ناصر عبد الغفور
Member
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تقسيم الدين من بدع شيخ الإسلام؟
استوقفني تعليق على مشاركة أحد الأعضاء في ملتقانا الكريم يقول فيه صاحبه:
" أتمنى تعرج أيضا على بدعة ابن تيمية المستقاة من الحضارة الهندوسية عبر المذاهب الصوفية والفلسفة الارسطية وهي مراتب الدين وتقسيم الناس لثلاث طبقات واحدة فوق الأخرى ، وأعلاها مرتبة الإحسان التي لا يصلها إلا الأولياء الصالحين"اهـــــــــــــــ.
لا أدري حينما خط صاحب التعليق هذه الكلمات بأنامله هل فكر مليا قبل أن يخط أم هي مجرد شهوة الكتابة غلبته أم فكر يتبناه فوجد الفرصة لطرحه.
ولماذا بالذات اختار شيخ الإسلام عليه رحمة المنان دون غيره؟ كما هو حال كثير من المغرضين الذين لا يجدون أمامهم إلا شيخ الإسلام ابن تيمية للطعن وتمرير أفكارهم الضالة والتلبيس على الناس.
وما علاقة الحضارة الهندوسية ومذاهب الصوفية والفلسفة الأرسطية بالموضوع؟
وهل فعلا صاحب التعليق مؤمن حق الإيمان بأن لفظ (بدعة) مناسب؟ أم كما أسلفت هي مجرد شهوة جامحة لم يستطع السيطرة عليها أو فكر خاطئ يتبناه من قبل؟
اعلم يا صاحب التعليق أن هذا التقسيم الذي ذكرته وهو تقسيم الدين إلى ثلاث مراتب وبالتالي تقسيم الناس إلى ثلاثة أقسام، ليس من بدع شيخ الإسلام كما زعمت وليس وليدا لحضارة هندوسية ولا فلسفة أرسطية، بل هو أمر جلل ودرس عظيم تعلمته الأمة عن طريق حوار بين رسولين كريمين رسول ملكي ورسول إنسي، بين جبريل عليه السلام أفضل الملائكة على الإطلاق ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل بل سيد الخلق.
عن عمر رضي الله عنه قال: ( بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه.
فقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام، قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا. قال: صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه!
فقال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت.
قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
قال: فأخبرني عن الساعة، قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل.
قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان.
ثم انطلق فلبثت مليًّا، ثم قال: يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) -رواه مسلم-.
هذا الحديث المشهور الذي سماه العلماء (أم السنة) لم يكن من اختراعات شيخ الإسلام ولم يكن من آثار الحضارات أو الفلسفات القديمة، بل كما ترى بأم عينك هو من السنة الثابتة التي رواها إمام عظيم من أئمة الحديث في كتاب من أصح كتب السنة ألا وهو الإمام مسلم ابن الحجاج رحمه الله تعالى.
وكما تعلم إن كنت تعلم أن السنة وحي، كما قال تعالى: { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى }، فهي والقرآن الكريم وحيان من مشكاة واحدة.
إذا فتقسيم الدين إلى ثلاث مراتب (الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان) وحي لا ينكره إلا ضال أو مضل.
ومن زعم أنه تقسيم مبتدع فقد أعظم الفرية.
لا أظنك يا صاحب التعليق جاهلا بهذا الحديث وهو من أحاديث الأربعين النووية التي يحفظها صغار الطلبة، فكيف تجعل التقسيم بدعة وتنسبها لشيخ الإسلام الذي لم يظهر إلا في أواخر القرن السابع من الهجرة ( ف 728 ه)، مع أن هذا التقسيم أخبر به الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم جوابا على جبريل الأمين المرسل إليه من رب العالمين؟
فالدين شئت أم أبيت ليس مرتبة واحدة بل ثلاث مراتب:
أولها الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان وهو أعلى المراتب.
وسأكتفي بدليل واحد من كتاب ربنا جل في علاه وتعالى في سماه:" قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)" – الحجرات-.
ولعل للموضوع بقية إن جعل الله تعالى في العمر بقية.
هل تقسيم الدين من بدع شيخ الإسلام؟
استوقفني تعليق على مشاركة أحد الأعضاء في ملتقانا الكريم يقول فيه صاحبه:
" أتمنى تعرج أيضا على بدعة ابن تيمية المستقاة من الحضارة الهندوسية عبر المذاهب الصوفية والفلسفة الارسطية وهي مراتب الدين وتقسيم الناس لثلاث طبقات واحدة فوق الأخرى ، وأعلاها مرتبة الإحسان التي لا يصلها إلا الأولياء الصالحين"اهـــــــــــــــ.
لا أدري حينما خط صاحب التعليق هذه الكلمات بأنامله هل فكر مليا قبل أن يخط أم هي مجرد شهوة الكتابة غلبته أم فكر يتبناه فوجد الفرصة لطرحه.
ولماذا بالذات اختار شيخ الإسلام عليه رحمة المنان دون غيره؟ كما هو حال كثير من المغرضين الذين لا يجدون أمامهم إلا شيخ الإسلام ابن تيمية للطعن وتمرير أفكارهم الضالة والتلبيس على الناس.
وما علاقة الحضارة الهندوسية ومذاهب الصوفية والفلسفة الأرسطية بالموضوع؟
وهل فعلا صاحب التعليق مؤمن حق الإيمان بأن لفظ (بدعة) مناسب؟ أم كما أسلفت هي مجرد شهوة جامحة لم يستطع السيطرة عليها أو فكر خاطئ يتبناه من قبل؟
اعلم يا صاحب التعليق أن هذا التقسيم الذي ذكرته وهو تقسيم الدين إلى ثلاث مراتب وبالتالي تقسيم الناس إلى ثلاثة أقسام، ليس من بدع شيخ الإسلام كما زعمت وليس وليدا لحضارة هندوسية ولا فلسفة أرسطية، بل هو أمر جلل ودرس عظيم تعلمته الأمة عن طريق حوار بين رسولين كريمين رسول ملكي ورسول إنسي، بين جبريل عليه السلام أفضل الملائكة على الإطلاق ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل بل سيد الخلق.
عن عمر رضي الله عنه قال: ( بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه.
فقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام، قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا. قال: صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه!
فقال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت.
قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
قال: فأخبرني عن الساعة، قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل.
قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان.
ثم انطلق فلبثت مليًّا، ثم قال: يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) -رواه مسلم-.
هذا الحديث المشهور الذي سماه العلماء (أم السنة) لم يكن من اختراعات شيخ الإسلام ولم يكن من آثار الحضارات أو الفلسفات القديمة، بل كما ترى بأم عينك هو من السنة الثابتة التي رواها إمام عظيم من أئمة الحديث في كتاب من أصح كتب السنة ألا وهو الإمام مسلم ابن الحجاج رحمه الله تعالى.
وكما تعلم إن كنت تعلم أن السنة وحي، كما قال تعالى: { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى }، فهي والقرآن الكريم وحيان من مشكاة واحدة.
إذا فتقسيم الدين إلى ثلاث مراتب (الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان) وحي لا ينكره إلا ضال أو مضل.
ومن زعم أنه تقسيم مبتدع فقد أعظم الفرية.
لا أظنك يا صاحب التعليق جاهلا بهذا الحديث وهو من أحاديث الأربعين النووية التي يحفظها صغار الطلبة، فكيف تجعل التقسيم بدعة وتنسبها لشيخ الإسلام الذي لم يظهر إلا في أواخر القرن السابع من الهجرة ( ف 728 ه)، مع أن هذا التقسيم أخبر به الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم جوابا على جبريل الأمين المرسل إليه من رب العالمين؟
فالدين شئت أم أبيت ليس مرتبة واحدة بل ثلاث مراتب:
أولها الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان وهو أعلى المراتب.
وسأكتفي بدليل واحد من كتاب ربنا جل في علاه وتعالى في سماه:" قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)" – الحجرات-.
ولعل للموضوع بقية إن جعل الله تعالى في العمر بقية.