نظرة مختصرة في تحقيق "مفردة البصري"

الجكني

مشارك نشيط
إنضم
2 أبريل 2006
المشاركات
1,286
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه " نظرة مختصرة "في تحقيق كتاب آخرمن كتب" القراءات "وهو كتاب :
مفردة الحسن البصري
المحقق :د/عمر يوسف حمدان
" دكتوراه في اللغة العربية وآدابها"
الناشر : دار ابن كثير للنشر – عمّان ، الأردن
توزيع : المكتب الإسلامي
وكلمة حق لا بد من قولها وهي :
إن المحقق الفاضل جزاه الله خيراً قد أحسن إلى حد كبير في " خدمة " الكتاب ،تصحيحاً وتوثيقاً بل وإخراجاً أيضاً فله في كل ذلك الدعاء منا لله تعالى أن يجزيه من الثواب والأجر ما تقر به عينه في الدنيا والآخرة .
ومع هذا :فإنه لم يعط للكتاب حقه مما ألزم به نفسه من ذكر " القراءات المتواترة والإشارة إليها " فلو لم يفعل ذلك لكان الكتاب في أحلى وأجمل صورة ، ولكن كما يقال : الحلو ما يكمل"
وكالعادة ألخص الملحوظات في النقاط التالية :
1- عدم وضوح المراد من " القراة المتواترة " عند المحقق الفاضل ؛ فهي عنده – حسب طريقته في الكتاب – القراءة المنسوبة لأحد القراءة العشرة من أي طريق جاءت حتى لو كانت في كتي القراءات الشاذة ، وهذا الفهم نتج عنه :تشذيذ المتواتر وتوتير الشاذ كما سيلاحظ المتخصص في القراءات عند مطالعته لهذا الكتاب .
2- عدم وضع منهجية محددة في تعامله مع القراءات ومصادرها ،ولهذا نجد كتاب " النشر في القراءات العشر " قليل الذكر بين المصادرالمعتمدة في التحقيق .
وأيضاً : عدم الإشارة إلى بعض القراءات المتواترة ، وهذا السكوت يفهم منه – حسب صنيه المحقق ومنهجه- أنها قراءات شاذة ، وليست كذلك .
ولما كان الوقت ضيقاً ، والملحوظات شبه متكررة اقتصرت هنا على بيان الملحوظات على نصف الكتاب فقط ، وهذا بيانها بعد طلب التوفيق والسداد من الله تعالى :
1- ص 197 س8: المتحركات أيّد الله " :
سقطت كلمة ( اعلم) قبل كلمة " أيّد" .
2- ص 197حاشية 2: قال " عنه " معرفة القراء"
لم أر لكلمة ( عنه) وجهاً هنا .
3- ص 198س 1 : " ذكرتُ ذلك بُعَيدَ الإسنادَ الموصلَ قراءته "اهـ :كذا ضبطت الكلمات ؛ والصواب :"- بُعَيدَ الإسنادِالموصلِ – قراءتَه...
4- ص201ح4 قال :" كذلك العشرة إلا أباعمرو " اهـ ، وكان عليه أن يشير إلى خُلْف الدوري ، فصنيعه هذا قصور عند أهل القراءات إن لم يكن خطأً .
5- ص202ح 3قال :"كذلك أبوعمرو "اهـ والصواب أن يقول :السوسي " لأن الدوري لا إدغام له هنا ، والعجب أنه نقل بعد قليل " الخلاف " عن أبي عمرو عن كتاب " الإتحاف " وعن يعقوب بكماله عن " المصباح " وكل ذلك لم يشر إلى ما يقرأبه منه أو ما لا يقرأ به ،وهذا لا شك أمه " خلط " في المنهجية عند المختصص ، و " تشويش في المعلومة عند غير المتخصص .
6- ص206ح 3قال :" الأهوازي تحدث عن ست كلمات يستفهم فيهن غير أنه ذكر أربعاً منها فقط .اهـ
والصواب أن الأهوازي رحمه الله ذكر الستة كلها لكن سقط من النسخة الفريدة التي بين يدي المحقق ، وهذا السقط موجود في النسخة الثانية وهي التي حقق عليها نفس الكتاب في مجمع الملك فهد حيث جاء فيها :" وقوله في سورة (نون) " أن كان ذامال " و " إذا تتلى " و" أن لكم " أهـ (نسخة المجمه :العدد : الثاني :199
7-ص207 س2 :" بكسر الدال هذه الكلمة "اهـ والصواب ( دال ) بدون تعريف لأنه معرف بالإضافة كما هو موجود في النسختين .
8- ص210س3 :"غشاوة :بالرفع وبألف وعنه (بغير) عين معجمة مرفوعة ...اهـ كذا في التحقيقين وجود كلمة ( بغير ) ولم أفهمها .
9- ص211ح2 قال:" كذلك تابعهم نافع في سيء...اهـ وكان عليه أن يذكر أباجعفر أيضاً مع نافع لأنه تابعهم مثله .
10- ص215ح5قال :"إلا أباعمرو في رواية اليزيدي من طريق السوسي "اهـ وهذا خلل في استعمال مصطلح القراءات حيث جعل " السوسي " طريقاً " والمحافظة على المصطلحات ضرورية عند أهل كل فن .
11- ص 216 س1 قال الأهوازي :" خطيئاتكم" بالمد والهمز وبتاء مكسورة وبألف على الجمع " عليه المحقق بقوله :" عنه ثلاث روايات :خطيئتكم وخطيآتُكم وخطيآتِكم"اهـ ثم ذكر تخريج كل قراءة من الكتب ولم يشر إلى المتواتر منها والشاذ وهنا ملاحظتان :
1- أن مصادر هذه القراءات كلها هي من كتب التفسير أو كتب الشواذغالباً حيث لا تمييز بين المتواتر والشاذ ، وهذا ( قد ) يفهم منه أن لا قراءة متواترة ضمن هذه القراءات الثلاث المذكورة وليس كذلك .
2- عبارة المؤلف الأهوازي رحمه الله :" وبألف على الجمع "اهـ لم أجد المحقق الفاضل أشار إلى ترجمتها وهي ( خطاياكم ).والله أعلم
12-ص 218ح1قال :"قراءة متواترة قرأ بها ابن كثير وعاصم في رواية المفضل ...الخ اهـ
وأقول :
تكررهذا الصنيع من المحقق الفاضل كثيراً وكثيراً جدا ًفي عشرات المرات حيث لاتذكر قراءة عاصم إلا ويدخل فيها رواية " المفضل"ويتبعها الحكم عليها بالتواتر.
وهذا صنيع من لم يميّز الطرق والروايات المتواترة من غيرها :
فرواية المفضل عن عاصم ليست من الرواية المتواترة التي يقرأ بها لعاصم ، وعليه فكل قراءة عنه فقط حكم عليها بالتواتر عن عاصم فهذا الحكم " خطأ " وغير معتبر .
وأطلت في هذه النقطة حتى أختصر الوقت والجهد فلا أذكر كل قراءة لعاصم من رواية المفضل حكم عليها المحقق الفاضل ب " التواتر " ، وهي كما قلت قبل قليل تكررت كثيراً .
13- ص222ح 2 قال :" متواترة قرأ بها جمهور العشرة " اهـ
كذا قال المحقق ؛ ولم يبين هذا " الجمهور " وبيان القراءات في الكلمة المذكورة : ابن كثير ويعقوب قرآ بالإسكان ، وأبوعمرو وابن عامر لهما الخلاف بين راويي كل منهما في أماكن مختلفة ، فكيف بعد هذا يجمل هذا الحكم ويقول " جمهور العشرة " ؟؟؟؟
14- ص223 ح 1 قال الأهوازي :" لرؤوف " بالإشباع " أهـ علّقعليها المحقق بقوله :" أي بإشباع مد الهمزة ، وهو المد المشبع ، قراءة متواترة قرأ بها ابن كثير ونافع وعاصم في رواية حفص والبرجمي وابن عامر اهـ
وهذا قول من لم يعرف مصطلحات القراء ، فمراد الأهوازي رحمه الله هنا هو أن الحسن يقرأ هذه الكلمة بإثبات حرف المد في الهمز فقط فتكون الكلمة على وزن " فعول" وليس مراده الإشباع المعروف وهو المد بأربع أو ست حركات كما عبر المحقق بقوله " المد المشبع " وذلك لأن أباعمرو البصري رحمه الله يقرأ الكلمة بقصر الواو على وزن "فَعُل " .
15- ص226ح1 قال :" قرأ بها يقوب في رواية رويس "اهـ
الصواب : يعقوب بكماله :روح ورويس .
16-ص 228ح 3 قال :" قراءة متواترة قرأ بها ....وابن كثير في رواية إسماعيل المكي "اهـ
ونفس الكلام المذكور عن رواية المفضل عن عاصم سابقاً يذكر عن رواية إسماعيل عن ابن كثير فهي رواية ( غير ) متواترة عن ابن كثير ولا يقرأ له بها ، وأمتفي هنا بالتنبيه على ذلك وتطبيقه على المواضع الأخرى في التحقيق فهي متكررة أيضاً .
17- ص 230ح1 قال :"قراءة متواترة قرأ بها ....كذلك عاصم فيما رواه بد الوهاب بن عطاء ... الخ
ونفس الكلام عن رواية المفضل ينطبق هنا أيضاً .
18- ص231ح 1:قال الأهوازي :" ننشرها بفتح النون ورفع الشين واتفقا على الراء" اهـ علّق عليه المحقق بقوله :" قراءة متواترة قرأ بها عاصم فيما رواه عبد الوهاب ...الخ
وهذا التعليق ( خطأ ) فليست هذه القراءة متواترة ،لأن القراء العشرة ( متفقون ) على حركة النون والشين ، وخلافهم إنما هو بين : الراء والزاي ، والله أعلم .
19- ص 236 ح 1 قال :" قرآ – ابن كثير وأبو عمرو –(فرُهْنٌ ) بضم الراء وإسكان الهاء" اهـ
كذا ضبط الكلمة زكذا قال مما يمنع الإجابة عنه بالسهو والوهم ، وهذا الضبط والشرح ( خطأ ) لأن قراءة أبن كثير وأبي عمرو هي بضم الهاء وليس بإسكانه .
20- ص239ح3قال :" قراءة متواترة قرأ بها نافع وعاصم في رواية أبان بن يزيد اهـ
ليست القراءة متواترة عن عاصم ، بل رواية أبان نفسه ليست متواترة ؟؟؟؟؟؟
21- ص242 ح2قال :" قراءة متواترة قرأ بها ابن عامر وعاصم في رواية حفص وفيما رواه حماد ويحي عن أبي بكر عنه " اهـ
كلامه هذا يفهم منه ( الخلاف ) لشعبة ، وليس كذلك بل القراءة المذكورة لعاصم بكماله قولاً واحداً .
22- ص244ح2قال:" قراءة متواترة قرأ بها نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف .اهـ
والصواب أن يعقوب يقرأ بالكسر وليس بالفتح كالمذكورين .
23-ص248ح3قال :" ويعقوب في رواية رويس " اهـ
والصواب : يعقوب بكماله .
24-ص249ح4قال :" قرأ بالأولى – بالتاء – نافع و.....يعقوب في رواية رويس "اهـ
والصواب : يعقوب بكماله ، وكذلك قوله بعد ذلك :" بينما قرأ بالثانية – بالياء – سائر العشرة " أهـ
فعلى صنيعه يدخل معهم " روح " عن يعقوب ،لأنه لم يذكره ضمن أصحاب القراءة الأولى ، وهذا الصنيع ليس صواباً ؛ فروح يتفق مع رويس في القراءة الأولى .
25-ص251ح1 قال :" كذلك العشرة إلا نافعاً وأباعمرو "اهـ
والصواب :أن يضيف إليهما أباجعفر فهو يقرأ كنافع ، وهو داخل ضمن قوله " العشرة " .
26-ص251ح2 قال :" كذلك العشرة إلا نافعاً وابن كثير وأباعمرو، فهؤلاء فتحوها " اهـ
وهذا الكلام صحيح في كلمة " إني أخلق " أما كلمة " مني إنك " فيفتحها نافع وأبوجعفر وأبوعمرو ، ولا يدخل معهم ابن كثير فيها.
27-ص260ح2قال :"قراءة متواترة قرأ بها نافع و.....خلف "اهـ
ولم يذكر مهعم " رويساً " والصواب ذكره لموافقته لهم .
28- ص260 ح3قال:" قراءة متواترة قرأبها ابن كثير و...يعقوب " اهـ
ولم يذكر معهم (عاصماً ) والصواب ذكره لموافقته لهم .
29- ص263ح1قال :"قراءة متواترة قرأ بها عاصم ... وابن عامراهـ
لم يذكر ابن وردان عن أبي جعفر ، والصواب ذكره ، ولم يذكر أيضاً خُلف ابن جماز عن أبي جعفر .
30- ص 274ح2قال :"قراءة متواترة قرأ بها عاصم وابن عامر ويعقوب "اهـ
لم يذكر موافقة نافع وأبي جعفر لهم في الكلمة الأولى " أنه من عمل " .
31-ص278ح3قال :" قراءة متواترة قرأ بها عاصم فيما رواه عبد الحميد ...."اهـ
والمحقق يقصد كلمة " وجنات " من قوله تعالى " وجنات من أعناب والزيتون "( الأنعام :99) أنها ب ( الرفع ) .
وهذا ليس صحيحاً ، فقراءة الرفع في هذه الكلمة قراءة ( شاذة ) وليست من المتواتر في شيئ ، ولكن المحقق الفاضل لما كان يفهم ويعتقد- كغيره ممن ليس من أهل هذا العلم - أن " المتواتر " هو ما نسب إلى القارئ وقع فيما وقع فيه من " توتير " للشاذ ن و" تشذيذ للمتواتر .والله أعلم .
32-ص282ح2 قال :" عنه روايتان "اهـ
ثم ذكر عنه ثلاث روايات ؟؟
33-ص 283ح2قال :" (تكن) بالتاء قراءة متواترة قرأ بها ابن عامر و...اهـ
لم يشر إلى خُلف هشام عن ابن عامر .
34-ص 311ح3قال :" قراءة متواترة قرأ بها ابن عامر وعاصم و...."اهـ
لم يشر إلى خُلف هشام عن ابن عامر.
35-ص313ح1قال :"بالأولى قرأ نافع و......"اهـ
لم يذكر أباجعفر ويعقوب ، والصواب ذكرهم معهم .
36-ص 313 ح 3قال :"كذلك عاصم ...." اهـ
لم يذكر يعقوب وخلفاً ؛ والصواب ذكرهما ،لأنه ذكر أباجعفر ضمن الآخرين مما يفهم منه أنه يقصد العشرة وليس السبعة فقط .
37-ص 317ح3قال :" بالتاء قرأ يعقوب ..."اهـ
المحقق يتكلم على كلمة " فليفرحوا "(يونس :58) وكلامه صحيح من حيث القراءة بين التاء والياء ، أما القراءة بكسر اللام وهي التي في المتن وضبطت بها الكلمة فليست من المتواتر في شيء ، فكان على المحقق الإشارة إلى حركة اللام حتى لا يفهم منها أن فيها قراءة بكسرها .
38-ص322ح2قال :" مجريها ومرسيها ...اهـ
والصواب الإشارة إلى أن الكلام يخص الكلمة الأولى حتى لا يفهم منه أنه يشمل كلمة " مرساها " .والله تعالى أعلم .
وبهذا القدر أكتفي حيث ما بقي هو على نفس منوال ما ذكر ، فكأن الأخطاء تتكرر ، ولعل فيما ذكر غنية وإشارة لمن أراد أن يذّكر أو أراد نصوحاً .
أستغفرك ربي وأتوب إليك .
 
جزاكم الله خيرا، .لا حرمنا الله من فوائدكم وفرائدكم التي تجودون بها علينا بين الفينة والأخرى ...........آمين.
 
جزاكم الله خيرا.

والمحقق حقق كتاب حكم القراءة بالقراءات الشاذة ليوسف أفندي زاده

لكني فوجئت بالمحقق وهم في الثلاث الشواذ -الأربع عدا الحسن- ظنها الثلاث المتممة للعشر في هامش رقم 2 ص 63 وأكاد أجزم أنها سبق قلم منه.

لكنه يشكر على ما بذل من إخراج هذه المخطوطات والظن به استدراك الأخطاء وإعادة النظر فيها بما يعطيها ما تستحقه.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !
أشكر المعلّق الفاضل الدكتور الجكني على ما قدّمه ، وقد اطّلعت بدوري على تعليقاته كافّة بتمعّن ودقّة ، فوجدت أنّ معظمها متعلّق بقضيّة التواتر ، أي تواتر القراءات ورواياتها . كذلك وجدته غير موفّق في فهم منهجيّة التحقيق التي اعتمدتها في هذه المفردة ومفردة ابن محيصن المكّيّ ، لأنّه فاته ما أشرتُ إليه في منهج التحقيق (مفردة الحسن البصريّ ، ص188) ، ولا ضير في نقله هنا لتعميم فرصة الاطّلاع عليه :
"اكتفيت بالإحالة إلى أربعة مصادر في القراءات المتواترة من القرن الرابع الهجريّ ، هي كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد (324) وكتاب معاني القراءات لأبي منصور الأزهريّ (370) والمبسوط في القراءات العشر لابن مهران (381) وكتاب التذكرة في القراءات لابن غلبون (399) ."
معنى هذا الكلام أنّني أتّبع في التحقيق منهجيّة تواتر القراءات حسب تطوّرها التاريخيّ وحسب ما هو معمول ومأخوذ به في الفترة المنصوص عليها آنفًا ، وهي فترة القرن الرابع الهجريّ . بالمقابل لا آخذ في التحقيق ، تحقيق المفردتين ، بمنهجيّة ما أقرّه إمام المحقّقين ابن الجزريّ (833) في عصره من تواتر القراءات العشر مع تحديد رواياتها وطرقها ، لأنّ ما قام به هذا الإمام الجليل من تعشير القراءات وإقرار تواترها ، كما يتجلّى في كتابه النشر في القراءات العشر ، له بُعْدٌ في عصره وما تلاه ، لا في عصر الأهوازيّ (446) الذي عاش بين النصف الثاني من القرن الرابع إلى النصف الأوّل من القرن الخامس الهجريّ ، أي قبل ابن الجزريّ قرابة أربعة قرون . لذا ، فإنّه من الأَوْلى والأجدر تحقيق كتب القراءات التي ألّفها الأهوازيّ على سبيل المثال ، لا الحصر ، والحكمُ عليها حسب ما تمّ إقراره بشأن تواتر القراءات في القرن الرابع الهجريّ من تسبيعها على يدي الإمام الأعظم ابن مجاهد (324) وما أضـافه علماء القراءات في هذا القرن على تسـبيعه غرض توسيع دائرة التواتر ، أمثال أبي منصـور الأزهريّ (370) وابن مهران (381) وابن غلبون (399) . وهذا التواتر ، تواتر القراءات في القرن الرابع الهجريّ ، يشمل أيضًا فيما يشمل ما تمّ اعتماده من روايات وطرق ، قد حُكم على بعضها بعدم التواتر لاحقًا ، كرواية المفضّل الضبّيّ على سبيل المثال ، لا الحصر ، حيث اعتمدها ابن غلبون في كتاب التذكرة [1/60] وقدّمها في الترتيب على رواية حفص بن سليمان [هناك 1/61-63] ورواية أبي بكر [هناك 1/62-63] .
فهذه منهجيّة علميّة ، تضع الأمور في سياقها التاريخيّ ؛ فلا يجوز الحكم على كتب القراءات المتقدّمة بالكتب المتأخّرة ، لما في ذلك من خلط في السياق التاريخيّ ، بل المتأخّرة بالمتقدّمة لما في ذلك من مراعاة للتطوّر التاريخيّ وتسلسل مراحله .
أسأل الله تعالى أن يفتح على المعلّق الفاضل وعلى غيره بهذه المنهجيّة وأن يأخذوا بها في تحقيقاتهم المستقبليّة .
بناءً على هذه المنهجيّة لا يجوز الحكم على قراءة الحسن البصريّ ولا على قراءة ابن محيصن المكّيّ حسب المفردتين للأهوازيّ ، بالشذوذ ، كما حصل لاحقًا بعد تعشير القراءات ، لأنّ روايتهما قد صحّت وثبتت عند الأهوازيّ وهو إمام جليل في هذا الفنّ ، فلم يعتبرهما من الشواذّ . لذا كنتُ متنبّهًا غاية التنبّه لهذه المسألة ومدركًا تمامًا لبعدها ، فلم أطلق في تحقيقي للمفردتين على الحروف الواردة فيهما - التي حُكم عليها لاحقًا بأنّها شاذّة - شيئًا من الحكم ، بل أبقيتها بدون حكم مراعاة لمفهوم الأهوازيّ لها على أنّها غير شاذّة وجمعًا وتوفيقًا بينه وبين مفهوم مَنِ اعتبرها لاحقًا من الشواذّ ؛ فهذه حيطة واجبة واحتراز مطلوب في التحقيق .
لم ينفرد الأهوازيّ بذلك ، بل نجد غيره قد سلك هذا المسلك ، أمثال الأندرابيّ (بعد500) وسبط الخيّاط (541) . أمّا الأندرابيّ ، فقد أورد قراءة ابن محيصن المكّيّ في المكان الرابع (4) بعد قراءة أبي جعفر المدنيّ (1) ونافع المدنيّ (2) وابن كثير المكّيّ (3) ؛ فبذلك قدّمه في الترتيب على قراءة ابن عامر (5) وأبي عمرو (6) وعاصم (7) وحمزة (8) والكسائيّ (9) ويعقوب (10) واختيار أبـي عبيد (11) وخلف (12) وأبي حاتم (13) ؛ فعنده قراءة ابن محيصن المكّيّ غير شاذّة . كذلك روى سبط الخيّاط قراءةَ ابن محيصن المكّيّ أيضًا وقراءة سليمان بن مهران الأعمش في كتابه المبهج وقدّمهما في الترتيب على قراءة يعقوب وخلف ، كما جاء في عنوان هذا الكتاب على النحو التالي : "المبهج في القراءات السبع المتمّمة بابن محيصن والأعمش ويعقوب وخلف" ؛ فهو بدوره لم يعتبر قراءة ابن محيصن المكّيّ والأعمش من الشواذّ لما صحّ عنده من روايتهما .
هنا تجدر الإشارة إلى مسألة بالغة الأهمّيّة والخطورة ، وهي تجريح الأهوازيّ والأندرابيّ وسبط الخيّاط وهم من الأئمّة الكبار ، علماء القراءات ، والطعن في رواية قراءة الحسن البصريّ وابن محيصن المكّيّ والأعمش حسبما جاءت في كتبهم المذكورة آنفًا بعلّة أنّ قراءات هؤلاء القرّاء الثلاثة قد حُكم عليها لاحقًا بعد التعشير بالشواذّ ؛ فهذا تعسّف ، ليس بعده تعسّف ، بل يجب أن يُنظَر إلى تواترها أو عدم تواترها في التحقيقات والدراسات وفقًا لهذا المنهج الذي يعتمد السياق التاريخيّ ومراحل تطوّره ؛ فمن لم يأخذ بهذا المنهج ، فهو بدوره يقوم بتشذيذ المتواتر وتوتير الشاذّ ، فيكون المراد بالقراءة المتواترة حسب هذا المنهج هو ما حُكم عليه بالتواتر من القراءات من قبل علماء العصر على اختلاف طبقاتهم وأعصارهم بخلاف ما زعمه المعلّق الفاضل من أنّ المراد بالقراءة المتواترة عندي في التحقيق غير واضح ، كما جاء في ملاحظته الأولى : "عدم وضوح المراد من " القراة المتواترة " عند المحقق الفاضل ؛ فهي عنده – حسب طريقته في الكتاب – القراءة المنسوبة لأحد القراءة العشرة من أي طريق جاءت حتى لو كانت في كتي [كذا] القراءات الشاذة" .
كذلك أنبّه هنا إلى مسألة أخرى ، لا تقلّ أهمّيّة وخطورة عن سابقتها ، وهي أنّني أفرّق تفريقًا تامًّا ومطلقًا بين الأداء والتطبيق في قراءة القرآن اللذين يعتمدان اليوم على ما تمّ إقراره نهائيًّا بشأن القراءات المتواترات - السبع والثلاث المتمّمات ، فلا يجوز قراءة القرآن بغيرها ، وبين استعراض مراحل تقنين القراءات القرآنيّة ، خاصّة منذ مرحلة التسبيع على يدي الإمام ابن مجاهد إلى مرحلة إقرار التعشير على يدي الإمام ابن الجزريّ (833) مع الوقوف على ما وقع بين فترتي هذين الإمامين من مداولات بهذا الخصوص ؛ فالأمر الأخير مبحث تاريخيّ محض ، يجب أن يُراعَى عند تحقيق كتب القراءات ، وإلا فما الفائدة العلميّة المرجوّة من تحقيق العديد من كتب القراءات ، إذا حُقّقت على ما تمّ إقراره في مرحلة التعشير وحكم عليها تباعًا لذلك ؟
أقول : إنّ منهجيّة التحقيق عندي واضحة تمامًا بخلاف ما زعم المعلّق الفاضل في ملاحظته الثانية : "عدم وضع منهجية محددة في تعامله مع القراءات ومصادرها ،ولهذا نجد كتاب " النشر في القراءات العشر " قليل الذكر بين المصادرالمعتمدة في التحقيق ."
أمّا بخصوص الملاحظات الحيثيّة ، فأكتفي هنا بالردّ على بعضها غرض عدم الإطالة . جاء في الملاحظة الأولى :
"ص 197 س8: المتحركات أيّد الله " :
سقطت كلمة ( اعلم) قبل كلمة " أيّد" ."
الردّ : لم تَرِدْ هذه الكلمة في المخطوطة المعتمدة في التحقيق . ويوهم تعليقه هنا أنّها واردة فيها . وهذا غير صحيح ، وكان الأجدر به من باب الأمانة العلميّة أن يشير إلى ذلك ، بل إنّه بنى تعليقه على ما جاء في مخطوطة أخرى بحوزته نسخة منها ، كما يبدو ، هي على الأرجح النسخة الثانية المعتمدة في تحقيق الدكتور عمّار الددو . وقد وردت هذه الكلمة فيها على طرف الهامش الأيسر [مجلّة البحوث والدراسات القرآنيّة 1/2 (1427/2006) ص191] دون الإشارة إليها بلفظ "صحّ" بخلاف نسختي المعتمدة في التحقيق التي تشير إلى المواضع المضاف في الهامش بهذا اللفظ . يُزاد على ذلك أنّه لو أُضيفت هذه الكلمة في المتن لوجب أن يتبعها بعد جملة "أيّد الله بالتوفيق" عبارة [أنّني] قبل "ذكرتُ لك" ، ليستقيم النصّ على النحو التالي : [اعلم ، أيد الله بالتوفيق ، أنّني ذكرت لك ...] ؛ فسقوطها يغني عن ذلك ويبقي النصّ مستقيمًا . علاوة على ذلك ثمّة فراغ مقصود بين (بالتوفيق) و (ذكرت) حسب النسخة الثانية التي اعتمدها الددو ، حيث يشير إلى انتهاء فقرة وبداية أخرى ، ممّا يعني أنّ جملة (أيّد الله بالتوفيق) غير تابعة لما يليها (ذكرت لك) وأنّ ما يليها هو بداية فقرة جديدة ؛ وهذا ما صنعته في تحقيقي تمشيًّا مع ذلك ، إذ أتبعتُ جملة (أيّد الله بالتوفيق) مع ما قبلها من نصّ ، بخلاف ما صنعه الددو في تحقيقه .
جاء في الملاحظة الثانية :
"ص 197حاشية 2: قال " عنه " معرفة القراء"
لم أر لكلمة ( عنه) وجهاً هنا ."
الردّ على ذلك في غاية البساطة . لذا أورد بدوري هنا ما كتبته في الحاشية المشار إليها : "هو أبو عمر حفص بن عمر الأزديّ البغداديّ النحويّ (246) . عنه معرفة القرّاء الكبار 1/386-389 (118) ، غاية النهاية 1/255-257 (1159) ."
أي عن ترجمة هذا الشخص يُراجَع المصدر كذا وكذا . أين تكمن الصعوبة في فهم ذلك ؟
جاء في الملاحظة الثالثة : "ص 198س 1 : " ذكرتُ ذلك بُعَيدَ [كذا بالفتحة ، بينما هو بالضمّة عندي في المطبوع] الإسنادَ الموصلَ قراءته "اهـ :كذا ضبطت الكلمات ؛ والصواب :"- بُعَيدَ الإسنادِالموصلِ – قراءتَه..."
أقول : هذا بعيد عن الصواب ، لأنّه لو صحّ كلام المعلّق الفاضل ، لما جاز فصل اسم الفاعل (المُوصِل) عن مفعوله المباشر (قراءتَه) وغير المباشر (إليّ) ؛ فلو اختلفنا في تحديد العامل الذي نصب (قراءتَه) بين أن يكون اسم الفاعل (الموصِل) – وهو ما أرجّحه – وبين أن يكون الفعل (ذكرتُ) ، فلا مجال للخلاف ولا الاختلاف في أنّ الجارّ والمجرور متعلّقان باسم الفاعل (المُوصِل) . وهذا بدوره يقودني إلى أمر آخر ، هو أنّه لا يصحّ لغة وتعبيرًا أن يُقال : "ذكرتُ لك - بعيدَ الإسنادِ الموصِل – قراءتَه إليّ" ، حيث اعتبر شبه الجملة (بعيد الإسناد الموصل) اعتراضيّة وفُصل الجارّ والمجرور عن (الموصِل) ، بل الصواب أن يُقال في حالة الفصل بينهما وهو أمر قلق لغةً : "ذكرتُ لك - بعيدَ الإسنادِ الموصِلِ – قراءتَه عندي" أو "لديّ" ، لا "إليّ" ، والصواب هو عدم الفصل على النحو التالي : "ذكرتُ لك بُعَيْدُ الإسنادَ الموصِلَ قراءتَه إليّ" ، أي ذكرتُ لك بعد قليل الإسنادَ الموصِلَ قراءتَه إليّ . وهذا يتوافق مع ما فعله الأهوازيّ ، إذ أورد بعد سطر ونيف الإسنادَ الموصِلَ قراءةَ الحسن البصريّ إليه . وعليه ضبطتُ النصّ على هذا النحو .
أكتفي بهذا القدر من الملاحظات ، لئلا يطول الردّ بالوقوف على التفاصيل ؛ فما قدّمته من توضيح وبيان يغنيني عن معالجة سائر التعليقات والردّ عليها . وأرى أنّ المعلّق الفاضل قد استعجل في عرض تعليقاته ولم يتريّث في إصدار أحكامه ، نحو قوله :
"وهذا صنيع من لم يميّز الطرق والروايات المتواترة من غيرها :
فرواية المفضل عن عاصم ليست من الرواية المتواترة التي يقرأ بها لعاصم ، وعليه فكل قراءة عنه فقط حكم عليها بالتواتر عن عاصم فهذا الحكم " خطأ " وغير معتبر ."
وقوله : "ولكن المحقق الفاضل لما كان يفهم ويعتقد- كغيره ممن ليس من أهل هذا العلم"
فهذا كلام لا يجوز أن يصدر عن شخص مثل الدكتور الجكني من جهة ، فبذلك إهانة لنفسه ، ولا أن ينشره على موقع مثل موقع أهل التفسير الذي لا يتعاطى المشاركون فيه أساليب الطعن والتجريح من جهة ثانية ولا يجوز أن يُقال بحقّ شخص لا يعرفه أدنى معرفة ولا يعرف تجربته العلميّة في هذا الفنّ على الإطلاق من جهة ثالثة . وكان الأَولى به مراجعة صاحب الشأن ، أعني مراجعتي ، وعرض ما لديه من مسائل وقضايا غرض الاستفسار عنها وعمّا يجول في ذهنه واستيضاح ما يظنّه خطأً أو بعيدًا عن الصواب ؛ فإنّ باب التشاور والتناصح والاسترشاد من شيم العلماء الأفاضل ، فلا أدري سبب هذا الاستعجال في التعليق ونشره ، حيث يتجلّى وينعكس بصور مختلفة ، منها نسبة الأخطاء المطبعيّة الشنيعة التي لم تُراجَع من قبل صاحبها ، إذ لم يكلّف نفسه عناء مراجعتها مرّة واحدة ، نحو :
(في كتي القراءات) [م 1] بدل كتب ، (نسخة المجمه) [م 6] بالهاء مكان العين ، (علّقعليها) موصولاً [م 14] ، (وأمتفي هنا) [م 16] بالميم مكان الكاف ، (بد الوهاب بن عطاء) [م 17] ، بينما الصواب (عبد الوهّاب بن عطاء) ، كما في المطبوع ، (زكذا) [م 19] بالزاي مكان الواو ، (لأن قراءة أبن كثير) [م 19] حيث حُوّلت همزة الوصل إلى قطع ، ("توتير " للشاذ ن) [م 31] بينما الصواب ("توتير" للشاذّ) دون النون الزائدة .
أكتفي بهذا القدر رغم وجود المزيد من قبيل هذا الأخطاء ، فأساء لنفسه أوّلاً ثمّ أساء إلى الأمانة العلميّة في نقل المتون المحقّقة كما وردت في بطونها ، فلم أره نقل نقلاً من متون مفردة الحسن البصريّ إلا حرّف فيه بصورة أو بأخرى ، فحوّل النقطة فاصلة أو أزال النقطة من مكانها على سبيل المثال ، لا الحصر . ورأيته لا يعير اهتمامًا مطلقًا لضبط همزات القطع والشدّات فيما نقله وفيما زاده من كلام خاصّ به وهذا تنقيص من كمال الكتابة العربيّة . كذلك أساء استعمال علامات الترقيم إلى أبعد الحدود ، فعلى سبيل المثال نقاط الحذف الثلاث [...] ، فمرّة يضبطها بثلاث وهو الصواب وأخرى بأربع [م 34 و 36] وأخرى بخمس [م 27] وأخرى بستّ [م 36] . كذلك وجدتُ العديد من الكلمات الملصقة بعضها ببعض ، نحو (الإسنادالموصل) [م 3] (أباجعفر) [م 9] و (الشواذغالباً) [م 11/1] و (أباعمرو) [م 14] و (أبوجعفر) [م 26] و (قرأبها) [م 28] .
أقول خاتمًا : لماذا هذا الاستعجال المشوب بهذا الكم الهائل من الأخطاء والأغلاط مع قلّة الضبط والدقّة ؟ فالتريّث والتمهّل والمراجعة أجدى وأنفع وهي من مزايا أهل العلم ذوي الإتقان والإحكام . والله تعالى من وراء القصد ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
أخي الكريم الدكتور: عمر حمدان حفظه الله :
أولاً : أشكر لك تنبيهي على ما جاء في مقالي من " هفوات وسقطات " ( إملائية ) لم تكن أصلاً من أساسيات الرد ،فلكم الأجر من الله تعالى على ذلك .
أما ثانياً فأقول :
كنت أظن أن سعادتكم ممن يؤمن بفكرة " كل علم يسأل عنه أهله " و " كل أهل علم هم أدرى به من غيرهم " خاصة في " خفاياه ومسائله الدقيقة " لكن :
اتضح لي أن " سعادتكم " لم تكتفوا في تحقيقكم بالخلل المنهجي تجاه القراءات ، وإنما ناديتم ب"هدم " منهج أهلها الذي ارتضاه العلماء وسلمه غيرهم من أهل الفنون الأخرى .
أخي الكريم :
إن ردكم مع ما فيه من ملحوظات حول ما كتبته إلا أنه جاء بشئ أخطر وأخطر بكثير وكثير " من ذلك " الخلل الذي جئتم به ،وهذا ما سأعود إليه بالتفصيل إن شاء الله لاحقاً .
وآمل تلقيه بصدر رحب ، فلسنا نبحث إلا فيما يتعلق بكتاب الله تعالى .
 
سعادة الفاضل الدكتور الجكني
اسمح لي بكلمة وجيزة أخيرة ، هي الختام ، فأنا لست معنيًّا على الإطلاق في الدخول في مناقشات ومحاورات معكم بهذا الصدد ، فلكم منهجيّتكم ولي منهجيّتي . والحمد لله أوّلاً وآخرًا .
 
أخي الكريم د/عمر حمدان حفظه الله ورعاه .
لك ذلك يا أخي الكريم ، وثق تماماً لست معنياً كذلك بالنقاش لامعك ولا مع غيرك ، لأني لم أكتب ما أكتب للنقاش بل هو لإبداء " الخلل المنهجي " في تحقيق كتب القراءات وبيان الأخطاء العلمية التي ترتكب بحق كتبه سواء أكان ذلك غفلة من بعض أهله أم وهماً و سهواً " من غير أهله ، فهذاواجب علينا تجاه هذا العلم لا نقصد كتاباً أو كاتباً بعينه .
أخي الكريم :
تأتي بكتابات وتنشرها بين الناس " تهدم بها "أسس علم وتقول لست معنياً بالنقاش ؟؟؟
أتظن أهل القراءات يرضون بالسكوت على هذا ؟؟؟ هيهات هيهات .
أخي الكريم :
"منهجيتك" شيئ خاص بك لا ننازعك فيه ، لكن ننازع في أن ينشر لنا كتاب في القراءات فيه " هدم " لأسس علم تلقيناه عن شيوخنا بالتلقي المتصل بدعوة " المنهجية التاريخية أو غيرها من " العلل " .
اخي الكريم :
لم ترنا " نتطفل " على علم لا نعرفه ولم ترنا نحاول الاجتهاد في " تطوير أسس علم لا نحسنه ؟؟؟؟
أخي الكريم :
إن هذا الملتقى يضم " أساتذة " في كل علم من علوم القرآن ولله الحمد ، كما يضم بين مرتاديه " طلبة " لا زالوا في بداية طريق طلب " علم القراءات " سواء " دراية أم رواية " :
أترى أن من " الأمانة العلمية " علينا أن نرى الخطأ العلمي والخلل المنهجي بل ومحاولة " هدم أسس علم " يدرسونه ويطالعون كتبه ثم نسكت عليه لمجرد أن صاحب ذلك لا " يعنيه النقاش " ؟؟
والله العظيم لو كان صاحب ذلك هو من " أهل القراءات " ما قبلناه منه ولا سكتنا عنه ولا عليه ، فكيف بمن هو أصلاً ليس من أهل الاختصاص .
وليس كلامي هذا بملغٍ ردي على ما ذكرتم سابقاً .
والله من وراء القصد ..
 
اطلعت على الحوار واستفدت منه فبورك فيكما .
وتحقيقات الدكتور عمر حمدان لكتب القراءات تدل على تمكنه من الفن ، فليت بعض عبارات التجهيل التي يطلقها الزميل الجكني تتوقف قليلاً فهي غير لائقة به وبعلمه ، ويبقى للنقد العلمي مجاله بعيداً عن التجريح ودمتم سالمين .
 
أرى أن الدكتور عمر حمدان قد وضع لنفسه خطة ومشى عليها في كتابه إلى حد كبير.

لكنه سامحه الله قد أخطأ بلا شك في تجاهل قواعد العلم المتبعة عند أهل الفن. فلو صدقت طريقة الدكتور بأن قراءة الحسن البصري كانت قد تواترت إلى زمن الأهوازي فإن ما بعد الأهوازي إلى زمننا لن يغير من الأمر شيئا لأن السند للأهوازي صحيح. لكن العلماء عللوا قراءة الحسن بما هو متوقف عند الأهوازي أصلا حيث انفرد بسند لا يعرف عند غيره. وهي ليست بأول طامات الأهوازي في الأسانيد. نعم هو مقبول في المتون إن وافق غيره لا ما ينفرد به. وهذا الكلام ليس سرا بل يعرفه الدكتور حمدان قبل غيره.

ثم لو قسم تعليقاته واصطلح لنفسه غير اصطلاح التواتر الذي هو مصطلح حي بين أظهرنا اليوم لسلم له ذلك أما أن يستعمله في غير المراد بين أهل القراءات اليوم فهو شذوذ بين في المنهج.
لأن من يقرأ كلمة متواتر سيتبادر إلى ذهنه أنه يصح بها التعبد والصلاة، فلو فعل ذلك أحد من الناس لتحمل وزره الدكتور عمر دون أن يدري، ولا أظن ذلك خطر له على بال وإلا فالظن به البعد عن الشبهات فضلا عن الوقوع في اعتبار ما ليس قرآنا قرآن يتلى اليوم.

أقول على أقل تقدير لو قيد اصطلاحه بشيء كقوله (مشهور في عصره أو كان متواترا أو انقطع تواتره) أو اصطلاح يحدثه هو ويؤكد على معناه في مقدمته لما كان عليه اعتراض إذ لا مشاحة في الاصطلاح. لكن ما حصل كان غير ذلك ولا أظنه إلا عن حسن نية منه فيما يظهر.

لكن الحق أحق أن يتبع
 
أخي الكريم " الكشاف " حفظه الله وكشف عني وعنه كل غمّة :
نفعك الله بما استفدته وكتب لي ولأخي د/عمر حمدان شيئاً من الأجر إن كنا سبباً في ذلك .
أما قولكم :
فليت بعض عبارات التجهيل التي يطلقها الزميل الجكني تتوقف قليلاً فهي غير لائقة به وبعلمه
فجزاك الله خيراً ، وما أمرت إلا بخير ، لكن اسمح لي أخي الكريم أن تبيّن لي أين عبارات التجهيل " هذه ؟؟؟إلا إذا كنت تفهم من مثل عبارات " ليس من أهل هذا العلم " أو عبارات مثل " ليس من أهل الاختصاص " تجهيلاً ، فهذا شيء آخر أخي الكريم .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأرجو من الله التوفيق للإخوة في ماقالوه،وردوا به،
وبالنسبة للنظرة المختصرة،ورد الدكتور عمر حمدان عليها بفكرة نيرة،جاء فيها:
أي في رده أعلاه هذا ملخصها :
-أتّبع في التحقيق منهجيّة تواتر القراءات حسب تطوّرها التاريخيّ وحسب ما هو معمول ومأخوذ به في الفترة المنصوص عليها آنفًا ..
-بالمقابل لا آخذ في التحقيق ، تحقيق المفردتين ، بمنهجيّة ما أقرّه إمام المحقّقين ابن الجزريّ (833) في عصره من تواتر القراءات العشر مع تحديد رواياتها وطرقها ...
-لذا ، فإنّه من الأَوْلى والأجدر تحقيق كتب القراءات التي ألّفها الأهوازيّ على سبيل المثال ، لا الحصر ، والحكمُ عليها حسب ما تمّ إقراره بشأن تواتر القراءات في القرن الرابع الهجريّ من تسبيعها....
- وهذا التواتر ، تواتر القراءات في القرن الرابع الهجريّ ، يشمل أيضًا فيما يشمل ما تمّ اعتماده من روايات وطرق ، قد حُكم على بعضها بعدم التواتر لاحقًا ، كرواية المفضّل الضبّيّ على سبيل المثال ، لا الحصر ، حيث اعتمدها ابن غلبون في كتاب التذكرة.....
-فهذه منهجيّة علميّة ، تضع الأمور في سياقها التاريخيّ ؛ فلا يجوز الحكم على كتب القراءات المتقدّمة بالكتب المتأخّرة ، لما في ذلك من خلط في السياق التاريخيّ .....
-بناءً على هذه المنهجيّة لا يجوز الحكم على قراءة الحسن البصريّ ولا على قراءة ابن محيصن المكّيّ حسب المفردتين للأهوازيّ ، بالشذوذ ، كما حصل لاحقًا بعد تعشير القراءات ، لأنّ روايتهما قد صحّت وثبتت عند الأهوازيّ ....
-هنا تجدر الإشارة إلى مسألة بالغة الأهمّيّة والخطورة ، وهي تجريح الأهوازيّ والأندرابيّ وسبط الخيّاط وهم من الأئمّة الكبار ، علماء القراءات ، والطعن في رواية قراءة الحسن البصريّ وابن محيصن المكّيّ والأعمش حسبما جاءت في كتبهم المذكورة آنفًا بعلّة أنّ قراءات هؤلاء القرّاء الثلاثة قد حُكم عليها لاحقًا بعد التعشير بالشواذّ ؛ فهذا تعسّف ، ليس بعده تعسّف ، بل يجب أن يُنظَر إلى تواترها أو عدم تواترها في التحقيقات والدراسات وفقًا لهذا المنهج الذي يعتمد السياق التاريخيّ ومراحل تطوّره .....
-كذلك أنبّه هنا إلى مسألة أخرى ، لا تقلّ أهمّيّة وخطورة عن سابقتها ، وهي أنّني أفرّق تفريقًا تامًّا ومطلقًا بين الأداء والتطبيق في قراءة القرآن اللذين يعتمدان اليوم على ما تمّ إقراره نهائيًّا بشأن القراءات المتواترات - السبع والثلاث المتمّمات ، فلا يجوز قراءة القرآن بغيرها ، وبين استعراض مراحل تقنين القراءات القرآنيّة ، خاصّة منذ مرحلة التسبيع على يدي الإمام ابن مجاهد إلى مرحلة إقرار التعشير على يدي الإمام ابن الجزريّ (833) مع الوقوف على ما وقع بين فترتي هذين الإمامين من مداولات بهذا الخصوص ؛ فالأمر الأخير مبحث تاريخيّ محض ، يجب أن يُراعَى عند تحقيق كتب القراءات ، وإلا فما الفائدة العلميّة المرجوّة من تحقيق العديد من كتب القراءات ، إذا حُقّقت على ما تمّ إقراره في مرحلة التعشير وحكم عليها تباعًا لذلك ؟.......

أقول في الحقيقة :هذا كلام معقول، والمنهجية التي ينبغي الأخذ بها في مثل دراسة كتب القراءات هي الحياد، والدكتور يطرح دراسة تاريخية لكتب القراءات من ناحية تاريخية ليست مستندة،لكتب القراءات المتأخرة،
لكن كلام الدكتور حفظه يختلف ورأي بعض الإخوة بأن هذا غير متعارف عليه،ولاطائل تحته،
وبما أن الدكتور قد أباح النقاش والرد، وهي ظاهرة صحية،
أتمنى أن يخرج بدراسة مستفيضة حول هذه القضية وهي (الدراسات التاريخية المستفادة من دراسة بعض كتب القراءات،قبل تعشير ابن الجزري)،
على أن يستند لأقوال علماء محققين في هذا الأمر،
.ولايخفى على الإخوة أن سبب إباحة هذه الأمر، هو أن نقاطا عدة لازالت محل دراسة العلماء كالتحريرات مثلا، فقد وصل إليها المتأخرون ولم يتفق لبعضهم قبولها ،
في مثل هذه الحالة مالظن بطالب القراءات المبتدئ حين يستمع إلى كلام من لايقبلها.
ومن المناسب هنا أن نقول للإخوة القراء أن علم القراءات مدرسة واسعة، كل يدلو بدلوه، والحجة فيما وافق الدليل المعتبر من الكتاب والسنة ونصوص العلماء، وليس كل خلاف جاء معتبرا إلا خلاف له حظ من النظر.
وبالنسبة للأخطاء المطبعية أرجو أن تؤخذ ملاحظات الدكتور الجكني سلمه الله بعين الاعتبار،ماأمكن على أن يتداركها المحقق لاحقا في طبعات أخرى .والله الموفق.
 
بالنسبة للجانب العلمي في الموضوع أضم صوتي لصوت أخي الكريم الدكتور أمين الشنقيطي حفظه الله ، و أوافقه فيما تفضل به .

وأكرر دعوتي لأخي الحبيب أبي إبراهيم الدكتور السالم الجكني أن يتقي الله فينا نحن القراء الذين نستفيد من كتاباته ولكن تحزننا نبرة الغضب التي تعلو كتاباته كأننا في معركة عسكرية ، والدكتور عمر حمدان فيما يظهر لي من تحقيقاته أنه من أهل الاختصاص بالقراءات إن لم يكن رواية ودراية ، فلا أقل من اختصاصه بها دراية .
 
]وأكرر دعوتي لأخي الحبيب أبي إبراهيم الدكتور السالم الجكني أن يتقي الله فينا نحن القراء الذين نستفيد من كتاباته ولكن تحزننا نبرة الغضب التي تعلو كتاباته كأننا في معركة عسكرية ، والدكتور عمر حمدان فيما يظهر لي من تحقيقاته أنه من أهل الاختصاص بالقراءات إن لم يكن رواية ودراية ، فلا أقل من اختصاصه بها دراية .[/quote]
أخي الحبيب والغالي د/عبد الرحمن الشهري حفظه الله وأعزه :
ما كنت أتمنّى أن يجرفني السيل نحوكم أو يجرفكم نحوي ؛ ولكن أن قد فعل فاسمح لي بهذه الكلمة وثق أخي الكريم أني في لحظة انبساط وأنس ، كيف لا و " المحبوبة " بقربي بل أمام ناظري وبين يدي :
1- الغضب :
اتهمت مراراً بهذه الصفة وقيلت لي أكثر من مرة سواء منكم حفظكم الله أو من بعض الإخوة الكرام ، ولن أناقش ذلك أو أدفعه ولكني أسأل : أي غضب هذا الذي يتمالك صاحبه فيرد المسائل العلمية بأدلتها ويبين الخطأ الخفي الذي قد لا يدركه من كان في أعلى درجات السعادة والهدوء والأريحية ؟
الغضب أخي الكريم صفة " شيطانية " وأعوذ بالله أن أكون ممن يتصف فيها في كل كتاباته .
ثم : أي شيطان من شياطين " الغضب " هذا الذي يترك صاحبه في المسائل المتعلقة بكتاب الله تعالى فلا يشوش عليه فيها ، ثم يشوش عليه في ما يتعلق بعبيد الله تعالى ؟؟؟؟
أمن الغضب أن أقول إن من يتعرض لعلم القراءات ويأتي بهذه الأخطاء " ليس من أهل الاختصاص في علم القراءات " ؟؟أم تراك أخي العزيز تقصد وصفي لكثيرمن الأبحاث التي كتبها أصحابها أن فيها " تلاعباً " ؟؟؟
2- اسمح لي أخي الغالي وبكل صراحة التي يعرفها عني كثير من أهل الملتقى :
الآن كتبت ثلاثة مقالات بينت فيها -حسب علمي القاصر - الأخطاء العلمية المتعلقة بعلم من العلوم المتعلقة بكتاب الله تعالى وهو علم القراءات؛ فماذا كان الرد عليها ؟؟؟
لو قرأت أخي الكريم كل تلك الردود لوجدتها غالباً تركت الموضوع الأساس وهو مناقشة ما جئت به وبيان أي خطأ علمي إن كنت أخذته في غير محله و( ركّزت) على الأسلوب الذي كتبت به الردود فمن قائل :" كيف لنا أن نصدقك " وكأني ما وجدت شيئاً يكذب فيه أو أحداً يكذب عليه غيرهذا الملتقى وغير وصف البحوث التي انتقدها ، ومن قائل أيضاً :"وهل نصدقك وأنت تقول كذا وكذا " ومن قائل لي :" ما هكذا يكون ذبح العلماء " وكأن العبد الضعيف سلّ سيفه على الأئمة الأربعة وغيرهم ؟؟، ومن قائل :" نقترب منك وأنت تبتعد ، ونتودد إليك وأنت تغمز وتلمز " ؟؟ومن قائل :" شممت من رائحة أسلوبك رائحة العجب والتكبر وأن كل بحث لا يحظى بتوقيعك يعد بحثاً من المتلاعبين وأن على صاحبه أن يصوم شهرين متتابعين ؟؟ ونسي أني قد أكون أجيد أسلوب الاستهزاء أشد من إجادتي نقد الأخطاء العلمية في القراءات ؟ولكن ما جئت للملتقى لهذا ، ومن قائل وواصف لي أن ما أكتبه هو " فرد عضلات وتسفيه للآخرين وتهكم عليهم وسخرية من أعمالهم العلمية " ثم " أسدل الستار على كل هذا ولم أكتب تعليقاً عليه بحرف واحد لا لشيء إلا لأن هذا خروج عن موضوعي ووصف لشخصي وليس لنقدي العلمي ؟؟؟
وأما ما ذكرتم عن د/عمر حمدان حفظه الله فأنتم أعلم به مني ، وأنا لم أتجه إلى شخصه الكريم لا هو ولا غيره ، وإنما اتجهت إلى أعمالهم العلمية المعروضة علينا وعلى الجميع .والباب مفتوح أن يبين هو وغيره أن هذه الملحوظات ليست في محلها ، أما تركها هكذا وفتح الباب للحديث عن "حدة النقد وأسلوبه " فهو الذي أراه مضيعة للوقت .
وفي الختام أعتذر إليك أخي الكريم إن كنت أسأت إلى مقامكم ولكن علمني مشايخنا : أن الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية " ومقامكم محفوظ أنتم وكل أهل الملتقى .
ملاحظة :
المحبوبة : هي الشاي الأخضر بأدواته وكؤوسه ، كذا كان يسميه الشيخ المحدث عمر فلاتة رحمه الله .
 
حبيبنا الجكني
اسمح لي ولا تزعل عليه
انت تمرر سكينك على رقبة الواحد وتجرحه ، وتقول ياجماعة انا أربت عليه بس ، ما تخافون
والله ان ما قدرت أفهم من منهجك في الرد إلا أمرين : (هؤلاء لا يعلمون) و(أنت العالم فقط) أجروووك ( لا تزعل مني ) هذا فهمي الضعيف .
مع أني استفدت من مناقشاتك كثيرًا إلا أني مع الإخوة في أنك لو عدلت أسلوبك كان أحسن وما يضرك بالعكس ستلاقي كل صدر يفرح بملحوظاتك بدل ما تحمل صدورهم شيء من الضيق عليك ، وترانا بشر ما إحنا ملايكة ، يعني إذا جاءت عباراتك القوية تتعبنا ، دمتم والسلالالالالالالام .
ترى يمكن أكون زيك ، وأنا عندي قرار أني ما أصلح لهذا الملتقى الذي يكتب فيه أعلالالالام كبار ، وقراري أني أتوقف عن الكتابه والله يقدرني أستفيد ولا أعلق خلاص ، والله يوفقني وإياك وإياهم للخير والمحبة والسلام .
 
أخي المستكشف حفظك الله :
ليست هذه الصفحة للمهاترات والاستهتار ، إذا كان فهمك ضعيفاً كما قلت عن نفسك فقف موقف المتفرج ولا تناطح أهل الاختصاص في تخصصهم . نحن نتكلم في موضوع متعلق بكلام الله تعالى لا نراعي فيه زيداً أو خصمه ،قراءات متواترة يحكم عليها بالشذوذ ، وكتب قراءات يساء إليها في تحقيقها ، ما جئنا لتتحفنا بهذه المهاترات واللاءات .
 
الفقير يرى أن الشيخ الجكني لم يعط حقه في التعليقات. الرجل قال ما عنده بأسلوب علمي ولم يحد عن ذلك إلا بعد أن دخل صاحب الكتاب وقال: هي كده ولن أدخل في نقاش (كأسلوب الدكاترة في الجامعات العربية أمام طلبتهم)، عندها حصل ما حصل.
والسبب ليس الدكتور الجكني، وقد طالعت مقاله فما وجدت فيه جرحا أو سبا. إنما هو عرض بأسلوب قوي وغيرة عظيمة على كتاب الله عز وجل.

وإن كان الدكتور عمر تلقى القراءات عن المشايخ فليأت بمشايخه وإجازاته، أما إن لم يجلس بين يدي أهل العلم من القراء فيتعلم من حالهم قبل مقالهم ثم ينقل عن سلفه ما يظنه الصواب فأقواله في هذا الفن ليست ذات بال كبير، ولن نكون حريصين على تتبع تعليقات من هو خارج مجال القراءات بما يدمر مصطلحات القراء الحية بين أظهرنا اليوم،

نعم إن أراد أن يحقق النص دون زيادات فهذا أمر آخر لا يرفضه عاقل، وسأكون أول من يشتري ذلك الكتاب. فقد يكون عند بعض المهتمين ما ليس عند كثير من القراء للسبع أو العشر.
ولا يظن ظان أننا لا ندري ما نقول، فابن الجزري قد صرح بوجود قراءات أخرى متواترة لكن في الأجيال الأولى أما في عصره وقطعا في عصرنا فلن تخرج القراءات المتواترة عن النشر والطيبة والشاطبية والدرة والتيسير والتحبير.

وليس لأحد اليوم أن يذهب إلى قراءة قد انقطعت فيسميها متواترة هكذا بإطلاق دون أن ينبه بما سبق.

يا جماعة هذا أمر خطير جدا ومهلكة ما بعدها مهلكة. وغيرة الدكتور الجكني على كتاب الله محمودة عند المسلمين المؤمنين بكتاب ربهم.

ولا يظن أحد أنني ضد دراسة الأمر تاريخيا كما اقترح السادة الأفاضل، لكن ليس كما حصل في التعليقات على الكتاب.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأحمد الله على نعمة وجودنا كإخوة متحابين في هذا الملتقى،
ولقد أجاد الأخوان الكريمان في الرد والإجابة، وقد لفت نظري شيء جميل وهو أن النقاش جدي،
وقد وصل إلى قمته، فجاءت توجيهات الإخوة بملاحظات طيبة،
وقد ذكرني مشرفنا الدكتور الجكني سلمه الله بقصة رواها لي بعض الإخوة ممن سافر معه ،عن براعة الدكتور الجكني في صنع الشاهي الأخضر، والقراءات، فيقول كان يصنع لنا الشاي ،وكان يؤمنا في كل صلاة برواية،
وكأني به كما قال بعضهم من محبي الأخضر :قدم واسقنا كاسا معممة* كأن رؤسها بيض العمائم،
هذه طرفة أحسب أنها قدتكون في حواشي الموضوع. والله الموفق.
 
عودة
أعلى