هل القراءات متواترة فعلاً ؟

إنضم
30 يناير 2009
المشاركات
39
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا أرجو من الأحبة أن يتكرموا علينا بسعة الصدر، وجمال الحلم، والقصد إلى إفادتنا ما جهلنا بارك الله لهم في علمهم.. والقضية كما يلي:
لدي إشكال أود عرضه على أهل القرآن، وعلماء القراءات منهم خاصة، وهو: أنني طالما سمعت من بعض علماء القراءات القرآنية عندنا بالمغرب، وفي بعض أقطار المشرق، كما قرأت في بعض كتبهم أن القراءات القرآنية متواترة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فسؤالي: هل هي متواترة بإطلاق أم أنها متواترة فقط إلى صاحب "طريقها" باصطلاحهم، أو إلى "راويها" باصطلاحهم دائما أو إلى "قارئها" الأعلى؟ كنافع، وعاصم، وأبي عمرو، وابن كثير وغيرهم؟ ثم هل التواتر ثابت فيما بين القارئ والنبي عليه الصلاة والسلام أم لا؟ وإذا كان التواتر ثابتا في كل ذلك؛ فلماذا تنسب القراءة إلى واحد فقط؟ فيقال قراءة فلان، ورواية فلان من طريق فلان؟ فهل هذا تواتر أم آحاد؟
أليس نص القرآن هو وحده المتواتر فقط دون تفاصيل القراءات؟
ثم هل يمكن تصور التواتر في المدود والإمالات والتفخيم والترقيق والإشمام؟
هل ثمة حديث صحيح - ولا أقول متواتر - يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ أعني أنه رقق هذا الحرف أو أمال تلك الصيغة؟
ثم لماذا نجد في كتب القراءات عبارات مثل قولهم مثلاً: (واختار فلان النصب، واختار الآخرون الرفع)؟ فهل القراءة مجرد اختيار واجتهاد؟ ولماذا نجد الإمام الطبري رحمه الله - وهو من هو في التفسير والقراءات - يُخَطِّئُ أحيانا من القراءات ما يزعم آخرون أنه من المتواتر؟ ويقول: (والصواب من ذلك عندي كذا وكذا، دونكذا وكذا) وكل ذلك من القراءات المسماة متواترة؟ وهذا كما يعلم الإخوة في تفسيره كثير جداً!
فمن ذلك مثلا قوله رحمه الله: (قال أبو جعفر: وأولى التأويلين بالآية، وأصحُّ القراءتين في التلاوة عندي: التأويلُ الأول، وهي قراءةُ من قرأ "مَلِكِ" بمعنى "المُلك".) ثم قال بعده بقليل: (إن أولى القراءتين بالصواب، وأحق التأويلين بالكتاب، قراءة من قرأه: (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، بمعنى إخلاص الْمُلْكِ له يوم الدين، دون قراءة من قرأ: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) الذي بمعنى أنه يَمْلِكُ الْحُكْمَ بينهم وفصلَ القضاء، مُتَفَرِّدًا به دون سائر خلقه.) فكيف يكون ذلك إذا كانت القراءتان متواترتين عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهذا كما تعلمون في تفسيره كثيرا جداً. بل عنده نصوص يخطئ فيها بعض القراءات التي تصنف ضمن المتواتر صراحة! كما هو ظاهر من كلامه الآنف الذكر، وكذا في قوله في تفسير سورة البقرة: (وأولى التأويلات بقوله:" ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ"، قول من قال: معناه: ادخلوا في الإسلام كافة. وأمَّا الذي هو أولى القراءتين بالصواب في قراءة ذلك، فقراءة من قرأ بكسر "السين"؛ لأن ذلك إذا قرئ كذلك - وإن كان قد يحتمل معنى الصلح - فإن معنى الإسلام ودوام الأمر الصالح عند العرب، أغلبُ عليه من الصلح والمسالمة (...) وقد كان أبو عمرو بن العلاء يقرأ سائرَ ما في القرآن من ذكر"السلم" بالفتح سوى هذه التي في سورة البقرة، فإنه كان يخصُّها بكسر سينها توجيهًا منه لمعناها إلى الإسلام دون ما سواها.) وقال في قوله تعالى: (أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )(البقرة: 259) (وأولى القراءتين بالصواب في ذلك قراءة من قرأ: "اِعْلَمْ" بوصل "الألف" وجزم "الميم"؛ على وجه الأمر من الله - تعالى ذكره - للذي قد أحياه بعد مماته (...) وإنما اخترنا قراءة ذلك كذلك وحكمنا له بالصواب دون غيره؛ لأن ما قبله من الكلام أمرٌ من الله تعالى ذكره!)
وهذه نصوص منه رحمه الله – ومثلها كثير عنده - على أن القراء إنما كانوا يجتهدون في اختيار المناسب للرسم العثماني من الصيغ العربية.
فهل معنى هذا أن القرأة كانوا يجتهدون في قراءة الرسم العثماني الذي لم يكن منقوطا ولا مشكولاً، فيقرأ كل بما أداه إليه اجتهاده الموافق للعربية ولو من وجه، كما يعبرون، والموافق للرسم ولو احتمالا بتعبيرهم دائما؟ وهذا ما يجعلنا نتساءل عن اتصال السند بالقراءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم: هل هو تفصيلي أم كلي؟ بمعنى: هل ذلك حاصل بدقائقها الإعرابية والصوتية؟ أم أنه حاصل بمجرد نص القرآن على الإجمال؟ فإن كان كليا فلا إشكال. وإن كان تفصيليا فما توجيه الإشكالات السابقة؟ وما وجه التصويب والتخطيء عند الطبري؟
ثم هذه الأسانيد المذكورة إنما ظاهرها أنها من الآحاد الصحيح، فبأي وجه عدوها من المتواتر؟
إخوتي الأحبة إن قصدي من هذه الأسئلة الحصول على جواب يطمئن له القلب: (قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ؟ قالَ بلَى ولَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي!) خاصة ونحن في المغرب نواجه فتنة بعض العلمانيين الذين يشككون في ثبوت صحة نقل بعض سور القرآن جملةً وتفصيلاً! أو يشككون في بعض آياتها زيادة ونقصا! كما تذهب إليه الروافض، بل أكثر من ذلك بكثير! أما بالنسبة للقراءات فإنما أطلب إثبات ما أثبته العلم، فما كان منها بالتواتر فهو بالتواتر. وما كان منها بالآحاد الصحيح فهو كذلك. وأما القراءة الشاذة فهي خارج الإشكال أصلا. والقطع الحاسم في كل ذلك هو الدليل!
أفيدونا رحمكم الله! وأكرمونا بسعة صدركم وسع الله لكم!
أخوكم عبد الله المدني المغربي عفا الله عنه.
 
أما الإمالة فليست لغة قريش لكن تواترها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كفيل بإثبات إقراره لها على أقل تقدير،

ومن الخطأ فتح باب طلب دليل من السنة على صحة قراءة ألفاظ القرآن فأسانيد القرآن أعلى وأقوى وهي متخصصة في هذا الشأن.

فنافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف العاشر وغيرهم من القراء والرواة بما صح عنهم من مئات الأسانيد والطرق كفيل بإثبات تواتر الإمالة بما يغني عن طلب ذلك من كتب لم توضع لمثل هذا الفن. بل قال بعضهم أن كتابة بعض الكلمات بالألف المقصورة دليل على التواتر.

هذا ولا تخلو السنة من إشارة إلى ذلك.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه ومن ولاه
وبعد فإليك تخريج أحد آثار بل أحاديث صحت في الإمالة

فعن زر بن حبيش قال قرأ رجل على عبد الله أي ابن مسعود طه مفتوحة فأخذها عليه عبد الله طه مكسورة (أي ممالة)
فقال له الرجل إنما يعني ضع رجلك مفتوحة
فقال عبد الله هكذا قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا أنزلها جبريل عليه السلام
وفي رواية قال عبد الله والله لهكذا علمنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم

قلت هذا الحديث له ثلاثة طرق عن عاصم وهو يرويه عن زر عن سيدنا ابن مسعود

الطريق الأولى تجدها في معاني القرآن للفراء عند أول سورة طه يرويها عن قيس بن الربيع عن عاصم
وقيس صدوق فالإسناد حسن

الطريق الثانية رواها الحاكم قال أخبرني أبو بكر بن أبي دارم بالكوفة حدثنا عبيد بن غنام بن حفص بن غياث حدثنا عبيد بن يعيش حدثنا محمد بن فضيل عن عاصم
وصححها الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 268 ووافقه الذهبي على ذلك

الطريق الثالثة رواها إسحاق بن الحجاج عن عبد الرحمن بن أبي حماد عن محمد بن عبيد الله العزرمي عن عاصم
وهي طريق ضعيفة بسبب العزرمي الذي ذهبت كتبه فحدث من حفظه مختلطا

والعجب من ابن أبي حاتم في علل الحديث ج 2 ص 62 أنه نقل تضعيف الحديث عن أبيه بل بالغ في قوله أنه لا أصل له بسبب هذا الإسناد ولم يشر للطريق الثانية بتاتا

والأعجب منه تضعيف المعصراوي ص 93 في كتابه القراءات الواردة في السنة لطريق الحاكم الذي صححه اثنان من أئمة هذا الشأن بسبب عدم وقوفه على ترجمة عبيد بن غنام
علما بأنه أستاذ الحديث قبل أن يتوسع في القراءات وقبل أن يصبح حفظه الله شيخ القراء
فقال ما نصه صححه الحاكم ووافقه الذهبي قلت (أي المعصراوي) عبيد بن غنام لم أجد ترجمته فإسناد ضعيف.

قلت أنا الفقير أنمار بل ترجمته في العبر في خبر من غبر ج 2 ص 113 وشذرات الذهب ج 2 ص 220
وهو محدث صدوق
فالإسناد أقل أحواله الحسن وبانضمامه للطريق الأول يكون من الصحيح لغيره
وقد زاد عزو الحديث السيوطي لابن مردويه في الدر المنثور ولم أتبين طريقه بعد

فلعل الأستاذ شيخ القراءات وفقه الله يستدرك هذا في النسخ القادمة من كتابه

والله أعلم
 
الأخ عبد الله المدني المغربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما إنك استشكلت ما لا غبار على استشكاله ، فالقرآن متواتر جملة وتفصيلا كلمة كلمة حرفا حرفا ، وأما القراءات فليست كذلك لأن منها الموضوع والوضعيف والشاذ والقياس وليس ما يسمى بالأصول متواترا وإنما ثبتت القراءة به في بعض الأحرف فقاس المصنفون عليه سائر نظائره أو بعضها زهكذا تعددت الروايات والطرق وأحيلك أولا إلى قول المحقق ابن الجزري إمام هذا العلم في النشر (1/13)"وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم " اهـ محل الغرض منه ، وأحيلك إلى قول ابن الحاجب كما أورده المحقق ابن الجزري في النشر _1/30) "والسبعة متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد والإمالة وتخفيف الهمز وغيره" اهـ محل الغرض منه
وأحيلك إلى بحثي "إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات"
وأقول: لا يغرنك كثرة المقلدين المرددين ما قيل قبلهم كما لا يصح أن تقف في مواطن يحرم الوقف عليها والتزمتها الأمة عشرات القرون وطبعت جميع المصاحف موافقة لذلك الخطأ الذي هو تجزئة القرآن بأرباع وأحزاب يحرم الوقف على بعضها ويقبح كثيرا ولا يزال الناس يقفون عليها في تلاواتهم كقوله تعالى "قال فما خطبكم "رأس الجزء السابع والعشرين وليس محل ابتداء لتعلقه بما قبله وليس محل وقف وقطع قراءة لتعلقه بما بعده ومنه قوله تعالى "قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا" رأس الجزء السادس عشر يقف المشايخ قبله ويبتدئون بعد القطع ساعات طويله به
ولي عودة إن شاء الله أكثر تفصيلا
طالب العلم
 
القول بعدم تواتر الأصول قول مردود على صاحبه، والواقع يشهد له.

فمن الذي يقول بعدم تواتر الإظهار والإقلاب والمد والإمالة. وهي قد جاءت من طرق متكاثرة تصل للمئات في معظمها، وما تبقي يظهر تواتره من وضوح تواتر الباقي، فبالجزء يستدل على الكل.
 
هل فكَّها حسن محمد ماديك؟

هل فكَّها حسن محمد ماديك؟

بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله الإخوة المعقبين خير الجزاء ولقد استفدت من بعض البيانات هنا جدا! ولكن ما تزال لدي إشكالات! وبيان ذلك كما يلي:
أنا لا أشك إطلاقا في تواتر القرآن على الإطلاق! بل أعوذ بالله من ذلك! أوليس هو عين الكفر؟ وإنما أريد التحقق من تواتر القراءات.. وقد ذكر فضية الدكتور أنمار حفظه الله - في تعقيبه الأول - أن القراءات متواترة بمئات الأسانيد! فلما أورد الأدلة في تعقيبه الثاني جاء بأحاديث منها الحسن ومنها الضعيف بشهادته؛ لإثبات تواتر القرآن! وهذا لا يليق لا بكتاب الله، ولا بمنهج العلم! أما فضيلة الشيخ حسن محمد ماديك الموريتاني – حفظه الله - فإن صح ما قال فهو شيء جديد بالنسبة لي! وقد أراحني أراحه الله! ولأول مرة أسمع من يجرؤ على البوح بهذه الحقيقة! وهو ما كنت أبحث عنه بارك الله فيه؛ إن لم يُثبت غيُره عكسَه؟ وأخبر الإخوة بأنني لست متخصصا في القراءات، وإنما حظي منها ما درسناه في علوم القرآن بالجامعة. وأما نقله الشيخ حسن ماديك عن ابن الجزري فهو نص عجيب تشد إليه الرحال، وحبذا لو تكرم بإرسال نسخة من بحثه الشخصي الذي ذكره. ويكفيني من ثبوت القراءة السند الصحيح، ولا ضير. وهو ما اشترطه أرباب هذا الفن حسب علمي البسيط. ولكن لا يقال بتواتر ما ليس كذلك! لأنه في نظري يضر القرآن ولا ينفعه! والعجيب أن أساتذة الجامعات عندنا ما يزالون يصرون على القول بتواتر القراءات!
ولكن ما زلت ألح في السؤال: هل بعض تلك الأداءات مجرد اجتهاد أم لا؟ وخاصة الأداءات الصوتية.
ثم ما قولكم - يرحمكم الله- فيما أوردته من كلام الطبري وتخطئته لبعض القراءات؟ فهذا بالنسبة لي محل إشكال كبير؛ خاصة وأنه أحد شيوخها المعتبرين!
وإنني أهيب بالإخوة ألا يفزعهم خوف الحط من قدر القرآن - حاشاه - إذا أثبتوا ما أثبته العلم في ذلك. والقرآن أعظم من أن يدافع عنه. فقد تكفل الله بحفظه من فوق سبع سماوات.
وكتبه أخوكم عبد الله المدني المغربي عفا الله عنه.
 
يبدو أنك يا أخ عبد الله لم تتمعن فيما كتب،
الرد الثاني جاء فقط عن جزئية واحدة كانت تتعلق بطلبك الوقوف على أثر في كتب السنة أو حديث يثبت الإمالة، إذ قلتم ما نصه:
"هل ثمة حديث صحيح - ولا أقول متواتر - يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ أعني أنه رقق هذا الحرف أو أمال تلك الصيغة؟"
ولا أدري هل كان غيرك الذي أملى عليك ذلك؟ أو طلبه منكم.

ثم أنك قلت زعمت أنني أتيت بأحاديث منها كذا وكذا
فيا أخي ألا ترى أنك لم تتأمل ما كتبته لك.

أنا إنما سردت [mark=FFFF00]حديثا واحدا فقط من 3 طرق،[/mark] محصلها أنه صحيح لغيره
فهل مر عليكم أثناء الدراسة علم يسمى بأصول الحديث أم أنك ما زلت في بداية طلب العلم ؟.

أما كلام ابن الجزري فذكره في معرض التأليف والجمع، ولن يستطيع أحد أن يسوق لكل حرف من أحرف الخلاف 20 سند مثلا مما يسبب إثقالا لا حاجة له في الكتب
لذا فبالرغم من أنها في الكتب مساقة بأسانيد معدودة إلا أنها متواترة في نفسها.

وعلى سبيل المثال رواية حفص كانت موافقة لقراءة جماعات من الرواة في الكوفة وكانت منقولة عن عشرات ثم مع مرور الزمن اكتفى العلماء بإسناد حفص مع وجود 4 طرق أخرى عن أبان بن يزيد وأبان بن تغلب والمفضل الضبي وحماد بن شعيب كلهم عن عاصم كانت متداولة إلى القرن الرابع والخامس تقريبا، اكتفاء بالبعض المتلقى بالقبول
وهكذا في الرواة عن حفص ...
ومثله عن جميع القراء ويستدل بالبعض للكل
فتشابكت الطرق ثم لما اكتفوا ببعضها ما انتفى التواتر في كل طبقاتها
 
شيئا من الحلم أستاذي أنمار!

شيئا من الحلم أستاذي أنمار!

بسم الله الرحمن الرحيم
عفوا سيدي الدكتور أنمار.. ما كنت أظن أن كلامي يثر غضبكم! وإنني كتبت ما كتبت بيدي ومن إملاء عقلي وقلبي؛ يحدوني في ذلك حرصي على طلب العلم ولو كان ثمنه تلقي التعريض والتنديد.. وإنني والله لفي بداية طلب العلم.. وأسأل الله جل جلاله أن يزيدني من فضله! وإنني والله لوددت يا شيخي الكريم لو كان الحق ما تقولون! ولكنني في حاجة إلى دليل! يا سيدي الكريم إنك لحد الساعة تخاطبني بغير استدلال علمي، وأرجو ألا تغضبوا من كلامي فما عهدنا أهل القرآن يغضبون من طلبة العلم كما هو شأن أصحاب علوم أخرى.. إنك يا سيدي تثبت التواتر بالقياس! والقياس عند علماء الأصول ظني لا قطع فيه كما تعلم. ثم هذا الكلام عن الاكتفاء بفرد واحد في السند لا يثبت التواتر التفصيلي للقراءة.. وهل اكتفى المحدثون بصحة سند واحد لإثبات التواتر في الحديث؟ ثم تخلصوا من بيقة الأسانيد حتى لا يثقلوا بها المتون؟ هل قال بذلك أحد من العلماء!
ولو تكرمتم بإعادة قراءة أسئلتي لأدركتم المقصود! وإنني أعجب كيف لم يُذكر في كتب الحديث الصحاح شيء من هذه التفاصيل؟ نعم صح حديث الأحرف ولا خلاف عندي في هذا، لكنه حديث مجمل باصطلاح الأصوليين! وإنما السؤال متوجه حول تفاصيل الصيغ الإعرابية من الرفع والنصب والجر، وغير ذلك مما يحتمله الرسم من الأداءات اللغوية والصرفية، وكذا التفاصيل الصوتية وهذا أعظم وأشد! وهو أشبه ما يكون بالاختيار الذوقي والله أعلم.. مثل السكت والإمالة والترقيق والتفخيم ... إلخ، مما أنتم أعلم به مني.. فإنما أنا مبتدئ في طلب العلم والحمد لله على ذلك! يا سيدي أسئلتي عن كلام الطبري ما تزال متوجهة، ولا جواب! وأسئلتي عن القراءات جملة ما تزال متوجهة ولا جواب! ويشهد الله أنني صادق القصد في طلب الحق ولكن بمنهج قائم على الإقناع لا على السباب! وغفر الله لي ولك وللمؤمنين!
يا شيخي الكريم! أرشدني إلى بعض كتبك أو مقالاتك لعلي أجد بها التفاصيل! فإن لم يكن لك في هذا الموضوع شيء فإنني أرجو أن يوفقك الله للتأليف فيه بأسلوب واضح لأمثالي من المبتدئين في طلب العلم.. وإنه والله لموضوع مهم جدا! وكفى بأهميته أنه حول كتاب الله رب العالمين.. ولك من الله الجزاء الأوفى!
وكتبه أخوك الذي يحبك في الله صادقا: عبد الله المدني المغربي والله على ما أقول شهيد!
 
أخي عبد الله : أزيدك من الشعر بيتا ، وهو :
كلنا نقول أن الأسانيد الموجودة الآن كلها متصلة ومتواترة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهل من سند واحد متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غير طريق ابن الجزري رحمه الله ، على حسب علمي كل الأسانيد الموجودة ترجع إسنادها إلى ابن الجزري فإن لم يكن هناك سند من غير هذا الطريق كيف نطلق على هذه الرويات أنها متواترة وهي ليس إلا من طرق واحد .
أنا كذلك مثل أخي عبد الله طالب مبتدئ فالرأفة نأمل منكم أيها الكرام لعلنا نصل إلى ما يرام .
 
.......................فإن لم يكن هناك سند من غير هذا الطريق كيف نطلق على هذه الرويات أنها متواترة وهي ليس إلا من طرق واحد .
.................................. .

اخي حياك الله
التواترشرط في اصل السند وهو واقع بين ابن الجزري فما فوقه الى منتهى السند .
اما انقطاع واندثار سند غيره لا يعني ان القراءات ليس متواترة ثم ان ابن الجزري اختار طرقا لهذه القراءات بغية الاختصار والله العلم
 
أخي عبد الله : أزيدك من الشعر بيتا ، وهو :
كلنا نقول أن الأسانيد الموجودة الآن كلها متصلة ومتواترة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهل من سند واحد متصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غير طريق ابن الجزري رحمه الله ، على حسب علمي كل الأسانيد الموجودة ترجع إسنادها إلى ابن الجزري فإن لم يكن هناك سند من غير هذا الطريق كيف نطلق على هذه الرويات أنها متواترة وهي ليس إلا من طرق واحد .
أنا كذلك مثل أخي عبد الله طالب مبتدئ فالرأفة نأمل منكم أيها الكرام لعلنا نصل إلى ما يرام .

شيخ محمد بل القراءات أسانيدها متواترة لابن الجزري وعن غيره وإلى غيره وفوقه وبعده

وبنظرة سريعة للقراءات العشر قبل زمن ابن الجزري نجده قد أثبت بما لا يدع مجالا للشك تواترها من زمن قارئيها إلى زمنه رضي الله عنه كما أوضح في كتابه منجد المقرئين بسرد أسماء عشرات العلماء ممن قرأ بها في كل عصر وإلى عصره.
أما فيما بعد ذلك فهي أيضا متواترة، تجد ذلك بالتأمل في الضوء اللامع، وأسهل منه النظر في كتاب الحلقات المضيئات عند النظر في طبقة ابن الجزري ومن قبل ومن بعده لمعرفة أسماء من وصلت أسانيدهم في الإجازات القديمة والمتداولة.
على سبيل المثال: نجد في طبقة ابن الجزري أسماء 25 قارئا (من ص 377 – 398) معظمهم قرأ بالعشر على مشايخ ابن الجزري ومن في طبقتهم.
وفي الطبقة التي سبقت الإمام 42 قارئا معظمهم قرأ بالعشر
وفي طبقة تلامذته 19 يضاف عليهم 13 من طبقة من يليهم وفيهم من أدرك طبقة ابن الجزري
وللمعلومية فهؤلاء ممن هم على شرط المؤلف باتصال أسانيدهم في الإجازات أو عرفوا بالتأليف في هذا العلم. وإلا فهم أضعاف ذلك بكثير كما هو جلي في تراجم الضوء اللامع.

ويا ليتكم تتأملون بقية المقال على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8164


فقضية تواتر القراءات إلى أصحابها أمر هين أما ما فوق ذلك فإثباته أمر يحتاج إلى بحث وتنقيب في الكتب المطبوعة والمخطوطة وقد شغلني هذا الموضوع كثيرا منذ عدة سنوات وتجمعت لدي مئات النصوص والشواهد على عدم وجود ما يسمى بانفرادات القراء
وأثبت فعليا أن هذا انفراد نسبي أي بالنسبة للقراء العشرة وإلا فهي متواترة
فمثلا
حفص يكاد أن لا يوجد له انفراد في الأصول
لا في المد ولا أحكام النون والتنوين والميم الساكنة ولا غيرها

أما الفرش فله انفرادات ذكرها في كتاب مفردات القراء العشرة من طريق الشاطبية والدرة ، الأستاذ محمد بن عوض زايد الحرباوي وهي:
1 ـ هُزُوا ، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة ، وضم الزاي .
2 ـ يُرجعون ( آل عمرن : 83 ) / بياء الغيبة مضمومة .
3 ـ يجمعون ( آل عمران : 157 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالتاء .
4 ـ سوف يؤتيهم ( النساء : 152 ) / بالياء ، والباقون بالنون .
5 ـ استَحَقَّ ( المائدة : 107 ) / بفتح التاء والحاء ، والباقون بضم التاء وكسر الحاء .
6 ـ تَلْقَفُ ( الأعراف : 117 ، طه : 69 ، الشعراء : 45 ) / بسكون اللام مع تخفيف القاف .
7 ـ معذرةً ( الأعراف : 164 ) / بنصب التاء ، والباقون بالرفع .
8 ـ مُوهِنُ كيد ( الأنفال : 18 ) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء ، وحذف التنوين وجرِّ الكيد .
9 ـ معيَ عدوًّا ( التوبة : 83 ) / فتح الياء ، وأسكنها الباقون .
10 ـ متاعَ ( يونس : 23 ) / بنصب العين ، ورفعها الباقون .
11 ـ ويوم يحشرهم ( يونس : 45 ) / بياء الغيبة ، والباقون بالنون .
12 ـ من كلٍ زوجين ( هود : 40 ) / بتنوين ( كلٍ ) والباقون بترك التنوين .
13 ـ يا بني ( يوسف : 6 ) / بفتح الياء .
14 ـ دأَبًا ( يوسف : 47 ) / بفتح همزة ( دأَبا ) والباقون بالسكون .
15 ـ نوحي إليهم ( يوسف : 109 ) وفي النحل والأنبياء / بالنون مع كسر الحاء ، والباقون بالياء مع كسر الحاء .
16 ـ ليَ عليكم ( إبراهيم : 22 ) / فتح الياء من ( ليَ ) ، والباقون بسكونها .
17 ـ ورجِلِك ( الإسراء : 64 ) بكسر الجيم ، والباقون بسكون الجيم .
18 ـ لمَهلِكهم ( الكهف : 59 ) / بفتح الميم وكسر اللام ، وشعبة بفتح الميم واللام ، والباقون بضم الميم وفتح اللام .
19 ـ تُسَاقِط ( مريم : 25 ) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف .
20 ـ إن هذان ( طه : 63 ) / بسكون النون في إن . وهذان بالألف مع تخفيف النون .
21 ـ قال رب احكم ( الأنبياء : 112 ) إثبات الألف في قال ، والباقون بحذف الألف على سبيل الأمر ( قُل ) .
22 ـ سواءً ( الحج : 25 ) بنصب الهمزة ، والباقون برفعها .
23 ـ والخامسةَ أن غضب ( النور : 9 ) / بنصب التاء من ( الخامسةَ ) ، والباقون بالرفع .
24 ـ تستطيعون ( الفرقان : 19 ) بتاء الخطاب ، والباقون بياء الغيبة .

مما يعني أن بقية أحرف الفرش لها ما يوافقها في القراءات العشر

وبنظرة سريعة وجد في الأربع الزائدة موافقات في المواطن التالية:

1 ـ هُزُوا ، وجميع ما ورد مثله / بالواو بدلا من الهمزة ، وضم الزاي .
وافقه الشنبوذي عن الأعمش

5 ـ استَحَقَّ ( المائدة : 107 ) / بفتح التاء والحاء ،
وافقه الحسن

7 ـ معذرةً ( الأعراف : 164 ) / بنصب التاء ،
وافقه اليزيدي

8 ـ مُوهِنُ كيد ( الأنفال : 18 ) / بسكون الواو مع تخفيف الهاء ،
وافقه الحسن

10 ـ متاعَ ( يونس : 23 ) / بنصب العين ،
وافقه الحسن

11 ـ ويوم يحشرهم ( يونس : 45 ) / بياء الغيبة ،
وافقه ابن محيصن والمطوعي

12 ـ من كلٍ زوجين ( هود : 40 ) / بتنوين ( كلٍ )
وافقه الحسن والمطوعي عن الأعمش

19 ـ تُسَاقِط ( مريم : 25 ) / بضم التاء وتخفيف السين وكسر القاف .
وافقه الحسن

20 ـ إن هذان ( طه : 63 ) / بسكون النون في إن . وهذان بالألف مع تخفيف النون .
وافقه ابن محيصن

24 ـ تستطيعون ( الفرقان : 19 ) بتاء الخطاب ،
وافقه الشنبوذي


أقول ثم بعد النظر والتنقيب وجدت له متابعات وشواهد في الكتب المخطوطة أو المطبوعة كالكامل للهذلي والمنتهى للخزاعي والمستنير لابن سوار وجامع البيان للداني والمبسوط لابن مهران والمبهج لسبط الخياط والكفاية الكبرى للقلانسي والمصباح الزاهر للشرزوري وغير ذلك كثير مما تجمع لدي وفيه من الشواهد لانفرادات حفص ممن هم من طبقته وأعلى منه ودونه وهذه المتابعات تنفي عن حفص الانفراد المطلق ومثله عن بقية القراء

وبما سبق مع مئات النقول والأسانيد التي تجمعت عندي مما يحتاج إلى تفرغ كامل لترتيبها وتنسيقها ليخرج بحثا متينا يسر أهل القرآن
 
عود على بدء

عود على بدء

عود إلى بدء
مرة أخرى أقول :
إن اللهجات أي الإدغام واإخفاء والقلب والروم والإشمام والتسهيل بأنواعه والإمالة بنوعيها ليست متواترة في كل جزئية من القراءات بل قرئ بها القرآن في بعض الأحرف وقاس المصنفون من طرق الرواة كابن مجاهد وابن الجزري فما بينهما عليها سائر النظائر أو أكثرها ، كل ذلك لتجذير الخلاف بين الروايات لكي تعدد وكأن تعدد الروايات والقراءات غاية لا يصح تواتر القرآن دونها وإليكم الأمثلة :
إن من القراءات ما لا يتأتى رفعه إلى النبي  لانقطاع إسناده بل هو أداء من إنشاء وتأليف من وضعه مثل إمالة  البارئ  في الحشر لدوري الكسائي ، وإنما قرئت  البارئ  أول ما قرئت بالإمالة في القرن الرابع للهجرة إذ قاسها ابن مجاهد في سبعته على حرفي البقرة  بارئكم  .
ومن القراءات قول مكي بن أبي طالب في آخر فقرة من فقرات كتابه التبصرة : "فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود ، وقسم قرأت به وأخذته لفظا أو سماعا وهو غير موجود في الكتب وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل اهـ بلفظه وهو كذلك في النشر (1/18) .
وأجدني مضطرا إلى تساؤل جاد أبتغي الجواب عنه من الباحثين المتخصصين المعاصرين واللاحقين : هل يتأتى القول بتواتر القسم الذي قاسه مكي بن أبي طالب وأترابه رحمهم الله ليقرأوا كلمات من القرآن بأداء غير منزل من عند الله بشهادتهم هم أنفسهم إذ لم يقرأوا بذلك الأداء من قبل ولم يجدوه منصوصا في الكتب التي سبقتهم وإنما قاسوه من عند أنفسهم محافظة على أداء متميز لكل راو من الرواة .
وكذلك قال الداني رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه جامع البيان (1/101) ما نصه "ولا أعدو في شيء مما أرسمه في كتابي هذا مما قرأته لفظا ، أو أخذته أداء ، أو سمعته قراءة ، أو رويته عرضا أو سألت عنه إماما ، أو ذاكرت به متصدرا ، أو أجيز لي أو كتب به إليّ أو أذن لي في روايته أو بلغني عن شيخ متقدم ومقرئ متصدر بإسناد عرفته ، وطريق ميزته أو بحثت عنه عند عدم النص والرواية فيه ، فأبحث بنظيره وأجريت له حكم شبيهه" اهـ بلفظه محل الغرض منه .
ولعل المنصفين من الباحثين يعترفون بنفي التواتر عن أداء كلمات ألحقه الداني رحمه الله بنظيره وأجرى له حكم شبيهه أي قاسه قياسا محافظة على أداء راو من الرواة وأعرض عن الأداء المنزل الذي قرأ به القراء قبل عملية الإلحاق بنظائره .
وكذلك قال ابن الجزري في النشر 1/13) " وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم" اهـ
ولعله صريح في إعلان الحقيقة المرة التي تعني أن القراءات ليست متواترة وأن اشتراط تواترها إلى النبي  ينسفها نسفا ويلقي بها في البحر ليسقط منها الكثير من حروف الخلاف يعني مذاهبهم في الإدغام الكبير والصغير وفي تسهيل الهمز بأنواعه وفي الإمالة بأنواعها وفي ترقيق الراءات واللامات للأزرق ونحو ذلك مما يسمى بالأصول ، لكن القرآن لن يتأثر بل سيظل متواترا بألفاظه العربية الفصحى الخالية من اللهجات .
ولعلي أنشر الساعة من البحوث ما أستدل به
 
ويا أخ عبد الله إنما الغضب لله تعالى ولكاتبه من أمثال عبارة لم أزل أتعجب صدورها من طالب علم:
"وكذا التفاصيل الصوتية وهذا أعظم وأشد! وهو أشبه ما يكون بالاختيار الذوقي والله أعلم.. مثل السكت والإمالة والترقيق والتفخيم ... إلخ"

!!!!!!!!!!!!!

فأعداء الإسلام أفرح الناس بأقل منها لأنها تهدم علم التجويد والقراءات مما يعد مفخرة الأمة الإسلامية مما لا مثيل له عند أهل الكتاب ولا غيرهم

لكن أول كلامك ينقض آخره فرجاء الحذر في اختيار كلماتكم وعباراتكم عند الحديث عن كتاب الله تعالى، فرب كلمة أودت بصاحبها ... ورب كلمة قالت لصاحبها دعني...
 
د/أنمار .
في الحقيقة سرني كثيرا ردكم وتعقيبكم وكنت أتوقع ذلك وفي الحقيقة أظن أنني سوف أستفيد منكم كثيرا بما أنكم قد جمعتم وبحثتم في هذا الموضوع ، لكن أستاذي سؤالي يبقى حائرا من دون إجابة هل من سند الآن في زماننا هذا سند ليس من طريق ابن الجزري فإن وجد زال الإشكال من أصله ، وأما وإن لم يوجد فهنا يكمن الإشكال ، ولست منكرا نصوص العلماء في رواياتهم عن طبقة ابن الجزري ومشايخه لكن هل من سند الآن من غير طريق ابن الجزري ؟؟؟؟؟؟ الله أعلم .
أخي أبو أيوب الجزائري :
هل لك من سلف على ما تقول ؟ أقول سائلا ، لأني لم أمر على قائل بهذا .
 
سيدي الفاضل الأربعة أو الخمسة الآخذون عن ابن الجزري ممن ذكروا في الإجازات بإمكانك إكمال سندهم من غير طريقه كما هو مثبت في الضوء اللامع، وعنه في الحلقات المضيئات، وهو أمر في غاية السهولة، لكنهم تركوا ذلك أو تلامذتهم اكتفوا بإسناد ابن الجزري لأنه إمام الدنيا في القراءات في زمانه وإلى يوم الدين وهو درة الأمة ومفخرة أهل القرآن فكيف يترك إلى غيره.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فتحية للإخوة الكرام ،وللسائل الكريم عبد الله المدني سلمه الله،
واستكمالا لماذكره الإخوة أضع بين يدي أخي السائل سؤالا بإزاء سؤاله،
وهو هل قرأ السائل كتابا معاصرا في القراءات ككتاب عبد الحليم قابة في تاريخ القراءات القرانية وغيره من الكتب المعاصرة ليجد فيه ما أورده هؤلاء العلماء جوابا على سؤاله؟
هذا الأمر لو قام به السائل لوجد جوابا دون أحكام مسبقة أوأن تحل له مسألته بإجابة طارئة ،
واقول لأخي الكريم القول بتواتر القراءات ليس حادثا، وإنما هو قديم عبر عنه المحدثون والأصوليون والقراء ونص عليه النويري،
والدخول في سجال بين من يرى التواتر ومن لايراه ،لايعني التسرع بالحكم بأحدهما بل الجمع ماأمكن الجمع كما عند الأصوليين،
وعليه فهذه القراءات العشر الموجود في طيبة النشر متواترة، ويدل على ذلك خلوها من اي قراءة شاذة،و تسليم أهل المشرق والمغرب لها قاطبة ، ولعلك تقرأ مقدمة الشيخ الصفاقسي صاحب غيث النفع فهو يشفي الغليل في هذه المسألة.
- وأما نقلك من أحد كتب التفسير والقول بمافيه لرد أو تقوية تواتر القراءات فهو غير منهجي،
وكان الأولى الحكم على المسالة من كتب القراءات التي اثبتت التواتر بعد استقرار تدوين القراءات، واجماع القراء عليه، وعلى طريقة آدائه كما هو الحاصل اليوم عند أهل القراءات العشر وحفاظها،
- وأما استنكارات البعض على أخذ القراء بالقياس وإعمالهم الاختيارات فهي دعاوى لادليل عليها وينقص أصحابها المصدرية ، وضرورة العودة إلى أهل الآداء،
وكما قال شيخنا محمد الأمين الأيدة الشنقيطي رحمه الله :
ولايجوز أخذها من الكتب كما به قد صرحو بل قد يجب
عليك أن تعرفها ممن يريك كيفية النطق بها فاه لفيك
والله الموفق.
 
السلام عليكم و رحمة الله
الشيوخ الافاضل
اقرأ - كغيري - الشبهات على الشبكة , و هذا غريب
فانك تقرأ المعلومة , فتميل اليها , ثم تقرأ الشبهة , فتميل اليها
حتى تعود و تقرأ الرد , فتميل اليه , و لكن شبهة جديدة تنغص عليك هذا الميل !


و الرد على شبهة عدم تواتر الاسانيد ببساطة , هو ان هذه الاسانيد امثلة اكتفى بها الائمة
و ان التواتر نفسه تواتر ( طبقات ) مثلما ذكر الفاضل د انمار


ينغص على هذا الرد , انكار علماء القراءات لبعض المتواترة
فهل غاب هذا عنهم ؟
احسب ان هذا بعيد
فمن انكر من المتواترة ؟
بخلاف ابن جرير كما ذكر ( عبد الله المدني ) فتمتلا الشبكة بمقالات تتحدث عن انكار ( ابن مجاهد ) لقراءات من سبعته
فيقول عن قراءة ابن عامر ( فقرأ ابن عامر وحده كن فيكون بنصب النون ,قال أبو بكر وهو غلط, وقرأ الباقون فيكون رفعا )
و غيره

و انكار ( مكي )
و الاغرب من ذلك , انكار القراء بعضهم عن بعض
فانكر ابن عامر ما انكر , و انكر الكسائي ما انكر ....

اجهلوا ان قراءة احدهم ( سنة ) لا ينقلها وحده انما ينقلها مع غيره و انما اشتهر هو بها فحسب ؟
كيف هذا , مع انه من المفترض ان هذه هي طريقتهم انفسهم في نقل القران ...


اعلم جيدا خطورة الاطلاع على الشبهات , خاصة ممن هو مثلي
و لكن المشكلة , انك بمجرد الاطلاع عليها , ما تنفك تطاردك ,بما يعبر عنه شدة رجاء الاخ السائل

و كنت لاتجاوز عن مسألة الطبري كما اشار الشيخ امين الشنقيطي
فيبدو ان هذا منهج ثابت للطبري , و لعله شذ عن الجادة اذ يذكر احد الباحثين 110 اية من القراءات المتواترة انكرها الشيخ في الخمس سور الاوائل من القران في بحثه
القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري
http://www.4shared.com/file/83681149/f1105b73/______.html?dirPwdVerified=efb1ec22

الا ان دخول مسألة الانكار في كتب القراءات , بل و عن ابن مجاهد نفسه وصولا الي مكي و الازهري حتى نص ( ابن الجزري ) و تراجعه , ثم تأويل قوله الاخير كلها مما يثير الشبهات باشد ما يكون

كيف كان نقل القراءات في القرون الاولى , لكي تواجه هذا الهجوم من قبل علماء القراء انفسهم و علماء القراءات ؟ وهم الادرى بكيفية الاقراء ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فتحية للأخ الكريم مسافر سلمه الله
واقول بعض ماذكرته واقع وهو يعطي دافعا قويا لدراسة هذا العلم والتعمق فيه بسؤال أهله المتخصصين فيه،فكل علم يسال عنه أهله،
وماذكرته عن علماء القراءات أنفسهم يحتاج الى دراسة متانية لهذه الاقوال وحملها على مراد اصحابها فيما ذكروه دون توسع في النقد وايغال في المقصد،
فابن مجاهد تلاه الداني، ومكي تلاه مشارقة ومغاربة من القراء، وابن الجزري تلاه تلميذه النويري والبناء
وهكذا استمرقراء القراءات الى اليوم والمسألة عندهم مدروسة مبحوثة متضمنة للقولين وكل يرى مالايراه غيره لكن مع ادب البحث وفقه العلم...
ولولاحظت اخي الكريم ان لااحد اصبح يهتم لهذه المسالة لان الشغل الشاغل هو دراسة هذا العلم وحفظ متونه وقراءته على الشيوخ دون سؤال عن هذه القضية فلماذا ذلك؟
بل يكتفي القراء بتاليف كتبهم واقرائهم للناس
وهذا يحمل في طياته رضى أهل العلم من القراء وغيرهم بتواتر الاصول الكلمات المطردة والفرشية الكلمات غير المطردة في القران الكريم.... ويحمل كذلك مؤاخذات علمية من هنا وهناك حول هذه المسالة القديمة الجديدة...والله الموفق.
 
سلام عليكم

القراءات كلها متواترة وسائر أحرفها كذلك قال السخاوي في كتابه " فتح الوصيد في شرح القصيد " : والقراءة سنة لا رأي وهي كلها وإن كانت عن السبعة مروية متواترها لا يقدح في تواترها نقلها عنهم ، لأن المتواتر إذا أسند من طريق الآحاد لا يقدح ذلك في تواتره .

كما لو قلت : أخبرني فلان عن فلان مدينة "سمرقند" ، وقد علم وجودها بطريق التواتر لم يقدح ذلك فيما سبق من العلم منها ، ونحن نقول : إن قراءات السبعة كلها متواترة ، وقد وقع الوفاق أن المكتوبة في مصاحف الأئمة متواتر الكلمات والحروف .

فإذا نازعنا أحد بعد ذلك في قراءة المتواترة المنسوبة للسبع فرضنا الكلام في بعض السور فقلنا : ما تقول في قراءة ابن كثير في سورة التوبة " تجري من تحتها " بزيادة "من" وقراءة غيره " تجري تحتها " وفي قوله تعالي " يقص الحق " و" يقض الحق " أهما متواترتان ؟؟

فإن قال : نعم فهو الغرض ، وإن نفي تواترهما خرج عن الإجماع المنعقد علي ثبوتهما وباهت فيما هو معلوم منهما .

وإن قال: بتواتر بعض دون بعض تحكم فيما ليس له ، لأن ثبوتهما علي سواء فلزم التواتر في قراءة السبعة ، .................... ...)) صـ 279/280
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
أما قضية تواتر الفرش دون الأصول .قال العلامة ابن الجزري في كتاب النشر : ........وهو الذي أشار إليه أبو عمرو بن الحاجب بقوله: والسبعة متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد والإمالة وتخفيف الهمز ونحوه.

وهو وإن أصاب في تفرقته بين الخلافين في ذلك كما ذكرناه فهو واهم في تفرقته بين الحالتين نقله وقطعه بتواتر الاختلاف اللفظي دون الأدائي بل هما في نقلهما واحد وإذا ثبت تواتر ذلك كان تواتر هذا من باب أولى إذ اللفظ لا يقوم إلا به أو لا يصح إلا بوجوده وقد نص على تواتر ذلك كله أثمة الأصول كالقاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني في كتابة الانتصار وغيره ولا نعلم أحداً تقدم ابن الحاجب إلى ذلك والله أعلم نعم هذا النوع من الاختلاف هو دخل في الأحرف السبعة لا أنه واحد منها .........) 1/43
 
السلام عليكم
قال الزركشي في كتاب البرهان في علوم القرآن : استثنى الشيخ أبو عمرو بن الحاجب قولنا إن القراءات السبع متواترة ما ليس من قبيل الأداء ومثله بالمد والإمالة وتخفيف الهمزة يعنى فإنها ليست متواترة "

وهذا ضعيف والحق أن المد والإمالة لا شك في تواتر المشترك بينهما وهو المد من حيث هو مد والإمالة من حيث إنها إمالة .

ولكن اختلف القراء في تقدير المد فمنهم من رآه طويلا ومنهم من رآه قصيرا ومنهم من بالغ في القصر ومنهم من تزايد فحمزة وورش بمقدار ست لغات وقيل خمس وقيل أربع وعن عاصم ثلاث وعن الكسائي ألفان ونصف وقالون ألفان والسوسى ألف ونصف قال الدانى في التيسير أطوالهم ذلك مدا في الضربين جميعا يعنى المتصل والمنفصل ورش وحمزة ودونهما عاصم ودونه ابن عامر والكسائي ودونهما أبو عمرو من طريق أهل العراق وقالون من طريق أبى نشيط بخلاف عنه وهذا كله على التقريب من غير إفراط وإنما هو على مقدار مذاهبهم من التحقيق والحذف انتهى كلامه

فعلم بهذا أن أصل المد متواتر والاختلاف والطرق إنما هو في كيفية التلفظ به . وكان الإمام أبو القاسم الشاطبي يقرأ بمدتين طولى لورش وحمزة ووسطى لمن بقى وعن الإمام أحمد بن حنبل أنه كره قرأة حمزة لما فيها من طول المد وغيره فقال لا تعجبني ولو كانت متواترة لما كرهها .

وكذلك ذكر القراء أن الإمالة قسمان إمالة محضة وهى أن ينحى بالألف إلى الياء وتكون الياء أقرب بالفتحة إلى الكسر وتكون الكسرة أقرب وإمالة تسمى بين بين وهى كذلك إلا أن الألف والفتحة أقرب وهذه أصعب الإمالتين محمد وهى المختارة عند الأئمة ولا شك في تواتر الإمالة أيضا .

وإنما اختلافهم في كيفيتها مبالغة وحضورا أما تخفيف الهمزة وهو الذى يطلق عليه تخفيف وتليين وتسهيل أسماء مترادفة فإنه يشمل أربعة أنواع من التخفيف وكل منها متواتر بلا شك :

أحدها النقل :وهو نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها نحو قد أفلح بنقل حركة الهمزة وهى الفتحة إلى دال قد وتسقط الهمزة فيبقى اللفظ بدال مفتوحة بعدها فاء وهذا النقل قراءة نافع من طريق ورش في حال الوصل والوقف وقراءة حمزة في حال الوقف .

الثاني : أن تبدل الهمزة حرف مد من جنس حركة ما قبلها إن كان قبلها فتحة أبدلت ألفها نحو باس وهذا البدل قراءة أبى عمرو بن العلاء ونافع من طريق ورش في فاء الفعل وحمزة إذا وقف على ذلك .

الثالث : تخفيف الهمز بين بين ومعناه أن تسهل الهمزة بينها وبين الحرف الذى منه حركتها فإن كانت مضمومة سهلت بين الهمزة والواو أو مفتوحة فبين الهمزة والألف أو مكسورة فبين الهمزة والياء وهذا يسمى إشماما وقرأ به كثير من القراء وأجمعوا عليه في قوله تعالى قل آلذكرين ونحوه وذكره النحاة عن لغات العرب قال ابن الحاجب في تصريفه واغتفر التقاء الساكنين في نحو الحسن عندك وآيمن الله يمينك وهو في كل كلمة أولها همزة وصل مفتوحة ودخلت همزة الاستفهام عليها وذلك ما فيه لام التعريف مطلقا وفى ايمن الله وايم الله خاصة إذ لا ألف وصل مفتوحة سواها وإنما فعلوا ذلك خوف لبس الخبر بالاستخبار ألا ترى أنهم لو قالوا الحسن عندك وحذفوا همزة الوصل على القياس في مثلها لم يعلم استخبار هو أم خبر فأتوا بهذه عوضا عن همزة الوصل قبل الساكن فصار قبل الساكن مدة فقالوا الحسن عندك وكذلك آيمن إلى الله يمينك فيما ذكره وبعض العرب يجعل همزة الوصل فيما ذكرنا بين بين ويقول الحسن عندك وآيمن الله يمينك فيما ذكرنا وقد جاء عن القراء بالوجهين في مثل ذلك والمشهور الأول وقد أشار الصحابة رضى الله عنهم إلى التسهيل بين بين في رسم المصاحف العثمانية فكتبوا صورة الهمزة الثانية في قوله تعالى في سورة آل عمران قل أؤنبئكم واوا على إرادة التسهيل بين بين قاله الدانى وغيره

الرابع : تخفيف الإسقاط وهو أن تسقط الهمزة رأسا وقد قرأ به أبو عمرو في الهمزتين من كلمتين إذا اتفقتا في الحركة فأسقط الأولى منهما على رأى الشاطبي وقيل الثانية في نحو جاء أجلهم ووافقه على ذلك في المفتوحتين نافع من طريق قالون وابن كثير من طريق البزى وجاء هذا الإسقاط في كلمة واحدة في قراءة قنبل عن ابن كثير في أين شركاى الذين كنتم تشاقون فيهم بإسقاط همزة شركائي .

الثالث : أن القراءات توقيفية وليست اختيارية خلافا لجماعة منهم الزمخشري حيث ظنوا أنها اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء ورد على حمزة قراءةوالأرحام بالخفض ومثل ما حكى عن أبى زيد والأصمعي ويعقوب الحضرمي أن خطئوا حمزة في قراءته وما أنتم بمصرخي بكسر الياء المشددة .
وكذا أنكروا على أبى عمرو إدغامه الراء عند اللام في يغفلكم كان وقال الزجاج إنه خطأ فاحش ولا تدغم الراء في اللام إذا قلت مرلى أبو بكذا لأن الراء حرف مكرر ولا يدغم الزائد في الناقص للإخلال به فأما اللام فيجوز إدغامه في الراء ولو أدغمت اللام في الراء لزم التكرير من الراء وهذا إجماع النحويين انتهى

وهذا تحامل وقد انعقد الإجماع على صحة قراءة هؤلاء الأئمة وأنها سنة متبعة ولا مجال للاجتهاد فيها ولهذا قال سيبويه في كتابه في قوله تعالى ما هذا بشرا وبنو تميم يرفعونه إلا من درى كيف هي في المصحف
وإنما كان كذلك لأن القراءة سنة مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا تكون القراءة بغير ما روى عنه انتهى
))ا.هـ1/320

والسلام عليكم
 
عودة
أعلى