ واقع بقدر الله وتقديره
 
شاهدوا هذه المحاضرة
وإن رفضتم فحسابكم على الله لأنكم لم تأتوا بأقوال العلماء المؤيدة لكلامكم
والله عز وجل حَرَّم على المسلمين القول بغير علم
والعلم هو أن تأتي بآيات وأحاديث وأقوال للعلماء
لكنكم لم تأتوا إلا بآية واحدة جعلتم لها تفسير خاص بكم
وبعد طول مشاركات لم تأتوا بقول واحد لأي عالم
والأخ عز الدين يتمسك بآية واحدة يفهمها على طريقته " ما يفعل الله بعذابكم "
ويقوم بتفسير " وخلق كل شئ فقدّره تقديراً " بطريقته أيضاً مع أنها دليل صارخ على أن الله قَدّر الطاعة على الطائع كما قدّر المعصية والكفر على العصاة
وأن خفاء هذا التقدير هو عين العدل ، والظلم هو أن تكون على علم مسبقاً بمصيرك

ملحوظة
المحاضرة التالية فيها إجابة صريحة على سؤالك
لكن للأسف الشديد
الموضوع يحتاج مقدمات لكي نتفق على نتائج
فالمقدمات تقريباً في الساعة الأولى والنتائج فيما يليها
وفيها كما قلت إجابة صريحة على :
هل شاء الله من إبليس أن يعصيه أم لا ؟؟
فمن فضلك اسمعها ولا تهملها كما أهملت دروس توحيد الربوبية التي وضعها لك الأخ عبد الله المصري في الألوكة
لأنه لا يصح لطالب علم - فضلاً عن العوام غير المتخصصين - أن يُعرِضوا عن كلام العلماء
فلا يسمعوه
ولا يبحثوا فيه للتدليل على صحة كلامهم أو معرفة الصواب لو كان رأيهم خطأ
مستقلين بعقلهم
فما ضل كل مَن ضل إلا لأنه استقل بنفسه وعقله ورأيه
هداك الله

https://www.youtube.com/watch?v=LRwMZ2Jc17A

انتهى الكلام
 
حول قول القائل:
والعلم هو أن تأتي بآيات وأحاديث وأقوال للعلماء
...
والأخ عز الدين يتمسك بآية واحدة يفهمها على طريقته " ما يفعل الله بعذابكم "
ويقوم بتفسير " وخلق كل شئ فقدّره تقديراً " بطريقته أيضاً مع أنها دليل صارخ على أن الله قَدّر الطاعة على الطائع كما قدّر المعصية والكفر على العصاة

يفهم القارئ من هذا الاقتباس غير الحقيقة، فلم يحدث أني أنكرت أن الله تعالى قدر الطاعة والمعصية، ولكني أفهمه بمعنى علم الله السابق بما سيكون، والذي كُتب في اللوح المحفوظ بما لا مبدل له.
وليراجع القارئ الحوار الذي يشير إليه صاحب الاقتباس على موقع الألوكة، وخاصة المداخلة #15، مع الانتباه إلى الإحالة لابن تيمية في تفسير (القلم) و(القدر) وإلى ابن منظور في معنى (ق د ر) والذي يطابق معنى كلامي معنى كلامهما رحمهما الله ... والإحالة لأدلة العلماء يعلمها كاتب هذه السطور من قبل 35 سنة قبل أن يوجهنا إليها أبناؤنا، بل الراجح قبل أن يولدوا!!!

أما قوله:
أهملت دروس توحيد الربوبية التي وضعها لك الأخ عبد الله المصري في الألوكة
لأنه لا يصح لطالب علم - فضلاً عن العوام غير المتخصصين - أن يُعرِضوا عن كلام العلماء
فأقول أني أسأل العلماء عن مسألة فرض الإجابة على السؤال المشار إليه، بـ(نعم أو لا) حسب طلب من أشرت إليهم، خاصة وأنه سؤال مركب، لا يجوز فيه إلا التفصيل، أما دروس الربوبية فهذه إحالة لطالب علم صغير السن يتعلم توحيد الربوبية، ولا يوجه من يسأل سؤالاً عويصاً مثل سؤالي ويُقال له اذهب وتعلم ألف باء التوحيد. فهذا قرأته أول مرة قبل عقود. .. فأين هذا من سؤالي؟! .. الذي لم يستطع أحد من العلماء على هذا الموقع ولا موقع الألوكة أن يجيب عنه إلى الآن لصعوبته. أما الذين تسرعوا بالإجابات فهم طلاب علم فرحون بما حفظوه ... وأدلل على كلامي بالآتي:

الذي وجهني على موقع الألوكة مداخلة #12 وبأسلوب فظ، لتعلم دروس ألف باء توحيد الربوبية، وجهني أيضاً لقراء ملف على هذا الرابط:

وكانت النتيجة الكارثية كالآتي:

وجدت أنها دراسة بلا تمييز للمصدر ولا للمؤلف: وبعد جهد طويل وجدت أن مؤلفه شخص يُدعى محمود عبد الرازق الرضواني، وأن له رابط على موقعه المباشر، هنا http://alridwany.com/?articles=topic&topic=329
وبعد القراءة التحليلية وصلت إلى أن تلك الدراسة (32 صفحة من الحجم الصغير) مليئة بالأخطاء: فكتبت هذا التقرير عنها لفائدة القراء:

مشاكل محمود عبدالرازق الرضواني
الذي يحمل الألقاب (أستاذ العقيدة والأديان والفرق والمذاهب المعاصرة، وعميد دار العقيدة المصرية للتعليم عن بعد، والمشرف العام على قناة البصيرة الفضائية )

وذلك في ( دراسته/ درسه/مقالته/فصله ) [المرتبة الأولى من مراتب القدر العلم]
الخالي من اسم كاتبه، والذي أحيل إليه في مداخلة #12، بنفس هذا الموضوع على موقع الألوكة

1- ص 309: يقول: [من ادعى لنفسه، أو اعتقد في غيره أنه يعلم الغيب بالاستقلال والدوام، كان كاذباً آثما، بريئاً من دين الإسلام](وهنا أحال إلى رسالة التوحيد للدهلوي، ص 60، وقال أنها (بتصرف) ... وإذا قارنا هذا الكلام مع ما قاله الدهلوي، نجد أن الرضواني أضاف الجزء الأخير (بريئاً من دين الإسلام) لكلام الدهلوي. وما أسوأها من إضافة، ولم يضع موضع الإحالة عند آخر كلام الدهلوي (كلمة آثما)، ... ثم هل يقول عالمٌ يُشهد له: أن (الكاذب الآثم بريء من دين الإسلام)!؟، إنه قول العوام الذي يجعلون البراءة محض التباعد والشقاق بين طرفين، ولكن البراءة ينبغي لها مُستبرِئ ومُستَبرأ منه. فالمستبرئ هو الإسلام والمُستبرأ منه مَنْ خالفه، ولا عكس. .. فكيف ساغ له أن يقول أن كذاباً برئ من الإسلام؟!!!

ثم هل هذا (تصرُّف)؟!،... لا.... (التصرف) هو محض إعادة صياغة لكلام منقول. وليس إلباس الكلام بمعنى جديد بألفاظ دخيلة،. .. فما فعله الرضواني ليس من (التصرف)، وقوله ... ليس إلا قول عامي يجب تعليمه وتوجيهه لما ينبغي أن يقوله، وما يجب ألا ينطق به لشناعته. .. وما قاله الرضواني من الشناعات.

2- ص 311 يقول: [جميع المؤمنين يؤمنون أن الساعة آتية لا ريب فيها، ولكنهم لا يعلمون موعدها بالتحديد]
وهذا أيضاً كلام لا يقوله عالم. فالعبارة المنفية (لا يعلمون موعدها بالتحديد) نفت ماذا؟ .. هل نفت (علمهم بالموعد) ، أو نفت (علمهم بالموعد المحدد) .. الأولى حق، والثانية باطل. .. وعليه يجب حذف كلمة (بالتحديد). .. وهذا أيضاً من كلام العوام الغفل.

3- ص 312 يقول: [علم التقدير الذي ضنّ الله سبحانه وتعالى على من سواه]، ...وكررها (ضنَّ الله) ص 317.
ومعلوم أن (ضن) تعني (بخل، وشح)، ولا تقوم مقام (استأثر) حتى تُسوغ. ومن يقول (ضن الله) فإنه يقول قولاً عظيما ... ولم أتوقع أن أسمع مثل ذلك إلا من جهلة العوام، الذين لا يحسنون الكلام عن رب العالمين بما هو أهله، سبحانه. .. وإذا أراد عالم كلاماً مقبولاً، فيجوز له أن يقول: (ما كان أحدُ ليعلم شيئاً من الغيب إلا بما شاء الله) .. لا أن يقال (ضن الله بالغيب على الناس) ... سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيرا.

4- ص 313 نقل بتصرف القول الآتي للدهلوي : [وجملة القول : أن الذين يدعون الغيب ، أو يدعون الكشف ، منهم من ...]
ولننظر كيف تصرف فيه! ... كتب الرضواني: [وجملة القول : أن الذين يدعون الغيب ، أو يدعون الكشف المطلق الدائم ومنهم من ...]
فالدهلوي نفى عموم الكشف، والرضواني بتصرفه في كلامه (والصحيح تشويهه)، نفى مخصوص من الكشف، .. ومعلوم أن نفي الخاص لا يدل على نفي العام. ومِنْ ثَمّ يكون الرضواني قد أجاز نوعاً من الكشف ليس مطلقاً وليس دائماً .... !!!!! (هذا بخلاف الخطأ اللغوي، فكان ينبغي أن يقول (فمنهم من) ولا يقول (ومنهم من ..) أو يبقيها على حالها دون تصرف. والخلاصة أنه أفسد المعنى، واللغة، وأجاز كلامه معرفة أحد من الناس شيئاً من الكشف!!! ...

5- ص 323، قال محمود الرضواني، تعليقاً على قول الله تعالى " وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا ... الآية":
قال: [تضمنت هذه الآية علم التقدير، وهو العلم التفصيلي اللازم لتخطيط عملية إنشاء كل ما في البر والبحر، وكل حبة في ظلمات الأرض ... (وذكر أشياء كلها على الأرض)]
والخطأ أنه قال [علم التقدير هو كذا ..] .. وما ذكره من كذا ليس إلا قطرات من بحر القدر. وكان عليه أن يكون، ومن علم التقدير كذا، فيكون علم التقدير أكبر من هذا، وأن ما سيذكره هو ما نعلم نحن طرفاً منه، أما علم التقدير فأشمل ويحتوي تفصيل ما نعلم وما لا نعلم، ... ومنها على سبيل المثال ما قال الله تعالى فيه " فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ، وَمَا لَا تُبْصِرُونَ"(الحاقة:38-39). فتكون إجابته خطأ من حيث أنها خصصت عاماً، وقيدت مطلقاً، رغم أنه يتكلم عن القدر. كما وأنه طابق بين (الغيب) و(التقدير) ... وهو ما يتطلب دليلاً، ولا ينبغي اعتباره من المسلمات.

6- سمى الرضواني معهده الديني (دار العقيدة المصرية) .. وأرى أن هذا الاسم باطل ... وأطرح هذه المسألة على العلماء الموقرين بالإفتاء. والسبب واضح من بدعة الإسم وشطحه، لكل من عنده رمق من علم.

(والحق يقال أن قيمة ما كتبه الرضواني - في الدراسة التي راجعتها- منحصر في نقولاته عن غيره من الأئمة المحققين، فإذا بدأ التصرف فيها، أو الارتجال من عند نفسه، فعلى قارئ كلامه أن يحذر أشد الحذر مما سيقرأ أو يسمع له من محاضراته على موقعه، لأنه سيسمع غرائب ومنكرات من القول). كما أني أنصح من أراد العلم من الشباب، ألا يطلبه عنده. فالرجل ليس من العلماء المحققين، وأخطاؤه أشنع من أن تدرج مع هفوات العلماء أو المباح من الاجتهادات. وإذا كان ما ذكرته ليس إلا أمثلة وقع عليها نظري في اثنين وثلاثين صفحة من القطع الصغير، أكثرها آيات وأحاديث ونقولات مطولة، ومحاضرتين سمعتهما منه، فما البال بما وراء ذلك من كتب، وعشرات المحاضرات والدروس الفضائية.

هذه الدراسة هي التي أحالني إليها الأخ عبدالله المصري على موقع الألوكة!! ..

وفيما يخص مسألتي على التحديد في دراسة الرضواني:
فلم يأت الرضواني بأي حجة تخالف مقالتي في المسألة التي هي مدار الحوار، حتى يُستشهد به على كلامي، أي أن الإحالة كانت خطءاً من أساسها، مثلها مثل الإحالة الأولى للمحاضرات الصوتية وربما كان ذلك سبباً ينكشف به عوار هذه الدراسة وما تكشف من وراء مراجعتها. والجدير بالذكر أن أهم ما جاء به الرضواني كان نقلاً عن ابن القيم، من كتابه (شفاء العليل، ص35)، وموضعها آخر عبارة في الملف الذي نراجعه، ص 330. قال ابن القيم: [والله سبحانه قد علم قبل أن يوجد عباده أحوالهم وما هم عاملون وما هم اليه صائرون ثم أخرجهم إلى هذه الدار ليظهر معلومه الذي علمه فيهم كما علمه وابتلاهم من الأمر والنهي والخير والشر بما أظهر معلومه فاستحقوا المدح والذم والثواب والعقاب بما قام بهم من الأفعال والصفات المطابقة للعلم السابق ولم يكونوا يستحقون ذلك وهي في علمه قبل أن يعملوها فأرسل رسله وأنزل كتبه ....] .. وهذا الكلام - لابن القيم- يلتئم وينسجم مع ما قلته في أن (القدر) هو علم الله تعالى بما سيكون قبل أن يكون، وبما سيكسبه الناس قبل أن يكسبوه، ولا إلزام فيه بنار على بريء، .. بل إن علم الله بأن إنساناً من أهل النار، راجع إلى أن علم الله سبحانه السابق أنه سيكسب عمل أهل النار عندما يتعرض للافتتان. وليس في ذلك من جبر لمن هو من أهل النار على ما هو مكتوب، بل أن المكتوب هو العلم بما سيكون، وما سيكون هو انبساط (وقوع) ما هو مكتوب. .. فأي إشكال في ذلك؟!
 
مجموع الفتاوى لابن تيمية الجزء الثامن
أرجو التركيز على اللون الأحمر واللون الأزرق مع عدم إهمال قراءة ما عداه لأن السياق يُفهِم المعنى واللون يُوَضِّح الشاهد من الكلام .

سئل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى عن الأقضية، هل هي مقتضية للحكمة أم لا‏؟‏ فإذا كانت مقتضية للحكمة، فهل أراد من الناس ما هم فاعلوه‏؟‏ وإذا كانت الإرادة قد تقدمت‏.‏ فما معنى وجود العذر والحالة هذه‏؟‏ أفتونا مأجورين‏.‏
فأجاب‏:‏
الحمد لله رب العالمين، قد أحاط ربنا سبحانه وتعالى بكل شىء علمًا، وقدرة وحكما، ووسع كل شىء رحمة وعلمًا، فما من ذرة في السموات والأرض، ولا معنى من المعاني إلا وهو شاهد لله تعالى بتمام العلم والرحمة، وكمال القدرة والحكمة، وما خلق الخلق باطلاً، ولا فعل شيئًا عبثًا، بل هو الحكيم في أفعاله وأقواله سبحانه وتعالى ثم من حكمته ما أطلع بعض خلقه عليه، ومنه ما استأثر سبحانه بعلمه‏.‏
وإرادته قسمان‏:‏ إرادة أمر وتشريع، وإرادة قضاء وتقدير‏.‏
فالقسم الأول‏:‏ إنما يتعلق بالطاعات دون المعاصي، سواء وقعت أو لم تقع كما في قوله‏:‏ ‏{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏26‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏185‏]‏

ص -198- وأما القسم الثاني‏:‏ وهو إرادة التقدير، فهي شاملة لجميع الكائنات، محيطة بجميع الحادثات، وقد أراد من العالم ما هم فاعلوه بهذا المعنى لا بالمعنى الأول، كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏125‏]‏، وفي قوله‏:‏‏{وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ‏}‏ ‏[‏هود ‏:‏34‏]‏، وفي قول المسلمين‏:‏ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ونظائره كثيرة‏.‏
وهذه الإرادة تتناول ما حدث من الطاعات والمعاصي، دون ما لم يحدث، كما أن الأولى تتناول الطاعات حدثت أو لم تحدث، والسعيد من أراد منه تقديرًا ما أراد به تشريعًا، والعبد الشقي من أراد به تقديرا ما لم يرد به تشريعًا، والحكم يجري على وفق هاتين الإرادتين، فمن نظر إلى الأعمال بهاتين العينين كان بصيرًا، ومن نظر إلى القدر دون الشرع أو الشرع دون القدر كان أعور، مثل قريش الذين قالوا‏:‏ ‏{لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏148‏]‏، قال الله تعالى‏:‏ ‏{كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏148‏]‏‏.‏
فإن هؤلاء اعتقدوا أن كل ما شاء الله وجوده وكونه وهي الإرادة القدرية فقد أمر به ورضيه دون الإرادة الشرعية، ثم رأوا أن شركهم بغير شرع مما قد شاء الله وجوده قالوا‏:‏ فيكون قد رضيه وأمر به، قال الله ‏:‏‏{كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏148‏]‏ بالشرائع من الأمر والنهي‏:‏‏{حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا‏}‏



ص -199- بأن الله شرع الشرك وتحريم ما حرمتموه ‏{إِنْ تَتَّبِعُونَ‏}‏ في هذا ‏{إِلَّا الظَّنَّ‏}‏ وهو توهمكم أن كل ما قدره فقد شرعه ‏{وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ‏}‏أي‏:‏ تكذبون وتفترون بإبطال شريعته، ‏{قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏149‏]‏ على خلقه حين أرسل الرسل إليهم فدعوهم إلى توحيده وشريعته، ومع هذا فلو شاء هدى الخلق أجمعين إلى متابعة شريعته، لكنه يمن على من يشاء فيهديه فضلاً منه وإحسانًا، ويحرم من يشاء؛ لأن المتفضل له أن يتفضل، وله ألا يتفضل، فترك تفضله على من حرمه عدل منه وقسط، وله في ذلك حكمة بالغة‏.‏
وهو يعاقب الخلق على مخالفة أمره وإرادته الشرعية، وإن كان ذلك بإرادته القدرية، فإن القدر كما جرى بالمعصية جرى أيضًا بعقابها، كما أنه سبحانه قد يقدر على العبد أمراضًا تعقبة آلامًا، فالمرض بقدره والألم بقدره، فإذا قال العبد‏:‏ قد تقدمت الإرادة بالذنب فلا أعاقب، كان بمنزلة قول المريض‏:‏ قد تقدمت الإرادة بالمرض فلا أتألم، وقد تقدمت الإرادة بأكل الحار فلا يحم مزاجي، أو قد تقدمت بالضرب فلا يتألم المضروب، وهذا مع أنه جهل فإنه لا ينفع صاحبه؛ بل اعتلاله بالقدر ذنب ثان يعاقب عليه أيضًا، وإنما اعتل بالقدر إبليس حيث قال‏:‏ ‏{بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏39‏]‏، وأما آدم فقال‏:‏ ‏{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏23‏]‏‏.‏
فمن أراد الله سعادته، ألهمه أن يقول كما قال آدم عليه السلام أو نحوه
ص -200- ومن أراد شقاوته، اعتل بعلة إبليس أو نحوها، فيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار، ومثله مثل رجل طار إلى داره شرارة نار، فقال له العقلاء‏:‏ أطفئها لئلا تحرق المنزل، فأخذ يقول‏:‏ من أين كانت ‏؟‏ هذه ريح ألقتها، وأنا لا ذنب لي في هذه النار فما زال يتعلل بهذه العلل حتى استعرت وانتشرت وأحرقت الدار وما فيها، هذه حال من شرع يحيل الذنوب على المقادير، ولا يردها بالاستغفار والمعاذير، بل حاله أسوأ من ذلك بالذنب الذي فعله، بخلاف الشرارة فإنه لا فعل له فيها، والله سبحانه يوفقنا وإياكم وسائر إخواننا لما يحبه ويرضاه فإنها لا تنال طاعته إلا بمعونته، ولا تترك معصيته إلا بعصمته، والله أعلم‏.‏


ص -201- وسئل قدس الله روحه عن الأقضية، هل هي مقتضية للحكمة أم لا‏؟‏ وإذا كانت مقتضية للحكمة، فهل أراد من الناس ما هم فاعلوه أم لا‏؟‏ وإذا كانت الإرادة قد تقدمت، فما معنى وجود العذر والحالة هذه‏؟‏
فأجاب‏:‏
الحمد لله رب العالمين‏.‏ نعم، لله حكمة بالغة في أقضيته وأقداره، وإن لم يعلمه العباد، فإن الله علم علمًا وعلمه لعباده، أو لمن يشاء منهم، وعلم علما لم يعلِّمه لعباده ‏{وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏255‏]‏
وهو سبحانه أراد من العباد ما هم فاعلوه إرادة تكوين، كما اتفق المسلمون على أنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وكما قال‏:‏ ‏{فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏125‏]‏، وكما قال‏:‏ ‏{وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ‏.‏ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ‏}‏ ‏[‏هود‏:‏118، 119‏]‏، وكما قال‏:‏ ‏{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏253‏]‏، وكما قال‏:‏ ‏{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ‏}‏ ‏[‏إبراهيم ‏:‏27‏]‏‏.‏
ص -202- ولكن لم يرد المعاصي من أصحابها إرادة أمر وشرع ومحبة ورضى ودين، بل ذلك كما قال تعالى‏:‏ ‏{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 185‏]‏، وكما قال تعالى‏:‏ ‏{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏26‏]‏، ‏{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا‏.‏ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏27، 28‏]‏، وقال تعالى‏:‏‏{مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏6‏]‏، وكما قال تعالى‏:‏‏{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ‏}‏ ‏[‏الذاريات‏:‏56‏]‏‏.‏ وبالتقسيم والتفصيل في المقال، يزول الاشتباه، ويندفع الضلال، وقد بسطت الكلام في ذلك بما يليق به في غير موضع من القواعد، إذ ليس هذا موضع بسط ذلك‏.‏


مجموع الفتاوى الجزء الثامن
سئل أبو العباس ابن تيمية
عن الخير والشر؛ والقدر الكوني؛ والأمر والنهي الشرعي ‏.‏
فأجاب‏:‏ الحمد لله‏.‏ اعلم أن الله خالق كل شيء وربه ومليكه لا رب غيره ولا خالق سواه؛ ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن؛ وهو على كل شيء قدير؛ وبكل شيء عليم؛ والعبد مأمور بطاعة الله؛ وطاعة رسوله؛ منهي عن معصية الله؛ ومعصية رسوله؛ فإن أطاع كان ذلك نعمة من الله أنعم بها عليه؛ وكان له الأجر والثواب بفضل الله ورحمته، وإن عصى كان مستحقا للذم والعقاب؛ وكان لله عليه الحجة البالغة؛ ولا حجة لأحد على الله؛ وكل ذلك كائن بقضاء الله وقدره ومشيئته وقدرته؛ لكنه يحب الطاعة ويأمر بها؛ ويثيب أهلها عليها ويكرمهم؛ ويبغض المعصية وينهى عنها؛ ويعاقب أهلها عليها ويهينهم‏.‏ وما يصيب العبد من النعم فإن الله أنعم بها عليه؛ وما يصيبه من الشر فبذنوبه ومعاصيه‏.‏ كما قال تعالى‏:‏‏{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ من الآية30‏]‏ وقال تعالى‏:‏‏{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ آية 79‏]‏‏:‏ أي ما أصابك من خصب ونصر وهدى فالله أنعم بها عليك؛ وما أصابك من جدب وذل وشر فبذنوبك وخطاياك؛ وكل الأشياء كائنة بمشيئته وقدرته وخلقه

ص -243- فلا بد أن يؤمن العبد بقضاء الله وقدره؛ وأن يؤمن بشرع الله وأمره‏.‏ فمن نظر إلى الحقيقة القدرية وأعرض عن الأمر والنهي والوعد والوعيد كان مشابها للمشركين؛ ومن نظر إلى الأمر والنهي وكذب بالقضاء والقدر كان مشابها للمجوسيين، ومن آمن بهذا وهذا، وإذا أحسن حمد الله؛ وإذا أساء استغفر الله؛ وعلم أن ذلك كله بقضاء الله وقدره فهو من المؤمنين‏.‏ فإن آدم - عليه السلام - لما أذنب تاب فاجتباه ربه وهداه، وإبليس أصر واستكبر واحتج بالقدر؛ فلعنه وأقصاه، فمن تاب كان آدميا، ومن أصر واحتج بالقدر كان إبليسيا، فالسعداء يتبعون أباهم آدم، والأشقياء يتبعون عدوهم إبليس‏.‏ فنسأل الله العظيم أن يهدينا الصراط المستقيم‏.‏ صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين‏.‏ والشهداء والصالحين‏.‏ والله أعلم ‏.‏

انتهى كلام ابن تيمية
رحمه الله رحمة واسعة وزادنا علماً وأعاننا على نقل علمه وما ورد في كتبه

كتاب القضاء والقدر للبيهقي:
باب
ذِكْرِ الْبَيَانِ أَنَّ أَفْعَالَ الْخَلْقِ كُلَّهَا تَقَعُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَإِرَادَتِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
:
قال البيهقي تحت هذا الباب عن الله عز وجل: " أَنَّهُ يُرِيدُ هُدَى مَنْ سَبَقَ فِي عِلْمِهِ سَعَادَتُهُ، وَإِضْلَالَ مَنْ سَبَقَ فِي عِلْمِهِ شَقَاوَتُهُ، فَلَا يُرِيدُ خِلَافَ مَا عَلِمَ، وَلَا يَكُونُ خِلَافُ مَا يُرِيدُ "
 
الأخ عمر
من يقرأ نقولاتك يظن أنك تكلم شخصاً لا يؤمن بالقدر!
بيت القصيد هو أني أربط القدر بعلم الله تعالى المُسبق عن اختيارات الإنسان،
فمن علم الله أنه سيصر على المعصية عند تعرضه للأمر والنهي – كأبي لهب وفرعون - كتب عليه في اللوح المحفوظ أنه من أهل النار.
مالإشكال في هذا الفهم .. خاصة وأنه يؤكد عدل الله تعالى على نحو صريح ؟!

قل لي: ما هو الإشكال في ذلك؟
... سواء أنت .. أو غيرك ممن يرى أن في ذلك إشكالا؟!
 
الإشكال هو أنك تعتقد أن الله لا يريد من العباد أن يعصوه وهذا يعني أنك لا تفهم معنى الإرادة الكونية، أو بالأحرى، التدبير الكوني، ولو أنك تؤمن به لما احتجت لنقل كلام ابن تيمية لك
فحضرتك تقول أن الله علم أن العاصي سيعصيه فكتب عليه العصيان لكن لم يُرِدْه منه
والبيهقي يقول:
" فَلَا يُرِيدُ خِلَافَ مَا عَلِمَ، وَلَا يَكُونُ خِلَافُ مَا يُرِيدُ "
لأن سؤالك :
هل شاء الله قدراً وكوناً أن يعصيه إبليس ؟
فأنت تريد أن تكون الإجابة :
لا لم يُرد أن يعصيه، بل أراد أن يفتنه لعلمه السابق بأنه سيعصيه
وهذا نفي منك أن الله هو الذي دَبَّرَ كوناً أن يعصيه كل العصاة وأن يتوب كل التائبين وأن يكفر كل الكافرين وأن يدعوا إليه كل الداعين إليه
فالله عز وجل خلق لنا مشيئة وإرادة، ومشيئتنا وإرادتنا ليست هي عين مشيئة الله وإرادته، لكن في نفس الوقت " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله "
فلن يشاء أحد الطاعة إلا إذا شاء الله أولاً أن يطيعه هذا العبد
ولن يشاء أحد المعصية إلا إذا شاء الله أولاً أن يعصَاه هذا العبد
اقرأ قول الله: " فتاب اللهُ عليهم ليتوبوا "
فطالما أن الطائعين والعصاة لا يُطيعوا اللهَ ولا يعصوه إلا إذا شاءوا الطاعة والعصيان
وطالما أن مشيئة العبد يسبقها مشيئة الله عز وجل
فلا نشاء إلا ما يشاء ربنا
ومن هنا صح قول سهل بن عبد الله التستري الذي نقله لك الأخ عبد الله المصري لما سُئِلَ:
عندما أمر الله إبليس بالسجود أراد منه السجود أم لم يُرِده ؟
فقال : أراده ولم يُرده
أراده كوناً وقَدَراً مسبوقاً ولم يرده شرعاً ورضاءً
وهذا الكلام هو نفس كلام ابن تيمية لو كنت حضرتك قرأته
" وإن عصى كان مستحقا للذم والعقاب؛ وكان لله عليه الحجة البالغة؛ ولا حجة لأحد على الله؛ وكل ذلك كائن بقضاء الله وقدره ومشيئته وقدرته؛ لكنه يحب الطاعة ويأمر بها؛ ويثيب أهلها عليها ويكرمهم؛ ويبغض المعصية وينهى عنها؛ ويعاقب أهلها عليها ويهينهم"

وهو نص الكلام الذي ذكره الرضواني في التوقيت 1:30:00 دقيقة إلى 1:40:55 دقيقة في المحاضرة التي وضعتُ لك رابطها هنا لكن واضح أنك لم تُفكر في مشاهدتها
وما وضعت لك رابط فيديو محاضرة الرضواني - وها أنا قد قمت بتحديد التوقيت الذي أورد فيه هذا الكلام حتى لا يكون طول المحاضرة سبب لصدّك عن مشاهدتها - إلا بعد أن تأكدت أن العقيدة التي ينقلها في محاضرته هي عين كلام ابن تيمية رحمه الله
إلا لو كنت أنت لا ترضى أساساً بعقيدة ابن تيمية فهذا شأن آخر .
وقد قامت عليك - بإذن الله - الحجة في إتهامك للرضواني بأن عقيدته فاسدة أو أن كلامه غير علمي أو دقيق
فهذه الدقائق العشرة أتحدّى أي أحد أن يأتي بتعارض بين ما ورد فيها على لسان الرضواني وبين كلام ابن تيمية المنقول في مشاركتي السابقة

فأين هذا من سؤالي؟! .. الذي لم يستطع أحد من العلماء على هذا الموقع ولا موقع الألوكة أن يجيب عنه إلى الآن لصعوبته. أما الذين تسرعوا بالإجابات فهم طلاب علم فرحون بما حفظوه
هذه العبارة التي باللون الأحمر فيها لون من الكبر والغرور لأن أحد من العلماء أساساً لم يدخل في هذه المشاركة لا هنا ولا على الألوكة كي تقول أن سؤالك لم يستطع - وهو إثبات لقدرتك وعجز علماء هذين المنتديين الألوكة وملتقى التفسير - أحد من العلماء الإجابة عليه
وغريب منك أن تعترف أن الذين أجابوا هم " طلاب علم فرحون بما حفظوه " ثم تقول أن أحد من العلماء هنا او هناك لم يستطع
وكأنك جزمت أن بعض أو كل علماء هذا الملتقى والألوكة قرأوا موضوعك ولم يشاركوا فيه لعجزهم ولصعوبة سؤالك هل من كبر وغرور وسوء أدب مع العلماء أكثر من هذا ؟؟

والحق هو أن سؤالك أسهل ما يكون على من تعلم وواضح أنك لم تتعلم إلا ما تعلمه عوام المسلمين
بل واضح أيضاً أنك لم تقرأ كلام ابن تيمية الذي نقلته لك في آخر مشاركة لي وكأنك فررت منه لطوله
ولو كنت قرأته لما سألت سؤالك

كما أني أنصح من أراد العلم من الشباب، ألا يطلبه عنده. فالرجل ليس من العلماء المحققين، وأخطاؤه أشنع من أن تدرج مع هفوات العلماء أو المباح من الاجتهادات. وإذا كان ما ذكرته ليس إلا أمثلة وقع عليها نظري في اثنين وثلاثين صفحة من القطع الصغير، أكثرها آيات وأحاديث ونقولات مطولة، ومحاضرتين سمعتهما منه، فما البال بما وراء ذلك من كتب، وعشرات المحاضرات والدروس الفضائية.

الآن بعد أن قمتُ بتحديد التوقيت الذي تكلم فيه الرضواني عن سؤالك تحديداً في المحاضرة السابق ذكرها في هذا الملتقى في مشاركتي قبل الأخيرة ، والتي يبلغ مدتها أكثر من ساعتين، ولعلك أنت وأي زائر لم تشاهدوها لطولها، وقد قمت الآن بتحديد التوقيت الذي يعد " الشاهد " من المحاضرة
أتحدّاك وغيرك ممن يتهمون الرضواني في علمه أن تأتي بوجه تعارض بين كلام الرضواني في هذه المحاضرة في التوقيت المذكور تحديداً - وسبب التحديد هو أنه موضوع سؤالك - وبين كلام ابن تيمية الذي نقلته لك في مشاركتي الأخير قبل هذه الذي تقرأها الآن .
 

وهذا الكلام هو نفس كلام ابن تيمية لو كنت حضرتك قرأته
....
المحاضرة التي وضعتُ لك رابطها هنا لكن واضح أنك لم تُفكر في مشاهدتها

يا إبني لماذا هذا الأسلوب
لا يجوز هذا

قرأت وسمعت ... ودونت كل ملاحظاتي على محاضرة الرضواني
ومنها ما رأيته يتفق وكلامي .. ومثاله (س:د 1:19) حين أقر بأن إراد الله مُسببة بعدله (قال إرادة السوء بسبب عصيانهم)
في قوله تعالى وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ""

ومنها ما أعتبره غير جائز .. ومثاله ما قاله (د:37) حين قال أن الكافر مضطر للكفر ... غصب عنه .. أليس كذلك

سأتابع مداخلتك ... فقط أزعجني أسلوبك وأردت التنبيه بعدم التمادي
 
يا إبني لماذا هذا الأسلوب
لا يجوز هذا

قرأت وسمعت ... ودونت كل ملاحظاتي على محاضرة الرضواني
ومنها ما رأيته يتفق وكلامي .. ومثاله (س:د 1:19) حين أقر بأن إراد الله مُسببة بعدله (قال إرادة السوء بسبب عصيانهم)
في قوله تعالى وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ""

ومنها ما أعتبره غير جائز .. ومثاله ما قاله (د:37) حين قال أن الكافر مضطر للكفر ... غصب عنه .. أليس كذلك

سأتابع مداخلتك ... فقط أزعجني أسلوبك وأردت التنبيه بعدم التمادي

كلام الرجل لابد ان يؤخذ ككل ، لا أن تقتطع منه ما تشاء
فقوله " الكافر مضطر للكفر غصب عنه " يقصد منه أن المخلوق لا يستطيع مخالفة الإرادة الكونية والتدبير الكوني الذي لم أجد في كلامك مظهر للإيمان به بدليل اعتقادك أنه مخالف للعدل
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ أنا زعيم ببيت في ربض الجنة ، لمن ترك المراء وإن كان محقاً ]
 
وأنا لم أطلب منك الجدال ولم أناقشك في أي من تلك " الأخطاء " لكن طلبت منك المناقشة فقط حول موضوعك وهو ما يتعلق بالتوقيت من 1:30:00 دقيقة إلى 1:40:55 الذي قمت بتحديده في المحاضرة المذكورة
أخبرني ما وجه الخطأ فيه ؟ لأنك لو ما رأيت فيه خطأ يكون موضوعك تم حله
ولو كان في كلام الرضواني في التوقيت الذي ذكرته خطأ فأرجو بيانه بعد قراءة كلام ابن تيمية سابق ذكر كي لا أعيد كتابته لو وجدت أن ردك يدل على أنك لم تأخذ كلام ابن تيمية في الاعتبار
وعلى فكرة:
انا ما جادلتك نهائياً فيما ذكرته في المشاركة 17 أنا رددت على فهمك الخاطئ الذي اعتبرته أنت رداً على الرضواني في المشاركة 21
فأرجو أن تنظر لمحل نقدي لك في مشاركتي رقم 23 قبل أن تتكلم عن المراء والجدال
 
ما هذا يا إبني
لم أتوقع أن يصل بك الأمر إلى هذا
وأنا لم أتوقع من أحد أن يقع في عُجب لدرجة أن يتهم علماء منتدى الألوكة وملتقى أهل التفسير بالعجز عن إجابة سؤاله الذي يتعلمه طالب العلم الشرعي في مرحلة الليسانس في العقيدة الطحاوية لما قال الطحاوي " ولا يكون إلا ما يريد " وأن الإرادة هنا كونية وبالتالي فالله أراد كوناً أن يعصيه إبليس لأنه لا يكون في ملك الله إلا ما يريد
 
[المنطوق اللفظي في سؤال السائل: هل شاء الله قدراً وكوناً أن يعصيه إبليس؟
شديد الحرج، لأن أسلوب (هل شاء الله كذا؟) يحمل مع المشيئة الرغبة والرضا، وتجريد المشيئة من الرضا بتسميتها كونية أو قدرية يجعل الأسلوب يمزق نفسه بين قبول المعنى والنفور اللفظي ...
الأخ العزيز / عز الدين
السلام عليكم ورحمة الله
لا أرى أخى أى اشكال فى أن تجيب بـ " نعم " على السؤال المطروح
الاشكال الحقيقى أخى الكريم أنك ربما فهمت أن القول بأن " الله أراد كذا " قد يلتبس بمعنى " رغب فيه " أو " ارتضاه "
وهنا ينبغى التفرقة والتمييز بين أمرين فى غاية الدقة وهما : المشيئة والرضا
فإن الله عز وجل قد يشاء وقوع أمر ما ، ولكن هذا لا يعنى حتمأ أنه يرضى عن وقوعه أو يرغب فى ذلك
والقرآن نفسه يؤكد هذا المعنى فى قوله تعالى عن نفسه :
" إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ "

ومعنى هذا أن الله تعالى لا يرضى لعباده الكفر ، ولكنه يسمح بوقوعه منهم ، لقوله فى موضع آخر : " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ "
والسماح بالكفر والفسوق والعصيان لا يعنى مطلقأ أن الله يرضى عن كل ذلك أو يرغب فى وقوعه ، كما أنه لا يتعارض مطلقأ مع مشيئته تعالى ، حين نفهم المشيئة بمعنى الحياد التام والمطلق من الله عز وجل إزاء رغبات العباد واختياراتهم ، بمعزل عن درجة الرضا عنها ، وهذا هو عين العدل
وعلى ذلك يمكن القول أن الله عز وجل أراد أن يعصيه ابليس ( أى سمح له بذلك ) ، لكنه لم يرض عن وقوع المعصية منه ، وآية عدم رضاه أنه توعده بجهنم ، هو وجميع من اتبعه
وأعتقد أن الخلاف الكبير فى النقاش المحتدم بينك وبين محاوريك إنما هو خلاف لفظى يدور حول المصطلحات ، وفى مقدمتها مصطلح المشيئة
وختامأ ، أرجو أن أكون قد وفقت فى رفع الالتباس ، ولو إلى حد ما
كما أرجو أن يدور الحوار بين أى متحاورين بالحكمة ، بعيدأ عن التعصب والشخصنة وأن ينصب على لب المسألة المطروحة لا غير
والله هو الهادى إلى سواء السبيل
 
أخي العزيز العليمي
أي هاتين العبارتين أبعد عن الالتباس؟!

1- شاء الله أن يعصاه إبليس.

2- شاء الله أن يفتن إبليس، فوقع في الفتنة وعصى ربه بما خلق له من حرية العصيان.

الأولى من تلبيسات إبليس نفسه، سيأخذها ويطير بها وينشرها ويفتن بها الناس ويقول،: أنظروا ... ها هم المسلمون يقرون في النهاية أن الله شاء لي المعصية، أصدقتموني الآن، ويزهو منتصراً. وسوف تُصدقه الحشود الغفيرة من الناس، ويُسيئوا الظن بالله العزيز الحكيم، خاصة إذا سمعوا إجماع المسلمين على صحتها.

أما الثانية فسيجدها الشيطان حق صريح، لا يستطيع أن يتلاعب به،. فيخنس مهزوما.

وما كنت لأقول كلاماً مجملاً ملتبسا فتانا، ينتصر به الشيطان. حتى ولو أجمع مسلمو الأرض جميعا على الضغط علي. ..
ولو كانت هذه العبارة حقاً، وعلى أن أنطق بها كما هي، لكأنها أصبحت من نصوص العبادة، والتلاوة !!!!
ولكنها من إنشاء البشر ... وأنا لا أتبع البشر .. بل أتبع رب البشر.
وبقدر ما فيها من حق، فسوف أقوله خالصاً بعبارة صريحة، لا لبس فيها، ولا فتنة.
 
وما كنت لأقول كلاماً مجملاً ملتبسا فتانا، ينتصر به الشيطان. حتى ولو أجمع مسلمو الأرض جميعا على الضغط علي. ..
ولو كانت هذه العبارة حقاً، وعلى أن أنطق بها كما هي، لكأنها أصبحت من نصوص العبادة، والتلاوة !!!!
ولكنها من إنشاء البشر
... وأنا لا أتبع البشر .. بل أتبع رب البشر.
وبقدر ما فيها من حق، فسوف أقوله خالصاً بعبارة صريحة، لا لبس فيها، ولا فتنة.

يا أخي الحبيب الله قال: " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله "
ما هو غير المفهوم لك في هذه الآية ؟
لا يشاء أحد الطاعة إلا إذا شاء الله أن يطيعه أولاً ولا يشاء أحد المعصية إلا إذا شاء الله أن يعصيه أولاً ومن هنا صح الدعاء " اللهم اهدنا فيمن هديت "
قال الله عز وجل: " وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ " 111 الأنعام
قال ابن كثير: مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاء اللَّه " أَيْ إِنَّ الْهِدَايَة إِلَيْهِ لَا إِلَيْهِمْ بَلْ يَهْدِي مَنْ يَشَاء وَيُضِلّ مَنْ يَشَاء وَهُوَ الْفَعَّال لِمَا يُرِيد
قال الله عز وجل: " وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا " الإنسان 30
قال ابن كثير: أَيْ لَا يَقْدِر أَحَد أَنْ يَهْدِي نَفْسه وَلَا يَدْخُل فِي الْإِيمَان وَلَا يَجُرّ لِنَفْسِهِ نَفْعًا " إِلَّا أَنْ يَشَاء اللَّه إِنَّ اللَّه كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا " أَيْ عَلِيم بِمَنْ يَسْتَحِقّ الْهِدَايَة فَيُيَسِّرهَا لَهُ وَيُقَيِّض لَهُ أَسْبَابهَا وَمَنْ يَسْتَحِقّ الْغِوَايَة فَيَصْرِفهُ عَنْ الْهُدَى وَلَهُ الْحِكْمَة الْبَالِغَة وَالْحُجَّة الدَّامِغَة وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " إِنَّ اللَّه كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا " .
قال الله عز وجل: " وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ " سورة يونس 100

وفي الختام أريد أن أفهم:
هل انت تعترض على قول الطحاوي في عقيدته " ولا يكون إلا ما يريد "
الذي نقله لك الأخ عبد الله عمر المصري في الألوكة مع شرح ابن أبي عز الحنفي والدكتور عبد الرحمن الخميس
أم أنت توافق عليه ولكن بفهم مختلف عما ورد في الشرحين المذكورين ؟
وهل توافق على كل كلمة في كلام ابن تيمية الذي ذكرته لك هنا أم ترفضه ؟
وهل توافق على كل كلمة قالها البيهقي فيما نقلته لك أم ترفضه ؟
من فضلك هذه الأسئلة توضح المساحة المشتركة بيننا
وأرجو ألا تتساهل كل مرة وتقول حديث الرسول " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً "
لأن أحداً من البخاري وأحمد بن حنبل وابن تيمية وغيرهم من العلماء الذين دافعوا عن الحق لم يقل أن النقاش العلمي المبني على دليل جدال يجب البعد عنه
 
العبارة التالية أشبه بالحق، وفيها إقرار بخلق المعصية.
[شاء الله أن يفتن إبليس، فوقع في الفتنة وعصى ربه بما خلق له من حرية العصيان.]
 
الأولى من تلبيسات إبليس نفسه، سيأخذها ويطير بها وينشرها ويفتن بها الناس ويقول،: أنظروا ... ها هم المسلمون يقرون في النهاية أن الله شاء لي المعصية، أصدقتموني الآن، ويزهو منتصراً. وسوف تُصدقه الحشود الغفيرة من الناس، ويُسيئوا الظن بالله العزيز الحكيم، خاصة إذا سمعوا إجماع المسلمين على صحتها...
عفوأ أخى العزيز ، فهذا الكلام عن احتجاج ابليس على الناس هو أقرب إلى الخيال الأدبى منه إلى التحقيق العلمى
أما إذا أردنا أن نعرف ما الذى سوف يقوله ابليس للناس على التحقيق فسنجده فى قوله تعالى :

وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
إن هذا هو ما سيقوله ابليس للناس ولن يزيد عليه ، وبالتأمل فى كلامه جيدأ تجد أنه لم ينسب إلى الله تعالى إلا الخير : " إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ " ، وأنه ألقى باللوم على من استجابوا دعوته فحسب ، ولم يلق باللائمة على الله على الاطلاق
ثم هناك أمر آخر :
إذا كنتَ تستنكف من نسبة إرادة المعصية إلى الله عز وجل وترفض مقولة : شاء الله أن يعصيه ابليس ، فماذا تقول عن نسبة إرادة الإغواء إليه عز وجل ، وهى ثابتة بنص القرآن ذاته ، حيث قال تعالى على لسان نوح عليه السلام وهو يخاطب قومه : وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
ثم إن ابليس نفسه قد أثبت إرادة الله غوايته حين قال : فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
فقوله " بما أغويتنى " يعنى : بما أضللتنى
وكما قلتُ لك فى مشاركتى السابقة : إن إرادة الله لا تستلزم رضاه فى جميع الأحوال ، ولو تأملت فى هذا المعنى حق التأمل لزال الاشكال تمامأ
وفقك الله ، وهدانا وإياكم سواء السبيل
 
الاغواء ليس هو الاضلال بمعنى الجبر على العصيان
ولكن بمجرد ان يقال ذلك لايعني انه صحيح، فعندما يمد الله للظالم قوة الى قوته ومالا وسلطانا الى سلطانه يظن أن كفره حق فيتثبت في نفسه الخبيثة انه طالما لم يصبه اذى والرزق يزيد ويفيض فهو على حق قطعا وهذا اغواء في ذاته ولكن الله لم يجبره على الكفر وإلا فإن التكليف والارادة لا معنى لها وجبره على الفجور دون التقوى ينافي قوله تعالى [فألهمها فجورها وتقواها ]

[تمت المشاركة باستخدام تطبيق ملتقى أهل التفسير]
 
إخوتي الكرام، طال الحديث في دائرة، مع وضوح الأمر والحجة، والخلاصة فيه ترجع إلى مراجعة المصطلحات -كما أشار أخي العليمي-، فالمصطلح أخي عز الدين -يُفهم وفق البيئة التي نشأ فيها، لا المفاهيم الحادثة في عقولنا عنه.
ومصطلح "المشيئة" مصطلح شرعي دال بوضوح على مطلق الإرادة الكونية المقتضية تحقق الأمر دون تعلق برضا أو قبول، ومن فهم خلاف هذا المفهوم فهو محتاج إلى تصحيح التصور وحسب.
وهذا أمر متكرر في كثير من المصطلحات الشرعية وغيرها مما يفهم منها مفاهيم حادثة لا يدل عليها المصطلح الأصل، وموضوع دراسة المصطلحات وتحريرها ذو شجون.

نختم بهذه الجملة المقتضبة هذا الحوار الطيب ..
شاكرا لكل من ساهم فيه..
وفقني الله وإياكم للعلم النافع وهدانا لحسن العمل.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى