أخ شايب ، سوف أكون كريما معك إلى أقصى المدى ، سوف أتجاوز عن البذاءات الكثيرة التى وردت فى كلامك والموجهة لى شخصيا ، وكذلك عن تصنيفك لنوعية بحثى مع بحوث متهافتة غريبة جداً ولم أسمع بها من قبل ( كآذان الأنعام والأطباق الطائرة وغواصة النبي يونس . . إلى آخر هذه الترهات السخيفة التى ذكرتها !!! )
سأتجاوز عن كل هذا اللغو وكل هذا السخف ولن أعيره ألتفاتاً ، وسأقتصر على الجوانب العلمية فى كلامك ، برغم ندرتها الشديدة ، سأفعل هذا حتى أُبصّرك بحقيقة مستواك العلمى المتواضع ، لعلى بذلك أساهم فى الحد من تضخم الذات لديك ، والذى أراه قد جر عليك مشاكل كثيرة مع العديد ممن حاورتهم فى هذا الملتقى ، حتى أن أحدهم قد نصحك بعدم التسرع فى " الرد بدون تفكير "
وصدقنى يا أخى أنا لك ناصح أمين ، فأرجو أن يتسع صدرك لكلامى ، حتى وإن بدا لك قاسيا أحياناً ، لأن التقويم يستلزم أحيانا الصراحة التامة، وهى فى الغالب تكون مؤلمة ، وفيما يلى بعض الملاحظات على منهجك الغير علمى بالمرة :
أولا ً: ليس من النزاهة العلمية أبداً أن تقتطع عبارة لى وردت فى سياق معين ، لتنزعها من هذا السياق وتُضفى عليها طابع التعميم والشمولية ، فهذا يُسمى فى العلم تدليس وتزوير ، والعلماء ينزعون الثقة التامة عن سائر كلام من تعمد التدليس ولو لمرة واحدة ( وأنظر تفاصيل هذه الواقعة فى رقم 1 من الهوامش بآخر هذه المشاركة )
ثانيا : ليس من العلم فى شىء أن تسارع إلى الإتهام قبل أن تفهم أولاً وتستفسر عما أُشكل عليك ، وقد رأيتك قد بدأت بإتهام البحث ، ثم بعد هذا وجدتك تستفسر عن بعض المسائل فيه ، أى أنك قمت بعكس المطلوب ، وهذا منهج غير علمى بالمرة ( وأنظر التفاصيل فى رقم 2 من الهوامش بالمشاركة التالية )
ثالثا : ليس من أصول المنهج العلمى السديد أن تطرح رؤيتك فى مسألة علمية قبل أن ترجع أولاً إلى ما قيل فيها وتحيط بأطرافها ، لأن الطرح الذى طرحته أنت عن ضرب المثل كان ينم فى حقيقة الأمر عن جهل كبير بعلم التفسير وبمفردات القرآن ومعانيها ( أنظر 3 فى الهوامش )
رابعاً : ليس من العلم فى شىء أن تلف وتدور حول الأسئلة الموجهة إليك ، ثم بعد هذه المراوغة المكشوفة والساذجة تزعم أنك قد أجبت عن كل الأسئلة ما عدا المكرر منها !!! ( انظر رقم 4 )
يكفى هذا القدر الآن ، وهيا إلى التفاصيل
الهوامش والتفاصيل :
( 1 ) العبارة التى انتزعتها أنت من سياقها الخاص وجعلتها حكماً عاماً هى قولى فى المشاركة الثانية : " رأينا فيما سبق نماذج لمحاولات المفسرين للإجابة عن السؤال الصعب : لماذا تسعة عشر ؟ ولأن الأجوبة كانت – كما رأينا – فى غاية الضعف والركاكة .... "
هذه العبارة وكما هو واضح من سياقها كنت أصف بها أمراً محدداً ، هو محاولات المفسرين تعليل سر تخصيص العدد 19 بالذكر ، ولكنى لم أكن بدعاً من المفسرين فى إطلاق هذا الحكم ، بل لقد سبقنى إليه المفسر الكبير الإمام الآلوسى ، حيث قال بالنص : " وكل ما ذكر مما لا يعول عليه كما لا يخفى على من وجّه أدنى نظره إليه "
وقد أوردت كلام الآلوسى المذكور فى نفس المشاركة ( الثانية ) فليراجعها من شاء
كان هذا هو السياق الخاص الذى وردت فيه عبارتى المذكورة ، أما أنت يا أخ شايب فقد أوهمت القراء أننى أطلق حكماً عاماً على المفسرين كافة ودون تحديد لمسألة بعينها !!! ، فقلت مخاطباً لى : (( التفاسير عندك مشيرة لأجوبة فى غاية الضعف والركاكة ))
ثم قلت مخاطباً الأخ أحمد مجدى : " إذا كنت ترى في كلام الأخ العليمي ما يسيء إلى المفسرين في قوله أن إجاباتهم ضعيفة وركيكة ، فأنا لا أرى ذلك ، أما القول نفسه بهذه الصيغة فقول لا أحترمه ولكن هذه سنة جاري بها العمل عند عموم الإعجازيين، وقد قالوا ما هو أشنع من هذا في المفسرين والتفاسير "
وأقول متعجباً : سبحان الله !! قولتنى ما لم أقله عن المفسرين كافة ، ثم لم تكتفِ بهذا البهتان المبين ، وإنما أضفت إليه تعميماً آخر يشمل كل الإعجازيين ومنهم أنا بطبيعة الحال !!
( ولمن لا يعرف من الأخوة المتابعين أقول : إن الأخ شايب يقصد بالإعجازيين الذين يتهكم عليهم ويسخر منهم هنا:كل القائلين بإعجاز القرآن الكريم ، كلام رب العالمين ، وعدم حصرهم للإعجاز فى البيان فحسب ، هؤلاء هم من يسخر منهم الأخ !!! )
المهم حتى لا أطيل ، لقد انتزعت عبارتى من سياقها الخاص وجعلتها عامة فى المفسرين جميعا وفى كل المسائل وليس فى المسألة التى حددتها حصرا
وهذا يُعتبر تدليس منك وتلاعب بكلامى وإتهام لى بالباطل ، وهو أيضا تشويه متعمد وخطير لكلام من تختلف معه فى الرأى بوجه عام ، وهذا ليس من أساليب طلبة العلم ، بل هو من أساليب الجدال بالباطل المنهى عنه