نكتة تربوية في تفسير الاثم...عند الراغب

إنضم
29/07/2007
المشاركات
200
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله

قال الراغب في كلامه على أصل كلمة إثم

الإثم و الأثام اسم للافعال المبطئة عن الثواب..وجمعه آثام..ولتضمنه لمعنى البطء قال الشاعر

جمالية تغتلي بالرداف *** إذا كذب الآثمات الهجيرا../ انتهى

ومعنى جمالية بضم الجيم الناقة الوثيقة.

تغتلي الاغتلاء بعد الخطوات.

الرداف بكسر الراء مع تشديده جمع رديف وهو الراكب وراء من يقود البعير او الدابة.

و الاثمات يقصد بها الابل البطيئات او النوق البطيئات.

ومعنى البيت ان ناقته جمالية و ثيقة قوية تتباعد خطواتها مع حملها لصاحبها و رديفه...فهي سريعة اما

غيرها فهن بطيئات.

وهذا فعلا هو تأثير الذنوب على القلوب فهي تبطئه فلا يقوم الى الخيرات الا متثاقلا...و ينتفض اذا دعاه

داعي المعصية فيهب مسرعا..وكلما انغمس القلب في لجج المعاصي و اوحاله كلما ازداد بطؤه و ضعفت قوته

و سبحان الله هذا يذكرني بجهاز الحاسوب مع الفايروسات...فكلما نهشته الفايروسات و لم يوضع له برنامج للحماية

كلما ثقل و ثقل حتى يصير الحل الامثل هو فورمات / التطهر من الذنوب بالتوبة في حال القلب /

نسأل الله ان يعافينا و يلهمنا التوبة و الاستغفار آناء الليل و أطراف النهار
 
المجلسي الشنقيطي
السلام عليكم
نكنة راغبية لطيفة ، وتعليق مليح منكم ، حفظكم الله .
وهذا يسوق إلى الحديث عن علاقة أصل الكلمة ( البطء) بالاستعمال ؛ أي : استعمال لفظة الإثم في ( الذُّنوب ) ، وهذا باب لطيف في أبواب العلم ، ولو تتبعت غيرها لوجدتها بمثل هذه الطريقة .
فائدة :
قلتم حفظكم الله :
(وكلما انغمس القلب في لجج المعاصي و اوحاله كلما ازداد بطؤه و ضعفت قوته

و سبحان الله هذا يذكرني بجهاز الحاسوب مع الفايروسات...فكلما نهشته الفايروسات و لم يوضع له برنامج للحماية

كلما ثقل و ثقل حتى يصير الحل الامثل هو فورمات )
فقد جعلتم جواب كلما في الموضعين هو ( كلما ) ، والصواب حذفها ، فتكون هكذا : (وكلما انغمس القلب في لجج المعاصي و اوحاله ازداد بطؤه و ضعفت قوته ) ، وهذا الخطأ يقع فيه كثير ، ولو استحضرت بعض الآيات وأنت تكتب كلما لزال عنك هذا الخطأ .
قال تعالى : ( كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله )
كلما رزقوا من ثمرة رزقًا قالوا ... ) إلى غيرها من الآيات .
ووجه الخطأ : أن ( كلما ) تحتاج إلى جواب ، وتكون هي جواب نفسها ، والله أعلم .
 
الحمد لله

بارك الله فيك أخي المشرف...و الله إن هذا اللحن لعورة ...

و لا أدري كيف سبق هذا الى كلامي....مع أني اعلم هذا الامر

جزاك الله خيرا.
 
بارك الله في الجميع .
ان في الكلام المنقول عن الراغب في كتابه المفردات اشارة لغوية لطيفة وهي انتقال المعنى وتطورة من الدلالة الحسية الى الدلالة المعنوية ، ويمكن ان نسميه في البلاغة الاستعارة .
وله امثلة وشواهد كثيرة من باب التطور الدلالي في لغة القران الكريم
 
[email protected]

[email protected]

[ جزيت خيراً شيخنا الفاضل / د .مساعد الطيار علي تذوقك لأساليب القرآن ولغة القرآن
ولكن أرجو تصحيح الآية فقد وقع سهواًمنك أثناء كتابة الآية الكريمة نسيان كلمة منها في قوله تعالي ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً ................الآية
وأسأل الله أن ينفع بك وبكل شيوخ الملتقي (إني أحبك في الله)
 
أشكر أخي على هذه الجوهرة التي كثيراً ما يغيب عنا معناها، وهذا سر تأخرنا عن بلوغ المراد في كثيرٍ مما نطمح فيه.
ولي وقفة يسيرة مع أخي معن في حديثه عن التطور الدلالي، نعم الانتقال من البعد الحسي إلى البعد المعنوي تطور دلالي، لكن أين هذا المعنى الحسي الوارد في معنى الإثم؟ فالراغب ما زاد على أن قال الإثم يتضمن معنى البطء، والبطء ذو دلالة معنوية لا حسية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى ما علاقة الاستعارة فيما نحن فيه؟ فإذا كان الحديث عن التطور الدلالي فما الذي أدخل الاستعارة في غير بابها؟ والاستعارة هي تشبيه حذف أحد طرفيه، وهنا لا تشبيه ولا حذف، فذكر الاستعارة لا يساعد في هذا المقام ، وهي محاولة لطيفة في ترصيف المعاني باصطلاحات أهل العلم، ودمتم من أهله.
 
الحمد لله
بارك الله فيكم جميعا
جاء في كتاب "مقاييس اللغة" لابن فارس (395): "الهمزة والثاء والميم تدل على أصل واحد ، وهو البطء والتأخر . يقال : ناقة آثمة أي متأخرة . قال الأعشى : والإثم مشتق من ذلك ، لأن ذا الإثم بطيء عن الخير متأخر عنه "
وجاء في البرهان للزركشي (794) : "القرآن قسمان : أحدهما ورد تفسيره بالنقل عمن يعتبر تفسيره وقسم لم يرد "
ثم يقول : "... الثاني ما لم يرد فيه نقل عن المفسرين وهو قليل ، وطريق التوصل إلى فهمه ، النظر إلى مفردات الألفاظ من لغة العرب ومدلولاتها ، واستعمالها بحسب السياق . وهذا يعتني به الراغب كثيرا في كتابه المفردات ، فيذكر قيدا زائدا على أهل اللغة في تفسير مدلول اللفظ لأنه اقتنصه من السياق "
فما هو الطريق الذي سلكه الراغب (503) في تفسير مدلول هذه الكلمة .
وتقبلوا فائق التقدير و الاحترام
 
عودة
أعلى