هل الروح تموت؟

إنضم
12 يناير 2013
المشاركات
693
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1

قال الله تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا }-الإسراء:85-

وسؤالي المطروح للنقاش: هل الروح تموت؟
 
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين ولكل دليله، وذهب شيخ الإسلام إلى أنه إذا أريد بوفاة الروح مفارقتها للجسد فهي بهذا الاعتبار تموت وإذا كان المراد فناءها واضمحلالها بالكلية وعدمها فهي بهذا المعنى لا تموت.
 
بسم1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة هذا موضوع متشعب وهام للغاية ولم يأخذ حقه من البحث ، وقد قمت بإجراء بحث حول هذه المفردات تجده أخي ناصر على الرابط التالي : الفَرْقُ بَيْنَ الْمَوْتِ وَالْوَفَاة وبَيْنَ الرُّوح وَ النَّفْس
وللاختصار فقد توصلت لتعريفات الروح والنفس والموت والوفاة وكانت على النحو التالي:

النَّفْس : هِيَ ذَاتُ الإِنْسَانِ الحَقيْقيَّة الثَّابِتَة التيْ خَلَقَهَا اللهُ جَلَّ وَعَلاَ وَقَدَّرَ سَكَنَهَا وَتَنَقُّلَهَا فِيْ الأطْوَارِ وَالأجْسَادِ المُخْتَلِفَةِ مِنْ قَبْلِ خَلْقِ آدَمَ وَهِيَ مَنَاطُ الإرَادَةِ وَالإدْرَاكِ.


الرُّوْح : هِيَ الطَّاقَةُ الَّتِيْ يَبُثُّهَا اللهُ جَلَّ وَعَلا فِيْ المَخْلُوقْ فَتَبُثُّ معها الحياة والحركة والدفء والتجدد والنُّموّ.


كل مخلوق تبث فيه الحياة والحركة والنمو هو كائنٌ حيٌّ به روحٌ فإن نزعت هذه الروح كان (الموت) ، والحياة تكون بوجود الروح والموت يكون بنزع الروح وانعدام وجودها في الجسد سواء كان بشراً أو حيواناً أو نباتاً أو جانَّاً وكل كائن حي يحيا بالروح التي لا ترى ولا يعلم كنهها كما أسلفنا لأنها من أمر ربي فربنا جلت قدرته المحيط بهذه الروح فهو خالقها وموجدها وهو من يقبضها و يسلبها.


المَوْت: انْتِزَاعُ رُوْحُ الْكَائِنِ الْحَيِّ مِنْ جَسَدِهْ فَيَتَوَقَّفُ الدَّمُ عَنِ الجَرَيانِ فِيْ أعْضَائِهِ وتَنْتَفِيْ عَنْهُ الْحَيَاة وَعَلاَمَاتِهَا، ويَقَعُ المَوْتُ حَتْماً عَلَى كُلِّ حَيِّ بَشَراً كَانَ أوْ سِوَاهْ.


الوَفَاةْ :تَوَقُّفُ جَرَيَانِ الْقَلَمِ وَ انْقِطَاعُ عَمَلِ العَبْد العَاقِلِ الْمُكَلَّفِ وَوَفاءَهُ وَتَمَاَمه، وَجَزَاءُ أجْرِهِ مِنَ الله واسْتِيْفَاءهِ بِخُرُوْجِ نفَسِهِ مِنْ جَسَدِهِ .


وكلُّ كائنٍ حيِّ تجري فيه الروح من البشر والدواب والشجر يموت وتبلى أعضاؤه ، ولكن لا تطلق الوفاة إلا على المكلفين من الخلق ولم يعرف إطلاقها إلا على البشر ، فلا تطلق مفردة “الوفاة” على الحيوان لأنه لا يجري عليه القلم ، ولا تطلق مفردة الوفاة على النبات الذي هو في حقيقته كائنٌ حي به صورة بسيطة من صور الحياة، والإحياء هو نفخ الروح في الجسد ، كما أن الإماته نزع الروح من ذلك الجسد.


وكل مُتَوَفَّى لا يلزم أن يكون ميِّتاً ولكنَّ كل ميِّتٍ هُوَ بالضرورة مُتوفّى بمعنى أن الله جل وعلا استوفى عمله وأوقف القلم عن الجريان بحسناته وسيئاته ، وكل من توقف القلم عن الجريان عليه بعمله فهو في حكم ” المتوفَّى” ، فإن عاد إليه وَعْيهُ وتَمَلّكَ إرادته وتمييزهُ عاد إليه القلم يجري بعمله ويدون خيره وشره، ومن يفقد عقله بعد البلوغ فقد استوفى الله ما سبق الجنون من العمل وأوقف القلم عن الجريان بسيئاته وحسناته فإن كُتِبَ أن يفيق فيعود إليه عقله عاد القلم ليجري بتدوين عمله.
 
السلام عليكم
الرُّوْح : هِيَ الطَّاقَةُ الَّتِيْ يَبُثُّهَا اللهُ جَلَّ وَعَلا فِيْ المَخْلُوقْ فَتَبُثُّ معها الحياة والحركة والدفء والتجدد والنُّموّ.
أخى عدنان
لا أعتقد صحة هذا الكلام
إن قرأنا الآية "
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) والحديث " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه الروح ..." يتبين أن نفخ الروح قد تم فى كائن حي ... أي أن الحياة شيء والروح شيء آخر
إن الروح تنفخ فى كائن حي وليست هى سبب حياته .
وبالتالى الموت ليس خروج الروح

الصبي الذي لم يبلغ الحُلم ... لا يُقال عنه متوفى وهو يلعب بالكرة فى الملعب .المجنون الذى يطوف بالشوارع ليس متوفي ؛ كلاهما لا يجرى عليه القلم مما يؤكد أن الوفاة لا علاقة لها بجريان القلم إنما هي عملية حيوية ...
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...جزاكم الله تعالى خيرا على تدبركم في آيات الله تعالى ..وأرجو ان يسع صدركم لبعض الآراء التي سأكتبها بإذن الله تعالى وتوفيقه..
أما قول الأستاذ ناصر عن ابن تيمية:
( وذهب شيخ الإسلام إلى أنه إذا أريد بوفاة الروح مفارقتها للجسد فهي بهذا الاعتبار تموت وإذا كان المراد فناءها واضمحلالها بالكلية وعدمها فهي بهذا المعنى لا تموت)
فأراه صحيحا مؤيدا بقوله تعالى:(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَاتَشْكُرُونَ (9)) السجدة
وبحديث رسول الله اللهم صل عليه وآله:(
(( إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلِكَ، ثمَّ يُرْسَلُ إلَيْهِ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فيهِ الرُّوحَ، وَيُؤمَرُ بأرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ.
فَوَاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فيَدْخُلَهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فيَسْبِقَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلَهَا)) رواه البخاريُّ ومسلِمٌ.

واني أتفق مع الأستاذ عدنان بقوله:( الرُّوْح : هِيَ الطَّاقَةُ الَّتِيْ يَبُثُّهَا اللهُ جَلَّ وَعَلا فِيْ المَخْلُوقْ فَتَبُثُّ معها الحياة والحركة والدفء والتجدد والنُّموّ.)لكن من الأفضل ان نقول هي الامر المجهول ولا نقول طاقة...والله تعالى أعلم...ولكن قوله جزاه الله تعالى خيرا:
( .....والحياة تكون بوجود الروح والموت يكون بنزع الروح وانعدام وجودها في الجسد سواء كان بشراً أو حيواناً أو نباتاً أو جانَّاً)
فهذا الامر من المجهول ومساواة روح الانسان مع روح الحيوان والنبات لا أظنه صحيحاً...لإن الله تعالى كرم ابن آدم وميزه عن خلقه
فليست كل حياة روح كروح الانسان...أما قول الأستاذ مصطفى جزاه الله تعالى خيرا:(إن الروح تنفخ فى كائن حي وليست هى سبب حياته وبالتالى الموت ليس خروج الروح) فما هو سبب الحياة ؟
(فقد جاء في الحديث أن نفس المؤمن تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، وأما روح الكافر فإنها تتفرق في جسده فينزعها كما ينزع السفود من الصوف المبلول، والحديث طويل رواه أحمد وغيره وصححه شعيب الأرناؤوط.

ذكرت كتب التاريخ: أن عمرو بن العاص رضي الله عنه لما نزل به الموت قال له ابنه: يا أبت قد كنت تقول: إني لأعجب من رجل ينزل به الموت ومعه عقله ولسانه كيف لا يصفه؟!. فقال: يا بني الموت أعظم من أن يوصف! ولكن سأصف لك منه شيئاً، والله لكأن على كتفي جبال رضوى وتهامة، وكأني أتنفس من سم إبرة! ولكأن في جوفي شوكة عوسج، ولكأن السماء أطبقت على الأرض وأنا بينهما.
وقال عمر بن الخطاب لكعب: يا كعب حدثنا عن الموت قال: إن الموت كشجرة شوك أدخلت في جوف ابن آدم! فأخذت كل شوكة بعرق منه! ثم جذبها رجل شديد القوى فقطع منها ما قطع وأبقى ما أبقى)
رقم الفتوى:
67788 موقع اسلام ويب
والله تعالى اعلم.







[SUB][/SUB]


 
بارك الله فيك أخي "ناصر عبد الغفور", على طرح هذا الموضوع للنقاش والإثراء
الموت بالنسبة للإنسان هو مفارقة الروح البدن. فإذا تصورت هذا علمت أنَّ مفهوم الموت هكذا لا يمكن تصوره في الروح. لكن السؤال هل تفنى الروح؟ خلافٌ بين الخلق، والذي عليه سلف الأمة هو أنَّ الأرواح لا تفنى، وخالف في ذلك بعض الفلاسفة وجماعات من المتكلمة، وفي المرفقات بحث جيد في بقاء الروح، وهنا أكتفي بشيء من النقول حيث
قال ابن القيم-رحمه الله- في مدرج السالكين ما نصه:
يعني أن الأرواح خلقت للبقاء لا للفناء هذا هو الحق
وما خالف فيه إلا شرذمة من الناس من أهل الإلحاد القائلين إن الأرواح تفنى بفناء الأبدان لكونها قوة من قواها وعرضا من أعراضها
وهؤلاء قسمان
أحدهما
منكر لمعاد الأبدان
والثاني
من يقر بمعاد الأبدان ويقول إن الله عز و جل يعيد قوى البدن وأعراضه ومنها الروح.
وأما الحق الذي اتفقت عليه الرسل وأتباعهم فهو أن هذه الأرواح باقية بعد مفارقة أبدانها لا تفنى ولا تعدم وأنها منعمة أو معذبة في البرزخ فإذا كان يوم المعاد ردت إلى أبدانها فتنعم معها أو تعذب ولا تعدم ولا تفنى
ا.هـ [3/256-257]
وقال أيضا في "هداية الحيارى..":
وَأَمَّا الرُّوحُ الَّتِي بِهَا الْحَيَاةُ فَهِيَ النَّفْسُ عَلَى قَاعِدَةِ أَهْلِ السُّنَّةُ،
وَهِيَ جِسْمٌ لَطِيفٌ وَيُشَاكِلُ الْأَجْسَامَ الْمَحْسُوسَةَ تُحْدَثُ، وَيُخْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ بِفَرَحٍ، لَا تَمُوتُ وَلَا تَفْنَى،
وَهِيَ مِمَّا لَهُ أَوَّلٌ وَلَيْسَ لَهُ آخِرٌ كَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ا.هـ [ص510]
وبعضهم جعل مفارقة الروح للبدن هو موتها فالخلاف مع هذا لفظي.
قال ابن تيمية -رحمه الله- :
وَالْأَرْوَاحُ مَخْلُوقَةٌ بِلَا شَكٍّ وَهِيَ لَا تَعْدَمُ وَلَا تَفْنَى؛
وَلَكِنَّ مَوْتَهَا مُفَارَقَةُ الْأَبْدَانِ وَعِنْدَ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ تُعَادُ الْأَرْوَاحُ إلَى الْأَبْدَانِ. [مج4-279]
أما بالنسبة لمسقر الأرواح بعد موتها فخلاف بين السلف وقد أورد ابن القيم-رحمه الله- في كتاب الروح الأقوال في هذه المسألة فليرجع إليه، والذي يذكر عدد من مشايخ السنة المتأخرين هو أنَّ أرواح المؤمنين السماء العليا وأرواح الكفار في الأرض الدنيا والله أعلم.
منقول للفائدة : من شبكة الإمام الآجري..
 
جزى الله خيرا كل الاخوة الفضلاء على مشاركتهم القيمة، لكن بالنسبة للأخ عدنان فمعلوم أن هناك كلام طويل لأهل العلم في ماهية الروح وهل هي النفس أم لا، والذي أطمئن إليه هو أن النفس والروح مصطلحان لحقيقة واحدة وهي ذلك الجسم النوراني اللطيف الذي يخلقه الله تعالى في الأجساد لتحيى، فوجود الروح سبب الحياة والموت ليس إلا بمفارقة هذه الروح للجسد.
جاء في شرح ابن أبي العز رحمه الله تعالى للطحاوية:"النَّفْسَ جِسْمٌ مُخَالِفٌ بِالْمَاهِيَّة لِهَذَا الْجِسْمِ الْمَحْسُوسِ ، وَهُوَ جِسْمٌ نُورَانِي عُلْوِي ، خَفِيفٌ حَي مُتَحَرِّكٌ ، [ يَنْفُذُ ] في جَوْهَرِ الْأَعْضَاءِ ، وَيَسْرِي فِيهَا سَرَيَانَ الْمَاءِ في الْوَرْدِ ، وَسَرَيَانَ الدُّهْنِ في الزَّيْتُونِ ، وَالنَّارِ في الْفَحْمِ . فَمَا دَامَتْ هذه الْأَعْضَاءُ صَالِحَة لِقَبُولِ الْآثَارِ الْفَائِضَة عَلَيْهَا مِنْ هَذَا الْجِسْمِ اللَّطِيفِ ، بَقِي ذَلِكَ الْجِسْمُ اللَّطِيفُ سَارِيًا في هذه الْأَعْضَاءِ ، وَإفَادَتهَا هذه الْآثَارُ ، مِنَ الْحِسِّ وَالْحَرَكَة الْإِرَادِيَّة ، وَإِذَا فَسَدَتْ هذه ، بِسَبَبِ اسْتِيلَاءِ الْأَخْلَاطِ الْغَلِيظَة عَلَيْهَا ، وَخَرَجَتْ عَنْ قَبُولِ تِلْكَ الْآثَارِ ، فَارَقَ الرُّوحُ الْبَدَنَ ، وَانْفَصَلَ إلى عَالَمِ الْأَرْوَاحِ ."اهــ.

علما أن الروح والنفس من الألفاظ المشتركة التي تدل على عدة معاني تعرف بحسب السياق، فالنفس تطلق ويراد بها الإنسان نفسه وتطلق ويراد بها الدم وغير ذلك، كذلك الروح. لكن إذا كان المراد المعنى الذي نحن بصدده فالروح والنفس متفقان لا متغايران.
ومن أهل العلم من قال أن الروح إذا كانت في البدن فالأغلب تسميتها نفسا.

أما تفسيرها بأنها "طاقة" فالأولى التعيبر عنها بأنها "جسم نوراني"، قال تعالى:"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"-الاسراء85-، فلا شك أنها جسم من نور، لكن أن نقول طاقة فهذا ما لادليل عليه، والله أعلم.
وباعتبار كونها قائمة في الجسد فهي عرض، وعند مفارقتها له وانفصالها عنه تكون جوهرا، والله أعلم.

أما بالنسبة للفرق بين الموت والوفاة فالحقيقة أنه لم يسبق لي الاطلاع على كلام لأهل العلم في هذا الباب، والذي أعلمه أنه لا فرق كذلك بينهما، فالنصوص القرآنية تدل على أن الموت والوفاة بمعنى واحد -حسب استدلالي والعلم عند الله-، قال تعالى:
"قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ"-السجدة11- " حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُون"-الأنعام60-
"اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "-الزمر42-
"قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ"...

وأخيرا، بالنسبة للأخ مصطفى سعيد: فالحق أن الروح سبب الحياة والموت إنما تتم بنزع هذه الروح وخروجها من الجسد كما دلت عليه الأيات البينات والأحاديث الصحاح، وكما تساءل الأخ البهيجي: إن لم تكن الموت هي مفارقة الروح للجسد، فما هو الموت إذن؟
 
السلام عليكم
[FONT=&quot]فلا شك أنها جسم من نور، لكن أن نقول طاقة فهذا ما لادليل عليه، والله أعلم.[/FONT]
ولكن لادليل أنها جسم بالمعنى المتبادر أيضا !، وإذا قلنا جسم من نور .. فما الجسم من نور سوى طاقة ؟!..
[FONT=&quot]وأخيرا، بالنسبة للأخ مصطفى سعيد: فالحق أن الروح سبب الحياة والموت إنما تتم بنزع هذه الروح وخروجها من الجسد كما دلت عليه الأيات البينات والأحاديث الصحاح، وكما تساءل الأخ البهيجي: إن لم تكن الموت هي مفارقة الروح للجسد، فما هو الموت إذن؟[/FONT]
كونها سبب الحياة .. قلت عنه أنها حلت فى كائن حي وهو الجنين الذى كان حيا لمدة 120 يوم قبل أن تنفخ فيه الروح .. كما ورد فى الحديث "إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفةً ، ثم يكون علقةً مثل ذلك ، ثم يكون مضغةً مثل ذلك ، ثم يُرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ، ... "الروح نُفخت بعد أن لم تكن فى هذا الكيان الحي .. فما كان سر حياته ؟!
 
السلام عليكم
بالنسبة لما ذكره الاخ عدنان الغامدي عن انَّ النبات من ذوات الارواح فقد اختلف فيه ويمكن الرجوع اليه .
اما بالنسبة لرأي الشخصي فإن النباتات ليست من ذوات الارواح.وما يؤيد هذا الاستنتاج انَّ الشرع قد جعل تشريعات خاصة لذوات الارواح.فمثلا انَّ ازهاق روح الانسان يكون قتلا وله تشريع خاص .اما بالنسبة للحيوان فهناك طريقة شرعية للذبح .ونلاحظ ان بعض الحيوانات يكره قتله وبعضها يسن قتله كما ورد في السنة .وبشكل عام قد اصطلح على قتل الاحياء ذات الارواح :ازهاق الروح.بينما لم نسمع عن ازهاق روح النبات.
والحقيقة التأمل العميق يقودنا الى القول انَّ هناك فرقا بين الكائن الحي الذي يمتلك فعاليات حيوية تساعده على النمو وبين الكائن ذو الروح الذي يمتل قدرات اخرى غير الفعاليات الحيوية.وقد تأملت كثيرا في هذه الملاحظة التي قادتني الى التوصل بان الكائنات ذات الروح تمتلك جهاز عصبي يتكون من دماغ مهما كان بدائيا وتمتلك حواسا.ومما يدعونا الى التمسك بهذا الاستنتاج ما ذكره الله في سورة البقره(إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا..)26.فالبعوضة صغيرة بالنسبة لادراك الناس في ذلك الوقت.ولانها تمتلك جهاز عصبي فانها من ذوات الارواح .ولانها تمتلك جهاز عصبي فانها تمتلك تركيبة معقدة اكثر تعقيدا من النبات والكائنات البدائية.وهذا حسب اعتقادي بانها كانت هي المثل الذي في الظاهربسيطا وواضحا وفي الباطن عميقاً ومعقدا. والحقيقة هذا مايدعونا الى فهم لماذا قد شرعت التشريعات بصدد الكائنات ذوات الروح.حيث انها تمتلك احساس وادراك وانَّ اي أذى يلحق بها فإنه ولاشك سيسبب الالم لهذه الكائنات مهما تناهت في الصغر.
 
السلام عليكم
إذن يا أخ سالم ... كان النبات حيا بعامل ما غير الروح .. وهذا العامل نفسه موجود فى الحيوان وفى الانسان .. ولنقل أنه الحياة حيث يشترك الثلاثة تحت مسمى شيء حي من الماء .
فى الحيوان زادت مظاهر مثل الادراك ، الشعور ، الشهوة ، الحركة ، الايجابية فى البيئة ، هذه المظاهر لابد أنها نتجت من عامل آخر غير الحياة ،
ثم فى الانسان ظهرت صفات اضافية على مافى الحيوان مثل العقل والخيال والذكر والتفكر والاختياروالحرية والايمان ... فما الذى أتى بها ؟ لابد أنه عامل ثالث ..


فى
 
بسم1​
ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين (12)التحريم
التفسير:
أرسلنا جبريل فنفخ في جيبها من روحنا أي روحا من أرواحنا وهي روح عيسى.(القرطبي)
والإضافة في قولها تعالى: مِنْ رُوحِنا للتشريف.(الالوسي)

فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (29)الحجر
التفسير:
وحقيقته إضافة خلق إلى خالق، فالروح خلق من خلقه أضافه إلى نفسه تشريفا وتكريما.(القرطبي)
أضاف سبحانه الروح إلى نفسه تشريفا لها وتعظيما لقدرها لما أنها سر خفي من أسراره جل وعلا.(الالوسي)

وفي صحيح مسلم:
(ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ....)وهذا جزء من الحديث.
والان السؤال ماهو الموت ؟ببساطة وبعيدا عن التعاريف المختلفة لهذه الكلمة،نقول:انَّ الموت نهاية لبداية.فجسدالانسان وكما معلوم له بداية من النطفة الى ماشاء الله من العمر.وعلى هذا تكون نهايته الموت.
ولكن اين بداية الروح لنبحث عن نهايتها.
النصوص اعلاه تؤكد انَّ الروح قد استأثر الله بعلمها.
وأنها شيء منفصل عن الجسد.
فأين هي ليؤتى بها ثم تُنفخ في الجسد لتدب الحياة فيه؟.
لانعلم متى هي بداية الروح.....
ولانعلم ماهي ....
ولانعلم اين هي قبل ان تنفخ في الجسد.....
ولانعلم كيف بدأت.....
فكيف لنا ان نعلم كيف تنتهي؟!!!
جعلني الله واياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
والصلاة والسلام على نبينا الامي محمد (صلى الله عليه وسلم)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...فإن من صفات الصحابة الكرام والتابعين أنهم أطاعوا ما أمرهم به الله تعالى ورسوله....فتجدهم أشد الناس حرصاً في ترك الكلام في كتاب الله تعالى بما لا يعلمون خاصة وقد قال الله تعالى (( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) ( 85)
أقول هذا لان بعض الاخوة قد توصلوا الى نتائج ليس لها أدلة شرعية منها القول ان النبات فيه روح، و ما ذكره الأخ الفاضل الدكتور سالم في مشاركته الأولى عن البعوضة:
(ولانها تمتلك جهاز عصبي فانها من ذوات الأرواح)
هذا القول والذي قبله يحتاج الى دليل شرعي....والله تعالى أعلم.
 
السلام عليكم
إذن نؤسس على المؤكد أن النبات ليس فيه روح
ولكنه حي .. هذا يقين ، وكل حي يموت .. والنبات يموت بسلب الحياة منه .
فإذا قلنا أن حياة الجنين - الذى كان حيّاً - قبل نفخ الروح فيه هي كحياة النبات .. لا نكون قد جافينا الحق .وإذا مات الجنين فى هذه المرحلة فموته مثل موت النبات قد تم بسلب الحياة منه .
وعلى هذا نقول أن الروح التى تُنفخ بعد 120 يوم ليست سبب الحياة لجسم الانسان ... وخروجها منه لايعنى موته .

وإذن الروح عندما نُفخت .. فإنها نفخت فى جسم بشري حي .وإذا خرجت لن تسلبه الحياة ، .. وهذا مايحدث أثناء النوم " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا .. " ، عندها تخرج الروح وتتوفى النفس ولكن الجسم حي لم يمت .إنه نائم فقط .. والفرق معلوم بين النوم والموت

السؤال : هل توصف الروح المفردة بالموت والحياة!! ..هذه قضية أخرى ،
يمكن أن نبحث ذلك بنفس الطريقة ... فإن علمنا أن الروح كانت حية قبل أن تنزل الدنيا وتنفخ فى الجسم .. فإن كان الأمر كذلك فإنها تبقى حية بعد خروجها فى الموت ،
أثناء النوم .. الروح تكون خارج الجسم الحي النائم .. ويمكننا القول أنها تكون حية حياة مستقلة - مؤقتا - تناسبها .. ثم تعود عندما يرسلها الله إلى الجسم ،.. فإن أمسك الله النفس بالموت .. يكون امساك الروح عدم عودتها لعدم صلاحية الجسم لاستقبالها لأنه مات فلم يعد جسما حياً ،
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد
بارك الله فيك اخي البهيجي....
ماذكرته سابقا لم يكن وليد فكرة طارئة انما كان عن تفكر وتدبر.وسأحاول باذنه تعالى تعزيز ماذكرته بادلة شرعية عسى ان تكون مقنعة وتغني هذه المناقشات بشيء مفيد.
الهوامُّ:
- بتشديد الميم-: جمع هامة، وهي ما يدب من الأحناش.
- ما يلازم جسد الإنسان غالبا إذا طال عهده بالتنظيف.
- القمل.
«نيل الأوطار 5/ 12» .
[ونقول اننا قد فهمنا انَّ الهوام هو مايطلق عليه الحشرات في وقتنا الحاضر حيث استعمل هذا المصطلح لاحقا ليدل على القمل والقراد والبعوض والصراصير وغيرها]
الكتاب: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية
والان لنتأمل في بعض الاثار عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم:
1. في المحرم يقتل البعوض : حدثنا أبو بكر قال حدثنا أسباط بن محمد عن الحسن بن عمرو عن أبي أمامة قال : سألت ابن عمر قال : قلت : أقتل البعوض ؟ قال : وما عليك.
2. حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن عيينة عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه أن رجلا قال لابن عباس وهو في الحج وهو محرم : أحك رأسي وأنا محرم ؟ فجمع ابن عباس يديه جميعا فحك بهما رأسه قال : أما أنا فأقول هذا ، فقال له الرجل : أرأيت إن قتلت قملة ؟ فقال : بعدت ، وما القملة مانعتي من حك رأسي ، وما نهيتم إلا عن الصيد.
مصنف بن ابي شيبة
وقد ذكر المصنف رحمه الله (ابن ابي شيبة)عدد من الاثار في هذا الباب .ولكن السؤال هنا لماذا سأل الصحابة عن قتل الهوام ومنها البعوض.يدل جواب الصحابة على انهم قد فهموا ان البعوض وهو من( الهوام) هو من قتل المحرم للصيد.وكما نعلم ان ماذكر من الصيد فانه من ذوات الارواح.
3. حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلَّهِ مِائَةُ رَحْمَةٍ، أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْإِنْسِ، وَالْجِنِّ، وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى أَوْلَادِهَا، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ.مسند الامام احمد
نلاحظ في هذا الحديث ان صنف من الاحياء قد جمعت برابط مشترك وهو الرحمة والتعاطف وهذا لايكون الا في الاحياء التي تمتلك جهازعصبي وقد جمع مع الانس وهو من ذوات الارواح التي لايمكن الاختلاف فيها مع الهوام.ونلاحظ ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يذكر النبات.
4. - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ثنا هُشَيْمٌ، , عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَتْ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ فَإِنَّهُ لَا يُنَجِّسُ الْمَاءَ إِذَا مَاتَ فِيهِ» كَذَلِكَ قَالَ هُشَيْمٌ أَوْ كَلَامٌ هَذَا مَعْنَاهُ. إِنَّمَا كَتَبْتُهُ عَلَى الْحِفْظِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَتَأْوِيلُ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ فِي النَّفْسِ أَنَّهَا الدَّمُ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ كُلُّهَا هِيَ الَّتِي عَلَيْهَا أَهْلُ الْعِرَاقِ مِنَ الرُّخْصَةِ فِي كُلِّ مَا ذَكَرْنَا مِنْ هَذِهِ الْهَوَامِ , وَمَا كَانَ مُشَابِهًا لَهَا مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ , يَمُوتُ فِي قَلِيلِ الْمَاءِ وَكَثِيرِهِ , وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَوْلُ أَهْلِ الْحِجَازِ أَيْضًا , وَهُوَ الْأَمْرُ الْمَعْمُولُ بِهِ عِنْدَنَا. وَلَا أَحْسِبُ الْعُلَمَاءَ تَوَسَّعَتْ فِي هَذِهِ دُونَ غَيْرِهَا مِنْ ذَوَاتِ الرُّوحِ .........)
الطهور للقاسم بن سلام
5. عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا إِسْرَافِيلُ، هَاتِ مَا وَكَّلْتُكَ بِهِ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ فِي الصُّورِ كَذَا وَكَذَا ثُقْبَةً، وَكَذَا وَكَذَا رُوحًا، لِلْإِنْسِ مِنْهَا كَذَا وَكَذَا، وَلِلْجِنِّ مِنْهَا كَذَا وَكَذَا، وِلْلشَّيَاطِينِ مِنْهَا كَذَا وَكَذَا، وَلِلْوُحُوشِ مِنْهَا كَذَا وَكَذَا، وَلِلطَّيْرِ كَذَا، وَمِنْهَا كَذَا وَكَذَا لِلْحِيتَانِ، وَلِلْبَهَائِمِ مِنْهَا كَذَا وَكَذَا وَلِلْهَوَامِّ مِنْهَا كَذَا وَكَذَا.
العظمة لابي الشيخ الاصبهاني
...........
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين أما بعد. .الدكتور سالم هدانا الله تعالى وإياكم. .أخي الفاضل... الدين آية وحديث ..فلم اﻻصرار على أمر لا يؤيده قرآن أو سنة ..قال ابن القيم:
الدين قال الله قال رسوله قال الصحابة
ما الدين نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيه
وفقنا الله تعالى وإياكم.
 
في حديث طويل اذكر بعضه رواه الطبراني في المعجم الكبير
(.......سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ الْخَزْرَجِ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي ، أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :........وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَقْبِضَ رُوحَ بَعُوضَةٍ مَا قَدَرْتُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ أَذِنَ بِقَبْضِهَا....)
[قَوْلُهُ: كُلَّهَا] أُتِيَ بِهِ دَفْعًا لِمَا يُتَوَهَّمُ أَنَّ أَلْ فِي الْأَرْوَاحِ لِلْجِنْسِ [قَوْلُهُ: أَرْوَاحُ الْإِنْس وَالْجِنِّ] أَيْ وَالشُّهَدَاءِ وَلَوْ شَهِيدَ بَحْرٍ، وَكَذَا غَيْرُهُمْ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ رُوحٌ مِنْ الْبَهَائِمِ وَالطُّيُورِ وَلَوْ بَرَاغِيثَ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: وَاَللَّهِ لَوْ أَرَدْت قَبْضَ رُوحِ بَعُوضَةٍ.....
[قَوْلُهُ: بَعُوضَةٍ] فِي الْقَامُوسِ الْبَقَّةُ لَعَلَّ قَصْدَ مَلَكِ الْمَوْتِ مُطْلَقُ الْحَيَوَانِ الدَّقِيقِ الْجِسْمِ لَا خُصُوصَ الْبَقَّةِ، وَإِلَّا فَمَا وَجْهُ التَّخْصِيصِ وَهُنَاكَ مَا هُوَ مِثْلُهَا فِي الدِّقَّةِ كَالنَّمْلَةِ.
الكتاب: حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني
المؤلف: أبو الحسن, علي بن أحمد بن مكرم الصعيدي العدوي (نسبة إلى بني عدي، بالقرب من منفلوط) (المتوفى: 1189هـ)
 
أخي سالم محمود بالنسبة للحديث الذي ذكرت في آخر تعليق لك لايصح وقد رواه الإمام الطبراني في المعجم الكبير (4188)عن الحارث بن الخزرج عن أبيه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حكم أهل الحديث منهم العلامة الألباني رحمه الله تعالى عليه بالضعف بل بالوضع.
وكما تعلم أن الاحتجاج خاصة في مسألة كالتي نناقشها إنما يكون بما صح، وإن تساهل بعض العلماء في الاحتجاج بالضعيف فإنما ذلك في باب الفضائل وبشروط، وليس ما نتحدث عنه من هذا الباب.
أما الاحتجاج بالموضوع والمكذوب على النبي صلى اله عليه وسلم فلم يقل عالم قط بجواز الاحتجاج به قط.
إذ كيف يجيز عاقل الاحتجاج بما هو مكذوب مختلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذا أرى أخي أن نتتبث أولا من صحة الحديث قبل أن نحتج به أو نستدل، ولا أستبعد ضعف بعض الأحاديث التي ذكرت في مداخلتك قبل الأخيرة، ولعلي أتأكد من ذلك بالبحث عنها إن تيسر.
والله الموفق.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين أما بعد. .أعتقد ان أفضل المباحث المتعلقة بالروح هو الفرق بينها وبين النفس..ﻻنه ﻻ يمكن ان تكون الروح هي النفس..ﻻنها من الله تعالى ..وان النفس يقع عليها اللوم في الوقوع بالمعاصي ..بل ان الحديث جعلها عدوة ﻻبن آدم والسبب انها تزين الباطل وتصدق عدو اﻻنسان اﻻول إبليس. .لهذا فإني أرى ان القول بأن النفس هي صورة الروح بالجسد هو الراجح في التفريق بينهما ...والله تعالى اعلم.
 
السلام عليكم اخي الفاضل...البهيجي بارك الله فيك
في مداخلة سابقة طلبت مني الادلة الصحيحة على بعض الاقوال في الروح.
واعجبني ماذكرته الان ولكني احب ان استأنس ببعض الادلة الصحيحة على قولك( النفس هي صورة الروح بالجسد).
وبارك الله فيك.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الموت مخلوق مثل الحياة مخلوقة
قا ل الله الذي خلق الموت والحياة
فالتقاء الروح بالجسد تسمى حياة وافتراقها عن الجسد يسمى موت عبر عنه بحياة او بعالم البرزخ
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين أما بعد. .الدكتور الفاضل سالم. ..لو نرجع إلى اللحظة التي نفخ الله تعالى الروح في ابو البشر آدم عليه السلام فإن في تلك اللحظة أصبح آدم كائن حي مكتمل ولهذا فإن الله تعالى أمر الملائكة بالسجود لهذا المخلوق الجديد..ثم تبع ذلك ان أمر الله تعالى آدم وحواء ان يسكنا الجنة وابتلاهم ان أمرهم بعدم اﻻكل من احدى شجرها ...الشاهد من القصة ان آدم بعد نفخ الروح بدأ خالقه سبحانه بتكليفه وعندما فشل بالتكليف وقع اللوم عليه هل اللوم على روحه ام على جسده؟
ﻻ على روحه ولا على جسده...بل على نفس آدم التي تكونت عندما نفخت الروح في الجسد..ولهذا جاء في القرآن (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)... (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)...وكأنما يقول ربنا سبحانه:عبادي أنفسكم بأيديكم ترفعونها بالتقوى وتنكسونها بالعصيان..فأنتم وما تختارون...والله تعالى اعلم.
 
الظاهر أن الروح تموت ويموت (جبريل عليه السلام) إذا كان المراد بالموت الهلاك فكل شيء هالك أو الفناء فكل من عليها فان؛ هذا الظاهر، ولعل السؤال طرح لإرتباطه بالفعل والعمل أو لأنه مشكل وخلقت حوله إعتراضات أو شبهة. لاأدري، لكن السؤال مرتبط بمشكلة كلامية تغطي أسئلة متنوعة من بقاء الجنة والنار إلى دوام أفعال الرب جل وعلا، وهذه الأسئلة لا معنى لها إلا بإفتراض الزمن، والزمن شيء فهو مخلوق، إذن هناك أزمة ولهذا ابتكرت بعض التجريدات لتهذيب السؤال واخراجه تخريجا منطقيا (قابل للمعاقلة أي الضبط المنهجي) من خلال البحث الوجودي فميزوا بين مراتب الوجود وأقسامه، فاكتشفوا تقسيمات مهمة جدا لفهم بعض الإشكالات، والحقيقة أن من يشكك في إنتماء "تسلسل الحوادث" عند شيخ الإسلام ابن تيمية إلى الفضاء الملي الإسلامي لا يبالي بالتقسيمات تلك أو لا يفهمها، والظاهر أن إختلاف الجمهور مع الفكرة إنما هو إختلاف لفظي لأن السؤال الأصلي في الألفاظ ما معنى العالم وما معنى العدم؟ إذا كان: حادث سبقه عدم سبقه حادث هكذا في سلسلة أي كل حادث يسبقه عدم لتأكيد توحيد الأولية والقيومية والصمدية.. فمجموع هذه الحوادث (الأشياء) هي العالم والعالم سبقه عدم، وانتهى الأمر؛ فبالتالي مسألة التعطيل هي أيضا بلا معنى دون افتراض الزمن.

لهذا فكرت في سؤال آخر بعد أن قرأت هذه الجملة (وَالْأَرْوَاحُ مَخْلُوقَةٌ بِلَا شَكٍّ وَهِيَ لَا تَعْدَمُ وَلَا تَفْنَى) وهي جملة مشكلة لأن من ظاهرها يفهم عدم إنفراد الرب بالآخرية إنفراده بالأولية، ويمكن دفعها بقولنا أن التشابه لا يفيد المماثلة فالروح لا تفنى لكن لها بداية، ولكن أليست هذا من جنس الاحتجاج الذي احتج به صاحب تهافت التهافت في دفاعه عن ملية القائلين بقدم العالم بتوظيف العلية (قديم لكن معلول قياسا على لا تفنى لكن مخلوقة)؟ كيف؟ أظن هذه إشكالية أخرى تماما، فننتقل معها من التقسيمات الوجودية، إلى التمييز بين الوجود والكينونة، والكينونة متعددة فكينونية الروح في هذا العالم والعوالم الأخرى مثل (اللوح المحفوظ) لها بداية ولها نهاية، وأما وجودها ففي علم الله وهناك لا تفنى ولا تستحدث من عدم، مثل الإستنساخ في الأحياء، أو مثل الطاقة في هذا العالم إذ هي تتحول من صورة إلى أخرى، ولا أتخيل أن الروح بدعة في الخلق فهي مخلوقة وتفنى وتستنسخ، وهذا ما ينطبق على الأفعال فهل أعمال البشر تموت؟ {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}. والفكرة ضعيفة من جهة أخرى عند الفصل بين الجسد والروح، إذ يجب هناك التفكير في مسائل أخرى، فماذا يقصد ابن تيمية رحمه الله؟

قال أخي الأستاذ البهيجي: (لكن من الأفضل ان نقول هي الامر المجهول ولا نقول طاقة...).
أظن أن "الطاقة" أدق أو ألطف من "ذات لطيفة كالهواء" كما جاء في تفسير ابن كثير للآية الكريمة {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} نقلا عن السهيلي. وهذا طبعا بعد أن نفترض أن الروح في الآية هي ذاك الشيء المنفوخ في الجثة البشرية، لا جبريل أو ملك آخر أو ملك عظيم بقدر المخلوقات كلها، فنفترض أنها الشيء المنفوخ في الجثة، فإن الآية لا تنفي العلم بل تثبت قلة العلم، ولا يعقل غير ذلك فالله يخبرنا أنها من أمره فهي إذن موجودة وكائنة، فإذا أضفت قلة العلم إليها فإنك تعلم عنها على الأقل وجودها وكينونتها وأنها من الأمر فكيف سنقول مجهولة وقد حكمنا عليها بقيم معرفية بل قولك أمر مجهول في حد ذاته معرفة أو معلومة، وهذه مشكلة عقلية كبيرة وقع في المذهب الدهري الذي يسمى بالتوقفية أو اللأدرية فيقول لك الأجنوستيكي: إنما البينة على من ادعى، ويغفل أنه صاحب دعوى عريضه فما دليله أن العلم بثبوت الصانع ممتنع؟ والمهم تلك الآية يستحسن أن نفهمها في سياق جدلي: سائل (يظن) عنده معلومات عن الروح (لا يهم صحيحة أم خاطئة) ويسأل ليختبر النبوة أو ليتحدى أو لغاية أخرى لا يهم، فيأتيه الجواب أنها من أمر الرب، وأن الطريق ليس هو إختبار النبي بأسئلة لا تقدم ولا تؤخر، فمهما عندكم من معلومات فهي قليل، ومن هذه الناحية هي شبيهة بمن جمع معلومات تنجيمة أو هرمسية أو فلكية فلسفية من هنا وهناك فيسأل عن الأهلة: قل هي مواقيت للناس والحج، وأنتم أعلم بأمور دنياكم. فالطريق إلى معرفة الروح هي التجربة الصوفية ستوصلك إلى معرفة ذوقية وجدانية تخصك أنت وحدك، والعلوم الوضعية على رأسها علوم الأعصاب والنفس وغيرها التي توصلك إلى فرضيات ونظريات، وكذلك العلوم التي موضوعها تجليات الروح (الروحانية ذاتها، الطقوسية، الفلكلور، الفن، الأدب ..الخ)، وفي عملية خلق الإنسان تخلق الجثة أولا ثم يتشكل الروح الذي هو وظائف جهازه العصبي والإدراك مع شبكتهما وتكاملهما مع وظائف القلب فانجسامهم جميعا، والروح هي وعاء النفس أو أصل النفس ومادتها كما جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله، والله أعلم. والأهم من هذا كله هو كيف السبيل إلى السمو الروحي؟ الإنسان يولد على الفطرة أي خلق في أحسن تقويم وعليه الإهتمام بالتصفية كي لا يرتد إلى أسفل سافلين، إلى البشرية والإنحباس الجسماني اللذائذي الشهواني، أي عليه أن يكون إنسانا آدميا ربانيا فإذا تخلى عن إنسانيته فهو أضل من الأنعام لأن الأنعام على الأقل غير مستخلفة فهي بلا روح (الخلافة، تحمل المسؤولية، حرية الإرادة، .. الخ)، وعندما يطلب الشخص القوامة الحسنة فإنه يطلب تحقيق الإتساق والإنسجام في الذات مع الذات بين الجهاز البدني والسريان النفسي، لتحصل عنده الطمأنية، تماما مثل الحاسوب: عتاد قديم مع نظام تشغيل (الوندوز مثلا) حديث ما تمشي، والعكس ما يمشي، والأسلم هو جهاز الحاسوب على فطرته فهو قد صمم في الأصل ليشغل أنظمة معينة.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم...
اخي البهيجي بارك الله فيك.
تقول :([FONT=&quot]ﻻ على روحه ولا على جسده...بل على نفس آدم)
وبهذا تجزم بان الروح تختلف عن النفس ،وهذا ما لايمكن الجزم به حيث اختلف العلماء فيه.
وهنا اطراف مما قاله اهل العلم في هذا:
يقول ابن القيم (رحمه الله في كتابه (الروح) وبتصرف:
[/FONT]
الْمَسْأَلَة الْعشْرُونَ وَهِي هَل النَّفس وَالروح شَيْء وَاحِد أَو شَيْئَانِ متغايران
فأختلف النَّاس فِي ذلِك
فَمن قَائِل أَن مسماهما وَاحِد وهم الْجُمْهُور وَمن قَائِل أَنَّهُمَا متغايران وَنحن نكشف سر الْمَسْأَلَة بحول الله وقوته فَنَقُول
النَّفس تطلق على أُمُور أَحدهَا الرّوح قَالَ الْجَوْهَرِي النَّفس الرّوح يُقَال خرجت نَفسه قَالَ أَبُو خرَاش
نجما سالما وَالنَّفس مِنْهُ بشدقه ... وَلم ينج إِلَّا جفن سيف ومئزر
أَي بجفن سيف ومئزر وَالنَّفس وَالدَّم قَالَ سَأَلت نَفسه وَفِي الحَدِيث مَالا نفس لَهُ سَائِلَة لَا ينجس المَاء إِذا مَاتَ فِيهِ وَالنَّفس الْجَسَد
وَقَالَت فرقة أُخْرَى من أهل الحَدِيث وَالْفِقْه والتصوف الرّوح غير النَّفس.
ويقول السيد سابق في كتابه العقائد الاسلامية:
والروح والنفس معناهما واحد، يقول الله - سبحانه وتعالى -:
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً} (1)
ويقول - سبحانه وتعالى -:
{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} (2).
فالأنفس فى الآيتين، المقصود بها الأرواح.
وفي كتاب الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية:
النفس
1 - معنى النفس في اللغة:
قال الخليل: "النَّفْس وجمعها النفوس لها معان: النفس الروح الذي به حياة الجسد، وكل إنسان نفس، حتى آدم - عليه السلام -، الذكر والأنثى سواء. وكل شيء بعينه نفس، ورجل له نفْس أي خلق وجلادة وسخاء، والنَّفَس التنفس أي خروج النسيم من الجوف، وشربت الماء بنفس وثلاثة أنفاس، وكل مستراح منه نفَس، وشيء نفيس متنافس فيه، ونفست به علي نفساً، ونفاسة، ضننت، ونَفُس الشيء نفاسة أي صار نفيساً"[1].
فالنفس في اللغة الروح، والنفس الدم، والجسد، والعين، ونفس الشيء عينه، وذاته، يؤكد به، يقال رأيت فلاناً نفسه، وجاءني بنفسه[2].
2 - معنى النفس في الشرع:
ورد لفظ النفس في كتاب الله - تعالى - في عدة مواضع، فورد بمعنى الروح كما في قوله - تعالى -: {أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ} [الأنعام - 93] ، فالنفس هنا بمعنى الروح[3]، كما جاءت النفس بمعنى الذات، قال - تعالى -: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة - 235] ، وقال - تعالى -: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة - 116] ، وقال: {وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران - 28] ، فالنفس هنا بمعنى الذات[4]، قال شيخ الإسلام: "ومعلوم أن نفس الله، التي هي ذاته المقدسة، الموصوفة بصفات الكمال، ليست مثل نفس أحد من المخلوقين، وقد ذهب طائفة من المنتسبين إلى السنة، من أهل الحديث، وغيرهم، وفيهم طائفة من أصحاب الشافعي، وأحمد، وغيرهما، إلى أن النفس صفة من الصفات، والصواب أنها ليست صفة، بل نفس الله هي ذاته - سبحانه -، الموصوفة بصفاته - سبحانه -"[5].
وفي السنة ورد لفظ النفس كثيراً بمعنى الذات، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف على يمين الإسلام كاذباً فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة، وليس على رجل نذر في شيء لا يملكه"[6].
كما ورد لفظ النفس بمعنى الروح[7]، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره؟ " قالوا: بلى، قال: "فذلك حين يتبع بصره نفسه" [8].
كما جاءت النفس بمعنى العين، ففي الحديث أن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا محمد اشتكيت فقال: "نعم"، قال: "باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك" [9]، قال النووي - رحمه الله -: "وقوله: "من شر كل نفس"، قيل يحتمل أن المراد بالنفس نفس الآدمي، وقيل يحتمل أن المراد بها العين، فإن النفس تطلق على العين، ويقال رجل نفوس إذا كان يصيب الناس بعينه، كما قال في الرواية الأخرى "من شر كل ذي عين" [10]، ويكون قوله "أو عين حاسد" من باب التوكيد بلفظ مختلف، أو شك من الراوي في لفظه والله أعلم"[11]. فالنفس في الشرع جاءت بمعانيها في اللغة.


[1] العين 7/270 - 271.

[2] انظر: الصحاح 3/984، لسان العرب 6/233 - 234.

[3] انظر: المفردات ص818.

[4] انظر: المرجع السابق نفس الصفحة.

[5] درء التعارض 10/308.

[6] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه 1/104، ح 110، وبنحوه البخاري في كتاب الأدب، باب ما ينهى من السباب واللعن4/99، ح 6047.

[7] - انظر: شرح النووي على صحيح مسلم 6/224.

[8] أخرجه مسلم في كتاب الجنائز باب في شخوص بصر الميت يتبع نفسه 2/635، ح 921.

[9] أخرجه مسلم في كتاب السلام باب الطب والمرض والرقى4/1718، ح 2186.

[10] أخرجه مسلم في كتاب السلام باب الطب والمرض والرقى4/1718، ح 2185.


[11] شرح النووي على صحيح مسلم 14/170.
 
الرّوح هَل تَمُوت أم الْمَوْت للبدن وَحده

الرّوح هَل تَمُوت أم الْمَوْت للبدن وَحده

بسم1​
يقول ابن القيم (رحمه الله)في كتابه (الروح)
الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة وَهِي أَن الرّوح هَل تَمُوت أم الْمَوْت للبدن وَحده :
اخْتلف النَّاس فِي هَذَا:
*فَقَالَت طَائِفَة تَمُوت الرّوح وتذوق الْمَوْت لِأَنَّهَا نفس وكل نفس ذائقة الْمَوْت قَالُوا وَقد دلّت الْأَدِلَّة على أَنه لَا يبْقى إِلَّا الله وَحده قَالَ تَعَالَى {كل من عَلَيْهَا فان وَيبقى وَجه رَبك ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام} وَقَالَ تَعَالَى {كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه} قَالُوا وَإِذا كَانَت الْمَلَائِكَة تَمُوت فالنفوس البشرية أولى بِالْمَوْتِ قَالُوا وَقد قَالَ تَعَالَى عَن أهل النَّار أَنهم قَالُوا {رَبنَا أمتنَا اثْنَتَيْنِ وأحييتنا اثْنَتَيْنِ} فالموتة الأولى هَذِه المشهودة وَهِي للبدن وَالْأُخْرَى للروح
*وَقَالَ آخَرُونَ لَا تَمُوت الْأَرْوَاح فَإِنَّهَا خلقت للبقاء وَإِنَّمَا تَمُوت الْأَبدَان قَالُوا وَقد دلّت على هَذَا الْأَحَادِيث الدَّالَّة على نعيم الْأَرْوَاح وعذابها بعد الْمُفَارقَة إِلَى أَن يرجعها الله فِي أجسادها وَلَو مَاتَت الْأَرْوَاح لانقطع عَنْهَا النَّعيم وَالْعَذَاب وَقد قَالَ تَعَالَى {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ فرحين بِمَا آتَاهُم الله من فَضله ويستبشرون بالذين لم يلْحقُوا بهم من خَلفهم} هَذَا مَعَ الْقطع بِأَن أَرْوَاحهم قد فَارَقت أَجْسَادهم وَقد ذاقت الْمَوْت
*وَالصَّوَاب أَن يُقَال :
-موت النُّفُوس هُوَ مفارقتها لأجسادها وخروجها مِنْهَا
فَإِن أُرِيد بموتها هَذَا الْقدر فَهِيَ ذائقة الْمَوْت
-وَإِن أُرِيد أَنَّهَا تعدم وتضمحل وَتصير عدما مَحْضا فهى لَا تَمُوت بِهَذَا الِاعْتِبَار بل هِيَ بَاقِيَة بعد خلقهَا فِي نعيم أَو فِي عَذَاب كَمَا سيأتى ان شَاءَ الله تَعَالَى بعد هَذَا وكما صرح بِهِ النَّص انها كَذَلِك حَتَّى يردهَا الله فِي جَسدهَا وَقد نظم أَحْمد بن الْحُسَيْن الكندى هَذَا الِاخْتِلَاف فِي قَوْله
تنَازع النَّاس حَتَّى لااتفاق لَهُم ... إِلَّا على شجب وَالْخلف فِي الشجب
فَقيل تخلص نفس الْمَرْء سَالِمَة ... وَقيل تشرك جسم الْمَرْء فِي العطب
ومن اراد الاستزادة ففي الكتاب مزيد من التفصيل
واخر دعوانا ان احمد لله رب العالمين.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين أما بعد. ..حياكم الله تعالى أستاذ شايب افتقدناكم كثيرا...اذا تزعل من احد الاعضاء ..فلا تزعل على الملتقى وباقي اﻻعضاء..فهكذا هي الدنيا ليست كما نريد ونشتهي ..ولكن ياأستاذ شايب ألا ترى ان ماتكتبه صعب الفهم واني أسأل اﻻخوة المشاركين من فهم كلام اﻻستاذ شايب. .وخاصة (اﻷجنوستيكي)...الدكتور سالم هل فهمت مشاركة اﻻستاذ شايب؟ ...رفقا بنا اخي الكريم انتظر منك توضيحات كافية لكي نفهم وفقنا الله تعالى وإياكم.
 
السلام عليكم...
عندما قرات ماكتبه الاستاذ شايب ذكرني ماقاله علماءنا عن علم الكلام والفلسفة والتجليات الصوفية وماحذروا من الخوض فيه.
ولنا اسوة في القران العظيم والحديث الشريف فهو كلام سلس واضح وميسر للجميع ومع هذا فقد وصل الى درجة الكمال في تناوله لجميع المعضلات الشرعية والكونية والانسانية.
عندما نريد ان لانظل الطريق فعلينا في كل خطوة سراج من اية قرانية او حديث شريف ينير لنا سبيل الهداية.
وفقني الله واياكم للعمل بالقران وبسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
 
1 - معنى النفس في اللغة:
قال الخليل: "النَّفْس وجمعها النفوس لها معان: النفس الروح الذي به حياة الجسد، وكل إنسان نفس، حتى آدم - عليه السلام -، الذكر والأنثى سواء. وكل شيء بعينه نفس، ورجل له نفْس أي خلق وجلادة وسخاء، والنَّفَس التنفس أي خروج النسيم من الجوف، وشربت الماء بنفس وثلاثة أنفاس، وكل مستراح منه نفَس، وشيء نفيس متنافس فيه، ونفست به علي نفساً، ونفاسة، ضننت، ونَفُس الشيء نفاسة أي صار نفيساً"[1].
فالنفس في اللغة الروح، والنفس الدم، والجسد، والعين، ونفس الشيء عينه، وذاته، يؤكد به، يقال رأيت فلاناً نفسه، وجاءني بنفسه[2].
2 - معنى النفس في الشرع:
ورد لفظ النفس في كتاب الله - تعالى - في عدة مواضع، فورد بمعنى الروح كما في قوله - تعالى -: {أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ} [الأنعام - 93] ، فالنفس هنا بمعنى الروح[3]، كما جاءت النفس بمعنى الذات، قال - تعالى -: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة - 235] ،
السلام عليكم
لا أجد فيما نُقل عن الخليل دليلاً على أن الروح هى النفس إلا قول الخليل نفسه ولم يُدلل له ، بل أراه فى قوله : وكل انسان نفس ، كأنه يعود ويقرر أن نفس تعنى ذات

وفى آيتي الأنعام : "......وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ .............(94) ،
إن " أنفسكم " فى الآية 93 تعنى ذواتكم أيضا، و" اليوم " هو يوم الخروج أي أنهم يخرجون أنفسهم من الموت .... يوم القيامة يوم يجيئون فرادى ، يوم يجيئون "..كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ .." ، وهي كالتى فى الكهف " وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
إن الذى يكون فى غمرة الموت هو الميت بالفعل ، وعندما يُخرج نفسه أي ذاته يُخرجها من الموت ويقوم من قبره ، إنهم يخرجون جميعا فى نفس الوقت .. فناسب ذلك الخطاب بصيغة الجمع " أخرجوا أنفسكم " .
 
السلام عليكم
بارك الله فيك اخي مصطفى.
انت تقول:(لا أجد فيما نُقل عن الخليل دليلاً على أن الروح هى النفس إلا قول الخليل نفسه)
ولكن اخي في الله الم تقرأ ماقاله ابن القيم رحمه الله في بداية المقال:
[FONT=&quot]يقول ابن القيم (رحمه الله في كتابه (الروح) وبتصرف:
[/FONT]
[FONT=&quot]الْمَسْأَلَة الْعشْرُونَ وَهِي هَل النَّفس وَالروح شَيْء وَاحِد أَو شَيْئَانِ متغايران[/FONT]
[FONT=&quot]فأختلف النَّاس فِي ذلِك[/FONT]
[FONT=&quot]فَمن قَائِل أَن مسماهما وَاحِد وهم الْجُمْهُور[/FONT][FONT=&quot] وَمن قَائِل أَنَّهُمَا متغايران وَنحن نكشف سر الْمَسْأَلَة بحول الله وقوته فَنَقُول[/FONT]
[FONT=&quot]النَّفس تطلق على أُمُور أَحدهَا الرّوح قَالَ الْجَوْهَرِي النَّفس الرّوح يُقَال خرجت نَفسه .
[/FONT]
يقول أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري (المتوفى: 456هـ) في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل
(قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَبِهَذَا نقُول وَالنَّفس وَالروح اسمان مُتَرَادِفَانِ لمسمى وَاحِد ومعناهما وَاحِد).
وقول صدر الدين محمد بن علاء الدين عليّ بن محمد ابن أبي العز الحنفي في كتابه (شرح العقيدة الطحاوية):
وَأَمَّا اخْتِلَافُ النَّاسِ فِي مُسَمَّى النَّفْسِ وَالرُّوحِ: هَلْ هَمَّا مُتَغَايِرَانِ، أَوْ مُسَمَّاهُمَا وَاحِدٌ؟ فَالتَّحْقِيقُ: أَنَّ النَّفْسَ تُطْلَقُ عَلَى أُمُورٍ، وَكَذَلِكَ الرُّوحُ، فَيَتَّحِدُ مَدْلُولُهُمَا تَارَة، وَيَخْتَلِفُ تَارَة. فَالنَّفْسُ تُطْلَقُ عَلَى الرُّوحِ، وَلَكِنْ غَالِبُ مَا تُسَمَّى نَفْسًا إِذَا كَانَتْ مُتَّصِلَة بِالْبَدَنِ، وَأَمَّا إِذَا أُخِذَتْ مُجَرَّدَة فَتَسْمِيَة الرُّوحِ أَغْلَبُ عَلَيْهَا.
وذكر كتاب مباحث في العقيدة:
(المطلب الخامس: حقيقة النفس والروح):
اختلف العلماء في النفس والروح، هل هما شيء واحد أم شيئان متغايران والأول رأي جمهور العلماء، وهو الذي رجحه ابن القيم (رحمه الله)، وغيره من المحققين.
قال هؤلاء: إن النفس والروح مترادفان في معنى واحد، وهي التي بمفارقتها للبدن يموت الإنسان، ويشهد لهذا القول ما ثبت في بعض النصوص من إطلاق كل من النفس والروح على الآخر.
ومن ذلك ما رواه مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله " على أبي سلمة وقد شق بصره؛ فأغمضه ثم قال:إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ.
وقد روى مسلم أيضاً عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله ":أَلَمْ تَرَوْا الإِنْسَانَ إِذَا مَاتَ شَخَصَ بَصَرُهُ، قَالُوا: بَلَى، قَالَ:فَذَلِكَ حِينَ يَتْبَعُ بَصَرُهُ نَفْسَهُ.
وهذا دليل صريح واضح أن الروح والنفس اسمان لمسمى واحد،
وذهب بعض أهل العلم إلى أن الروح غير النفس. قالوا فالروح هي التي بها النفس والحياة، والنفس هي التي بها العقل والتمييز، فيتوفيان عند الموت، وتتوفى النفس وحدها عند النوم.
وأعتقد اننا من الافضل نكون على مذهب الجمهور.
هذا جانب من اقوال السلف رضي الله عنهم ،وان وجد شك فهناك المزيد.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
 
حياك الله أخي البهيجي. لا، ليس الأمر كما ظننت؛ فاسبشر خيرا، بارك الله فيك.

بالنسبة لمشاركتي أغلب ما فيها إشارات إلى مسائل متعالقة، وهي إشارات فقط؛ والبحث في سؤال الموضوع إما لأن تحته عمل، وإما لارتباطه بمشكلة أو شبهة ما، فإن كانت الثانية فإن الذي ينطبق على الروح ينطبق على ما يستثنى من الهلاك و الفناء، جمعها الإمام جلال الدين بقوله (ثمانية حكم البقاء يعمها من الخلق ،، والباقون فــي حـــيز العــدم. هـي العرش والكرسي نار وجنـة ،، وعجـب وأرواح كـذا اللـوح والقلم). وراجع كلام ابن القيم في حادي الأرواح ص 348 :

هذا موضع اختلف فيه المتأخرون على ثلاثة أقوال احدها إن الجنة والنار فانيتان غير أبدتيين بل كما هما حادثتان فهما فانيتان والقول الثاني أنهما باقيتان دائمتان لا يفنيان أبدا والقول الثالث أن الجنة باقية أبدية والنار فانية ... امتناع وجود ما لا يتناهى من الحوادث وجعلوا ذلك عمدتهم في حدوث العالم فرأى الجهم أن ما يمنع من حوادث لا أول لها في الماضي يمنع في المستقبل كما هو ممتنع عنده عليه في الماضي ..

وأما ما يخص تعقيبي على قولك (أمر مجهول لا نقول طاقة) وهو قول مشهور، أن الروح مما استأثر الله بعلمه، فالله تعالى قال {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} (الإسراء:85). فقلت هذا يعني أن كل كلام في الروح باطل، أي أخطأ كل من فسر الروح فقال تفنى أو لا تفنى، هي النفس، ليست هي النفس، جسم لطيف، ذات لطيفة، هواء لطيف، توجد في الحشرات، لا توجد في الحشرات، جوهر أو عرض، تطير أو تدب أو تسري .. إلى غير ذلك. أو بتعبير الإمام الشعراوي بجوابه (كلهم كذابون!) عندما ألقي عليه السؤال (نرجو من فضيلة الشيخ أن يحدثنا عن الروح بعد أن فسر العلماء الروح بتفاسير مختلفة) فقال: كلهم كذابون!! ثم بدأ يستدل ويقول الروح بمجرد وجودها في المادة والتي هي البدن تنشأ له الحياة.. https://www.youtube.com/watch?v=japvrxDONvA

التناقض واضح، ولا يمكن دفعه بحجة التمييز بين المحسوس وغير المحسوس، أو الماهية كأن الآية تقول (يسألونك عن ماهية الروح..)، أو كأننا نعرف حقيقة الجثة (البدن أو الجسم) أصلا. والآية الكريمة لا علاقة لها بالإستنتاج الغريب أن الروح أمر مجهول، بل لو كان الأمر كذلك لكانت هناك مشكلة منطقية واضحة لأن الروح من أمر الرب، فها أنت تعلم شيئا عنه أنه من أمر الله، ومن هنا أشرت إلى المعضلة العقلية التي هي أساس المذهب الإلحادي الذي يسمى اللاأدرية أو الأجنوستيكية.

أرجو أن يكون كلامي واضحا، وكله بالمناسبة مبني على فرضية أن لفظ الروح في الآية معناه مقوم الحياة الإنسية. لفظ الروح ورد في القرآن الكريم على عدة معان: راجع هنا: http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=150005

إذن: لماذا يجب أن يعني الروح شيئا آخر يصح معه أن تسأل هل الروح هي النفس،وهل تموت، وهل وهل ..؟ هذا هو السؤال الذي ينبغي أن يطرح، في المعرفة. والسؤال الأهم كما قلت لك: كيف نحقق السمو الروحي؟

والسلام عليكم.
 
أخي البهيجي لا أوافقك الرأي في أن الروح مخالفة للنفس، فالحق أنهما اسمان لحقيقة واحدة، وهذا ما رجحه كثير من الأئمة، ولا مجال لنقل أقوالهم، وأكتفي بالوحيين:
يقول الله تعالى:"الله يتوفى الأنفس في منامها..."فهناك وفاتان: صغرى تكون بالنوم وكبرى تكون بالموت، وفي كلا الوفاتين انفصال لهذه النفس عن الجسد، وقد مر معنا في ما سلف من التدخلات أن الوفاة إنما هي انفصال للروح عن الجسد، كما يقول الإمام الغزالي رحمه الله:"فمعنى الموت انقطاع تصرف الروح عن البدن، وخروج البدن عن أن يكون آلة لها".
يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لآية الزمر:"وفي هذه الآية دليل على أن الروح والنفس جسم قائم بنفسه، مخالف جوهره جوهر البدن، وأنها مخلوقة مدبرة، يتصرف اللّه فيها في الوفاة والإمساك والإرسال، وأن أرواح الأحياء والأموات تتلاقى في البرزخ، فتجتمع، فتتحادث، فيرسل اللّه أرواح الأحياء، ويمسك أرواح الأموات."اهــ.

"وقال بعض السلف يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا، وأرواح الأحياء إذا ناموا، فتتعارف ما شاء الله تعالى أن تتعارف { فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ } التي قد ماتت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى.".-تفسير ابن كثير-..
فنلاحظ تعبير السلف بالأرواح في تأويل الأنفس التي ذكر الله تعالى أنه يتوفاها.

وقد ورد التعبير بالروح والنفس عن نفس المسمى في أحاديث صحاح، منها حديث البراء رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة و حنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله و رضوان فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن و في ذلك الحنوط و يخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا به إلى سماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي إلى السماء السابعة فيقول الله عز و جل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين و أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني منها خلقتهم و فيها أعيدهم و منها أخرجهم تارة أخرى ; فتعاد روحه فيأتيه ملكان..."
وبالنسبة للكافر –عياذا بالله-يقال:"... أيتها النفس الخبيثة !... فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث ؟..."الحديث.

وخلافا لما قلته أخي البهيجي نرى أن الطيبوبة والخبث صفتان للنفس والروح، فهما اسمان لحقيقة واحدة، وبهذا يسقط الاستدلال بما قلته آنفا.

وفي التنزيل:" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي".
وهذه البشرى لروح المؤمن أي نفسه.
وعن ابن عباس: يقال للأرواح المطمئنة يوم القيامة: { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ }-تفسير ابن كثير-.
يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:" وهذا تخاطب به الروح يوم القيامة، وتخاطب به حال الموت".

ولعل فيما ذكرت كفاية لبيان أن الروح والنفس اسمان لحقيقة واحدة، فتارة يعبر عنها بالروح وتارة بالنفس، وهذا ما نجده في كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الأئمة الأعلام.

والله تعالى أعلم وأحكم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد....الأستاذ الفاضل ناصر ان الموضوع ليس بالبساطة التي تتصورها ...وان موضوع المراد بالنفس والروح في القرآن بحاجة الى بحث وتحرير
لان القرآن يطلق أحيانا الوصف ويقصد به الجمع أي ان النفس هي الروح ويطلق أحيانا الوصف ويقصد به الروح فقط....فإن مسألة خروج النفس هنا المقصود هي الروح ولكن لانها قد امتزجت بجسدها وفعلت المنكرات لم يسمها روح ...على كل حال ان البحث متى يستخدم القرآن لفظ روح و متى يستخدم لفظ نفس بحاجة الى بحث معمق وطويل لا أستطيعه الآن لكثرة المشاغل....ولكن سأحيلك الى أمر آخر وهو ان من يريد ان يقول ان النفس هي الروح بالمطلق عليه ان يجيب على الإشكالات المترتبة على هذا القول:
1- لقد وقع اللوم على النفس بالقرآن فإذا كانت هي الروح كيف تلام وكنها وحقيقتها من الله تعالى وقد أضافها لنفسه سبحانه.
2- كيف تجيب على حديث ان أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك على فرض صحة الحديث.
3- وكيف تجيب على قوله تعالى( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها)...هل تكون الروح فاجرة؟
والله تعالى اعلم.
 
السلام عليكم
لفظ " النفس" لا يدل أي من موارده على أنه الروح الانسانى التى نُفخ فى الجنين ،
ولم يأت لفظ " الروح " فى القرآن فى موارده التى يعلم منها أنه الروح الانسانى ويقصد به النفس -الذات -،
فما الذى يجعل الروح والنفس اسمان لشيء واحد ؟

آية الزمر .. "الأنفس" فيها تعنى الذوات لأن الله يتوفى البدن والروح وهما من مكونات الذات ، الله يتوفى الروح ويمنعه سلطانه على البدن ، والبدن يتوفى من سلطان الروح
وفى قوله تعالى فى سورة الفجر ":" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي". .. الخطاب للنفس – الذات – عند الرجوع يوم القيامة حيث تُحيَي العظام وتحل الروح فى البدن ، ثم الذات ما يُدخل الجنة وليس بعضها أى ليس الروح فقط
وفى آية " ........ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ..... " الأنعام93 ، الخطاب للنفس الظالمة فى توقيت مماثل لخطاب النفس المطمئنة فى سورة الفجر .. والذى يخرج هو الذات ، والذى يقع عليه العذاب هو الذات
وفى حديث البراء نلاحظ خطاب النفس عند الوفاة فى قوله "..ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله و رضوان .." أما عندما يصعدون بالروح فقط ويتركون الجسد فى الأرض تقول الملائكة عنها " الروح " فى قوله " ............ فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب ؟ ......." وكذلك "... أيتها النفس الخبيثة ...... فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث ؟..."، انه لأمر لافت أن يختلف الاسم فى خطاب ملك الموت فى الأرض عن الاسم الذى ذكرته ملائكة السماء فى المرتين،
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....أما بعد...الاخوة الكرام ارجو من حضراتكم التركيز على مسألة الفروق بين الروح والنفس لأننا اذا عرفنا ان الروح غير النفس فهذا الامر يوضح لنا مثلا ان النفس تموت وان الروح لا تموت انما ترجع لبارئها سبحانه... وقد أوضح ان ورائها برزخ الى يوم القيامة ولو كانت تموت لقال انها ستموت كما أخبر عن النفس والجسد...
فلما ميز حالها وقال انها في برزخ او حاجز ستبقى فيه الى يوم القيامة دل ذلك على نفي الموت عنها....ولكن هنا مسألة هل ان هذا الامر يتصادم مع قوله تعالى (كل من عليها فان).....أعتقد انه لا يصادم حقيقة الموت الشاملة لجميع الخلائق لانه سبحانه جعل الروح من الأجزاء بحيث لا تسمى انها حية الا برجوعها الى الجسد....والله تعالى اعلم.
 
اختلف في معنى الروح في الآية 85 من سورة الاسراء وبالتالي حصل الاختلاف في معقولية وجواز الكلام في الروح. نقرأ في فتح الباري: قوله : ( فسألوه عن الروح ) في رواية التوحيد " فقام رجل منهم فقال : يا أبا القاسم ما الروح " ؟ وفي رواية العوفي عن ابن عباس عند الطبري " فقالوا : أخبرنا عن الروح " قال ابن التين : اختلف الناس في المراد بالروح المسئول عنه في هذا الخبر على أقوال : الأول روح الإنسان ، الثاني روح الحيوان ، الثالث جبريل ، الرابع عيسى ، الخامس القرآن ، السادس الوحي ، السابع ملك يقوم وحده صفا يوم القيامة ، الثامن ملك له أحد عشر ألف جناح ووجه وقيل ملك له سبعون ألف لسان ، وقيل له سبعون ألف وجه في كل وجه سبعون ألف لسان لكل لسان ألف لغة يسبح الله تعالى ، يخلق الله بكل تسبيحة ملكا يطير مع الملائكة ، وقيل ملك رجلاه في الأرض السفلى ورأسه عند قائمة العرش ، التاسع خلق كخلق بني آدم يقال لهم الروح يأكلون ويشربون ، لا ينزل ملك من السماء إلا نزل معه ، وقيل بل هم صنف من الملائكة يأكلون ويشربون ، انتهى كلامه ملخصا بزيادات من كلام غيره . وهذا إنما اجتمع من كلام أهل التفسير في معنى لفظ الروح الوارد في القرآن ، لا خصوص هذه الآية . فمن الذي في القرآن نزل به الروح الأمين ، وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ، يلقي الروح من أمره ، وأيدهم بروح منه يوم يقوم الروح والملائكة صفا ، تنزل الملائكة والروح فيها : فالأول جبريل ، والثاني القرآن ، والثالث الوحي ، والرابع القوة ، والخامس والسادس محتمل لجبريل ولغيره . ووقع إطلاق روح الله على عيسى ... http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8533&idto=8534&bk_no=52&ID=2492

هذا ويرجح ابن القيم في كتابه الروح (363) أنها ليست أرواح الناس وإنما الروح الذي أخبر الله عنه أنه يقوم يوم القيامة مع الملائكة، ملك عظيم، وذكر أن هذا قول السلف بل أكثرهم، وبالتالي الخوض في أمر الروح ليس من الغيب (ص 364).

ومن كلام ابن تيمية في رسالة العقل والروح (2/32) يظهر أنه لا فرق عنده بين النفس والروح فيقول: فاذا تبين هذا فالنفس وهي الروح المدبرة لبدن الإنسان هي من باب ما يقوم بنفسه التي تسمى جوهرا وعينا قائمة بنفسها ليست من باب الأعراض التي هي صفات قائمة بغيرها .. وأما الإشارة إليها فإنه يشار إليها وتصعد وتنزل وتخرج من البدن وتسل منه، كما جاءت بذلك النصوص ودلت عليه الشواهد العقلية.

لا أدري ماذا يعني بالنصوص وهل أصلا توجد هذه النصوص التي لا يختلف اثنان في تعيين المراد المعقول منها، لكن بالشواهد العقلية يجب أن نفهم أن الصعود والنزول والخروج والدخول والتسلل كلها مجازات، وأن الشواهد العقلية في صالح من يعترض عليهم ابن القيم في كتابه الروح في سؤال الروح هل هي قائمة بذاتها أم لا.

والشواهد العقلية يجب أن تقف مع الجانب العملي، بما يؤدي إلى تطوير العلوم المتعلقة بالنفس والدماغ وعلم وظائف الأعضاء، وهذا بأن لا تتحول المسألة التفسيرية إلى قضية عقدية بدون برهان نصي، والنص كما قلت قطعي الدلالة لا يختلف فيه الناس. إذا أخذنا الفهم الطبي لنفخ الروح على أنه ارتباط الحياة بالجهاز التنفسي فإن التركيز على نشوء الجهاز شيء يؤثر في سؤال فقهي يتعلق بحكم الإجهاض ومتى يمكن الحديث عن ازهاق الروح، وهكذا عندنا مسألة عمرانية وأخرى فقهية. أما الكلام في استقلالية النفس فخطأ وقع فيه بعض المتصوفة وهنا أقصد الخطأ العملي لا الخطأ الكلامي الذي ارتكبه المفسرون والفقهاء أيضا، حيث اهتم بعض المتصوفة من الزهاد بتزكية النفس إلى حد جعلهم يتجاهلون البدن وآلامه وحاجياته، بينما الشواهد العقلية تفرض علينا الإعتراف بالتفاعل بين البدن والنفس فللبدن تأثير على النفس والعكس صحيح، أي أن الذات شيء واحد متكامل.. ومن هنا سنبحث في الأسئلة العملية المرتبطة بوفاة النفس ليلا، وكيف التعامل مع من يتوفاه الله نهارا لأنه يجرح رزقه ليلا لضرورة أمنية عسكرية اقتصادية، ومدى حاجة الإنسان للضوء الطبيعي بدل الضوء الاصطناعي، أي ما درجة الوفاة ليلا على النوم نهارا؟ والنفس تتوفى في النوم إذ يستريح مدبر البدن ولا يقوم إلا بالأعمال الضرورية مثل التنفس وضخ الدم فلماذا نرهقه بمعالجة الطعام المتأخر؟ وما الحكمة في تأخير صلاة العشاء؟ وكيف نتدبر النصوص الدينية لاستنباط النظام الغذائي المناسب لوفاة النفس .. وغيرها من الأسئلة العملية، بعيدا عن ( الـكـلام ).
 
لي ملاحظة على كلام الأخ الفاضل مصطفى سعيد المتقدم، لكن قبل ذلك لا بد من الإجابة على تساؤلات الأخ الكريم البهيجي:
1-كون الروح مضاف إلى الله تعالى لا يلزم منه ألا يصح وصفها بالفجور أو الخبث لأن إضافة المخلوق إليه سبحانه إما أن يكون إضافة خلق أو إضافة تشريف، كما في قوله تعالى:" وطهر بيتي"، "ناقة الله"...لكن الإضافة لا يلزم منها ما ذكرت، فمثلا قوله تعالى:" وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا...": هل إضافتهم إليه جل في علاه يقتضي عصمتهم وأنهم صاروا ملائكة يمشون على الأرض لا يذنبون ولا يخطؤون؟ كلا.
فكذلك الروح هي مخلوقة لله تعالى، فلا يلزم من إضافتها إليه أنها لا يقع منها المخالفة والفجور، أو أنها لا تلام...
ولعل في الحديث الذي نقلت لك ما يوضح هذا، فقد ورد :"... أيتها النفس الخبيثة !... فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث ؟...".
2- أما بالنسبة لسؤالك الثاني المتعلق بالحديث:"
أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك"، فأرى أنه لا داعي للجواب إذا علمنا أن الحديث لا يصح بل هو من الأحاديث الموضوعة والمختلقة على النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر أخي السلسة الضعيفة للعلامة الألباني رحمه الله تعالى.

أما بالنسبة للأخ مصطفى سعيد فإني حقا أستغرب من تفسيرك للآية:
{ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ} كيف تقول أن المراد: أمر الأموات بإخراج أنفسهم أي ذواتهم من قبورهم وأن اليوم إنما هو يوم الخروج من الإجداث؟
من سلفك أخي في هذا التفسير؟
اعلم أخي مصطفى أن السياق له أهمية كبرى في التفسير، فتأمل الآيات جيدا وسابقها ولاحقها لتعلم أن تفسيرك بعيد كل البعد عن المعنى المراد.
الآية إنما هي في الاحتضار وخروج الروح من الجسد، روح الكفرة والظلمة الذين يبشرون بالسوء عياذا بالله تعالى.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى:" { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } [الأنفال: 50] ؛ ولهذا قال: { وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ } أي: بالضرب لهم حتى تخرج أنفسهم من أجسادهم؛ ولهذا يقولون لهم: { أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ } وذلك أن الكافر إذا احتضر بشرته الملائكة بالعذاب والنَّكال، والأغلال والسلاسل، والجحيم والحميم، وغضب الرحمن الرحيم، فتتفرق روحه في جسده، وتعصى وتأبى الخروج، فتضربهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم، قائلين لهم: { أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ [وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ] } أي: اليوم تهانون غاية الإهانة، كما كنتم تكذبون على الله، وتستكبرون عن اتباع آياته، والانقياد لرسله." اهــــ
ويقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:"ذكر ما أعد لهم من العقوبة في حال الاحتضار، ويوم القيامة فقال: { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ } أي: شدائده وأهواله الفظيعة، وكُرَبه الشنيعة -لرأيت أمرا هائلا وحالة لا يقدر الواصف أن يصفها.
{ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ } إلى أولئك الظالمين المحتضرين بالضرب والعذاب، يقولون لهم عند منازعة أرواحهم وقلقها، وتعصيها للخروج من الأبدان: { أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ } أي: العذاب الشديد، الذي يهينكم ويذلكم " اهـــ.
وانظر الجامع للقرطبي ومعالم التنزيل للبغوي وغيرهما.

فلا يجوز تفسير كلام الله تفسيرا محدثا مخالفا لما عليه السلف وأجمع عليه علماء التفسير، كحال العقلانيين الذين يفسرون كلام الله بحسب ما تمليه عليهم عقولهم التي لم تستنر جيدا بنور الوحي.
ويذكرني هذا بتفسير عجيب غريب لنفس الآية لبعض العقلانيين الكتاب في مجلة المنار لا داعي لذكر اسمه، حيث يفسر "الملائكة" بالمكروبات باعتبار أن هذه المكروبات هي السبب في الوفاة لما تحدثه من تغيرات وانحلال في جثة الميت...
لذا أنصحك أخي بعدم تقديم عقلك في التفسير بمنأى عن الأثر وأقوال العلماء..لك أن تستنبط الفوائد بل أن تستخرج معنى يفتح الله عليك به، لكن بالضوابط المعلومة.

والله أعلم وأحكم.
 
كل مخلوق حي أو ميت أو متحرك أو جامد أخضر أو يابس لا يسبح إلا بالإمساك
ولا يهلك ويزول ويتلاشى إلا بترك إمساكه
قال تعالى: ويمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا ما أمسكهما من أحد من بعده" الآية
ومتى كان هلاك المخلوقات ترك إمساكها
فهلاك كل شيء إلا وجه الله تعالى زواله
فالبدن بلا روح يموت والروح بلا إمساك تهلك وتفنى
فهنا ثلاث موتات
موت الإنسان
ثم فناء بدنه
ثم فناء روحه
فكما يفنى البدن ولا يسمى موتا
فلا تموت الروح لكن تفنى
وكما أن تلاشي البدن بأسباب الإتلاف وفي الحقيقة مردها لترك الإمساك
فالروح أيضا لها أسباب إتلافها وفنائها
وقد صدق العموم في إمكان إفنائها في الآية المذكورة وهو ترك الإمساك فيلاشى كل شيء ويتبدد وهو الموت الحقيقي التام أي الإعدام
وفي هذا الموضوع سوانح وخواطر تتعلق بالروح يسر الله تعالى بيانها
والله أعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين..أما بعد..الاستاذ ناصر جزاكم الله تعالى خيرا...أعتقد أن الحديث التالي يحسم النقاش...وهو
وقال النووي - رحمه الله - معلقًا على حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الشهداء، والحديث في "صحيح مسلم" وفيه: ((أرواحهم في أجواف طير خُضر، لها قناديل مُعلَّقة بالعرش، تَسْرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل)).



فقال النووي - رحمه الله - قال القاضي عياض: "إن الأرواح باقية لا تفنى، فينعَّم المحسن، ويُعذَّب المسيء، وقد جاء به القرآن والآثار وهو مذهب أهل السُّنَّة.



رابط الموضوع:http://www.alukah.net/sharia/0/70535/#ixzz4rpyGSVyD
 
وأضيف أن القول بعدم فناء الروح ليس هو نفي لقابيليتها الفناء! كيف وأهل السنة يقولون بخلقها والخلق ينافي القدم !!
والقدم وجوب الدوام والبقاء وهو ينافي إمكان الفناء !!
فكل من قال بخلق الروح قال بإمكان فنائها
وإنما عدم الفناء آت من غير ذاتها..
وهي مشكلة التسلسل التي نبه عليها الأستاذ شايب زوادشتي وفي تقريري في التعليقين مجمل البيان المفرق بين من قال مخلوقة كأهل السنة ومن قال بعدم فنائها على أنها من روح الله كالنصارى في عيسى عليه السلام أو غلاة المتصوفة في جميع أوراح البشر أوالفلاسفة وهم الأصل في هذا المذهب أي قدم بعض العالم
والله أعلم.
 
بارك الله فيك أخي البهيجي.
كما ذكرت آنفا فإن المسألة من مسائل الاختلاف بين العلماء، ولعل قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى أقربها للصواب، حيث ذهب إلى أنه إذا كان المقصود بموت الروح انفصالها عن الجسد، فهي بهذا المعنى تموت، وإن كان المقصود به فناؤها واضمحلالها بالكلية فهي بهذا الاعتبار لا تموت، بل هي باقية لا تفنى ولا تهلك.
والحديث الذي ذكرت أخي من الأدلة المرجحة لهذا القول، كما أن قول القاضي عياض الذي نقله الإمام النووي في شرحه يصب في هذا الاتجاه.

والذي أراه أن القول بفناء الروح واضمحلالها وعدمها قول في غاية البطلان كيفما كان قائله، فكما هو معلوم أن الروح لها تعلقات بالجسد، أهمها ثلاث: تعلق لها به في الدنيا وفيه تكون الروح تبعا.
وتعلق لها به في عالم البرزخ ويكون الجسد فيه لها تبعا.
وتعلق لها به في الآخرة وهذا غاية التعلق، حيث أن النعيم أو العذاب يقع على الروح والجسد في آن واحد.

فالقول بفناء الروح وهلاكها بالكلية خطأ عقدي كبير، ولعلي أكتفي بالبرزخ، فمن المعلوم أن الجسد يبلى ويفنى في هذا العالم، وإذا قلنا بفناء الروح هي الأخرى في هذا العالم، فأين نعيم القبر وعذابه...؟
ولعلي أبسط القول في هذه النقطة قريبا إن شاء العلي القدير سبحانه.
 
عودة
أعلى