هل الروايات المنافية لعصمة الأنبياء تدخل في سوء الظن بهم.

زمرد

New member
إنضم
12 فبراير 2009
المشاركات
44
مستوى التفاعل
1
النقاط
8
ذكر العلامة العيني في حديث: "حسبكما إنها صفية" مامضمونه أن النبي صلى الله عليه وسلم خشي عليهما من الوقوع في إساءة الظن به، لأن ظن السوء بالأنبياء عليهم السلام كفر.

سؤالي: هل إقرار الروايات المنافية للعصمة يدخل في ظن السوء بالأنبياء عليهم السلام؟
أرجو الجواب وشكر الله لكم.
 
في هذا الموضوع ينبغي تحرير أمور :
1- مفهوم العصمة للأنبياء، وما يجوز أن يقع منهم عليهم الصلاة والسلام وما لا يجوز، والعلماء مجمعون على عدم وقوعهم في الكبائر، وفي الخطأ في التبليغ، ومختلفون في الصغائر، وعند تحرير هذه المسألة يُعلم الأمر الثاني.
2- ما الأمور التي تناقض العصمة بناء على المفهوم السابق، فقد ينكر القارئ حديثاً يظنه مخالفاً للعصمة وهو صحيح ثابت، والحق أنه لا يكون كذلك.
3- ينبغي التفريق بين ما وقع من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبل النبوة وبعدها، كما قد وقع من النبي الكريم موسى عليه السلام حيث وقع منه القتل قبل النبوة.
وعند تحرير ذلك يمكن الجواب حول ما يقع من إشكال في كل مسألة بعينها.
والله أعلم،،،​
 
في هذا الموضوع ينبغي تحرير أمور :
1- مفهوم العصمة للأنبياء، وما يجوز أن يقع منهم عليهم الصلاة والسلام وما لا يجوز، والعلماء مجمعون على عدم وقوعهم في الكبائر، وفي الخطأ في التبليغ، ومختلفون في الصغائر، وعند تحرير هذه المسألة يُعلم الأمر الثاني.
2- ما الأمور التي تناقض العصمة بناء على المفهوم السابق، فقد ينكر القارئ حديثاً يظنه مخالفاً للعصمة وهو صحيح ثابت، والحق أنه لا يكون كذلك.
3- ينبغي التفريق بين ما وقع من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبل النبوة وبعدها، كما قد وقع من النبي الكريم موسى عليه السلام حيث وقع منه القتل قبل النبوة.
وعند تحرير ذلك يمكن الجواب حول ما يقع من إشكال في كل مسألة بعينها.
كلام سليم لأنه لا يمكن بناء فرع إلا على أصل ولا بناء استنتاجات إلا على مقدمات.
أقول: أما وقوع الأنبياء في الصغائر بعد النبوة فهذا قول يجب دحضه شرعًا وعقلا. أما الشرع فليس فيه ما يدل على أن نبيًّا عصى الله بصغيرة وهو يعلم أنها معصية، وإنما يتحقق اسم المعصية على تعمد فعل ما كان حرامًا في اعتقاد الفاعل.
 

قال شيخ الإسلام: (( والجمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم [أي: على الأنبياء]يقولون إنهم معصومون من الإقرار عليها وحينئذ فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم فإن الأعمال بالخواتيم مع أن القرآن والحديث وإجماع السلف معهم في تقرير هذا الأصل فالمنكرون لذلك يقولون في تحريف القرآن ما هو من جنس قول أهل البهتان ويحرفون الكلم عن مواضعه)).

ثم ذكر تحريفهم لقول الله: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}
ثم قال: ((فهذا وأمثاله من خيار تأويلات المانعين لما دل عليه القرآن من توبة الأنبياء من ذنوبهم واستغفارهم وزعمهم أنه لم يكن هناك ما يوجب توبة ولا استغفار ولا تفضل الله عليه بمحبته وفرحه بتوبتهم ومغفرته ورحمته لهم فكيف بسائر تأويلاتهم التي فيها من تحريف القرآن وقول الباطل على الله ما ليس هذا موضع بسطه ))


ثم ختم كلامه قائلاً : ((وهذا الباب فيه مسائل كثيرة ليس هذا موضع تفصيلها ولبسطها موضع آخر والمقصود التنبيه ولهذا كان السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وغيرهم من أئمة المسلمين متفقين على ما دل عليه الكتاب والسنة من أحوال الأنبياء لا يعرف عن أحد منهم القول بما أحدثته المعتزلة والرافضة ومن تبعهم في هذا الباب بل كتب التفسير والحديث والآثار والزهد وأخبار السلف مشحونة عن الصحابة والتابعين بمثل ما دل عليه القرآن وليس فيهم من حرف الآيات كتحريف هؤلاء ولا من كذب بما في الأحاديث كتكذيب هؤلاء ولا من قال هذا يمنع الوثوق أو يوجب التنفير ونحو ذلك كما قال هؤلاء بل أقوال هؤلاء الذين غلوا بجهل من الأقوال المبتدعة في الإسلام وهم قصدوا تعظيم الأنبياء بجهل كما قصدت النصارى تعظيم المسيح وأحبارهم ورهبانهم بجهل)).

قال شيخ الإسلام: (( أول ذنب عصي الله به كان من أبي الجن وأبي الإنس أبوي الثقلين المأمورين وكان ذنب أبي الجن أكبر وأسبق وهو ترك المأمور به وهو السجود إباء واستكبارا وذنب أبي الإنس كان ذنبا صغيرا (( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه } وهو إنما فعل المنهي عنه وهو الأكل من الشجرة ؛ وإن كان كثير من الناس المتكلمين في العلم يزعم أن هذا ليس بذنب ؛ وأن آدم تأول حيث نهي عن الجنس بقوله : (( ولا تقربا هذه الشجرة } فظن أنه الشخص فأخطأ ؛ أو نسي والمخطئ والناسي ليسا مذنبين . وهذا القول يقوله طوائف من أهل البدع والكلام والشيعة وكثير من المعتزلة وبعض الأشعرية وغيرهم ممن يوجب عصمة الأنبياء من الصغائر وهؤلاء فروا من شيء ووقعوا فيما هو أعظم منه في تحريف كلام الله عن مواضعه . وأما السلف قاطبة من القرون الثلاثة الذين هم خير قرون الأمة ؛ وأهل الحديث والتفسير ؛ وأهل كتب قصص الأنبياء والمبتدأ وجمهور الفقهاء والصوفية ؛ وكثير من أهل الكلام كجمهور الأشعرية وغيرهم وعموم المؤمنين ؛ فعلى ما دل عليه الكتاب والسنة مثل قوله تعالى (( وعصى آدم ربه فغوى } وقوله : (( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } بعد أن قال لهما : ** ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين } وقوله تعالى (( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم } مع أنه عوقب بإخراجه من الجنة . وهذه نصوص لا ترد إلا بنوع من تحريف الكلام عن مواضعه ؛ والمخطئ والناسي إذا كانا مكلفين في تلك الشريعة فلا فرق وإن لم يكونا مكلفين امتنعت العقوبة ووصف العصيان والإخبار بظلم النفس وطلب المغفرة والرحمة وقوله تعالى ** ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين } وإنما ابتلى الله الأنبياء بالذنوب رفعا لدرجاتهم بالتوبة وتبليغا لهم إلى محبته وفرحه بهم فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ويفرح بتوبة التائب أشد فرح فالمقصود كمال الغاية لا نقص البداية ؛ فإن العبد يكون له الدرجة لا ينالها إلا بما قدره الله له من العمل أو البلاء .)).



وقال: ((وفي الكتاب والسنة الصحيحة والكتب التي أنزلت قبل القرآن مما يوافق هذا القول ما يتعذر إحصاؤه
والرادون لذلك تأولوا ذلك بمثل تأويلات الجهمية والقدرية والدهرية لنصوص الأسماء والصفات ونصوص القدر ونصوص المعاد وهي من جنس تأويلات القرامطة الباطنية التي يعلم بالاضطرار أنها باطلة وأنها من باب تحريف الكلم عن مواضعه وهؤلاء يقصد أحدهم تعظيم الأنبياء فيقع في تكذيبهم ويريد الإيمان بهم فيقع في الكفر بهم



ونصوص الكتاب والسنة في هذا الباب كثيرة متظاهرة والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين كثيرة


لكن المنازعون يتأولون هذه النصوص من جنس تأويلات الجهمية والباطنية كما فعل ذلك من صنف في هذا الباب وتأويلاتهم تبين لمن تدبرها أنها فاسدة من باب تحريف الكلم عن مواضعه)).


وقال الشيخ : ((وَأَمَّا الْعِصْمَةُ فِي غَيْرِ مَا يَتَعَلَّقُ بِتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ فَلِلنَّاسِ فِيهِ نِزَاعٌ هَلْ هُوَ ثَابِتٌ بِالْعَقْلِ أَوْ بِالسَّمْعِ ؟ وَمُتَنَازِعُونَ فِي الْعِصْمَةِ مِنْ الْكَبَائِرِ وَالصَّغَائِرِ أَوْ مِنْ بَعْضِهَا أَمْ هَلْ الْعِصْمَةُ إنَّمَا هِيَ فِي الْإِقْرَارِ عَلَيْهَا لَا فِي فِعْلِهَا ؟ أَمْ لَا يَجِبُ الْقَوْلُ بِالْعِصْمَةِ إلَّا فِي التَّبْلِيغِ فَقَطْ ؟ وَهَلْ تَجِبُ الْعِصْمَةُ مِنْ الْكُفْرِ وَالذُّنُوبِ قَبْلَ الْمَبْعَثِ أَمْ لَا ؟ وَالْكَلَامُ عَلَى هَذَا مَبْسُوطٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ . وَالْقَوْلُ الَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ النَّاسِ وَهُوَ الْمُوَافِقُ لِلْآثَارِ الْمَنْقُولَةِ عَنْ السَّلَفِ إثْبَاتُ الْعِصْمَةِ مِنْ الْإِقْرَارِ عَلَى الذُّنُوبِ مُطْلَقًا وَالرَّدُّ عَلَى مَنْ يَقُولُ إنَّهُ يَجُوزُ إقْرَارُهُمْ عَلَيْهَا وَحُجَجُ الْقَائِلِينَ بِالْعِصْمَةِ إذَا حُرِّرَتْ إنَّمَا تَدُلُّ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ . وَحُجَجُ الْنُّفَاةِ لَا تَدُلُّ عَلَى وُقُوعِ ذَنْبٍ أَقَرَّ عَلَيْهِ الْأَنْبِيَاءُ فَإِنَّ الْقَائِلِينَ بِالْعِصْمَةِ احْتَجُّوا بِأَنَّ التَّأَسِّي بِهِمْ مَشْرُوعٌ وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ إلَّا مَعَ تَجْوِيزِ كَوْنِ الْأَفْعَالِ ذُنُوبًا وَمَعْلُومٌ أَنَّ التَّأَسِّي بِهِمْ إنَّمَا هُوَ مَشْرُوعٌ فِيمَا أُقِرُّوا عَلَيْهِ دُونَ مَا نُهُوا عَنْهُ وَرَجَعُوا عَنْهُ كَمَا أَنَّ الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ إنَّمَا تَجِبُ طَاعَتُهُمْ فِيمَا لَمْ يُنْسَخْ مِنْهُ فَأَمَّا مَا نُسِخَ مِنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ فَلَا يَجُوزُ جَعْلُهُ مَأْمُورًا بِهِ وَلَا مَنْهِيًّا عَنْهُ فَضْلًا عَنْ وُجُوبِ اتِّبَاعِهِ وَالطَّاعَةِ فِيهِ . وَكَذَلِكَ مَا احْتَجُّوا بِهِ مِنْ أَنَّ الذُّنُوبَ تُنَافِي الْكَمَالَ أَوْ أَنَّهَا مِمَّنْ عَظُمَتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ أَقْبَحُ . أَوْ أَنَّهَا تُوجِبُ التَّنْفِيرَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ مِنْ الْحُجَجِ الْعَقْلِيَّةِ فَهَذَا إنَّمَا يَكُونُ مَعَ الْبَقَاءِ عَلَى ذَلِكَ وَعَدَمِ الرُّجُوعِ وَإِلَّا فَالتَّوْبَةُ النَّصُوحُ الَّتِي يَقْبَلُهَا اللَّهُ يَرْفَعُ بِهَا صَاحِبَهَا إلَى أَعْظَمَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ ..وَالرَّادُّونَ لِذَلِكَ تَأَوَّلُوا ذَلِكَ بِمِثْلِ تَأْوِيلَاتِ الْجَهْمِيَّة وَالْقَدَرِيَّةِ وَالدَّهْرِيَّةِ لِنُصُوصِ " الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ " وَنُصُوصِ " الْقَدَرِ " وَنُصُوصِ " الْمَعَادِ " وَهِيَ مِنْ جِنْسِ تَأْوِيلَاتِ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ الَّتِي يُعْلَمُ بِالِاضْطِرَارِ أَنَّهَا بَاطِلَةٌ وَأَنَّهَا مِنْ بَابِ تَحْرِيفِ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَهَؤُلَاءِ يَقْصِدُ أَحَدُهُمْ تَعْظِيمَ الْأَنْبِيَاءِ فَيَقَعُ فِي تَكْذِيبِهِمْ وَيُرِيدُ الْإِيمَانَ بِهِمْ فَيَقَعُ فِي الْكُفْرِ بِهِمْ . ثُمَّ إنَّ الْعِصْمَةَ الْمَعْلُومَةَ بِدَلِيلِ الشَّرْعِ وَالْعَقْلِ وَالْإِجْمَاعِ وَهِيَ " الْعِصْمَةُ فِي التَّبْلِيغِ )).




و قال ل شيخ الإسلام : ((وليس أحد معصوما عن أن يفعل ما هو ذنب لكن الأنبياء معصومون من الإقرار على الذنوب فيتأسى بأفعالهم التي أقروا عليها لأن الإقرار عليها يقتضي أنها ليست ذنبا)).

وأختم بقول القاضي عياض وهو من القائلين بالعصمة :


((أَنْ يَذْكُرَ مَا يَجُوزُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَخْتَلِفَ فِي إقْرَارِهِ عَلَيْهِ ، وَمَا يَطْرَأُ مِنْ الْأُمُورِ الْبَشَرِيَّةِ مِنْهُ وَيُمْكِنُ إضَافَتُهَا إلَيْهِ . أَوْ يَذْكُرَ مَا اُمْتُحِنَ بِهِ وَصَبَرَ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَلَى شِدَّتِهِ مِنْ مُقَاسَاةِ أَعْدَائِهِ وَأَذَاهُمْ لَهُ ، وَمَعْرِفَةِ ابْتِدَاءِ حَالِهِ ، وَسِيرَتِهِ ، وَمَا لَقِيَهُ مِنْ بُؤْسِ زَمَنِهِ ، وَمَرَّ عَلَيْهِ مِنْ مُعَانَاتِ عَيْشِهِ ، كُلُّ ذَلِكَ عَلَى طَرِيقِ الرِّوَايَةِ ، وَمُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ وَمَعْرِفَةِ مَا صَحَّتْ بِهِ الْعِصْمَةُ لِلْأَنْبِيَاءِ ، وَمَا يَجُوزُ عَلَيْهِمْ . فَقَالَ : هَذَا فَنٌّ خَارِجٌ مِنْ هَذِهِ الْفُنُونِ السِّتَّةِ ؛ لَيْسَ فِيهِ غَمْضٌ وَلَا نَقْصٌ وَلَا إزْرَاءٌ وَلَا اسْتِخْفَافٌ ، وَلَا فِي ظَاهِرِ اللَّفْظِ وَلَا فِي مَقْصِدِ اللَّافِظِ ؛ لَكِنْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ مَعَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَطَلَبَةِ الدِّينِ مِمَّنْ يَفْهَمُ مَقَاصِدَهُ ، وَيُحَقِّقُونَ فَوَائِدَهُ ؛ وَيُجَنَّبُ ذَلِكَ مِمَّنْ عَسَاهُ لَايَفْقُهُ ، أَوْ يَخْشَى بِهِ فِتْنَةً .))
 
ذكر العلامة العيني في حديث: "حسبكما إنها صفية" مامضمونه أن النبي صلى الله عليه وسلم خشي عليهما من الوقوع في إساءة الظن به، لأن ظن السوء بالأنبياء عليهم السلام كفر.

سؤالي: هل إقرار الروايات المنافية للعصمة يدخل في ظن السوء بالأنبياء عليهم السلام؟
أرجو الجواب وشكر الله لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :
هذا الكلام يحتاج إلى تحرير ، إن الحديث يتحدث عن الخواطر التي يلقيها الشيطان في نفوس المؤمنين ، أما المنافقين فقد انتهى منهم ، فهم منطوين على النفاق مرتاحين من الوساوس التي تخص العقيدة والدين ، والقاعدة:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:​
((( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ )))
فقد عانى أهل الإخلاص من هذا وأول من عانى الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، لذلك قال صلى الله عليه وسلم عن الوساوس :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
((( سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْوَسْوَسَةِ قَالَ تِلْكَ مَحْضُ الْإِيمَانِ )))
لذلك كانت تكملة الحديث :
((( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ وَعِنْدَهُ أَزْوَاجُهُ فَرُحْنَ فَقَالَ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ لَا تَعْجَلِي حَتَّى أَنْصَرِفَ مَعَكِ وَكَانَ بَيْتُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا فَلَقِيَهُ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَنَظَرَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَجَازَا وَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَالَيَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ قَالَا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُلْقِيَ فِي أَنْفُسِكُمَا شَيْئًا )))
مع أن الوساوس محض الإيمان إلا أن المؤمن يعاني من ذلك وتجنب وضعه في هذا الوضع أولى .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
قَالَ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ فَقَالُوا أَيْ رَسُولَ اللَّهِ كُلِّفْنَا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي إِثْرِهَا
{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }
فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ تَعَالَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }
قَالَ نَعَمْ
{ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا }
قَالَ نَعَمْ
{ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ }
قَالَ نَعَمْ
{ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
قَالَ نَعَمْ" أهــ
إن الوساوس والخواطر لا مناص منها ، والله سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها ، هذا والله أعلم وأحكم.
أعتقد هذا الرابط مفيد .
موضوع : آية وحديث شرط عجيب (5):
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=5546



 
أشكر الجميع على ردودهم

د.فهد الوهبي : تفريق جيد فلابد من النظر في زمن العصمة (قبل النبوة أو بعدها)، وفي متعلق العصمة وهو(التبليغ،والوقوع في كبائر أم صغائر).

أ. مهند شيخ يوسف: بالنسبة للصغائر فقد أجمع أهل السنة على عصمتهم في تبليغ الرسالة، وعصمتهم من الكبائر، وصغائر الخسة التي تزري بصاحبها كسرقة الحبة والحبتين، والتطفيف ونحو ذلك.
(واختلفوا فيما عداها من الصغائر والخطأ والنسيان والسهو وجمهورهم على جوازها عليهم مع كونهم لايقرون عليها، ولايصرون على عملها، بل لابد أن يتنبهوا لها ويتوبوا منها. مجموع الفتاوى(4/320) لوامع الأنوار البهية(2/304)، شرح العقيدة السفارينية لابن عثيمين(573-574)).

أ. أبو فهر السلفي: نقول نفيسة سأفيد منها بإذن الله.

أ. أم عبدالله الجزائرية: ليست نقطة البحث لكن استفدت من نقلك في موضوعه.
وشكر الله لكم.

ومرادي الروايات المردودة من العلماء المحققين كابن تيمية وابن كثير، والتي تتنافى مع العصمة بعد ثبوت النبوة، والتي لاتقع من رجل صالح فضلا عن نبي كقصة داود عليه السلام ورؤيته المرأة التي كان زوجها في الجهاد.
 
صغائر الخسة التي تزري بصاحبها كسرقة الحبة والحبتين
وماذا عن سرقة كيس أو كيسين من الحبوب؟

إن تقبل مفهوم جواز الصغائر على الأنبياء شيء لا يمكن إثباته شرعًا، لأن كل عتاب ورد في حق الأنبياء بعد النبوة إنما كان لخطأ في اجتهاد أو لسهو ونحو ذلك.
 
بارك الله فيكم أختي الفاضلة..

مع ملاحظة التنبيه على عدم توهم أن الشيخ الفاضل الدكتور فهد يمنع وقوع الصغائر بعد النبوة ،فهذا هو محك أغلب النظر ولكن أظن مراده هو وجوب التفريق بينها عند البحث والنظر وتقرير ما وقعه..
 
وماذا عن سرقة كيس أو كيسين من الحبوب؟

المراد بالعبارة التي ذكرتها الأخت هو أنه حتى السرقة لو كانت لحبة فهي خسة فما فوقها أخس..

وما تفضلت بقوله عن صغائر الأنبياء لم يقل به واحد من الصحابة أو التابعين أو أتباعهم الذين فسروا تلك الآيات..

وأتركك تتأمل سياقاً تفسيرياً نفيساً؛ لتنظر كيف كان قول السلف بعدم العصمة عاملاً مؤثراً :

في تفسير الطبري عند قوله تعالى: {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) }.




فهم السلف كلهم أن ظاهر الآية إثبات وقوع الذنوب والظلم من الأنبياء، ولم يقل عاقل منهم إن هذا ظلم غير متضمن لإثم أو هو ظلم لكنه وقع سهواً، وإنما أثبت السلف الآية على ظاهرها ، وفزع بعض اللغويين لتأويل الاستثناء، أما العبث بدلالة لفظة الظلم عبثاً قرمطياً فلم يخطر ببال أحد لا من السلف ولا من اللغويين..





والآن لنتأمل معاً في الآية وتفسير السلف لها وتأويلات المعربين وكلام الطبري تطبيقاً على ما تقدم:




قال الحسن البصري: (( كانت الأنبياء تذنب فتعاقب)).




قال ابن جريج: (( لا يخيف الله الأنبياء إلا بذنب يصيبه أحدهم،فإن أصابه،أخافه الله، حتى يأخذه منه)).




ثم ذكر الطبري بعض تأويلات النحاة هنا وهي ثلاثة:




1- أن يكون الاستثناء منقطعاً.



2-أن يكون المستثنى منه محذوفاً وليس هو الأنبياء.



3-أن تكون إلا بمعنى الواو.




ثم قال الطبري -وهو محل الشاهد- : ((قال أبو جعفر: والصواب من القول في قوله(إِلا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ ) عندي غير ما قاله هؤلاء الذين حكينا قولهم من أهل العربية، بل هو القول الذي قاله الحسن البصري وابن جُرَيج ومن قال قولهما، وهو أن قوله:(إِلا مَنْ ظُلِمَ ) استثناء صحيح من قوله( لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ إِلا مَنْ ظَلَمَ ) منهم فأتى ذنبا، فإنه خائف لديه من عقوبته، وقد بين الحسن رحمه الله معنى قيل الله لموسى ذلك، وهو قوله قال: إني إنما أخفتك لقتلك النفس.... وأما الذين ذكرنا قولهم من أهل العربية، فقد قالوا على مذهب العربية، غير أنهم أغفلوا معنى الكلمة وحملوها على غير وجهها من التأويل. وإنما ينبغي أن يحمل الكلام على وجهه من التأويل، ويلتمس له على ذلك الوجه للإعراب في الصحة مخرج لا على إحالة الكلمة عن معناها ووجهها الصحيح من التأويل)).
 
أ. أم عبدالله الجزائرية: ليست نقطة البحث لكن استفدت من نقلك في موضوعه.
وشكر الله لكم.

أخي الكريم بالنسبة لنقطة البحث قلت :
" ومرادي الروايات المردودة من العلماء المحققين كابن تيمية وابن كثير، والتي تتنافى مع العصمة بعد ثبوت النبوة، والتي لاتقع من رجل صالح فضلا عن نبي كقصة داود عليه السلام ورؤيته المرأة التي كان زوجها في الجهاد. "
يعني تريد أن تقول أن التصديق بالروايات التي تشذ عن القاعدة ونشرها مع التأكيد عليها يفيدنا أن هذا الإنسان منافق ...، هذا الأمر يصعب تنزيله على جميع من ذكرت ، فالناس متفاوتين في ما يخص العلم والإدراك والفهم ، لكن من يتبين له الحق ولابد من مبين له ومن ثم يصر استكبارا وظلما وعدوانا هذا الذي ينطبق عليه الوصف السابق ، وقد وجدت خطوات من قبل أهل العلم استقوها من الأدلة لإثبات التزندق ليس هنا محل ذكرها ، وبقي لنا ما يخص جملة العيني التي نقلتها أنت ، والتي لا تخلو من إشكال .
وها أنت تبين مرادك بما ينافي عبارة العيني التي نزلها على الحادثة التي وردت في الحديث مع أنها لا تتناسب مع الحادثة ، فسوء الظن الذي يعد كفرا هو البحث عن ما يخرم مقام النبوة في نظرك من الروايات الشاذة الضعيفة أو الموضوعة لينال من مقام النبوة ويهز صورة الشريعة في النفوس ترجمة لما وقر في القلب من نفاق وصدقه العمل من قول وفعل مع وضوح الحق وبيانه .
قال تعالى :
((( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ )))
وهنا أسأل المتخصصين في التفسير ، هل المقصود هنا الظن الذي تدفعه الوساوس أو الظن المترجم لعمل ، مع ملاحظة ما قاله ابن كثير :
" يقول تعالى ناهيا عباده المؤمنين عن كثير من الظن، وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله؛ لأن بعض ذلك يكون إثما محضا، فليجتنب كثير منه احتياطا، وروينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه قال: ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم إلا خيرا، وأنت تجد لها في الخير محملا .
وقال أبو عبد الله بن ماجه: حدثنا أبو القاسم بن أبي ضمرة نصر بن محمد بن سليمان الحِمْصي، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن أبي قيس النَّضري، حدثنا عبد الله بن عمر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: "ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك. والذي نفس محمد بيده، لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه، وأن يظن به إلا خير . تفرد به ابن ماجه من هذا الوجه .
وقال مالك، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا".
رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف، ومسلم عن يحيى بن يحيى، وأبو داود عن العتبي [ثلاثتهم] ، عن مالك، به .
وقال سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس [رضي الله عنه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام"." أهــ
هذا والله أعلم وأحكم.
 
وما تفضلت بقوله عن صغائر الأنبياء لم يقل به واحد من الصحابة أو التابعين أو أتباعهم الذين فسروا تلك الآيات..
لعل الكلام إن حرر لم يترك لنا مندوحة لخلاف.
أقول: إنما ذهبت في كلامي إلى أن النبي لا يمكن أن يعصي الله تعالى عالمًا عامدًا مختارًا. وكل ما أورد في التفاسير وغيرها للاحتجاج على وقوع الصغائر من الأنبياء لا يخرج عن كونه من باب الخطأ أو السهو أو النسيان أو الاجتهاد، فليتأمل!

{يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) }.
إن كان الظلم المذكور يتضمن جنس ما فعله موسى عليه السلام فهو غير الظلم المعهود المتوعد عليه، بل هو ظلم المقربين، وقد قيل حسنات الأبرار سيات المقربين، فهو ظلم يراد به فعل خلاف الأولى أو الخطأ غير المقصود.
وإن سلمنا بذلك كله فمحله قبل النبوة وهو خارج عن كلامنا فلا إلزام فيه.

وإن كان الاستثناء منقطعًا فلا إشكال.
والله أعلم.
 
مع ملاحظة التنبيه على عدم توهم أن الشيخ الفاضل الدكتور فهد يمنع وقوع الصغائر بعد النبوة
نعم، هذا المفهوم.

وها أنت تبين مرادك بما ينافي عبارة العيني التي نزلها على الحادثة التي وردت في الحديث مع أنها لا تتناسب مع الحادثة
كيف أرجو التوضيح؟

فسوء الظن الذي يعد كفرا هو البحث عن ما يخرم مقام النبوة في نظرك من الروايات الشاذة الضعيفة أو الموضوعة لينال من مقام النبوة ويهز صورة الشريعة في النفوس ترجمة لما وقر في القلب من نفاق وصدقه العمل من قول وفعل مع وضوح الحق وبيانه .
هل هذا له مصدر لأراجعه؟

وهنا أسأل المتخصصين في التفسير ، هل المقصود هنا الظن الذي تدفعه الوساوس أو الظن المترجم لعمل ،
أنا معك اسأل. وكذا "الظن" في عبارة العيني المذكورة.


شكر الله للجميع سعة صدورهم لنقاش المسالة. وبارك فيهم.
 
نعم، هذا المفهوم.

هذا خطأ..

بل محل النزاع هو بعد النبوة؛إذ الذنوب قبل النبوة لا تحتاج لأن يستغفر منها ؛إذ لا عقوبة قبل بعثة الرسل،والنبي صلى الله عليه وسلم استغفر مما يتأخر من ذنبه..

فالأنبياء يذنبون بعد النبوة ولا يقرون على ذنوبهم بل يتوبون ويستغفرون ..
 
كيف أرجو التوضيح؟
عبارة العيني رحمه الله تعالى تقول :
"حسبكما إنها صفية" مامضمونه أن النبي صلى الله عليه وسلم خشي عليهما من الوقوع في إساءة الظن به، لأن ظن السوء بالأنبياء عليهم السلام كفر."
عبارة العيني نزلها كما أشرت سابقا على حادثة لم تترجمها كما يبد لي ، فالنبي صلى الله عليه وسلم وكما ورد في الحديث السابق ، قال :" إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُلْقِيَ فِي أَنْفُسِكُمَا شَيْئًا " فالمسألة هنا ما سيلقي الشيطان ، هل الظن أم الوساوس ، طبعا الوسواس ، ولن يلقي الظن السيء فهذا يأتي بامتزاج أمرين وسوسة ومن ثم نفس تتقبل مثل هذا لضعف أو لنفاق ، فالإيمان يزيد وينقص بالنسبة للمؤمن ، والوسواس يعذب المؤمن ، فما الدليل على أنه صلى الله عليه وسلم أراد مرحلة سوء الظن ، لا أرى دليلا ، وموضوع بحثك يرتكز على سوء الظن ،والله أعلم وأحكم.
"
هل هذا له مصدر لأراجعه؟
ما كتبته نتيجة قراءة في عدة كتب سابقة فطالب العلم لابد أن يعرف ما يعالج به نفسه ، وأنصحك بكتاب ابن قدامة المقدسي ، وفتح الباري ، فقد رأيت الاخوة من خلال الجوجل ينقلون عنهم ، وابحث ما يخص الظن في القرآن الكريم .

أنا معك اسأل. وكذا "الظن" في عبارة العيني المذكورة.

.
هنا أضيف أمرا ما ظنك بإنسان سيء الظن هل ستسبق النية الطيبة أفعاله أم الغير طيبة ، وإن كانت أمامنا صالحة . والله أجل وأعلم ، وأسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى أخي الكريم.
 
أبو فهر

هات مثال على معصية قام بها النبي صلى الله عليه وسلم كما تزعم (وحاشاه)
 
لا أرى ثمرة تذكر لهذه المسألة
لماذا لا نقف عند النصوص؟
الأنبياء بشر يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم
وإذا كان المقصود بالعصمة هو أن الأنبياء لا خيار لهم في تصرفهم ولا يقعون تحت تأثير الدوافع التي تدفع البشر إلى المخالفة فلا أرى أن في ذلك مدحا لهم ، ولا معنى للأمر بالتأسي بهم.
 
كما تزعم (وحاشاه)

بارك الله فيك ..

هذا ليس زعمي هذا نص القرآن الذي قال الله فيه : {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}

وهذا إجماع السلف كما نص شيخ الإسلام،ونص أن من يتأول الذنب في هذه النصوص = فتأويله من جنس تأويلات القرامطة والباطنية..

 
في هذا الموضوع ينبغي تحرير أمور :
1- مفهوم العصمة للأنبياء، وما يجوز أن يقع منهم عليهم الصلاة والسلام وما لا يجوز، والعلماء مجمعون على عدم وقوعهم في الكبائر، وفي الخطأ في التبليغ، ومختلفون في الصغائر، وعند تحرير هذه المسألة يُعلم الأمر الثاني.
2- ما الأمور التي تناقض العصمة بناء على المفهوم السابق، فقد ينكر القارئ حديثاً يظنه مخالفاً للعصمة وهو صحيح ثابت، والحق أنه لا يكون كذلك.
3- ينبغي التفريق بين ما وقع من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبل النبوة وبعدها، كما قد وقع من النبي الكريم موسى عليه السلام حيث وقع منه القتل قبل النبوة.
وعند تحرير ذلك يمكن الجواب حول ما يقع من إشكال في كل مسألة بعينها.

والله أعلم،،،

كلام نفيس جدا .

أقول: أما وقوع الأنبياء في الصغائر بعد النبوة فهذا قول يجب دحضه شرعًا وعقلا. أما الشرع فليس فيه ما يدل على أن نبيًّا عصى الله بصغيرة وهو يعلم أنها معصية، وإنما يتحقق اسم المعصية على تعمد فعل ما كان حرامًا في اعتقاد الفاعل.

فعلى ما دل عليه الكتاب والسنة مثل قوله تعالى (( وعصى آدم ربه فغوى } وقوله : (( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } بعد أن قال لهما : ** ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين } وقوله تعالى (( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم } مع أنه عوقب بإخراجه من الجنة . وهذه نصوص لا ترد إلا بنوع من تحريف الكلام عن مواضعه .




بارك الله فيك ..

هذا ليس زعمي هذا نص القرآن الذي قال الله فيه : {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}

وهذا إجماع السلف كما نص شيخ الإسلام،ونص أن من يتأول الذنب في هذه النصوص = فتأويله من جنس تأويلات القرامطة والباطنية..



هنا سؤال لأبي فهر ؛
هل من شرط المعصية ؛ وجود التعمد ، والعلم ، والاختيار؟!!

 
نعم.وإلا لم تكن معصية..

ولذلك لا يسمى خطأ النبي صلى الله عليه وسلم في الاجتهاد أو سهوه في الصلاة = ذنباً..
 
يا أخوة أرى أن الخلاف بدأ يدب ، وعندي نصيحة ، قاعدة لابد أن لا نخرج عنها أبدا وهي أننا لابد أن نأخذ ألفاظ الكتاب على ظاهرها ، والإستنباط ولاستدلال لابد له من قرائن كما وضح لنا القرآن فالمتشابه يضبط بالمحكم ، وهنا مثال سيوضح لكم المقصد: لا يفتأ بعض كبار السن وكبيرات السن عندنا من منع الأولاد وحتى الشباب من "كثرة القراءة في الكتب" وعدم الاختلاط بالناس ومعايشتهم ، وذلك لأنهم يظنون أنهم سيجنون في آخر الأمر وسيعيشون في الوهم فلا استفادوا من القرآة ولا طلبوا ما يصلح دنياهم من حقوق النفس .
وكتاب الله كيف لنا أن نأوله بلا دليل ونخرج ألفاظه عن المعنى الظاهر بلا دليل احتاجه التشابه .
فكتاب الله كتاب لم ينزل لنقرأه وكفى بل هو كتاب يطبق ويهتدي به الناس لتسعد أنفسهم ويعيشوا حياة طيبة بتطبيق تعاليمه .
والله أعلم وأحكم.
وهذا موضوع كتبته سابقا فيه فائدة :
عبارة" الظاهر المفهوم " عند الطبري وعلاقتها بأصول التأويل عنده .
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=16507
 
من القواعد المتفق عليها أن من فعل المعصية سهوًا أو إكراهًا أو جهلا بالحرمة فليس عليه جناح، اللهم إلا ما كان مما علم من الإسلام بالضرورة فلا يعذر فيه بالجهل لمن طال عهده بالإسلام وكان في ديار الإسلام.
وبناء عليه فإن المعصية والإثم لا يتحققان إلا فيمن فعل الحرام عامدًا عالمًا مختارًا.
فأما المعصية في قوله تعالى ((وعصى آدم ربه فغوى)) فهذا قبل النبوة وليس محل كلامنا.
وأما الذنب في قوله تعالى ((ما تقدم من ذنبك وما تأخر..)) فذنب النبي محمول على أدنى قصور يقع لا على المعصية.
 
عودة
أعلى