العليمى المصرى
New member
[FONT="]
[/FONT]
هداية البشر إلى سر التسعة عشر
[/FONT]
هداية البشر إلى سر التسعة عشر
تحليل لدعاوى الإعجاز فى العدد 19 ولسبب ذكر القرآن له
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد ،
قال الله تعالى فيمن زعم أن القرآن العظيم من قول البشر :
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ( 31 )
تلك الآيات الكريمة دارت حولها العديد من علامات الاستفهام من قديم وحتى يومنا هذا :
فما هو سر عدد الزبانية الذين يحرسون سقر ، أعاذنا الله منها ، لماذا كانوا تسعة عشر على وجه التحديد ؟
ثم لماذا كانت عدتهم تلك مرتبطة باستيقان أهل الكتاب من اليهود والنصارى ؟
وما المقصود باستيقانهم ؟
وهل أهل الكتاب المشار إليهم فى الآية الكريمة يراد بهم جنسهم فى أى وقت منذ نزل القرآن وإلى أن تقوم الساعة ؟؟ أم يراد بهم أساساً – وكما يدل السياق – من عاصروا النبى صلى الله عليه وسلم بالدرجة الأولى ثم لا مانع من دخول ذريتهم بعد ذلك فى الخطاب ؟
ولماذا كانت تلك العدة سببا فى زيادة إيمان الذين آمنوا ؟ وكيف كان هذا ؟
وهل الذين آمنوا المشار إليهم يراد بهم كذلك جنسهم إلى أن تقوم الساعة ؟
أم المقصود بهم – وكما يدل السياق كذلك – صحابة النبى صلى الله عليه وسلم فى المقام الأول ؟
ثم لماذا عاد القرآن ليؤكد أن تصريحه بهذا العدد سوف يمحو ويزيل كل ريب من نفوس أهل الكتاب ونفوس المؤمنين ؟ وكيف حدث هذا ؟
ولماذا تكررت الإشارة مرتين إلى الذين أوتوا الكتاب خاصة ؟
وهل هذا العدد لخزنة سقر مذكور بالفعل ذكراً صريحاً فى كتبهم : التوراة والإنجيل ، أم أن أهل الكتاب قد استنبطوا عدتهم من شواهد دلت عليها ومذكورة فى كتبهم ؟
تلك الأسئلة قد أجاب المفسرون قديماً عن بعضها ، وإن كانت أجوبتهم تبدو أحياناً إجمالية ينقصها الدليل الذى يعززها ، بينما ظل البعض الآخر من تلك الأسئلة بلا جواب حاسم حتى يومنا هذا
وقد كان من توفيق الله عز وجل ، ومن فضله العميم ، واحسانه العظيم ، أن هدانى إلى ذلك السر القديم : سر التسعة عشر
فقد وفقنى الله تعالى إلى الوقوف على الأجوبة المفصلة للأسئلة المذكورة آنفا ، مدعومة ومعززة بالبراهين والأدلة القاطعة من كتب القوم : اليهود والنصارى
وذلك الفضل من الله ، وله الحمد على أن هدانا لهذا ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً ، كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه
ولكن أرجو أن يصبر القارىء الكريم على قراءة ومتابعة هذا البحث ، فلا يتوقع أن يعرف الأجوبة التفصيلية عن تلك الأسئلة الكثيرة ما بين عشية وضحاها ، وقبل أن أصحبه فى جولات تمهيدية لا بد منها أولاً قبل الولوج إلى لب هذا السر القديم ، والذى عمره من عمر القرآن الكريم ، فهذا البحث طويل ومتشعب ، والعرض الكامل له سوف يستغرق عدة أيام ، خاصةً وأنى أختلس أوقات كتابته إختلاساً من وسط ركام الأعمال والأشغال التى تستغرق جُل وقتى
والله المستعان ، وعليه التكلان