بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين الحمدلله
إخواني الأفاضل بين يديكم كتاب:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
تأليف
العلامة الشيخ علي محمد الضباع إمام عصره ودرة مصره
أتمه عام 1357 هـ الموافق 1938 م
ويظهر أنه كان قبل توليه مشيخة القراء
فقد عني بقراءته وأذن بتدريسه
الأستاذ الجليل صاحب الفضيلة الشيخ محمد علي خلف الحسيني
شيخ القراء والمقارئ بالديار المصرية
ولمعرفة أهمية وقوة ووضوح الكتاب انظر فهرس المحتويات
فالشيخ الضباع بدأ ببعض المقدمات الأساسية، ثم شرح أساسيات ومصطلحات علم القراءات وتعاريفه التي يقوم عليها، ثم فيما يقرب من نصف الكتاب ذكر أصول كل قارئ على حدة مستفيدا مما أصّله قبل ذلك، وابتدأ بحفص، ثم أتبعه برواة القراء العشرة مكتفيا بذكر ما اختلفوا فيه مع حفص رضي الله عنهم.
ولا يخفى ما لهذا المنهج من سهولة لمن أتقن رواية حفص رحمه الله تعالى.
وأؤكد لكم أن هذا الكتاب هو عمدة معظم إن لم يكن كل من جاء بعد الضباع وقد قرأت لبعض المعاصرين ممن أفردوا القراءات أو كتبوا فيها فرأيتهم يعولون على هذا الكتاب بشكل لا يخفى على من تأمل أعمالهم ثم نظر في كتاب الضباع هذا.
وأترككم مع هذا الكتاب الرائع، وسأنقل منه ما تيسر، ومن سيتابع ما ينزل متتاليا سيجد نفسه مع الوقت مطلعا ومحيطا بالقراءات العشر الصغرى بشكل مرضي، لا ينقصه بعدها إلا التطبيق على يد شيخ مجاز بها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ولا أنسى تذكيركم أن باب المشاركة مفتوح لمن عنده الكتاب ويريد أن يصف بابا أو أكثر ويساعد في إكمال الكتاب ليكسب الأجر العظيم من عند الله والأعمال بالنيات، فاللهم أخلص لنا ثواب من نفعل، ووفقنا لما تحب وترضى آمين.
===============
محتويات الكتاب
خطبة الكتاب
أولا : المقدمة
ثانيا: المقصد في بيان أصول القراءات
الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء
الصلة،
المد والتوسط والقصر
الإشباع
التحقيق و التسهيل والإبدال والإسقاط والنقل
التخفيف
الفتح والإمالة والتقليل
الترقيق والتفخيم والتغليظ
الاختلاس والإخفاء
التتميم
التشديد
التثقيل
الإرسال
الوقف والسكت والقطع
الإسكان
الروم
الإشمام
الحذف
الإبدال
ياءات الإضافة
ياءات الزوائد
ثالثا : الخاتمة في بيان مذهب القراء في الأصول.
أصول قراءة عاصم برواية حفص
ثم كل من جاء بعد ذلك فإنما ذكر مواضع الخلاف مع حفص فقط
أصول قراءة عاصم برواية شعبة
أصول قراءة حمزة براوييه
أصول قراءة الكسائي براوييه
أصول قراءة خلف العاشر براوييه
أصول قراءة أبي عمرو براوييه
أصول قراءة يعقوب براوييه
أصول قراءة أبي جعفر براوييه
أصول قراءة نافع برواية ورش
أصول قراءة نافع برواية قالون
أصول قراءة ابن كثير براوييه
أصول قراءة ابن عامر براوييه
=====================
نص الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه وجعلهم أهله وخاصته، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الذين نالوا مودته.
أما بعد، فلما كان من أشرف العلوم وأعلاها، وأحسن الفهوم وأسناها، علم قراءات القرآن. إذ به يحفظ القرآن من التحريف والتغيير ويصان. ولذلك اعتنى به السلف والخلف وشغفوا به أيما شغف. فألفوا فيه التآليف العديدة. وأتوا فيه بالمسائل المحررة المفيدة. ولما كان من أهم ما يلزم لطالبيه كما قرره الأئمة الثقات، معرفة الأصول الدائرة على اختلاف القراءات عن لي أن أجمع في ذلك من رياض القراء الأفاضل ثمرات يانعة. فاستخرت الله تعالى وجمعت هذه النبذة اللطيفة التي هي إن شاء الله تعالى مباركة نافعة. وسميتها:
(الإضاءة في بيان أصول القراءة)
ورتبتها على مقدمة، ومقصد، وخاتمة.
فالمقدمة: في فوائد مهمة يحتاج القارئ إلى معرفتها
والمقصد: في بيان أصول القراءة المطلوب العلم بها
والخاتمة في أصول كل قراءة على حدتها،
حسب ما تضمنته الشاطبية والقصيدة الجزرية المعروفة بالدرة المضية.
وأسأل الله من فضله العظيم أن ينفع بها النفع العميم، كل من تلقاها بقلب سليم. وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وسببا للفوز بجنات النعيم، إنه جواد كريم رءوف رحيم.
المقدمة
ينبغي لكل شارع في فن أن يعرف مبادئه العشرة ليكون على بصيرة فيه، ومن حيث إن موضوع هذه النبذة من مباحث علم القراءات فلنتكلم على مبادئه العشرة. فنقول:
حد هذا الفن: أنه علم تعرف به كيفية أداء الكلمات القرآنية واختلافها معزوا لناقله. أو يقال علم يعرف منه اتفاق الناقلين لكتاب الله تعالى واختلافهم في أحوال النطق به من حيث السماع،
وموضوعه: الكلمات القرآنية من حيث أحوالها الأدائية التي يبحث عنها كالمد والقصر والإظهار والإدغام ونحو ذلك.
وثمرته: العصمة من الخطأ في القرآن ومعرفة ما يقرأ به كل واحد من الأئمة القراء، وتمييز ما يقرأ به وما لا يقرأ به إلى غير ذلك من الفوائد.
وفضله: أنه من أشرف العلوم الشرعية لتعلقه بكلام رب العالمين،
ونسبته لغيره من العلوم: التباين،
وواضعه: أئمة القراءة وقيل أبو عمر حفص بن عمر الدوري، وأول من دون فيه أبو عبيد القاسم بن سلام
واسمه: علم القراءات جمع قراءة بمعنى وجه مقروء به،
واستمداده من النقول الصحيحة المتواترة عن أئمة القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وحكم الشارع فيه: الوجوب الكفائي تعلما وتعليما، (قال في الهامش: والقيام به بفضل القيام بالفروض العينية إذ تركه يوجب إثم الجميع)
ومسائله: قواعده كقولنا كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة سهل ثانيتهما الحجازيون.
المقرئ والقارئ
المقرئ: بضم الميم وكسر الراء: من علم القراءة أداء ورواها مشافهة وأجيز له أن يعلم غيره.
والقارئ: هو الذي جمع القرآن حفظا عن ظهر قلب، وهو مبتدئ ومتوسط ومنته. فالمبتدئ من أفرد إلى ثلاث روايات، والمتوسط إلى أربع أو خمس، والمنتهي من عرف من القراءات أكثرها وأشهرها.
فائدة : حفظ القرآن فرض كفاية على الأمة لئلا ينقطع عدد التواتر فيتطرق إليه التبديل والتغيير. وكذا تعليمه أيضا فرض كفاية، وكذا تعلم القراءات وتعليمها كما مر.
فائدة: يجوز عند مالك أخذا الأجرة على تعليم القرآن للمؤمن ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحق ما أخذتم عليه أجرا كلام الله) ولئلا يضيع كتاب الله ولأن عمل أهل المدينة استقر عليه، وقال أبو حنيفة وأصحابه بالمنع، وأجازه الشافعي وأحمد إذا شارطه واستأجره. اهـ
فائدة: اعلم أن الخلاف عند القراء علىقسمين خلاف واجب وخلاف جائز.
فالخلاف الواجب هو خلاف القراءات والروايات والطرق، والفرق بين الثلاثة أن كل خلاف ينسب للإمام فهو قراءة وما ينسب للآخذين عنه ولو بواسطة فهو رواية، وما نسب لمن أخذ عن الرواة وإن سفل فهو طريق.
فلو أخل بشيء منها كان نقصا في الرواية
والخلاف الجائز: هو خلاف الأوجه المخير فيها القارئ كأوجه الاستعاذة وأوجه البسملة بين السورتين والوقف بالسكون والروم والإشمام وبالطويل والتوسط والقصر في نحو متاب والعالمين ونستعين، فبأي وجه أتى القارئ أجزأ ولا يكون ذلك نقصا في الرواية
اهـ
======================
يتبع إن شاء الله،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين الحمدلله
إخواني الأفاضل بين يديكم كتاب:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
تأليف
العلامة الشيخ علي محمد الضباع إمام عصره ودرة مصره
أتمه عام 1357 هـ الموافق 1938 م
ويظهر أنه كان قبل توليه مشيخة القراء
فقد عني بقراءته وأذن بتدريسه
الأستاذ الجليل صاحب الفضيلة الشيخ محمد علي خلف الحسيني
شيخ القراء والمقارئ بالديار المصرية
ولمعرفة أهمية وقوة ووضوح الكتاب انظر فهرس المحتويات
فالشيخ الضباع بدأ ببعض المقدمات الأساسية، ثم شرح أساسيات ومصطلحات علم القراءات وتعاريفه التي يقوم عليها، ثم فيما يقرب من نصف الكتاب ذكر أصول كل قارئ على حدة مستفيدا مما أصّله قبل ذلك، وابتدأ بحفص، ثم أتبعه برواة القراء العشرة مكتفيا بذكر ما اختلفوا فيه مع حفص رضي الله عنهم.
ولا يخفى ما لهذا المنهج من سهولة لمن أتقن رواية حفص رحمه الله تعالى.
وأؤكد لكم أن هذا الكتاب هو عمدة معظم إن لم يكن كل من جاء بعد الضباع وقد قرأت لبعض المعاصرين ممن أفردوا القراءات أو كتبوا فيها فرأيتهم يعولون على هذا الكتاب بشكل لا يخفى على من تأمل أعمالهم ثم نظر في كتاب الضباع هذا.
وأترككم مع هذا الكتاب الرائع، وسأنقل منه ما تيسر، ومن سيتابع ما ينزل متتاليا سيجد نفسه مع الوقت مطلعا ومحيطا بالقراءات العشر الصغرى بشكل مرضي، لا ينقصه بعدها إلا التطبيق على يد شيخ مجاز بها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ولا أنسى تذكيركم أن باب المشاركة مفتوح لمن عنده الكتاب ويريد أن يصف بابا أو أكثر ويساعد في إكمال الكتاب ليكسب الأجر العظيم من عند الله والأعمال بالنيات، فاللهم أخلص لنا ثواب من نفعل، ووفقنا لما تحب وترضى آمين.
===============
محتويات الكتاب
خطبة الكتاب
أولا : المقدمة
ثانيا: المقصد في بيان أصول القراءات
الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء
الصلة،
المد والتوسط والقصر
الإشباع
التحقيق و التسهيل والإبدال والإسقاط والنقل
التخفيف
الفتح والإمالة والتقليل
الترقيق والتفخيم والتغليظ
الاختلاس والإخفاء
التتميم
التشديد
التثقيل
الإرسال
الوقف والسكت والقطع
الإسكان
الروم
الإشمام
الحذف
الإبدال
ياءات الإضافة
ياءات الزوائد
ثالثا : الخاتمة في بيان مذهب القراء في الأصول.
أصول قراءة عاصم برواية حفص
ثم كل من جاء بعد ذلك فإنما ذكر مواضع الخلاف مع حفص فقط
أصول قراءة عاصم برواية شعبة
أصول قراءة حمزة براوييه
أصول قراءة الكسائي براوييه
أصول قراءة خلف العاشر براوييه
أصول قراءة أبي عمرو براوييه
أصول قراءة يعقوب براوييه
أصول قراءة أبي جعفر براوييه
أصول قراءة نافع برواية ورش
أصول قراءة نافع برواية قالون
أصول قراءة ابن كثير براوييه
أصول قراءة ابن عامر براوييه
=====================
نص الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه وجعلهم أهله وخاصته، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الذين نالوا مودته.
أما بعد، فلما كان من أشرف العلوم وأعلاها، وأحسن الفهوم وأسناها، علم قراءات القرآن. إذ به يحفظ القرآن من التحريف والتغيير ويصان. ولذلك اعتنى به السلف والخلف وشغفوا به أيما شغف. فألفوا فيه التآليف العديدة. وأتوا فيه بالمسائل المحررة المفيدة. ولما كان من أهم ما يلزم لطالبيه كما قرره الأئمة الثقات، معرفة الأصول الدائرة على اختلاف القراءات عن لي أن أجمع في ذلك من رياض القراء الأفاضل ثمرات يانعة. فاستخرت الله تعالى وجمعت هذه النبذة اللطيفة التي هي إن شاء الله تعالى مباركة نافعة. وسميتها:
(الإضاءة في بيان أصول القراءة)
ورتبتها على مقدمة، ومقصد، وخاتمة.
فالمقدمة: في فوائد مهمة يحتاج القارئ إلى معرفتها
والمقصد: في بيان أصول القراءة المطلوب العلم بها
والخاتمة في أصول كل قراءة على حدتها،
حسب ما تضمنته الشاطبية والقصيدة الجزرية المعروفة بالدرة المضية.
وأسأل الله من فضله العظيم أن ينفع بها النفع العميم، كل من تلقاها بقلب سليم. وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وسببا للفوز بجنات النعيم، إنه جواد كريم رءوف رحيم.
المقدمة
ينبغي لكل شارع في فن أن يعرف مبادئه العشرة ليكون على بصيرة فيه، ومن حيث إن موضوع هذه النبذة من مباحث علم القراءات فلنتكلم على مبادئه العشرة. فنقول:
حد هذا الفن: أنه علم تعرف به كيفية أداء الكلمات القرآنية واختلافها معزوا لناقله. أو يقال علم يعرف منه اتفاق الناقلين لكتاب الله تعالى واختلافهم في أحوال النطق به من حيث السماع،
وموضوعه: الكلمات القرآنية من حيث أحوالها الأدائية التي يبحث عنها كالمد والقصر والإظهار والإدغام ونحو ذلك.
وثمرته: العصمة من الخطأ في القرآن ومعرفة ما يقرأ به كل واحد من الأئمة القراء، وتمييز ما يقرأ به وما لا يقرأ به إلى غير ذلك من الفوائد.
وفضله: أنه من أشرف العلوم الشرعية لتعلقه بكلام رب العالمين،
ونسبته لغيره من العلوم: التباين،
وواضعه: أئمة القراءة وقيل أبو عمر حفص بن عمر الدوري، وأول من دون فيه أبو عبيد القاسم بن سلام
واسمه: علم القراءات جمع قراءة بمعنى وجه مقروء به،
واستمداده من النقول الصحيحة المتواترة عن أئمة القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وحكم الشارع فيه: الوجوب الكفائي تعلما وتعليما، (قال في الهامش: والقيام به بفضل القيام بالفروض العينية إذ تركه يوجب إثم الجميع)
ومسائله: قواعده كقولنا كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة سهل ثانيتهما الحجازيون.
المقرئ والقارئ
المقرئ: بضم الميم وكسر الراء: من علم القراءة أداء ورواها مشافهة وأجيز له أن يعلم غيره.
والقارئ: هو الذي جمع القرآن حفظا عن ظهر قلب، وهو مبتدئ ومتوسط ومنته. فالمبتدئ من أفرد إلى ثلاث روايات، والمتوسط إلى أربع أو خمس، والمنتهي من عرف من القراءات أكثرها وأشهرها.
فائدة : حفظ القرآن فرض كفاية على الأمة لئلا ينقطع عدد التواتر فيتطرق إليه التبديل والتغيير. وكذا تعليمه أيضا فرض كفاية، وكذا تعلم القراءات وتعليمها كما مر.
فائدة: يجوز عند مالك أخذا الأجرة على تعليم القرآن للمؤمن ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحق ما أخذتم عليه أجرا كلام الله) ولئلا يضيع كتاب الله ولأن عمل أهل المدينة استقر عليه، وقال أبو حنيفة وأصحابه بالمنع، وأجازه الشافعي وأحمد إذا شارطه واستأجره. اهـ
فائدة: اعلم أن الخلاف عند القراء علىقسمين خلاف واجب وخلاف جائز.
فالخلاف الواجب هو خلاف القراءات والروايات والطرق، والفرق بين الثلاثة أن كل خلاف ينسب للإمام فهو قراءة وما ينسب للآخذين عنه ولو بواسطة فهو رواية، وما نسب لمن أخذ عن الرواة وإن سفل فهو طريق.
فلو أخل بشيء منها كان نقصا في الرواية
والخلاف الجائز: هو خلاف الأوجه المخير فيها القارئ كأوجه الاستعاذة وأوجه البسملة بين السورتين والوقف بالسكون والروم والإشمام وبالطويل والتوسط والقصر في نحو متاب والعالمين ونستعين، فبأي وجه أتى القارئ أجزأ ولا يكون ذلك نقصا في الرواية
اهـ
======================
يتبع إن شاء الله،