هداية البشر إلى سر التسعة عشر

إنضم
08/09/2009
المشاركات
1,159
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
الإقامة
القاهرة
[FONT=&quot]
[/FONT]

هداية البشر إلى سر التسعة عشر

تحليل لدعاوى الإعجاز فى العدد 19 ولسبب ذكر القرآن له

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدى رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد ،
قال الله تعالى فيمن زعم أن القرآن العظيم من قول البشر :
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ( 31 )

تلك الآيات الكريمة دارت حولها العديد من علامات الاستفهام من قديم وحتى يومنا هذا :
فما هو سر عدد الزبانية الذين يحرسون سقر ، أعاذنا الله منها ، لماذا كانوا تسعة عشر على وجه التحديد ؟
ثم لماذا كانت عدتهم تلك مرتبطة باستيقان أهل الكتاب من اليهود والنصارى ؟
وما المقصود باستيقانهم ؟
وهل أهل الكتاب المشار إليهم فى الآية الكريمة يراد بهم جنسهم فى أى وقت منذ نزل القرآن وإلى أن تقوم الساعة ؟؟ أم يراد بهم أساساً – وكما يدل السياق – من عاصروا النبى صلى الله عليه وسلم بالدرجة الأولى ثم لا مانع من دخول ذريتهم بعد ذلك فى الخطاب ؟
ولماذا كانت تلك العدة سببا فى زيادة إيمان الذين آمنوا ؟ وكيف كان هذا ؟
وهل الذين آمنوا المشار إليهم يراد بهم كذلك جنسهم إلى أن تقوم الساعة ؟
أم المقصود بهم – وكما يدل السياق كذلك – صحابة النبى صلى الله عليه وسلم فى المقام الأول ؟
ثم لماذا عاد القرآن ليؤكد أن تصريحه بهذا العدد سوف يمحو ويزيل كل ريب من نفوس أهل الكتاب ونفوس المؤمنين ؟ وكيف حدث هذا ؟
ولماذا تكررت الإشارة مرتين إلى الذين أوتوا الكتاب خاصة ؟
وهل هذا العدد لخزنة سقر مذكور بالفعل ذكراً صريحاً فى كتبهم : التوراة والإنجيل ، أم أن أهل الكتاب قد استنبطوا عدتهم من شواهد دلت عليها ومذكورة فى كتبهم ؟
تلك الأسئلة قد أجاب المفسرون قديماً عن بعضها ، وإن كانت أجوبتهم تبدو أحياناً إجمالية ينقصها الدليل الذى يعززها ، بينما ظل البعض الآخر من تلك الأسئلة بلا جواب حاسم حتى يومنا هذا
وقد كان من توفيق الله عز وجل ، ومن فضله العميم ، واحسانه العظيم ، أن هدانى إلى ذلك السر القديم : سر التسعة عشر
فقد وفقنى الله تعالى إلى الوقوف على الأجوبة المفصلة للأسئلة المذكورة آنفا ، مدعومة ومعززة بالبراهين والأدلة القاطعة من كتب القوم : اليهود والنصارى
وذلك الفضل من الله ، وله الحمد على أن هدانا لهذا ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً ، كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه
ولكن أرجو أن يصبر القارىء الكريم على قراءة ومتابعة هذا البحث ، فلا يتوقع أن يعرف الأجوبة التفصيلية عن تلك الأسئلة الكثيرة ما بين عشية وضحاها ، وقبل أن أصحبه فى جولات تمهيدية لا بد منها أولاً قبل الولوج إلى لب هذا السر القديم ، والذى عمره من عمر القرآن الكريم ، فهذا البحث طويل ومتشعب ، والعرض الكامل له سوف يستغرق عدة أيام ، خاصةً وأنى أختلس أوقات كتابته إختلاساً من وسط ركام الأعمال والأشغال التى تستغرق جُل وقتى
والله المستعان ، وعليه التكلان
 
- 2 -
بالنظر فى الأسئلة العديدة التى سبق ذكرها حول آيتى المدثر 30 و 31 نجد أن أكثرها أهمية هو ذلك السؤال القائل :
لماذا كان عدد زبانية سقر تسعة عشر على وجه التحديد ؟
وهذا سؤال مشروع ، لأنه سؤال استفهامى يبحث عن الحكمة من أجل المزيد من الفهم ، وليس سؤالاً استنكاريا يستغرب هذا العدد ويستبعد أن تكون له حكمة ما ، كالسؤال الذى طرحه الكافرون والذين فى قلوبهم مرض والمشار إليهم فى الآية الكريمة ، فقد سألوا مستنكرين : " ماذا أراد الله بهذا مثلاً " ، وهو هنا سؤال الجاحد المنكر ، لا سؤال المستفهم طالب العلم والفهم والباحث عن الحكمة
فالسؤال إن كان على وجه الإستنكار وبغرض نفى وجود حكمة فهو داخل فى نطاق الكفر والعياذ بالله ، أما إن كان السؤال على وجه الإستفهام وبغرض المزيد من الفهم فهو سؤال مشروع ، ويدخل فى باب التدبر والإجتهاد
والفيصل فى هذا هو أن تؤمن أولاً ، أن تؤمن بأن حديث القرآن عن هذا العدد حق لا ريب فيه ، وأن له حكمة مؤكدة وإن خفيت عليك ، فإن سألت بعدها لتزداد علماً وفهما فلا بأس بذلك ، فإن لم تهتدِ إلى جواب لسؤالك فليس أمامك إلا التسليم وتفويض العلم إلى الله ، دون أن ينال هذا قط من إيمانك بحكمة الله التى غابت عنك
أما الذين كفروا فقد استنكروا الأمر منذ البداية لأنهم لم يؤمنوا أصلا بأن ما جاء عن هذا العدد إنما هو من كلام الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فقد أرادوا أن يناقشوا المسألة بعقولهم فحسب ، فلا موضع للإيمان والتسليم فى قلوبهم
والآن بعد أن تحققنا من مشروعية السؤال على الوجه المذكور نجد أن البعض على مر العصور قد حاولوا بالفعل تقديم إجابات عنه ، ولكن أجوبتهم كانت نابعة من بنات أفكارهم ومن تأملاتهم الشخصية ، ولم يبنوها على بحث وتحقيق ودراسة ، فجاءت أجوبتهم متهافتة لا تقوم على أساس صلب
وفيما يلى أقدم بعض النماذج من تلك المحاولات :
يقول محمود شكرى الآلوسى رحمه الله فى تفسيره " روح المعانى " :
(( هذا واختلف في المخصص لهذا العدد ، أعني تسعة عشر فقيل :
أ - إن اختلاف النفوس البشرية في النظر والعمل بسبب القوى الحيوانية الإثنتي عشرة والطبيعية السبع التي ثلاث منها مخدومة وهي القوة النامية والغادية والمولدة وأربع منها خادمة وهي الهاضمة والجاذبة والدافعة والماسكة وهذا مع ابتنائه على الفلسفة لا يكاد يتم كما لا يخفى على من وقف على كتبها.
ب - وقيل إن لجهنم سبع دركات ست منها لأصناف الكفار وكل صنف يعذب بترك الاعتقاد والإقرار والعمل أنواعاً من العذاب تناسبها فبضرب الست في الثلاثة يحصل ثمانية عشر وعلى كل نوع ملك أو صنف يتولاه، وواحدة لعصاة الأمة يعذبون فيها بترك العمل نوعاً يناسبه ويتولاه ملك أو صنف وبذلك تتم التسعة عشر.
ج - وقيل إن الساعات أربع وعشرون خمسة منها مصروفة للصلاة فلم يخلق في مقابلتها زبانية لبركة الصلاة الشاملة لمن لم يصل فيبقى تسعة عشر.
د - وقيل إن العدد على وجهين قليل وهو من الواحد إلى التسعة وكثير وهو من العشرة إلا ما لا نهاية له فجمع بين نهاية القليل وبداية الكثير، وقيل غير ذلك.))
ثم يقول الآلوسى معقباً على الأقوال السابقة : " والذي مال إليه أكثر العلماء أن ذلك مما لا يعلم حكمته على التحقيق إلا الله عز وجل وهو كالمتشابه يؤمن به ويفوض علمه إلى الله تعالى، وكل ما ذكر مما لا يعول عليه كما لا يخفى على من وجّه أدنى نظره إليه، والله تعالى الهادي للصواب والمتفضل على من شاء بعلم لا شك معه ولا ارتياب".
ونحن مع الآلوسى رحمه الله فى أن " كل ما ذُكِرَ لا يُعَوّل عليه ، على من وَجّه أدنى نظر إليه ".ولكنا لسنا معه فى قوله : " أن ذلك كالمتشابه : يؤمن به ويفوض علمه إلى الله تعالى " ، خاصةً بعد أن ختم كلامه مقراً بأن الله تعالى هو " المتفضل على من شاء بعلم لا شك معه ولا ارتياب "
والحمد لله رب العالمين
( يتبع إن شاء الله )
 
[FONT=&quot]
- 3 -
[/FONT]
رأينا فيما سبق نماذج لمحاولات المفسرين للإجابة عن السؤال الصعب : لماذا تسعة عشر ؟
ولأن الأجوبة كانت – كما رأينا – فى غاية الضعف والركاكة ، بقيت الفجوة بحاجة إلى من يملأها ويسدها ، واستمرت تلك الحاجة حتى هذا العصر ، والذى فيه وجدنا علماً جديداً قد خرج إلى الوجود واتخذ اسم : الإعجاز العددى للقرآن الكريم ، ولما كانت المسألة موضع البحث تتعلق فى جوهرها بعدد من الأعداد هو التسعة عشر ، كان من الطبيعى أن يتقدم باحثو الإعجاز العددى ليدلوا بدلوهم فى الموضوع ، فى محاولة أخيرة لملء الثغرة وسد الفجوة لمعرفة سر هذا العدد ، وذلك بعد أن ظنوا أن الآية الكريمة التى تحدثت عنه تشير إلى أن له خصوصية إعجازية ، وقد أخذوا ذلك الفهم من إشارته تعالى إلى أن هذا العدد سيكون داعياً لاستيقان أهل الكتاب وزيادة إيمان المسلمين ، ولنفى كل ريب من نفوس هؤلاء وأولئك على حد سواء.
أى أنهم قد استمدوا فهمهم هذا من قوله تعالى :
" لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ "
و لكن يُلاحَظ أن فهمهم للآية الكريمة قد أهمل تماماً الجانب التاريخى لتفسيرها ، فالمفترض أن الآية تخص بالذكر أهل الكتاب الذين عاصروا النبى صلى الله عليه وسلم فى المقام الأول ، ونفس الأمر ينطبق على الذين آمنوا المذكورين فى الآية ، فهم بالدرجة الأولى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، أى أن هذا العدد كانت له دلالة محددة عند هؤلاء السابقين والذين عاصروا الدعوة النبوية الشريفة من بدايتها ، ولكن أغلب باحثى الإعجاز العددى قد أهملوا تماما هذا الجانب التاريخى للمسألة برغم أهميته الشديدة ، ولم يفكروا للحظة واحدة فى بحثها من تلك الزاوية التاريخية ، وإنما زعموا أن الإشارة إلى أهل الكتاب وإلى المؤمنين يراد بها مطلق الفريقين فى أى وقت وعصر ، ومنه عصرنا الحاضر ، وبالتالى ظنوا أن لهذا العدد دلالة إعجازية لم يدركها السابقون ، لأنها - على زعمهم - لم تظهر إلا فى عصرنا الحالى ، وأن ظهورها سيكون سببا فى استيقان المعاصرين من أهل الكتاب وفى زيادة إيمان المعاصرين كذلك من المسلمين ، ضاربين صفحأ عن أربعة عشر قرناً سبقت كشوفهم الإحصائية الخاصة بهذا العدد
تلك كانت وجهة نظرهم للمسألة ، وهى فى تقديرى خاطئة تماما ، لإهمالها الجسيم للسياق التاريخى الذى نزلت فيه الآية والذى يؤكد أن هذا العدد كانت له دلالة محددة عند أهل الكتاب فى فجر الإسلام وبداية نزول القرآن
و فضلا عن هذا فإن مما يجعل وجهة نظرهم خاطئة تماما هو تجاهلها للسياق اللغوى للآية والذى يفيد بوضوح تام أن هؤلاء التسعة عشر هم ملائكة تحديدا ، وليسوا أى شىء آخر خلاف ذلك
كما أن رفضنا لوجهة نظر باحثى الإعجاز العددى لا يقتصر على هذين السببين فحسب ، وإنما توجد أسباب أخرى تدعونا لرفضها ، وسنعرض لهذا الأمر بمزيد من التفصيل فى مشاركة تالية إن شاء الله
 
[FONT=&quot]
[/FONT]

- 4 –
فى العقد السابع من القرن العشرين نشر المدعو رشاد خليفة كتاباً فى الإعجاز العددى للقرآن فى أمريكا ، وفى مستهل العقد الثامن تُرجم الكتاب إلى العربية
ومنذ ذلك الحين – أى منذ ثلاثة عقود تقريباً - بدأ يتدفق سيل جارف وطوفان كاسح من الدراسات القرآنية التى تعنى أساساً بالجوانب الإحصائية فى القرآن الكريم ، وبخاصة إعجاز العدد 19 الذى استأثر بالنصيب الأوفر من اهتمام المدعو خليفة
هذا السيل الغامر المندفع كان من الطبيعى أن يطغى فيه جانب الغلو والتكلف على جانب الموضوعية والتحقيق العلمى الرصين ، فقد أخذ باحثون كُثر نتائج بحوث خليفة عن العدد 19 على أنها مُسَلَمات وحقائق لا يداخلها الشك ، وخدعهم فى هذا ادعاء الرجل أن نتائج أبحاثه لا تقبل الطعن ، لأن الذى أخرجها هو الحاسب الآلى ( الكمبيوتر ) ، وهو آلة صماء لا تتنازعها الأهواء كالبشر ، ولا تستطيع أن تفتعل وتتكلف مثلهم
وقد يبدو هذا صحيحاً ومنطقيا للوهلة الأولى ، ولكن علينا ألا ننسى أن الكمبيوتر لا يعطيك إلا بعد ان تُغذّيه أنت بالمعلومات ، فنتائجه تتوقف على مدى دقة وصحة قاعدة البيانات التى تُغَذّيه أنت بها ، ومن هنا يتبين أن الموضوعية المطلقة لا سبيل إليها طالما أن العنصر البشرى لا غنى عنه
المهم فى الأمر أن هذا الطوفان من الدراسات حول العدد 19 لم يتورع أصحابها عن التكلف والإفتعال الذى يبعث أحياناً على الإشمئزاز ، فإنك تجدهم قد نحوا جانباً محددات السياق فى الآية 31 من سورة المدثر، ولم يأخذوا منها إلا أنها تخص هذا العدد بإعجاز خارق ، أى أنهم قد أخذوا من الآية العدد فحسب ، متعامين عن تمييز هذا العدد والذى حددته الآية بوضوح تام لا لبس فيه ، فالآية الكريمة تقول أن هذا العدد يخص ملائكة تحديداً ، وأنهم خزنة سقر أو زبانيتها بوجه أخص ، أى أنها تتحدث عن تسعة عشر مَلَكا لا غير ، ها هو العدد مصحوباً بتمييزه القاطع ، أما هؤلاء فلم يأبهوا بذلك التمييز الذى حددته الآية بمنتهى الوضوح ، بل جعلوه مطلقا ، فهو تارة تسعة عشر حرفاً ، وتارة أخرى 19كلمة ، ثم هو 19 آية ، ثم 19 سورة .. وهكذا
و ليتهم اكتفوا بهذا ، ولكن وجدناهم قد زادوا دائرة التكلف توسعاً ( وهى دائماً قابلة للتوسع ) ، وذلك بأن لم يتوقفوا عند العدد 19 فحسب والذى خصته الآية وحده بالذكر ، وإنما ذهبوا إلى مضاعفاته أيضا ، فجعلوها هى الأخرى ذات دلالات إعجازية ، فليس العدد 19 هو وحده المُعجز ، وإنما المضاعفات منه أيضا ، وذلك من قبيل : 38 ، 57 ، 76 ، 95 ، 114 ... وهلم جراً
ولأن دائرة التكلف لا تكُف عن التوسع وجدنا بعضهم يُغالط فى الأعداد الصحيحة لحروف القرآن ، فينقص منها أو يزيد فيها حتى تستقيم له النتائج التى يريدها أو التى يستحسن وجودها ، فيزعم – مثلاً – أن حرف النون ( ن ) قد ورد فى سورة القلم التى افتتحت به 133 مرة ، بينما العدد الصحيح له فيها هو 131 مرة فقط ، والعجيب أنك تجده قد تعلل فى هذا الزعم بزعم آخر أغرب منه ، هو أن هذا الحرف قد ورد فى بعض المصاحف العثمانية برسم ( نون والقلم ) وليس ( ن والقلم ) !!
إن هذا تكلف واضح ، والدافع إليه أن 131 ليس من مضاعفات العدد 19 الذى أرادوا أن يقحموه فى كل شىء فى القرآن
والأمر لا يقتصر على هذا المثال فحسب ، بل يشمل حروفاً أخرى ، لا يقل عددها عن خمسة أحرف من الحروف المقطعات فى فواتح السور ، حيث طبقوا عليها نفس التلفيق والتدليس الذى طبقوه على حرف النون ، حتى تأتى أعدادها من مضاعفات العدد 19
لقد أرادوا تفسير الحروف المقطعة فى فواتح السور تفسيراً يقوم على هذا العدد ومضاعفاته ، وما علموا أن تلك الحروف لها إعجازها المستقل المبهر الذى يتجاوز بمراحل تلك المحاولات الساذجة السطحية ، ولكن هذا له حديث آخر
أما إذا أتينا إلى الزعم الثانى للمدعو خليفة والقائل بأن ألفاظ البسملة الأربعة قد جاءت فى القرآن من مضاعفات العدد 19 ، لوجدنا أن الواقع بخلاف ما زعم وادعى
ورغم رفضنا من حيث المبدأ لمسألة المضاعفات هذه ، فلا بأس من قبولها مؤقتا حتى نقيم الحجة على هؤلاء الأدعياء
لقد زعم رشاد خليفة أن ألفاظ البسملة الأربعة قد وردت فى القرآن كما يلى :
لفظ ( اسم ) 19 مرة ، لفظ الجلالة ( الله ) 2698 مرة ، الرحمن 57 مرة ، الرحيم 114 مرة ، وكلها تقوم على العدد 19 ومضاعفاته
ولكن هذا غير صحيح ، حيث نلاحظ على ما أورده ما يلى :
أولاً : حين ذكر خليفة أن عدد حروف البسملة 19 حرفاً فإنه لَم يحتسب حرف الألف في "بإسم"، وإلاَّ صار عدد حروفها عشرين حرفًا ، ولكنَّه حين قام بإحصاء ألفاظ البسملة أدخل فى الإحصاء لفظ " اسم " وليس " بسم " ؛ لأن هذا الأخير تكرَّر ثلاث مرات فقط !!

2 - لفظ الجلالة "الله" لَم يتكرر فى القرآن 2698 مرة كما زعم ، ولكنَّ 2699
3 - ذَكر أنَّ كلمة الرحيم تتكرَّر 114 مرة ، وهذا خطأ ، لأنها تتكرَّر بصيغة التعريف التى وردت بها فى البسملة 34 مرة فحسب
كما أخطأ رشاد خليفة فى زعمه أن المراد بتسعة عشر في آية المدثر هو عدد حروف البسملة ، وأيّد زعمه بأن البسملة نزلت مع سورة الفاتحة كاملة عقب آية " عليها تسعة عشر " ، ولكن لم يثبت هذا الترتيب للنزول في حديث صحيح ، وحتى بفرض ثبوته فإنه لا يدل على ما زعمه. فالصحيح أن المراد بتسعة عشر هو عدد حفظة سقر من الملائكة كما هو واضح من نص الآية التي تلتها والتى لا تحتمل أى لبس فى معناها
وهو التفسير الذي قال به العلماء قديما وحديثا و يجب المصير إليه دون سواه

( يتبع إن شاء الله )
 
[FONT=&quot]- 5 -[/FONT]
نخلص مما سبق إلى ان التكلف كان هو السمة الكبرى التى صاحبت البحوث المتعلقة بالعدد 19 منذ بدايتها
وليت الأمر توقف عند هذا الحد ، ولكنا وجدنا أن هذا النهج قد استمر فيما تلا ذلك من بحوث على أيدى أناس كُثر وحتى يومنا هذا
فقد أدخلوا العدد 19 فى كل شىء : فى الطبيعة والفلك والكيمياء وعلوم الوراثة و ... الخ
وكأنهم يريدون القول بأن هذا العدد ليس عدداً رياضياً فحسب ، وإنما هو عدد أنطولوجى بالمعنى الفلسفى الواسع للأنطولوجيا ، أى أنه يدخل فى تركيب الوجود ذاته ، وفى سنن الخلق الإلهى !!
وهذا أمر خطير ، لأنه يقترب بقائليه من الفلسفة الفيثاغورية التى أحاطت الأرقام والأعداد بهالات من التقديس وجعلت منها مبادىء الموجودات
ورغم أن تلك البحوث الحديثة تدعى أنها موضوعية ، وتزعم أنها (( استقرائية )) وليست (( اجتهادية )) ، بمعنى أنها تصف الواقع كما هو ، فإن هذه الدعوى ليست صادقة تماماً فى كل الأحوال ، فمن الصحيح أن بعض ملاحظاتهم صائبة ولا غبار عليها ، ولكن بعضها الآخر يظهر عليه التكلف بجلاء ووضوح
والموضوعية المطلقة لا سبيل إليها ، طالما أن الباحث يضع فى ذهنه مسبقاً أن لهذا العدد أهمية استثنائية ووضع خاص فذ وفريد
وليس من أهدافى هاهنا أن استقصى كل تلك البحوث لأكشف عن مظاهر التكلف فيها ، فتلك مسألة يطول الحديث فيها ويتشعب ، وتحتاج إلى دراسات عديدة ، ويمكن أن تصبح موضوعاً لرسالة علمية أكاديمية موسعة
ولكن يكفى أن أقرر فى هذه العجالة أنى قد اطلعت على العديد من تلك البحوث ، فوجدت أن الحق فيها يختلط بالزيف ، وأن الإنبهار ، أو لنقل " الفتنة " بالعدد 19 قد ألقت بظلالها الكثيفة على تلك البحوث وشوشت على الجوانب الأصيلة فيها
وفيما سيلى من مشاركات سوف أعرض للآيات الكريمة المتعلقة بالعدد 19 وأقوال المفسرين فيها ، لحصر دلالة هذا العدد بحسب السياق الذى ورد فيه ، ثم من بعدها نعرج على التفسير الذى اهتدينا بفضل الله إليه ، والذى يلتزم بحدود السياق القرآنى ، ولا يتجاوزه إلى شطحات بعيدة على النحو الذى ذهب إليه آخرون
وسنرى إن شاء الله تعالى أن هذا التفسير يكشف بدوره عن إعجاز تاريخى وغيبى للقرآن الكريم
نلقاكم عن قريب بإذن الله ، فتابعونا
 
موضوع غايه في الاهميه استاذ عليمي ومن قراتي لهذه الخمس مشاركات اشعر بمجهود كبير بذلتموه في هذا البحث لتغطوا كافة جوانبه جعل الله هذا المجهود الطيب المبارك في ميزان حسناتك واسمح لي اخي الكريم ان ابدي رأيي .في البدايه اتفق معكم ان هناك بعض ابحاث الاعجاز العددي حول العدد 19 كان فيها تكلف وعدم التزام الموضوعيه والمنهج السليم وللاسف اتخذها البعض حجه لنفي هذا الاعجاز الموجود حقيقة في القران ولكن كان هناك ابحاث اخري كانت قويه وواضحه اظهرت وجود اعجاز عددي لهذا الرقم مثل ابحاث اخوتنا الاساتذه عبدالله جلغوم وعبيد سليمان ومحمد جميل الوحيدي وبعض ماقراته لاخانا الاستاذ لؤي الطيبي من مقالات .هنا اري ان الاعجاز العددي للعدد 19 جزء من اهداف اومقاصد الايه 31 في سورة المدثر ولكن هناك معني اعمق واشمل للايه وهذا ما انتظر ان اراه في باقي مشاركتكم فانا اثق باذن الله ان لديكم مفاجات وتفسير حقيقي لهذه الايه لم نكن ننتبه اليه.وفقكم الله دائمااخي الكريم في ابحاثكم المتميزه
 
هناك ابحاث اخري كانت قوية وواضحة اظهرت وجود اعجاز عددي لهذا الرقم مثل أبحاث اخوتنا الاساتذة عبدالله جلغوم وعبيد سليمان ومحمد جميل الوحيدي وبعض ماقراته لأخينا الاستاذ لؤي الطيبي من مقالات .هنا اري أن الاعجاز العددي للعدد 19 جزء من اهداف أو مقاصد الآية 31 في سورة المدثر ، ولكن هناك معني اعمق و اشمل للآية ، وهذا ما انتظر أن اراه في باقي مشاركتكم

لا أنكر وجود أبحاث جيدة – بل ممتازة - فى الإعجاز العددى بوجه عام ، سواء للأساتذة الأفاضل الذين ذكرتهم ، أم لغيرهم ممن لم تذكرهم
وأظنك تعلم جيداً أنى أحد الباحثين فى هذا الوجه الإعجازى ، فكيف أتنكر له ؟!
ولكن حديثى ينصب على العدد 19 فحسب
وبصراحة يا أخى : لم أصادف حتى الآن بحثاً عددياً يصلُح أن نعتبره تفسيراً للآية 31 من سورة المدثر بحسب سياقها اللغوى وسياقها التاريخى اللذين سبقت الإشارة إلى كليهما فى المشاركات السابقة ، فإن كنت تعرف بحثاً عددياً تتوفر فيه تلك المواصفات فليتك مشكوراً ترشدنى إليه
وعلى أية حال ، فلتتابع معى هذا العرض حتى النهاية ، ويمكن بعد ذلك أن نناقش أمثال تلك المسائل بإسهاب وتفصيل أوسع

أشكرك على تجاوبك واهتمامك ، كثّر الله من أمثالك
 

- 6 -
نتناول الآن بشىء من التحليل تلك الآيات الكريمة :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29 (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ(30)وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ( 31 )

وأول ما يجب التنبه إليه والتنبيه عليه ، أن القرآن كان واضحا وصريحا ومباشراً فى تقرير أن هذا العدد " تسعة عشر " إنما هو عدد زبانية سقر الموكلين بها ، حتى أنه قد صاغ هذا التقرير بأسلوب القصر (( ما ... إلا .. )) لكيلا يدع أى مجال للظن والإلتباس ، فقال : (( وَ مَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً))
وبهذا الإعتبار وحده تسقط كل الآراء الأخرى التى صرفت دلالة هذا العدد إلى غير الملائكة ، وبخاصة تأويلات بعض المتكلفين من باحثى الإعجاز العددى ، الذين شطحوا بعيدا ، وغالوا كثيرا فى دلالات هذا العدد على نحو ما رأينا سابقاً
أما ثانى ما يجب التنبه إليه ، فهو أن المفسرين كافة منذ نشأة علم التفسير وحتى عصرنا هذا قد أجمعوا على أن أهل الكتاب المشار إليهم فى الآية هم مَن عاصروا النبى صلى الله عليه وسلم ، وأن استيقانهم كان سببه أنهم وجدوا أن هذا العدد يوافق ما هو مذكور فى كتبهم
أما الأمر الثالث الذى ننبه إليه فهو أن كثيراً من المفسرين قد عللوا إزدياد المؤمنين إيمانا بأنه يرجع إلى ما رأوه من تسليم أهل الكتاب وتصديقهم لما جاء فى القرآن ، وهو ما نرجح أنه التعليل الصحيح والأقرب إلى الصواب من أى تعليل سواه

ويُعد إجماع المفسرين على موافقة هذا العدد لما هو مذكور فى التوراة أمراً فى غاية الأهمية لمعرفة حقيقة المسألة والوقوف على سر هذا العدد ، ولهذا كان لا بد من استعراض أقوال المفسرين بشىء من الإسهاب ، حتى نتيقن تماماً من صحة إجماعهم على هذا الأمر
وفيما يلى عرض تاريخى لأقوال المفسرين التى تخص هذا الإجماع ، وقد راعيت أن أميّز العبارات الهامة فيه باللون الأحمر :
1 – تفسير الطبرى :
(( وقوله : ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ ) يقول تعالى ذكره: ليستيقن أهل التوراة والإنجيل حقيقة ما في كتبهم من الخبر عن عدّة خزَنة جهنم ، إذ وافق ذلك ما أنزل الله في كتابه على محمد صلى الله عليه وسلم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: { لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إيمَاناً } قال: وإنها في التوراة والإنجيل تسعة عشرة ، فأراد الله أن يستيقن أهل الكتاب، ويزداد الذين آمنوا إيماناً. ))
ثم روى الطبرى مثله عن مجاهد، وعن قتادة ، وعن الضحاك ، وعن ابن زيد


2 - الزمخشرى :
(( كأنه قيل ولقد جعلنا عدتهم عدة من شأنها أن يُفتتن بها ، لأجل استيقان المؤمنين وحيرة الكافرين واستيقان أهل الكتاب ، لأن عدتهم تسعة عشر في الكتابين، فإذا سمعوا بمثلها في القرآن أيقنوا أنه منزل من الله ، وازدياد المؤمنين إيماناً لتصديقهم بذلك كما صدقوا سائر ما أنزل، ولما رأوا من تسليم أهل الكتاب وتصديقهم أنه كذلك.
وما يعلم جنود ربك لفرط كثرتها إلا هو، فلا يعز عليه تتميم الخزنة عشرين، ولكن له في هذا العدد الخاص حكمة لا تعلمونها وهو يعلمها.))

3 - ابن عطية :
( ليستيقن أهل الكتاب) أن هذا القرآن من عند الله، إذ هم يجدوا هذه العدة في كتبهم المنزلة التي لم يقرأها محمد صلى الله عليه وسلم ولا هو من أهلها، ولكن كتابه يصدق ما بين يديه من كتب الأنبياء إذ جميع ذلك حق يتعاضد مُنزّل من عند الله ، قال هذا المعنى ابن عباس ومجاهد وغيرهم

4 - ابن الجوزى :
( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ) أن ما جاء به محمد حق، لأن عِدَّتهم في التوراة تسعة عشر ( ويزدادَ الذين آمنوا ) من أهل الكتاب { إِيماناً } أي: تصديقاً بمحمد صلى الله عليه وسلم إذ وجدوا ما يخبرهم موافقاً لما في كتابهم

5 - الفخر الرازى :
(( السؤال الثاني: ما وجه تأثير إنزال هذا المتشابه في استيقان أهل الكتاب؟
الجواب: من وجوه أحدها: أن هذا العدد لما كان موجوداً في كتابهم ، ثم إنه عليه السلام أخبر على وفق ذلك من غير سابقة دراسة وتعلم، فظهر أن ذلك إنما حصل بسبب الوحي من السماء
السؤال الخامس: لما أثبت الاستيقان لأهل الكتاب وزيادة الإيمان فما فائدة قوله بعد ذلك: { وَلاَ يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ } ؟ ))
تعليق : هذا سؤال وجيه وفى محله ، وقد حاول الرازى أن يجيب عنه ولكنه لم يفطن إلى السر الدقيق الذى هدانا الله إليه والذى سنعرض له لاحقاً إن شاء الله
فقد قال الرازى رحمه الله :
(( الجواب: أن المطلوب إذا كان غامضاً دقيق الحجة كثير الشبهة، فإذا اجتهد الإنسان فيه وحصل له اليقين فربما غفل عن مقدمة من مقدمات ذلك الدليل الدقيق، فيعود الشك والشبهة، فإثبات اليقين في بعض الأحوال لا ينافي طريان الارتياب بعد ذلك، فالمقصود من إعادة هذا الكلام هو أنه حصل لهم يقين جازم، بحيث لا يحصل عقيبه ألبتة شك ولا ريب .))
كان هذا جواب الرازى ، وهو كما ترى لا يبدو مقنعا بدرجة كافية ، وسنتعرف لاحقا إن شاء الله على السبب الحقيقى وراء ذلك
ثم يقول الرازى : (( قوله تعالى: { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاَّ هُوَ } : وما يعلم جنود ربك لفرط كثرتها إلا هو، فلا يعز عليه تتميم الخزنة عشرين ولكن له في هذا العدد حكمة لا يعلمها الخلق وهو جل جلاله يعلمها ))

6 - القرطبى :
(( وقوله تعالى: ( لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ ) أي ليوقن الذين أُعطوا التوراة والإنجيل أن عِدة خَزَنة جهنم موافقة لما عندهم ؛ قاله ٱبن عباس وقتادة والضحاك ومجاهد وغيرهم. ))

7 - البيضاوى :
( لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ } أي ليكتسبوا اليقين بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصدق القرآن لما رأوا ذلك موافقاً لما في كتابهم. ( وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِيمَـٰناً ) بالإِيمان به وبتصديق أهل الكتاب به

8 - ابن كثير :
(لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ ) أي: يعلمون أن هذا الرسول حق؛ فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية

9 - الشوكانى :
المراد بأهل الكتاب: اليهود والنصارى لموافقة القرآن بأن عدّة خزنة جهنم تسعة عشر لما عندهم. قاله قتادة، والضحاك، ومجاهد، وغيرهم، والمعنى: أن الله جعل عدّة الخزنة هذه العدّة؛ ليحصل اليقين لليهود والنصارى بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم لموافقة ما في القرآن لما في كتبهم. ( وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِيمَـٰناً ) ليزدادوا يقيناً لما رأوا من موافقة أهل الكتاب لهم

( يُتبع إن شاء الله )
 
[FONT=&quot]- 7 –[/FONT]
نتابع عرض أقوال المفسرين :

10 - حاشية الصاوى على الجلالين :
قوله: { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } ملكاً أي مالك ومعه ثمانية عشر، وقيل تسعة عشر نقيباً ، والقول الثاني موافق لقوله تعالى: { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } وفي القرطبي : والصحيح إن شاء الله، أن هؤلاء التسعة عشر هم الرؤساء والنقباء ، وأما جملتهم فالعبارة تعجز عنها كما قال تعالى: { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } وقد ثبت في الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سعبون ألف ملك يجرونها "
قوله: { لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ } متعلق بجعلنا الثاني، والمعنى: ليكتسبوا اليقين بنبوة محمد وصدق القرآن، لما رأوا ذلك موافقاً لما في كتابهم

11 - ابن عاشور :
والمعنى : ليستيقنوا صدق القرآن حيث يجدون هذا العدد في كتبهم.
والمراد بـ { الذين أُوتوا الكتاب } اليهود ، وكان اليهود يترددون على مكة في التجارة ويتردد عليهم أهل مكة للميرة في خيبر وقريظة ويثرب فيسأل بعضهم بعضاً عما يقوله محمد صلى الله عليه وسلم ويودّ المشركون لو يجدون عند اليهود ما يكذبون به أخبار القرآن ولكن ذلك لم يجدوه ولو وجدوه لكان أيسر ما يطعنون به في القرآن

روى الترمذي بسنده إلى جابر بن عبد الله قال: قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هل يعلم نبيئكم عدد خزنة النار؟، قالوا : لا ندري حتى نسأل نبيئنا. فجاء رجل إلى النبي فقال: يا محمد غُلب أصحابكم اليوم ، إلى أن قال جابر: فلما جاءوا قالوا : يا أبا القاسم كم عدد خزنة جهنم؟ قال. هكذا وهكذا في مرة عشرة وفي مرة تسع (بإشارة الأصابع) قالوا : نعم ...الخ.

12 - سيد قطب :
تبدأ الآية بتقرير حقيقة أولئك التسعة عشر الذين تمارى فيهم المشركون ، فقرر أنهم ملائكة
( ليستيقن الذين أوتوا الكتاب، ويزداد الذين آمنوا إيماناً .. ) فهؤلاء وهؤلاء سيجدون في عدد حراس سقر ما يدعو بعضهم إلى اليقين ويدعو البعض إلى ازدياد الإيمان. فأما الذين أوتوا الكتاب فلا بد أن لديهم شيئاً عن هذه الحقيقة ، فإذا سمعوها من القرآن استيقنوا أنه مصدق لما بين يديهم عنها. وأما الذين آمنوا فكل قول من ربهم يزيدهم إيماناً.

13 - الشنقيطى :
قوله تعالى: ( لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ ) أن هذا مطابق لما عندهم في التوراة، وهذا مما يشهد لقومهم على صدق ما يأتي به النَّبي صلى الله عليه وسلم، وما ادعاه لإيمانهم وتصديقهم.

14 - سيد طنطاوى :
وقوله سبحانه : ( لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِيمَاناً... ) علة أخرى لذكر هذا العدد. أى: وما جعلنا عدتهم كذلك - أيضا - إلا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى، بأن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يبلغه عن ربه، إذ أن الكتب السماوية التى بين أيديهم قد ذكرت هذا العدد، كما ذكره القرآن الكريم، وإلا ليزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم، إذ أن الإِخبار عن المغيبات من شأنها أن تجعل الإِيمان يزداد رسوخا وثباتا.

15 - القطان :
( لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَاب )ليحصل اليقينُ لليهود والنصارى بنبوة محمدٍ لموافقةِ ما جاءَ في القرآن لكتُبهم، فقد شهِدَ عددٌ من علماءِ اليهود والنصارى آنذاك ان عدَّةَ الخزنة تسعةَ عشر.

16 – تفسير المنتخب :
وما جعلنا عدتهم تسعة عشر إلا اختباراً للذين كفروا، ليحصل اليقين للذين أوتوا الكتاب بأن ما يقوله القرآن عن خزنة جهنم إنما هو حق من الله تعالى حيث وافق ذلك كتبهم

17 - أيسر التفاسير لأبى بكر الجزائرى :
ليستيقن الذين أوتوا الكتاب: أي ليحصل اليقين لأهل التوراة والإِنجيل بموافقة القرآن لكتابيهما

18 - أيسر التفاسير للدكتور أسعد حومد :
قَدْ بَيَّنَ اللهُ تَعَالَى العَدَدَ لِرَسُولِهِ لِيَحْصُلَ اليَقِينُ لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى بِأَنَّ مُحَمَّداً صَادِقٌ فِي نُبُوَّتِهِ، وَأَنَّ القُرْآنَ الذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَيْهِ مُوَافِقٌ لِمَا جَاءَ فِي كُتُبِهِمْ، وَلِيَزْدَادَ المُؤْمِنُونَ إِيْمَاناً، حِينَمَا يَرَوْنَ تَسْلِيمَ أَهْلِ الكِتَابِ، وَتَصْدِيقَهُمْ لِمَا جَاءَ فِي القُرْآنِ، فَلاَ يَبْقَى فِي أَنْفُسِهِمْ شَكًّ مِنْ أَنَّ القُرْآنَ مُنَزَّلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ

19 - صفوة التفاسير للصابونى :
( لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ ) أي ليتيقن أهل الكتاب من صدق محمد، وأن هذا القرآن من عند الله، إِذ يجدون هذا العدد في كتبهم المنزَّلة
(
وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِيمَاناً ) بما يشهدون من صدق أخبار نبيهم صلى الله عليه وسلم وتسليم أهل الكتاب لما جاء في القرآن موافقاً للتوراة والإِنجيل { وَلاَ يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ } أي ولا يشك أهل الكتاب والمؤمنون في عددهم، وهذا تأكيدٌ لما قبله لأنه لما ذكر اليقين نفى عنهم الشك، فكان قوله { وَلاَ يَرْتَابَ } مبالغة وتأكيداً، وهو ما يسميه علماء البلاغة الإِطناب


20- تفسير السعدى :
قوله: ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا } فإن أهل الكتاب، إذا وافق ما عندهم وطابقه، ازداد يقينهم بالحق

21 – التفسير الميسر :
ما جعلنا خزنة النار إلا من الملائكة الغلاظ , وما جعلنا ذلك العدد إلا اختبارًا للذين كفروا بالله؛ وليحصل اليقين للذين أُعطوا الكتاب من اليهود والنصارى بأنَّ ما جاء في القرآن عن خزنة جهنم إنما هو حق من الله تعالى, حيث وافق ذلك كتبهم

( يتبع إن شاء الله )
 

- 8 –


رحلة البحث عن الدليل المفقود

والآن نكون قد تحققنا من إجماع المفسرين على أن أهل الكتاب – وبخاصة اليهود منهم – وجدوا أن عدد الزبانية الذى ذكره القرآن يوافق ما جاء فى كتابهم المقدس : التوراة ( والتى هى أيضا كتاب مقدس عند النصارى )
ولكن برغم إجماع المفسرين على ذلك لم نجد أحداً منهم قد دلل على صحة هذا القول بذكر الشاهد المؤيد له من التوراة ذاتها
وإذا كان مفسرونا رحمهم الله لم يبحثوا عن مصداق قولهم فى التوراة ذاتها وأكتفوا بهذا القول المُجمل الذى ينقصه الدليل ، فما الذى يمنعنا أن ننوب عنهم فى البحث عن الدليل المنشود ؟
لا يوجد ما يمنع ذلك على الإطلاق ، وها هى التوراة موجودة بين أيدينا اليوم
ولا حجة لمن يتذرع بأن التوراة الحالية محرفة ، لأن القائل بهذا لا يدرى على وجه القطع أى المواضع منها هى التى أصابها التحريف وعلى سبيل الحصر
كما أنه ليس من الصحيح على الإطلاق أن التوراة كلها محرفة ، ومن يقول بهذا فإنما يُكذّب بالقرآن نفسه ، لأن القرآن قد وافق التوراة فى كثير من الأمور والعديد من القصص والأخبار ، بل إن القرآن ذاته قد أخبر صراحةً وفى مواضع كثيرة منه بأنه قد جاء مُصَدِقاً لما بين يديه من التوراة وغيرها من الكتب السماوية
ومن هنا أقول أن البحث فى التوراة عن الدليل الذى يؤكد إجماع مفسرى القرآن هو بحث مشروع ، بل هو واجب ومطلوب ، وكان ينبغى أن يحدث من زمن بعيد ، لا سيما وأنه يخص أمراً يوافق ما فى القرآن ويشهد بصدقه ، ولذا أقول إنه بحث ضرورى ومفروض
والآن بعد أن تحققنا من ضرورة هذا البحث وأهميته القصوى يأتى دور السؤال التالى : هل يوجد فى التوراة الحالية ما يشهد بصدق القرآن فى تحديده لعدة خزنة سقر بأنهم تسعة عشر؟
والجواب بعد البحث والتحقيق هو :
أما كون ذلك قد جاء فىها بنص صريح ومباشر كالذى فى القرآن فلا
ولعل هذا ما دفع أحد المستشرقين إلى التعليق على إجماع مفسرى القرآن قائلاً :
This orthodox commentary has major problem , neither the Old, nor the New Testament mentions number nineteen as the guardians of hell.
ويمكن ترجمة هذا الكلام كالتالى :
(( هذا التفسير التقليدى تواجهه مشكلة رئيسية : فلا العهد القديم (التوراة) ولا الجديد (الإنجيل) يذكران العدد تسعة عشر بوصفه عدد حراس الجحيم ))
وهو يقصد بذلك أن إجماع مفسرى القرآن على وجود هذا العدد فى التوراة أو الإنجيل لا يوجد ما يؤيده ، إذ لا يوجد فيهما ذكر لهذا العدد على نحو صريح
ورداً عليه نقول : ليس من الضرورى أن تذكر التوراة ذلك بنص مباشر وصريح على نحو ما ورد فى القرآن ، وعدم ذكره على ذلك النحو فى التوراة لا ينفى مطلقاً أن يكون قد جاء فيها بنص يُفهَم منه ذلك عن طريق الإستنباط ، ومن المعلوم أن علماء بنى اسرائيل كانوا مولعين بدراسة التوراة والإستنباط منها ، حتى أنهم كانوا يتدارسونها فى مكان مخصص لذلك اسمه " المدراس " ، وقد جاء في الحديث: " إنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج في طائفة من أصحابه حتى أتى مدراس اليهود فقرأ عليهم القرآن .. إلخ "
بل إن من كتبهم المقدسة كتاب اسمه " المدراش " وهى كلمة عبرية مشتقة من الدراسة ويراد بها دراسة التوراة والإستنباط منها ، وهذا المدراش كتاب قديم كان يهتم بتفسير النصوص التوراتية بشكل يتعارض مع التفسير الحرفي والمسمي عندهم " بيشات " ، فالمدراش يتعمق في فهم بعض آيات التوراة ويتوسع في تخريج النصوص والألفاظ، وفي الإضافات والتعليقات، وصولاً إلى المعاني الخفية التي قد تصل إلى سبعين أحياناً ، ويُقال إن يهود المدينة في عصر البعثة المحمدية كانوا يتداولون فيما بينهم بعض كتب المدراش.
وقد ألمح القرآن إلى هذا الولع اليهودى بدراسة التوراة والإستنباط منها بقوله لأهل الكتاب :
((كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ )) - آل عمران / 79
وبقوله : (( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ )) - الأعراف / 169
وبقوله تعريضاً بالمشركين ومُلمِّحاً إلى أهل الكتاب : (( أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ )) - القلم / 37
وفى تفسير تلك الآية يقول العلامة ابن عاشور رحمه الله : "جُعِلَت الدراسة العميقة بمزيد التبصر في ما يتضمنه الكتاب بمنزلة الشيء المظروف في الكتاب كما تقول: لنا درس في كتاب سيبويه. وفي هذا إدماج بالتعريض بأنهم أمِّيُّون ليسوا أهل كتاب وأنهم لما جاءَهم كتاب لهديهم وإلحاقهم بالأمم ذات الكتاب كفروا نعمته "
على ضوء ما سبق بيانه يجوز أن نعيد صياغة السؤال السابق ليصبح هكذا :
هل يوجد فى التوراة الحالية نص يشهد بصدق القرآن فى تحديده لعدة خزنة سقر ، ولو بطريق التلميح لا التصريح ؟
والجواب : نعم ، يوجد هذا فى التوراة التى بين أيدينا اليوم ، يوجد فيها شاهد قوى جداً وفى غاية البيان والتفصيل ، ومنه استنبط علماء بنى اسرائيل أن عدة زبانية سقر تبلغ تسعة عشر تحديدا وحصراً ، لا أكثر من ذلك ولا أقل
هذا هو الجديد الذى وفقنا الله عز وجل إليه ، وسنعرض له لاحقاً بمشيئته تعالى
[FONT=&quot]
[/FONT]
 
[FONT=&quot]
[/FONT]

- 9 -
حتى نعرف لماذا كان عدد خزنة سقر تسعة عشر تحديداً ، فلا بد أن نعرف أولاً طبيعة عمل الملائكة ، لأنه يوجد ارتباط وثيق ما بين أعداد الملائكة والأعمال التى يؤدونها
ومن المعلوم أن الملائكة عليهم السلام موكلون بأعمال محددة بحيث لا يتعدى أياً منهم مجال تخصصه الموكل به إلى عمل آخر غير مُكلّف به
والأحاديث النبوية الصحيحة تبين لنا أن لكل شىء فى الخليقة ملائكة مخصوصة موكلة به ، فمن الملائكة من هو موكل بالجبال ، ومنهم من هو موكل بالسحاب والمطر ، ومنهم من هو موكل بالأفلاك والشمس والقمر والنجوم ، وملائكة آخرون موكلون بالبحار والأنهار ، ومنهم من هو موكل بالرحم بحفظ النُطفة حتى يتم لها الخلق ، وهناك ملائكة سيّاحون في الأرض ، يطلبون حلَقات الذكر ومجالس العلم ، فإذا رأوا حلقة ذكر أو مجلس علم حضروه كما أن القرآن يفيد أن من الملائكة من هو موكل بحفظ العبد من الأخطار والمهالك التى لم يجر بها قلم القضاء والقدر ، وأن منهم من هو موكل بتسجيل كل ما يلفظ من قول ، ومنهم من هو موكل بقبض الروح اذا بلغت الحلقوم ، ومنهم من هو موكل بالنار وتعذيب اهلها الفُجّار ، ومنهم من هو موكل بالجنة وتنعيم اهلها الابرار .. وهكذا تتعدد وظائف الملائكة و تتوزع أعمالهم
نخلص من هذا أن التخصص هو السمة البارزة فى أعمال الملائكة
ثم نتقدم خطوة أخرى على طريق الحل حين نلحظ أن أعمال الملائكة تستلزم أن يكون عددهم ملائما لطبيعة العمل الذى يؤدونه ، فعلى سبيل المثال نعرف أن هناك ملكين اثنين تحديداً لتسجيل أعمال وأقوال الإنسان
ومن اليسير أن نفهم لماذا كانت عدتهم اثنين لا أكثر ولا أقل ، إذ أن أعمال الإنسان وأقواله إما أن تكون خيراً ، وإما أن تكون شراً ، ولا ثالث لهما ، ومن هنا فقد اختص مَلَك بتسجيل حسنات الإنسان ، بينما اختص مَلَك آخر بتسجيل سيئاته ، ويُستفاد هذا من قوله تعالى :

" إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين و عن الشمال قعيد " – ق / 17
كما أخرج الطبري من طريق كنانة العدوي أن عثمان سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عدد الملائكة الموكلة بالآدمي فقال :" لكل آدمي عشرة بالليل وعشرة بالنهار ، واحد عن يمينه وآخر عن شماله واثنان من بين يديه ومن خلفه واثنان على جنبيه وآخر قابض على ناصيته فإن تواضع رفعه وإن تكبر وضعه واثنان على شفتيه ليس يحفظان عليه إلا الصلاة على محمد والعاشر يحرسه من الحية أن تدخل فاه إذا نام "
نخلص من هذا أن طبيعة عمل الملائكة هى التى تحدد عددهم الملائم لأداء هذا العمل أو ذاك
والأمر عينه لابد وأنه ينطبق كذلك على عدة زبانية سقر التسعة عشر
، فإذا أردنا أن نعرف لماذا كانوا تسعة عشر ، فلابد أن نتعرف أولاً على دورهم وطبيعة عملهم التى استلزمت أن يكونوا بهذا العدد تحديداً
فما هى طبيعة عملهم إذاً ؟
( يتبع إن شاء الله )
 
- 10 -
كنا نتساءل عن طبيعة عمل الملائكة القائمين على سقر
ويهدينا السياق إلى أن هؤلاء التسعة عشر ملكاً ليسوا أى ملائكة ، ولا يعملون وحدهم ، وإنما هم بالدرجة الأولى الرؤساء أو النقباء ، أو بلغة العصر المشرفون والمراقبون ورؤساء الأقسام ( وهذا الوصف الأخير هام جدا لفهم موضوعنا ) ، وهؤلاء الرؤساء لهم أعوان لا يعرف عدتهم إلا الله وحده ، كما ألمح إلى ذلك قوله تعالى فى آخر الآية : " وما يعلم جنود ربك إلا هو "
وقد ذهب إلى هذا المعنى كثير من المفسرين ، ففى تفسير القرطبى رحمه الله :
(( قلت : والصحيح إن شاء الله أن هؤلاء التسعة عشر، هم الرؤساء والنقباء ، وأما جملتهم فالعبارة تعجز عنها ؛ كما قال الله تعالى : "وما يعلم جنود ربك إلا هو" ، وقد ثبت في الصحيح عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " - رواه مسلم ))
و يستفاد من هذا الحديث الصحيح أن خزنة سقر لا يقتصرون على أولئك التسعة عشر فقط وإنما يُعدون بالمليارات ( حيث أن حاصل ضرب سبعين ألف زمام فى سبعين ألف مَلَك يقرب من خمسة مليارات مًلَك !!! ) ، وعليه يكون أولئك التسعة عشر هم رؤساءهم والمشرفين عليهم
وفى حاشية الصاوى على الجلالين : (( وقيل تسعة عشر نقيباً ، وهذا القول موافق لقوله تعالى " وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ " ))
وجاء فى كتاب " التفسير المنير " : (( ثم أكد تعالى أن له في هذا العدد حكمة اختص هو بمعرفتها، فقال" وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ " وهذا رد على المشركين الذين استقلوا ذلك العدد، ملخصه: هبوا أن هؤلاء تسعة عشر، إلا أن لكل واحد من الأعوان والجنود ما لا يحصيهم إلا اللّه، فلا يعلم جنود اللّه إلا هو لفرط كثرتهم، ولا يعسر عليه تتميم الخزنة إلى عشرين وأزيد ، ولكن له في هذا العدد حكمة اختص هو بمعرفتها ))
وحقاً ما قال ، فإن تخصيص هذا العدد تحديداً بالذكر له حكمة ، وأى حكمة !!!
والآن نقول : بما أن عدد نقباء سقر ، أى المشرفين عليها هو تسعة عشر فلا بد أن سقر ذاتها تنقسم إلى تسعة عشر قسماً ، بحيث يُشرف على كل قسم منها واحد من النقباء ويكون مسئولا عنه ، وذلك بحكم قاعدة التخصص فى أعمال الملائكة التى سبق شرحها فى المشاركة السابقة
ولكن ما الذى يجعل سقر مُقَسَّمة إلى تسعة عشر قسماً بالتحديد ؟
والجواب البديهى يجب أن يكون : لأن جملة النزلاء فى سقر لا تخرج عن تسعة عشر فوجاً مختلفاً ، فكل فوج منهم له مكانه الخاص المُعد له بعناية ونظام
حتى هنا يسير هذا التحليل بِخُطى ثابتة وبطريقة منطقية مُقنِعة ، ولكن يبقى أهم سؤال : وما الدليل على أن نزلاء سقر منقسمون إلى تسعة عشر فوجاً بالتحديد ؟
والجواب المدهش : لأن هؤلاء النزلاء هم فى جملتهم خليط من كل الأمم ، ويمثلون عرقيات وأجناس مختلفة من شتى بقاع الأرض ، وقد استخرجتُ بفضل الله تعالى من التوراةوتلك هى المفاجأة المذهلة ما يقطع بأن كل البشر على جه الأرض إنما ترجع أصولهم إلى تسعة عشر سلفاً على وجه التحديد ، وأن كل واحد من هؤلاء الأسلاف القدامى التسعة عشر يمثل الجد الأعلى لأمة من الأمم، ومن هنا انقسمت سقر إلى تسعة عشر قسما ، حيث كل قسم منها يختص بأمة من تلك التسع عشرة أمة ، أو بالأحرى يختص بفوج الكافرين من كل أمة منها . !!!
ومما يؤكد ذلك ويشهد بصدقه أنه قد جاءت نصوص عديدة فى القرآن تبين لنا أن حشر الكفار إلى النار سوف يحدث بصورة جماعية : زُمراً ، وأفواجاً ، وأمما ، وسنرى تفصيل هذا فى المشاركة التالية
يتبع
 
[FONT=&quot]- 11 -[/FONT]
ذكرنا أن القرآن الكريم قد حفل بالنصوص التى تؤكد أن دخول الكفار إلى جهنم سيحدث بصورة جماعية مُنظمة
فمن ذلك أن الخزنة يلقون بالكافرين فى النار فى هيئة أفواج ، قال تعالى عن جهنم :
(تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) - الملك:8
كما تدلنا سورة الزمر على أن دخول الكافرين إلى جهنم يتم زُمراً ، قال تعالى :
( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا ) – الزمر / 71
أى أنهم يساقون إلى جهنم فى صورة جماعية مُنَظّمَة ، ومن الجدير بالذكر أن معنى الزمرة في اللغة : الجماعة التى يجمع بين أفرادها خصيصة مشتركة توحد بينهم ، وهو معنى دقيق وهام لموضوعنا
وكذلك قال تعالى : ( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُون )– فصلت : 19
قيل أن معنى " يوزعون " هو يُجمَعون ،حيث تجمعهم الزبانية كما يفعل البشر بالبهائم
والمعنى الدقيق هو أنهم يُفرَزُون ، أى يتم فرزهم وتصنيفهم بحسب أعراقهم وأجناسهم
ثم نأتى إلى آية هامة جداً لموضوعنا هذا ، وفيها يقول الله عز وجل :
وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ– النمل : 83
تلك الآية الكريمة تدعم التحليل السابق أشد الدعم ، إذ أنها تؤكد أن الله عز وجل سوف يأخذ من كل أمة من أمم البشرية جمعاء فوج المكذبين بآياته ليحشرهم معاً ، فكل أمة بلا استثناء سوف يؤخذ منها فوج المكذبين ، وبحسب عدد الأفواج ( والذى يمثل عدد الأمم نفسها ) يكون عدد الزبانية كذلك ، بحيث يكون كل واحد من الزبانية مُختَصاً بفوج واحد يمثل أمة مميزة ومستقلة عن باقى الأمم
ثم نخطو خطوة أخرى تؤكد بنص القرآن ذاته أن سقر سوف تكون مجمعاً للأمم من شتى بقاع الأرض ، وذلك فى قوله تعالى :
( قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ) – الأعراف : 38
ها هى آيات القرآن تتظاهر معا على تأكيد أن دخول الكافرين إلى النار سيكون فى صورة جماعية مُنَظّمة ، وهى تؤكد ذلك بألفاظ عديدة : زُمراً ، أفواجاً ، أمماً ، يُوزَعُون

لا توجد أمة بدون إمام : " يوم ندعو كل أناس بإمامهم "

ثم نزيد مسيرتنا خطوة أخرى أكثر تقدماً وأشد أهمية لموضوعنا ، وتتمثل فى تلك الآية العميقة فى معناها والتى تقول :
( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا) – الإسراء : 71
ففى تلك الآية الكريمة تأكيد لكلامنا السابق عن الأسلاف الذين انبثقت منهم سائر أمم الأرض ، حيث كل أناس ، أى كل أمة من الناس ، لها إمامها الخاص الذى ستُدعى بإسمه وتُعرف به يوم القيامة
وفى تفسير الآية السابقة نقتبس من تفسير ( الميزان ) بتصرف يسير ما يلى : (( لما كان ظاهر الآية أن لكل طائفة من الناس إماماً غير ما لغيرها فإن المستفاد أن الإِمام المدعو به هو الذي اتخذه الناس إماماً، هذا ما يعطيه التدبر في الآية ، ومنه يظهر أن ليس المراد بالإِمام اللوح المحفوظ ، ولاصحيفة عمل الأمة لعدم ملائمته قوله ذيلاً : { فمن أُوتي كتابه بيمينه } الظاهر في الفرد دون الجماعة ))
كما جاء فى تفسير ( المنتخب ) أن المعنى هو : يوم ندعو كل جماعة بشعارهم الذى يعرفون به، أو زعيمهم من رئيس اتبعوه ، أو نبى، أو كتاب
ويلفت نظرنا اشتراك اللفظين ( إمام ) و( أمة ) فى المادة اللغوية ( أ م م )
ونظراً لأهمية هذه المسألة لموضوعنا هذا فمن المهم أن نلقى الضوء على مفهوم الأمة
يقول المعجم الوسيط فى تعريف الأمة : هى جماعة من الناس أَكثرهم من أصل واحد ، وتجمعهم صفات موروثة ، ومصالح وأَمانيّ واحدة
وجاء فى كتاب ( الأمة الوسط ) لعبد الله بن عبد المحسن التركي : " الأمة : جماعة كبيرة من الناس ، تنتمي إلى أصل عرقي واحد ، يوجد بين أفرادها لغة وتاريخ مشترك، فضلًا عن الوجود الجغرافي لقرون طويلة في أرض بعينها،فالأمة : كائن حي عبر العصور "

يتبع إن شاء الله
 
[FONT=&quot]- 12 –[/FONT]
العثور على الدليل المفقود

والآن لم يتبق أمامنا إلا عرض الدليل التوراتى الذى يشهد بصدق القرآن فى تحديده لهذا العدد ( تسعة عشر )
وهو الدليل الذى كنا نفتقده فى كل كتب التفسير ، برغم أنها أقرت بحتمية وجوده فى التوراة ، ولكن دون أن تدل عليه ، أو تبحث عنه ( أنظر المشاركتين رقمى 8 و 9 )
نأتى الآن على ذكر هذا الدليل الذى يجعل لكلام مفسرى القرآن مصداقية تامة ، ويدحض مطاعن المستشرقين الذين سخروا من أقوالهم ووصفوها بأنها أقوال مرسلة بلا دليل ( أنظر الفقرة المدونة بالإنجليزية مع ترجمتها فى المشاركة 11 )
لقد ذكرنا أن سر العدد 19 هو أنه العدد الذى تنقسم إليه كل أعراق وأجناس البشر كافة ، أو تندرج تحته كل أمم الناس جميعا ، وأنّ خزنة سقر لما كانوا يتعاملون مع الكافرين من كافة الأمم والأجناس والأعراق فإن من الطبيعى أن يأتى عددهم على نفس عدد تلك الأمم ، بحيث يختص كل واحد منهم بأمة واحدة ، وفقاً لقاعدة التخصص التى تحكم أعمال الملائكة الكرام والتى أشرنا إليها من قبل
ولم يتبق أمامنا غير سؤال واحد حتى نحسم الأمر :
هل ورد فى التوراة نص يحصى عدد الأمم أو الأعراق والأجناس البشرية ويحصرها فى تسعة عشر تحديداً ، لا أكثر ولا أقل ؟
والجواب المبهج السار : أجل ، لقد ورد فى التوراة نص بهذا المعنى المصدق لما ذكره القرآن الكريم ، ولقد ورد هذا النص فى الموضع الطبيعى الوحيد الذى كان متوقعاً أن يأتى فيه ، فى أول أسفار التوراة المسمى ( سفر التكوين ) ، فهو السفر الذى فصّل قصة الخليقة منذ آدم عليه السلام وحتى نوح وذريته عليهم السلام ، كما أورد نبأ الطوفان الذى عمّ الأرض جميعاً وهلك فيه كل البشر ، عدا نوح وذريته فقط بنص القرآن الكريم كذلك ، حيث قال تعالى عن نوح فى سورة الصافات : (( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ )) ، لتبدأ قصة الخليقة من جديد مع نوح عليه السلام والمُسَمَى عند أهل الكتاب بـ (( آدم الثانى ))
كان هذا هو الموضع الطبيعى الذى توقعتُ أن أجد فيه ضالتى وأن أعثر فيه على الدليل المنشود
وبالفعل عمدتُ إلى قراءة سفر التكوين من أوله بتدقيق ، حتى وصلتُ إلى الفصل التاسع منه ( أو الإصحاح التاسع كما يسميه أهل الكتاب ) ، فاستوقفتنى فيه عبارة ملفتة للنظر تقول :
(( وَكَانَ بَنُو نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ الْفُلْكِ سَاما وَحَاما وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ ابُو كَنْعَانَ . هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُمْ بَنُو نُوحٍ. وَمِنْ هَؤُلاءِ تَشَعَّبَتْ كُلُّ الارْضِ )) - تكوين 9 : 19
ثم تلوته بالإصحاح العاشر ، وفيه وجدتُ الكنز المخبوء الذى كنتُ أبحث وأنقب عنه
فهذا الإصحاح يحوى ما أطلق عليه شراح التوراة ومفسروها اسم ( جدول الأمم ) أو ( قائمة الأمم ) ، والذى يستعرض بالتفصيل ذرية نوح قبل وبعد الطوفان مباشرة ، ثم ينتهى بعبارة ملفتة للنظر كذلك وتقول :
(( هَؤُلاءِ قَبَائِلُ بَنِي نُوحٍ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ بِامَمِهِمْ. وَمِنْ هَؤُلاءِ تَفَرَّقَتِ الامَمُ فِي الارْضِ بَعْدَ الطُّوفَانِ )) - تكوين 10 : 32
وتناولتُ ورقة وقلماً ، ورسمتُ شجرة ذرية نوح المنصوص عليها فى التوراة ، مُركزاً على أبنائه وحفدته المباشرين ، فكانت المفاجأة المدهشة التى أذهلتنى :
لقد وجدتُ أن عدد أبناء وحفدة نوح الأوائل المذكورين فى هذا الإصحاح ، والذين تشعبت منهم كل أمم الأرض بنص التوراة ذاتها ( وبنص القرآن كذلك ) يبلغ تحديداً وحصراً تسعة عشر شخصاً فقط لا غير !!!!
وهتفتً فرحاً بفضل الله وبنعمته : يا إلهى !! .. سبحانك !! ... لك الحمد
هذا هو سر التسعة عشر منصوص عليه فى التوراة ذاتها ، بل فى أول أسفارها على الإطلاق !!
لقد وجدتُ أن أبناء نوح عليه السلام الذين نجوا معه من الطوفان كانوا ثلاثة ، هم : سام و حام و يافث ، وقد ورد ذكرهم فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى يقول فيه : ((سام أبو العرب ، وحام أبو الحبش ، ويافث أبو الروم )). رواه أحمد ، وقد رُوِي عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً مثله
أما عن أبناء هؤلاء الثلاثة ، أى حفدة نوح عليه السلام فبلغت جملتهم ستة عشر حفيداً مباشراً ، فيكون مجموع الأبناء والحفدة معاً تسعة عشر تماماً ، وها هى أسماءهم بحسب ترتيب ذكرهم فى التوراة :
أولاً : (( بَنُو يَافَثَ : جُومَرُ وَمَاجُوجُ وَمَادَاي وَيَاوَانُ وَتُوبَالُ وَمَاشِكُ وَتِيرَاسُ )) – تكوين 10 :2
ثانياً : ((وَبَنُو حَامٍ : كُوشُ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ )) – تكوين 10 : 6
ثالثاً : (( بَنُو سَامَ : عِيلامُ وَاشُّورُ وَارْفَكْشَادُ وَلُودُ وَارَامُ )) – تكوين 10 : 22
إذا أنت عددت كل الأسماء الواردة فى الفقرات التوراتية السابق ذكرها فسوف تجدها تسعة عشر اسماً بالتمام والكمال ، لا تزيد ولا تنقص ، وسبحان الله العظيم !!!
ثم تأتى خاتمة الإصحاح العاشر لتقول : (( هَؤُلاءِ قَبَائِلُ بَنِي نُوحٍ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ بِامَمِهِمْ. وَمِنْ هَؤُلاءِ تَفَرَّقَتِ الامَمُ فِي الارْضِ بَعْدَ الطُّوفَانِ )) - تكوين 10 : 32
ونتساءل : أليس هذا بالأمر العجيب ؟!!
بل ثمة أمر عجيب آخر : فإنك إذا تأملت فى أرقام الآيات التوراتية الثلاث التى تضمنت الأسماء التسعة عشر وهى : 2 ، 6 ، 22 لوجدت أن مجموعها يساوى 30 ، وهو نفس رقم آية سورة المدثر القائلة : ((عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ))
وكأن هذه علامة لنا على تصديق القرآن للتوراة !!
من كل ما سبق ذكره نعلم أن هذا العدد لم يأت فى القرآن عبثاً – حاشا لله – وأن ذكره فيه كان له حكمة بالغة ، وأن القرآن كان حكيماً للغاية حين أشار مرتين فى آية المدثر 31 إلى علم الذين أوتوا الكتاب بهذا العدد ، وكأنه كان يؤكد مرة بعد أخرى أن لهذا العدد عندهم دلالة خاصة وأكيدة

ثم أقول : لا يزال لدىّ المزيد من التفاصيل التى تؤكد هذا الكشف بأكثر من هذا
ولكنى أتوقف مؤقتا حتى أستطلع آراءكم فى هذا القدر الذى أوردته
فأرجو منكم التفاعل والمشاركة ، والله يجزيكم خيرا

والحمد لله رب العالمين
 
الأخ الفاضل العليمي :
أبدعت . 3و16 ..عكس هذين العددين بعد صفهما هو 361 أي : 19 × 19 .
ومن أسرار البسملة قسمة حروفها الـــ 19 إلى 3 و 16 باعتبارين
1: 3 ( المنقوطة ) ، و 16 المهملة ...
2 : 3 عدد الأحرف في اللفظ " بسم " ، و 16 مجموع الحروف في " الله الرحمن الرحيم " ثلاثة من أسماء الله الحسنى ..
ومن الجدير بالذكر أن القيمة العددية للأسماء الثلاثة وفق حساب الجُمَّل التقليدي هي 684 ، أي : 6×114 ......
 
[FONT=&quot]- 13 -[/FONT]
مزيد من التفاصيل
نقتبس من كتب المؤرخين والإخباريين العرب بعض ما ذكروه عن ذرية نوح كأصل لكل الأمم البشرية بعد الطوفان ، كما نذكر من آيات القرآن ما يدل على ذلك
جاء فى كتاب ( البداية والنهاية ) لإبن كثير : (( إن كل من على وجه هذه الأرض اليوم من سائر أجناس بني آدم يُنسَبون إلى أبناء نوح الثلاثة ))
وذكر القلقشندي في ( نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ) أنه : (( وقع الاتفاق بين النسابين والمؤرخين أن جميع الأمم الموجودة بعد نوح عليه السلام جاءت من بنيه الثلاثة ، حيث قال تعالى: "وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ " - الصافات77 , فكل أمة من الأمم ترجع إلى واحد من أبناء نوح الثلاثة ))
وفي القرون الوسطى اعتمد علماء النصرانية التصنيف العرقي للأجناس البشرية الوارد ذكره في سفر التكوين بالتوراة ، والذى يؤكد أن البشرية بعد الطوفان قد انبثقت من أبناء نوح الثلاثة : سام وحام ويافث
فمن سلالة سام خرج الآشوريون والآراميون والعرب والعبريون ، ومن يافث إنبثقت شعوب أوروبا ، أما حام فهو والد الشعوب الأفريقية
ومن موقع " الإسلام سؤال وجواب " نقتبس ما يلى :
السؤال : هل غرق جميع من في الأرض عندما أرسل الله الطوفان ؟
وهل كل مَن في الأرض الآن يعتبرون مِن نسل مَن كان في السفينة ؟
الجواب : (( الحمد لله ، يدل صريح القرآن الكريم على أن جميع من على الأرض أغرقوا بالطوفان ، ولم ينج من البشر ولا من الحيوان إلا مَن حمله نوح عليه السلام معه في السفينة . قال الله تعالى : (فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ) الشعراء/119-120 .
كما جاء النص في القرآن الكريم على أن الأرض إنما عمرت بعد ذلك من نسل ذرية نوح عليه السلام فقط ، وأما المؤمنون الذين نجوا معه في السفينة فلم تبق لهم ذرية ، فجميع أهل الأرض الآن من ذرية نوح عليه السلام .حيث قال الله تعالى عن نوح : ( وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ) الصافات/79
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : لم تبق إلا ذرية نوح عليه السلام .
وقال قتادة: الناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام .
فإن الله لم يجعل لأحد ممن كان معه من المؤمنين نسلا سوى نوح عليه السلام .
وقال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله : " ضمير الفصل في قوله : ( هُمُ الْبَاقِينَ ) للحصر ، أي : لم يبق أحد من الناس إلا من نجاه الله مع نوح في السفينة من ذريته ، ثم من تناسل منهم ، فلم يبق من أبناء آدم غير ذرية نوح ، فجميع الأمم من ذرية أولاد نوح الثلاثة ، وظاهر هذا أن من آمن مع نوح غير أبنائه لم يكن لهم نسل . قال ابن عباس : لما خرج نوح من السفينة مات من معه من الرجال والنساء إلا ولده ونساءه . "التحرير والتنوير"
وأما قوله سبحانه وتعالى : ( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ) الإسراء/3 فلا يدل على استمرار نسل المؤمنين الذين حملهم نوح عليه السلام معه ، بل المقصود أبناء نوح عليه السلام الذين استمر نسلهم دون باقي المؤمنين .
قال العلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله : "قوله تعالى : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) ، بيّن أن ذرية من حمل مع نوح لم يبق منها إلا ذرية نوح في قوله : (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ) "أضواء البيان" (3/13) .والله أعلم .))
 
- 14 -
تسعة عشر سلفاً صالحاً للبشرية
قرأت للكاتب اللاهوتى هارولد هانت Harold Hunt كتاباً صغير الحجم ولكنه فى غاية الأهمية لموضوعنا هذا ، وقد لفت نظرى إليه عنوانه الذى يقول " ستة عشر سلفا صالحا للبشرية " أو بلغته الأصلية :
The sixteen Ancestors of Mankind
وأقتطف منه الفقرات الهامة التالية :
(( إن نوحاً وأولاده الثلاثة ، وأحفاده الستة عشر كانوا أشخاصا فعليين فى التاريخ ، وتُعد حقيقة أن أحفاد نوح ستة عشر من أهم الحقائق في تاريخ البشرية ، وفي هذا الكتيب سوف نرى أن الله قد قدم للبشرية ذكرى أولئك الرجال بطريقة حفظت الأدلة على وجودهم الفعلى حتى بعد كل هذه القرون العديدة.
وما هو مهم جدا أن نعرفه حول أحفاد نوح الستة عشر هو أن هؤلاء الرجال هم أسلاف للبشرية جمعاء. بمعنى إن كل شخص يعيش اليوم هو سليل لواحد منهم.
وتخبرنا التوراة ان الله قضى بهلاك كل الأحياء بإستثناء نوح وأولاده الثلاثة وزوجاتهم، والمخلوقات التى أخذها نوح إلى الفُلك بينما هلك بقية الجنس البشري فى الطوفان
لقد عهد الله إلى سام وحام ويافث ، أبناء نوح الثلاثة ، وأبنائهم الستة عشر إعادة تعمير الأرض، وهذا ما فعلوه ، فمنهم خرجت سائر الدول في العالم القديم ، فهؤلاء الرجال الـ 16 هم أسلاف الجنس البشري بأسره
ومن حسن الحظ أن الله قد ترك لنا كل الأدلة التى تُثبت أن هؤلاء الأشخاص قد عاشوا حقا ، والتوراة تُقدم أسماءهم بالضبط وكما تتفق مع الواقع التاريخى ))
ثم فى فقرة مهمة جدا يقول هارولد :
(( خلال عصور التاريخ كان المؤرخون يتعرفون دائما على ثلاثة أقسام رئيسية للبشرية ، هى السامية ، والحامية ، واليافثية ، والمقابلة تماما لأبناء نوح الثلاثة
وقد حاول بعض علماء الأنثربولوجى التنكر لهذا التصنيف الثلاثى ، ولكنني لست قلقا للغاية بخصوص نوح وأبنائه الثلاثة ، فأنا مع أحفاده الستة عشر.ففيهم يمكن لمختلف الأمم أن تجد أصولها القديمة ، ومنهم أعيد تعمير الأرض قاطبةً ))
ونتوقف هنا قليلاً لنُسجل ملحوظة مهمة :
فهنا نجد هارولد هانت يقبل بالتصنيف الثلاثى للأجناس البشرية والذى يرجع إلى أبناء نوح الثلاثة ، فهو لا يرفض هذا التصنيف ولكنه يريد فحسب أن يسلط الضوء على أحفاد نوح الستة عشر ليبين دورهم القوى والمباشر فى نشأة مختلف الأمم ، وبالتالى يمكن الأخذ بالتصنيفين معا ( الثلاثى والستة عشرى ) فيكون لدينا تسعة عشر سلفاً للبشرية وليس ستة عشر فقط
ثم نترك هارولد يواصل كلامه :
(( استقر فلك نوح على جبل آراراتArarat ومن هناك انتشر أبناء وأحفاد نوح إلى أماكن خالية وشاسعة من الأرض ، لقد تركوا هم وأولادهم سجلا واضحاً جداً عن الأماكن التى جاءوا إليها للعيش والاستقرار ، والأمم التي نتجت عن تلك العوائل ، لقد تشكلت من تلك الأسر مختلف الدول الكبرى ، وأسماء أحفاد نوح الستة عشر وقفت على رأس قوائم السكان فى مناطقها.وأطلق كل شعب على نفسه اسم حفيد نوح الذي كان سلفهم المشترك. كما دعوا أيضا أراضيهم باسمه . عادة كانوا يسمون مدينتهم الرئيسية أو أحد الأنهار الرئيسية في تلك المنطقة بإسم سلفهم المشترك
لقد تم إطلاق أسماء أحفاد نوح الستة عشر على مختلف الأراضي ، والأمم ، والمدن ، والأنهار ، حدث هذا منذ آلاف السنين ، ولا زال الكثير من تلك الأسماء باقياً حتى يومنا هذا ، حيث نجد بعض أسمائهم بالضبط كما هى دون تغيير بأي شكل من الأشكال ، لقد سجلتها صفحات التاريخ التي لا يمكن أبداً أن تُمحَى.
لقد وهبنا الله دليلاً واضحاً ولا جدال فيه على أن ما سجلته التوراة عن الأيام الأولى للبشرية كان دقيقاً للغاية ))
ثم يقدم هارولد هانت المزيد من الأدلة والبراهين فيقول :
(( في بعض الأحيان وقعت بعض الأمم القديمة في عبادة السلف ، وكانت البداية فى ذلك هى الدعاء لله من خلال اسم سلفهم المشترك.كما كانت الأعمار الطويلة جدا لأسلافهم والتى تقدر بمئات السنين جعلت من يأتى بعدهم أثناء حياتهم يتصور أن أسلافهم خالدة لا تموت وكأنهم آلهة لا بشر.والدليل واضح ، فالعديد من أسماء الآلهة الوثنية فى التاريخ القديم يمكن إرجاعها إلى أسماء أحفاد نوح
أكثر من ذلك، لأكثر من أربعة آلاف سنة ، تمت المحافظة علي أسماء الدول القديمة المختلفة في اللغة العبرية.الأسماء العبرية لتلك الدول القديمة يتوافق تماماً مع أسماء أحفاد نوح الستة عشر.
لا يمكننا أن نتصور طريقة أكثر قوة، وأكثر يقينا من تلك الطريقة التي حفظت لنا أسماء هؤلاء الرجال الستة عشر ، حيث انتقلت أسماؤهم إلى ذرياتهم فى اسم الأرض التي كانوا يعيشون فيها، إلى أسماء المدن الكبرى والأنهار من أوطانهم المختلفة، وأحيانا أسماء الآلهة الوثنية التى أخذ ذراريهم يعبدونها فى وقت لاحق ، سنرى أن تلك الأسماء استمرت لآلاف السنين، مع تغيير طفيف جدا فى بعض الأحيان ، ثم أن اللغة العبرية العريقة كانت بمثابة المسامير التى ثبتت هوية هؤلاء الأحفاد الستة عشر وحفظتها على مر العصور
ثم أخذ هارولد هانت فى بقية كتابه يتتبع أصول أسماء البلاد والأمم بدقة شديدة فأرجع كل بلد كبير إلى سلالة من سلالات أحفاد نوح الستة عشر
ويمكن أن نضيف إلى كلام هارولد ما يلى :
إذا كان أحفاد نوح الستة عشر يمثلون البلاد الكبرى فى العصور القديمة ، فإن آباء هؤلاء الأحفاد ( أى أبناء نوح الثلاثة ) يمثلون القارات الثلاث التى ضمت تلك البلاد جميعاً ، وهى قارات :آسيا وأوروبا وأفريقيا ، فلم تكن القارات الأخرى مأهولة بعد ولا معروفة لأحد
وهكذا تتضافر الأدلة والبراهين التى تقدمها لنا علوم التاريخ والجغرافيا والأنثربولوجى ( علم الإنسان ) والأثنولوجى ( علم السلالات ) على أن ذرية نوح ، سواء أولاده الثلاثة أو أحفاده الستة عشر ( ومجموعهم تسعة عشر ) إنما يمثلون الأسلاف الأوائل لكل الأمم البشرية من بعد الطوفان ، وهى الأمم التى سيتعامل معها خزنة سقر التسعة عشر
هذا هو سر التسعة عشر ، والحمد لله على ما ألهم وعلّم
 
جزاك الله خيرا على البحث الرائع ولدي أسئلة.
الأول: ماذا عن الأمم التي عاشت قبل نوح عليه السلام وكذلك أمته التي ليست من نسله من المغرقين في أي أمه سينتمون وأي نقيب من نقباء الملائكة التسعة عشر سيوكل بهم؟

الثاني : لنقل أن أمة تنتمي إلى أحد أبناء يافث ولنقل تيراس فهنا سينتمي إلى أمة تيراس وأمة يافث لأنه ينتمي إليه كما ينتمي إليه كل أبناء وأحفاد يافث فهل يوكل بهم ملكان من التسعة عشر؟
 
للفائدة..لمعرفة المزيد عن رشاد خليفة ، انظر ما ورد في ويكيبيديا هنا
فى الحقيقة أستغربتُ غاية الإستغراب من هذا التعليق !!، ولا ادرى ما المقصود منه ؟!!
فهذا الموضوع ليس عن المدعو رشاد خليفة وضلالاته ، ولا حتى عن الإعجاز العددى للعدد 19 ، فما الغاية من تخصيصه بالذكر ها هنا ؟!!!
ثم لقد سبق أن تحدثت عن هذا الشخص فى نفس هذا الموضوع كاشفاً عن أخطائه العديدة فى إعجاز العدد 19 بالذات ، تجد ذلك فى المشاركة الرابعة
ولكن ما علاقة ما أشرتم إليه بالموضوع الرئيسى ؟!!
كنت أود منكم التعليق على الفكرة المحورية للموضوع ، وهى تصديق القرآن لما بين يديه من التوراة واكتشاف سر هذا العدد وأهميته لدى أهل الكتاب ، فهذا هو بيت القصيد
أما رشاد خليفة – عليه من الله ما يستحق – فلا يعدو أن يكون عنصراً هامشياً ضئيل القيمة جدا بالقياس إلى الفكرة المحورية للموضوع ، كما أننى أتبرأ من هذا الضال المُضِل ، فتخصيصكم له بالذكر لا أجد ما يدعو إليه هنا
وربما لم تجد الوقت الكافى لقراءة الموضوع بتركيز وإحاطة ، خاصة وأنه طويل ومتشعب ، ويحتاج إلى قراءته بتأنٍ وروية
على أية حال ، أشكرك على المرور والتعقيب ، فهذا – برغم كل شىء – أفضل من التجاهل التام ، والسلام عليكم ورحمة الله
 
جزاك الله خيرا على البحث الرائع
ولديّ أسئلة.
الأول: ماذا عن الأمم التي عاشت قبل نوح عليه السلام وكذلك أمته التي ليست من نسله من المغرقين في أي أمه سينتمون وأي نقيب من نقباء الملائكة التسعة عشر سيوكل بهم؟
وجزاكم مثله أختنا الكريمة
أسعدتنى كلماتك وأسئلتك التى هى فى صلب الموضوع ، والتى تنم عن تمتعك – ما شاء الله – بفهم حصيف ، وتدبر واعى ، زادك الله فهما وفقها
وفيما يلى الجواب عن سؤاليك:
جواب السؤال الأول : من الخطأ أن نتصور وجود انفصام تام بين الأجناس والأعراق قبل نوح عليه السلام وبعده ، وبخاصة حين ننظر للأمر من جهة علوم الوراثة والأثنولوجى والجينوم البشرى
فمن المعلوم فى علم الوراثة أنه توجد جينات ( عاملات وراثية ) تُسمى بالجينات المتنحية ، وهى التى يحملها الأبناء من أسلافهم ولكنها لا تظهر فى ذرياتهم إلا بعد فترة أو فى أجيال متأخرة
ومن هنا يمكن القول أن كل سلالة مما قبل نوح لها ما يناظرها من السلالات التى تلته ، وقد ذكرتُ فى إحدى مشاركاتى السابقة ( رقم 14 ) أن من عناصر تعريف الأمة أنها جماعة كبيرة من الناس يجمع بين أفرادها صفات وراثية واحدة
كما لا ينبغى أن تنسى – وأنتى من النساء – أن أبناء نوح وأحفاده كان لهم زوجات من غير ذوى القربى ، أى أنهن كن يحملن عاملات وراثية من الأجناس التى سبقت نوح عليه السلام ، وأنهن قمن بنقلها إلى أبنائهن من بعد ، فلايوجد انفصام تام بين السلالات قبل نوح وبعده
ثم إنه يمكن أن يقال أيضاً : لا يوجد ما يدل على أن سقر تمثل جهنم كلها ، بل العكس هو الصحيح ، حيث أخبر الله تعالى أن لجهنم سبعة أبواب ، وقد وردت آثار وروايات عديدة تبين أن سقر لا تمثل سوى إحداها فحسب ، قال ابن جريج: (( سبعة أبواب : أولها جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية )) ، وروى الضحّاك عن ابن عباس نحوه ، وكذلك روي عن الأعمش
وبناءً على هذا التفسير فإنه يتبقى من جهنم ستة أبواب ، قد يكون منها ما هو خاص بالأمم قبل نوح ، وما هو خاص بالأمم من الجن ، و منها ما هو خاص بباقى الخلائق التى نعلمها والتى لا نعلمها ، هذا والله أعلم
( يتبع )
 
. . الثاني : لنقل أن أمة تنتمي إلى أحد أبناء يافث ولنقل تيراس فهنا سينتمي إلى أمة تيراس وأمة يافث لأنه ينتمي إليه كما ينتمي إليه كل أبناء وأحفاد يافث فهل يوكل بهم ملكان من التسعة عشر؟
أما هذا السؤال فأنتى قد أجبتى عنه بنفسك ، حيث ابناء تيراس فى المثال الذى ضربتيه سيوكل بهم ملكان بالفعل
ذلك أن نقباء سقر فيما هو راجح لدى ينقسمون إلى :
أ - ثلاثة نقباء بمثابة رؤساء كبار ، يختص كل واحد منهم بكل ذرارى أحد أبناء نوح الثلاثة مهما تعددت ذراريه
ب – ستة عشر نقيباً يلونهم فى الدرجة ويتولى كل واحد منهم ذريات أحد أحفاد نوح عليه السلام ، وبذلك فلن يوجد تداخل ، وإنما هو تدرج فى التخصص من الأعم إلى الأخص
ومما يمكن أن نتخذه دليلاً على أن سقر لها ثلاثة أقسام كبرى يتولاها ثلاثة نقباء كبار قوله تعالى للكفار يوم القيامة :
انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ ( 31 ) – من سورة المرسلات
ولنا أن نتساءل : لماذا كان هذا الظل ذا ثلاث شُعب تحديداً ؟!
لقد حاول بعض المفسرين على مدار التاريخ تعليل خصوصية هذا العدد ، ولكن محاولاتهم كانت – كما سنرى – نابعة من بنات أفكارهم ومن تأملاتهم الشخصية ، فمثلاً قال البيضاوى وغيره من المفسرين نقلا عن تفسير الفخر الرازى ما يلى : " وخصوصية الثلاث إما لأن حجاب النفس عن أنوار القدس : الحس والخيال والوهم، أو لأن المؤدي إلى هذا العذاب هو القوة الواهمة الحالية في الدماغ والغضبية التي في يمين القلب والشهوية التي في يساره، ولذلك قيل شعبة تقف فوق الكافر وشعبة عن يمينه وشعبة عن يساره".
وقد أضاف صاحب تفسير ( روح البيان ) تعليلاًآخر فقال : "ويحتمل أن تكون الخصوصية لتضييعهم القوى الثلاث التى هى : السمع والبصر والفؤاد ، ورعايتها مبدأ السعادات واتلافها منشأ الشقاوات".
ثم أردف قائلا : "عندى وجه آخر وهو أن الايمان عبارة عن التصديق والاقرار والعمل ، فجُعِلَت كل شعبة من الثلاث بمقابلة واحدة من هذه الاركان "
ويضيف الألوسى إلى ما سبق تعليلاً رابعاً فيقول : " وقيل لأن تكذيبهم بالعذاب يتضمن تكذيب الله تعالى وتكذيب رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهناك ثلاثة تكذيبات ، واعتبر بعضهم التكذيب بالعذاب أصلاً والشعب الثلاث التكذيبان المذكوران وتكذيب العقل الصريح فتأمل "
تلك كانت تعليلات المفسرين لسر كون الشعب ثلاثا ، وهى كما ترين !!
والأيسر من تلك التأويلات المتكلفة أن نقول : أن الشُعب الثلاث تعبر عن الأقسام الثلاثة الكبرى للجنس البشرى كله ، والتى تشمل وتعم كل المكذبين بلا استثناء ، هذا والله أعلم
أكرر شكرى للأخت عائدة على أسئلتها الذكية ، والتى جاءت فى صلب الموضوع ولم تحد عنه ، وبالله التوفيق

 
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على اجاباتك المستفيضة وسأعرض عليك ما فهمته قبل أن أسأل المزيد فإن كان ما فهمته صائبا سألت وإلا صححت لي فهمي.
الأول:
أن جهنم لها سبعة أبواب ست منها للتسعة أجيال من نوح عليه السلام إلى آدم عليه السلام وأقوام الجن . والباب السابع سقر هو لكل البشرية من بعد الطوفان. وأن سقر لها ثلاث نقباء رئيسيين بدليل ظل ذي ثلاث شعب . وست عشر موزعين الثلاث شعب لكل شعب ذرية ابن من أبناء نوح عليه السلام.



الثاني:
أن البشرية قبل نوح أيضا كانت تنقسم لتسعة عشر سلالة
اجتمعت كلها في شخص نوح عليه السلام وزوجه ثم تفرعت في أبنائه الثلاث وأزواجهم ثم انقسمت مرة أخرى لتسع عشر سلالة .
هل فهمي إلى الآن صحيح لإجاباتك؟
 
ما رأيك بهذا التعليل المقتبس للظل ذي ثلاث شعب
"

سورة الزمر, الآية 6:
خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون


جاءت كلمة ظلمات دائما بلفظ الجمع والنور بالمفرد.


وما لاحظته أن الظلمات دائما ثلاث


يخلق الإنسان في ظلمات ثلاث.

قالوا الغشاء حوله ظلمة

الرحم ظلمة

كذلك جسد الأم ظلمة


سورة الأنبياء, الآية 87:
وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين


والظلمات التي أحاطت ذا النون

ظلمة بطن الحوت.

ظلمة البحر.

ظلمة الليل.

سورة النور, الآية 40:
أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور


شبه الله سبحانه وتعالى ظلمات من يعيش في الظلمات بسبب قلة الذكر أنه يعيش في ظلمات ثلاث

ظلمة الموج.

ظلمة الموج الذي يغشى الموج.

ظلمة السحاب.

سورة الطلاق, الآية 11:
رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا


سورة إبراهيم, الآية 1:
الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد


وهذا القرآن أنزله الله سبحانه وتعالى

ليخرجنا من ظلمات ثلاث

فالفرق بين الذاكر لله ذكرا كثيرا والذي لا يذكر هو ظلمات ثلاث

سورة الأنعام, الآية 39:
والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشإ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم

ظلمة الصمم

ظلمة العمى

والظلمة الثالثة هي...القلب

سورة الكهف, الآية 57:
ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا


لذلك الشخص الذي يحرم نفسه من الذكر الكثير هو في الواقع يعيش في ظلمات ثلاث بإرادته

ولكن يوم القيامة سيعاقب أيضا بنفس الشيء فالجزاء من جنس العمل.

سورة الإسراء, الآية 97:
ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا

الظل هو منطقة لا يصل إليها الضوء

بمعنى هناك حائل بين الظل والنور

من يعيش في الظلمات يكون عليه ثلاث حوائل بينه وبين النور


غشاء على البصر


وقر في الأذن.


ران على القلب


فيعيش في ظلمات ثلاث


ثلاث ظلال هو داخلها


وفي جهنم هناك الظلال ثلاث شعب

سورة المرسلات, الآية 30:
انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب


سورة المرسلات, الآية 31:
لا ظليل ولا يغني من اللهب


وهكذا نرى الظلمات دوما ثلاث
لذلك يأتي بالجمع

وأما النور يأتي بالمفرد دائما لأنه النور اذا دخل فإنه واحد في كامل الجسد

فلا يكون نور في مكان واحد وإنما كامل شامل

ولأنه لا يوجد شيء يحجز النور عنه فلا يوجد ظلال ولا ظلمات في جسد المؤمن

ولذلك كانت الظلال نعيما من نعم الله لهم في الجنات

سورة يس, الآية 56:
هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون

سورة المرسلات, الآية 41:
إن المتقين في ظلال وعيون


سورة الواقعة, الآية 30:
وظل ممدود


بينما أصحاب الشمال في ظل من يحموم


سورة الواقعة, الآية 43:
وظل من يحموم


سورة الواقعة, الآية 44:
لا بارد ولا كريم
 
نسيت سؤال شغلني إذا كان الناس يدخلون النار بحيث كل سلالة تدخل مع بعضها البعض .فما هو تفسيركم للفصل المذكور في هذه الآية
سورة الممتحنة, الآية 3:
لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير

والفصل المبين في هذه الآية

سورة الحج, الآية 17:
إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد



نفعنا الله بعلمكم
 
أخي المكرم
قلتَ في مشاركة 15

العدد الذى تنقسم إليه كل أعراق وأجناس البشر كافة ، أو تندرج تحته كل أمم الناس جميعا ، وأنّ خزنة سقر لما كانوا يتعاملون مع الكافرين من كافة الأمم والأجناس والأعراق فإن من الطبيعى أن يأتى عددهم على نفس عدد تلك الأمم ، بحيث يختص كل واحد منهم بأمة واحدة


1. يَافَثَ .. وأبناؤه:
2. جُومَرُ
3. مَاجُوجُ
4. مَادَاي
5. يَاوَانُ
6. تُوبَالُ
7. مَاشِكُ
8. تِيرَاسُ

9. حَامٍ .. وأبناؤه:
10. كُوشُ
11. مِصْرَايِمُ
12. فُوطُ
13. كنْعَانُ

14. سَامَ.. وأبناؤه:
15. عِيلامُ
16. اشُّورُ
17. ارْفَكْشَادُ
18. لُودُ
19. ارَامُ

على هذا سيكون الوالد من أمة، وأبناؤه من أمة أخرى!
ولو افترضنا جدلاً بأنهم سيكونون (أي الآباء: سام وحام ويافث) في ثلاث شعب (كل فرد واحد من الآباء مقامه مقام أمة بذاتها) فمعناه أنهم سيدخلون النار؛ لأن الكفرة من أحفادهم هم ضمناً داخلون في الكفرة من أصلاب أبنائهم!
وإذا قلنا ليس بالضرورة سيدخلون النار (لسبب ما) فنوح عليه السلام أحق منهم بأن يكون ذا شعبة مستقلة (أمة بذاته) ألم يكن مع الناجين أيضاً؟
ألا يستحق أن يكون أمة لوحده؟

وسؤال آخر: الذين غرقوا في الطوفان سيكونون مع أي أمة؟
 
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على اجاباتك المستفيضة وسأعرض عليك ما فهمته قبل أن أسأل المزيد فإن كان ما فهمته صائبا سألت وإلا صححت لي فهمي.
الأول: أن جهنم لها سبعة أبواب ست منها للتسعة أجيال من نوح عليه السلام إلى آدم عليه السلام وأقوام الجن . والباب السابع سقر هو لكل البشرية من بعد الطوفان. وأن سقر لها ثلاث نقباء رئيسيين بدليل ظل ذي ثلاث شعب . وست عشر موزعين على الثلاث شعب
الثاني:أن البشرية قبل نوح أيضا كانت تنقسم لتسعة عشر سلالة اجتمعت كلها في شخص نوح عليه السلام وزوجه ثم تفرعت في أبنائه الثلاث وأزواجهم ثم انقسمت مرة أخرى لتسع عشر سلالة .
هل فهمي إلى الآن صحيح لإجاباتك؟
فهمك صحيح إلى حد كبير ، بارك الله فيكِ
 
نسيت سؤال شغلني إذا كان الناس يدخلون النار بحيث كل سلالة تدخل مع بعضها البعض .فما هو تفسيركم للفصل المذكور في هذه الآية سورة الممتحنة, الآية 3:
لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير
والفصل المبين في هذه الآية سورة الحج, الآية 17:
إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد
نفعنا الله بعلمكم
الفصل المذكور فى الآيتين ليس بالمعنى الذى تبادر إلى ذهنك ، لأنه ورد فيهما بمعنى الحكم ، حيث " يفصل بينكم " هنا بمعنى : يحكم بينكم
وكذلك " يفصل بينهم " تعنى : يحكم بينهم
أما عن تفسيرك للثلاث شُعب بما ذكرتيه فى المشاركة 25 فهو أحد الوجوه الجائزة ، ولكنى أُرجح عليه الوجه الذى أبنتُ عنه من قبل ، والله أعلم
 
على هذا سيكون الوالد من أمة، وأبناؤه من أمة أخرى!
ولو افترضنا جدلاً بأنهم سيكونون (أي الآباء: سام وحام ويافث) في ثلاث شعب (كل فرد واحد من الآباء مقامه مقام أمة بذاتها) فمعناه أنهم سيدخلون النار؛ لأن الكفرة من أحفادهم هم ضمناً داخلون في الكفرة من أصلاب أبنائهم!
وإذا قلنا ليس بالضرورة سيدخلون النار (لسبب ما) فنوح عليه السلام أحق منهم بأن يكون ذا شعبة مستقلة (أمة بذاته) ألم يكن مع الناجين أيضاً؟
ألا يستحق أن يكون أمة لوحده؟
عفا الله عنك أخى الكريم ، فإنك قد بنيتَ على كلامى نتائج بعيدة جداً وغريبة للغاية !!
ولكن لأنى لا أحب أن أحيد عن آداب الحوار ، ولأنى أعرف عن شخصك الكريم أنك من أهل الفضل والعلم ، فلن أفند أقوالك ، وإنما سأكتفى بعرض النقاط الجوهرية لهذا الموضوع ، عسى أن يرتفع اللبس ونتجنب نزغ الشيطان ونأمن شهوة الجدال قاتلها الله
إن التصور الصحيح للمسألة بحسب ما انتهيتُ إليه يمكن صياغته على النحو التالى :
أولاً : أبناء نوح عليه السلام هم الأصل ، وهم يمثلون الأقسام الثلاثة الكبرى للجنس البشرى بأكمله ، أى : السامية والحامية واليافثية
ثانياً : أحفاد نوح عليه السلام هم فروع انبثقت عن هذا الأصل ، وإليهم تنتسب سائر الأمم من بعد الطوفان ، وعددها ست عشرة أمة
ثالثاً : نقباء سقر من الملائكة ينقسمون بدورهم إلى :
ا - ثلاثة نقباء كبار مقابلين للأقسام الثلاثة الكبرى للبشرية كلها
ب - ستة عشر نقيباً أقل منهم فى الدرجة والرتبة ، وهم أعوان للثلاثة السابق ذكرهم ، حيث يكون كل واحد منهم مسئولا عن أمة واحدة فحسب من الست عشرة أمة
وأضرب مثلاً لزيادة التوضيح : أحد النقباء الكبار وليكن المسئول عن الجنس السامى مثلا ، سيكون له من الأعوان خمسة نقباء بعدد الأمم التى انبثقت من سام ، وعلى ذلك يكون هذا النقيب الأكبر مسئولا بوجه عام عن تلك الأمم الخمس كلها ، بينما يكون كل واحد من أعوانه مسئولاً بوجه خاص عن واحدة فحسب من تلك الأمم الخمس
هذا هو التصور النهائى الذى انتهيتُ إليه ، وإن كان قد وقع لبس فى فهم بعض مشاركاتى السابقة ، بسبب راجع إلىّ شخصياً ، كغموض عبارتى مثلا فى بعض المواضع ، فلن أستنكف عن الاعتذار عن هذا الغموض منك أخى الكريم ومن كل المتابعين الكرام
وفى النهاية أقول : هو اجتهاد ، ربما أصاب ، وربما أخطأ ، ولكن ما حملنى عليه هو قوة الشواهد الدالة عليه ، وتركيز آية سورة المدثر على علم الذين أوتوا الكتاب بخصوصية هذا العدد وكونه مذكوراً فى كتبهم المقدسة ، وإشارتها إلي ذلك مرتين لا مرة واحدة ، ثم إجماع مفسرى القرآن على مطابقة هذا العدد لما هو مذكور فى كتب أهل الكتاب ، وعلى النحو الذى سبق بيانه بالتفصيل فى مشاركتين متتاليتين
لكل تلك الأسباب أجدنى أميل بقوة إلى ترجيح صحة هذا التفسير ، وخاصة وأنه يكشف عن جانب جديد من جوانب إعجاز القرآن الغيبى والتاريخى ، حيث أن العلم بحقيقة هذا العدد لم تكن متاحة لغير علماء أهل الكتاب وقت نزول القرآن الكريم
وكما قلتُ : هو اجتهاد ، ولكن يبقى العلم اليقين عند علام الغيوب جل وعلا ، فإن كان من توفيق فهو من عند الله تعالى ، وإن كان غير ذلك فمن نفسى والشيطان ، والله ورسوله منه براء
سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك
 
جزاك الله خيرا استاذ عليمي علي هذا البحث المتميزالواضح فيه مجهودكم ونفع الله بكم المسلميين دائما
 
جزاك الله خيرا أخي
فهمت الآن نظريتك وأحتاج منك إلى تدعيم بالآيات أو الأحاديث على النقاط التالية:
- أن الأمم يوم القيامة تكون على حسب السلالات وليس على حسب أنبياؤهم وبالتالي كل سلالة يؤمهم أحد أحفاد نوح عليه السلام. لأنه استشكل لدي كوني مخلوطة السلالة يافثية وسامية ففي هذه الحالة في أي أمة سأكون.

- أن نقباء سقر ينقسمون إلى ثلاثة رئيسيين ثم إلى ست عشر فرعيين لأنه أيضا لم أعرف أن اقسم الست عشر على ثلاث شعب.

- أن كل الناس من بعد نوح من أهل النار إنما هم من سكان سقر ولن يدخلوا أبواب جهنم الأخرى لأني تفكرت إن كان ذلك صحيحا فلماذا ذكر لنا الأبواب الأخرى في القرآن.
 
شكراً لك على حسن ظنك بأخيك
وهذا دأب كل صالح.. يحسب أن إخوته صالحين مثله
ولولا أن فضيلتكم طلبتم التعقيب وعدم الاكتفاء بالترجمة لرشاد خليفة لما عقبت؛ فالمستشار مؤتمن.
فأشكرك أن أكرمتني بالإجابة عن الشق الأول من سؤالي (الآباء والأبناء).
أما بالنسبة للشق الثاني: أي عدد أبواب جهنم للغرقى من قوم نوح عليه السلام فيعكر عليه ما ورد في حديث ابن عباس الذي أخرجه البخاري أنه بين آدم ونوح عليهما السلام عشرة قرون كلها على الإسلام.
مما يعني أن الكفر = الشرك بدأ في قوم نوح عليه السلام ولم يكن معروفاً قبلهم
وهذا يقتضي أن عدد الكفار قبل الطوفان أقل من عددهم بعده.
ولا يعقل أن للغرقى بسبب الطوفان ستة أبواب ولباقي الأمم إلى يوم القيامة باب واحد.
أخي الفاضل:
لا أظن أن من الصواب الخوض في الأبواب التي ستدخل منها الشياطين ( كفرة الجن) إلى جهنم؛
فالجن وما يتعلق بهم غيب ولا سبيل لمعرفة ما يتعلق به إلا الخبر الصحيح قطعي الثبوت
ولو فتحنا باب الاجتهاد في الغيبيات لوقعنا في خلل كبير.
أخي المكرم
سقر، لظى، الحطمة، الجحيم، جهنم... الخ مراتب (دركات) في النار يدخلها الناس بحسب أعمالهم.
وحين تتبع وعد القرآن الكريم للفئات التي ستعذب هناك ستجدها بحسب الأعمال.
فقد تشترك فئة من كفرة أبناء فلان، مع فئة من أبناء فلان بالدركة (المرتبة) ذاتها.
والله يوفقكم للصواب والسداد.
 
جزاك الله خيرا أخي
فهمت الآن نظريتك وأحتاج منك إلى تدعيم بالآيات أو الأحاديث على النقاط التالية:
- أن الأمم يوم القيامة تكون على حسب السلالات وليس على حسب أنبياؤهم وبالتالي كل سلالة يؤمهم أحد أحفاد نوح عليه السلام. لأنه استشكل لدي كوني مخلوطة السلالة يافثية وسامية ففي هذه الحالة في أي أمة سأكون.
سبق أن أجبتُ عن هذا السؤال وذكرتُ الآية الدالة على صحة كلامى مع أقوال المفسرين فيها والتى تشهد كذلك لصحة كلامى، وكان هذا تحت عنوان " لا توجد أمة بدون إمام " فى المشاركة 14 فلتراجعيها تكرماً
أما فى أى أمة ستكونين ؟ فلستى أنتى مَن يحدد ذلك ، ولا هو مطلوب منكِ
أن نقباء سقر ينقسمون إلى ثلاثة رئيسيين ثم إلى ست عشر فرعيين لأنه أيضا لم أعرف أن اقسم الست عشر على ثلاث شعب
قسمة الستة عشر نقيباً على الشُعَب الثلاث فى غاية اليسر ، ولا أدرى ما المعضلة فيها ؟!
فكل شُعبة من الثلاث يكون عدد نقبائها بعدد أبناء كل واحد من بنى نوح الثلاثة ، أى خمسة نقباء فى شُعبة سام ، وأربعة نقباء فى شُعبة حام ، وسبعة فى شُعبة يافث ، ثم أضيفى إلى كل شُعبة واحداً من النقباء الثلاثة الكبار ، فليس فى الأمر أى صعوبة
ن كل الناس من بعد نوح من أهل النار إنما هم من سكان سقر ولن يدخلوا أبواب جهنم الأخرى لأني تفكرت إن كان ذلك صحيحا فلماذا ذكر لنا الأبواب الأخرى في القرآن
أنا لم أقطع بهذا الكلام عن أبواب جهنم ، وإنما طرحته كوجهة نظر لبعض المفسرين ، ولكنى لا أتبنى هذا التفسير ولا أرجحه
شكراً على اهتمامك بالموضوع ، ولكن أرجو أن نقتصر على الجوهرى فيه ، ولا نستطرد إلى مسائل فرعية تدخل فى نطاق الغيبيات
وأكرر : إنه مجرد اجتهاد كان القصد منه الإنتصار للقرآن بالكشف عن أحد جوانب إعجازه الغيبى والتاريخى ، فالله من وراء القصد
والسلام عليكم ورحمة الله
 
ولا يعقل أن للغرقى بسبب الطوفان ستة أبواب ولباقي الأمم إلى يوم القيامة باب واحد.
طبعاً لا يُعقل هذا ، ولا أنا قلتُ بذلك
وكما قلتُ للأخت عائدة فى المشاركة السابقة : أنا لم أقطع بهذا الكلام عن أبواب جهنم ، وإنما طرحته كوجهة نظر لبعض المفسرين ، ولكنى لا أتبنى هذا التفسير ولا أرجحه
أخي الفاضل لا أظن أن من الصواب الخوض في الأبواب التي ستدخل منها الشياطين ( كفرة الجن) إلى جهنم؛فالجن وما يتعلق بهم غيب ولا سبيل لمعرفة ما يتعلق به إلا الخبر الصحيح قطعي الثبوت ولو فتحنا باب الاجتهاد في الغيبيات لوقعنا في خلل كبير
أوافقك على هذا ، ولعل فى ردى السابق مباشرة ما يغنى عن الرد
أخي المكرم ، سقر، لظى، الحطمة، الجحيم، جهنم... الخ مراتب (دركات) في النار يدخلها الناس بحسب أعمالهم ، وحين تتبع وعد القرآن الكريم للفئات التي ستعذب هناك ستجدها بحسب الأعمال. فقد تشترك فئة من كفرة أبناء فلان، مع فئة من أبناء فلان بالدركة (المرتبة) ذاتها
لا خلاف فى هذا ، ولكن ما الذى يمنع أن تُوجد تلك الدركات والمراتب فى كل قسم على حدة من أقسام سقر العديدة ؟
لا يوجد ما يمنع ذلك على الإطلاق ، بل على العكس ، سيكون هذا إمعاناً فى النظام والإتقان
والله يوفقكم للصواب والسداد
ويوفقكم أخى الكريم ، وسُررت بمناقشتكم وبأدبكم الرفيع فى الحوار

سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك
 
الحقيقة أخي مما لاحظته من آيات الآخرة وما يحصل فيها أننا لا نستطيع أن نقطع بشيء منها فكلما دخلنا في فكرة أو وجه نظر وجدنا آية تفندها وهذا من إعجاز القرآن ليبقى الله وحده عالم الغيب والشهادة الوحيد العليم بتفاصيل الآخرة.
والقطع برأي فيها هو ما شكل المذاهب والفرق الإسلامية .
لذلك تجد في المناظرات يأتون بنفس الآيات وكل منهم يفسرها بما يعتقده في مذهبه .
وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم
وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة

موضوع الأمم لها شواهد من البينات تدل على أن أخراها تلعن أولاها وتتهمهم بأنهم أضلوهم مما يدل على أن كل أمة بينها وبين ما بعدها مدة زمنية ولا يبين هنا أن أمة من الأمم يلعن آخر شخص أول شخص فيها ولكن آخر أمة لأول أمة .
كما أن التسعة عشر في الآية لا تلزم ولا تشير أنهم الملائكة بالضرورة ولكنه اجتهاد المفسرين. كما أنها ليست دليلا على السلالات التسعة عشر .كذلك الثلاث شعب هي من اجتهادك ولا يوجد ما يثبت أنها لثلاث أمم رئيسية خاصة بعد تزاوج السلالات مع بعضها.

أعجبني بحثك وجهدك الكبير وربطك للأمور. ننتظر بقية البحث كما وعدت بإكماله

وفقك الله للخيرات وجزاك الله خيرا وزادك من علمه وفضله ونفع بك الأمة والإسلام.
 
أعجبني بحثك وجهدك الكبير وربطك للأمور. ننتظر بقية البحث كما وعدت بإكماله

وفقك الله للخيرات وجزاك الله خيرا وزادك من علمه وفضله ونفع بك الأمة والإسلام.
ان الاخ الكريم الاستاذ عليمي بحوثه مختلفه ومتنوعه وهو باحث مجتهد جدا وعلمه بفضل الله كثير نستفيد منه كثيرا في كافة علوم القران
 
موضوع الأمم لها شواهد من البينات تدل على أن أخراها تلعن أولاها وتتهمهم بأنهم أضلوهم مما يدل على أن كل أمة بينها وبين ما بعدها مدة زمنية ولا يبين هنا أن أمة من الأمم يلعن آخر شخص أول شخص فيها ولكن آخر أمة لأول أمة .
الأخت الكريمة عائدة ، وفقها الله
انبثاق الأمم عن تسعة عشر سلفاً من الجدود الأوائل لا يعنى مطلقاً أن هذا الإنبثاق قد تم دفعة واحدة ، وفى وقت واحد
وإذا كانت نشأة الأمم تستغرق أوقاتا وحقباً طويلة ، فإن هذا لا يتعارض أبداً مع رجوعها إلى سلف أول أو جد أعلى . . . . هذا أولاً
أما ثانياً : فإن تدارك الأمم فى جهنم ولعن كل أمة لأختها ، ومخاطبة آخرها لأولها ، كل هذا لا يتعارض على الإطلاق مع قسمة سقر إلى ثلاث شُعب كبرى ، حيث أن هذا التلاعن وذلك الخطاب بين الأمم يمكن له أن يحدث بين الأمم الخاصة بكل شُعبة على حدة من شُعب سقر الثلاث ، فلا تنسى أن كل شُعبة تضم عدة أمم معا
كما أن التسعة عشر في الآية لا تلزم ولا تشير أنهم الملائكة بالضرورة ولكنه اجتهاد المفسرين.
ما هذا الكلام الغريب جدا ؟!!
هل تعلمين أن قولك هذا فيه إنكار لصريح نص القرآن ؟!
فإن الله عز وجل - وليس المفسرين – هو مَن ميّز العدد تسعة عشر بالملائكة لا غير
بل إنه سبحانه قد أكّد ذلك بإسلوب الحصر الذى لا يبقى معه أدنى ريب ، وذلك بقوله :
((
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ))
[FONT=&quot]فكيف بعد ذلك تنكرين كونهم ملائكة وتنسبين ذلك إلى اجتهاد المفسرين ؟؟!!
[/FONT]
كما أنها ليست دليلا على السلالات التسعة عشر .كذلك الثلاث شعب هي من اجتهادك ولا يوجد ما يثبت أنها لثلاث أمم رئيسية ، خاصة بعد تزاوج السلالات مع بعضها
ليس عجيباً – بعد الإنكار السابق – أن تنكرى كل ذلك أيضاً !!
ولكنى مع ذلك يمكن أن أرد بما يلى :
أولآً : القول بـأن التسعة عشر فى الآية " ليست دليلا على السلالات التسع عشرة " يمكن اعتباره قولاً مرسلاً يفتقد إلى دليل ، وهذا لأنى قد أتيتك بالدليل على صحة كلامى من كتب أهل الكتاب التى بين أيدينا اليوم ، لكنكِ لم تأتِ بدليل معاكس يدحض هذا الكلام ويُفنده ، سوى إنكارك فقط ، والإنكار وحده لا يصلح دليلاً
فما أيسر أن يقول المرء : " هذا غير صحيح " ، ثم يصمت بعدها ولا يُعقب بشىء ، فهل قوله ذاك يَصلُح اتخاذه دليلا على صحة كلامه ؟!
إن مقارعة الحُجة لا تكون إلا بحُجة أقوى منها ، ولا يفل الحديد إلا الحديد
ثانياً : الأمر نفسه ينسحب على قولك عن الثلاث شُعب ، فقد أتيتك بدليل من حديث النبى صلى الله عليه وسلم يُثبت ويؤكد صحة نسبة الأجناس البشرية إلى الأبناء الثلاثة لنوح عليه السلام ، ذلك هو قوله صلى الله عليه وسلم :" سام أبو العرب ، وحام أبو الحبش ، ويافث أبو الروم "
بل إن هذا التصنيف الثلاثى للبشرية بحسب أبناء نوح الثلاثة يُعد من أقدم التصنيفات المعروفة فى التاريخ ، حيث نجده فى بعض المدونات التى جاءتنا من العصور الوسطى
كل هذا يُرَجِح انقسام سقر إلى ثلاث شُعب ، أو على الأقل يُقوى من هذا التفسير ويدعمه
ثالثاً : التزاوج بين السلالات لا يلغى وجودها ، فإذا تزوج رجل زنجى مثلاً من امرأة بيضاء ، فهل هذه الزيجة تنسخ جنس كل منهما ، فلا يصبح هناك زنوج وبيض ؟!
أما إن كنتى تقصدى ذريتهما وكيفية تصنيفها ، فهنا تدخل عوامل أخرى هى التى تُرجح أحد الجنسين على الآخر ، المهم أن الغلبة فى النهاية ستكون لجنس واحد فقط منهما
أعجبني بحثك وجهدك الكبير وربطك للأمور. ننتظر بقية البحث كما وعدت بإكماله
وفقك الله للخيرات وجزاك الله خيرا وزادك من علمه وفضله ونفع بك الأمة والإسلام
أشكرك على كلامك الطيب ، ولكِ أنتى أيضاً مثله وزيادة
ولا شك أن الموضوع قابل للمزيد من الإضافات التى تدعمه وتُثريه أكثر فأكثر ، وأرجو أن ييسر الله لى ذلك عما قريب ، ومنه تعالى نستمد العون والتوفيق
 
[FONT=&quot]- 15 -[/FONT]
من يدقق النظر فى أسماء أحفاد نوح الستة عشر يلحظ أن أغلبها كان يُطلق على البلدان الكبرى والأمم المشهورة فى التاريخ القديم ، مما يؤكد ريادتهم للبشرية كلها
وقد عرضنا من قبل فى الحلقة 14 ( وهى المشاركة 18 وأوصيكم بمراجعتها ) لكتاب الباحث هارولد هانت " الأسلاف الستة عشر للجنس البشرى " والذى يثبت من خلاله أن أحفاد نوح عليه السلام هم أصل كل الأمم التى جاءت بعد الطوفان
وكنت قد قلتُ فى ختام عرضى لهذا الكتاب أن هانت " أخذ يتتبع فى بقية كتابه أصول أسماء البلاد والأمم بدقة شديدة ، فأرجع كل بلد كبير أو أمة شهيرة إلى سلالة من سلالات أحفاد نوح الستة عشر "
والآن أُقدم أمثلة يسيرة من تحليل هذا الباحث النابه لبعض أسماء أحفاد نوح ، حتى يتبين لنا دورهم الريادى فى نشأة الأمم والبلدان العظمى أو ما يُسمى " الإمبراطوريات "
وقد اخترت أسماء ثلاثة من أبناء سام كأمثلة فقط ، هم : عيلام وآشور وآرام
وفيما يلى سوف أقتبس بعض فقرات من الكتاب فى لغته الأصلية ، ثم أتبعها بترجمتها إلى العربية مع بعض التصرف أحياناً
يقول هارولد هانت :
[FONT=&quot]"The children of Shem; Elam, and Asshur, and Arphax, and Lud, and Aram."[/FONT]
[FONT=&quot]Elam is the ancient name for Persia, which is itself the ancient name for Iran. Until the tune of Cyrus they were called Elamites, and they were still often called that even in New Testament times. The Jews from Persia, who were present at Pentecost were called Elamites (Acts 2:9). Since the 1930's they have insisted on being called Iran.[/FONT]
[FONT=&quot]الترجمة : بنو سام : عيلام وآشور وأرفكشاد ولود وآرام[/FONT]
"عيلام" هو اسم أحد أبناء "سام" ، وهو فى الوقت نفسه الاسم القديم لبلاد " فارس " ، والذى هو الاسم القديم لإيران . وحتى وقت الملك " قورش " كان الناس هناك يُسمون العيلاميين ، بل لقد ظلوا يُسمون بذلك حتى عصور العهد الجديد ، ففي سفر أعمال الرسل 2 : 9 نرى أن اليهود من بلاد فارس الذين كانوا حاضرين في عيد العنصرة يسمون بالعيلاميين ، ومنذ ثلاثينات القرن الماضى فقط تحول الإسم إلى " إيران "
[FONT=&quot]Asshur is the Hebrew word for Assyria. Assyria was one of the great empires of the distant past. Asshur was also the name of the major god of the Assyrians. We mentioned before that the various nations tended to deify their very long-lived ancestors.[/FONT]
[FONT=&quot]" آشور" هو اسم لإبن آخر من أبناء "سام" ، وهو يمثل فى الوقت نفسه الكلمة العبرية لبلاد "آشور"[/FONT] والتى كانت واحدة من أعظم الامبراطوريات القديمة فى الماضى البعيد ، آشور كان كذلك اسم المعبود الرئيسى للآشوريين ، وقد ذكرنا من قبل أن الأمم المختلفة كانت تميل إلى عبادة أسلافهم المعمرين جدا
[FONT=&quot]Aram, the name of Shem's son is the Hebrew word for Syria, any tune the word Syria appears in the Old Testament it is translated from the word Aram- The Syrians call themselves Aramaens, and their language is called Aramaic. Aramaic, or Syriac, was one of the most prominent languages in the ancient world[/FONT]
رام" هو اسم أحد أبناء "سام"، وهو كذلك الاسم العبرى لبلاد سوريا" ، وأينما ظهرت لنا كلمة سوريا في تراجم العهد القديم نجدها مترجمة عن كلمة آرام فى الأصل العبرى
كان السوريون يطلقون على أنفسهم اسم الآراميين، ولغتهم تسمى الآرامية ، لقد كانت الآرامية أو السريانية واحدة من أبرز اللغات فى العالم القديم
ثم يختم هانت كتابه بالقول :
[FONT=&quot]We have only taken the briefest glance at these sixteen men, who are the ancestors of all mankind, but we believe that enough has been said to show that they really did live, that they are who the Bible says they were, and that their descendants are identifiable on the pages of history. [/FONT]
لقد أخذنا نبذة قصيرة عن اولئك الرجال الستة عشر الذين يمثلون الأسلاف الأوائل لكل الجنس البشرى ، لكن نعتقد أننا قلنا ما فيه الكفاية لبيان أن أولئك الرجال قد عاشوا حقا فى التاريخ ، وأنهم حسبما قال عنهم الكتاب المقدس كانوا بالفعل ، وأن ذرياتهم قد تم التعرف عليها على صفحات التاريخ " انتهى
من كتاب :
The Sixteen Ancestors Of Mankind
 
لماذا كان عدد زبانية سقر تسعة عشر على وجه التحديد
السؤال الوحيد الذي إستوقفني من بين كل تلك الأسئلة المطروحة.
مما تبينه الآيات المقدسة أن العدة ليست على وجه التحديد بل على وجه ضرب المثل ليكون هذا المثل مصدر فتنة لفريق ومصدر طمأنية لفريق آخر. أما على وجه "التحديد" (= التأويل المطابق للواقع) فلا يعلم جنود ربك إلا هو. هذا هو، ولا حاجة بعد ذلك لإسرائيليات قديمة، حديثة وعصرية لفك "الأسرار".
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد،
فقد قرأت بحثكم الرائع وكما عهدتك دائما استاذنا العليمى من جميل استنباطك وسعة اطلاعك ودقة تدبرك فقد أمتعتنا بهذه الفتوحات العظيمة وأسأل الله أن تكون قد أصبت الأجرين اللهم آمين
 
السؤال الوحيد الذي إستوقفني من بين كل تلك الأسئلة المطروحة.
مما تبينه الآيات المقدسة أن العدة ليست على وجه التحديد بل على وجه ضرب المثل ليكون هذا المثل مصدر فتنة لفريق ومصدر طمأنية لفريق آخر. أما على وجه "التحديد" (= التأويل المطابق للواقع) فلا يعلم جنود ربك إلا هو. هذا هو، ولا حاجة بعد ذلك لإسرائيليات قديمة، حديثة وعصرية لفك "الأسرار".
ولكن اخي شايب ماعلاقة هذا العدد بأستيقان اهل الكتاب وايضا زيادة ايمان المؤمنيين يكفي فقط ايمانهم ثم تزيد الايه اكثر من هذا ولايرتاب اهل الكتاب والذين امنوا.
 
السؤال الوحيد الذي إستوقفني من بين كل تلك الأسئلة المطروحة.
مما تبينه الآيات المقدسة أن العدة ليست على وجه التحديد بل على وجه ضرب المثل ليكون هذا المثل مصدر فتنة لفريق ومصدر طمأنية لفريق آخر. أما على وجه "التحديد" (= التأويل المطابق للواقع) فلا يعلم جنود ربك إلا هو. هذا هو، ولا حاجة بعد ذلك لإسرائيليات قديمة، حديثة وعصرية لفك "الأسرار".
وما هو مستندك فى زعمك بأن تلك العدة لم تكن على وجه التحديد ، وأنها كانت – تحديدا – على وجه ضرب المثل كما زعمتَ ؟!
هذا أولاً ، وهو سؤال أساسى يلزمك الجواب عنه حتى يصح زعمك
أما ثانياً : لو كان ما تقوله صحيحاً ، فماذا تفعل بأقوال المفسرين بطول التاريخ وعرضه ( منذ الطبرى حتى أحدث التفاسير ) والتى أجمعوا فيها على موافقة هذا العدد لما هو موجود فى كتب أهل الكتاب ؟
هل ستضرب بها جميعاً عرض الحائط ؟!
بل ماذا ستفعل بأقوال السلف الصالح التى تظاهرت على تأكيد وجود هذا العدد فى كتب اليهود والنصارى ؟!
لقد قال بذلك العديد من السلف ، أذكر منهم : ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد رضى الله عنهم جميعاً
فقل لى بربك : هل كان هؤلاء الكرام مخطئين جميعاً فيما ذهبوا إليه ؟!
علماً بأنى لا أعلم مخالفاً لهم فى إجماعهم على ذلك
ثالثا : كما سألك الأخ أحمد مجدى – جزاه الله خيراً – فإنى أسألك السؤال عينه : ماذا تفعل بقوله تعالى :
لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ
فهل جاء هذا النص الكريم حشوا ودونما فائدة ؟!!
حاشا لله ، فما هو تعليلك لمجيئه ؟
وكيف يكون مجرد ضرب أى مثل عشوائى سبباً فى الإستيقان وفى زيادة الإيمان ؟!!!
رابعاً : وما الذى يضيرك أنت شخصياً من هذا البحث إن كان يكشف عن أحد جوانب الإعجاز الغيبى والتاريخى للقرآن الكريم ؟!
المفترض والمتوقع أن هذا أمر يسُر كل مؤمن ولا يضايقه !
فما خطبك يا أخى ؟!
عفا الله عنا وعنكم ، وغفر لنا ولكم
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد،
فقد قرأت بحثكم الرائع وكما عهدتك دائما استاذنا العليمى من جميل استنباطك وسعة اطلاعك ودقة تدبرك فقد أمتعتنا بهذه الفتوحات العظيمة وأسأل الله أن تكون قد أصبت الأجرين اللهم آمين
[FONT=&quot]اللهم آمين[/FONT]
جزاك الله خيراً أخى الكريم ، سررت للغاية بكلمتك الطيبة
وإنى أبرأ من حولى وقوتى إلى حول الله تعالى وقوته
فإن كان من توفيق فهو من عنده تعالى
والحمد لله على كل حال
 
ولكن اخي شايب ماعلاقة هذا العدد بأستيقان اهل الكتاب وايضا زيادة ايمان المؤمنيين يكفي فقط ايمانهم ثم تزيد الايه اكثر من هذا ولايرتاب اهل الكتاب والذين امنوا.
أما زيادة إيمان المؤمنين فلتصديقهم بكلام الله على مراد الله في مسألة جديدة جاء وحي الله بها تخبر عن الغيب، و نلاحظ أن {يَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} جاءت بعد {لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} و كأن هذا الترتيب يشير إلى سبب آخر في زيادة الإيمان عند المؤمن وهو تصديق أهل الكتاب، و لكن طبعا ليس كل أهل الكتاب. لماذا ليس كل أهل الكتاب؟
- لأن من المفسرين من قال أن المراد بأهل الكتاب الذين آمنوا منهم.
- لأن من المفسرين من قال أن المراد بالكافرين في {وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ}: اليهود والنصارى.
-- حتى يستقيم لنا التعميم لابد من رد التفسيرين كليهما!
وفي التفسير "أي ليوقن الذين أعطوا التوراة والإنجيل أن عدة خزنة جهنم موافقة لما عندهم" ولكن علينا الإجتهاد لتفسير هذا التفسير. ما المراد بـ: "موافقة لما عندهم"؟ الآية تُفهمنا أن الله جعل عدتهم فتنة {وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} و لا نقرأ ((وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة و ما جعلنا عدتهم إلا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب)). من هنا أعتقد أن موقف الكافرين وموقف الذين في قلوبهم مرض موقف سبق وأن وقفه من هم على شاكلتهم في تاريخ الأنبياء، وأن من أهل الكتاب من حصلت عندهم هذه المعرفة فيما يتعلق بالإخبار عن الغيب. وقد يكون من أهل الكتاب من يعرف أن الله أوحى إلى الأنبياء قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك على نفس النحو. ثم يقول الله جل وعلا {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} : في التفسير (ما يعلم عددهم وكثرتهم إلا هو تعالى، لئلا يتوهم متوهم أنهم تسعة عشر فقط، كما قد قاله طائفة من أهل الضلالة والجهالة ومن الفلاسفة اليونانيين، ومن تابعهم من الملتين الذين سمعوا هذه الآية، فأرادوا تنزيلها على العقول العشرة والنفوس التسعة، التي اخترعوا دعواها وعجزوا عن إقامة الدلالة على مقتضاها، فأفهموا صدر هذه الآية وقد كفروا بآخرها، وهو قوله: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}).

السؤال المهم الآن وبعيدا عن التأويل بالاسرائيليات والاشاريات الباطنيات العدديات هو:
هل {وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ} تكرار لـ {لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} ؟
الإجابة: اليقين والايمان مراتب.
أم أن الكلام هنا عن فئات مختلفة من المؤمنين و من أهل الكتاب؟
 
وما هو مستندك فى زعمك بأن تلك العدة لم تكن على وجه التحديد ، وأنها كانت – تحديدا – على وجه ضرب المثل كما زعمتَ ؟!
هذه الآيات المقدسة:
{وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر}.

{إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين}.

التفاسير (وهي عندك مشيرة لأجوبة فى غاية الضعف والركاكة) ليس فيها أي تحديد فمثلا "موافق لما عند أهل الكتاب" تفسير لا يحدد أي شيء: لا يحدد مثلا كيف هذا الذي عندهم وعلى أي نحو؟
يبقى كتاب الله القرآن مهيمن على كل الكتب، وفي القرآن ما يوضح المسألة بما لا يدع مجالا للباطنيات الاشاراتية: عدد ضرب مثلا و لا يعلم أحد جنود الله إلا هو. أما "الإعجاز" الذي تتكلم عنه فصراحة لا فرق بينه وبين كلام واحد يطلع علينا بفكرة في "الاعجاز" الغيبي أن في القرآن ذكر للغواصات لأن الحوت الذي بلع يونس عليه السلام ليس إلا غواصة. ولا فرق بين "الأسلاف المشتركة" وفكرة جديدة طلعت علينا هذه الأيام في "الإعجاز" العلمي والبياني وهي فكرة الفرشرفشة (أصل كلمة فراش مركبة من فر رش فش). أفكار لا تستحق حتى صفة "الخيال".
 
التفاسير (وهي عندك مشيرة لأجوبة فى غاية الضعف والركاكة) ليس فيها أي تحديد فمثلا "موافق لما عند أهل الكتاب" تفسير لا يحدد أي شيء: لا يحدد مثلا كيف هذا الذي عندهم وعلى أي نحو؟
يبقى كتاب الله القرآن مهيمن على كل الكتب، وفي القرآن ما يوضح المسألة بما لا يدع مجالا للباطنيات الاشاراتية: عدد ضرب مثلا و لا يعلم أحد جنود الله إلا هو. أما "الإعجاز" الذي تتكلم عنه فصراحة لا فرق بينه وبين كلام واحد يطلع علينا بفكرة في "الاعجاز" الغيبي أن في القرآن ذكر للغواصات لأن الحوت الذي بلع يونس عليه السلام ليس إلا غواصة. ولا فرق بين "الأسلاف المشتركة" وفكرة جديدة طلعت علينا هذه الأيام في "الإعجاز" العلمي والبياني وهي فكرة الفرشرفشة (أصل كلمة فراش مركبة من فر رش فش). أفكار لا تستحق حتى صفة "الخيال".
اخي شايب لااتفق معك في طريقة الهجوم علي صاحب بحث اراد به صاحبه وجه الله وكان هدفه ان يصل الي الحقيقه .في النهايه كلنا نجتهد في الوصول الي مراد الله ولا يعلم مراد الله الاهو فان اصاب احد فله اجران وان اخطا فله اجر وفقنا الله واياك الي صالح العمل
 
أخي أحمد، ربما لم تلاحظ أني ناقشت الكلام لا صاحبه وعلقت على الأفكار لا على صاحبها.
ثم - والآن أناقش معك الأشخاص لكن بدون تعيين - ما بال الاعجازعلميين والاعجازعددين ومن هم على شاكلتهم من الاعجازيين كلما ناقش وإنتقد أحد مايدور في أذهانهم (= "الأفكار") حوّلوا الموضوع إلى شخصنة وهجوم ومدافع وإستبداد بالرأي وما قارب؟ (إستقراء كثير من المشاركات هنا وفي مواقع أخرى).

ويجب عدم الخلط بين الجهالات والاجتهادات والآراء.
غواصة يونس عليه السلام، والجن الفيروس ،و الفراشفررشفة، و "الاسلاف المشتركة"، والعقول الفعالة، وحركة فتح (إعجاز غيبي في إذا جاء نصر الله والفتح)، وخمسة في أربعة زائد عشرة مقسومة على ثلاثة، وجرف هار، و آذان الأنعام، و برمودا والاطباق الطائرة .. إجتهادات؟
 
أما "الإعجاز" الذي تتكلم عنه فصراحة لا فرق بينه وبين كلام واحد يطلع علينا بفكرة في "الاعجاز" الغيبي أن في القرآن ذكر للغواصات لأن الحوت الذي بلع يونس عليه السلام ليس إلا غواصة. .
الأخ شايب ، أنا لن أرد عليك
لأنك بصراحة لم تقل شيئا يستوجب الرد
ولم تجب عن أسئلتى العديدة التى وجهتها إليك
وخرجت عن الموضوع إلى مسائل أخرى أكثر عمومية وذات صبغة شخصية
وليس هذا من شيم أهل العلم فى شىء
أما غلطك فى شخصى وتصنيفك لى فى مربع كذا أو كذا ، فالله هو وكيلى ، وقد فوضت الأمر إليه ، فهو العليم بما تُخفى الصدور ، لذا فهو من يتولى حسابك
وختاماً أطلب منك أن تكف عن محاورتى ، و ألا تحاول الرد على أسئلتى ، لأنى أمقت المراء والجدال بالباطل أشد المقت ، وأضع دائما نصب عينى حديث النبى صلى الله عليه وسلم :
(( أنَا زَعِيمٌ ببَيتٍ في ربَض الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ، وَإنْ كَانَ مُحِقّا، وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ، وَإنْ كَانَ مَازِحا، وَبِبَيْتٍ في أعلَى الجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ ))

فلتكف أخى ، وليشهد الأخوة المتابعين والإداريين على طلبى هذا ، والله خير الشاهدين
سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك
 
هداني الله وإياك أخي العزيز العليمي.
قمت بالرد على كل أسئلتك والأسئلة المكررة تجاهلتها.
أما "الإعجاز" الذي تكلمت أنت عنه فما كنت لأخوض فيه مباشرة لأن قولي (هذا هو، ولا حاجة بعد ذلك لإسرائيليات قديمة، حديثة وعصرية لفك "الأسرار".) كان كافيا، ولكن بما أنك سألت السؤال: (وما الذى يضيرك أنت شخصياً من هذا البحث إن كان يكشف عن أحد جوانب الإعجاز الغيبى والتاريخى للقرآن الكريم ؟!) رأيت أن أصرح لك برأيي وهو أنه لا فرق بين "أسلافك المشتركة" والإشارات الباطنية الأخرى كآذان الأنعام والأطباق الطائرة وغواصة النبي يونس عليه السلام ..

ولماذا هذا التصريح؟
أولا: لو أن أستاذنا الدكتور عبد الرحيم الشريف قال في مداخلة له أن "الأسلاف المشتركة" فكرة لا علاقة لها بالآيات من سورة المدثر، لما تدخلت أنا بأي تعليق في هذا الموضوع. هذا بغض النظر عن كيف توصلت لهذه الفكرة، آبنقوش أثرية أم بتجارب في علم الوراثة أم بشيء آخر. المهم: لا علاقة للغواصات البحرية بحوت سيدنا يونس عليه السلام.

ثانيا: أنت لا تختلط بأهل الضلال والهوى في المواقع الأخرى وإلا كنت تعرف أنهم يتصيدون الخرافات والمضحكات في المواقع الإسلامية، خاصة في المواقع المعتبرة، وملتقى التفسير له وزنه العلمي كما تعلم. إذا فتح أحدهم هذا الرابط ولم يجد أي نقد فإن عوام الناس ستعتقد أن كل المشاركين متفقين مع المضمون.

وفي الختام: أعتذر لك إن صدر مني ما يسيء إلى شخصك.
تحياتي.
 
عودة
أعلى