هل خطر لك أن تتعلم أصول القراءات العشر الصغرى على يد أستاذ متمكن مثل الضباع تفضل إذن

د. أنمار

New member
إنضم
30 مارس 2004
المشاركات
741
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين الحمدلله


إخواني الأفاضل بين يديكم كتاب:

الإضاءة في بيان أصول القراءة

تأليف ‏
العلامة الشيخ علي محمد الضباع إمام عصره ودرة مصره

أتمه عام 1357 هـ الموافق 1938 م
ويظهر أنه كان قبل توليه مشيخة القراء

فقد عني بقراءته وأذن بتدريسه
الأستاذ الجليل صاحب الفضيلة الشيخ محمد علي خلف الحسيني
شيخ القراء والمقارئ بالديار المصرية ‏


ولمعرفة أهمية وقوة ووضوح الكتاب انظر فهرس المحتويات
فالشيخ الضباع بدأ ببعض المقدمات الأساسية، ثم شرح أساسيات ومصطلحات علم القراءات وتعاريفه التي يقوم عليها، ثم فيما يقرب من نصف الكتاب ذكر أصول كل قارئ على حدة مستفيدا مما أصّله قبل ذلك، وابتدأ بحفص، ثم أتبعه برواة القراء العشرة مكتفيا بذكر ما اختلفوا فيه مع حفص رضي الله عنهم.
ولا يخفى ما لهذا المنهج من سهولة لمن أتقن رواية حفص رحمه الله تعالى.

وأؤكد لكم أن هذا الكتاب هو عمدة معظم إن لم يكن كل من جاء بعد الضباع وقد قرأت لبعض المعاصرين ممن أفردوا القراءات أو كتبوا فيها فرأيتهم يعولون على هذا الكتاب بشكل لا يخفى على من تأمل أعمالهم ثم نظر في كتاب الضباع هذا.

وأترككم مع هذا الكتاب الرائع، وسأنقل منه ما تيسر، ومن سيتابع ما ينزل متتاليا سيجد نفسه مع الوقت مطلعا ومحيطا بالقراءات العشر الصغرى بشكل مرضي، لا ينقصه بعدها إلا التطبيق على يد شيخ مجاز بها.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ولا أنسى تذكيركم أن باب المشاركة مفتوح لمن عنده الكتاب ويريد أن يصف بابا أو أكثر ويساعد في إكمال الكتاب ليكسب الأجر العظيم من عند الله والأعمال بالنيات، فاللهم أخلص لنا ثواب من نفعل، ووفقنا لما تحب وترضى آمين.

===============

محتويات الكتاب
خطبة الكتاب

أولا : المقدمة

ثانيا: المقصد في بيان أصول القراءات

الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء ‏
الصلة، ‏
المد والتوسط والقصر
الإشباع
التحقيق و التسهيل والإبدال والإسقاط والنقل
التخفيف
الفتح والإمالة والتقليل
الترقيق والتفخيم والتغليظ
الاختلاس والإخفاء
التتميم
التشديد
التثقيل
الإرسال
الوقف والسكت والقطع
الإسكان
الروم
الإشمام
الحذف
الإبدال
ياءات الإضافة
ياءات الزوائد

ثالثا : الخاتمة في بيان مذهب القراء في الأصول.‏

أصول قراءة عاصم برواية حفص
ثم كل من جاء بعد ذلك فإنما ذكر مواضع الخلاف مع حفص فقط

أصول قراءة عاصم برواية شعبة
أصول قراءة حمزة براوييه
أصول قراءة الكسائي براوييه
أصول قراءة خلف العاشر براوييه
أصول قراءة أبي عمرو براوييه
أصول قراءة يعقوب براوييه
أصول قراءة أبي جعفر براوييه
أصول قراءة نافع برواية ورش
أصول قراءة نافع برواية قالون ‏
أصول قراءة ابن كثير براوييه
أصول قراءة ابن عامر براوييه


‏=====================‏


نص الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه وجعلهم أهله وخاصته، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الذين نالوا ‏مودته.‏
أما بعد، فلما كان من أشرف العلوم وأعلاها، وأحسن الفهوم وأسناها، علم قراءات القرآن. إذ به يحفظ القرآن من التحريف والتغيير ‏ويصان. ولذلك اعتنى به السلف والخلف وشغفوا به أيما شغف. فألفوا فيه التآليف العديدة. وأتوا فيه بالمسائل المحررة المفيدة. ولما كان ‏من أهم ما يلزم لطالبيه كما قرره الأئمة الثقات، معرفة الأصول الدائرة على اختلاف القراءات عن لي أن أجمع في ذلك من رياض ‏القراء الأفاضل ثمرات يانعة. فاستخرت الله تعالى وجمعت هذه النبذة اللطيفة التي هي إن شاء الله تعالى مباركة نافعة. وسميتها: ‏
‏(الإضاءة في بيان أصول القراءة)‏
ورتبتها على مقدمة، ومقصد، وخاتمة.‏
فالمقدمة: في فوائد مهمة يحتاج القارئ إلى معرفتها
والمقصد: في بيان أصول القراءة المطلوب العلم بها
والخاتمة في أصول كل قراءة على حدتها، ‏
حسب ما تضمنته الشاطبية والقصيدة الجزرية المعروفة بالدرة المضية.‏
وأسأل الله من فضله العظيم أن ينفع بها النفع العميم، كل من تلقاها بقلب سليم. وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وسببا للفوز بجنات ‏النعيم، إنه جواد كريم رءوف رحيم.‏

المقدمة
ينبغي لكل شارع في فن أن يعرف مبادئه العشرة ليكون على بصيرة فيه، ومن حيث إن موضوع هذه النبذة من مباحث علم القراءات ‏فلنتكلم على مبادئه العشرة. فنقول: ‏
حد هذا الفن: أنه علم تعرف به كيفية أداء الكلمات القرآنية واختلافها معزوا لناقله. أو يقال علم يعرف منه اتفاق الناقلين لكتاب الله ‏تعالى واختلافهم في أحوال النطق به من حيث السماع، ‏
وموضوعه: الكلمات القرآنية من حيث أحوالها الأدائية التي يبحث عنها كالمد والقصر والإظهار والإدغام ونحو ذلك. ‏
وثمرته: العصمة من الخطأ في القرآن ومعرفة ما يقرأ به كل واحد من الأئمة القراء، وتمييز ما يقرأ به وما لا يقرأ به إلى غير ذلك من ‏الفوائد. ‏
وفضله: أنه من أشرف العلوم الشرعية لتعلقه بكلام رب العالمين، ‏
ونسبته لغيره من العلوم: التباين،‏
وواضعه: أئمة القراءة وقيل أبو عمر حفص بن عمر الدوري، وأول من دون فيه أبو عبيد القاسم بن سلام
واسمه: علم القراءات جمع قراءة بمعنى وجه مقروء به، ‏
واستمداده من النقول الصحيحة المتواترة عن أئمة القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم،‏
وحكم الشارع فيه: الوجوب الكفائي تعلما وتعليما، (قال في الهامش: والقيام به بفضل القيام بالفروض العينية إذ تركه يوجب إثم ‏الجميع)‏
ومسائله: قواعده كقولنا كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة سهل ثانيتهما الحجازيون.‏

المقرئ والقارئ
المقرئ: بضم الميم وكسر الراء: من علم القراءة أداء ورواها مشافهة وأجيز له أن يعلم غيره.‏
والقارئ: هو الذي جمع القرآن حفظا عن ظهر قلب، وهو مبتدئ ومتوسط ومنته. فالمبتدئ من أفرد إلى ثلاث روايات، والمتوسط إلى ‏أربع أو خمس، والمنتهي من عرف من القراءات أكثرها وأشهرها.‏
فائدة : حفظ القرآن فرض كفاية على الأمة لئلا ينقطع عدد التواتر فيتطرق إليه التبديل والتغيير. وكذا تعليمه أيضا فرض كفاية، وكذا ‏تعلم القراءات وتعليمها كما مر.‏
فائدة: يجوز عند مالك أخذا الأجرة على تعليم القرآن للمؤمن ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحق ما أخذتم عليه أجرا كلام الله) ‏ولئلا يضيع كتاب الله ولأن عمل أهل المدينة استقر عليه، وقال أبو حنيفة وأصحابه بالمنع، وأجازه الشافعي وأحمد إذا شارطه ‏واستأجره. اهـ
فائدة: اعلم أن الخلاف عند القراء علىقسمين خلاف واجب وخلاف جائز.‏
فالخلاف الواجب هو خلاف القراءات والروايات والطرق، والفرق بين الثلاثة أن كل خلاف ينسب للإمام فهو قراءة وما ينسب ‏للآخذين عنه ولو بواسطة فهو رواية، وما نسب لمن أخذ عن الرواة وإن سفل فهو طريق.‏
فلو أخل بشيء منها كان نقصا في الرواية ‏

والخلاف الجائز: هو خلاف الأوجه المخير فيها القارئ كأوجه الاستعاذة وأوجه البسملة بين السورتين والوقف بالسكون والروم ‏والإشمام وبالطويل والتوسط والقصر في نحو متاب والعالمين ونستعين، فبأي وجه أتى القارئ أجزأ ولا يكون ذلك نقصا في الرواية ‏
اهـ

======================

يتبع إن شاء الله،
 
‏[الاستعاذة ]‏

فائدة : الاستعاذة مصدر استعاذ أي طلب التعوذ والعياذ، ‏
ويقال لها التعوذ، وهو مصدر تعوذ بمعنى فعل العوذ، ‏
ومعنى العوذ والعياذ في اللغة اللجأ والامتناع والاعتصام
فإذا قال القارئ: أعوذ بالله فكأنه قال ألجأ وأعتصم وأتحصن بالله
ثم صار كل من التعوذ الاستعاذة حقيقة عرفية عند القراء في قول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أو غيره من الألفاظ الواردة.‏
فإذا قيل لك تعوذ أو استعذ فالمراد قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.‏
والتعوذ ليس من القرآن بالإجماع.‏
ولفظه لفظ الخبر، ومعناه الإنشاء أي اللهم أعذني من الشيطان الرجيم.‏
وقد ورد في لفظه وصيغته أخبار وآثار مختلفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن السلف من بعده.‏
وقد ذكر الداني منها في بعض تآليفه أربع صيغ:‏
‎1‎‏- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
‎2‎‏- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
‎3‎‏- أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم
‎4‎‏- أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
وزاد عليها غيره ألفاظا أخر نحو:‏
أعوذ بالله القادر من الشيطان الفاجر
أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي
أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم
أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الخبيث المخبث والرجس النجس ‏
أعوذ بالله من الشيطان.‏

والمختار لجميع القراء من حيث الرواية أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لموافقته اللفظ الوارد في سورة النحل.‏
وقد حكى الأستاذ أبو طاهر بن سوار وأبو العز القلانسي وغيرهما الاتفاق عليه، ‏
وقال الداني في تيسيره: اعلم أن المستعمل عند الحذاق من أهل الأداء في لفظ الاستعاذة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) دون غيره ‏وذلك لموافقة الكتاب والسنة، فأما الكتاب فقوله عز وجل لنبيه عليه السلام فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأما ‏السنة فما رواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه استعاذ قبل القراءة بهذا اللفظ بعينه، وبذلك قرأت ‏وبه آخذ. اهـ

فإن قلت: إذا كان الوارد في الكتاب والسنة لفظ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كما تقد فلم جوزوا غيره؟‏
قلت: الآية لا تقتضي إلا طلب أن يستعيذ القارئ بالله من الشيطان الرجيم، لأن الأمر فيها هو استعذ مطلق، وجميع ألفاظ الاستعاذة ‏بالنسبة إليه سواء. فبأي لفظ استعاذ القارئ جاز وكان ممتثلا، والحديث ضعيف كما حققه أكثر الأئمة.‏

وإنما اختاروا أعوذ مع أن الآية تقتضي أستعيذ لوروده في مواضع كثيرة من القرآن ‏
كقوله تعالى: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين الآية
قل أعوذ برب الفلق
قل أعوذ برب الناس
ولوروده أيضا في عدة أحاديث، اهـ

وحكم التعوذ :‏

الندب عند الجمهور وقال بعضهم بوجوبه

ومحله:
قبل القراءة على ما عليه جمهور العلماء وقيل بعدها لظاهر الآية، وهو غير صحيح بل الآية جارية على أصل لسان العرف ‏وعرفهم وتقديرها عند الجمهور إذا أردت القراءة فاستعذ فهي على حد إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا ‏
وإذا أكلت فسم الله ‏
أي إذا أردتم القيام، وإذا أردت الأكل

[والجهر والإسرار بالتعوذ]

والجهر به شاع عند أهل الأداء عن القراء العشرة ‏
وروى إسحق المسيبي عن نافع إخفاءه أي الإسرار به في جميع القرآن، قال الداني في التيسير: ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في الجهر ‏بالاستعاذة عند افتتاح القراءة وعند الابتداء برؤوس الأجزاء وغيرها في مذهب الجماعة اتباعا للنص ، واقتداء بالسنة، ثم قال وروى ‏إسحاق المسيبي عن نافع أنه كان يخفيها في جميع القرآن. اهـ
فوجه الجهر بالتعوذ:‏
لينصت السامع للقراءة من أولها، فلا يفوته منها شيء، لما علم وتقرر في النفوس أن التعوذ شعار القراءة وعلامتها وليس بقرآن.‏
ووجه الإسرار به:‏
ليحصل الفرق بين ما هو قرآن وما ليس بقرآن لأن التعوذ ليس من القرآن بالإجماع كما مر.‏
والجهر هو المشهور المعمول به لجميع القراء.‏

وقيد الإمام أبو شامة إطلاقهم الجهر وتبعه كثيرون بما إذا كان القارئ بحضرة من يسمع قراءته
قال:‏
لأن السامع ينصت للقراءة من أولها فلا يفوته منها شيء لأن التعوذ شعار القراءة وإذا أخفى التعوذ لم يعلم السامع بالقراءة إلا بعد أن ‏يفوته شيء منها.اهـ
وقيده أيضا الإمام ابن الجزري بما إذا جهر القارئ بالقراءة فإن أسرها أسر الاستعاذة
قال:‏
وكذلك إذا قرأ في الدور ولم يكن في قراءته مبتدئاً فإنه يسر بالتعوذ لتتصل القراءة ولا يتخللها أجنبي فإن المعنى الذي من أجله استحب ‏الجهر وهو الإنصات فقد في هذه المواضع.‏
ويعني بالمواضع ما ذكره أبو شامة ومسئلة من قرأ سرا، ومسئلة من قرأ في الدور

[أوجه التعوذ مع البسملة ]

واعلم أنه يجوز في التعوذ إذا كان مع البسملة أربعة أوجه لجميع القراء:‏
الأول الوقف عليهما
الثاني الوقف على التعوذ ووصل البسملة بأول القراءة
الثالث وصله بالبسملة والوقف عليها
الرابع وصله بالبسملة مع وصلها بأول القراءة.‏

وسواء أكانت القراءة أول سورة غير براءة فلا خلاف في البسملة لجميع القراء وإن كانت في أثناء سورة ولو براءة جاز الإتيان ‏بالبسملة وتركها
وعلى تركها، فيجوز الوقف على التعوذ ووصله بالقراءة إلا أن يكون في أول القراءة اسم الجلالة نحو: الله لا إله إلا هو، أو ما فيه ‏ضمير يعود على الله تعالى نحو: إليه يرد علم الساعة فالأولى ألا يوصل لما في ذلك من البشاعة.‏
وإن عرض للقارئ ما قطع قراءته فإن كان أمرا ضروريا كسعال أو كلام يتعلق بالقراءة فلا يعيد التعوذ. وإن كان أجنبيا ولو ردا ‏لسلام أعاده، وكذا لو قطع القراءة ثم بدا له فعاد إليها.‏


‏ ‏‏[البسملة]‏

فائدة ‏
البسملة مصدر بسمل إذا قال بسم الله أو إذا كتبها فهي بمعنى القول أو الكتابة، ثم صار حقيقة عرفية في نفس بسم الله الرحمن الرحيم
وهو المراد هنا، وبسمل من باب النحت وهو أن يختصر من كلمتين فأكثر كلمة واحدة بقصد إيجاز الكلام وهو غير قياسي ‏
ومن المسموع منه : سمعل ، إذا قال السلام عليكم
وحوقل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله
‏ وهيلل إذا قال لا إله إلا الله ‏
وحمدل إذا قال الحمد لله
وحيعل إذا قال حي على الصلاة حي على الفلاح
وهو كثير لكنهم مع كثرته يعدونه من العيوب
وقال بعضهم إنه لغة مولدة، ‏
قال الماوردي: يقال لمن بسمل مبسمل وهي لغة مولدة. اهـ
والبسملة ليست من القرآن عند المالكية وآية من كل سورة عند الشافعية، اتفاقا عندهم في أول الفاتحة، وعلى الأصح في غيرها.‏
وآية من القرآن نزلت للفصل بين السور ليست من الفاتحة ولا من كل سورة على المرتضى عند الحنفية وهو المشهور عن الإمام أحمد.‏
والخلاف في غير البسملة التي في وسط سورة النمل، أما هي فبعض آية منها بلا خلاف.‏

ووجه الخلاف بين القراء في إثبات البسملة وحذفها أن القرآن نزل على سبعة أحرف ونزل مرات متكررة فنزلت البسملة في بعض ‏الأحرف ولم تنزل في بعضها، فإثباتها قطعي، وحذفها قطعي. وكل منهما متواتر وفي السبع، فمن قرأ بها فهي ثابتة في حرفه، متواترة ‏إليه، ثم منه إلينا. ومن قرأ بحذفها فحذفها في حرفه متواتر إليه ثم منه إلينا، ومن روي عنه إثباتها وحذفها فالأمران تواترا عنده كل ‏بأسانيد متواترة، ‏
وبهذا يجمع بين الأحاديث الواردة في إثباتها والأحاديث الواردة في حذفها، ‏
وبه كما قال بعض العلماء قد يرتفع الخلاف بين أئمة الفروع ويرجع النظر إلى كل قارئ بذلك الحرف وتلك القراءة في الصلاة بها ‏وتبطل بتركها أيا كان. وإلا فلا. ولا ينظر إلى كونه شافعيا أو مالكيا أو غيرهما.‏

فائدة
أحكام الكلمات القرآنية المختلف فيها على قسمين مطردة ومنفردة
فالمطردة، هي كل حكم جار في كل ما تحقق فيه شرط ذلك الحكم كالمد والقصر والإظهار والإدغام والفتح والإمالة ونحو ذلك، ‏ويسمى هذا القسم أصولا
والمنفردة هي ما يذكر في السور من كيفية قراءة كل كلمة قرآنية مختلف فيها بين القراء مع عزو كل قراءة إلى صاحبها ويسمى فرش ‏الحروف وسماه بعضهم بالفروع مقابلة للأصول
 
‏ ‏
المقصد في بيان أصول القراءات
الأصول: جمع أصل وهو في اللغة ما يبنى عليه غيره ‏
وفي اصطلاح القراء عبارة عن الحكم المطرد أي الحكم الكلي الجاري في كل ما تحقق فيه شرطه كما مر
والأصول الدائرة على اختلاف القراءات [37 ] سبعة وثلاثون

وهي ‏
‏ ‏‎1‎‏. الإظهار
‏ ‏‎2‎‏. والإدغام ‏
‏ ‏‎3‎‏. والإقلاب ‏
‏ ‏‎4‎‏. والإخفاء ‏
‏ ‏‎5‎‏. والصلة، ‏
‏ ‏‎6‎‏. والمد ‏
‏ ‏‎7‎‏. والتوسط ‏
‏ ‏‎8‎‏. والقصر
‏ ‏‎9‎‏. والإشباع
‏ ‏‎10‎‏. والتحقيق ‏
‏ ‏‎11‎‏. و التسهيل ‏
‏ ‏‎12‎‏. والإبدال ‏
‏ ‏‎13‎‏. والإسقاط ‏
‏ ‏‎14‎‏. والنقل
‏ ‏‎15‎‏. والتخفيف
‏ ‏‎16‎‏. والفتح ‏
‏ ‏‎17‎‏. والإمالة ‏
‏ ‏‎18‎‏. والتقليل
‏ ‏‎19‎‏. والترقيق ‏
‏ ‏‎20‎‏. والتفخيم ‏
‏ ‏‎21‎‏. والتغليظ
‏ ‏‎22‎‏. والاختلاس ‏
‏ ‏‎23‎‏. والإخفاء
‏ ‏‎24‎‏. والتتميم
‏ ‏‎25‎‏. والتشديد
‏ ‏‎26‎‏. والتثقيل
‏ ‏‎27‎‏. والإرسال
‏ ‏‎28‎‏. والوقف ‏
‏ ‏‎29‎‏. والسكت ‏
‏ ‏‎30‎‏. والقطع
‏ ‏‎31‎‏. والإسكان
‏ ‏‎32‎‏. والروم
‏ ‏‎33‎‏. والإشمام
‏ ‏‎34‎‏. والحذف
‏ ‏‎35‎‏. والإبدال
‏ ‏‎36‎‏. وياءات الإضافة
‏ ‏‎37‎‏. وياءات الزوائد



وها أنا أذكر معنى كل منها لغة واصطلاحا على وجه مختصر مع مراعاة لحالة المبتدئين فأقول:‏

‏ ‏‎1‎‏. الإظهار ‏
‏ ‏‎2‎‏. والإدغام ‏
‏ ‏‎3‎‏. والإقلاب ‏
‏ ‏‎4‎‏. والإخفاء


‏[الإظهار]‏


يتبع ..‏
 
‏1- الإظهار 2- والإدغام 3- والإقلاب 4- والإخفاء

‏[1- الإظهار]‏

الإظهار لغة: الإبانة والإيضاح
واصطلاحا: فصل الحرف الأول من الحرف الثاني من غير سكت عليه
أو يقال: هو عبارة عن النطق بالحرفين كل واحد منهما على صورته موفى صفته مخلصا إلى كمال بنيته

‏[2- الإدغام]‏

والإدغام، ويقال له الادِّغام، وهما مصدران لبابي الأفعال والافتعال
معناه لغة: الإدخال والستر، يقال أدغمت اللجام في فم الفرس إذا أدخلته فيه ‏
قال الشاعر:‏
وأدغمت في قلبي من الحب شعبة *** يذوب لها حرا من الوجد أضلعي
وصناعة: التلفظ بساكن فمتحرك بلا فصل من مخرج واحد
فقولنا:‏
التلفظ بساكن فمتحرك يدخل فيه المظهر والمدغم والمخفي، ‏
وبلا فصل، بأن ينطق بالحرفين دفعة واحدة يخرج به المظهر
ومن مخرج واحد يخرج به المخفي. إذ ليس مخرجه ومخرج المخفي عنده واحد.‏
وسمي هذا المعنى إدغاما لخفاء الساكن عن المتحرك فكأنه داخل فيه، لا أنه داخل فيه حقيقة لأن الحرفين ملفوظ بهما على الصحيح.‏
فالتسمية اصطلاحية حسب.‏
والتعريف المذكور قريب من قول الإمام ابن الجزري: اللفظ بحرفين حرفا كالثاني مشددا.‏
لأن قوله اللفظ بحرفين يشمل الثلاثة، وحرفا خرج به المظهر، وكالثاني خرج به المخفي.‏
وعلى هذا ليس هو إدخال حرف في حرف بل هما ملفوظ بهما وغاية الأمر أن المدغم لما خلط بالمدغم فيه صارا كأنهما شيء واحد، ‏
ولذا قال الإمام ابن الجزري في بعض كتبه: هو عبارة عن خلط الحرفين وتصييرهما حرفا واحدا مشددا، كيفية ذلك أن يصير الحرف ‏الذي يراد إدغامه حرفا على صورة الحرف الذي يدغم فيه فإذا صار مثله حصل حينئذ مثلان، وإذا حصل المثلان وجب الادغام حكما ‏إجماعيا. فإن جاء نص بإبقاء نعت من نعوت الحرف المدغم فليس ذلك الإدغام بإدغام صحيح لأن شروطه لم تكمل وهو بالإخفاء ‏أشبه. اهـ بتصرف
والإظهار هو الأصل لعدم احتياجه إلى سبب والإدغام فرعه لاحتياجه إليه كما سيأتي.‏

‏[فائدة الإدغام]‏

وفائدة الإدغام تخفيف اللفظ لثقل النطق بالحرفين المتفقين في المخرج أو المتقاربين، أي لثقل عود اللسان إلى المخرج أو مقاربه، حتى ‏شبه النحويون النطق بهما بشي المقيد يرفع رجلا ثم يعيدها إلى موضعها أو قريب منه. وشبهه بعضهم بإعادة الحديث مرتين، وذلك ‏ثقيل على السامع. ‏
وقال أبو عمرو بن العلاء المازني: الإدغام لغة العرب الذي يجري على ألسنتها، ولا يحسنون غيره.‏
ومنه قول الشاعر:‏
عشية تمنى أن تكون حمامة *** بمكة يغشاها الشتا والمحرم
ولابد من سلب الأول حركته ثم ينبو اللسان بهما نبوة واحدة، فتصير شدة الامتزاج في السمع كالحرف الواحد ويعوض عنه التشديد ، ‏وهو حبس الصوت في الحيز بعنف، ‏
فإن قلت: التعبير باللفظ بساكن فمتحرك يناقض قولهم التشديد عوض الذاهب
فالجواب: ليس التشديد عوض الحرف بل عما فاته من لفظ الاستقلال، وإذا أصغيت إلى لفظك بحقه ساكنا، ينتهي إلى محرك مخفف، ‏على الإجمال فهو اصطلاح، كما مر، ولا مشاحة في ذلك.‏

‏[الإدغام الكبير و الإدغام الصغير]‏

وينقسم الإدغام إلى كبير وصغير
فالكبير هو: ما كان أول الحرفين فيه محركا ثم يسكن للإدغام فهو أبدا زيد عملا، ولذا سمي كبيرا، وقيل لكثرة وقوعه، وقيل لما فيه من ‏الصعوبة، وقيل لشموله المثلين المتقاربين والمتجانسين، ‏
والصغير هو: ما كان أولهما فيه ساكنا، وينقسم إلى واجب وجائز وممتنع

‏[أسباب وشروط وموانع الإدغام]‏

وللإدغام بنوعيه أسباب وشروط وموانع

[color=3399FF]فأسبابه[/color] ثلاثة وهي: التماثل والتجانس والتقارب
فالتماثل هو: أن يتفق الحرفان مخرجا وصفة، أو يقال هو أن يتحد الحرفان في الاسم والرسم، كالباء في الباء، فإن اسمهما واحد وذاتهما ‏في الرسم واحدة.‏
والتجانس هو: أن يتفق الحرفان مخرجا ويختلفا صفة أو يختلفا مخرجا ويتفقا صفة، كالدال في التاء، والتاء في الطاء، وكالدال في الجيم.‏
والتقارب هو: أن يتقاربا مخرجا أو صفة أو مخرجا وصفة معا، كالدال مع السين والشين، وكاللام مع الراء.‏

[color=3366FF]وشروطه[/color] في الكبير: أن يلاقي المدغم المدغم فيه خطا ولفظا أو خطا لا لفظا، ليدخل نحو: إنه هو، ويخرج نحو: أنا النذير، وأن يكون ‏المدغم فيه أكثر من حرف إن كانا بكلمة واحدة، ليدخل نحو خلقكم، ويخرج نحو خلقك،‏
وفي الصغير في المثلين: تقدم الساكن، وألا يكون الساكن حرف مد. وألا يكون هاء سكت، إلا أن هذا الشرط اختلفوا فيه فمنهم من ‏اعتبره ومنهم من لم يعتبره
وفي المتجانسين والمتقاربين: تقدم الساكن وألا يكون أولى الحرفين حرف حلق، نحو: فسبحه، وأبلغه، وفاصفح عنهم، ولا تزغ قلوبنا.‏

[color=3399FF]وموانعه [/color]في الكبيرنوعان: متفق عليها ومختلف فيها.‏

فالمتفق عليها أربعة:‏
‎1‎‏- تنوين الأول نحو واسع عليم، وشديد تحسبهم.‏
‎2‎‏- تشديده نحو: تم ميقات، والحق كمن
‎3‎‏- كونه تاء ضمير غير مكسورة، نحو: كنت ترابا، خلقت طينا
‎4‎‏- الإخفاء قبله نحو: فلا يحزنك كفره.‏

واختص بعض المتقاربين بخفة الفتحة، أو بسكون ما قبله، أو بهما معا، أو بفقد المجاور، أو عدم التكرر.‏

والمختلف فيها خمسة:‏
‎1‎‏- حذف الحرف الفاصل بالجزم أو ما ينوب عنه نحو: ومن يبتغ غير، ويخل لكم، ولتأت طائفة، وآت ذا القربى. والمشهور الاعتداد ‏بهذا المانع في المتقاربين وإجراء الوجهين في غيره، على أنه اتفقت الطرق الصحيحة كلها على إظهار: ولم يؤت سعة، للجزم ‏وخفة الفتحة.‏
‎2‎‏- توالي الاعتلال في: آل لوط، واللائي يئسن
‎3‎‏- صيرورة المدغم حرف مد بإسكانه، نحو: جاوزه هو والذين
‎4‎‏- كسر تاء الضمير في: جئت شيئا فريا
‎5‎‏- خفة الفتحة مع عدم التكرار في: الزكاة ثم، والتوراة ثم.‏

فإذا وجد السبب والشرط، وارتفع المانع جاز الإدغام أو وجب، حسب الرواية.‏

‏[3- الإقلاب]‏

وأما الإقلاب، ويقال له القلب، فمعناه لغة: التحويل
وعرفا: جعل الحرف حرفا آخر، أو يقال جعل حرف مكان آخر، وقد اشتهر أنه الحكم المعرف من أحكام النون الساكنة والتنوين ‏الأربعة، وهو إبدالهما عند ملاقتهما الباء ميما خالصة تعويضا صحيحا لا يبقى للنون والتنوين أثرا. ‏
وقد يطلق على بعض أحكام تسهيل الهمز كما سيأتي.‏

‏[4- الإخفاء]‏

وأما الإخفاء فمعناه لغة: الكتم والستر
واصطلاحا: النطق بحرف ساكن عار أي خال، عن التشديد على حالة بين الإظهار والإدغام، مع بقاء الغنة في الحرف الأول وهو النون ‏الساكنة أو التنوين أو الميم الساكنة، ‏
أو يقال هو: النطق بالحرف بحالة بين الإظهار والإدغام.‏
قال ابن الجزري: وحقيقته أن يبطل عند النطق به الجزء نصف المكمل فلا يسمع إلا صوت مركب على الخيشوم. اهـ
واعلم أنه إذا ثقل الإظهار وبعد الإدغام، عدل إلى الإخفاء، وهو يشاركه في إسكان المتحرك دون القلب.‏
وقال صاحب المصباح والأهوازي: فيه تشديد يسير.‏
والتحقيق الأول لعدم الامتزاج. ولهذا يقال أدغم هذا في هذا، وأخفى عنده. اهـ
وقد يستعمل الإخفاء أيضا بمعنى إخفاء الحركة وهو: نقصان تمطيطها وهو الاختلاس الآتي بيانه إن شاء الله تعالى

‏5- الصلة.‏


يتبع ..‏
 
عودة
أعلى