بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم...
اخي البهيجي بارك الله فيك.
تقول :(
[FONT="]ﻻ على روحه ولا على جسده...بل على نفس آدم)
وبهذا تجزم بان الروح تختلف عن النفس ،وهذا ما لايمكن الجزم به حيث اختلف العلماء فيه.
وهنا اطراف مما قاله اهل العلم في هذا:
يقول ابن القيم (رحمه الله في كتابه (الروح) وبتصرف:
[/FONT]الْمَسْأَلَة الْعشْرُونَ وَهِي هَل النَّفس وَالروح شَيْء وَاحِد أَو شَيْئَانِ متغايران
فأختلف النَّاس فِي ذلِك
فَمن قَائِل أَن مسماهما وَاحِد وهم الْجُمْهُور وَمن قَائِل أَنَّهُمَا متغايران وَنحن نكشف سر الْمَسْأَلَة بحول الله وقوته فَنَقُول
النَّفس تطلق على أُمُور أَحدهَا الرّوح قَالَ الْجَوْهَرِي النَّفس الرّوح يُقَال خرجت نَفسه قَالَ أَبُو خرَاش
نجما سالما وَالنَّفس مِنْهُ بشدقه ... وَلم ينج إِلَّا جفن سيف ومئزر
أَي بجفن سيف ومئزر وَالنَّفس وَالدَّم قَالَ سَأَلت نَفسه وَفِي الحَدِيث مَالا نفس لَهُ سَائِلَة لَا ينجس المَاء إِذا مَاتَ فِيهِ وَالنَّفس الْجَسَد
وَقَالَت فرقة أُخْرَى من أهل الحَدِيث وَالْفِقْه والتصوف الرّوح غير النَّفس.
ويقول السيد سابق في كتابه العقائد الاسلامية:
والروح والنفس معناهما واحد، يقول الله - سبحانه وتعالى -:
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً} (1)
ويقول - سبحانه وتعالى -:
{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} (2).
فالأنفس فى الآيتين، المقصود بها الأرواح.
وفي كتاب الألفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية:
النفس
1 - معنى النفس في اللغة:
قال الخليل: "النَّفْس وجمعها النفوس لها معان:
النفس الروح الذي به حياة الجسد، وكل إنسان نفس، حتى آدم - عليه السلام -، الذكر والأنثى سواء. وكل شيء بعينه نفس، ورجل له نفْس أي خلق وجلادة وسخاء، والنَّفَس التنفس أي خروج النسيم من الجوف، وشربت الماء بنفس وثلاثة أنفاس، وكل مستراح منه نفَس، وشيء نفيس متنافس فيه، ونفست به علي نفساً، ونفاسة، ضننت، ونَفُس الشيء نفاسة أي صار نفيساً"
[1].
فالنفس في اللغة الروح، والنفس الدم، والجسد، والعين، ونفس الشيء عينه، وذاته، يؤكد به، يقال رأيت فلاناً نفسه، وجاءني بنفسه
[2].
2 - معنى النفس في الشرع:
ورد لفظ النفس في كتاب الله - تعالى - في عدة مواضع، فورد بمعنى الروح كما في قوله - تعالى -: {أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ} [الأنعام - 93] ، فالنفس هنا بمعنى الروح
[3]، كما جاءت النفس بمعنى الذات، قال - تعالى -: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة - 235] ، وقال - تعالى -: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة - 116] ، وقال: {وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران - 28] ، فالنفس هنا بمعنى الذات
[4]، قال شيخ الإسلام: "ومعلوم أن نفس الله، التي هي ذاته المقدسة، الموصوفة بصفات الكمال، ليست مثل نفس أحد من المخلوقين، وقد ذهب طائفة من المنتسبين إلى السنة، من أهل الحديث، وغيرهم، وفيهم طائفة من أصحاب الشافعي، وأحمد، وغيرهما، إلى أن النفس صفة من الصفات، والصواب أنها ليست صفة، بل نفس الله هي ذاته - سبحانه -، الموصوفة بصفاته - سبحانه -"
[5].
وفي السنة ورد لفظ النفس كثيراً بمعنى الذات، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف على يمين الإسلام كاذباً فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة، وليس على رجل نذر في شيء لا يملكه"
[6].
كما ورد لفظ النفس بمعنى الروح
[7]، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره؟ " قالوا: بلى، قال: "فذلك حين يتبع بصره نفسه"
[8].
كما جاءت النفس بمعنى العين، ففي الحديث أن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا محمد اشتكيت فقال: "نعم"، قال: "باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس، أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك"
[9]، قال النووي - رحمه الله -: "وقوله: "من شر كل نفس"، قيل يحتمل أن المراد بالنفس نفس الآدمي، وقيل يحتمل أن المراد بها العين، فإن النفس تطلق على العين، ويقال رجل نفوس إذا كان يصيب الناس بعينه، كما قال في الرواية الأخرى "من شر كل ذي عين"
[10]، ويكون قوله "أو عين حاسد" من باب التوكيد بلفظ مختلف، أو شك من الراوي في لفظه والله أعلم"
[11]. فالنفس في الشرع جاءت بمعانيها في اللغة.
[1] العين 7/270 - 271.
[2] انظر: الصحاح 3/984، لسان العرب 6/233 - 234.
[3] انظر: المفردات ص818.
[4] انظر: المرجع السابق نفس الصفحة.
[5] درء التعارض 10/308.
[6] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه 1/104، ح 110، وبنحوه البخاري في كتاب الأدب، باب ما ينهى من السباب واللعن4/99، ح 6047.
[7] - انظر: شرح النووي على صحيح مسلم 6/224.
[8] أخرجه مسلم في كتاب الجنائز باب في شخوص بصر الميت يتبع نفسه 2/635، ح 921.
[9] أخرجه مسلم في كتاب السلام باب الطب والمرض والرقى4/1718، ح 2186.
[10] أخرجه مسلم في كتاب السلام باب الطب والمرض والرقى4/1718، ح 2185.
[11] شرح النووي على صحيح مسلم 14/170.